الشيـــخ مـحــمـد فــؤاد مـــحـــمد
لماذا نحب رسول الله صلى الله عليه وسلم؟
" واشوقاه رسول الله "
وثيقة حب.. قصيدة ثناء.. أنشودة مدح.. محاولة عاجزة من الأسطر و الكلمات لتبرز فضله عليك و تبين حبه لك عسى القلوب تحن و الأرواح تشتاق و العيون تذرف و الأبدان تتعب في سبيل اللقاء والعناق..
لماذا نحب رسول الله صلى الله عليه وسلم؟
لأنه يحبنا ،ولولاه لهلكنا و متنا على الكفر و استحققنا الخلود في النار.. به عرفنا طريق الله، وبه عرفنا مكائد الشيطان، شوقنا إلى الجنة، ما من طيب إلا وأرشدنا إليه، و ما من خبيث إلا ونهانا عنه، و من حقه علينا أن نحبه، لأنه:
1- يحشر المرء مع من أحب:
جاء أعرابي إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: متى الساعة؟ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:" ما أعددت لها؟" قال : إني أحب الله ورسوله. قال : أنت مع من أحببت.
بهذا الحب تلقى رسول الله صلى الله عليه وسلم على الحوض فتشرب الشربة المباركة التي لا ظمأ بعدها أبدا.
ابشر يا ثوبان
قال القرطبي: كان ثوبان مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم شديد الحب له قليل الصبر عنه، فأتاه ذات يوم وقد تغير لونه و نحل جسمه، يعرف في وجهه الحزن، فقال له النبي صلى الله عليه وسلم:" ما غير لونك؟". قال: يا رسول الله… ما بي ضر غير أني إذا لم أرك اشتقت إليك و استوحشت وحشة شديدة حتى ألقاك، ثم ذكرت الآخرة و أخاف أن لا أراك هناك، لأني عرفت أنك ترفع مع النبيين ، و أني إن دخلت الجنة كنت في منزلة هي ادني من منزلتك، و إن لم ادخل لا أراك أبدا فانزل الله عز وجل قوله:" و من يطع الله و الرسول فأولئك مع الذين انعم الله عليهم من النبيين و الصدقين والشهداء و الصالحين و حسن أولئك رفيقا".
رحم الله ثوبان… حاله مع رسول الله صلى الله عليه وسلم كما قال الشاعر:
الحزن يحرقه و الليل يقلقه و الصبر يسكته و الحب ينطقه
و يستر الحال عمن ليس يعذره و كيف يستره و الدمع يسبقه
2- الرحمة المهداة:
قال عز وجل:" وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين".
لولاه لنزل العذاب بالأمة.. لولاه لاستحققنا الخلود في النار… لولاه لضعنا.
قال ابن القيم في " جلاء الافهام":" إن عموم العالمين حصل لهم النفع برسالته:
- أما أتباعه: فنالوا بها كرامة الدنيا و الآخرة.
- و أما أعداؤه المحاربون له: فالذين عجل قتلهم و موتهم خير لهم من حياتهم، لان حياتهم زيادة في تغليظ العذاب عليهم في الدار الآخرة، وهم قد كتب الله عليهم الشقاء فتعجيل موتهم خير لهم من طول أعمارهم في الكفر.
- و أما المعاهدون له: فعاشوا في الدنيا تحت ظله و عهده وذمته، وهم اقل شرا بذلك العهد من المحاربين له.
- و أما المنافقون فحصل لهم بإظهار الإيمان به حقن دمائهم و أموالهم و أهلهم و احترامها، و جريان أحكام المسلمين عليهم في التوراة وغيرها.
- و أما الأمم النائية عنه: فان الله عز وجل رفع برسالته العذاب العام عن أهل الأرض فأصاب كل العاملين النفع برسالته".
لطيفة
قال الحسين بن الفضل: لم يجمع الله لأحد من الأنبياء اسمين من أسمائه إلا للنبي صلى الله عليه وسلم ، فانه قال فيه :" بالمؤمنين رءوف رحيم"، و قال في نفسه": إن الله بالناس لرءوف رحيم".
