من معاني ءاية الكرسي العظيمة
سلسلة الذهب - الجزء الأول
سلسلة-الذهبالحمدُ للهِ ربِ العالمينَ والصلاةُ والسلامُ الأتمانِ الأكملانِ على المصطفى الماحي المظلَّلِ بالغمامِ سيدِنا محمدٍ طهَ الأمينِ وعلى صحابتِه الشُمِّ الكرامِ الهداةِ المهتدينَ ومن تَبِعَهُم وسارَ على دربِهِم إلى يومِ الدينِ.
أما بعد، فقد روينا بالإسناد المتصل في صحيح الإمام أبي عبد الله البخاري رحمه الله تعالى في حديث أبيّ بن كعب رضي الله عنه، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال في ءاية الكرسي: "إنها سيدةُ ءاي القرءان".
هذه الآية الجليلة الفوائد، العظيمة النفع، ءاية الكرسي هي أفضل ءاية في القرءان.
هذه الآية أفضل ءاية في القرءان لما احتوت عليه من المعاني التي منها توحيد الله تبارك وتعالى، ولما فيها من إثبات علم الله تعالى المحيط بكل شىء، وأن أحدًا سوى الله ليس علمه محيطًا بكل شىء، وأن الله تبارك وتعالى لا يعتريه عجز ولا سِنة -أي نعاس- ولا نوم وأنه تعالى هو القائم بتدبير أمور الخلق.
في هذه الآية وصْفُ الله تعالى أنه لا إله سواه، أي لا أحد يستحق أن يُعبد إلا الله، وأنه حيٌّ أي ذو حياة، أي أنه حي بحياة أزلية أبدية ليست كحياة غيره إذ حياة غيره تعالى بالروح والدم واللحم.
وفي هذه الآية إثبات القيُّوميةِ لله تعالى، القيُّومية عبارةٌ عن استغنائه تعالى عن كل شىء واحتياج كل شىء إليه، فلا أحد مستغن عن كل ما سواه ومفتقر إليه كل ما عداه إلا الله، هذا معنى القيُّومية، والله تعالى هو المستغني عن كل ما سواه والمفتقر إليه كل ما عداه، فلا شىء كذلك إلا الله.
كذلكَ أنَّ اللهَ تعالى موجودٌ بلا بدايةٍ، فالموجودُ بلا بدايةٍ لا يحتاجُ إلى غيرِه، لأنَّ وجودَه بذاتِه، وجودُ اللهِ تعالى بذاتهِ لا بغيرِه، فما سوى اللهِ تعالى حادثٌ - أي مخلوقٌ - لأنه لم يوجدْ إلا بإيجادِ اللهِ، فكلُّ موجودٍ حادثٌ إلا اللهُ، فإنَّه تعالى أزليٌّ، أي لا بدايةَ لوجودِه، فهو الموجودُ بذاتِه، لا موجودَ بذاتِه إلا اللهُ تبارك وتعالى، نقولُ عن المخلوقاتِ إنها موجودةٌ، لكنَّها ليستْ موجودةً بذاتـِها بلْ بإيجادِ اللهِ، اللهُ تعالى هو الأزليُّ الذي لم يسبقْه عدمٌ، فلا يحتاجُ في وجودِه إلى غيرِه، أي اللهُ تعالى لم يسبقْ وجودَه عدمٌ. وأمَّا ما سواهُ فموجودٌ بعدَ عدمٍ، أي كانتْ الأشياءُ (غيرُ الله لأنَّ اللهَ شىءٌ لا كالأشياءِ) كلُّها معدومةً ثم صارتْ موجودةً، فهو القائمُ بتدبيرِ خلقِه، هو القائمُ بتدبيرِ جميعِ الأشياءِ (المخلوقةِ) الموجودةِ، لأنَّ أصلَ وجودِ الأشياءِ للهِ تعالى، فالأشياءُ بما أنَّ وجودَها للهِ تعالى أي أنَّ اللهَ تعالى هو أوجدَها، لولا أنَّه هو أوجدَها ما وُجدتْ، فهي أي الأشياءُ محتاجةٌ إلى اللهِ لا تستغني عنه، لا شىءَ يستغني عنِ اللهِ، لا يستغني عنه شىءٌ لحظةً، لأنهُ لـمـَّا كانَ وجودُ كلّ الأشياءِ للهِ تعالى أي لولا أنَّه أوجدَها وخلقَها ما وُجدَتْ، فكلُّ الأشياءِ محتاجةٌ إلى اللهِ كما أنَّ أصلَ وجودِها للهِ تعالى، أي أنَّ اللهَ تعالى هو أخرجَها من العدمِ وجعلَها موجودةً فهي لا تستغني عنه لحظةً، هذه العوالمُ العلوياتُ والسفلياتُ بما فيها من ذوي الأرواح، فالملائكةُ والإنسُ والجنُّ لا تستغني عنه، لا تستغني عن الله لحظةً.
