..الإحسان حياة.

مرحبا بك أيّها الزّائر الكريم.

انضم إلى المنتدى ، فالأمر سريع وسهل

..الإحسان حياة.

مرحبا بك أيّها الزّائر الكريم.

..الإحسان حياة.

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
..الإحسان حياة.

..الإحسان معاملة ربّانيّة بأخلاق محمّديّة، عنوانها:النّور والرّحمة والهدى

المواضيع الأخيرة

» كتاب: تنبيه السالكين إلى غرور المتشيخين للشيخ حسن حلمي الدغستاني
كتاب: فقه الدنيا في القرآن الكريم وأثره في تحقيق جودة الحياة ـ د. جاسم الفارس ـ المبحث الأول Emptyأمس في 20:03 من طرف Admin

» كتاب: مطالع اليقين في مدح الإمام المبين للشيخ عبد الله البيضاوي
كتاب: فقه الدنيا في القرآن الكريم وأثره في تحقيق جودة الحياة ـ د. جاسم الفارس ـ المبحث الأول Emptyأمس في 20:02 من طرف Admin

» كتاب: الفتوحات القدسية في شرح قصيدة في حال السلوك عند الصوفية ـ الشيخ أبي بكر التباني
كتاب: فقه الدنيا في القرآن الكريم وأثره في تحقيق جودة الحياة ـ د. جاسم الفارس ـ المبحث الأول Emptyأمس في 19:42 من طرف Admin

» كتاب: الكلمات التي تتداولها الصوفية للشيخ الأكبر مع تعليق على بعض ألفاظه من تأويل شطح الكمل للشعراني
كتاب: فقه الدنيا في القرآن الكريم وأثره في تحقيق جودة الحياة ـ د. جاسم الفارس ـ المبحث الأول Emptyأمس في 19:39 من طرف Admin

» كتاب: قاموس العاشقين في أخبار السيد حسين برهان الدين ـ الشيخ عبد المنعم العاني
كتاب: فقه الدنيا في القرآن الكريم وأثره في تحقيق جودة الحياة ـ د. جاسم الفارس ـ المبحث الأول Emptyأمس في 19:37 من طرف Admin

» كتاب: نُسخة الأكوان في معرفة الإنسان ويليه رسائل أخرى ـ الشّيخ محيي الدين بن عربي
كتاب: فقه الدنيا في القرآن الكريم وأثره في تحقيق جودة الحياة ـ د. جاسم الفارس ـ المبحث الأول Emptyأمس في 19:34 من طرف Admin

» كتاب: كشف الواردات لطالب الكمالات للشيخ عبد الله السيماوي
كتاب: فقه الدنيا في القرآن الكريم وأثره في تحقيق جودة الحياة ـ د. جاسم الفارس ـ المبحث الأول Emptyأمس في 19:31 من طرف Admin

» كتاب: رسالة الساير الحائر الواجد إلى الساتر الواحد الماجد ( مجموع رسائل الشيخ نجم الدين الكبري )
كتاب: فقه الدنيا في القرآن الكريم وأثره في تحقيق جودة الحياة ـ د. جاسم الفارس ـ المبحث الأول Emptyأمس في 19:28 من طرف Admin

» كتاب: رسالة إلى الهائم الخائف من لومة اللائم ( مجموع رسائل الشيخ نجم الدين الكبري )
كتاب: فقه الدنيا في القرآن الكريم وأثره في تحقيق جودة الحياة ـ د. جاسم الفارس ـ المبحث الأول Emptyأمس في 19:26 من طرف Admin

» كتاب: التعرف إلى حقيقة التصوف للشيخين الجليلين أحمد العلاوي عبد الواحد ابن عاشر
كتاب: فقه الدنيا في القرآن الكريم وأثره في تحقيق جودة الحياة ـ د. جاسم الفارس ـ المبحث الأول Emptyأمس في 19:24 من طرف Admin

» كتاب: مجالس التذكير في تهذيب الروح و تربية الضمير للشيخ عدّة بن تونس
كتاب: فقه الدنيا في القرآن الكريم وأثره في تحقيق جودة الحياة ـ د. جاسم الفارس ـ المبحث الأول Emptyأمس في 19:21 من طرف Admin

» كتاب غنية المريد في شرح مسائل التوحيد للشيخ عبد الرحمن باش تارزي القسنطيني الجزائري
كتاب: فقه الدنيا في القرآن الكريم وأثره في تحقيق جودة الحياة ـ د. جاسم الفارس ـ المبحث الأول Emptyأمس في 19:19 من طرف Admin

» كتاب: القوانين للشيخ أبي المواهب جمال الدين الشاذلي ابن زغدان التونسي المصري
كتاب: فقه الدنيا في القرآن الكريم وأثره في تحقيق جودة الحياة ـ د. جاسم الفارس ـ المبحث الأول Emptyأمس في 19:17 من طرف Admin

