.الباب الثالث: في آداب الصدقة وأحكامها المنصوص عليها:
وفيما يطلق عليه إسمها، وفي ذم السؤال وما يتعلق به:
.الفصل الأول: في الآداب والأحكام:
.[ في آداب وأحكام الصدقة]:
.الحديث الأول:
أخرج أحمد، وابو داود، والحاكم، والطبراني: أن النبي صلى الله تعالى عليه وآله وسلم قال: «إبدأ بمن تعول».
ومر لهذا الحديث طرق، وسيأتي له طرق أخرى عند البخاري، والنسائي، وابن حبان، وغيرهم.
.الحديث الثاني:
أخرج النسائي عن جابر رضي الله تعالى عنه: أن النبي صلى الله تعالى عليه وىله وسلم قال: «إبدأ بنفسك فتصدق عليها، فإن فضل شيء فلأهلك، فإن فضل عن أهلك شيء فلذي قرابتك، فإن فضل عن ذي قرابتك شيء فهكذا، وهكذا».
.الحديث الثالث:
أخرج الطبراني عن معاذ رضي الله تعالى عنه: أن النبي صلى الله تعالى عليه وآله وسلم قال: «إبدأ بأمك، وأبيك، وأخيك، والأدنى فالأدنى، ولا تنسوا الجيران، وذوي الحاجة».
.الحديث الرابع:
أخرج البخاري عن أبي هريرة رضي الله تعالى عنه: أن النبي صلى الله تعالى عليه وآله وسلم قال: «أفضل الصدقة ما ترك غنى، واليد العليا خير من اليد السفلى، وابدأ بمن تعول، تقول المرأة: إما أن تطعمني، وإما أن تطلقني، ويقول العبد أطعمني واستعملني، ويقول الإبن أطعمني إلى من تدعني».
.الحديث الخامس:
أخرج أحمد عن أبي رمثة، والنسائي، وابن حبان في صحيحه، والحاكم في مستدركه عن طارق المحاربي: أن النبي صلى الله تعالى عليه وآله وسلم قال: «يد المعطي العليا، وابدأ بمن تعول، أمك واباك وأختك وأخاك، ثم أدناك أدناك إنها لا تجني نفس على أخرى».
وأخرج أحمد، ومسلم: «إذا أعطى الله الرجل خيرا، فليبدا بنفسه وأهل بيته».
.الحديث السادس:
أخرج أحمد، والبخاري عن حكيم بن حزام رضي الله تعالى عنه: أن النبي صلى الله تعالى عليه وآله وسلم قال: «اليد العليا، خير من اليد السفلى، وابدأ بمن تعول، وخير الصدقة ما كان عن ظهر غنى، ومن يستغن يغنه الله، ومن يستعفف يعفه الله».
.الحديث السابع:
أخرج الطبراني عن أبي أمامة رضي الله تعالى عنه: أن النبي صلى الله تعالى عليه وآله وسلم قالك «إن الصدقة على ذي القرابة يضعف أجرها مرتين».
.الحديث الثامن:
أخرج أحمد، وأبو داود، والترمذي، والحاكم عن ابن عمر رضي الله تعالى عنهما، وأحمد، والنسائين وابن ماجة عن أبي هريرة رضي الله عنه: أن النبي صلى الله تعالى عليه وآله وسلم قال: «لا تحل الصدقة لغني ولا لذي مرة سوي».
وأخرج أحمد، وأبو داود، وابن ماجة، والحاكم: «لا تحل الصدقة لغني إلا لخمسة: لغاز في سبيل الله، أو لعامل عليها، أو لغارم أو لرجل اشتراها بماله، أو لرجل كان له جار مسكين، فتصدق على المسكين فأهداها المسكين للغني».
وفي رواية لأحمد، وأبي داود: «لا تحل الصدقة لغني إلا لثلاثة: في سبيل الله، أو ابن السبيل، أو جار فقير يتصدق عليه فيهدي لك أو يدعوك».
وأخرج البخاري، والنسائي «ليس المسكين الذي ترده الأكلة والأكلتان، ولكن المسكين الذي ليس له غنى، ويستحي ولا يسأل الناس إلحافا».
وأخرج أحمد، والشيخان، وأبو داود، والنسائي: «ليس المسكين الذي يطوف على الناس فترده اللقمة واللقمتان؛ والتمرة والتمرتان، ولكن المسكين الذي لا يجد غنى فيغنيه، ولا يفطن له فيتصدق عليه، ولا يقوم فيسأل الناس».
وصح في أحاديث كثيرة أن الصدقة لا تحل لمحمد، أو لآل محمد، فهي محرمة عليه صلى الله تعالى عليه وآله فرضها ونفلها، وأما على آله فلا يحرم عليهم إلا فرضها، ولو نذرا وكفارة بخلاف نفلها.
.الحديث التاسع:
أخرج أحمد، والطبراني عن أبي أيوب، وعن حكيم بن حزام، والبخاري في الأدب، وأبو داود والترمذي عن ابي سعيد والطبراني والحاكم عن أم كلثوم أن النبي صلى الله تعالى عليه وآله وسلم قال: «أفضل الصدقة على ذي الرحم الكاشح».
.الحديث العاشر:
أخرج الشيخان، وأبو داود، والترمذي، والنسائي عن كعب بن مالك رضي الله تعالى عنه: أن النبي صلى الله تعالى عليه وآله وسلم قال: «أمسك عليك بعض مالك، فهو خير لك».
.الحديث الحادي عشر:
أخرج أحمد، ومسلم، وأبو داود، والنسائي عن جابر رضي الله تعالى عنه: أن النبي صلى الله تعالى عليه وآله وسلم قال: «إذا كان أحدكم فقيرا فليبدأ بنفسه، فإن كان فضل فعلى عياله، فإن كان فضل، فعلى ذي قرابته، فإن كان فضل فها هنا وها هنا».