اصبر لكل مصيبة و تجلد و اعلم بان الفرد غير مخلد
و اصبر كما صبر الكرام فإنها نوب تنوب اليوم تكشف في غد
و إذا أتتك مصيبة تبلى بها فاذكر مصابك بالنبي محمد
3- الجماد أحبه … و أنت؟
لما فقده الجذع الذي كان يخطب عليه قبل اتخاذ المنبر حن إليه و صاح كما يصيح الصبي، فنزل إليه فاعتنقه، فجعل يهذي كما يهذي الصبي الذي يسكن عند بكائه، فقال صلى الله عليه وسلم:" لو لم احتضنه لحن إلى يوم القيامة".
كان الحسن البصري إذا حدث بهذا الحديث بكى و قال: هذه خشبة تحن إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فانتم أحق إن تشتاقوا إليه.
ما اشد حبه لنا!!
تلا النبي صلى الله عليه وسلم قول الله عز وجل في إبراهيم:" رب إنهن اضللن كثيرا من الناس فمن تبعني فانه مني و من عصاني فانك غفور رحيم".
و قول عيسى عليه السلام:" إن تعذبهم فإنهم عبادك و إن تغفر لهم فانك أنت العزيز الحكيم".
فرفع يديه و قال:" اللهم أمتي.. أمتي" و بكى، فقال الله عز و جل: يا جبريل اذهب إلى محمد فسله: ما يبكيك؟ فاتاه جبريل عليه السلام فسأله، فاخبره النبي صلى الله عليه وسلم بما قال، فاخبر جبريل ربه وهو اعلم ، فقال الله عز وجل : يا جبريل… اذهب إلى محمد ، فقل: إنا سنرضيك في أمتك و لا نسوؤك.
4- حتى لا تكون فاسقا
قال الله عز وجل في سورة التوبة، التي سميت بالفاضحة و المبعثرة، لأنها فضحت المنافقين و بعثرت جمعهم:" قل إن كان آباؤكم و أبناؤكم و أزواجكم و عشيرتكم و أموال اقترفتموها و تجارة تخشون كسادها و مساكن ترضونها أحب إليكم من الله ورسوله و جهاد في سبيله فتربصوا حتى يأتي الله بأمره و الله لا يهدي القوم الفاسقين".
قال القاضي عياض :
فكفى بهذا حضا و تنبيها و دلالة و حجة على إلزاممحبته ووجوب فرضها و عظم خطرها و استحقاقه لها صلى الله عليه وسلم ، إذا قرع الله من كان ماله وولده و أهله أحب إليه من الله و رسوله و أوعدهم بقوله:" فتربصوا حتى يأتي الله بأمره"، ثم فسقهم بتمام الآية، و أعلمهم أنهم ممن أضل و لم يهده الله.
5- كمال الإيمان في محبته
قال صلى الله عليه وسلم: " لا يؤمن أحدكم حتى أكون أحب إليه من ولده ووالده و الناس أجمعين".
قد تمر علينا هذه الكلمات مرورا عابرا لكنها لم تكن كذلك مع رجل من أمثال عمر بن الخطاب رضي الله عنه الذي قال: يا رسول الله لأنت أحب إلي من كل شيء إلا من نفسي، فقال النبي صلى الله عليه وسلم :" لا،والذي نفسي بيده حتى أكون أحب إليك من نفسك"، فقال عمر: فانه الآن و الله لأنت أحب إلي من نفسي، فقال النبي صلى الله عليه وسلم :" الآن يا عمر".
قال الخطابي: فمعناه أن تصدق في حبي حتى تفني نفسك في طاعتي، و تؤثر رضاي على هواك ، وان كان فيه هلاكك.
6- آخذ بحجزك عن النار
عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :" مثلي كمثل رجل استوقد نارا ، فلما أضاءت ما حولها جعل الفراش و هذه الدواب التي يقعن في النار يقعن فيها، و جعل يحجزهن و يغلبنه فيتقحمن فيها".
ما اشد حب رسولنا لنا ، و لأنه يحبنا خاف علينا من كل ما يؤذينا، وهل أذى مثل النار؟ولما كان الله عز وجل قد أراه النار حقيقة كانت موعظته ابلغ و خوفه علينا اشد، ففي الحديث :" و عرضت علي النار فجعلت اتاخر رهبة أن تغشاني".