» كتاب: مراتب الوجود المتعددة ـ الشيخ عبد الواحد يحيى
كتاب: فقه الدنيا في القرآن الكريم وأثره في تحقيق جودة الحياة ـ د. جاسم الفارس ـ المبحث الأول Emptyأمس في 19:14 من طرف Admin

» كتاب: جامع الأصول في الأولياء و دليل السالكين إلى الله تعالى ـ للسيد أحمد النّقشبندي الخالدي
كتاب: فقه الدنيا في القرآن الكريم وأثره في تحقيق جودة الحياة ـ د. جاسم الفارس ـ المبحث الأول Emptyأمس في 19:12 من طرف Admin

أفضل 10 أعضاء في هذا الشهر

دخول

لقد نسيت كلمة السر


    كتاب: فقه الدنيا في القرآن الكريم وأثره في تحقيق جودة الحياة ـ د. جاسم الفارس ـ المبحث الأول

    avatar
    Admin
    Admin


    المساهمات : 68443
    تاريخ التسجيل : 25/04/2018

    كتاب: فقه الدنيا في القرآن الكريم وأثره في تحقيق جودة الحياة ـ د. جاسم الفارس ـ المبحث الأول Empty كتاب: فقه الدنيا في القرآن الكريم وأثره في تحقيق جودة الحياة ـ د. جاسم الفارس ـ المبحث الأول

