التنبيه الثاني مرتبة النفس الناطقة من الإنسان
اعلم أن مرتبة الإنسان الكامل ، الذي لا أكمل منه من العالم : مرتبة النفس الناطقة من الإنسان
{ يشير إلى أنه بالنفس الناطقة يتميز الإنسان من الحيوان ، وكذلك هو صلى الله عليه وسلم بالنسبة للعالم بمنزلة النفس الناطقة للخلق }.
وهو سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم : الذي هو الغاية المطلوبة من العالم .
ومرتبة الكمال التنازلي { لأنه أعلى مقامات الكمال ، فكل من أوتي شيئاً من الكمال فهو أقل منه: مرتباً ترتيباً تنازلياً ، لا تصاعدياً ، لأنه لو كان ترتيباً تصاعدياً لكان هناك من هو أعلى منه ،و هذا غير موجود ، فهو الحائز صلى الله عليه وسلم ذروة الكمال الخَلقي والخُلقي ـ أي خلقه الله تعالى أكمل المخلوقين . صلى الله عليه وسلم } .
عن مرتبته : بمنزلة القوى الروحانية من الإنسان { لأن الإنسان بلا روح : جسد ميت ، لا حركة له }وهم الأنبياء صلى الله عليهم وسلم .
ومرتبة من نزل عن مرتبتهم { وهم الأولياء والصالحون من عباد الله تعالى } بمنزلة القوى الحسية من الإنسان في الشكل وهو من جملة الحيوان ، فهم بمنزلة الروح الحيواني في الإنسان ، الذي يعطي النمو والإحساس.
وإنما قلنا : أنه صلى الله عليه وسلم : "النفس الناطقة " : لما أعطاه الكشف ، لقوله صلى الله عليه وسلم : " أنا سيد الناس " ، والعالم من الناس ، فلأنه الإنسان الكبير في الجرم ، المتقدم في التسوية : لتظهر عنه { هناك فرق بين عنه ومنه .. ومعنى عنه أي عن طر يقه ، فمثلاً تقول : أخذت هذا العلم عن فلان ، أي بواسطته فهو مُمَد ومُمِد آخذٌ من ناحيةٍ معطِ من ناحية ٍ أخرى} .
صورة نشأته صلى الله عليه وسلم ، كما سوّى الله تعالى جسم الإنسان وعدله قبل وجود روحه { أي قبل النفخ فيه } ثم نفخ فيه من روحه : روحاً كان به إنساناً تاماً .
والملائكة من العالم كالصورة الظاهرة في خيال الإنسان . وكذلك الجن .
فليس العالم إنساناً إلا بوجود الإنسان ، الذي هو" نفسه الناطقة " .
كما أن نشأة الإنسان : لا يكون إنساناً إلا بنفسه الناطقة ، ولا تكون هذه النفس
الناطقة من الإنسان كاملة إلا بالصورة الإلهية . فلذلك " نفس العالم " التي هي عبارة عن سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم ، حازت درجة الكمال بتمام الصورة الإلهية في الوجود والبقاء والتنوع في الصور ، وبقاء العالم به .
وكان حال العالم قبل ظهوره صلى الله عليه وسلم بمنزلة الجسد المسوّى بلا روح . وحاله بعد وفاته : بمنزلة النائم .
وحاله ببعثه صلى الله عليه وسلم يوم القيامة : بمنزلة الانتباه بعد النوم ...
ولما أراد الله بقاء هذه الأرواح على ما قبلته من التميز : خلق لها أجساداً برزخية تميزت بها عند انتقالها عن أجسادها في الدنيا : في النوم ، وبعد الموت ، والله أعلم .
التعليقات بين الأقواس للشيخ عبد الرحمن حسن محمود من شيوخ الأزهر
اعلم أن مرتبة الإنسان الكامل ، الذي لا أكمل منه من العالم : مرتبة النفس الناطقة من الإنسان
{ يشير إلى أنه بالنفس الناطقة يتميز الإنسان من الحيوان ، وكذلك هو صلى الله عليه وسلم بالنسبة للعالم بمنزلة النفس الناطقة للخلق }.
وهو سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم : الذي هو الغاية المطلوبة من العالم .
ومرتبة الكمال التنازلي { لأنه أعلى مقامات الكمال ، فكل من أوتي شيئاً من الكمال فهو أقل منه: مرتباً ترتيباً تنازلياً ، لا تصاعدياً ، لأنه لو كان ترتيباً تصاعدياً لكان هناك من هو أعلى منه ،و هذا غير موجود ، فهو الحائز صلى الله عليه وسلم ذروة الكمال الخَلقي والخُلقي ـ أي خلقه الله تعالى أكمل المخلوقين . صلى الله عليه وسلم } .
