كتاب التجليات الإلهية الشيخ الأكبر والنور الأبهر سيدى الإمام محيي الدين ابن العربي الحاتمي الطائي الأندلسي
20 - شرح تجلي التحول في الصور
20 – متن تجلي التحول في الصور
تنوعت الصور الحسية فتنوعت اللطائف فتنوعت المآخذ فتنوعت المعارف فتنوعت التجليات فوقع التحول والتبدل في الصور في عيون البشر ولا تعاين إلا من حيث المعلم والمعتقد والله أجل وأعز من أن يُشهد .
20 - إملاء ابن سودكين على هذا الفصل
«قال إمامنا في أصله المشروح من كلامه ووارداته الإلهية الكاملة المحققة :
تنوعت الصور الحسية .
فقال في أثناء شرحه لهذا التجلي ما هذا معناه : المتجلي في الصور إنما هو الأسماء . فللتجلي في الدنيا أسماء وهي التي يقع فيها التجلي .
وفي الدار الآخرة أسماء لا تظهر أحكامها اليوم فينا ولا ندركها .
قال عليه الصلاة والسلام : «فأحمده بمحامد لا أعرفها الآن». فتلك المحامد عن تلك الأسماء . فتنوعت الصور لتنوع اللطایف. وتنوعت اللطايف لتنوع المأخذ.
وتنوعت المأخذ لكون الحق سبحانه توجه إلينا بنسب متعددة . فآخر التنوع الحس . وهذا ما أعطاه نور هذه الأسماء التي في هذه المواطن. فحكمنا بما أعطينا .
فإذا قلنا فيها :" محال أو واجب فإنما قلنا بما أعطتنا هذه الأسماء بقوتها ". والله أعلم بما يعطيه سلطان السماء التي في الدار الآخرة.
ولذلك قيل: «إن في الآخرة ما لا عين رأت ولا أذن سمعت ولا خطر على قلب بشر».
فهذا يدلك على أن تلك الأسماء تعطي ما لا تعطيه هذه الأسماء المخصوصة بموطن المدنية و به ما بأيدينا من تلك الأسماء شيء.
وقوله رضي الله عنه في الأصل المشروح "والله أعز من أن تشهد ذاته»، أي لا يشهد. منه إلا أسماؤه وصفاته . والحمد لله رب العالمين".
20 - شرح تجلي التحول في الصور
209 - شأن الحق في ذاته الثبات على حالة واحدة ، فتحوله إنما هو من حيث أسماؤه . وغاية تحولها ، تجليها في الصور الحسية .
والأسماء إنما تظهر أحكام بعضها في النشأة العاجلة فينا فنعلمها ونحكم عليها ؛ وبعضها يظهر في النشأة الآجلة فلا نعلمها اليوم؛ وهي المقول عليها :
"فأحمده بمحامد لا أعرفها الآن" .
فتلك المحامد عن تلك الأسماء . فرما أن تعطي الأسماء المتجلية آجلا ما لا تعطيه الأسماء المتجلية عاجلا .
ومن حيث الجملة ، نعلم أن منتهی تحول الأسماء العاجلة في الصور الحسية ، والصور الحسية في الآجل ، إنما تنقلب باطنا فيما بطن الآن فيها .
فإذا تحولت الأسماء الآجلة ، فلا نعلم فيما تتحول من الحقائق والصور؛ ذلك " مما لا عين رأت ولا أذن سمعت ولا خطر على قلب بشر ".
فما تعلق علم البشر الآن هو تحولها المنتهي الى الصور الحسية .
ولذلك قال قدس الله سره:
210 - (تنوعت الصور الحسية) التي هي منتهى التحولات الأسمائية ؛ (فتنوعت اللطائف) وهي حقائقها الباطنة من القوى البشرية والروحانية والطبيعية والأرواح والنفوس العالية والدانية والعقول المفارقة الجزئية والكلية ، التي هي أيضا من أطوار التجليات الأسمائية .
(فتنوعت المآخذ) إذ في كل شيء بحسب خصوصياته الذاتية والمرتبية مآخذ. (فتنوعت المعارف) أي الأحكام الإلهية والإمكانية والتفصيلية ، المستفادة من كل مأخذ، حسب عطيته في التجليات المظهر لها .