    مُساهمة من طرف Admin 7/9/2021, 20:24

    المبحث الأول
    آيات الحياة الدنيا في المرحلة المكية
    تحدث القرآن الكريم عن الحياة الدنيا، والدنيا هنا هي صفة لما هو أدنى، أو لما هو خاضع للشرط الأدنى، فالحديث إذن عن الحياة، غير أن تداول الدنيا في الاستعمال اللغوي جعلها مرادفة للحياة، فحين نقول حياة، يتبادر الذهن الى الدنيا، وحين نقول دنيا يتبادر الذهن الى الحياة .
    تنوعت آيات الحياة في القرآن الكريم في مرحلتيه المكية والمدنية، ومن الجدير بالذكر أن هذه الآيات لم يتناولها المفسرون في سياق المرحلة التي أنزلت فيها، أو في سياق النص الذي وردت فيه، إنما اتخذوها مسوّغاً للتقليل من شأن الحياة، فلم ينطبع في ذهنهم إلا أن الحياة لهو ولعب وتكاثر في الأولاد والأموال، وهي عناصر مهمة في الحياة إن نحسن التعامل معها، أو هي دار الغرور، فلا تغرنَّكم الحياة الدنيا، فتشكلت رؤية سوداوية للحياة، نمت فيها السلبية والهزيمة وساد السكون الحضاري، ليقتصر الأمر في النهاية على العبادة وعدّها الغاية القصوى من الخلق، معتمدين قوله تعالى:{ وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ}.الذاريات:﴿٥٦﴾.
    غاضين النظر عن مقاصد أخرى من الخلق بيّنها الله تعالى قبل مقصد العبادة، ذلك أن سورة هود في ترتيب النزول قد سبقت سورة الذاريات وفيها قوله تعالى:{وَإِلَى ثَمُودَ أَخَاهُمْ صَالِحًا قَالَ يَا قَوْمِ اعْبُدُوا اللَّهَ مَا لَكُم مِّنْ إِلَٰهٍ غَيْرُهُ هُوَ أَنشَأَكُم مِّنَ الْأَرْضِ وَاسْتَعْمَرَكُمْ فِيهَا فَاسْتَغْفِرُوهُ ثُمَّ تُوبُوا إِلَيْهِ إِنَّ رَبِّي قَرِيبٌ مُّجِيبٌ}.هود:61.
    وبغية الوقوف على دلالات مفهوم (الحياة / الدنيا)، نستعرض سياق ورودها في الآيات المكية وعلى النحو الآتي:ـ
    وردت في سورة الانعام الآية(32)، قوله تعالى:{ وَمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلاًّ لَعِبٌ وَلَهْوٌ وَلَلدَّارُ الآخِرَةُ خَيْرٌ لِلَّذِينَ يَتَّقُونَ أَفَلا تَعْقِلُونَ }. الأنعام:﴿٣٢﴾.
    في الحوار مع الملحدين الذين يقولون اعتقاداً إن هي إلا حياتنا الدنيا وما نحن بمبعوثين، فهم ناكروا البعث، إن الحياة عند هذا النمط من البشر لا تعدو أن تكون لهواً ولعباً، واللهو واللعب حتى وإن حققا بعض الفائدة، فهي فائدة آنية وزائلة لا محالة ولا يمكن أن تكون الحياة قائمة على هذه العناصر، فهذه العناصر إن كانت هي أساس الحياة، فالنتيجة هي الخسران المبين، وعلى هذا الأساس ذم الله تعالى الحياة إن اقتصرت على هذه العناصر والفعاليات غير المنتجة لما هو مفيد ونافع، وهي بذلك تتناقض، كذلك، مع التقوى والعقل، فالتقوى فعل عبادي حياتي مضمونه الحب والسلام والبناء، وهو بهذا لا يتفق مع مطلب إعمار العالم على أسس العقل والعدل والكفاءة. فالموقف هنا هو مع منكري البعث فصوّر الدنيا إزاء فهمهم وموقفهم للهو واللعب.
    في سورة الاعراف، قال تعالى} قُلْ مَنْ حَرَّمَ زِينَةَ اللَّهِ الَّتِي أَخْرَجَ لِعِبَادِهِ وَالطَّيِّبَاتِ مِنَ الرِّزْقِ قُلْ هِيَ لِلَّذِينَ آمَنُوا فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا خَالِصَةً يَوْمَ الْقِيَامَةِ كَذَٰلِكَ نُفَصِّلُ الآيَاتِ لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ}. الأعراف:﴿٣٢﴾.
    يوجه الله تعالى رسوله أن يقول للناس من حرم زينة الله التي أخرج لعباده والطيبات من الرزق، وزيادة في التأكيد يأمره أن يقول لهم تأكيداً بأنها خالصة لهم يوم القيامة كذلك، إذ سيتزينون هناك بما أعد الله عز وجل لهم من علامات تميزهم عن غيرهم، فكانت الزينة هنا هي أولى ملامح جمال الحياة الاسلامية ضد الحياة الجاهلية، لقد تميزت الحياة الاسلامية في ضوء هذه الآية بجمال الملبس وطيب الطعام، وطيب الشراب، بعيداً عن الإسراف، وهو تجاوز الحد في المأكل والمشرب والملبس. وفي الاعراف كذلك، تشخيص للعلاقة بين الذين غرتهم الحياة الدنيا، وبين الموقف من الدين .
    فالذين اتخذوا الدين هزواً ولهواً ولعباً، أولئك هم الذين غرتهم الحياة الدنيا، وجحدوا آيات الله، والذين تصوروا أنها الحياة التي لا حياة بعدها، وبالتالي فلا بد من أن يعيشونها باللهو واللعب كأحد الملذات التي تملأ نفوسهم، هؤلاء نسوا الله عز وجل ودينه، رغم كل عوامل التذكير والهداية، إلا أنهم ظلوا غارقين في الملذات، والنتيجة المنطقية هي نسيانهم من الله يوم القيامة في النار، وعدم الاكتراث بهم جزاء جحودهم واختيارهم لقناعاتهم الاعتقادية .