.الحديث الثاني عشر:
أخرج البخاري، وأبو داود، والنسائي عن أبي هريرة رضي الله تعالى عنه: أن النبي صلى الله تعالى عليه وآله وسلم قال: «خير الصدقة ما كان عن ظهر غنى، وابدأ بمن تعول».
.الحديث الثالث عشر:
أخرج الطبراني عن ابن عباس رضي الله عنهما: أن النبي صلى الله تعالى عليه وآله وسلم قال: «خير الصدقة ما أبقت غنى، واليد العليا خير من اليد السفلى وابدأ بمن تعول».
.الحديث الرابع عشر:
أخرج البخاري في الأدب عن أبي هريرة رضي الله تعالى عنه: أن النبي صلى الله تعالى عليه وآله وسلم قال: «أربعة دنانير: دينارا أعطيته مسكينا، ودينارا أعطيته في رقبة، ودينارا أنفقته في سبيل الله، ودينارا أنفقته على أهلك، أفضلها الذي أنفقته على أهلك».
.الحديث الخامس عشر:
أخرج البخاري عن أبي سعيد رضي الله عنه: أن النبي صلى الله تعالى عليه وآله وسلم قال لزوجة ابن مسعود: «وولدك أحق من تصدقت عليهم».
.الحديث السادس عشر:
أخرج مسلم عن ميمونة: أن النبي صلى الله تعالى عليه وآله وسلم قال لها: «لو أعطيتها أخوالك، كان أعظم لأجرك».
.[لمن تكون الصدقة]:
.الحديث السابع عشر:
أخرج الشافعي رضي الله عنه في السنن والبيهقي في المعرفة عن محمد بن علي مرسلا: أن النبي صلى الله تعالى عليه وآله وسلم قال: «إفعلوا المعروف إلى من هو أهله، وغلى من ليس هو أهله، فإن أصبتم أهله، فقد أصبتم أهله، وإن لم تصيبوا أهله، فأنتم أهله».
ومر أن الخطيب في رواية، مالك عن ابن عمر، وابن النجار عن علي مرسلا، والإتصال مقدم على الإرسال.
.الحديث الثامن عشر:
أخرج أبو داود عن جابر رضي الله عنه: أن النبي صلى الله تعالى عليه وآله وسلم قال: «يأتي أحدكم بماله لا يملك غيره فيتصدق به، ثم يقعد يتكفف الناس، إنما الصدقة عن ظهر غنى».
.الحديث التاسع عشر:
أخرج أحمد، والشيخان، والنسائي عن أبي هريرة رضي الله عنه: أن النبي صلى الله تعالى عليه وآله وسلم قال: «قال رجل: لأتصدقن الليلة، فخرج بصدقة فوضعها في يد سارق، فاصبحوا يتحدثون تُصدق الليلى على سارق، فقال: اللهم لك الحمد على سارق، لأتصدقن الليلة بصدقة، فخرج فوضعها في يد زانية، فأصبحوا يتحدثون، تصدق الليلة على زانية، فقال: اللهم لك الحمد على سارق وعلى زانية وعلى غنى، فأتي فقيل له: أما صدقتك على سارق، فلعله أن يستعف عن سرقته، وأما الزانية فلعلها أن تستعف عن زناها، وأما الغني فعله أن يعتبر، فينفق مما أعطاه الله».
.الحديث العشرون:
أخرج أحمد، والترمذي عن أنس رضي الله عنه: أن النبي صلى الله تعالى عليه وآله وسلم قال: «لما خلق الله تعالى الأرض، جعلت تميد، فخلق الجبال فألقاها عليها فاستقرت، فتعجبت الملائكة من خلق الجبال، فقالت: يا رب هل لك في خلقك شيء أشد من الجبال؟ قال: نعم، الحديد، فقالت: يا رب هل في خلقك شيء أشد من الحديد؟ قال: نعم، النار، قالت: يا رب هل في خلقك أشد من النار؟ قال: نعم، الماء، قالت: يا رب هل في خلقك شيء أشد من الماء؟ قال: نعم، الريح، فقالت: يا رب هل في خلقك شيء أشد من الريح؟ قال: نعم، ابن آدم يتصدق بيمينه يخفيها من شماله».
.الحديث الحادي والعشرون:
أخرج ابن ماجة، وأبو يعلى عن أبي هريرة رضي الله عنه: أن النبي صلى الله تعالى عليه وآله وسلم قال: «إذا أعطيتم الزكاة، فلا تنسوا ثوابها أن تقولوا اللهم اجعلها مغنما، ولا تجعلها مغرما».
.الحديث الثاني والعشرون:
أخرج ابن عساكر عن ابن عباس رضي الله تعالى عنهما: أن النبي صلى الله تعالى عليه وآله وسلم قال: «إن صدقة السر تطفىء غضب الرب، وإن صنائع المعروف تقي مصارع السوء، وعن قول لا إله إلا الله تدفع عن قائلها تسعة وتسعين بابا من البلاء، أدناها الهم».
وأخرج الطبراني في الصغير والعسكري: «صدقة السر تطفىء غضب الرب».
.الحديث الثالث والعشرون:
أخرج الطبراني عن علي، والبيهقي عن أنس رضي الله تعالى عنه: أن النبي صلى الله تعالى عليه وآله وسلم قال: «باكروا بالصدقة، فإن البلايا لا تتخطى الصدقة».
.الحديث الرابع والعشرون:
أخرج ابن عساكر عن ابن عمر رضي الله تعالى عنهما: أن النبي صلى الله تعالى عليه وآله وسلم قال: «ما على أحدكم إذا أراد أن يتصدق لله صدقة تطوعا أن يجعلها عن والديه إذا كان مسلمين، فيكون لوالديه أجرها».
