كتاب التجليات الإلهية الشيخ الأكبر والنور الأبهر سيدى الإمام محيي الدين ابن العربي الحاتمي الطائي الأندلسي
50 - شرح تجلي التوحيد
50 - متن نص تجلي التوحيد :
التوحيد علمٌ ثم حالٌ ثم علمٌ :
فالعلم الأول : توحيد الدليل وهو توحيد العامة ، وأعني بالعامة علماء الرسوم ....
وتوحيد الحال أن يكون الحق نعتك فيكون هو لا أنت في أنت :
" وَمَا رَمَيْتَ إِذْ رَمَيْتَ وَلَكِنَّ اللّهَ رَمَى " [الأنفال : 17] ...
والعلم الثاني بعد الحال : توحيد المشاهدة فترى الأشياء من حيث الوحدانية فلا ترى إلا الواحد ...
وبتجليه في المقامات يكون الوجدان والعالم كله وجدان ينضاف بعضها إلى بعض يسمى مركباً يكون لها وجه في هذه الإضافة يسمى اشكالاً وليس لغير هذا العالم هذا ( غير ) المشهد .
50 - إملاء ابن سودكين في هذا الفصل :
« ومن تجلي التوحيد وهو ما هذا نصه : التوحید علم ثم حال .. وليس لغير هذا العالم هذا المشهد.
قال جامعه سمعت شيخي أبا عبد الله محمد بن علي بن محمد بن أحمد بن العربي ، قدس الله سره العزيز ، يقول في أثناء شرحه لهذا التجلي ما هذا معناه : إن التوحيد الأول هو الذي يثبت بالدليل وهو إسناد الموجودات إلى الله تعالى ، وكونه أحدي الذات وليس بجسم، وليس كمثله شيء كل هذا يعطيه الدليل .
وأنه موصوف بأوصاف إلهية ورفع المناسبات بينه وبين خلقه من مدارك الدليل . فهذا القدر من التوحيد يشارك فيه المستدل من طريق استدلاله للمكاشف.
وأما حال التوحيد فهو أن يتحلى العالم بما علمه .
فتكون علومه وصفا له لازمة، لكن بحيث أن لا يقال إن أوصافي تناسب أوصاف الحق بحيث يستدل بالمشاهد على الغائب .
والعلم الثاني هو أن يدرك المكاشف بكشفه جميع ما أدرکه صاحب الدليل بدلیله وزيادة .
والزيادة هنا هي المناسبة التي منعها الدليل أولا ويثبت صاحب هذا المقام الثالث جميع ما أثبته صاحب الدليل.
وينفي جميع ما أثبته صاحب الدليل. فيثبت وجوده وإمكانه ثم ينفي وجوده وإمكانه ، ويعرف بأي وجه ينسب إذا نسب وبأي وجه يرفع النسب إذا رفعها ، وصاحب الدليل إما أن يثبتها مطلقا أو أن يرفعها مطلقة .
وصاحب هذا المقام المحقق هو الذي يعرف استواء الحق على العرش ونزوله إلى سماء الدنيا وتلبسه بكل شيء وتنزيهه عن كل شيء. وهذا منتهی علم العارفين . وعلامة المتحقق به أن لا ينكر شيئا أبدا إلا ما أنكره الشرع بلسان الشرع لا بلسان الحقيقة .
فهو ناقل للمنكرات ومحل لجريانه «أي لجريان حكم الشرع في دفع المنكر» ؛ كما هو محل لجريان غيره من الحقایق . فتحقق . والله يقول الحق ".
50 - شرح تجلي التوحيد
296 - (التوحيد علم ثم حال ثم علم ، فالعلم الأول ، توحيد الدليل وهو توحيد العامة ، وأعني بالعامة علماء الرسوم) هذا التوحيد يثبه المستدل بالشاهد على الغائب ، وبالأثر على المؤثر فيعطيه الدليل أن الأشياء كلها مستندة إلى ذات وحدانية .
