جَارِحَةُ اللِّسَانِ الكَرِيمِ المُحَمَّدِي
اللَّهُمَّ صَلِّ وَسَلِّمْ وَبَارِكَ عَلَى سَيِّدِنَا وَمَوْلاَنَا مُحَمَّدٍ
وَعَلَى آلِ سَيِّدِنَا وَمَوْلاَنَا مُحَمَّدٍ الذِي أَنَبْتَهُ مَنَابَكَ فِي مُلْكِكَ العَظِيمِ، وَأَجْلَسْتَهُ عَلَى كُرْسِيِّ الخِلاَفَةِ عَنْكَ فِي مَكَاتِبِ التَّعْلِيمِ، بَلْ أَنَبْتَ عَنْكَ مَادَّةَ الإِفْصَاحِ مِنْهُ، المُقْتَدِرِ عَلَى بَيَانِ مُرَادَاتِكَ بِإِقْدَارِكَ، جَوْهَرُ اللِّسَانِ المُحَمَّدِيِّ المُبِينِ بَيْنَ يَدَيْكَ. فَوَاصِلِ اللَّهُمَّ قُوَّتِيَ اللِّسَانِيَّةَ مِنْ قُوَّى اللِّسَانِ المُحَمَّدِي مَا تَسْرِي فِيَ حَلَوَاتُ أَذْوَاقِهِ، وَلَذَاذَاتُ ذَوَقَانِهِ وَطَلَقَاتُ إِرْسَالِ عَذَبَاتِهِ فِي المَيَادِينِ المُتَوَجِّهَةِ إِلَيْهَا عِنَايَاتُ الشَّرْعِ الكَرِيمِ حَتَّى لاَ يَحِيفَ لِسَانِي فِيمَا يَجِبُ عَلَيْهِ مِنْ شَعَائِرِ الرَّبِّ جَلَّ جَلاَلُهُ، وَيَقُومَ بِجَمِيعِ مَا أُمِرَ بِهِ مِنْ وَظَائِفِهِ وَأَحْكَامِهِ. وَمُدَّ اللَّهُمَّ لِسَانِيَ مِنْ لِسَانِهِ المُحَمَّدِي مَا يُعْطَى بِهِ قُوَّةَ جَمِيعِ اللُّسُنِ الخَلْقِيَّةِ فَيُثْنِي بِهَا عَلَى رَبِّهِ وَبَارِئِهِ وَمُرَبِّيهِ، وَالقَائِمِ عَلَى كُلِّ نَفْسٍ بِمَا كَسَبَتْ بِمَا يَنْبَغِي لِجَلاَلِ وَجْهِهِ، وَعَظِيمِ سُلْطَانِهِ، وَوِسْعِ اقْتِدَارِهِ، وَعَجِيبِ لُطْفِهِ، وَخَفِيِّ امْتِنَانِهِ، وَيَتَجَدَّدُ لَهُ فِي كُلِّ طَرْفَةٍ يَطْرِفُ بِهَا أَهْلُ السَّمَاوَاتِ وَأَهْلُ الأَرْضِ وَكُلُّ شَيْءٍ هُوَ فِي عِلْمِكَ كَائِنٌ أَوْ قَدْ كَانَ مِنَ القُوَّى القُدْسِيَّةِ مَا يَشْفِي نَفْسَهُ وَعَقْلَهُ وَرُوحَهُ وَسِرَّهُ مِنَ الثَّنَاءِ عَلَى رَبِّهِ، وَإِجْلاَءِ كَمَالاَتِهِ، وَبَثِّ نُعُوتِهِ، وَأَضْعَافِ أَضْعَافِ أَضْعَافِ عَدَدِ كُلِّ مَوْجُودٍ أَوْ يُوجَدُ وَحَرَكَاتِهِ وَسَكَنَاتِهِ وَخَطَرَاتِهِ، وَكُلِّ الشُّؤُونِ المُتَعَلِّقَةِ بِهِ، وَأَضْعَافِ أَضْعَافِ هَذِهِ المُضَاعَفَاتِ حَتَّى لاَيَبْقَى مِنَ الحِسَابِ شَيْءٌ، وَمُدَّ اللَّهُمَّ قُوَّتِيَ اللِّسَانِيَّةَ مِنْ قُوَّةِ اللِّسَانِ المُحَمَّدِي مَا تَتْلُوا القُرْءانَ الكَرِيمَ حَقَّ تِلاَوَتِهِ، وَمُدَّ اللَّهُمَّ قُوَّتِيَ اللِّسَانِيَّةَ مِنْ قُوَّةِ اللِّسَانِ المُحَمَّدِي مَا تُسَبِّحُ اللَّهَ جَلَّ وَجْهُهُ وَتُمَجِّدُهُ وَتُثْنِي عَلَيْهِ وَتُقَدِّسُهُ بِعَدَدِ كُلِّ تَسْبِيحٍ لِلَّهِ تَعَالَى فِي أَرَاضِيهِ وَمَا فِيهَا، وَسَمَاوَاتِهِ وَمَا فِيهَا، وَعَدَدِ مَا خَلَقَ مِنْ أَنْوَاعِ التَّحَامِيدِ، وَيَخْلُقُ مِنْ أَعَاظِمِ التَّمَاجِيدِ حَتَّى لاَ يَبْقَى مِنَ الثَّنَاءاتِ شَيْءٌ، وَبِعَدَدِ كُلِّ تَسْبِيحٍ تُحِبُّ رَبَّنَا أَنْ تُحْمَدَ وَيُثْنَى عَلَيْكَ بِهِ. وَمُدَّ اللَّهُمَّ قُوَّتِيَ اللِّسَانِيَّةَ مِنْ قُوَّةِ اللِّسَانِ المُحَمَّدِي مَا أَقْدِرُ عَلَى الثَّنَاءِ عَلَيْكَ بِاسْمِكَ العَظِيمِ الأَعْظَمِ، المَخْزُونِ المَكْنُونِ الأَطْهَرِ الذِي عَمِيَتْ عَنْهُ العُقُولُ وَالبَصَائِرُ، فِي كُلِّ لَمْحَةٍ وَطَرْفَةٍ وَنَفَسٍ وَلَحْظٍ مِلْء مَا عَلِمْتَ وَعَدَدَ مَا عَلِمْتَ، وَزِنَةَ مَا عَلِمْتَ، واقْدُرْنِي عَلَى التَّلَبُّسِ بِحُلَلِهِ وَكُسَاهُ وَتَجَلِّيَّاتِهِ وَأَنْوَارِهِ وَإِفَاضَاتِهِ وَاقْتِدَارَاتِهِ وَأَلْبِسَتِهِ. وَعَلِّمْنِي اللَّهُمَّ آدَابَهُ وَأَحْوَالَهُ فِي كُلِّ وَقْتٍ وَكُلِّ مَوْطِنٍ وَمَا يُنَاسِبُهُ وَيَقْتَضِيهِ يَا دَهْرُ يَا دَهْرُ يَا دَهْرُ يَا أَبَدِيُّ يَا أَزَلِيُّ يَا قَدِيمَ الإِحْسَانِ وَالحَمْدُ لِلَّهِ عَلَى ذَلِكَ. وَأَوْصِلْ يَا بَرُّ يَا رَحْمَانُ يَا رَحْمَانُ يَا رَحْمَانُ مِنْ قُوَّةِ اللِّسَانِ المُحَمَّدِي إِلَى لِسَانِي حَتَّى أُوَفِّيَ كُلَّ مَوْطِنٍ وَمَا يَقْتَضِيهِ مِنْ حُقُوقِ الرَّبِّ جَلَّ جَلاَلُهُ وَمَا يَجِبُ لَهُ وَمَا يَجُوزُ وَمَا يَسْتَحِيلُ تَوْفِيَةً نَاشِئَةً عَنِ الكُشُوفَاتِ العِيَانِيَّةِ، وَالمُشَاهَدَاتِ العِنْدِيَّةِ، حَتَّى أَكُونَ مِنْ أَهْلِ التَّوْحِيدِ الفِطْرِيِّ الرُّوحَانِيِّ الذِي لَمْ يَسْتَنِدْ لِشُبَهٍ وَلاَ لِبَرَاهِينَ، { صِبْغَةَ اللَّهِ.وَمَنَ اَحْسَنُ مِنَ اللَّهِ صِبْغَةً. وَنَحْنُ لَهُ عَابِدُونَ.} وَحُقُوقِ الحَضْرَةِ الرِّسَالِيَّةِ وَمَا تَطْلُبُهُ جَلاَلَتُهَا مِمَّا يَجِبُ لَهَا مِنَ الكَمَالاَتِ، وَمَا يَجُوزُ عَلَيْهَا مِنَ العَوَارِضِ الغَيْرِ المُخِلَّةِ بِعَلِيِّ جَلاَلَةِ النُّبُوَّةِ وَمَا يَسْتَحِيلُ فِي حَقِّهَا مِمَّا يَنْبُو عَنْهُ مَقَامُ الرِّسَالَةِ. وَحُقُوقِ الكِتَابِ الحَكِيمِ الذِي لاَ يَاتِيهِ البَاطِلُ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَلاَ مِنْ خَلْفِهِ، فَتُقَدِّسُ الأَنْوَارُ القُرْءانِيَّةُ القُوَى اللِّسَانِيَّةَ عَنْ كُلِّ مَا يَخِلُّ بِرُتْبَةِ عُبُودِيَّتِي حَتَّى لاَ تَطْرَأَ الظُّلَمُ عَلَى وَحَدَاتِ النُّورِ فَتَنْسَخَهَا يَا قُدُّوسُ يَا قُدُّوسُ يَا قُدُّوسُ يَا نُورُ يَا نُورُ يَا نُورُ يَا نُورُ فَأُومِنُ بِمُتَشَابِهِهِ عَلَى المَعْنَى الذِي أَرَادَهُ الرَّبُّ جَلَّ مَجْدُهُ، وَأَعْمَلُ بِمُحْكَمِهِ وَأَعْتَبِرُ بِأَقَاصِيصِهِ فَتُنْتِجَ لِيَ الخَوْفَ الذَّاتِيَّ الغَيْرَ النَّاشِئِ عَنْ حَادِثٍ مِنَ الحَوَادِثِ، بَلْ مِنْكَ إِلَيْكَ، وَحُقُوقِ السُّنَّةِ الغَرَّاءِ الكَفِيلَةِ لِمَنْ جَعَلَهَا إِمَاماً وَاهْتَمَّ بِهَا أَنْ تُلْحِقَهُ بِالنَّبِيئِينَ وَالصِّدِّيقِينَ، وَحَسُنَ أُولئِكَ رَفِيقاً. وَحُقُوقِ العِبَادِ عَلَى اخْتِلاَفِ مَنَازِلِهِمْ وَمَرَاتِبِهِمْ وَمَنَاصِبِهِمْ وَفَضِيلَتِهِمْ .{يُرِيدُ اللَّهُ لِيُبَيِّنَ لَكُمْ وَيَهْدِيَكُمْ سُنَنَ الذِينَ مِن قَبْلِكُمْ وَيَتُوبَ عَلَيْكُمْ. وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ. وَاللَّهُ يُرِيدُ أَنْ يَّتُوبَ عَلَيْكُمْ. وَيُرِيدُ الذِينَ يَتَّبِعُونَ الشَّهَوَاتِ أَن تَمِيلُوا مَيْلاً عَظِيماً. يُرِيدُ اللَّهُ أَنْ يُّخَفِّفَ عَنكُمْ.