.الحديث الخامس والعشرون:
أخرج أحمد، وأبو داود، وابن ماجة، عن أنس رضي الله تعالى عنه: أن النبي صلى الله تعالى عليه وآله وسلم قال: «المعتدي في الصدقة كمانعها».
.الحديث السادس والعشرون:
أخرج أحمد عن عائشة رضي الله عنها أن النبي صلى الله تعالى عليه وآله وسلم قال: «لا تطعموا المساكين مما لا تطعمون».
.الحديث السابع والعشرون:
أخرج الطبراني في الأوسط أن النبي صلى الله تعالى عليه وآله وسلم قال: « أفضل الصدقة: ما تُصدق به على مملوك عند مالك سوء».
.الحديث الثامن والعشرون:
أخرج سليم عن أنس رضي الله عنه أن النبي صلى الله تعالى عليه وآله وسلم قال: «أفضل الصدقة في رمضان».
.الحديث التاسع والعشرون:
أخرج أحمد عن عائشة رضي الله عنها: أن النبي صلى الله تعالى عليه وآله وسلم قال: «أفضل الصدقة: أن تصدق وأنت صحيح شحيح، تأمل الغنى وتخشى الفقر، ولا تمهل حتى إذا بلغت الحلقوم، قلت لفلان كذا، ولفلان كذا».
.الحديث الثلاثون:
أخرج الطبراني في الكبير عن أبي أمامة رضي الله تعالى عنه: أن النبي صلى اله تعالى عليه وآله وسلم قال: «أفضل الصدقة سر إلى فقير، وجهد من مُقل».
.الحديث الحادي والثلاثون:
أخرج ابن النجار عن عائشة رضي الله تعالى عنها: أن النبي صلى الله تعالى عليه وآله وسلم قال: «إذا دخل عليكم السائل بغير إذن فلا تطعموه».
.الحديث الثاني والثلاثون:
أخرج الدار قطني في الأفراد: عن ابن عباس رضي الله عنهما، والطبراني في الأوسط عن أبي هريرة رضي الله عنه: أن النبي صلى الله تعالى عليه وآله وسلم قال: «إذا رددت على السائل ثلاثا فلم يذهب فلا بأس أن تزبره».
.الحديث الثالث والثلاثون:
أخرج الديلمي عن أنس رضي الله عنه: أن النبي صلى الله تعالى عليه وآله وسلم قال: «الصدقات بالغدوات، يذهبن بالعاهات».
.الحديث الرابع والثلاثون:
أخرج أحمد، والبخاري في تاريخه عن ابن عمر رضي الله عنهما: أن النبي صلى الله تعالى عليه وآله وسلم قال: «إذا تصدقت فأمضها».
.الحديث الخامس والثلاثون:
أخرج الطبراني في الأوسط عن جابر رضي الله تعالى عنه: أن النبي صلى الله تعالى عليه وآله وسلم قال: «استتمام المعروف، أفضل من ابتدائه».
.[صدقة العنز]:
.الحديث السادس والثلاثون:
أخرج مسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه: أن النبي صلى الله تعالى عليه وآله وسلم قال: «من منح منيحة، غدت بصدقة، وراحت بصدقة صبوحها وغبوقها».
المنيحة أن تعطي غيرك شاة لبونا.
وهي سنة مؤكدة كما يأتي، ومن ثم كثرت فيها الأحاديث، وعظم فيها الأجر كما يعلم مما يأتي.
.الحديث السابع والثلاثون:
أخرج الطبراني في الأوسط عن أبي هريرة رضي الله تعالى عنه: أن النبي صلى الله تعالى عليه وآله وسلم قال: «أربعون خلقا، يدخل الله بها الجنة، أرفعها منيحة الشاة».
وأخرج البخاري، وأبو داود: «أربعون خصلة، أعلاهن منيحة العنز، لا يعمل عبد بخصلة منها رجاء ثوابها وتصديق موعدها إلا أدخله الله بها الجنة».
.الحديث الثامن والثلاثون:
أخرج أحمد، والترمذي، وابن ماجة، والحاكم عن البراء: أن النبي صلى الله تعالى عليه وآله وسلم قال: «من منح منيحة ورق، أو منيحة لبن، أو أهدى زقاقا، فهو كعتق نسمة».
وأخرج مالك والبخاري: «نعم الصدقة اللقحة الصفي منحة والشاة الصفية منحة يغدو بإناء ويروح بإناء».
وأخرج البزار: «المنحة مردودة، والناس على شروطهم ما وافق منها الحق» ز وأخرج الطبراني: «أفضل الصدقة المنيحس، أن تمنح الدرهم أو ظهر الدابة».
وأخرج أحمد «خير الصدقة المنيحة، تغدو بأجر، وتروح بأجر».
ولا ينافي ما قبله، لأن المنحة اللبون تارة تكون أفضل وتارة يكون غيرها بحسب الحاجة، فكل من الحديثين محمول على ما إذا كان الإحتياج لما فيه أكثر.
.الحديث التاسع والثلاثون:
أخرج ابن ماجة عن عائشة رضي الله تعالى عنها: أن النبي صلى الله تعالى عليه وآله وسلم قال لها: «يا حميراء، من أعطى نارا فكأنما تصدق بجميع ما أنضجت تلك النار، ومن أعطى ملحا فكأنما تصدق بجميع ما طيب ذلك الملح، ومن سقى مسلما شربة من ماء حديث يوجد الماء، فكأنما أعتق رقبة، ومن سقى مسلما شربة من ماء حيث لا يوجد الماء، فكأنما أحياها».
وأخرج أبو يعلى عن أنس رضي الله عنه: أن النبي صلى الله تعالى عليه وآله وسلم قال: «لدرهم أعطيته في عقل أحب إليّ من خمسة دراهم في غيره».