لا تستند هي في حقيقتها إلى شيء وهذا الوحداني ليس بجسم ولا جسماني ، وليس بجوهر ولا عرض وليس كمثله شيء وهو الإله الموصوف بنعوت الكمال ، ومن كمال ذاته وصفاته كونها أزلية أبدية لا يسبقها العدم ولا يعقبها .
ورفع المناسبة بينه وبين الخلق أيضا من مدارك توحيد الدليل والمكاشف مشترك مع المستدل في طريق الاستدلال، وأما توحيد الحال فمطالعة معناه شهودة في الحق بالحق ، عند تجلي كونه عين كون المشاهد وعين سمعه وبصره ويده .
ولذلك قال :
297 - (وتوحيد الحال أن يكون الحق نعتك ، فيكون هو لا أنت في أنت ، وما رميت إذ رمیت ولكن الله رمی) فأثبت لك الرمي بكون الحكم في رأي العين لك ونفاه عنك بكونك في أنت لا أنت ، ومحض لله فإنه عين كونك وعين سمعك وبصرك ويدك : فالعين له والحكم لك.
298 - (والعلم الثاني ، بعد الحال توحيد المشاهدة) أي مشاهدة الوحدة والكثرة في الحق، من غير مزاحمة .
ولذلك قال : (فترى الأشياء من حيث الوحدانية) أي من حيث كون الحق عين ما ظهر منها بالوجود ، (فلا ترى إلا الواحد) الذي هو عين ما ظهر وبطن .
(و بتجليه في المقامات) والمراتب (تكون الوحدات المتعددة تعدد الوجه الواحد في المرايا المتعددة .
فتجليه في المراتب والمقامات الإمكانية يعطى التعدد بلا كثرة ، فإن الكثرة إنما تقوم من نسب الوحدات بعضها إلى البعض ؛ فمع قطع النظر عن النسب تكون الوحدات متعددة بلا نسب تعطي الكثرة .
ولذلك قال :
299 - (فالعالم كله وحدات ينضاف بعضها إلى بعض تسمى مركبات) كإضافة واحد إلى واحد بحيث يصدق على كل منهما أنه نصف الاثنين .
فإن عين الاثنين المركب منهما إنما يقوم من هذه النسبة والإضافة والنسبة ، عقلية وليس في الخارج إلا واحد وواحد.
وهكذا في باقي المركبات ، كالثلاثة والأربعة والخمسة ونحوها . فافهم.
فتلك المركبات الحاصلة بالنسبة والإضافة
(يكون لها وجه ) آخر (تسمى) المركبات من حيثية ذلك الوجه ، (أشكالا) وذلك باعتبار نسبة الجزء إلى الجزء أو إلى الأجزاء، في هذه الإضافة ، فإنه يعطي الأشكال كما أن نسبة الآحاد بعضها إلى بعض يعطي الأعداد .
(وليس لغير هذا العالم هذا المشهد) يشير إلى عالم المزج والاستحالة ،فإنه يقبل النسب والإضافة والتركيب بخلاف عالم الملكوت.
فإنه أفراد وآحاد وبسائط لا تقبل النسب والإضافة والتركيب .
فالأعيان فيه أعداد لا كثرة فيها . إذ لا ترکیب.
.
50 - شرح تجلي التوحيد
50 - متن نص تجلي التوحيد :
التوحيد علمٌ ثم حالٌ ثم علمٌ :
فالعلم الأول : توحيد الدليل وهو توحيد العامة ، وأعني بالعامة علماء الرسوم ....
وتوحيد الحال أن يكون الحق نعتك فيكون هو لا أنت في أنت :
" وَمَا رَمَيْتَ إِذْ رَمَيْتَ وَلَكِنَّ اللّهَ رَمَى " [الأنفال : 17] ...
والعلم الثاني بعد الحال : توحيد المشاهدة فترى الأشياء من حيث الوحدانية فلا ترى إلا الواحد ...
وبتجليه في المقامات يكون الوجدان والعالم كله وجدان ينضاف بعضها إلى بعض يسمى مركباً يكون لها وجه في هذه الإضافة يسمى اشكالاً وليس لغير هذا العالم هذا ( غير ) المشهد .
50 - إملاء ابن سودكين في هذا الفصل :
« ومن تجلي التوحيد وهو ما هذا نصه : التوحید علم ثم حال .. وليس لغير هذا العالم هذا المشهد.
قال جامعه سمعت شيخي أبا عبد الله محمد بن علي بن محمد بن أحمد بن العربي ، قدس الله سره العزيز ، يقول في أثناء شرحه لهذا التجلي ما هذا معناه : إن التوحيد الأول هو الذي يثبت بالدليل وهو إسناد الموجودات إلى الله تعالى ، وكونه أحدي الذات وليس بجسم، وليس كمثله شيء كل هذا يعطيه الدليل .
وأنه موصوف بأوصاف إلهية ورفع المناسبات بينه وبين خلقه من مدارك الدليل . فهذا القدر من التوحيد يشارك فيه المستدل من طريق استدلاله للمكاشف.
وأما حال التوحيد فهو أن يتحلى العالم بما علمه .
فتكون علومه وصفا له لازمة، لكن بحيث أن لا يقال إن أوصافي تناسب أوصاف الحق بحيث يستدل بالمشاهد على الغائب .
والعلم الثاني هو أن يدرك المكاشف بكشفه جميع ما أدرکه صاحب الدليل بدلیله وزيادة .
والزيادة هنا هي المناسبة التي منعها الدليل أولا ويثبت صاحب هذا المقام الثالث جميع ما أثبته صاحب الدليل.
وينفي جميع ما أثبته صاحب الدليل. فيثبت وجوده وإمكانه ثم ينفي وجوده وإمكانه ، ويعرف بأي وجه ينسب إذا نسب وبأي وجه يرفع النسب إذا رفعها ، وصاحب الدليل إما أن يثبتها مطلقا أو أن يرفعها مطلقة .
وصاحب هذا المقام المحقق هو الذي يعرف استواء الحق على العرش ونزوله إلى سماء الدنيا وتلبسه بكل شيء وتنزيهه عن كل شيء. وهذا منتهی علم العارفين . وعلامة المتحقق به أن لا ينكر شيئا أبدا إلا ما أنكره الشرع بلسان الشرع لا بلسان الحقيقة .
فهو ناقل للمنكرات ومحل لجريانه «أي لجريان حكم الشرع في دفع المنكر» ؛ كما هو محل لجريان غيره من الحقایق . فتحقق . والله يقول الحق ".
50 - شرح تجلي التوحيد
296 - (التوحيد علم ثم حال ثم علم ، فالعلم الأول ، توحيد الدليل وهو توحيد العامة ، وأعني بالعامة علماء الرسوم) هذا التوحيد يثبه المستدل بالشاهد على الغائب ، وبالأثر على المؤثر فيعطيه الدليل أن الأشياء كلها مستندة إلى ذات وحدانية .
لا تستند هي في حقيقتها إلى شيء وهذا الوحداني ليس بجسم ولا جسماني ، وليس بجوهر ولا عرض وليس كمثله شيء وهو الإله الموصوف بنعوت الكمال ، ومن كمال ذاته وصفاته كونها أزلية أبدية لا يسبقها العدم ولا يعقبها .
ورفع المناسبة بينه وبين الخلق أيضا من مدارك توحيد الدليل والمكاشف مشترك مع المستدل في طريق الاستدلال، وأما توحيد الحال فمطالعة معناه شهودة في الحق بالحق ، عند تجلي كونه عين كون المشاهد وعين سمعه وبصره ويده .
ولذلك قال :
297 - (وتوحيد الحال أن يكون الحق نعتك ، فيكون هو لا أنت في أنت ، وما رميت إذ رمیت ولكن الله رمی) فأثبت لك الرمي بكون الحكم في رأي العين لك ونفاه عنك بكونك في أنت لا أنت ، ومحض لله فإنه عين كونك وعين سمعك وبصرك ويدك : فالعين له والحكم لك.
298 - (والعلم الثاني ، بعد الحال توحيد المشاهدة) أي مشاهدة الوحدة والكثرة في الحق، من غير مزاحمة .