و في رواية احمد:" إن النار أدنيت مني حتى نفخت حرها عن وجهي".
و لذلك كان من الطبيعي انه كان صلى الله عليه وسلم إذا خطب احمرت عيناه و علا صوته و اشتد غضبه كأنه منذر جيش يقول:" صبحكم ومساكم".
و لأنه لم يرنا مع شدة حبه لنا و خوفه علينا كان يود إن يرانا فيحذرنا بنفسه، لتكون العظة ابلغ و انجح قال صلى الله عليه وسلم :" وددت أني لقيت إخواني الذين امنوا و لم يروني".
و لم يكتف بذلك بل لشدة حبه لنا اشتد إلحاحه لنا في أن نأخذ وقايتنا و جنتنا من النار.
حجاب.. واثنان.. وثلاثة
1- حجاب الصدقة: لقوله صلى الله عليه وسلم:" اجعلوا بينكم و بين النار حجابا ولو بشق تمرة".
2- حجاب الذكر: لقوله صلى الله عليه وسلم :"خذوا جنتكم من النار …قولوا: سبحان الله و الحمد لله و لا إله إلا الله و الله اكبر،فإنهن يؤتين يوم القيامة مقدمات معقبات ومجنبات، و هن الباقيات الصالحات".
3- حجاب تربية البنات: لقوله صلى الله عليه وسلم:" ليس احد من أمتي يعول ثلاث بنات أو ثلاث أخوات فيحسن إليهن إلا كن له سترا من النار".
1- ولي كل مؤمن:
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:" أنا أولى بالمؤمنين من أنفسهم، من توفي من المؤمنين فترك دينا فعلي قضاؤه".
أعميت عيني عن الدنيا و زينتها فأنت و الروح شيء غير مفترق
إذا ذكرتك وافى مقلتي ارق من أول الليل حتى مطلع الفلق
و ما تطابقت الأجفان عن سنة إلا و انك بين الجفن و الحدق
ما اشرف مقامه!!
ولو وزنت به عرب وعجم جعلت فداه ما بلغوه وزنا
إذا ذكر الخليل فذا حبيب عليه الله في القرآن اثنى
و إذا ذكروا نجي الطور فاذكر نجي العرش مفتقرا لتغنى
فان الله كلم ذاك وحيا و كلم ذا مخاطبة واثنى
ولو قابلت لفظة:" لن تراني" لـ" ما كذب الفؤاد" فهمت معنى
فموسى خر مغشيا عليه و احمد لم يكن ليزيغ ذهنا
و إن ذكروا سليمان بملك فحاز به الكنوز وقد عرضنا
فبطحا مكة ذهبا أباها يبيد الملك و اللذات تفنى
و إن يك درع داود لبوسا يقيه من اتقاء البأس حصنا
فدرع محمد القران لما تلا:" و الله يعصمك" اطمئنا
و اغرق قومه في الأرض نوح بدعوة: لا تذر أحدا فافنى
و دعوة احمد: رب اهد قومي فهم لا يعلمون كما علمنا
و كل المرسلين يقول: نفسي و احمد: أمتي إنسا وجنا
وكان الأنبياء بدور هدي و أنت الشمس أكملهم و أهدى
8-لكي تذوق حلاوة الإيمان
لقول النبي صلي الله عليه وسلم:
"ثلاث من كن فيه وجد حلاوة الإيمان:أن يكحون الله ورسوله أحب إليه مما سواهما ".
وهذه مكافأة يمنحها الله عز وجل لكل من آثر الله ورسوله علي هواه ..فيحس إن للإيمان حلاوة تتضاءل معه كل لذات الأرض، ولان من أحب شيئا أكثر من ذكره،فكلما ازداد العبد لرسول الله صلي الله عليه وسلم حبا كلما ازداد له ذكرا ، ولأحاديثه ترديدا ، ولسنته إتباعا ومع هذا كله تزداد حلاوة الإيمان.