    إن هذا الارتباك العقدي، إنما هو نتيجة منطقية للتمسك بالدنيا وملذاتها السلبية في المال والرغبات البائسة، ولهذا من المنطق كذلك أن يواجه أهل هذه الرؤى بتقليل فاعلية بنيتهم النفسية والفكرية وتسخيف فهمهم للحياة باعتقادهم المادي.
    في سورة يونس في قوله تعالى:{ إنَّ الَّذِينَ لا يَرْجُونَ لِقَاءَنَا وَرَضُوا بِالْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَاطْمَأَنُّوا بِهَا وَالَّذِينَ هُمْ عَنْ آيَاتِنَا غَافِلُونَ}. يونس:﴿٧﴾.
    موقف أخر إزاء الذين استحبوا الحياة الدنيا، وهم الذين لا يرجون لقاء الله في البعث والقيامة، إن عدم الرجاء هذا هو حبهم للحياة الدنيا، فقد رضوا بها مستقراً نهائياً واطمأنوا بها وغفلوا عن الآيات العظمى، آيات الله في أنفسهم وفي الأفاق وفي التنزيل، اولئك مأواهم النار بما كانوا يكسبون في غفلة عن حكم الله تعالى وعلمه.
    في الآية (24) من سورة يونس، قال تعالى:{ إنَّمَا مَثَلُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا كَمَاءٍ أَنْزَلْنَاهُ مِنَ السَّمَاءِ فَاخْتَلَطَ بِهِ نَبَاتُ الأرْضِ مِمَّا يَأْكُلُ النَّاسُ وَالأنعَامُ حَتَّىٰ إِذَا أَخَذَتِ الأرْضُ زُخْرُفَهَا وَازَّيَّنَتْ وَظَنَّ أَهْلُهَا أَنَّهُمْ قَادِرُونَ عَلَيْهَا أَتَاهَا أَمْرُنَا لَيْلاً أَوْ نَهَارًا فَجَعَلْنَاهَا حَصِيدًا كَأَنْ لَمْ تَغْنَ بِالأمْسِ كَذَٰلِكَ نُفَصِّلُ الآيَاتِ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ}. يونس:﴿٢٤﴾.
    صورة جميلة للحياة الدنيا، ورغم جمالها فهي زائلة وقصيرة، ولذلك ينبه الله تعالى أهل الأيمان والتقوى إلى التفكر بالأمثال الربانية واستخلاص العبرة منها.
    في الآية (64) من سورة يونس، قال تعالى:{ لَهُمُ الْبُشْرَىٰ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الآخِرَةِ لا تَبْدِيلَ لِكَلِمَاتِ اللَّهِ ذَٰلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ}.يونس:﴿٦٤﴾.
    يبين الله تعالى جمال الحياة الدنيا في أنها ميدان بشرى للمؤمنين، بشرى لغدهم وعزهم وتمكينهم في الحياة الدنيا، وكذلك هم في الأخرة السعداء، وهذا وعد الله الحق وكلمته التي لا تبدل في إسعادهم في الدارين. في سورة ابراهيم الآية (3)، قال تعالى:{ الَّذِينَ يَسْتَحِبُّونَ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا عَلَى الآخِرَةِ وَيَصُدُّونَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ وَيَبْغُونَهَا عِوَجًا أُولَٰئِكَ فِي ضَلالٍ بَعِيدٍ}. إبراهيم:﴿٣﴾.
    تحديد لبعض سمات أهل الدنيا الكافرين: تشير الآية الى أن أحد سمات الكفر حب الحياة الدنيا وتفضيلها على الاخرة، وعندما تكون الحياة الدنيا هي الاختيار الوحيد، نرى القرآن الكريم يسعى إلى هدم هذا الاختيار، وتسخيفه في أعين أنصاره .
    و في سورة ابراهيم كذلك يجعل الله تعالى الحياة الدنيا ميدان ثبات وصدق للذين أمنوا، قال تعالى:{ يُثَبِّتُ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا بِالْقَوْلِ الثَّابِتِ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الآخِرَةِ وَيُضِلُّ اللَّهُ الظَّالِمِينَ وَيَفْعَلُ اللَّهُ مَا يَشَاءُ}.إبراهيم:﴿٢٧﴾.
    فالحياة الدنيا هنا هي ميدان انتصار الدليل والبرهان العقلي التابع للدين، والحقيقة، فهم لا يثنيهم عن دينهم المخالفون لهم، المضطهدون لهم والمعذبون.
    وفي سورة النحل، قوله تعالى:{ مَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَىٰ وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُمْ بِأَحْسَنِ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ}.النحل:﴿٩٧﴾.
    يبين الله تعالى، أن الحياة الطيبة هي نتاج عمل الصالحات ولا فرق في ذلك بين الذكر والانثى، والصالحات هي أعمال العبادة وأعمال عمارة الارض التي بها تتحقق بعض مظاهر سعادة الحياة، وكذلك هي الأعمال اليدوية والفكرية التي تعمل على تطوير الحياة مادياً ومعنوياً. في المقابل يندد الله تعالى بالذين انشرحت صدورهم بالكفر، فأولئك عليهم غضب الله، وتبين الآية أن انشراح صدور أولئك بالكفر. لأنهم استحبوا الحياة الدنيا على الآخرة، فاعتقدوا أن طيب الحياة خالد، ومنقذ من الهلاك، قال تعالى:{ ذَٰلِكَ بِأَنَّهُمُ اسْتَحَبُّوا الْحَيَاةَ الدُّنْيَا عَلَى الآخِرَةِ وَأَنَّ اللَّهَ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الْكَافِرِينَ}. النحل:﴿١٠٧﴾.