.الحديث الأربعون:
أخرج أحمد، وأبو داود، والنسائي، وابن ماجة، وابن حبان في صحيحه، والحاكم، في مستدركه: عن سعد بن عبادة، وأبو يعلى عن ابن عباس رضي الله تعالى عنهما: أن النبي صلى الله تعالى عليه وآله وسلم قال: «أفضل الصدقة سقي الماء».
أي في المحل المحتاج إلى ماء فيه أكثر من غيره، وإلا فالتصدق بالمحتاج إليه أكثر في ذلك المحل أفضل، وبهذا تجتمع الأحاديث التي ظاهرها التعارض.
وفي رواية للبيهقي عن أبي هريرة رضي الله تعالى عنه: «ليس صدقة أعظم أجرا من ماء» أي بالمعنى المقرور. وأخرج البيهقي «أفضل الصدقة أن تشبع كبدا جائعا».
.الفصل الثاني: فيما يطلق عليه اسم الصدقة:
.:[ فيما يطلق عليه اسم الصدقة]:
.الحديث الأول:
أخرج الخطيب في الجامع عن سهل بن سعد رضي الله تعالى عنه: أن النبي صلى الله تعالى عليه وآله وسلم قال: «إسماع الأصم صدقة».
.الحديث الثاني:
أخرج البخاري عن أبي برزة رضي الله تعالى عنه: أن النبي صلى الله تعالى عليه وآله وسلم قال: «أمط الأذى عن الطريق، فإنه لك صدقة».
.الحديث الثالث:
أخرج البخاري في الأدب، وابن حبان في صحيحه عن أبي ذر رضي الله تعالى عنه أن النبي صلى الله تعالى عليه وآله وسلم قال: «تبسمك في وجه أخيك صدقة، وأمرك بالمعروف ونهيك عن المنكر صدقة، وإرشادك الرجل في أرض الضلال صدقة، وإماطتك الحجر والشوك والعظم عن الطريق لك صدقة، وإفراغك من دلوك في دلو أخيك لك صدقة».
.الحديث الرابع:
أخرج أحمد، والشيخان، والنسائي عن أبي موسى رضي الله تعالى عنه: أن النبي صلى الله تعالى عليه وآله وسلم قال: «على كل مسلم صدقة، فإن لم يجد فيعتمل بيده، فينفع نفسه ويتصدق، فإن لم يستطع، فيعين ذا الحاجة الملهوف، فإن لم يفعل، فيأمر بالخير، فإن لم يفعل فيمسك عن الشر، فإنه له صدقة».
.الحديث الخامس:
أخرج الشيخان عن أبي هريرة رضي الله تعالى عنه: أن النبي صلى الله تعالى عليه وآله وسلم قال: «كل سُلامى من الناس عليه صدقة، كل يوم تطلع فيه الشمس تعدل بين اثنين صدقة، وتعين الرجل على دابته فيحمل عليها ويرفع عليها متاعه صدقة».
.الحديث السادس:
أخرج الطبراني عن ابن عباس رضي الله تعالى عنهما: أن النبي صلى الله تعالى عليه وآله وسلم قال: «ابن آدم ستون وثلاثمائة مفصل، على كل واحد منها في كل يوم صدقة، فالكلمة الطيبة يتكلم بها الرجل صدقة، وعون الرجل أخاه على الشيء صدقة، والشربة من الماء صدقة، وإماطة الأذى عن الطريق صدقة».
.الحديث السابع:
أخرج مسلم، والنسائي عن أبي ذر رضي الله تعالى عنه: أن النبي صلى الله تعالى عليه وآله وسلم قال: «يصبح على كل سُلامى من أحدكم صدقة، فكل تسبيحة صدقة، وكل تحميدة صدقة، وكل تهليلة صدقة، وكل تكبيرة صدقة، وأمر بالمعروف صدقة، ونهي عن منكر صدقة، ويجزىء عن ذلك كله ركعتان يركعهما من الضحى».
وفي رواية «إنه خلق كل إنسان من بني آدم على ستين وثلاثمائة مفصل، فمن كبر الله، وحمد الله، وهلل الله، وسبح الله، واستغفر الله، وعزل حجرا عن طريق الناس. أو شوكة أو عظما عن طريق الناس، وأمر بمعروف أونهي عن منكر، عدد تلك الستين والثلاثمائة السلامى، فإنه يمشي يومئذ، وقد زحزح نفسه عن النار».
وأخرج مسلم وأبو داود بلفظ: «يصبح على كل سلامى من أحدكم في كل يوم صدقة فله بكل صلاة صدقة، وكل صيام صدقة، وحج صدقة، وتسبيح صدقة، وتكبير صدقة، وتحميد صدقة، ويجزئ أحدكم عن ذلك ركعتا الضحى».
وفيما يطلق عليه إسمها، وفي ذم السؤال وما يتعلق به:
.الفصل الأول: في الآداب والأحكام:
.[ في آداب وأحكام الصدقة]:
.الحديث الأول:
أخرج أحمد، وابو داود، والحاكم، والطبراني: أن النبي صلى الله تعالى عليه وآله وسلم قال: «إبدأ بمن تعول».
ومر لهذا الحديث طرق، وسيأتي له طرق أخرى عند البخاري، والنسائي، وابن حبان، وغيرهم.
.الحديث الثاني:
أخرج النسائي عن جابر رضي الله تعالى عنه: أن النبي صلى الله تعالى عليه وىله وسلم قال: «إبدأ بنفسك فتصدق عليها، فإن فضل شيء فلأهلك، فإن فضل عن أهلك شيء فلذي قرابتك، فإن فضل عن ذي قرابتك شيء فهكذا، وهكذا».