وَخُلِقَ الإِنسَانُ ضَعِيفاً}.
وَمُدَّ اللَّهُمَّ قُوَّةَ لِسَانِي مِنْ قُوَّةِ اللِّسَانِ المُحَمَّدِي حَتَّى أَدْعُوَ اللَّهَ تَعَالَى بِهِ عَلَى بَصِيرَةٍ فَلاَ يَكُونَ لِسَانِي فَهّاً وَلاَ تَكُونَ حُجَّتُهُ مُلَجْلَجَةً تَبْغِي لَهَا مَنْ يُقِيمُهَا، بَلْ يُوتَى مِنْ لَدُنْكَ سُلْطَاناً مُبِيناً، آمِينْ آمِينْ آمِينْ {وَءاتَيْنَا مُوسَى سُلْطَاناً مُّبِيناً} وَحَتَّى أَتْلُوَ قُرْءانَ الجَمْعِ فِي مِحْرَابِ الفُرْقَانِ، وَأَتْلُوَ فُرْقَانَ الفُرْقَانِ فِي مَسْجِدِ الجَمْعِ، وَأَتْلُوَ قُرْءانَ الفُرْقَانِ فِي كُرْسِيِّ الاِعْتِدَالِ، وَأَتْلُوَ فُرْقَانَ القُرْءانِ عِنْدَ مِنْبَرِ{دُلُوكِ الشَّمْسِ إِلَى غَسَقِ اليْلِ وَقُرْءانَ الفَجْرِ،
إِنَّ قُرْءانَ الفَجْرِ كَانَ مَشْهُوداً}.
{رَبِّ أَدْخِلْنِي مُدْخَلَ صِدْقٍ وَأَخْرِجْنِي مُخْرَجَ صِدْقٍ
وَاجْعَل لِّي مِن لَّدُنكَ سُلْطَاناً نَّصِيراً}.
وَمُدَّ اللَّهُمَّ قُوَّةَ لِسَانِي مِنْ قُوَّى اللِّسَانِ المُحَمَّدِي
مَا أَذْكُرُكَ عَلَى كُلِّ أَحْيَانِي حَتَّى يَكُونَ كُلُّ جَوْهَرٍ مِنِّي لَهُ لِسَانٌ عَامٌّ وَخَاصٌّ يُمَجِّدُكَ وَيُثْنِي عَلَيْكَ فِي
كُلِّ لَمْحَةٍ وَطَرْفَةٍ يَطْرِفُ بِهَا أَهْلُ السَّمَاوَاتِ وَأَهْلُ الأَرْضِ،
وَكُلُّ شَيْءٍ هُوَ فِي عِلْمِكَ كَائِنٌ أَوْ قَدْ كَانَ، وَحَتَّى لاَ نَشْتَغِلَ عَنْكَ لاَ فِي حَالَةِ التَّذْكِيرِ وَلاَ فِي حَالَةِ الإِمْلاَء،وَلاَ فِي حَالَةِ الاعْتِبَارِ والافْتِكَارِ، وَلاَ فِي حَالَةِ الإِدِّكَارِ، بَلْ نَكُونُ مِنْكَ وَإِلَيْكَ وَبِكَ، فَلاَ نَحْتَجِبُ بِشَيْءٍ عَنْكَ، بَلْ تَكُونُ أَنْتَ الظَّاهِرُ لَنَا قَبْلَ كُلِّ شَيْءٍ، وَأَنْتَ الظَّاهِرُ لَنَا بَعْدَ كُلِّ شَيْءٍ، وَأَنْتَ الظَّاهِرُ لَنَا دُونَ كُلِّ شَيْءٍ، وَأَنْتَ الظَّاهِرُ لَنَا فَوْقَ كُلِّ شَيْءٍ، وَأَنْتَ الظَّاهِرُ لَنَا عِنْدَ كُلِّ شَيْءٍ، وَأَنْتَ الظَّاهِرُ لَنَا فِي كُلِّ شَيْءٍ. لَكَ الحَمْدُ وَلَكَ الفَضْلُ وَلَكَ الثَّنَاءُ الحَسَنُ. أَحَقُّ مَا قَالَ العَبْدُ وَكُلُّنَا لَكَ عَبْدٌ، سَجَدَ لَكَ سَوَادِي، وَآمَنَ بِكَ فُؤَادِي، هَذِهِ يَدِي، وَمَا جَنَيْتُ عَلَى نَفْسِي، اغْفِرْ لِي الذَّنْبَ العَظِيمَ فَإِنَّهُ لاَ يَغْفِرُ الذَّنْبَ العَظِيمَ إِلاَّ الرَّبُّ العَظِيمُ، اللَّهُمَّ لَكَ الحَمْدُ وَلَكَ المُشْتَكَى، وَأَنْتَ المُسْتَعَانُ وَبِكَ المُسْتَغَاثُ وَلاَ حَوْلَ وَلاَ قُوَّةَ إِلاَّ بِكَ. وَهَبِ اللَّهُمَّ قُوَّةَ لِسَانِي مِنْ قُوَّى اللِّسَانِ المُحَمَّدِي مَا يُتَرْجِمُ عَنْ مَكْنُونَاتِ الضَّمَائِرِ مِمَّا أَوْدَعْتَ فِيهَا مِنْ أَحَبِّ الأَخْلاَقِ إِلَيْكَ، وَإِنَّهُ لاَ يَهْدِي لأَحَبِّهَا وَلاَ لأَحْسَنِهَا غَيْرُكَ، وَاهْدِنَا لأَحَبِّ الأَخْلاَقِ إِلَيْكَ، وَأَفِضِ اللَّهُمَّ عَلَى لِسَانِي مِنْ قُوَّى اللِّسَانِ المُحَمَّدِي مَا يَنْطِقُ بِتَحْبِيرِ اللُّغَاتِ كُلِّهَا حَتَّى لاَ يَشِذَّ عَنْهُ مِنَ النُّطْقِ بِاللُّغَاتِ شَيْءٌ، سُرْيَانِيَّةً وَعِبْرَانِيَّةً وَفَارِسِيَّةً وَقِبْطِيَّةً وَحَبَشِيَّةً وَلاَتِينِيَّةً وَيُونَانِيَّةً . وَوَاصِلِ اللَّهُمَّ يَا مُقَدِّمُ يَا أَوَّلُ يَا ءاخِرُ يَا ظَاهِرُ يَا بَاطِنُ يَا قُدُّوسُ يَا سَلاَمُ يَا مُهَيْمِنُ جَوْهَرَ لِسَانِي مِنْ أَمْدَادِ أَسْرَارِ فُتُوحِ اللِّسَانِ المُحَمَّدِي مَا لاَ يَعْسُرُ عَلَيَّ تَأْدِيَّةُ سِرٍّ مِنْ أَسْرَارِ الشَّرْعِ الكَرِيمِ، وَأَعْطِنِي مِنْ قُوَّةِ الإِفْصَاحِ وَعِلْمِ البَيَانِ عَنْ أَسْرَارِ كَلاَمِكَ وَخِطَابِكَ وَتَنَوُّعَاتِ أَسَالِيبِ الْتِفَاتَاتِ العِنَايَةِ الإِرَادِيَّةِ بِأَعْبُدِكَ حَتَّى لَوَّنْتَ لَهُمُ الخِطَابَاتِ، وَعَدَّدْتَ لَهُمْ مَضَارِبَ التَّفَنُّنَاتِ، وَأَرْصَدْتَ لَهُمُ الحُجُيَاتِ الظَّنِّيَّةَ وَاليَقِينِيَّةَ، وَالخِطَابَاتِ الشِّعْرِيَّةَ، أَنَّى تَوَجَّهَتْ بِهِمُ الأَهْوَاءُ، وَنَحَتْ بِهِمُ الأَنْحَاءُ، فَحَيْثُ تَوَجَّهُوا يَجِدُوا أَرْصَادَ تَنَوُّعَاتِ العِلْمِ تَحُجُّهُمْ وَتَقْمَعُهُمْ وَتُخَاصِمُهُمْ وَتُجَادِلُهُمْ وَتَرْدَعُهُمْ وَتُلْجِمُهُمْ، كُلٌّ بِحَسَبِ مَا يَعْلَمُ أَنَّهُ الحُجَّةُ عَلَيْهِ، وَتَطْمَئِنُّ بِهِ نَفْسُهُ، وَيَرْكَنُ إِلَيْهِ لُبُّهُ، المُنْشَقُّ هَذَا التَّفَنُّنُ مِنْ حَضْرَةِ الإِسْمِ الهَادِي، مَعَ الْتِحَامِ المُعِزِّ الفَتَّاحِ العَلِيمِ السَّمِيعِ البَصِيرِ الرَّافِعِ الحَكَمِ العَدْلِ اللَّطِيفِ الخَبِيرِ الحَلِيمِ الشَّكُورِ الحَفِيظِ المُقِيتِ، فَأُعْطَى حُسْنَ التِّبْيَانِ عَنْ مَضَامِرِ هَذِهِ الأَسْرَارِ الإِلَهِيَّةِ، وَأَعْلَمُ مَصَارِفَهَا وَمَضَارِبَهَا حَتَّى لاَ أَضْرِبَ وُجُوهَ القُرْءانِ بَعْضِهِ بِبَعْضٍ، وَلاَ أَقُولَ هَذِهِ الآيَةَ مُعَارِضَةٌ مَعَ هَذِهِ، وَلاَ هَذِهِ مُشْكِلَةٌ مَعَ هَذِهِ، فَأَعْلَمَ العِلْمَ النَّافِعَ الأُمِّيَّ الإِلَهِيَّ المُحَمَّدِيَّ وَأُنَزِّلَ الخِطَابَاتِ مَنَازِلَهَا. وَامْدُدِ اللَّهُمَّ يَا كَرِيمُ يَا وَدُودُ يَا مَجِيدُ يَا بَاعِثُ يَا شَهِيدُ الجَارِحَةَ اللِّسَانِيَّةَ مِنِّي مِنْ قَوَامِيسِ بَحْرِ إِفَاضَاتِ اللِّسَانِ المُحَمَّدِي مَا أَقُومُ فِي كُلِّ وَقْتٍ وَدَوَرَانِ فَلَكِهِ وَمَا يَقْتَضِيهِ جَلاَلُ الرَّبِّ جَلَّ سُلْطَانُهُ مِنِّي، فَلاَ أَنْبَعِثُ بِغَيْرِ مَا انْبَغَى أَنْ نَنْبَعِثَ فِيهِ، وَلاَ أَظْهَرُ بِغَيْرِ مَا يَنْبَغِي أَنْ نَقُومَ فِيهِ، لِمَا أَنَّ الحَقَّ جَلَّ أَمْرُهُ يَقْتَضِي مِنْ عُبْدَانِهِ كُلَّ ءانٍ مَا يَقْتَضِيهِ، وَلاَ يُقَامُ فِي ذَلِكَ المُقْتَضَى إِلاَّ مَنْ وَقَعَ عَلَيْهِ الاِخْتِيَارُ، وَاسْتُخْلِصَ لِنَفْسِهِ المَاهِيَاتِ السَّعَادِيَّةِ فَاجْعَلْنِي ذَلِكَ المُخْتَارَ، وَذَلِكَ المُسْتَخْلَصَ، وَذَلِكَ المُقَامَ فِي أَدْوَارِ القِيَامِ بِمَا يَنْبَغِي يَا مَجِيدُ يَا شَهِيدُ يَا وَكِيلُ. وَوَاصِلِ اللَّهُمَّ يَا قَوِيُّ يَا مَتِينُ يَا وَلِيُّ يَا مُحْيِي يَا مُمِيتُ يَا حَيُّ يَا قَيُّومُ يَا وَاجِدُ يَا مَاجِدُ مِنْ أَمْدَادِ اللِّسَانِ المُحَمَّدِي إِلَى لِسَانِي مَا تَتَبَدَّلُ بِهِ أَحْوَالُ أَوْصَافِهِ اللِّسَانِيَّةِ فَأَتَنَزَّهُ مِنْ رَذِيلَةِ الكَلاَمِ فِيمَا لاَ يَعْنِي، وَءافَةِ فُضُولِ الكَلاَمِ، وَءافَةِ الخَوْضِ فِي البَاطِلِ، وَءافَةِ المِرَاءِ وَالجِدَالِ، وَءافَةِ التَّبَعْثُرِ فِي الكَلاَمِ، وَءافَةِ الفُحْشِ وَالسَّبِّ، وَءافَةِ اللَّعْنِ، وَءافَةِ الغِنَاءِ ،وَءافَةِ المِزَاحِ، وَءافَةِ السُّخْرِيَّةِ وَالاِسْتِهْزَاءِ، وَءافَةِ إِفْشَاءِ السِّرِّ، وَءافَةِ الوَعْدِ الكَاذِبِ، وَءافَةِ الكَذِبِ فِي القَوْلِ وَاليَمِينِ، وَءافَاتِ الكَذِبِ بِالمَعَارِيضِ، وَءافَاتِ شَيْنِ الغِيبَةِ اللِّسَانِيَّةِ وَالقَلْبِيَّةِ. وَاحْسِمْ عَنِّي بِالمُوَاصَلاَتِ المُحَمَّدِيَّةِ الأَسْبَابَ البَاعِثَةَ عَلَى الغِيبَةِ. وَحَبِّبْ لِيَ العِلاَجَ الذِي بِهِ يُمْنَعُ اللِّسَانُ مِنَ الغِيبَةِ. وَفَقِّهْنِي تَحْرِيمَ الغِيبَةِ بِالقَلْبِ، وَكَفَّارَةَ الغِيبَةِ، وَءافَاتِ النَّمِيمَةِ، وَءافَاتِ كَلاَمِ ذِي اللِّسَانَيْنِ، وَءافَاتِ المَدْحِ فِي غَيْرِ مَحَلِّهِ، وَءافَاتِ الغَفْلَةِ عَنِ دَقَائِقِ الخَطَإِ فِي مَجْرَى الكَلاَمِ يَا قَادِرُ، أَقْدُرْنِي عَلَى قَمْعِ شَهَوَاتِي وَشُبُهَاتِي المُكَدِّرَةِ لِي بِسَاطَ المُوَاصَلَةِ مَعَكَ يَا مُقْتَدِرُ، اَجْتُثْ عَنِّي بِاقْتِدَارِكَ العَظِيمِ أُصُولَ القَوَاطِعِ عَنْكَ وَعَنْ رَسُولِكَ، وَامْحُ ظِلاَلَ أَشْخَاصِ المَلَكَاتِ الرَّدِيَةِ بِاقْتِدَارِكَ، يَا مُقْتَدِرُ يَا مُقَدِّمُ، هَيِّئْ لِي مِنْ كُسَا الأَنْوَارِ وَالمَعَارِفِ وَالعُلُومِ الذَّاتِيَّةِ مَا أَتَقَدَّمُ بِهَا إِلَيْكَ، وَأَتَقَدَّمُ بِهَا عِنْدَكَ، وَمِنَ الاِسْتِغْرَاقَاتِ فِي الذَّاتِ المُحَمَّدِيَّةِ مَا أَصِيرُ بِهَا مُقَدَّماً عِنْدَهَا فِي البُكُورَاتِ وَالأَصَائِلِ، وَمِنَ الاقْتِدَارِ عَلَى الخَوْضِ فِي أَبْحُرِ مَعَانِي الكَلاَمِ القَدِيمِ حَتَّى يُعَلِّمَنِي الرَّحْمَانُ القُرْءانَ . يَا مُؤَخِّرُ، أَخِّرْ عَنِّي الدَّوَاعِيَ الظُّلْمَانِيَّةَ وَالإِنْبِعَاثَاتِ الطَّبِيعِيَّةَ حَتَّى لاَ تَفْعَلَ بِي فَوَاعِلُهَا، وَلاَ أَتَأَثَّرَ مِنْ عَوَامِلِهَا يَا مُؤَخِّرُ، وَمُدَّ اللَّهُمَّ القُوَّى اللِّسَانِيَّةَ مِنِّي بِقُوَّى اللِّسَانِ المُحَمَّدِي مَا لاَ أَذْكُرُهُ إِلاَّ بِمَا ذَكَرْتَهُ، وَلاَ أَنْعَتُهُ إِلاَّ بِمَا نَعَتَّهُ، وَلاَ أُثْنِي إِلاَّ بِمَا أَثْنَيْتَ بِهِ عَلَيْهِ. وَمُدَّ نِي اللَّهُمَّ مِنْ قُوَّى اللِّسَانِ المُحَمَّدِي مَا أَذْكُرُكَ بِهِ حَتَّى يَتَرَوَّى اللِّسَانُ مِنْ أَمْوَاجِ أَنْوَارِ ذِكْرِكَ وَقُرْبِكَ وَمُشَاهَدَتِكَ وَمُنَاجَاتِكَ وَمُدَانَاتِكَ وَمُصَافَاتِكَ وَإِدْنَاءاتِكَ، وَحَتَّى يَذْكُرَكَ بِمَا ذَكَرَكَ بِهِ النَّبِيئُونَ وَالمُرْسَلُونَ، وَحَتَّى يَذْكُرُكَ بِمَا ذَكَرَكَ بِهِ المَلاَئِكَةُ المُقَرَّبُونَ، وَحَتَّى يَذْكُرَكَ بِمَا ذَكَرَكَ بِهِ {المُرْسَلاَتُ عُرْفاً وَالعَاصِفَاتُ عَصْفاً وَالنَّاشِرَاتُ نَشْراً وَالفَارِقَاتُ فَرْقاً وَالمُلْقِيَاتُ ذِكْراً}،
وَحَتَّى أَذْكُرَكَ بِمَا ذَكَرَكَ بِهِ
{الذَّارِيَاتُ ذَرْواً وَالحَامِلاَتُ وِقْراً وَالجَارِيَاتُ يُسْراً
وَالمُقَسِّمَاتُ أَمْراً}،
وَحَتَّى أَذْكُرَكَ بِمَا ذَكَرَكَ بِهِ
{النَّازِعَاتُ غَرْقاً وَالنَّاشِطَاتُ نَشْطاً وَالسَّابِحَاتُ سَبْحاً
وَالسَّابِقَاتُ سَبْقاً وَالمُدَبِّرَاتُ أَمْراً}،
وَحَتَّى أَذْكُرَكَ بِمَا ذَكَرَكَ بِهِ
{الذِينَ يُسَبِّحُونَ بِحَمْدِ رَبِّهِمْ وَيُومِنُونَ بِهِ وَيَسْتَغْفِرُونَ لِلذِينَ ءامَنُوا. رَبَّنَا وَسِعْتَ كُلَّ شَيْءٍ رَّحْمَةً وَعِلْماً فَاغْفِرْ لِلذِينَ تَابُوا وَاتَّبَعُوا سَبِيلَكَ وَقِهِمْ عَذَابَ الجَحِيمِ .رَبَّنَا وَأَدْخِلْهُمْ جَنَّاتِ عَدْنٍ التِي وَعَدتَّهُمْ وَمَن صَلَحَ مِنَ آبَائِهِمْ وَأَزْوَاجِهِمْ وَذُرِّيَّاتِهِمْ .إِنَّكَ أَنتَ العَزِيزُ الحَكِيمُ .