ولذلك قال : (فترى الأشياء من حيث الوحدانية) أي من حيث كون الحق عين ما ظهر منها بالوجود ، (فلا ترى إلا الواحد) الذي هو عين ما ظهر وبطن .
(و بتجليه في المقامات) والمراتب (تكون الوحدات المتعددة تعدد الوجه الواحد في المرايا المتعددة .
فتجليه في المراتب والمقامات الإمكانية يعطى التعدد بلا كثرة ، فإن الكثرة إنما تقوم من نسب الوحدات بعضها إلى البعض ؛ فمع قطع النظر عن النسب تكون الوحدات متعددة بلا نسب تعطي الكثرة .
ولذلك قال :
299 - (فالعالم كله وحدات ينضاف بعضها إلى بعض تسمى مركبات) كإضافة واحد إلى واحد بحيث يصدق على كل منهما أنه نصف الاثنين .
فإن عين الاثنين المركب منهما إنما يقوم من هذه النسبة والإضافة والنسبة ، عقلية وليس في الخارج إلا واحد وواحد.
وهكذا في باقي المركبات ، كالثلاثة والأربعة والخمسة ونحوها . فافهم.
فتلك المركبات الحاصلة بالنسبة والإضافة
(يكون لها وجه ) آخر (تسمى) المركبات من حيثية ذلك الوجه ، (أشكالا) وذلك باعتبار نسبة الجزء إلى الجزء أو إلى الأجزاء، في هذه الإضافة ، فإنه يعطي الأشكال كما أن نسبة الآحاد بعضها إلى بعض يعطي الأعداد .
(وليس لغير هذا العالم هذا المشهد) يشير إلى عالم المزج والاستحالة ،فإنه يقبل النسب والإضافة والتركيب بخلاف عالم الملكوت.
فإنه أفراد وآحاد وبسائط لا تقبل النسب والإضافة والتركيب .
فالأعيان فيه أعداد لا كثرة فيها . إذ لا ترکیب.
.
اليوم في 17:11 من طرف Admin
» كتاب التواضع والخمول تصنيف ابن أبي الدنيا
اليوم في 17:02 من طرف Admin
» كتاب: في رياض السيرة النبوية العهد المكي – د.أحمد عمر هاشم ـ ج1
اليوم في 16:27 من طرف Admin
» كتاب في رياض السيرة النبوية (العهد المدني) لأحمد عمر هاشم ـ ج2
اليوم في 15:41 من طرف Admin
» كتاب: القصص في الحديث النبوي ـ لمحمد الزير موقع مكتبة
اليوم في 15:03 من طرف Admin
» كتاب: الكلام على قوله تعالى {إنما يخشى الله من عباده العلماء} ـ ابن رجب الحنبلي
اليوم في 14:58 من طرف Admin
» كتاب: نهاية العالم في الكتاب المقدس - دراسة مقارنة مع القرآن الكريم ـ نور فائزة بنت عثمان
20/11/2024, 22:49 من طرف Admin
» كتاب مواعظ الإمام زين العابدين ـ صالح أحمد الشامي
18/11/2024, 23:30 من طرف Admin
» كتاب إتحاف النفوس بنفحات القدوس ـ عبد القدوس بن أسامة السامرائي
18/11/2024, 23:25 من طرف Admin
» كتاب الإعلام بفضل الصلاة على النبي والسلام ـ محمد بن عبد الرحمن بن علي النميري
18/11/2024, 23:20 من طرف Admin
» كتاب الغيب ـ محمد متولي الشعراوي
18/11/2024, 23:08 من طرف Admin
» كتاب الشيطان والإنسان ـ محمد متولي الشعراوي
18/11/2024, 23:03 من طرف Admin
» كتاب الشعراوي هنا رأيت سيدنا إبراهيم ـ سعيد أبو العنين
18/11/2024, 23:01 من طرف Admin
» كتاب الخير والشر ـ محمد متولي الشعراوي
18/11/2024, 22:57 من طرف Admin
» كتاب التربية في مدرسة النبوة ـ محمد متولي الشعراوي
18/11/2024, 22:55 من طرف Admin