قول ابن عربي : (ثم قال لي: من وجدك وجدني ومن فقدك فقدني، ثم قال لي: من وجدك فقدني ومن فقدك وجدني، ثم قال لي: من فقدني وجداني ومن وجدني لم يفقدني، ثم قال لي: الوجود والفقد لي لا لك).
أقول : إنه عنى بذلك أن العارف من وجده قد وجد الله تعالى لأنه فانٍ في الهوية مستهلك في ذاتها عارٍ عن الاختيار، وأيضاً هو أقرب إلى الله تعالى من الجاهل فعلى التفسير الأول من وجده فقد وجد الله تعالى، وعلى التفسير الثاني من قرب من الخليفة فقد قرب من المستخلف، وهذا ظاهر في الوجود، فإن الولي واسطة بين الطالب والمطلوب، فكل هذه أوصاف للعارف في القرب، فمن وصل إلى العارف فقد وجد الله تعالى ويؤيده قوله صلى الله عليه وسلم : (لا يَزالُ العَبد يتَقرَّبُ إليَّ بالنَّوافل حتَّى أُحبَّهُ، فإذا أجبَبتُهُ كُنتُ سمعَهُ الذي يَسمَعُ بِهِ وبَصَره الذي يُيصِرُ بهِ ويَدَهُ التي يَبطِشُ بِها ورِجلَهُ التي يَمشِي بِهَا)، ويُثيتهُ الحديث الآخر، وهو قوله : (مَرضتُ فلمْ تَعُدْنِي، وجعتُ فلمْ تُطعِمني إلى قوله : مرضَ فلان فلم تعده أما وإن عُدته لوجدتني عنده) والحديث بتمامه من صحاح الأخبار.
وهذا تأييد لكماله رضوان الله عليه في المعرفة، فكأنه قال : مَن وجدك بأوصافك وجدني ومن فقدك فقدني، فإن الزمان الذي لا يظهر فيه العارف ظلمتني يكون أبعد العصور عن الله تعالى أعني بالظهور هاهنا خلو زمان ما من عارف، وإنما أعني ظهوره بمجموع الوجود، فمن فاته رؤية عين العارف فما أبعده عن الله، بل إذا وجد هذا العارف وجب على المخلوقات اضطراراً رؤيته، بل ملازمة شهوده لأن حضرته حضرة الله الله تعالى، فإن قيل في حق عارف مدعي الكمال، وأنه الواحد ليس هذا هو قلنا : إنه متى ظهر عليه سمات المعرفة إما من الجهل إلى العلم في ليلة، وإما من الضعف إلى القوة، وإما من الوقفة إلى الجري في دقاق المعاني، وإما في إظهار معنى كا غامض يرد عليه، وإما في تفصيل مقامات الكشوف ورُتبه وأدواته وآلاته وكيفياته، والتفريق بين المقامات، فكل هذه إذا وجد بعضها في واحد، فهو المشار إليه بالوجود وإلى فقده منه وخروج عن طاعة الله تعالى.
أقول : إنه عنى بذلك أن العارف من وجده قد وجد الله تعالى لأنه فانٍ في الهوية مستهلك في ذاتها عارٍ عن الاختيار، وأيضاً هو أقرب إلى الله تعالى من الجاهل فعلى التفسير الأول من وجده فقد وجد الله تعالى، وعلى التفسير الثاني من قرب من الخليفة فقد قرب من المستخلف، وهذا ظاهر في الوجود، فإن الولي واسطة بين الطالب والمطلوب، فكل هذه أوصاف للعارف في القرب، فمن وصل إلى العارف فقد وجد الله تعالى ويؤيده قوله صلى الله عليه وسلم : (لا يَزالُ العَبد يتَقرَّبُ إليَّ بالنَّوافل حتَّى أُحبَّهُ، فإذا أجبَبتُهُ كُنتُ سمعَهُ الذي يَسمَعُ بِهِ وبَصَره الذي يُيصِرُ بهِ ويَدَهُ التي يَبطِشُ بِها ورِجلَهُ التي يَمشِي بِهَا)، ويُثيتهُ الحديث الآخر، وهو قوله : (مَرضتُ فلمْ تَعُدْنِي، وجعتُ فلمْ تُطعِمني إلى قوله : مرضَ فلان فلم تعده أما وإن عُدته لوجدتني عنده) والحديث بتمامه من صحاح الأخبار.