وَقِهِمُ السَّيِّئَاتِ. وَمَن تَقِ السَّيِّئَاتِ يَوْمَئِذٍ فَقَدْ رَحِمَتَهُ. وَذَلِكَ هُوَ الفَوْزُ العَظِيمُ}. وَحَتَّى أَذْكُرَكَ بِمَا ذَكَرَكَ بِهِ {الذِينَ يُسَبِّحُونَ بِحَمْدِ رَبِّهِمْ وَيَسْتَغْفِرُونَ لِمَن فِي الأَرْضِ} وَحَتَّى أَذْكُرَكَ بِمَا ذَكَرَتْكَ بِهِ أَرْوَاحُ النَّبَاتَاتِ وَأَلْسِنَتُهَا، وَحَتَّى أَذْكُرَكَ بِمَا ذَكَرَتْكَ بِهِ الجَمَادَاتُ وَأَرْوَاحُهَا، وَحَتَّى أَذْكُرَكَ بِمَا ذَكَرَكَ بِهِ الأَخْتَامُ وَوَسِعَتْهُ أَلْسِنَتُهُمْ، وَأَذْكُرَكَ بِمَا ذَكَرَكَ بِهِ الأَقْطَابُ وَاتَّجَهَتْ إِلَيْهِ ثَنَاءاتُهُمْ، وَأَذْكُرَكَ بِمَا ذَكَرَكَ بِهِ الأَفْرَادُ وَنَطَقَتْ بِهِ مَنَاطِقُهُمْ، وَأَذْكُرَكَ بِمَا ذَكَرَكَ بِهِ المَفَاتِيحُ وَعُلِّمَتْهُ بَيَانَاتُهُمْ، وَأَذْكُرَكَ بِمَا ذَكَرَكَ بِهِ الأَجْرَاسُ وَاطَّلَعَتْ عَلَيْهِ سَلِيقَتُهُمْ، وَأَذْكُرَكَ بِمَا ذَكَرَكَ بِهِ العُرَفَاءُ وَعَرَفَتْهُ مَوْضُوعَاتُهُمُ اللُّغَوِيَّةُ، وَأَذْكُرَكَ بِمَا ذَكَرَكَ بِهِ العُمَدُ وَتَوَجَّهَتْ إِلَيْهِ طَامِحَتُهُمْ، وَأَذْكُرَكَ بِمَا ذَكَرَكَ بِهِ الأَوْتَادُ وَقَصُرَتْ عَلَيْهِ إِدْرَاكَاتُهُمْ، وَأَذْكُرَكَ بِمَا ذَكَرَكَ بِهِ النُّقَبَاءُ وَفَاتَحَتْهُ شَاكِلَتُهُمْ، وَأَذْكُرَكَ بِمَا ذَكَرَكَ بِهِ النُّجَبَاءُ وَاتَّسَعَتْ لَهُ قَابِلِيَّتُهُمْ، وَأَذْكُرَكَ بِمَا ذَكَرَكَ بِهِ أَرْبَابُ الدَّوَائِرِ البَرِّيَّةِ وَمَا مُنِحَتْهُ رُتْبَتُهُمْ، وَأَذْكُرَكَ بِمَا ذَكَرَكَ بِهِ أَرْبَابُ الدَّوَائِرِ الوُسْطَى وَمَا اقَتَضَتْهُ مُكْنَتُهُمْ، وَأَذْكُرَكَ بِمَا ذَكَرَكَ بِهِ أَرْبَابُ الدَّوَائِرِ العُظْمَى وَمَا رُشِّحَتْ لَهُ جَلاَلاَتُهُمْ، وَأَذْكُرَكَ بِمَا ذَكَرَكَ بِهِ أَرْبَابُ الدَّوَائِرِ البَحْرِيَّةِ وَمَا وَسِعَتْهُ عَالِمِيَتُهُمْ، وَأَذْكُرَكَ بِمَا ذَكَرَكَ بِهِ أَرْبَابُ الغُيُوبِ وَمَا وَاجَهَتْهُمْ بِهِ سَعَادَاتُهُمْ. وَمُدَّ اللَّهُمَّ قُوَّايَ الِّلسَانِيَّةَ مِنْ قُوَّى اللِّسَانِ المُحَمَّدِي مَا أَعْرِفُ سَيِّدَنَا مُحَمَّداً بِمَا تَعَرَّفْتَ بِهِ يَا أَللَّهُ مِنْ تَشَعُّبَاتِ أَفَانِينِ عِرْفَانِكَ لِهَذِهِ الدَّوَائِرِ مِنْ كَمَالاَتِهِ المُحَمَّدِيَّةِ المَحْمُودِيَّةِ حَتَّى ءامَنُوا بِهِ وَعَرَفُوهُ وَعَزَّرُوهُ وَوَقَّرُوهُ . وَتَعَرَّفْ إِلَيَّ بِمَا تَعَرَّفْتَ بِهِ إِلَيْهِمْ حَتَّى لاَ أَجْهَلَ سَيِّدَنَا مُحَمَّداً فِي رُتْبَةٍ مِنَ الرُّتَبِ عَرَفُوهُ فِيهَا، فَإِنَّ المَعْرِفَةَ الَّلائِقَةَ بِجَلاَلِهِ المُحَمَّدِي هِيَ مَعْرِفَةُ الخَلاَئِقِ الكَمَالِيَّةِ بِهِ عَلَى اخْتِلاَفِ شُعَبِهَا، وَحَتَّى أَعْرِفَهُ المَعْرِفَةَ اليَقِينِيَّةَ الآتِيَةَ مِنْ فَوْقٍ، فَتُخَلِّصَنِي مِنْ شَوَائِبِ المَعْرِفَةِ التَّقْلِيدِيَّةِ الآتِيَةِ مِنْ تَحْتِ، المُكْتَنَفَةِ بِشَوَائِبِ الجَهْلِ، وَالمُكَدِّرَةِ مَوَارِدَ وُرُودِ بِحَارِ الفَضْلِ، وَحَتَّى أَعْلَمَ الكَمَالاَتِ المُحَمَّدِيَّةَ التِي عُلِّمَتْهَا أَهْلُ هَذِهِ المَرَاتِبِ، وَأُوَفِّيَ سَيِّدَنَا مُحَمَّداً وَمَا يَقْتَضِيهِ جَلاَلُهُ مِنَ الكَمَالِ، وَأَتَأَدَّبَ مَعَهُ الآدَابَ الَّلائِقَةَ بِكَمَالِهِ بِالكَمَالِ الذِي مَا عَلِمَتْهُ العَوَالِمُ العُلْوِيَّةُ وَالسُّفْلِيَّةُ وَإِنْ فُرِّقَ عَلَى جَمِيعِهَا، حَتَّى كَانَ أَعْرَفَ المَرَاتِبِ فِي الكَوْنِ عِنْدَ أَهْلِ الكَوْنِ، وَأَهْلِ الغَيْبِ مَنْ كَانَ أَعْرَفَ بِسَيِّدِنَا مُحَمَّدٍ أَكْثَرَ مِنْ غَيْرِهِ، فَمَا تَقَطَّبَ مَنْ تَقَطَّبَ وَتَغَوَّثَ مَنْ تَغَوَّثَ إِلاَّ بِسَبْحِهِ بِأَبْحُرِ الكَمَالِ المُحَمَّدِي سَبْحاً يُوَفِّي عَلَى مَنْ قَصُرَ عَنْ رُتْبَتِهِ وَانْحَطَّ عَنْ دَرَجَتِهِ. وَمُدَّ اللَّهُمَّ لِسَانِيَ مِنْ لِسَانِهِ المُحَمَّدِي مَا أُتَرْجِمُ بِهِ عَنْ مَكْنُونِ كَمَالِهِ، وَأَتْلُوَ فُرْقَانَ صِفَاتِهِ مِنْ قُرْءانِ بَحْرِ حُسْنِ جَمَالِهِ فِي مِحْرَابِ صَفْوِ قُرْبِ إِدْنَاءِ رَفْعِ الحُجُبِ عَنْ عَظِيمِ بَاهِرِ جَلاَلِهِ. وَارْزُقْنِي مِنَ الإِلْتِذَاذِ بِذِكْرِهِ، وَالاسْتِحْلاَءِ لأَسْرَارِ أَسْرَارِهِ، وَالاسْتِجْلاَءِ لِعَرَائِسِ مُخَذَّرَاتِ مَصُونَاتِ كَمَالاَتِهِ، وَالإِسْفَارِ عَنْ جَمَالِ ءايَاتِهِ مَا يَحْمِلُنِي عَلَى مَعْرِفَةِ كَمَالاَتِهِ المُحَمَّدِيَّةِ مَعْرِفَةً لاَئِقَةً بِعَلِيِّ جَنَابِهِ، مَصْحُوبَةً ءابَادَ الآبَادِ مَعَ مَوَادِّ الأَرْوَاحِ وَالأَسْرَارِ وَالعُقُولِ وَالنُّفُوسِ وَالأَفْئِدَةِ وَالذَّوَاتِ لاَ تَتَغَيَّرُ تِلْكَ المَعْرِفَةُ عَنْ مَقَارِّهَا بِالإِسْتِحَالاَتِ وَالتَّحْلِيلاَتِ، وَلَعُمْرِي إِنَّ الأَمْكِنَةَ لَتَشْتَاقُ لِلتَّالِينَ لأَسْمَائِهِ المُحَمَّدِيَّةِ، الدَّءوبِينَ عَلَى اسْتِجْلاَءِ كَمَالاَتِهِ الأَحْمَدِيَّةِ، وَتَبْخَلُ بِهِمْ عَنْ مُفَارَقَتِهَا إِلَى غَيْرِهَا مِنَ الأَمَاكِنِ وَلاَ تَسْمَحُ بِمُبَاعَدَتِهِمْ عَنْهَا، فَإِلْفُ الإِلْفِ مَأْلُوفٌ، وَخَلِيطُ الخَلِيطِ خَلِيطٌ، وَحَبِيبُ الحَبِيبِ حَبِيبٌ، وَالشَّيِّقُ بِالحَبِيبِ تَشْتَاقُ إِلَيْهِ الأَكْوَانُ، وَالوَلِهُ بِالحَبِيبِ تَسْعَى فِي خِدْمَتِهِ الرُّؤَسَاءُ وَالكُبَرَاءُ وَالعُرَفَاءُ وَالأَعْيَانُ. وَالمُتَيَّمُ بِجَمَالِهِ العَظِيمِ تَحْنُوا وَتَرِقُّ عَلَيْهِ الجَمَادَاتُ وَالعَجَمَاوَاتُ. وَالهَائِمُ بِمُطَالَعَةِ طَوَالِعِ مَلاَمِحِ شُمُوسِ جَمَالِهِ تَسْعَدُ بِهِ الكَائِنَاتُ وَتَسْتَبْشِرُ بِحُلُولِ البَرَكَاتِ وَالمَرْحَمَاتِ، وَتَتَنَفَّسُ بِرُؤْيَتِهِ عَنِ المَكْرُوبِينَ وَالمَكْظُومِينَ وَالمَحْجُوبِينَ الأَزَمَاتُ وَالضَّغَطَاتُ .