    ويظل القرآن الكريم يندد بالذين جعلوا الحياة الدنيا اختيارهم الأوحد ويسقط حججهم وادعاءاتهم بأروع الأمثلة وأعمقها بلاغة، كما جاء في قوله تعالى:{ وَاضْرِبْ لَهُمْ مَثَلَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا كَمَاءٍ أَنْزَلْنَاهُ مِنَ السَّمَاءِ فَاخْتَلَطَ بِهِ نَبَاتُ الأرْضِ فَأَصْبَحَ هَشِيمًا تَذْرُوهُ الرِّيَاحُ وَكَانَ اللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ مُقْتَدِرًا}.الكهف: ﴿٤٥﴾.
    فالحياة الدنيا على مستوى الفرد والمجموعة مهما كانت ثرية وطيبة فهي زائلة لامحالة بموته. ولكنها باقية من حيث الزمان والمكان. لذلك جاءت أمثلة القرآن الرائعة بتشبيه الحياة الدنيا بالمطر الذي يختلط بالأرض فتورق وتزهو بالنبات، وما إن يأتيها الصيف يصبح هشيماً تذروه الرياح. وهكذا تظل دورة الحياة تجدد. ومع ذلك هي غير خالدة بالنسبة للأفراد، فالدرس القرآني هنا، يوضح أن الحياة الدنيا على أهميتها فهي غير باقية لك أيها الإنسان، فأنت ستغادرها يوماً ما، فلا تجعلها اختيارك الأوحد والنهائي، إنما لابد من التوازن بين متطلباتها ومتطلبات الحياة الآخرة، فالحياة ليست سجن المؤمن كما يتصور قاصرو الفهم، إنما هي ميدان حريته وتديّنه وانتاجه الخلاق. وفي الكهف توضيح لأهم زينة في الحياة الدنيا وهي المال والبنون، وفي هذا الحد يلتقي المؤمنون والكافرون، فالمال والبنون زينة الحياة الاثنين، غير أن الفرق الجوهري بينهما هو أن المؤمنون مع قناعتهم بزينة الحياة الدنيا، فهم مؤمنون أكثر بأن الباقيات الصالحات هي خير عند الله ثواباً، وخير أملاً.
    إن زينة حياة المؤمنين هي الأعمال الصالحة، التي هي أعمال الخير التي تبقى غرتها للإنسان وتغنى عنه كل ما تطمح أليه نفسه من حظوظ الدنيا، فالمؤمنون يعلمون أن المال والبنين زائلان، رغم كونهما أجمل ما في الحياة بعامة، غير أنهما مفيدان جداً حين يوظفان في خدمة الدين والدنيا على وفق هدى الله تعالى، غير أن الذي يبقى هو الأعمال الصالحة، والأعمال الصالحة هي الأعمال المادية ذات النفع العام كتحويل موارد الطبيعة الى سلع اقتصادية نافعة للمجتمع، وكذلك الأعمال المعنوية والفكرية والروحية كالعبادة والممارسات الاخلاقية البناءة، التي تساهم في سعادة البشر، قال تعالى:{ الْمَالُ وَالْبَنُونَ زِينَةُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَالْبَاقِيَاتُ الصَّالِحَاتُ خَيْرٌ عِنْدَ رَبِّكَ ثَوَابًا وَخَيْرٌ أَمَلاً}.الكهف:﴿٤٦﴾.
    وتطرح سورة الكهف قضية مهمة في إطار آيات الحياة الدنيا، ألا وهي منهج العيش في الحياة الدنيا. إن أهل الحياة الدنيا بعد أن رفضوا كل دعوات الهدى والارشاد، وأصروا على غيّهم، يؤكد القرآن على قضية مهمة ألا وهي كيف نميز الأخسرين أعمالاً، أولئك الذين ضل سعيهم في الحياة الدنيا، فهم التاركون من لا خالق ولا رازق لهم سواه، والمقبلون على من ليس بيده شيء من خلق ولا رزق ولا غيره، العابدون الملائكة والاحجار والاشخاص والطواغيت والكواكب هؤلاء الذين افتقروا الى المنهج الحق، منهج الهدى في إدارة الحياة الدنيا، فضل سعيهم، أي حاد عن الطريق الحق والقصد الحق، فيحسون لقصور عقولهم ومناهجهم أنهم يحسنون صنعا.
    في سورة (المؤمنون) جاء قوله تعالى:{ وَقَالَ الْمَلأ مِنْ قَوْمِهِ الَّذِينَ كَفَرُوا وَكَذَّبُوا بِلِقَاءِ الآخِرَةِ وَأَتْرَفْنَاهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا مَا هَٰذَا إِلاَّ بَشَرٌ مِثْلُكُمْ يَأْكُلُ مِمَّا تَأْكُلُونَ مِنْهُ وَيَشْرَبُ مِمَّا تَشْرَبُونَ}.المؤمنون:﴿٣٣﴾.
    يتصرف المترفون الذين امتلكوا الأموال والأولاد وكثرة المسرات، على أنهم الأعلون، فانحرفوا عن منطق الهدى، واستعلوا على قومهم، يخاطبونهم محتقرين الرسول، ما هذا إلا بشر مثلكم، يأكل مما تأكلون ويشرب مما تشربون، فهو مثلكم، فعلامَ اتباعه، ولماذا هو رسول دونكم.
    هذه النماذج البشرية التي اختارت الدنيا خياراً أبدياً هي التي أدانها القرآن الكريم عقيدة ومنهجاً وسلوكاً، وسخّف الدنيا ووعيهم بها .