لذلك قال أهلُ البصائر: " لا موجودَ بذاتِه إلا اللهُ "لكنَّهم لم يقولوا: "لا موجودَ إلا اللهُ" لأنَّ ذلكَ إلحادٌ، لأنَّ معنى هذه الكلمةِ الفاسدةِ: أنَّ كلَّ ما هو موجودٌ أي أنَّ كلَّ ما دخلَ في الوجود هو عينُ اللهِ!! وذلك من أكفرِ الكفرِ، اعتقادُ أنَّ كلَّ الموجوداتِ هي اللهُ هذا من أكفرِ الكفرِ. إنما الكلمةُ الصحيحةُ هي أنْ يقالَ: "لا موجودَ بذاتِه إلا اللهُ" هذا من خالصِ التوحيدِ، هذه الكلمة ما أعظمها وما أحلى معناها، وأما الكلمةُ الأخرى وهي قولُ بعض الناس: "لا موجودَ إلا اللهُ" فإنها كلمةٌ خبيثةٌ، من يفهم معناها الفاسدَ وقالها فقد ارتدَّ أي خرجَ من الإسلامِ، لأنَّ معناها على زعمِه أنَّ هذه الموجوداتِ من أرضٍ وسمواتٍ وإنسانٍ وشمسٍ وقمرٍ ونجومٍ وهواءٍ وغيرِ ذلكَ هو اللهُ، فلا يجوزُ النطقُ بهذه الكلمة، لذلك العاقل الذي يفهم معناها لا يرضاها، لأنه يعلم أنه لا معنى لها إلا هذا المعنى الفاسد.
اللهُ تبارك وتعالى وصفَ نفسَه في هذه الآيةِ الكريمة بأنه حيٌّ، ومعنى الحيّ إذا أُطلِقَ على اللهِ أي الذي له الحياةُ التي ليستْ كحياةِ غيرِه بل حياةٌ أزليةٌ أبديةٌ، أمَّا حياةُ غيرِه فإنَّـها بالروحِ، هذا بالنسبة لذوي الأرواح من إنسٍ وجنٍ وملائكةٍ وغيرِهم، وأما بالنسبةِ لغير ذوي الأرواح كالنبات الذي ينمو فإنَّ حياتَه إنما بالنموِّ، وهذا لا يليقُ بالله، حياةُ اللهِ حياةٌ بلا كيفيةٍ، حياتُه أزليةٌ أبديةٌ ليست بروحٍ ودمٍ ولحم إنما هي حياةٌ يعلمُها الله تبارك وتعالى.
نحن ليس علينا أن نعرفَ حقيقةَ حياةِ الله تبارك وتعالى، بل علينا أن نؤمنَ بأن لله تعالى حياةً لا تشبهُ حياةَ غيرِه، فالله تبارك وتعالى حيٌّ أي موصوف بحياة ليست كحياة غيره، فنقول عن الله تعالى "هو حيٌّ لا كالأحياءِ" لمـَّا نسمّي اللهَ تعالى حيًّا لا يكونُ معناهُ كما إذا سمَّينا الإنسانَ حيًّا، لأنَّ حياةَ الإنسانِ هي حياةٌ حادثةٌ "أي مخلوقة" لم تكنْ في الأزلِ ثم كانتْ
سلسلة الذهب - الجزء الأول
سلسلة-الذهبالحمدُ للهِ ربِ العالمينَ والصلاةُ والسلامُ الأتمانِ الأكملانِ على المصطفى الماحي المظلَّلِ بالغمامِ سيدِنا محمدٍ طهَ الأمينِ وعلى صحابتِه الشُمِّ الكرامِ الهداةِ المهتدينَ ومن تَبِعَهُم وسارَ على دربِهِم إلى يومِ الدينِ.
أما بعد، فقد روينا بالإسناد المتصل في صحيح الإمام أبي عبد الله البخاري رحمه الله تعالى في حديث أبيّ بن كعب رضي الله عنه، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال في ءاية الكرسي: "إنها سيدةُ ءاي القرءان".
هذه الآية الجليلة الفوائد، العظيمة النفع، ءاية الكرسي هي أفضل ءاية في القرءان.