والله ماطلعت شمس ولا غربت إلا وأنت مني قلبي وسواسي
ولا جلست إلي قوم أحدثهم إلا وأنت حديثي بين جلاسي
ولا هممت بشرب الماء من عطش إلا رأيت خيالا منك في الكأس
9-وثيقة حبه …وقعها بالدم
*ففي الطائف : وقف المشركون له صفين علي طريقه،فلما مر رسول الله صلي الله عليه وسلم بين صفين جعل لا يرفع رجليه ولا يضعهما إلا رضخوهما بالحجارة حتى أدموا قدميه
*ومع بني عامر بن صعصعة:يعرض النبي صلي الله عليه وسلم عليهم الإسلام ويطلب النصرة ،فيجيبونه إلي طلبه ،وبينما هو معهم إذأتاهم بيحرة بن فراس القشيري،فأثناهم علي إجابتهم له ثم أقبل علي النبي صلي الله عليه وسلم فقال :قم فألحق بقومك ،فوالله لولا أنك عندقومي لضربت عنقك،فقام النبي صلي الله عليه وسلم إلي ناقة فركبها .فغمزها بيحرة فألقت النبي صلي الله عليه وسلم من علي ظهرها .
تصور حالته صلي الله عليه وسلم وقد قرب علي الخمسين من عمره ويسقط من ظهر الناقة ويتلوي من شدة الألم علي الأرض، والارتفاع ليس بسيطا ،إنه يسقط علي بطنه من ارتفاع مترين ونصف.
*بينما النبي صلي الله عليه وسلم في حجر الكعبة إذ أقبل عليه عقبة بن أبي معيط فوضع ثوبه علي عنقه ،فخنقه خنقا شديدا فأقبل أبوبكر رضي الله عليه حتى اخذ بمنكبه ودفعه عن رسول الله صلي الله عليه وسلم وقال :"أتقتلون رجلا إن يقول ربي الله".
وغير ذالك :يوضع سلا الجزور علي كتفيه صلي الله عليه وسلم وهو ساجد ، وينثر سفيه من سفهاء قريش علي رأسه التراب ، ويتفل شقي من الأشقياء في وجهه صلي الله عليه وسلم …
صبر علي ذالك كله لأنه يحبنا ..أوذي وضرب وعذب ..اتهم بالسحر والكهانة والجنون ..قتلوا أصحابه ..بل حولوا قتله ..وصبر علي ذالك كي يستنقذنا من العذاب ويهدينا من الضلال ويعتقنا من النار…
وبعد كل هذا البذل والتعب ؟ نهجر سنته ، ونقتدي بغيره ، ونستبدل هدي غير هديه..
ياويحنا ..وقد أحب لقيانا لينقذنا ، ودعانا إلي حبه لالننفعه في شيء بل لننفع أنفسنا فأين حياؤنا منه؟ وحبنا له ؟ بأي وجه سنلقاه علي الحوض ؟ بأي عمل نرتجي شفاعته ؟ بأي طاعة نأمل مقابلته في الفردوس ؟..
" واشوقاه رسول الله "
وثيقة حب.. قصيدة ثناء.. أنشودة مدح.. محاولة عاجزة من الأسطر و الكلمات لتبرز فضله عليك و تبين حبه لك عسى القلوب تحن و الأرواح تشتاق و العيون تذرف و الأبدان تتعب في سبيل اللقاء والعناق..
لماذا نحب رسول الله صلى الله عليه وسلم؟
لأنه يحبنا ،ولولاه لهلكنا و متنا على الكفر و استحققنا الخلود في النار.. به عرفنا طريق الله، وبه عرفنا مكائد الشيطان، شوقنا إلى الجنة، ما من طيب إلا وأرشدنا إليه، و ما من خبيث إلا ونهانا عنه، و من حقه علينا أن نحبه، لأنه:
1- يحشر المرء مع من أحب:
جاء أعرابي إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: متى الساعة؟ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:" ما أعددت لها؟" قال : إني أحب الله ورسوله. قال : أنت مع من أحببت.
بهذا الحب تلقى رسول الله صلى الله عليه وسلم على الحوض فتشرب الشربة المباركة التي لا ظمأ بعدها أبدا.
ابشر يا ثوبان
قال القرطبي: كان ثوبان مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم شديد الحب له قليل الصبر عنه، فأتاه ذات يوم وقد تغير لونه و نحل جسمه، يعرف في وجهه الحزن، فقال له النبي صلى الله عليه وسلم:" ما غير لونك؟". قال: يا رسول الله… ما بي ضر غير أني إذا لم أرك اشتقت إليك و استوحشت وحشة شديدة حتى ألقاك، ثم ذكرت الآخرة و أخاف أن لا أراك هناك، لأني عرفت أنك ترفع مع النبيين ، و أني إن دخلت الجنة كنت في منزلة هي ادني من منزلتك، و إن لم ادخل لا أراك أبدا فانزل الله عز وجل قوله:" و من يطع الله و الرسول فأولئك مع الذين انعم الله عليهم من النبيين و الصدقين والشهداء و الصالحين و حسن أولئك رفيقا".
رحم الله ثوبان… حاله مع رسول الله صلى الله عليه وسلم كما قال الشاعر:
الحزن يحرقه و الليل يقلقه و الصبر يسكته و الحب ينطقه
و يستر الحال عمن ليس يعذره و كيف يستره و الدمع يسبقه
2- الرحمة المهداة:
قال عز وجل:" وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين".
لولاه لنزل العذاب بالأمة.. لولاه لاستحققنا الخلود في النار… لولاه لضعنا.
قال ابن القيم في " جلاء الافهام":" إن عموم العالمين حصل لهم النفع برسالته:
- أما أتباعه: فنالوا بها كرامة الدنيا و الآخرة.
- و أما أعداؤه المحاربون له: فالذين عجل قتلهم و موتهم خير لهم من حياتهم، لان حياتهم زيادة في تغليظ العذاب عليهم في الدار الآخرة، وهم قد كتب الله عليهم الشقاء فتعجيل موتهم خير لهم من طول أعمارهم في الكفر.
- و أما المعاهدون له: فعاشوا في الدنيا تحت ظله و عهده وذمته، وهم اقل شرا بذلك العهد من المحاربين له.
- و أما المنافقون فحصل لهم بإظهار الإيمان به حقن دمائهم و أموالهم و أهلهم و احترامها، و جريان أحكام المسلمين عليهم في التوراة وغيرها.
- و أما الأمم النائية عنه: فان الله عز وجل رفع برسالته العذاب العام عن أهل الأرض فأصاب كل العاملين النفع برسالته".
لطيفة
قال الحسين بن الفضل: لم يجمع الله لأحد من الأنبياء اسمين من أسمائه إلا للنبي صلى الله عليه وسلم ، فانه قال فيه :" بالمؤمنين رءوف رحيم"، و قال في نفسه": إن الله بالناس لرءوف رحيم".
اصبر لكل مصيبة و تجلد و اعلم بان الفرد غير مخلد
و اصبر كما صبر الكرام فإنها نوب تنوب اليوم تكشف في غد
و إذا أتتك مصيبة تبلى بها فاذكر مصابك بالنبي محمد
3- الجماد أحبه … و أنت؟
لما فقده الجذع الذي كان يخطب عليه قبل اتخاذ المنبر حن إليه و صاح كما يصيح الصبي، فنزل إليه فاعتنقه، فجعل يهذي كما يهذي الصبي الذي يسكن عند بكائه، فقال صلى الله عليه وسلم:" لو لم احتضنه لحن إلى يوم القيامة".
كان الحسن البصري إذا حدث بهذا الحديث بكى و قال: هذه خشبة تحن إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فانتم أحق إن تشتاقوا إليه.
ما اشد حبه لنا!!
تلا النبي صلى الله عليه وسلم قول الله عز وجل في إبراهيم:" رب إنهن اضللن كثيرا من الناس فمن تبعني فانه مني و من عصاني فانك غفور رحيم".
و قول عيسى عليه السلام:" إن تعذبهم فإنهم عبادك و إن تغفر لهم فانك أنت العزيز الحكيم".