اللَّهُمَّ صَلِّ وَسَلِّمْ وَبَارِكَ عَلَى سَيِّدِنَا وَمَوْلاَنَا مُحَمَّدٍ
وَعَلَى آلِ سَيِّدِنَا وَمَوْلاَنَا مُحَمَّدٍ الذِي أَنَبْتَهُ مَنَابَكَ فِي مُلْكِكَ العَظِيمِ، وَأَجْلَسْتَهُ عَلَى كُرْسِيِّ الخِلاَفَةِ عَنْكَ فِي مَكَاتِبِ التَّعْلِيمِ، بَلْ أَنَبْتَ عَنْكَ مَادَّةَ الإِفْصَاحِ مِنْهُ، المُقْتَدِرِ عَلَى بَيَانِ مُرَادَاتِكَ بِإِقْدَارِكَ، جَوْهَرُ اللِّسَانِ المُحَمَّدِيِّ المُبِينِ بَيْنَ يَدَيْكَ. فَوَاصِلِ اللَّهُمَّ قُوَّتِيَ اللِّسَانِيَّةَ مِنْ قُوَّى اللِّسَانِ المُحَمَّدِي مَا تَسْرِي فِيَ حَلَوَاتُ أَذْوَاقِهِ، وَلَذَاذَاتُ ذَوَقَانِهِ وَطَلَقَاتُ إِرْسَالِ عَذَبَاتِهِ فِي المَيَادِينِ المُتَوَجِّهَةِ إِلَيْهَا عِنَايَاتُ الشَّرْعِ الكَرِيمِ حَتَّى لاَ يَحِيفَ لِسَانِي فِيمَا يَجِبُ عَلَيْهِ مِنْ شَعَائِرِ الرَّبِّ جَلَّ جَلاَلُهُ، وَيَقُومَ بِجَمِيعِ مَا أُمِرَ بِهِ مِنْ وَظَائِفِهِ وَأَحْكَامِهِ. وَمُدَّ اللَّهُمَّ لِسَانِيَ مِنْ لِسَانِهِ المُحَمَّدِي مَا يُعْطَى بِهِ قُوَّةَ جَمِيعِ اللُّسُنِ الخَلْقِيَّةِ فَيُثْنِي بِهَا عَلَى رَبِّهِ وَبَارِئِهِ وَمُرَبِّيهِ، وَالقَائِمِ عَلَى كُلِّ نَفْسٍ بِمَا كَسَبَتْ بِمَا يَنْبَغِي لِجَلاَلِ وَجْهِهِ، وَعَظِيمِ سُلْطَانِهِ، وَوِسْعِ اقْتِدَارِهِ، وَعَجِيبِ لُطْفِهِ، وَخَفِيِّ امْتِنَانِهِ، وَيَتَجَدَّدُ لَهُ فِي كُلِّ طَرْفَةٍ يَطْرِفُ بِهَا أَهْلُ السَّمَاوَاتِ وَأَهْلُ الأَرْضِ وَكُلُّ شَيْءٍ هُوَ فِي عِلْمِكَ كَائِنٌ أَوْ قَدْ كَانَ مِنَ القُوَّى القُدْسِيَّةِ مَا يَشْفِي نَفْسَهُ وَعَقْلَهُ وَرُوحَهُ وَسِرَّهُ مِنَ الثَّنَاءِ عَلَى رَبِّهِ، وَإِجْلاَءِ كَمَالاَتِهِ، وَبَثِّ نُعُوتِهِ، وَأَضْعَافِ أَضْعَافِ أَضْعَافِ عَدَدِ كُلِّ مَوْجُودٍ أَوْ يُوجَدُ وَحَرَكَاتِهِ وَسَكَنَاتِهِ وَخَطَرَاتِهِ، وَكُلِّ الشُّؤُونِ المُتَعَلِّقَةِ بِهِ، وَأَضْعَافِ أَضْعَافِ هَذِهِ المُضَاعَفَاتِ حَتَّى لاَيَبْقَى مِنَ الحِسَابِ شَيْءٌ، وَمُدَّ اللَّهُمَّ قُوَّتِيَ اللِّسَانِيَّةَ مِنْ قُوَّةِ اللِّسَانِ المُحَمَّدِي مَا تَتْلُوا القُرْءانَ الكَرِيمَ حَقَّ تِلاَوَتِهِ، وَمُدَّ اللَّهُمَّ قُوَّتِيَ اللِّسَانِيَّةَ مِنْ قُوَّةِ اللِّسَانِ المُحَمَّدِي مَا تُسَبِّحُ اللَّهَ جَلَّ وَجْهُهُ وَتُمَجِّدُهُ وَتُثْنِي عَلَيْهِ وَتُقَدِّسُهُ بِعَدَدِ كُلِّ تَسْبِيحٍ لِلَّهِ تَعَالَى فِي أَرَاضِيهِ وَمَا فِيهَا، وَسَمَاوَاتِهِ وَمَا فِيهَا، وَعَدَدِ مَا خَلَقَ مِنْ أَنْوَاعِ التَّحَامِيدِ، وَيَخْلُقُ مِنْ أَعَاظِمِ التَّمَاجِيدِ حَتَّى لاَ يَبْقَى مِنَ الثَّنَاءاتِ شَيْءٌ، وَبِعَدَدِ كُلِّ تَسْبِيحٍ تُحِبُّ رَبَّنَا أَنْ تُحْمَدَ وَيُثْنَى عَلَيْكَ بِهِ. وَمُدَّ اللَّهُمَّ قُوَّتِيَ اللِّسَانِيَّةَ مِنْ قُوَّةِ اللِّسَانِ المُحَمَّدِي مَا أَقْدِرُ عَلَى الثَّنَاءِ عَلَيْكَ بِاسْمِكَ العَظِيمِ الأَعْظَمِ، المَخْزُونِ المَكْنُونِ الأَطْهَرِ الذِي عَمِيَتْ عَنْهُ العُقُولُ وَالبَصَائِرُ، فِي كُلِّ لَمْحَةٍ وَطَرْفَةٍ وَنَفَسٍ وَلَحْظٍ مِلْء مَا عَلِمْتَ وَعَدَدَ مَا عَلِمْتَ، وَزِنَةَ مَا عَلِمْتَ، واقْدُرْنِي عَلَى التَّلَبُّسِ بِحُلَلِهِ وَكُسَاهُ وَتَجَلِّيَّاتِهِ وَأَنْوَارِهِ وَإِفَاضَاتِهِ وَاقْتِدَارَاتِهِ وَأَلْبِسَتِهِ. وَعَلِّمْنِي اللَّهُمَّ آدَابَهُ وَأَحْوَالَهُ فِي كُلِّ وَقْتٍ وَكُلِّ مَوْطِنٍ وَمَا يُنَاسِبُهُ وَيَقْتَضِيهِ يَا دَهْرُ يَا دَهْرُ يَا دَهْرُ يَا أَبَدِيُّ يَا أَزَلِيُّ يَا قَدِيمَ الإِحْسَانِ وَالحَمْدُ لِلَّهِ عَلَى ذَلِكَ. وَأَوْصِلْ يَا بَرُّ يَا رَحْمَانُ يَا رَحْمَانُ يَا رَحْمَانُ مِنْ قُوَّةِ اللِّسَانِ المُحَمَّدِي إِلَى لِسَانِي حَتَّى أُوَفِّيَ كُلَّ مَوْطِنٍ وَمَا يَقْتَضِيهِ مِنْ حُقُوقِ الرَّبِّ جَلَّ جَلاَلُهُ وَمَا يَجِبُ لَهُ وَمَا يَجُوزُ وَمَا يَسْتَحِيلُ تَوْفِيَةً نَاشِئَةً عَنِ الكُشُوفَاتِ العِيَانِيَّةِ، وَالمُشَاهَدَاتِ العِنْدِيَّةِ، حَتَّى أَكُونَ مِنْ أَهْلِ التَّوْحِيدِ الفِطْرِيِّ الرُّوحَانِيِّ الذِي لَمْ يَسْتَنِدْ لِشُبَهٍ وَلاَ لِبَرَاهِينَ، { صِبْغَةَ اللَّهِ.وَمَنَ اَحْسَنُ مِنَ اللَّهِ صِبْغَةً. وَنَحْنُ لَهُ عَابِدُونَ.} وَحُقُوقِ الحَضْرَةِ الرِّسَالِيَّةِ وَمَا تَطْلُبُهُ جَلاَلَتُهَا مِمَّا يَجِبُ لَهَا مِنَ الكَمَالاَتِ، وَمَا يَجُوزُ عَلَيْهَا مِنَ العَوَارِضِ الغَيْرِ المُخِلَّةِ بِعَلِيِّ جَلاَلَةِ النُّبُوَّةِ وَمَا يَسْتَحِيلُ فِي حَقِّهَا مِمَّا يَنْبُو عَنْهُ مَقَامُ الرِّسَالَةِ. وَحُقُوقِ الكِتَابِ الحَكِيمِ الذِي لاَ يَاتِيهِ البَاطِلُ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَلاَ مِنْ خَلْفِهِ، فَتُقَدِّسُ الأَنْوَارُ القُرْءانِيَّةُ القُوَى اللِّسَانِيَّةَ عَنْ كُلِّ مَا يَخِلُّ بِرُتْبَةِ عُبُودِيَّتِي حَتَّى لاَ تَطْرَأَ الظُّلَمُ عَلَى وَحَدَاتِ النُّورِ فَتَنْسَخَهَا يَا قُدُّوسُ يَا قُدُّوسُ يَا قُدُّوسُ يَا نُورُ يَا نُورُ يَا نُورُ يَا نُورُ فَأُومِنُ بِمُتَشَابِهِهِ عَلَى المَعْنَى الذِي أَرَادَهُ الرَّبُّ جَلَّ مَجْدُهُ، وَأَعْمَلُ بِمُحْكَمِهِ وَأَعْتَبِرُ بِأَقَاصِيصِهِ فَتُنْتِجَ لِيَ الخَوْفَ الذَّاتِيَّ الغَيْرَ النَّاشِئِ عَنْ حَادِثٍ مِنَ الحَوَادِثِ، بَلْ مِنْكَ إِلَيْكَ، وَحُقُوقِ السُّنَّةِ الغَرَّاءِ الكَفِيلَةِ لِمَنْ جَعَلَهَا إِمَاماً وَاهْتَمَّ بِهَا أَنْ تُلْحِقَهُ بِالنَّبِيئِينَ وَالصِّدِّيقِينَ، وَحَسُنَ أُولئِكَ رَفِيقاً. وَحُقُوقِ العِبَادِ عَلَى اخْتِلاَفِ مَنَازِلِهِمْ وَمَرَاتِبِهِمْ وَمَنَاصِبِهِمْ وَفَضِيلَتِهِمْ .{يُرِيدُ اللَّهُ لِيُبَيِّنَ لَكُمْ وَيَهْدِيَكُمْ سُنَنَ الذِينَ مِن قَبْلِكُمْ وَيَتُوبَ عَلَيْكُمْ. وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ. وَاللَّهُ يُرِيدُ أَنْ يَّتُوبَ عَلَيْكُمْ. وَيُرِيدُ الذِينَ يَتَّبِعُونَ الشَّهَوَاتِ أَن تَمِيلُوا مَيْلاً عَظِيماً. يُرِيدُ اللَّهُ أَنْ يُّخَفِّفَ عَنكُمْ.
وَخُلِقَ الإِنسَانُ ضَعِيفاً}.