    في قصة قارون في سورة القصص مواجهة رائعة بين المنهج الدنيوي المادي، والمنهج الدنيوي الإيماني من خلال الموقف من قارون، الذي يعد أنموذجاً تفسيرياً لظاهرة العلمانية المستغنية عن الله تعالى. فعندما خرج قارون الذي آتاه الله من الغنى ما إن مفاتحه لتنوء بالعصبة أولي القوة، على قومه بزينته، برز أمامه أنموذجان من البشر، الذين يريدون الحياة الدنيا، بكامل منهجهم في الحياة، والذين يريدون الآخرة بكامل منهجهم في الحياة. قال الأنموذج الأول مأخوذاً بغنى قارون، يا ليت لنا مثل ما أوتي قارون إنه لذو حظ عظيم. وقال أهل الآخرة، أهل العلم، ويلكم ثواب الله خير لمن آمن وعمل صالحاً، ولا يلقاها إلا الصابرون، الآن سيبدأ الاختبار، اختبار الاختيارات، يخسف الله تعالى الارض بملك قارون، فوقف هو وأنصاره ومؤيدوه عاجزين عن مواجهة الموقف، فما كان له من فئة ينصرونه من دون الله. ولا هو قد كان قادراً على تحقيق لحظة نصر يعيد بها مُلكه واعتباره. فماذا سيقول الذين تمنوا مُلكه...؟ قالوا وي كأن الله يبسط الرزق لمن يشاء من عباده ويقدر، قالوها عجباً وندماً، فاستيقنت أنفسهم في لحظة هلاك ملك قارون الذي طالما اعتد به، متباهياً بأن هذا المُلك إنما هو من صنع يده، ناسياً الله تعالى ومستغنياً عنه، فأين تلك القوة لتنقذ هذا المُلك من الخسف المبين؟! أقول استيقنت أنفسهم أن علم قارون ومنهجه ورؤيته المادية للعالم بائسة كلها، وعاجزة عن مواجهة قدر الله وقوته. في حين كان جواب أهل العلم والايمان، ويلكم يا أهل الدنيا من فكركم ومنهجكم الذي أنتم عليه ودهشتكم من مُلك قارون وتمنيكم أن يكون لكم مثله ، أرأيتم كيف زال بقوة الله، وأنتم وصاحبكم عاجزون عن استرداده. إن ثواب الله تعالى خير من دنياكم كلها، وهو لمن آمن وعمل صالحاً، وهو جهد إيماني وعلمي (علم بهدي الله ووحدانيته) وعونه ولطفه. تأكيداً لقوله تعالى:{إِنَّ قَارُونَ كَانَ مِنْ قَوْمِ مُوسَى فَبَغَى عَلَيْهِمْ وَآتَيْنَاهُ مِنَ الْكُنُوزِ مَا إِنَّ مَفَاتِحَهُ لَتَنُوءُ بِالْعُصْبَةِ أُولِي الْقُوَّةِ إِذْ قَالَ لَهُ قَوْمُهُ لا تَفْرَحْ إِنَّ اللَّهَ لا يُحِبُّ الْفَرِحِينَ ﴿٧٦﴾ وَابْتَغِ فِيمَا آتَاكَ اللَّهُ الدَّارَ الآخِرَةَ وَلا تَنْسَ نَصِيبَكَ مِنَ الدُّنْيَا وَأَحْسِنْ كَمَا أَحْسَنَ اللَّهُ إِلَيْكَ وَلا تَبْغِ الْفَسَادَ فِي الأرْضِ إِنَّ اللَّهَ لا يُحِبُّ الْمُفْسِدِينَ ﴿٧٧﴾ قَالَ إِنَّمَا أُوتِيتُهُ عَلَى عِلْمٍ عِنْدِي أَوَلَمْ يَعْلَمْ أَنَّ اللَّهَ قَدْ أَهْلَكَ مِنْ قَبْلِهِ مِنَ الْقُرُونِ مَنْ هُوَ أَشَدُّ مِنْهُ قُوَّةً وَأَكْثَرُ جَمْعًا وَلا يُسْأَلُ عَنْ ذُنُوبِهِمُ الْمُجْرِمُونَ ﴿٧٨﴾ خَرَجَ عَلَىٰ قَوْمِهِ فِي زِينَتِهِ قَالَ الَّذِينَ يُرِيدُونَ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا يَا لَيْتَ لَنَا مِثْلَ مَا أُوتِيَ قَارُونُ إِنَّهُ لَذُو حَظٍّ عَظِيمٍ ﴿٧٩﴾ وَقَالَ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ وَيْلَكُمْ ثَوَابُ اللَّهِ خَيْرٌ لِمَنْ آمَنَ وَعَمِلَ صَالِحًا وَلا يُلَقَّاهَا إِلاَّ الصَّابِرُونَ ﴿٨٠﴾ فَخَسَفْنَا بِهِ وَبِدَارِهِ الأرْضَ فَمَا كَانَ لَهُ مِنْ فِئَةٍ يَنْصُرُونَهُ مِنْ دُونِ اللَّهِ وَمَا كَانَ مِنَ الْمُنْتَصِرِينَ ﴿٨١﴾ وَأَصْبَحَ الَّذِينَ تَمَنَّوْا مَكَانَهُ بِالأمْسِ يَقُولُونَ وَيْكَأَنَّ اللَّهَ يَبْسُطُ الرِّزْقَ لِمَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ وَيَقْدِرُ لَولا أَنْ مَنَّ اللَّهُ عَلَيْنَا لَخَسَفَ بِنَا وَيْكَأَنَّهُ لا يُفْلِحُ الْكَافِرُونَ}.القصص:﴿76.ـ82﴾.
    وفي سورة العنكبوت، قوله تعالى:{ وَقَالَ إِنَّمَا اتَّخَذْتُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ أَوْثَانًا مَوَدَّةَ بَيْنِكُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا ثُمَّ يَوْمَ الْقِيَامَةِ يَكْفُرُ بَعْضُكُمْ بِبَعْضٍ وَيَلْعَنُ بَعْضُكُمْ بَعْضًا وَمَأْوَاكُمُ النَّارُ وَمَا لَكُمْ مِنْ نَاصِرِينَ}.العنكبوت:﴿٢٥﴾.