(فتنوعت التجليات) حسب تنوع الصور الحسية . فحكم هذا التحول دوري .
وقد ذکر قدس سره هذه القاعدة في الفتوحات المكية على أبلغ الوجوه هكذا:
«إنما اختلفت التجليات الاختلاف الشرائع .
واختلفت الشرائع لاختلاف النسب الإلهية .
واختلفت النسب الإلهية الاختلاف الأحوال .
واختلفت الأحوال لاختلاف الأزمان.
واختلفت الأزمان لاختلاف الحركات .
واختلفت الحركات لاختلاف التوجهات.
واختلفت التوجهات لاختلاف المقاصد.
واختلفت المقاصد لاختلاف التجليات».
211 - ثم قال : (فوقع التحول والتبدل في الصور في عيون البشر. فلا يعاين ) أي الحق تعالى (إلا من حيث العلم والمعتقد) أي على كيفية الصور العلمية والاعتقادية ؛ فلا تعاين حقيقته كما هي .
(والله أجل وأعز من أن يشهد) كما هو.
20 - شرح تجلي التحول في الصور
20 – متن تجلي التحول في الصور
تنوعت الصور الحسية فتنوعت اللطائف فتنوعت المآخذ فتنوعت المعارف فتنوعت التجليات فوقع التحول والتبدل في الصور في عيون البشر ولا تعاين إلا من حيث المعلم والمعتقد والله أجل وأعز من أن يُشهد .
20 - إملاء ابن سودكين على هذا الفصل
«قال إمامنا في أصله المشروح من كلامه ووارداته الإلهية الكاملة المحققة :
تنوعت الصور الحسية .
فقال في أثناء شرحه لهذا التجلي ما هذا معناه : المتجلي في الصور إنما هو الأسماء . فللتجلي في الدنيا أسماء وهي التي يقع فيها التجلي .
وفي الدار الآخرة أسماء لا تظهر أحكامها اليوم فينا ولا ندركها .
قال عليه الصلاة والسلام : «فأحمده بمحامد لا أعرفها الآن». فتلك المحامد عن تلك الأسماء . فتنوعت الصور لتنوع اللطایف. وتنوعت اللطايف لتنوع المأخذ.
وتنوعت المأخذ لكون الحق سبحانه توجه إلينا بنسب متعددة . فآخر التنوع الحس . وهذا ما أعطاه نور هذه الأسماء التي في هذه المواطن. فحكمنا بما أعطينا .
فإذا قلنا فيها :" محال أو واجب فإنما قلنا بما أعطتنا هذه الأسماء بقوتها ". والله أعلم بما يعطيه سلطان السماء التي في الدار الآخرة.
ولذلك قيل: «إن في الآخرة ما لا عين رأت ولا أذن سمعت ولا خطر على قلب بشر».
فهذا يدلك على أن تلك الأسماء تعطي ما لا تعطيه هذه الأسماء المخصوصة بموطن المدنية و به ما بأيدينا من تلك الأسماء شيء.
وقوله رضي الله عنه في الأصل المشروح "والله أعز من أن تشهد ذاته»، أي لا يشهد. منه إلا أسماؤه وصفاته . والحمد لله رب العالمين".
20 - شرح تجلي التحول في الصور
209 - شأن الحق في ذاته الثبات على حالة واحدة ، فتحوله إنما هو من حيث أسماؤه . وغاية تحولها ، تجليها في الصور الحسية .
والأسماء إنما تظهر أحكام بعضها في النشأة العاجلة فينا فنعلمها ونحكم عليها ؛ وبعضها يظهر في النشأة الآجلة فلا نعلمها اليوم؛ وهي المقول عليها :
"فأحمده بمحامد لا أعرفها الآن" .
فتلك المحامد عن تلك الأسماء . فرما أن تعطي الأسماء المتجلية آجلا ما لا تعطيه الأسماء المتجلية عاجلا .
ومن حيث الجملة ، نعلم أن منتهی تحول الأسماء العاجلة في الصور الحسية ، والصور الحسية في الآجل ، إنما تنقلب باطنا فيما بطن الآن فيها .
فإذا تحولت الأسماء الآجلة ، فلا نعلم فيما تتحول من الحقائق والصور؛ ذلك " مما لا عين رأت ولا أذن سمعت ولا خطر على قلب بشر ".
فما تعلق علم البشر الآن هو تحولها المنتهي الى الصور الحسية .
ولذلك قال قدس الله سره:
210 - (تنوعت الصور الحسية) التي هي منتهى التحولات الأسمائية ؛ (فتنوعت اللطائف) وهي حقائقها الباطنة من القوى البشرية والروحانية والطبيعية والأرواح والنفوس العالية والدانية والعقول المفارقة الجزئية والكلية ، التي هي أيضا من أطوار التجليات الأسمائية .
(فتنوعت المآخذ) إذ في كل شيء بحسب خصوصياته الذاتية والمرتبية مآخذ. (فتنوعت المعارف) أي الأحكام الإلهية والإمكانية والتفصيلية ، المستفادة من كل مأخذ، حسب عطيته في التجليات المظهر لها .
(فتنوعت التجليات) حسب تنوع الصور الحسية . فحكم هذا التحول دوري .
وقد ذکر قدس سره هذه القاعدة في الفتوحات المكية على أبلغ الوجوه هكذا:
«إنما اختلفت التجليات الاختلاف الشرائع .
واختلفت الشرائع لاختلاف النسب الإلهية .
واختلفت النسب الإلهية الاختلاف الأحوال .
واختلفت الأحوال لاختلاف الأزمان.
واختلفت الأزمان لاختلاف الحركات .
واختلفت الحركات لاختلاف التوجهات.
واختلفت التوجهات لاختلاف المقاصد.
واختلفت المقاصد لاختلاف التجليات».
211 - ثم قال : (فوقع التحول والتبدل في الصور في عيون البشر. فلا يعاين ) أي الحق تعالى (إلا من حيث العلم والمعتقد) أي على كيفية الصور العلمية والاعتقادية ؛ فلا تعاين حقيقته كما هي .
(والله أجل وأعز من أن يشهد) كما هو.
25/11/2024, 17:11 من طرف Admin
» كتاب التواضع والخمول تصنيف ابن أبي الدنيا
25/11/2024, 17:02 من طرف Admin
» كتاب: في رياض السيرة النبوية العهد المكي – د.أحمد عمر هاشم ـ ج1
25/11/2024, 16:27 من طرف Admin
» كتاب في رياض السيرة النبوية (العهد المدني) لأحمد عمر هاشم ـ ج2
25/11/2024, 15:41 من طرف Admin
» كتاب: القصص في الحديث النبوي ـ لمحمد الزير موقع مكتبة
25/11/2024, 15:03 من طرف Admin
» كتاب: الكلام على قوله تعالى {إنما يخشى الله من عباده العلماء} ـ ابن رجب الحنبلي
25/11/2024, 14:58 من طرف Admin
» كتاب: نهاية العالم في الكتاب المقدس - دراسة مقارنة مع القرآن الكريم ـ نور فائزة بنت عثمان
20/11/2024, 22:49 من طرف Admin
» كتاب مواعظ الإمام زين العابدين ـ صالح أحمد الشامي
18/11/2024, 23:30 من طرف Admin
» كتاب إتحاف النفوس بنفحات القدوس ـ عبد القدوس بن أسامة السامرائي
18/11/2024, 23:25 من طرف Admin
» كتاب الإعلام بفضل الصلاة على النبي والسلام ـ محمد بن عبد الرحمن بن علي النميري
18/11/2024, 23:20 من طرف Admin
» كتاب الغيب ـ محمد متولي الشعراوي
18/11/2024, 23:08 من طرف Admin
» كتاب الشيطان والإنسان ـ محمد متولي الشعراوي
18/11/2024, 23:03 من طرف Admin
» كتاب الشعراوي هنا رأيت سيدنا إبراهيم ـ سعيد أبو العنين
18/11/2024, 23:01 من طرف Admin
» كتاب الخير والشر ـ محمد متولي الشعراوي
18/11/2024, 22:57 من طرف Admin
» كتاب التربية في مدرسة النبوة ـ محمد متولي الشعراوي
18/11/2024, 22:55 من طرف Admin