فرفع يديه و قال:" اللهم أمتي.. أمتي" و بكى، فقال الله عز و جل: يا جبريل اذهب إلى محمد فسله: ما يبكيك؟ فاتاه جبريل عليه السلام فسأله، فاخبره النبي صلى الله عليه وسلم بما قال، فاخبر جبريل ربه وهو اعلم ، فقال الله عز وجل : يا جبريل… اذهب إلى محمد ، فقل: إنا سنرضيك في أمتك و لا نسوؤك.
4- حتى لا تكون فاسقا
قال الله عز وجل في سورة التوبة، التي سميت بالفاضحة و المبعثرة، لأنها فضحت المنافقين و بعثرت جمعهم:" قل إن كان آباؤكم و أبناؤكم و أزواجكم و عشيرتكم و أموال اقترفتموها و تجارة تخشون كسادها و مساكن ترضونها أحب إليكم من الله ورسوله و جهاد في سبيله فتربصوا حتى يأتي الله بأمره و الله لا يهدي القوم الفاسقين".
قال القاضي عياض :
فكفى بهذا حضا و تنبيها و دلالة و حجة على إلزاممحبته ووجوب فرضها و عظم خطرها و استحقاقه لها صلى الله عليه وسلم ، إذا قرع الله من كان ماله وولده و أهله أحب إليه من الله و رسوله و أوعدهم بقوله:" فتربصوا حتى يأتي الله بأمره"، ثم فسقهم بتمام الآية، و أعلمهم أنهم ممن أضل و لم يهده الله.
5- كمال الإيمان في محبته
قال صلى الله عليه وسلم: " لا يؤمن أحدكم حتى أكون أحب إليه من ولده ووالده و الناس أجمعين".
قد تمر علينا هذه الكلمات مرورا عابرا لكنها لم تكن كذلك مع رجل من أمثال عمر بن الخطاب رضي الله عنه الذي قال: يا رسول الله لأنت أحب إلي من كل شيء إلا من نفسي، فقال النبي صلى الله عليه وسلم :" لا،والذي نفسي بيده حتى أكون أحب إليك من نفسك"، فقال عمر: فانه الآن و الله لأنت أحب إلي من نفسي، فقال النبي صلى الله عليه وسلم :" الآن يا عمر".
قال الخطابي: فمعناه أن تصدق في حبي حتى تفني نفسك في طاعتي، و تؤثر رضاي على هواك ، وان كان فيه هلاكك.
6- آخذ بحجزك عن النار
عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :" مثلي كمثل رجل استوقد نارا ، فلما أضاءت ما حولها جعل الفراش و هذه الدواب التي يقعن في النار يقعن فيها، و جعل يحجزهن و يغلبنه فيتقحمن فيها".
ما اشد حب رسولنا لنا ، و لأنه يحبنا خاف علينا من كل ما يؤذينا، وهل أذى مثل النار؟ولما كان الله عز وجل قد أراه النار حقيقة كانت موعظته ابلغ و خوفه علينا اشد، ففي الحديث :" و عرضت علي النار فجعلت اتاخر رهبة أن تغشاني".
و في رواية احمد:" إن النار أدنيت مني حتى نفخت حرها عن وجهي".
و لذلك كان من الطبيعي انه كان صلى الله عليه وسلم إذا خطب احمرت عيناه و علا صوته و اشتد غضبه كأنه منذر جيش يقول:" صبحكم ومساكم".
و لأنه لم يرنا مع شدة حبه لنا و خوفه علينا كان يود إن يرانا فيحذرنا بنفسه، لتكون العظة ابلغ و انجح قال صلى الله عليه وسلم :" وددت أني لقيت إخواني الذين امنوا و لم يروني".
و لم يكتف بذلك بل لشدة حبه لنا اشتد إلحاحه لنا في أن نأخذ وقايتنا و جنتنا من النار.
حجاب.. واثنان.. وثلاثة
1- حجاب الصدقة: لقوله صلى الله عليه وسلم:" اجعلوا بينكم و بين النار حجابا ولو بشق تمرة".
2- حجاب الذكر: لقوله صلى الله عليه وسلم :"خذوا جنتكم من النار …قولوا: سبحان الله و الحمد لله و لا إله إلا الله و الله اكبر،فإنهن يؤتين يوم القيامة مقدمات معقبات ومجنبات، و هن الباقيات الصالحات".