    تشير الى مودة الكافرين لبعضهم من دون الله، محور مودتهم الأوثان، فهذه حياتهم الدنيا، شرك بالله، ومودة الكفر والأوثان، هي مودة واهية، وباهتة، وغير حقيقية، سيكتشف هؤلاء المتوادون في الاوثان أن مودتهم ستنقطع وتضمحل يوم القيامة عند اكتشافهم المودة الحقيقية واليقين الذي ظلوا به كافرين ((ثم يوم القيامة يكفر بعضكم ببعض ويلعن بعضكم بعضاً)). إنها لحظة إعلان البراءة، العابدون والمعبودين، يتبرأون من بعضهم، فماذا قدمت عقائد الحياة من أمل أو قوة؟! ويعود الموقف القرآني ليؤكد لهؤلاء في قوله تعالى:{وَمَا هَٰذِهِ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلا لَهْوٌ وَلَعِبٌ وَإِنَّ الدَّارَ الآخِرَةَ لَهِيَ الْحَيَوَانُ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ}.العنكبوت:﴿٦٤﴾.
    في سورة الروم، قال تعالى:{ يَعْلَمُونَ ظَاهِرًا مِنَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَهُمْ عَنِ الآخِرَةِ هُمْ غَافِلُونَ}.الروم:﴿٧﴾. توضح حقيقة العلم بين أهل الدنيا، وأهل الايمان، إن أهل الدنيا يمتلكون عقولاً راجحة وعلوماً مهمة ومناهج أدركت ماديات العالم. دون معرفة جوهر العالم، وآلية حركته، وسننه الثابتة، وقوانينه الفاعلة، إن جلّ علمهم هو مظاهر الحياة ومعطياتها المادية، ولذلك أخضعوا كل شيء للمادة ومقاييسها، ولذلك فهم يعلمون ظاهراً من الحياة الدنيا، فالوجود عندهم هو ما يخضع للتجربة والمشاهدة، في حين إن أهل الإيمان والقران يعلمون حقاً أن الوجود ينقسم على عالم الغيب وعالم الشهادة، عالم الغيب هو ما يكشف عنه الله تعالى، بالوحي، وعالم الشهادة هو ما يكشف عنه العقل الإنساني، يلتقي البشر جميعا ً في عالم الشهادة وقوانينه، ويفترق أهل الإيمان بإيمانهم بالغيب وإرادة الله الفاعلة في الكون. قال تعالى:{إِنَّ رَبَّكُمُ اللَّهُ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالأرْْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ اسْتَوَىٰ عَلَى الْعَرْشِ يُغْشِي اللَّيْلَ النَّهَارَ يَطْلُبُهُ حَثِيثًا وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ وَالنُّجُومَ مُسَخَّرَاتٍ بِأَمْرِهِ أَلا لَهُ الْخَلْقُ وَالأمْرُ تَبَارَكَ اللَّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ}.الأعراف:﴿٥٤﴾.
    ويظل القرآن في العهد المكي مُركِّزا ًعلى هدم قناعات أهل الدنيا بوصفها خيارهم الأوحد والأخير، فيخاطب الناس كافة، مؤمنهم وكافرهم أن يتقوا الله، والتقوى ممارسة انسانية بإمكان البشر كافة تحقيقها، ألا وهي الخوف من الله عز وجل، بتحقيق إرادته وأحكامه وعلمه، وهي ايضا الخوف من القانون عند غير لمسلمين. والهدف من التقوى في النهاية، هو نشر الأمن والسلام والمحبة بين الناس، ولهذا كان خطاب الله عزّ وجل في هذه القضية للناس كافة الذين سيواجهون موقفاً حقيقياً ألا وهو الموقف يوم الحساب ..ذلك اليوم الذي لا يجزي والد عن ولده ولا مولود هو جاز عن والده شيئاً، يوم مرعب يتجرد الآباء من الأبوة، والأبناء من البنوة، أمام هول المشهد الذي يحتاج فيه كل واحد إلى من ينقذه مما فيه، ذلك اليوم هو يوم وعد الله الحق الذي طالما حذرنا الله منه، وبغية تجنب أهوال ذلك اليوم أول ما يحذر الله تعالى منه هو عدم الإغترار بالحياة الدنيا، لأنها زائلة، ولا تغركم بالله، أي لا ينبغي أن تغرنا الحياة الدنيا بنفسها، ولا ينبغي أن تغتروا بها وإن حملكم على محبتها غارٌ، من نفس أمارة أو شيطان، والناس في هذا الموقف أصناف: منهم من تدعوه الدنيا إلى نفسها فيميل إليها، ومنهم من يوسوس في صدره الشيطان ويزين في عينه الدنيا ويؤمله ويقول إنك تحصل بها الآخرة أو تلتذ بها ثم تتوب فتجتمع لك الدنيا والآخرة، فنهاهم الله تعالى عن هذه الأصناف إلى صنف ثالث متميز، هم الذين لا يلتفتون الى الدنيا ولا إلى من يحسنها في الأعين، هذا تصور الرازي المفسر، ولنا عليه مأخذ، إذا كان هذا الصنف لا يلتفت إلى الدنيا ولا إلى من يحسنها في الأعين فكيف نعمرها إذن؟ أليست الأرض بمعناها الواسع هي الحياة الدنيا؟ ولماذا يأمرنا الله تعالى أن نأخذ زينتنا عند كل مسجد؟ أليس هذا فعل الحياة في موقف العبادة؟ وتتوالى الآيات تترا في التأكيد على حقيقة تهز عرش الكافرين مؤكدة على أن الحياة الدنيا متاع الغرور وأن الآخرة هي دار القرار، لقوله تعالى:{ يَا قَوْمِ إِنَّمَا هَٰذِهِ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا مَتَاعٌ وَإِنَّ الآخِرَةَ هِيَ دَارُ الْقَرَار}.غافر:﴿٣٩﴾.