وهذا تأييد لكماله رضوان الله عليه في المعرفة، فكأنه قال : مَن وجدك بأوصافك وجدني ومن فقدك فقدني، فإن الزمان الذي لا يظهر فيه العارف ظلمتني يكون أبعد العصور عن الله تعالى أعني بالظهور هاهنا خلو زمان ما من عارف، وإنما أعني ظهوره بمجموع الوجود، فمن فاته رؤية عين العارف فما أبعده عن الله، بل إذا وجد هذا العارف وجب على المخلوقات اضطراراً رؤيته، بل ملازمة شهوده لأن حضرته حضرة الله الله تعالى، فإن قيل في حق عارف مدعي الكمال، وأنه الواحد ليس هذا هو قلنا : إنه متى ظهر عليه سمات المعرفة إما من الجهل إلى العلم في ليلة، وإما من الضعف إلى القوة، وإما من الوقفة إلى الجري في دقاق المعاني، وإما في إظهار معنى كا غامض يرد عليه، وإما في تفصيل مقامات الكشوف ورُتبه وأدواته وآلاته وكيفياته، والتفريق بين المقامات، فكل هذه إذا وجد بعضها في واحد، فهو المشار إليه بالوجود وإلى فقده منه وخروج عن طاعة الله تعالى.
اليوم في 19:31 من طرف Admin
» كتاب: رسالة الساير الحائر الواجد إلى الساتر الواحد الماجد ( مجموع رسائل الشيخ نجم الدين الكبري )
اليوم في 19:28 من طرف Admin
» كتاب: رسالة إلى الهائم الخائف من لومة اللائم ( مجموع رسائل الشيخ نجم الدين الكبري )
اليوم في 19:26 من طرف Admin
» كتاب: التعرف إلى حقيقة التصوف للشيخين الجليلين أحمد العلاوي عبد الواحد ابن عاشر
اليوم في 19:24 من طرف Admin
» كتاب: مجالس التذكير في تهذيب الروح و تربية الضمير للشيخ عدّة بن تونس
اليوم في 19:21 من طرف Admin
» كتاب غنية المريد في شرح مسائل التوحيد للشيخ عبد الرحمن باش تارزي القسنطيني الجزائري
اليوم في 19:19 من طرف Admin
» كتاب: القوانين للشيخ أبي المواهب جمال الدين الشاذلي ابن زغدان التونسي المصري
اليوم في 19:17 من طرف Admin
» كتاب: مراتب الوجود المتعددة ـ الشيخ عبد الواحد يحيى
اليوم في 19:14 من طرف Admin
» كتاب: جامع الأصول في الأولياء و دليل السالكين إلى الله تعالى ـ للسيد أحمد النّقشبندي الخالدي
اليوم في 19:12 من طرف Admin
» كتاب: مفتاح غيب الجمع و الوجود لـ صدر الدين القونوي و شرحه لــ شمس الدين الفناري
اليوم في 19:07 من طرف Admin
» كتاب: خطب ابن نباتة و و لده بشرح الشيخ طاهر الجزائري الدمشقي
اليوم في 19:04 من طرف Admin
» كتاب: المصباح في مكاشفة بعث الأرواح ويليه شرح الحُجُب والأستار ويليه لوامع التوحيد ويليه مسالك التوحيد كلها للشيخ بقلي الشيرازي
اليوم في 19:02 من طرف Admin
» كتاب: شجون المسجون وفنون المفتون لـ يونس الكاتب ويُنسب خطئاً للشيخ الأكبر
اليوم في 18:58 من طرف Admin
» كتاب: نفثة المصدور و تحفة الشكور للشيخ صدر الدين القونوي
اليوم في 18:54 من طرف Admin
» كتاب: النفحة الأحمدية في بيان الأوقات المحمدية ـ أحمد بن شمس
اليوم في 18:52 من طرف Admin