عن مرتبته : بمنزلة القوى الروحانية من الإنسان { لأن الإنسان بلا روح : جسد ميت ، لا حركة له }وهم الأنبياء صلى الله عليهم وسلم .
ومرتبة من نزل عن مرتبتهم { وهم الأولياء والصالحون من عباد الله تعالى } بمنزلة القوى الحسية من الإنسان في الشكل وهو من جملة الحيوان ، فهم بمنزلة الروح الحيواني في الإنسان ، الذي يعطي النمو والإحساس.
وإنما قلنا : أنه صلى الله عليه وسلم : "النفس الناطقة " : لما أعطاه الكشف ، لقوله صلى الله عليه وسلم : " أنا سيد الناس " ، والعالم من الناس ، فلأنه الإنسان الكبير في الجرم ، المتقدم في التسوية : لتظهر عنه { هناك فرق بين عنه ومنه .. ومعنى عنه أي عن طر يقه ، فمثلاً تقول : أخذت هذا العلم عن فلان ، أي بواسطته فهو مُمَد ومُمِد آخذٌ من ناحيةٍ معطِ من ناحية ٍ أخرى} .
صورة نشأته صلى الله عليه وسلم ، كما سوّى الله تعالى جسم الإنسان وعدله قبل وجود روحه { أي قبل النفخ فيه } ثم نفخ فيه من روحه : روحاً كان به إنساناً تاماً .
والملائكة من العالم كالصورة الظاهرة في خيال الإنسان . وكذلك الجن .
فليس العالم إنساناً إلا بوجود الإنسان ، الذي هو" نفسه الناطقة " .
كما أن نشأة الإنسان : لا يكون إنساناً إلا بنفسه الناطقة ، ولا تكون هذه النفس
الناطقة من الإنسان كاملة إلا بالصورة الإلهية . فلذلك " نفس العالم " التي هي عبارة عن سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم ، حازت درجة الكمال بتمام الصورة الإلهية في الوجود والبقاء والتنوع في الصور ، وبقاء العالم به .
وكان حال العالم قبل ظهوره صلى الله عليه وسلم بمنزلة الجسد المسوّى بلا روح . وحاله بعد وفاته : بمنزلة النائم .
وحاله ببعثه صلى الله عليه وسلم يوم القيامة : بمنزلة الانتباه بعد النوم ...
ولما أراد الله بقاء هذه الأرواح على ما قبلته من التميز : خلق لها أجساداً برزخية تميزت بها عند انتقالها عن أجسادها في الدنيا : في النوم ، وبعد الموت ، والله أعلم .
التعليقات بين الأقواس للشيخ عبد الرحمن حسن محمود من شيوخ الأزهر
20/11/2024, 22:49 من طرف Admin
» كتاب مواعظ الإمام زين العابدين ـ صالح أحمد الشامي
18/11/2024, 23:30 من طرف Admin
» كتاب إتحاف النفوس بنفحات القدوس ـ عبد القدوس بن أسامة السامرائي
18/11/2024, 23:25 من طرف Admin
» كتاب الإعلام بفضل الصلاة على النبي والسلام ـ محمد بن عبد الرحمن بن علي النميري
18/11/2024, 23:20 من طرف Admin
» كتاب الغيب ـ محمد متولي الشعراوي
18/11/2024, 23:08 من طرف Admin
» كتاب الشيطان والإنسان ـ محمد متولي الشعراوي
18/11/2024, 23:03 من طرف Admin
» كتاب الشعراوي هنا رأيت سيدنا إبراهيم ـ سعيد أبو العنين
18/11/2024, 23:01 من طرف Admin
» كتاب الخير والشر ـ محمد متولي الشعراوي
18/11/2024, 22:57 من طرف Admin
» كتاب التربية في مدرسة النبوة ـ محمد متولي الشعراوي
18/11/2024, 22:55 من طرف Admin
» كتاب: إرشاد العباد إلى سبل الرشاد ـ للملبباري
18/11/2024, 22:41 من طرف Admin
» ـ كتاب آداب الحسن البصري ـ أبن الجوزي
18/11/2024, 22:34 من طرف Admin
» كتاب الله والنفس البشرية ـ لمحمد متولي الشعراوي
18/11/2024, 22:23 من طرف Admin
» كتاب: معرفة النفس طر يق لمعرفة الرب ـ أستاذ البصيرة عبدالوهاب حسن
18/11/2024, 22:21 من طرف Admin
» كتاب الطريق الي الله ـ الشيخ علي جمعة
18/11/2024, 21:50 من طرف Admin
» كتاب: كتاب النفس والجسد والروح ـ ابراهيم البلتاجي
18/11/2024, 21:38 من طرف Admin