    وإن الله ينصر رسله والذين آمنوا في الحياة الدنيا ويوم يقوم الأشهاد. قال تعالى:{ يَوْمَ لا يَنْفَعُ الظَّالِمِينَ مَعْذِرَتُهُمْ وَلَهُمُ اللَّعْنَةُ وَلَهُمْ سُوءُ الدَّارِ}.غافر:﴿٥٢﴾.
    وأن الله تعالى هو ولي الذين آمنوا في الحياة الدنيا وفي الآخرة. لقوله تعالى:{نَحْنُ أَوْلِيَاؤُكُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الآخِرَةِ وَلَكُمْ فِيهَا مَا تَشْتَهِي أَنْفُسُكُمْ وَلَكُمْ فِيهَا مَا تَدَّعُونَ}.فصلت:﴿٣١﴾
    وإن الاستكبار صفة لأهل الدنيا وكذلك الفسق، قال تعالى:{وَيَوْمَ يُعْرَضُ الَّذِينَ كَفَرُوا عَلَى النَّارِ أَذْهَبْتُمْ طَيِّبَاتِكُمْ فِي حَيَاتِكُمُ الدُّنْيَا وَاسْتَمْتَعْتُمْ بِهَا فَالْيَوْمَ تُجْزَوْنَ عَذَابَ الْهُونِ بِمَا كُنْتُمْ تَسْتَكْبِرُونَ فِي الأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَبِمَا كُنْتُمْ تَفْسُقُونَ}.الاحقاف:﴿٢٠﴾.
    وإن الإلحاد وحب الدنيا صنوان لا يفترقان. قال تعالى:{ وَقَالُوا إِنْ هِيَ إِلاَّ حَيَاتُنَا الدُّنْيَا وَمَا نَحْنُ بِمَبْعُوثِينَ}.الأنعام:﴿٢٩﴾.


      الوقت/التاريخ الآن هو 23/9/2024, 09:21