وَمُدَّ اللَّهُمَّ قُوَّةَ لِسَانِي مِنْ قُوَّةِ اللِّسَانِ المُحَمَّدِي حَتَّى أَدْعُوَ اللَّهَ تَعَالَى بِهِ عَلَى بَصِيرَةٍ فَلاَ يَكُونَ لِسَانِي فَهّاً وَلاَ تَكُونَ حُجَّتُهُ مُلَجْلَجَةً تَبْغِي لَهَا مَنْ يُقِيمُهَا، بَلْ يُوتَى مِنْ لَدُنْكَ سُلْطَاناً مُبِيناً، آمِينْ آمِينْ آمِينْ {وَءاتَيْنَا مُوسَى سُلْطَاناً مُّبِيناً} وَحَتَّى أَتْلُوَ قُرْءانَ الجَمْعِ فِي مِحْرَابِ الفُرْقَانِ، وَأَتْلُوَ فُرْقَانَ الفُرْقَانِ فِي مَسْجِدِ الجَمْعِ، وَأَتْلُوَ قُرْءانَ الفُرْقَانِ فِي كُرْسِيِّ الاِعْتِدَالِ، وَأَتْلُوَ فُرْقَانَ القُرْءانِ عِنْدَ مِنْبَرِ{دُلُوكِ الشَّمْسِ إِلَى غَسَقِ اليْلِ وَقُرْءانَ الفَجْرِ،
إِنَّ قُرْءانَ الفَجْرِ كَانَ مَشْهُوداً}.
{رَبِّ أَدْخِلْنِي مُدْخَلَ صِدْقٍ وَأَخْرِجْنِي مُخْرَجَ صِدْقٍ
وَاجْعَل لِّي مِن لَّدُنكَ سُلْطَاناً نَّصِيراً}.
وَمُدَّ اللَّهُمَّ قُوَّةَ لِسَانِي مِنْ قُوَّى اللِّسَانِ المُحَمَّدِي
مَا أَذْكُرُكَ عَلَى كُلِّ أَحْيَانِي حَتَّى يَكُونَ كُلُّ جَوْهَرٍ مِنِّي لَهُ لِسَانٌ عَامٌّ وَخَاصٌّ يُمَجِّدُكَ وَيُثْنِي عَلَيْكَ فِي
كُلِّ لَمْحَةٍ وَطَرْفَةٍ يَطْرِفُ بِهَا أَهْلُ السَّمَاوَاتِ وَأَهْلُ الأَرْضِ،
وَكُلُّ شَيْءٍ هُوَ فِي عِلْمِكَ كَائِنٌ أَوْ قَدْ كَانَ، وَحَتَّى لاَ نَشْتَغِلَ عَنْكَ لاَ فِي حَالَةِ التَّذْكِيرِ وَلاَ فِي حَالَةِ الإِمْلاَء،وَلاَ فِي حَالَةِ الاعْتِبَارِ والافْتِكَارِ، وَلاَ فِي حَالَةِ الإِدِّكَارِ، بَلْ نَكُونُ مِنْكَ وَإِلَيْكَ وَبِكَ، فَلاَ نَحْتَجِبُ بِشَيْءٍ عَنْكَ، بَلْ تَكُونُ أَنْتَ الظَّاهِرُ لَنَا قَبْلَ كُلِّ شَيْءٍ، وَأَنْتَ الظَّاهِرُ لَنَا بَعْدَ كُلِّ شَيْءٍ، وَأَنْتَ الظَّاهِرُ لَنَا دُونَ كُلِّ شَيْءٍ، وَأَنْتَ الظَّاهِرُ لَنَا فَوْقَ كُلِّ شَيْءٍ، وَأَنْتَ الظَّاهِرُ لَنَا عِنْدَ كُلِّ شَيْءٍ، وَأَنْتَ الظَّاهِرُ لَنَا فِي كُلِّ شَيْءٍ. لَكَ الحَمْدُ وَلَكَ الفَضْلُ وَلَكَ الثَّنَاءُ الحَسَنُ. أَحَقُّ مَا قَالَ العَبْدُ وَكُلُّنَا لَكَ عَبْدٌ، سَجَدَ لَكَ سَوَادِي، وَآمَنَ بِكَ فُؤَادِي، هَذِهِ يَدِي، وَمَا جَنَيْتُ عَلَى نَفْسِي، اغْفِرْ لِي الذَّنْبَ العَظِيمَ فَإِنَّهُ لاَ يَغْفِرُ الذَّنْبَ العَظِيمَ إِلاَّ الرَّبُّ العَظِيمُ، اللَّهُمَّ لَكَ الحَمْدُ وَلَكَ المُشْتَكَى، وَأَنْتَ المُسْتَعَانُ وَبِكَ المُسْتَغَاثُ وَلاَ حَوْلَ وَلاَ قُوَّةَ إِلاَّ بِكَ. وَهَبِ اللَّهُمَّ قُوَّةَ لِسَانِي مِنْ قُوَّى اللِّسَانِ المُحَمَّدِي مَا يُتَرْجِمُ عَنْ مَكْنُونَاتِ الضَّمَائِرِ مِمَّا أَوْدَعْتَ فِيهَا مِنْ أَحَبِّ الأَخْلاَقِ إِلَيْكَ، وَإِنَّهُ لاَ يَهْدِي لأَحَبِّهَا وَلاَ لأَحْسَنِهَا غَيْرُكَ، وَاهْدِنَا لأَحَبِّ الأَخْلاَقِ إِلَيْكَ، وَأَفِضِ اللَّهُمَّ عَلَى لِسَانِي مِنْ قُوَّى اللِّسَانِ المُحَمَّدِي مَا يَنْطِقُ بِتَحْبِيرِ اللُّغَاتِ كُلِّهَا حَتَّى لاَ يَشِذَّ عَنْهُ مِنَ النُّطْقِ بِاللُّغَاتِ شَيْءٌ، سُرْيَانِيَّةً وَعِبْرَانِيَّةً وَفَارِسِيَّةً وَقِبْطِيَّةً وَحَبَشِيَّةً وَلاَتِينِيَّةً وَيُونَانِيَّةً . وَوَاصِلِ اللَّهُمَّ يَا مُقَدِّمُ يَا أَوَّلُ يَا ءاخِرُ يَا ظَاهِرُ يَا بَاطِنُ يَا قُدُّوسُ يَا سَلاَمُ يَا مُهَيْمِنُ جَوْهَرَ لِسَانِي مِنْ أَمْدَادِ أَسْرَارِ فُتُوحِ اللِّسَانِ المُحَمَّدِي مَا لاَ يَعْسُرُ عَلَيَّ تَأْدِيَّةُ سِرٍّ مِنْ أَسْرَارِ الشَّرْعِ الكَرِيمِ، وَأَعْطِنِي مِنْ قُوَّةِ الإِفْصَاحِ وَعِلْمِ البَيَانِ عَنْ أَسْرَارِ كَلاَمِكَ وَخِطَابِكَ وَتَنَوُّعَاتِ أَسَالِيبِ الْتِفَاتَاتِ العِنَايَةِ الإِرَادِيَّةِ بِأَعْبُدِكَ حَتَّى لَوَّنْتَ لَهُمُ الخِطَابَاتِ، وَعَدَّدْتَ لَهُمْ مَضَارِبَ التَّفَنُّنَاتِ، وَأَرْصَدْتَ لَهُمُ الحُجُيَاتِ الظَّنِّيَّةَ وَاليَقِينِيَّةَ، وَالخِطَابَاتِ الشِّعْرِيَّةَ، أَنَّى تَوَجَّهَتْ بِهِمُ الأَهْوَاءُ، وَنَحَتْ بِهِمُ الأَنْحَاءُ، فَحَيْثُ تَوَجَّهُوا يَجِدُوا أَرْصَادَ تَنَوُّعَاتِ العِلْمِ تَحُجُّهُمْ وَتَقْمَعُهُمْ وَتُخَاصِمُهُمْ وَتُجَادِلُهُمْ وَتَرْدَعُهُمْ وَتُلْجِمُهُمْ، كُلٌّ بِحَسَبِ مَا يَعْلَمُ أَنَّهُ الحُجَّةُ عَلَيْهِ، وَتَطْمَئِنُّ بِهِ نَفْسُهُ، وَيَرْكَنُ إِلَيْهِ لُبُّهُ، المُنْشَقُّ هَذَا التَّفَنُّنُ مِنْ حَضْرَةِ الإِسْمِ الهَادِي، مَعَ الْتِحَامِ المُعِزِّ الفَتَّاحِ العَلِيمِ السَّمِيعِ البَصِيرِ الرَّافِعِ الحَكَمِ العَدْلِ اللَّطِيفِ الخَبِيرِ الحَلِيمِ الشَّكُورِ الحَفِيظِ المُقِيتِ، فَأُعْطَى حُسْنَ التِّبْيَانِ عَنْ مَضَامِرِ هَذِهِ الأَسْرَارِ الإِلَهِيَّةِ، وَأَعْلَمُ مَصَارِفَهَا وَمَضَارِبَهَا حَتَّى لاَ أَضْرِبَ وُجُوهَ القُرْءانِ بَعْضِهِ بِبَعْضٍ، وَلاَ أَقُولَ هَذِهِ الآيَةَ مُعَارِضَةٌ مَعَ هَذِهِ، وَلاَ هَذِهِ مُشْكِلَةٌ مَعَ هَذِهِ، فَأَعْلَمَ العِلْمَ النَّافِعَ الأُمِّيَّ الإِلَهِيَّ المُحَمَّدِيَّ وَأُنَزِّلَ الخِطَابَاتِ مَنَازِلَهَا. وَامْدُدِ اللَّهُمَّ يَا كَرِيمُ يَا وَدُودُ يَا مَجِيدُ يَا بَاعِثُ يَا شَهِيدُ الجَارِحَةَ اللِّسَانِيَّةَ مِنِّي مِنْ قَوَامِيسِ بَحْرِ إِفَاضَاتِ اللِّسَانِ المُحَمَّدِي مَا أَقُومُ فِي كُلِّ وَقْتٍ وَدَوَرَانِ فَلَكِهِ وَمَا يَقْتَضِيهِ جَلاَلُ الرَّبِّ جَلَّ سُلْطَانُهُ مِنِّي، فَلاَ أَنْبَعِثُ بِغَيْرِ مَا انْبَغَى أَنْ نَنْبَعِثَ فِيهِ، وَلاَ أَظْهَرُ بِغَيْرِ مَا يَنْبَغِي أَنْ نَقُومَ فِيهِ، لِمَا أَنَّ الحَقَّ جَلَّ أَمْرُهُ يَقْتَضِي مِنْ عُبْدَانِهِ كُلَّ ءانٍ مَا يَقْتَضِيهِ، وَلاَ يُقَامُ فِي ذَلِكَ المُقْتَضَى إِلاَّ مَنْ وَقَعَ عَلَيْهِ الاِخْتِيَارُ، وَاسْتُخْلِصَ لِنَفْسِهِ المَاهِيَاتِ السَّعَادِيَّةِ فَاجْعَلْنِي ذَلِكَ المُخْتَارَ، وَذَلِكَ المُسْتَخْلَصَ، وَذَلِكَ المُقَامَ فِي أَدْوَارِ القِيَامِ بِمَا يَنْبَغِي يَا مَجِيدُ يَا شَهِيدُ يَا وَكِيلُ. وَوَاصِلِ اللَّهُمَّ يَا قَوِيُّ يَا مَتِينُ يَا وَلِيُّ يَا مُحْيِي يَا مُمِيتُ يَا حَيُّ يَا قَيُّومُ يَا وَاجِدُ يَا مَاجِدُ مِنْ أَمْدَادِ اللِّسَانِ المُحَمَّدِي إِلَى لِسَانِي مَا تَتَبَدَّلُ بِهِ أَحْوَالُ أَوْصَافِهِ اللِّسَانِيَّةِ فَأَتَنَزَّهُ مِنْ رَذِيلَةِ الكَلاَمِ فِيمَا لاَ يَعْنِي، وَءافَةِ فُضُولِ الكَلاَمِ، وَءافَةِ الخَوْضِ فِي البَاطِلِ، وَءافَةِ المِرَاءِ وَالجِدَالِ، وَءافَةِ التَّبَعْثُرِ فِي الكَلاَمِ، وَءافَةِ الفُحْشِ وَالسَّبِّ، وَءافَةِ اللَّعْنِ، وَءافَةِ الغِنَاءِ ،وَءافَةِ المِزَاحِ، وَءافَةِ السُّخْرِيَّةِ وَالاِسْتِهْزَاءِ، وَءافَةِ إِفْشَاءِ السِّرِّ، وَءافَةِ الوَعْدِ الكَاذِبِ، وَءافَةِ الكَذِبِ فِي القَوْلِ وَاليَمِينِ، وَءافَاتِ الكَذِبِ بِالمَعَارِيضِ، وَءافَاتِ شَيْنِ الغِيبَةِ اللِّسَانِيَّةِ وَالقَلْبِيَّةِ. وَاحْسِمْ عَنِّي بِالمُوَاصَلاَتِ المُحَمَّدِيَّةِ الأَسْبَابَ البَاعِثَةَ عَلَى الغِيبَةِ. وَحَبِّبْ لِيَ العِلاَجَ الذِي بِهِ يُمْنَعُ اللِّسَانُ مِنَ الغِيبَةِ. وَفَقِّهْنِي تَحْرِيمَ الغِيبَةِ بِالقَلْبِ، وَكَفَّارَةَ الغِيبَةِ، وَءافَاتِ النَّمِيمَةِ، وَءافَاتِ كَلاَمِ ذِي اللِّسَانَيْنِ، وَءافَاتِ المَدْحِ فِي غَيْرِ مَحَلِّهِ، وَءافَاتِ الغَفْلَةِ عَنِ دَقَائِقِ الخَطَإِ فِي مَجْرَى الكَلاَمِ يَا قَادِرُ، أَقْدُرْنِي عَلَى قَمْعِ شَهَوَاتِي وَشُبُهَاتِي المُكَدِّرَةِ لِي بِسَاطَ المُوَاصَلَةِ مَعَكَ يَا مُقْتَدِرُ، اَجْتُثْ عَنِّي بِاقْتِدَارِكَ العَظِيمِ أُصُولَ القَوَاطِعِ عَنْكَ وَعَنْ رَسُولِكَ، وَامْحُ ظِلاَلَ أَشْخَاصِ المَلَكَاتِ الرَّدِيَةِ بِاقْتِدَارِكَ، يَا مُقْتَدِرُ يَا مُقَدِّمُ، هَيِّئْ لِي مِنْ كُسَا الأَنْوَارِ وَالمَعَارِفِ وَالعُلُومِ الذَّاتِيَّةِ مَا أَتَقَدَّمُ بِهَا إِلَيْكَ، وَأَتَقَدَّمُ بِهَا عِنْدَكَ، وَمِنَ الاِسْتِغْرَاقَاتِ فِي الذَّاتِ المُحَمَّدِيَّةِ مَا أَصِيرُ بِهَا مُقَدَّماً عِنْدَهَا فِي البُكُورَاتِ وَالأَصَائِلِ، وَمِنَ الاقْتِدَارِ عَلَى الخَوْضِ فِي أَبْحُرِ مَعَانِي الكَلاَمِ القَدِيمِ حَتَّى يُعَلِّمَنِي الرَّحْمَانُ القُرْءانَ . يَا مُؤَخِّرُ، أَخِّرْ عَنِّي الدَّوَاعِيَ الظُّلْمَانِيَّةَ وَالإِنْبِعَاثَاتِ الطَّبِيعِيَّةَ حَتَّى لاَ تَفْعَلَ بِي فَوَاعِلُهَا، وَلاَ أَتَأَثَّرَ مِنْ عَوَامِلِهَا يَا مُؤَخِّرُ، وَمُدَّ اللَّهُمَّ القُوَّى اللِّسَانِيَّةَ مِنِّي بِقُوَّى اللِّسَانِ المُحَمَّدِي مَا لاَ أَذْكُرُهُ إِلاَّ بِمَا ذَكَرْتَهُ، وَلاَ أَنْعَتُهُ إِلاَّ بِمَا نَعَتَّهُ، وَلاَ أُثْنِي إِلاَّ بِمَا أَثْنَيْتَ بِهِ عَلَيْهِ. وَمُدَّ نِي اللَّهُمَّ مِنْ قُوَّى اللِّسَانِ المُحَمَّدِي مَا أَذْكُرُكَ بِهِ حَتَّى يَتَرَوَّى اللِّسَانُ مِنْ أَمْوَاجِ أَنْوَارِ ذِكْرِكَ وَقُرْبِكَ وَمُشَاهَدَتِكَ وَمُنَاجَاتِكَ وَمُدَانَاتِكَ وَمُصَافَاتِكَ وَإِدْنَاءاتِكَ، وَحَتَّى يَذْكُرَكَ بِمَا ذَكَرَكَ بِهِ النَّبِيئُونَ وَالمُرْسَلُونَ، وَحَتَّى يَذْكُرُكَ بِمَا ذَكَرَكَ بِهِ المَلاَئِكَةُ المُقَرَّبُونَ، وَحَتَّى يَذْكُرَكَ بِمَا ذَكَرَكَ بِهِ {المُرْسَلاَتُ عُرْفاً وَالعَاصِفَاتُ عَصْفاً وَالنَّاشِرَاتُ نَشْراً وَالفَارِقَاتُ فَرْقاً وَالمُلْقِيَاتُ ذِكْراً}،
وَحَتَّى أَذْكُرَكَ بِمَا ذَكَرَكَ بِهِ
{الذَّارِيَاتُ ذَرْواً وَالحَامِلاَتُ وِقْراً وَالجَارِيَاتُ يُسْراً
وَالمُقَسِّمَاتُ أَمْراً}،
وَحَتَّى أَذْكُرَكَ بِمَا ذَكَرَكَ بِهِ
{النَّازِعَاتُ غَرْقاً وَالنَّاشِطَاتُ نَشْطاً وَالسَّابِحَاتُ سَبْحاً
وَالسَّابِقَاتُ سَبْقاً وَالمُدَبِّرَاتُ أَمْراً}،
وَحَتَّى أَذْكُرَكَ بِمَا ذَكَرَكَ بِهِ
{الذِينَ يُسَبِّحُونَ بِحَمْدِ رَبِّهِمْ وَيُومِنُونَ بِهِ وَيَسْتَغْفِرُونَ لِلذِينَ ءامَنُوا. رَبَّنَا وَسِعْتَ كُلَّ شَيْءٍ رَّحْمَةً وَعِلْماً فَاغْفِرْ لِلذِينَ تَابُوا وَاتَّبَعُوا سَبِيلَكَ وَقِهِمْ عَذَابَ الجَحِيمِ .رَبَّنَا وَأَدْخِلْهُمْ جَنَّاتِ عَدْنٍ التِي وَعَدتَّهُمْ وَمَن صَلَحَ مِنَ آبَائِهِمْ وَأَزْوَاجِهِمْ وَذُرِّيَّاتِهِمْ .إِنَّكَ أَنتَ العَزِيزُ الحَكِيمُ .وَقِهِمُ السَّيِّئَاتِ. وَمَن تَقِ السَّيِّئَاتِ يَوْمَئِذٍ فَقَدْ رَحِمَتَهُ. وَذَلِكَ هُوَ الفَوْزُ العَظِيمُ}. وَحَتَّى أَذْكُرَكَ بِمَا ذَكَرَكَ بِهِ {الذِينَ يُسَبِّحُونَ بِحَمْدِ رَبِّهِمْ وَيَسْتَغْفِرُونَ لِمَن فِي الأَرْضِ} وَحَتَّى أَذْكُرَكَ بِمَا ذَكَرَتْكَ بِهِ أَرْوَاحُ النَّبَاتَاتِ وَأَلْسِنَتُهَا، وَحَتَّى أَذْكُرَكَ بِمَا ذَكَرَتْكَ بِهِ الجَمَادَاتُ وَأَرْوَاحُهَا، وَحَتَّى أَذْكُرَكَ بِمَا ذَكَرَكَ بِهِ الأَخْتَامُ وَوَسِعَتْهُ أَلْسِنَتُهُمْ، وَأَذْكُرَكَ بِمَا ذَكَرَكَ بِهِ الأَقْطَابُ وَاتَّجَهَتْ إِلَيْهِ ثَنَاءاتُهُمْ، وَأَذْكُرَكَ بِمَا ذَكَرَكَ بِهِ الأَفْرَادُ وَنَطَقَتْ بِهِ مَنَاطِقُهُمْ، وَأَذْكُرَكَ بِمَا ذَكَرَكَ بِهِ المَفَاتِيحُ وَعُلِّمَتْهُ بَيَانَاتُهُمْ، وَأَذْكُرَكَ بِمَا ذَكَرَكَ بِهِ الأَجْرَاسُ وَاطَّلَعَتْ عَلَيْهِ سَلِيقَتُهُمْ، وَأَذْكُرَكَ بِمَا ذَكَرَكَ بِهِ العُرَفَاءُ وَعَرَفَتْهُ مَوْضُوعَاتُهُمُ اللُّغَوِيَّةُ، وَأَذْكُرَكَ بِمَا ذَكَرَكَ بِهِ العُمَدُ وَتَوَجَّهَتْ إِلَيْهِ طَامِحَتُهُمْ، وَأَذْكُرَكَ بِمَا ذَكَرَكَ بِهِ الأَوْتَادُ وَقَصُرَتْ عَلَيْهِ إِدْرَاكَاتُهُمْ، وَأَذْكُرَكَ بِمَا ذَكَرَكَ بِهِ النُّقَبَاءُ وَفَاتَحَتْهُ شَاكِلَتُهُمْ، وَأَذْكُرَكَ بِمَا ذَكَرَكَ بِهِ النُّجَبَاءُ وَاتَّسَعَتْ لَهُ قَابِلِيَّتُهُمْ، وَأَذْكُرَكَ بِمَا ذَكَرَكَ بِهِ أَرْبَابُ الدَّوَائِرِ البَرِّيَّةِ وَمَا مُنِحَتْهُ رُتْبَتُهُمْ، وَأَذْكُرَكَ بِمَا ذَكَرَكَ بِهِ أَرْبَابُ الدَّوَائِرِ الوُسْطَى وَمَا اقَتَضَتْهُ مُكْنَتُهُمْ، وَأَذْكُرَكَ بِمَا ذَكَرَكَ بِهِ أَرْبَابُ الدَّوَائِرِ العُظْمَى وَمَا رُشِّحَتْ لَهُ جَلاَلاَتُهُمْ، وَأَذْكُرَكَ بِمَا ذَكَرَكَ بِهِ أَرْبَابُ الدَّوَائِرِ البَحْرِيَّةِ وَمَا وَسِعَتْهُ عَالِمِيَتُهُمْ، وَأَذْكُرَكَ بِمَا ذَكَرَكَ بِهِ أَرْبَابُ الغُيُوبِ وَمَا وَاجَهَتْهُمْ بِهِ سَعَادَاتُهُمْ. وَمُدَّ اللَّهُمَّ قُوَّايَ الِّلسَانِيَّةَ مِنْ قُوَّى اللِّسَانِ المُحَمَّدِي مَا أَعْرِفُ سَيِّدَنَا مُحَمَّداً بِمَا تَعَرَّفْتَ بِهِ يَا أَللَّهُ مِنْ تَشَعُّبَاتِ أَفَانِينِ عِرْفَانِكَ لِهَذِهِ الدَّوَائِرِ مِنْ كَمَالاَتِهِ المُحَمَّدِيَّةِ المَحْمُودِيَّةِ حَتَّى ءامَنُوا بِهِ وَعَرَفُوهُ وَعَزَّرُوهُ وَوَقَّرُوهُ . وَتَعَرَّفْ إِلَيَّ بِمَا تَعَرَّفْتَ بِهِ إِلَيْهِمْ حَتَّى لاَ أَجْهَلَ سَيِّدَنَا مُحَمَّداً فِي رُتْبَةٍ مِنَ الرُّتَبِ عَرَفُوهُ فِيهَا، فَإِنَّ المَعْرِفَةَ الَّلائِقَةَ بِجَلاَلِهِ المُحَمَّدِي هِيَ مَعْرِفَةُ الخَلاَئِقِ الكَمَالِيَّةِ بِهِ عَلَى اخْتِلاَفِ شُعَبِهَا، وَحَتَّى أَعْرِفَهُ المَعْرِفَةَ اليَقِينِيَّةَ الآتِيَةَ مِنْ فَوْقٍ، فَتُخَلِّصَنِي مِنْ شَوَائِبِ المَعْرِفَةِ التَّقْلِيدِيَّةِ الآتِيَةِ مِنْ تَحْتِ، المُكْتَنَفَةِ بِشَوَائِبِ الجَهْلِ، وَالمُكَدِّرَةِ مَوَارِدَ وُرُودِ بِحَارِ الفَضْلِ، وَحَتَّى أَعْلَمَ الكَمَالاَتِ المُحَمَّدِيَّةَ التِي عُلِّمَتْهَا أَهْلُ هَذِهِ المَرَاتِبِ، وَأُوَفِّيَ سَيِّدَنَا مُحَمَّداً وَمَا يَقْتَضِيهِ جَلاَلُهُ مِنَ الكَمَالِ، وَأَتَأَدَّبَ مَعَهُ الآدَابَ الَّلائِقَةَ بِكَمَالِهِ بِالكَمَالِ الذِي مَا عَلِمَتْهُ العَوَالِمُ العُلْوِيَّةُ وَالسُّفْلِيَّةُ وَإِنْ فُرِّقَ عَلَى جَمِيعِهَا، حَتَّى كَانَ أَعْرَفَ المَرَاتِبِ فِي الكَوْنِ عِنْدَ أَهْلِ الكَوْنِ، وَأَهْلِ الغَيْبِ مَنْ كَانَ أَعْرَفَ بِسَيِّدِنَا مُحَمَّدٍ أَكْثَرَ مِنْ غَيْرِهِ، فَمَا تَقَطَّبَ مَنْ تَقَطَّبَ وَتَغَوَّثَ مَنْ تَغَوَّثَ إِلاَّ بِسَبْحِهِ بِأَبْحُرِ الكَمَالِ المُحَمَّدِي سَبْحاً يُوَفِّي عَلَى مَنْ قَصُرَ عَنْ رُتْبَتِهِ وَانْحَطَّ عَنْ دَرَجَتِهِ. وَمُدَّ اللَّهُمَّ لِسَانِيَ مِنْ لِسَانِهِ المُحَمَّدِي مَا أُتَرْجِمُ بِهِ عَنْ مَكْنُونِ كَمَالِهِ، وَأَتْلُوَ فُرْقَانَ صِفَاتِهِ مِنْ قُرْءانِ بَحْرِ حُسْنِ جَمَالِهِ فِي مِحْرَابِ صَفْوِ قُرْبِ إِدْنَاءِ رَفْعِ الحُجُبِ عَنْ عَظِيمِ بَاهِرِ جَلاَلِهِ. وَارْزُقْنِي مِنَ الإِلْتِذَاذِ بِذِكْرِهِ، وَالاسْتِحْلاَءِ لأَسْرَارِ أَسْرَارِهِ، وَالاسْتِجْلاَءِ لِعَرَائِسِ مُخَذَّرَاتِ مَصُونَاتِ كَمَالاَتِهِ، وَالإِسْفَارِ عَنْ جَمَالِ ءايَاتِهِ مَا يَحْمِلُنِي عَلَى مَعْرِفَةِ كَمَالاَتِهِ المُحَمَّدِيَّةِ مَعْرِفَةً لاَئِقَةً بِعَلِيِّ جَنَابِهِ، مَصْحُوبَةً ءابَادَ الآبَادِ مَعَ مَوَادِّ الأَرْوَاحِ وَالأَسْرَارِ وَالعُقُولِ وَالنُّفُوسِ وَالأَفْئِدَةِ وَالذَّوَاتِ لاَ تَتَغَيَّرُ تِلْكَ المَعْرِفَةُ عَنْ مَقَارِّهَا بِالإِسْتِحَالاَتِ وَالتَّحْلِيلاَتِ، وَلَعُمْرِي إِنَّ الأَمْكِنَةَ لَتَشْتَاقُ لِلتَّالِينَ لأَسْمَائِهِ المُحَمَّدِيَّةِ، الدَّءوبِينَ عَلَى اسْتِجْلاَءِ كَمَالاَتِهِ الأَحْمَدِيَّةِ، وَتَبْخَلُ بِهِمْ عَنْ مُفَارَقَتِهَا إِلَى غَيْرِهَا مِنَ الأَمَاكِنِ وَلاَ تَسْمَحُ بِمُبَاعَدَتِهِمْ عَنْهَا، فَإِلْفُ الإِلْفِ مَأْلُوفٌ، وَخَلِيطُ الخَلِيطِ خَلِيطٌ، وَحَبِيبُ الحَبِيبِ حَبِيبٌ، وَالشَّيِّقُ بِالحَبِيبِ تَشْتَاقُ إِلَيْهِ الأَكْوَانُ، وَالوَلِهُ بِالحَبِيبِ تَسْعَى فِي خِدْمَتِهِ الرُّؤَسَاءُ وَالكُبَرَاءُ وَالعُرَفَاءُ وَالأَعْيَانُ. وَالمُتَيَّمُ بِجَمَالِهِ العَظِيمِ تَحْنُوا وَتَرِقُّ عَلَيْهِ الجَمَادَاتُ وَالعَجَمَاوَاتُ. وَالهَائِمُ بِمُطَالَعَةِ طَوَالِعِ مَلاَمِحِ شُمُوسِ جَمَالِهِ تَسْعَدُ بِهِ الكَائِنَاتُ وَتَسْتَبْشِرُ بِحُلُولِ البَرَكَاتِ وَالمَرْحَمَاتِ، وَتَتَنَفَّسُ بِرُؤْيَتِهِ عَنِ المَكْرُوبِينَ وَالمَكْظُومِينَ وَالمَحْجُوبِينَ الأَزَمَاتُ وَالضَّغَطَاتُ .
20/11/2024, 22:49 من طرف Admin
» كتاب مواعظ الإمام زين العابدين ـ صالح أحمد الشامي
18/11/2024, 23:30 من طرف Admin
» كتاب إتحاف النفوس بنفحات القدوس ـ عبد القدوس بن أسامة السامرائي
18/11/2024, 23:25 من طرف Admin
» كتاب الإعلام بفضل الصلاة على النبي والسلام ـ محمد بن عبد الرحمن بن علي النميري
18/11/2024, 23:20 من طرف Admin
» كتاب الغيب ـ محمد متولي الشعراوي
18/11/2024, 23:08 من طرف Admin
» كتاب الشيطان والإنسان ـ محمد متولي الشعراوي
18/11/2024, 23:03 من طرف Admin
» كتاب الشعراوي هنا رأيت سيدنا إبراهيم ـ سعيد أبو العنين
18/11/2024, 23:01 من طرف Admin
» كتاب الخير والشر ـ محمد متولي الشعراوي
18/11/2024, 22:57 من طرف Admin
» كتاب التربية في مدرسة النبوة ـ محمد متولي الشعراوي
18/11/2024, 22:55 من طرف Admin
» كتاب: إرشاد العباد إلى سبل الرشاد ـ للملبباري
18/11/2024, 22:41 من طرف Admin
» ـ كتاب آداب الحسن البصري ـ أبن الجوزي
18/11/2024, 22:34 من طرف Admin
» كتاب الله والنفس البشرية ـ لمحمد متولي الشعراوي
18/11/2024, 22:23 من طرف Admin
» كتاب: معرفة النفس طر يق لمعرفة الرب ـ أستاذ البصيرة عبدالوهاب حسن
18/11/2024, 22:21 من طرف Admin
» كتاب الطريق الي الله ـ الشيخ علي جمعة
18/11/2024, 21:50 من طرف Admin
» كتاب: كتاب النفس والجسد والروح ـ ابراهيم البلتاجي
18/11/2024, 21:38 من طرف Admin