.الحديث الثالث:
أخرج الطبراني عن معاذ رضي الله تعالى عنه: أن النبي صلى الله تعالى عليه وآله وسلم قال: «إبدأ بأمك، وأبيك، وأخيك، والأدنى فالأدنى، ولا تنسوا الجيران، وذوي الحاجة».
.الحديث الرابع:
أخرج البخاري عن أبي هريرة رضي الله تعالى عنه: أن النبي صلى الله تعالى عليه وآله وسلم قال: «أفضل الصدقة ما ترك غنى، واليد العليا خير من اليد السفلى، وابدأ بمن تعول، تقول المرأة: إما أن تطعمني، وإما أن تطلقني، ويقول العبد أطعمني واستعملني، ويقول الإبن أطعمني إلى من تدعني».
.الحديث الخامس:
أخرج أحمد عن أبي رمثة، والنسائي، وابن حبان في صحيحه، والحاكم في مستدركه عن طارق المحاربي: أن النبي صلى الله تعالى عليه وآله وسلم قال: «يد المعطي العليا، وابدأ بمن تعول، أمك واباك وأختك وأخاك، ثم أدناك أدناك إنها لا تجني نفس على أخرى».
وأخرج أحمد، ومسلم: «إذا أعطى الله الرجل خيرا، فليبدا بنفسه وأهل بيته».
.الحديث السادس:
أخرج أحمد، والبخاري عن حكيم بن حزام رضي الله تعالى عنه: أن النبي صلى الله تعالى عليه وآله وسلم قال: «اليد العليا، خير من اليد السفلى، وابدأ بمن تعول، وخير الصدقة ما كان عن ظهر غنى، ومن يستغن يغنه الله، ومن يستعفف يعفه الله».
.الحديث السابع:
أخرج الطبراني عن أبي أمامة رضي الله تعالى عنه: أن النبي صلى الله تعالى عليه وآله وسلم قالك «إن الصدقة على ذي القرابة يضعف أجرها مرتين».
.الحديث الثامن:
أخرج أحمد، وأبو داود، والترمذي، والحاكم عن ابن عمر رضي الله تعالى عنهما، وأحمد، والنسائين وابن ماجة عن أبي هريرة رضي الله عنه: أن النبي صلى الله تعالى عليه وآله وسلم قال: «لا تحل الصدقة لغني ولا لذي مرة سوي».
وأخرج أحمد، وأبو داود، وابن ماجة، والحاكم: «لا تحل الصدقة لغني إلا لخمسة: لغاز في سبيل الله، أو لعامل عليها، أو لغارم أو لرجل اشتراها بماله، أو لرجل كان له جار مسكين، فتصدق على المسكين فأهداها المسكين للغني».
وفي رواية لأحمد، وأبي داود: «لا تحل الصدقة لغني إلا لثلاثة: في سبيل الله، أو ابن السبيل، أو جار فقير يتصدق عليه فيهدي لك أو يدعوك».
وأخرج البخاري، والنسائي «ليس المسكين الذي ترده الأكلة والأكلتان، ولكن المسكين الذي ليس له غنى، ويستحي ولا يسأل الناس إلحافا».
وأخرج أحمد، والشيخان، وأبو داود، والنسائي: «ليس المسكين الذي يطوف على الناس فترده اللقمة واللقمتان؛ والتمرة والتمرتان، ولكن المسكين الذي لا يجد غنى فيغنيه، ولا يفطن له فيتصدق عليه، ولا يقوم فيسأل الناس».
وصح في أحاديث كثيرة أن الصدقة لا تحل لمحمد، أو لآل محمد، فهي محرمة عليه صلى الله تعالى عليه وآله فرضها ونفلها، وأما على آله فلا يحرم عليهم إلا فرضها، ولو نذرا وكفارة بخلاف نفلها.
.الحديث التاسع:
أخرج أحمد، والطبراني عن أبي أيوب، وعن حكيم بن حزام، والبخاري في الأدب، وأبو داود والترمذي عن ابي سعيد والطبراني والحاكم عن أم كلثوم أن النبي صلى الله تعالى عليه وآله وسلم قال: «أفضل الصدقة على ذي الرحم الكاشح».
.الحديث العاشر:
أخرج الشيخان، وأبو داود، والترمذي، والنسائي عن كعب بن مالك رضي الله تعالى عنه: أن النبي صلى الله تعالى عليه وآله وسلم قال: «أمسك عليك بعض مالك، فهو خير لك».
.الحديث الحادي عشر:
أخرج أحمد، ومسلم، وأبو داود، والنسائي عن جابر رضي الله تعالى عنه: أن النبي صلى الله تعالى عليه وآله وسلم قال: «إذا كان أحدكم فقيرا فليبدأ بنفسه، فإن كان فضل فعلى عياله، فإن كان فضل، فعلى ذي قرابته، فإن كان فضل فها هنا وها هنا».
.الحديث الثاني عشر:
أخرج البخاري، وأبو داود، والنسائي عن أبي هريرة رضي الله تعالى عنه: أن النبي صلى الله تعالى عليه وآله وسلم قال: «خير الصدقة ما كان عن ظهر غنى، وابدأ بمن تعول».
.الحديث الثالث عشر:
أخرج الطبراني عن ابن عباس رضي الله عنهما: أن النبي صلى الله تعالى عليه وآله وسلم قال: «خير الصدقة ما أبقت غنى، واليد العليا خير من اليد السفلى وابدأ بمن تعول».
.الحديث الرابع عشر:
أخرج البخاري في الأدب عن أبي هريرة رضي الله تعالى عنه: أن النبي صلى الله تعالى عليه وآله وسلم قال: «أربعة دنانير: دينارا أعطيته مسكينا، ودينارا أعطيته في رقبة، ودينارا أنفقته في سبيل الله، ودينارا أنفقته على أهلك، أفضلها الذي أنفقته على أهلك».