هذه الآية أفضل ءاية في القرءان لما احتوت عليه من المعاني التي منها توحيد الله تبارك وتعالى، ولما فيها من إثبات علم الله تعالى المحيط بكل شىء، وأن أحدًا سوى الله ليس علمه محيطًا بكل شىء، وأن الله تبارك وتعالى لا يعتريه عجز ولا سِنة -أي نعاس- ولا نوم وأنه تعالى هو القائم بتدبير أمور الخلق.
في هذه الآية وصْفُ الله تعالى أنه لا إله سواه، أي لا أحد يستحق أن يُعبد إلا الله، وأنه حيٌّ أي ذو حياة، أي أنه حي بحياة أزلية أبدية ليست كحياة غيره إذ حياة غيره تعالى بالروح والدم واللحم.
وفي هذه الآية إثبات القيُّوميةِ لله تعالى، القيُّومية عبارةٌ عن استغنائه تعالى عن كل شىء واحتياج كل شىء إليه، فلا أحد مستغن عن كل ما سواه ومفتقر إليه كل ما عداه إلا الله، هذا معنى القيُّومية، والله تعالى هو المستغني عن كل ما سواه والمفتقر إليه كل ما عداه، فلا شىء كذلك إلا الله.
كذلكَ أنَّ اللهَ تعالى موجودٌ بلا بدايةٍ، فالموجودُ بلا بدايةٍ لا يحتاجُ إلى غيرِه، لأنَّ وجودَه بذاتِه، وجودُ اللهِ تعالى بذاتهِ لا بغيرِه، فما سوى اللهِ تعالى حادثٌ - أي مخلوقٌ - لأنه لم يوجدْ إلا بإيجادِ اللهِ، فكلُّ موجودٍ حادثٌ إلا اللهُ، فإنَّه تعالى أزليٌّ، أي لا بدايةَ لوجودِه، فهو الموجودُ بذاتِه، لا موجودَ بذاتِه إلا اللهُ تبارك وتعالى، نقولُ عن المخلوقاتِ إنها موجودةٌ، لكنَّها ليستْ موجودةً بذاتـِها بلْ بإيجادِ اللهِ، اللهُ تعالى هو الأزليُّ الذي لم يسبقْه عدمٌ، فلا يحتاجُ في وجودِه إلى غيرِه، أي اللهُ تعالى لم يسبقْ وجودَه عدمٌ. وأمَّا ما سواهُ فموجودٌ بعدَ عدمٍ، أي كانتْ الأشياءُ (غيرُ الله لأنَّ اللهَ شىءٌ لا كالأشياءِ) كلُّها معدومةً ثم صارتْ موجودةً، فهو القائمُ بتدبيرِ خلقِه، هو القائمُ بتدبيرِ جميعِ الأشياءِ (المخلوقةِ) الموجودةِ، لأنَّ أصلَ وجودِ الأشياءِ للهِ تعالى، فالأشياءُ بما أنَّ وجودَها للهِ تعالى أي أنَّ اللهَ تعالى هو أوجدَها، لولا أنَّه هو أوجدَها ما وُجدتْ، فهي أي الأشياءُ محتاجةٌ إلى اللهِ لا تستغني عنه، لا شىءَ يستغني عنِ اللهِ، لا يستغني عنه شىءٌ لحظةً، لأنهُ لـمـَّا كانَ وجودُ كلّ الأشياءِ للهِ تعالى أي لولا أنَّه أوجدَها وخلقَها ما وُجدَتْ، فكلُّ الأشياءِ محتاجةٌ إلى اللهِ كما أنَّ أصلَ وجودِها للهِ تعالى، أي أنَّ اللهَ تعالى هو أخرجَها من العدمِ وجعلَها موجودةً فهي لا تستغني عنه لحظةً، هذه العوالمُ العلوياتُ والسفلياتُ بما فيها من ذوي الأرواح، فالملائكةُ والإنسُ والجنُّ لا تستغني عنه، لا تستغني عن الله لحظةً.
