16 ـ مشاركة أهل الحق في الرتبة
اعلم يا فقير أن صاحب الصدق الحقيقي هو الذي يعرف الرجال بالحق، لا من عرف الحق بالرجال، نعني أن معرفة الحق من الباطل لا تكون إلا بمشاركة أهل الحق في رتبة الحق، فإنك بوجود المشاركة في الرتبة تكون عارفا للحق معرفة اليقين، تعطي المراتب حقها، ولا تلتبس عليك أحوال المقامات، إذ قد علمت أن كل مقام له حلة من حلل العبودية تليق به، ولا يُعرف ذلك إلا بوجود المشاركة في الرتبة، وأما إذا لم تحصل المشاركة، وجعل الإنسان يزن على صاحب الرتبة بما سطره الناس وقيدوه، فإن ذلك لا ينضبط له ولا تستقيم له القواعد الخارجية فيما يراه، لأن ذلك ظن وتخمين، إذ قد قدمنا أن الأحوال تختلف باختلاف المقامات، والمقامات تختلف باختلاف التجليات، والتجليات تختلف باختلاف القوابل،(قَدْ عَلِمَ كُلُّ أُنَاسٍ مَشْرَبَهُمْ) إذ ما تجلى الحق سبحانه لولي بمثل ما تجلى به لآخر.
وهكذا تحقيق أحوال المنازلات لا يكون إلا بوجود المشاركة، وأمّا بدونها فالغالب على من كان مستشرفاً الظنون والشكوك والأوهام، وأما من لا استشراف له فلا كلام معه. فالفقير الصادق هو الذي خرج من ربقة التقليد وصار يمد بعيونه المتفجرة من قلبه حيث يقرّ كل حال يراه من أهل بلده التي هو فيها. وهذا هو الذي عرف الرجال بالحق فلم يلتبس عليه شيء. وأمّا غيره فلا زال في دائرة الحيرة، تائهاً في واد السكرة، لأنّ أحوال الرجال لا تنضبط في فهم ولا تنحصر في تقييد لخروجهم عن دائرة التقييد والإطلاق فافهم.
بغية السالك وإرشاد الهالك
اعلم يا فقير أن صاحب الصدق الحقيقي هو الذي يعرف الرجال بالحق، لا من عرف الحق بالرجال، نعني أن معرفة الحق من الباطل لا تكون إلا بمشاركة أهل الحق في رتبة الحق، فإنك بوجود المشاركة في الرتبة تكون عارفا للحق معرفة اليقين، تعطي المراتب حقها، ولا تلتبس عليك أحوال المقامات، إذ قد علمت أن كل مقام له حلة من حلل العبودية تليق به، ولا يُعرف ذلك إلا بوجود المشاركة في الرتبة، وأما إذا لم تحصل المشاركة، وجعل الإنسان يزن على صاحب الرتبة بما سطره الناس وقيدوه، فإن ذلك لا ينضبط له ولا تستقيم له القواعد الخارجية فيما يراه، لأن ذلك ظن وتخمين، إذ قد قدمنا أن الأحوال تختلف باختلاف المقامات، والمقامات تختلف باختلاف التجليات، والتجليات تختلف باختلاف القوابل،(قَدْ عَلِمَ كُلُّ أُنَاسٍ مَشْرَبَهُمْ) إذ ما تجلى الحق سبحانه لولي بمثل ما تجلى به لآخر.
وهكذا تحقيق أحوال المنازلات لا يكون إلا بوجود المشاركة، وأمّا بدونها فالغالب على من كان مستشرفاً الظنون والشكوك والأوهام، وأما من لا استشراف له فلا كلام معه. فالفقير الصادق هو الذي خرج من ربقة التقليد وصار يمد بعيونه المتفجرة من قلبه حيث يقرّ كل حال يراه من أهل بلده التي هو فيها. وهذا هو الذي عرف الرجال بالحق فلم يلتبس عليه شيء. وأمّا غيره فلا زال في دائرة الحيرة، تائهاً في واد السكرة، لأنّ أحوال الرجال لا تنضبط في فهم ولا تنحصر في تقييد لخروجهم عن دائرة التقييد والإطلاق فافهم.
بغية السالك وإرشاد الهالك
25/11/2024, 17:11 من طرف Admin
» كتاب التواضع والخمول تصنيف ابن أبي الدنيا
25/11/2024, 17:02 من طرف Admin
» كتاب: في رياض السيرة النبوية العهد المكي – د.أحمد عمر هاشم ـ ج1
25/11/2024, 16:27 من طرف Admin
» كتاب في رياض السيرة النبوية (العهد المدني) لأحمد عمر هاشم ـ ج2
25/11/2024, 15:41 من طرف Admin
» كتاب: القصص في الحديث النبوي ـ لمحمد الزير موقع مكتبة
25/11/2024, 15:03 من طرف Admin
» كتاب: الكلام على قوله تعالى {إنما يخشى الله من عباده العلماء} ـ ابن رجب الحنبلي
25/11/2024, 14:58 من طرف Admin
» كتاب: نهاية العالم في الكتاب المقدس - دراسة مقارنة مع القرآن الكريم ـ نور فائزة بنت عثمان
20/11/2024, 22:49 من طرف Admin
» كتاب مواعظ الإمام زين العابدين ـ صالح أحمد الشامي
18/11/2024, 23:30 من طرف Admin
» كتاب إتحاف النفوس بنفحات القدوس ـ عبد القدوس بن أسامة السامرائي
18/11/2024, 23:25 من طرف Admin
» كتاب الإعلام بفضل الصلاة على النبي والسلام ـ محمد بن عبد الرحمن بن علي النميري
18/11/2024, 23:20 من طرف Admin
» كتاب الغيب ـ محمد متولي الشعراوي
18/11/2024, 23:08 من طرف Admin
» كتاب الشيطان والإنسان ـ محمد متولي الشعراوي
18/11/2024, 23:03 من طرف Admin
» كتاب الشعراوي هنا رأيت سيدنا إبراهيم ـ سعيد أبو العنين
18/11/2024, 23:01 من طرف Admin
» كتاب الخير والشر ـ محمد متولي الشعراوي
18/11/2024, 22:57 من طرف Admin
» كتاب التربية في مدرسة النبوة ـ محمد متولي الشعراوي
18/11/2024, 22:55 من طرف Admin