.الحديث الخامس عشر:
أخرج البخاري عن أبي سعيد رضي الله عنه: أن النبي صلى الله تعالى عليه وآله وسلم قال لزوجة ابن مسعود: «وولدك أحق من تصدقت عليهم».
.الحديث السادس عشر:
أخرج مسلم عن ميمونة: أن النبي صلى الله تعالى عليه وآله وسلم قال لها: «لو أعطيتها أخوالك، كان أعظم لأجرك».
.[لمن تكون الصدقة]:
.الحديث السابع عشر:
أخرج الشافعي رضي الله عنه في السنن والبيهقي في المعرفة عن محمد بن علي مرسلا: أن النبي صلى الله تعالى عليه وآله وسلم قال: «إفعلوا المعروف إلى من هو أهله، وغلى من ليس هو أهله، فإن أصبتم أهله، فقد أصبتم أهله، وإن لم تصيبوا أهله، فأنتم أهله».
ومر أن الخطيب في رواية، مالك عن ابن عمر، وابن النجار عن علي مرسلا، والإتصال مقدم على الإرسال.
.الحديث الثامن عشر:
أخرج أبو داود عن جابر رضي الله عنه: أن النبي صلى الله تعالى عليه وآله وسلم قال: «يأتي أحدكم بماله لا يملك غيره فيتصدق به، ثم يقعد يتكفف الناس، إنما الصدقة عن ظهر غنى».
.الحديث التاسع عشر:
أخرج أحمد، والشيخان، والنسائي عن أبي هريرة رضي الله عنه: أن النبي صلى الله تعالى عليه وآله وسلم قال: «قال رجل: لأتصدقن الليلة، فخرج بصدقة فوضعها في يد سارق، فاصبحوا يتحدثون تُصدق الليلى على سارق، فقال: اللهم لك الحمد على سارق، لأتصدقن الليلة بصدقة، فخرج فوضعها في يد زانية، فأصبحوا يتحدثون، تصدق الليلة على زانية، فقال: اللهم لك الحمد على سارق وعلى زانية وعلى غنى، فأتي فقيل له: أما صدقتك على سارق، فلعله أن يستعف عن سرقته، وأما الزانية فلعلها أن تستعف عن زناها، وأما الغني فعله أن يعتبر، فينفق مما أعطاه الله».
.الحديث العشرون:
أخرج أحمد، والترمذي عن أنس رضي الله عنه: أن النبي صلى الله تعالى عليه وآله وسلم قال: «لما خلق الله تعالى الأرض، جعلت تميد، فخلق الجبال فألقاها عليها فاستقرت، فتعجبت الملائكة من خلق الجبال، فقالت: يا رب هل لك في خلقك شيء أشد من الجبال؟ قال: نعم، الحديد، فقالت: يا رب هل في خلقك شيء أشد من الحديد؟ قال: نعم، النار، قالت: يا رب هل في خلقك أشد من النار؟ قال: نعم، الماء، قالت: يا رب هل في خلقك شيء أشد من الماء؟ قال: نعم، الريح، فقالت: يا رب هل في خلقك شيء أشد من الريح؟ قال: نعم، ابن آدم يتصدق بيمينه يخفيها من شماله».
.الحديث الحادي والعشرون:
أخرج ابن ماجة، وأبو يعلى عن أبي هريرة رضي الله عنه: أن النبي صلى الله تعالى عليه وآله وسلم قال: «إذا أعطيتم الزكاة، فلا تنسوا ثوابها أن تقولوا اللهم اجعلها مغنما، ولا تجعلها مغرما».
.الحديث الثاني والعشرون:
أخرج ابن عساكر عن ابن عباس رضي الله تعالى عنهما: أن النبي صلى الله تعالى عليه وآله وسلم قال: «إن صدقة السر تطفىء غضب الرب، وإن صنائع المعروف تقي مصارع السوء، وعن قول لا إله إلا الله تدفع عن قائلها تسعة وتسعين بابا من البلاء، أدناها الهم».
وأخرج الطبراني في الصغير والعسكري: «صدقة السر تطفىء غضب الرب».
.الحديث الثالث والعشرون:
أخرج الطبراني عن علي، والبيهقي عن أنس رضي الله تعالى عنه: أن النبي صلى الله تعالى عليه وآله وسلم قال: «باكروا بالصدقة، فإن البلايا لا تتخطى الصدقة».
.الحديث الرابع والعشرون:
أخرج ابن عساكر عن ابن عمر رضي الله تعالى عنهما: أن النبي صلى الله تعالى عليه وآله وسلم قال: «ما على أحدكم إذا أراد أن يتصدق لله صدقة تطوعا أن يجعلها عن والديه إذا كان مسلمين، فيكون لوالديه أجرها».
.الحديث الخامس والعشرون:
أخرج أحمد، وأبو داود، وابن ماجة، عن أنس رضي الله تعالى عنه: أن النبي صلى الله تعالى عليه وآله وسلم قال: «المعتدي في الصدقة كمانعها».
.الحديث السادس والعشرون:
أخرج أحمد عن عائشة رضي الله عنها أن النبي صلى الله تعالى عليه وآله وسلم قال: «لا تطعموا المساكين مما لا تطعمون».
.الحديث السابع والعشرون:
أخرج الطبراني في الأوسط أن النبي صلى الله تعالى عليه وآله وسلم قال: « أفضل الصدقة: ما تُصدق به على مملوك عند مالك سوء».
.الحديث الثامن والعشرون:
أخرج سليم عن أنس رضي الله عنه أن النبي صلى الله تعالى عليه وآله وسلم قال: «أفضل الصدقة في رمضان».