لذلك قال أهلُ البصائر: " لا موجودَ بذاتِه إلا اللهُ "لكنَّهم لم يقولوا: "لا موجودَ إلا اللهُ" لأنَّ ذلكَ إلحادٌ، لأنَّ معنى هذه الكلمةِ الفاسدةِ: أنَّ كلَّ ما هو موجودٌ أي أنَّ كلَّ ما دخلَ في الوجود هو عينُ اللهِ!! وذلك من أكفرِ الكفرِ، اعتقادُ أنَّ كلَّ الموجوداتِ هي اللهُ هذا من أكفرِ الكفرِ. إنما الكلمةُ الصحيحةُ هي أنْ يقالَ: "لا موجودَ بذاتِه إلا اللهُ" هذا من خالصِ التوحيدِ، هذه الكلمة ما أعظمها وما أحلى معناها، وأما الكلمةُ الأخرى وهي قولُ بعض الناس: "لا موجودَ إلا اللهُ" فإنها كلمةٌ خبيثةٌ، من يفهم معناها الفاسدَ وقالها فقد ارتدَّ أي خرجَ من الإسلامِ، لأنَّ معناها على زعمِه أنَّ هذه الموجوداتِ من أرضٍ وسمواتٍ وإنسانٍ وشمسٍ وقمرٍ ونجومٍ وهواءٍ وغيرِ ذلكَ هو اللهُ، فلا يجوزُ النطقُ بهذه الكلمة، لذلك العاقل الذي يفهم معناها لا يرضاها، لأنه يعلم أنه لا معنى لها إلا هذا المعنى الفاسد.
اللهُ تبارك وتعالى وصفَ نفسَه في هذه الآيةِ الكريمة بأنه حيٌّ، ومعنى الحيّ إذا أُطلِقَ على اللهِ أي الذي له الحياةُ التي ليستْ كحياةِ غيرِه بل حياةٌ أزليةٌ أبديةٌ، أمَّا حياةُ غيرِه فإنَّـها بالروحِ، هذا بالنسبة لذوي الأرواح من إنسٍ وجنٍ وملائكةٍ وغيرِهم، وأما بالنسبةِ لغير ذوي الأرواح كالنبات الذي ينمو فإنَّ حياتَه إنما بالنموِّ، وهذا لا يليقُ بالله، حياةُ اللهِ حياةٌ بلا كيفيةٍ، حياتُه أزليةٌ أبديةٌ ليست بروحٍ ودمٍ ولحم إنما هي حياةٌ يعلمُها الله تبارك وتعالى.
نحن ليس علينا أن نعرفَ حقيقةَ حياةِ الله تبارك وتعالى، بل علينا أن نؤمنَ بأن لله تعالى حياةً لا تشبهُ حياةَ غيرِه، فالله تبارك وتعالى حيٌّ أي موصوف بحياة ليست كحياة غيره، فنقول عن الله تعالى "هو حيٌّ لا كالأحياءِ" لمـَّا نسمّي اللهَ تعالى حيًّا لا يكونُ معناهُ كما إذا سمَّينا الإنسانَ حيًّا، لأنَّ حياةَ الإنسانِ هي حياةٌ حادثةٌ "أي مخلوقة" لم تكنْ في الأزلِ ثم كانتْ
20/11/2024, 22:49 من طرف Admin
» كتاب مواعظ الإمام زين العابدين ـ صالح أحمد الشامي
18/11/2024, 23:30 من طرف Admin
» كتاب إتحاف النفوس بنفحات القدوس ـ عبد القدوس بن أسامة السامرائي
18/11/2024, 23:25 من طرف Admin
» كتاب الإعلام بفضل الصلاة على النبي والسلام ـ محمد بن عبد الرحمن بن علي النميري
18/11/2024, 23:20 من طرف Admin
» كتاب الغيب ـ محمد متولي الشعراوي
18/11/2024, 23:08 من طرف Admin
» كتاب الشيطان والإنسان ـ محمد متولي الشعراوي
18/11/2024, 23:03 من طرف Admin
» كتاب الشعراوي هنا رأيت سيدنا إبراهيم ـ سعيد أبو العنين
18/11/2024, 23:01 من طرف Admin
» كتاب الخير والشر ـ محمد متولي الشعراوي
18/11/2024, 22:57 من طرف Admin
» كتاب التربية في مدرسة النبوة ـ محمد متولي الشعراوي
18/11/2024, 22:55 من طرف Admin
» كتاب: إرشاد العباد إلى سبل الرشاد ـ للملبباري
18/11/2024, 22:41 من طرف Admin
» ـ كتاب آداب الحسن البصري ـ أبن الجوزي
18/11/2024, 22:34 من طرف Admin
» كتاب الله والنفس البشرية ـ لمحمد متولي الشعراوي
18/11/2024, 22:23 من طرف Admin
» كتاب: معرفة النفس طر يق لمعرفة الرب ـ أستاذ البصيرة عبدالوهاب حسن
18/11/2024, 22:21 من طرف Admin
» كتاب الطريق الي الله ـ الشيخ علي جمعة
18/11/2024, 21:50 من طرف Admin
» كتاب: كتاب النفس والجسد والروح ـ ابراهيم البلتاجي
18/11/2024, 21:38 من طرف Admin