.الحديث التاسع والعشرون:
أخرج أحمد عن عائشة رضي الله عنها: أن النبي صلى الله تعالى عليه وآله وسلم قال: «أفضل الصدقة: أن تصدق وأنت صحيح شحيح، تأمل الغنى وتخشى الفقر، ولا تمهل حتى إذا بلغت الحلقوم، قلت لفلان كذا، ولفلان كذا».
.الحديث الثلاثون:
أخرج الطبراني في الكبير عن أبي أمامة رضي الله تعالى عنه: أن النبي صلى اله تعالى عليه وآله وسلم قال: «أفضل الصدقة سر إلى فقير، وجهد من مُقل».
.الحديث الحادي والثلاثون:
أخرج ابن النجار عن عائشة رضي الله تعالى عنها: أن النبي صلى الله تعالى عليه وآله وسلم قال: «إذا دخل عليكم السائل بغير إذن فلا تطعموه».
.الحديث الثاني والثلاثون:
أخرج الدار قطني في الأفراد: عن ابن عباس رضي الله عنهما، والطبراني في الأوسط عن أبي هريرة رضي الله عنه: أن النبي صلى الله تعالى عليه وآله وسلم قال: «إذا رددت على السائل ثلاثا فلم يذهب فلا بأس أن تزبره».
.الحديث الثالث والثلاثون:
أخرج الديلمي عن أنس رضي الله عنه: أن النبي صلى الله تعالى عليه وآله وسلم قال: «الصدقات بالغدوات، يذهبن بالعاهات».
.الحديث الرابع والثلاثون:
أخرج أحمد، والبخاري في تاريخه عن ابن عمر رضي الله عنهما: أن النبي صلى الله تعالى عليه وآله وسلم قال: «إذا تصدقت فأمضها».
.الحديث الخامس والثلاثون:
أخرج الطبراني في الأوسط عن جابر رضي الله تعالى عنه: أن النبي صلى الله تعالى عليه وآله وسلم قال: «استتمام المعروف، أفضل من ابتدائه».
.[صدقة العنز]:
.الحديث السادس والثلاثون:
أخرج مسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه: أن النبي صلى الله تعالى عليه وآله وسلم قال: «من منح منيحة، غدت بصدقة، وراحت بصدقة صبوحها وغبوقها».
المنيحة أن تعطي غيرك شاة لبونا.
وهي سنة مؤكدة كما يأتي، ومن ثم كثرت فيها الأحاديث، وعظم فيها الأجر كما يعلم مما يأتي.
.الحديث السابع والثلاثون:
أخرج الطبراني في الأوسط عن أبي هريرة رضي الله تعالى عنه: أن النبي صلى الله تعالى عليه وآله وسلم قال: «أربعون خلقا، يدخل الله بها الجنة، أرفعها منيحة الشاة».
وأخرج البخاري، وأبو داود: «أربعون خصلة، أعلاهن منيحة العنز، لا يعمل عبد بخصلة منها رجاء ثوابها وتصديق موعدها إلا أدخله الله بها الجنة».
.الحديث الثامن والثلاثون:
أخرج أحمد، والترمذي، وابن ماجة، والحاكم عن البراء: أن النبي صلى الله تعالى عليه وآله وسلم قال: «من منح منيحة ورق، أو منيحة لبن، أو أهدى زقاقا، فهو كعتق نسمة».
وأخرج مالك والبخاري: «نعم الصدقة اللقحة الصفي منحة والشاة الصفية منحة يغدو بإناء ويروح بإناء».
وأخرج البزار: «المنحة مردودة، والناس على شروطهم ما وافق منها الحق» ز وأخرج الطبراني: «أفضل الصدقة المنيحس، أن تمنح الدرهم أو ظهر الدابة».
وأخرج أحمد «خير الصدقة المنيحة، تغدو بأجر، وتروح بأجر».
ولا ينافي ما قبله، لأن المنحة اللبون تارة تكون أفضل وتارة يكون غيرها بحسب الحاجة، فكل من الحديثين محمول على ما إذا كان الإحتياج لما فيه أكثر.
.الحديث التاسع والثلاثون:
أخرج ابن ماجة عن عائشة رضي الله تعالى عنها: أن النبي صلى الله تعالى عليه وآله وسلم قال لها: «يا حميراء، من أعطى نارا فكأنما تصدق بجميع ما أنضجت تلك النار، ومن أعطى ملحا فكأنما تصدق بجميع ما طيب ذلك الملح، ومن سقى مسلما شربة من ماء حديث يوجد الماء، فكأنما أعتق رقبة، ومن سقى مسلما شربة من ماء حيث لا يوجد الماء، فكأنما أحياها».
وأخرج أبو يعلى عن أنس رضي الله عنه: أن النبي صلى الله تعالى عليه وآله وسلم قال: «لدرهم أعطيته في عقل أحب إليّ من خمسة دراهم في غيره».
.الحديث الأربعون:
أخرج أحمد، وأبو داود، والنسائي، وابن ماجة، وابن حبان في صحيحه، والحاكم، في مستدركه: عن سعد بن عبادة، وأبو يعلى عن ابن عباس رضي الله تعالى عنهما: أن النبي صلى الله تعالى عليه وآله وسلم قال: «أفضل الصدقة سقي الماء».
أي في المحل المحتاج إلى ماء فيه أكثر من غيره، وإلا فالتصدق بالمحتاج إليه أكثر في ذلك المحل أفضل، وبهذا تجتمع الأحاديث التي ظاهرها التعارض.
وفي رواية للبيهقي عن أبي هريرة رضي الله تعالى عنه: «ليس صدقة أعظم أجرا من ماء» أي بالمعنى المقرور. وأخرج البيهقي «أفضل الصدقة أن تشبع كبدا جائعا».
.الفصل الثاني: فيما يطلق عليه اسم الصدقة:
.:[ فيما يطلق عليه اسم الصدقة]:
.الحديث الأول:
أخرج الخطيب في الجامع عن سهل بن سعد رضي الله تعالى عنه: أن النبي صلى الله تعالى عليه وآله وسلم قال: «إسماع الأصم صدقة».
.الحديث الثاني:
أخرج البخاري عن أبي برزة رضي الله تعالى عنه: أن النبي صلى الله تعالى عليه وآله وسلم قال: «أمط الأذى عن الطريق، فإنه لك صدقة».
.الحديث الثالث:
أخرج البخاري في الأدب، وابن حبان في صحيحه عن أبي ذر رضي الله تعالى عنه أن النبي صلى الله تعالى عليه وآله وسلم قال: «تبسمك في وجه أخيك صدقة، وأمرك بالمعروف ونهيك عن المنكر صدقة، وإرشادك الرجل في أرض الضلال صدقة، وإماطتك الحجر والشوك والعظم عن الطريق لك صدقة، وإفراغك من دلوك في دلو أخيك لك صدقة».
.الحديث الرابع:
أخرج أحمد، والشيخان، والنسائي عن أبي موسى رضي الله تعالى عنه: أن النبي صلى الله تعالى عليه وآله وسلم قال: «على كل مسلم صدقة، فإن لم يجد فيعتمل بيده، فينفع نفسه ويتصدق، فإن لم يستطع، فيعين ذا الحاجة الملهوف، فإن لم يفعل، فيأمر بالخير، فإن لم يفعل فيمسك عن الشر، فإنه له صدقة».
.الحديث الخامس:
أخرج الشيخان عن أبي هريرة رضي الله تعالى عنه: أن النبي صلى الله تعالى عليه وآله وسلم قال: «كل سُلامى من الناس عليه صدقة، كل يوم تطلع فيه الشمس تعدل بين اثنين صدقة، وتعين الرجل على دابته فيحمل عليها ويرفع عليها متاعه صدقة».
.الحديث السادس:
أخرج الطبراني عن ابن عباس رضي الله تعالى عنهما: أن النبي صلى الله تعالى عليه وآله وسلم قال: «ابن آدم ستون وثلاثمائة مفصل، على كل واحد منها في كل يوم صدقة، فالكلمة الطيبة يتكلم بها الرجل صدقة، وعون الرجل أخاه على الشيء صدقة، والشربة من الماء صدقة، وإماطة الأذى عن الطريق صدقة».
.الحديث السابع:
أخرج مسلم، والنسائي عن أبي ذر رضي الله تعالى عنه: أن النبي صلى الله تعالى عليه وآله وسلم قال: «يصبح على كل سُلامى من أحدكم صدقة، فكل تسبيحة صدقة، وكل تحميدة صدقة، وكل تهليلة صدقة، وكل تكبيرة صدقة، وأمر بالمعروف صدقة، ونهي عن منكر صدقة، ويجزىء عن ذلك كله ركعتان يركعهما من الضحى».
وفي رواية «إنه خلق كل إنسان من بني آدم على ستين وثلاثمائة مفصل، فمن كبر الله، وحمد الله، وهلل الله، وسبح الله، واستغفر الله، وعزل حجرا عن طريق الناس. أو شوكة أو عظما عن طريق الناس، وأمر بمعروف أونهي عن منكر، عدد تلك الستين والثلاثمائة السلامى، فإنه يمشي يومئذ، وقد زحزح نفسه عن النار».
وأخرج مسلم وأبو داود بلفظ: «يصبح على كل سلامى من أحدكم في كل يوم صدقة فله بكل صلاة صدقة، وكل صيام صدقة، وحج صدقة، وتسبيح صدقة، وتكبير صدقة، وتحميد صدقة، ويجزئ أحدكم عن ذلك ركعتا الضحى».
اليوم في 17:11 من طرف Admin
» كتاب التواضع والخمول تصنيف ابن أبي الدنيا
اليوم في 17:02 من طرف Admin
» كتاب: في رياض السيرة النبوية العهد المكي – د.أحمد عمر هاشم ـ ج1
اليوم في 16:27 من طرف Admin
» كتاب في رياض السيرة النبوية (العهد المدني) لأحمد عمر هاشم ـ ج2
اليوم في 15:41 من طرف Admin
» كتاب: القصص في الحديث النبوي ـ لمحمد الزير موقع مكتبة
اليوم في 15:03 من طرف Admin
» كتاب: الكلام على قوله تعالى {إنما يخشى الله من عباده العلماء} ـ ابن رجب الحنبلي
اليوم في 14:58 من طرف Admin
» كتاب: نهاية العالم في الكتاب المقدس - دراسة مقارنة مع القرآن الكريم ـ نور فائزة بنت عثمان
20/11/2024, 22:49 من طرف Admin
» كتاب مواعظ الإمام زين العابدين ـ صالح أحمد الشامي
18/11/2024, 23:30 من طرف Admin
» كتاب إتحاف النفوس بنفحات القدوس ـ عبد القدوس بن أسامة السامرائي
18/11/2024, 23:25 من طرف Admin
» كتاب الإعلام بفضل الصلاة على النبي والسلام ـ محمد بن عبد الرحمن بن علي النميري
18/11/2024, 23:20 من طرف Admin
» كتاب الغيب ـ محمد متولي الشعراوي
18/11/2024, 23:08 من طرف Admin
» كتاب الشيطان والإنسان ـ محمد متولي الشعراوي
18/11/2024, 23:03 من طرف Admin
» كتاب الشعراوي هنا رأيت سيدنا إبراهيم ـ سعيد أبو العنين
18/11/2024, 23:01 من طرف Admin
» كتاب الخير والشر ـ محمد متولي الشعراوي
18/11/2024, 22:57 من طرف Admin
» كتاب التربية في مدرسة النبوة ـ محمد متولي الشعراوي
18/11/2024, 22:55 من طرف Admin