3- حجاب تربية البنات: لقوله صلى الله عليه وسلم:" ليس احد من أمتي يعول ثلاث بنات أو ثلاث أخوات فيحسن إليهن إلا كن له سترا من النار".
1- ولي كل مؤمن:
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:" أنا أولى بالمؤمنين من أنفسهم، من توفي من المؤمنين فترك دينا فعلي قضاؤه".
أعميت عيني عن الدنيا و زينتها فأنت و الروح شيء غير مفترق
إذا ذكرتك وافى مقلتي ارق من أول الليل حتى مطلع الفلق
و ما تطابقت الأجفان عن سنة إلا و انك بين الجفن و الحدق
ما اشرف مقامه!!
ولو وزنت به عرب وعجم جعلت فداه ما بلغوه وزنا
إذا ذكر الخليل فذا حبيب عليه الله في القرآن اثنى
و إذا ذكروا نجي الطور فاذكر نجي العرش مفتقرا لتغنى
فان الله كلم ذاك وحيا و كلم ذا مخاطبة واثنى
ولو قابلت لفظة:" لن تراني" لـ" ما كذب الفؤاد" فهمت معنى
فموسى خر مغشيا عليه و احمد لم يكن ليزيغ ذهنا
و إن ذكروا سليمان بملك فحاز به الكنوز وقد عرضنا
فبطحا مكة ذهبا أباها يبيد الملك و اللذات تفنى
و إن يك درع داود لبوسا يقيه من اتقاء البأس حصنا
فدرع محمد القران لما تلا:" و الله يعصمك" اطمئنا
و اغرق قومه في الأرض نوح بدعوة: لا تذر أحدا فافنى
و دعوة احمد: رب اهد قومي فهم لا يعلمون كما علمنا
و كل المرسلين يقول: نفسي و احمد: أمتي إنسا وجنا
وكان الأنبياء بدور هدي و أنت الشمس أكملهم و أهدى
8-لكي تذوق حلاوة الإيمان
لقول النبي صلي الله عليه وسلم:
"ثلاث من كن فيه وجد حلاوة الإيمان:أن يكحون الله ورسوله أحب إليه مما سواهما ".
وهذه مكافأة يمنحها الله عز وجل لكل من آثر الله ورسوله علي هواه ..فيحس إن للإيمان حلاوة تتضاءل معه كل لذات الأرض، ولان من أحب شيئا أكثر من ذكره،فكلما ازداد العبد لرسول الله صلي الله عليه وسلم حبا كلما ازداد له ذكرا ، ولأحاديثه ترديدا ، ولسنته إتباعا ومع هذا كله تزداد حلاوة الإيمان.
والله ماطلعت شمس ولا غربت إلا وأنت مني قلبي وسواسي
ولا جلست إلي قوم أحدثهم إلا وأنت حديثي بين جلاسي
ولا هممت بشرب الماء من عطش إلا رأيت خيالا منك في الكأس
9-وثيقة حبه …وقعها بالدم
*ففي الطائف : وقف المشركون له صفين علي طريقه،فلما مر رسول الله صلي الله عليه وسلم بين صفين جعل لا يرفع رجليه ولا يضعهما إلا رضخوهما بالحجارة حتى أدموا قدميه
*ومع بني عامر بن صعصعة:يعرض النبي صلي الله عليه وسلم عليهم الإسلام ويطلب النصرة ،فيجيبونه إلي طلبه ،وبينما هو معهم إذأتاهم بيحرة بن فراس القشيري،فأثناهم علي إجابتهم له ثم أقبل علي النبي صلي الله عليه وسلم فقال :قم فألحق بقومك ،فوالله لولا أنك عندقومي لضربت عنقك،فقام النبي صلي الله عليه وسلم إلي ناقة فركبها .فغمزها بيحرة فألقت النبي صلي الله عليه وسلم من علي ظهرها .
تصور حالته صلي الله عليه وسلم وقد قرب علي الخمسين من عمره ويسقط من ظهر الناقة ويتلوي من شدة الألم علي الأرض، والارتفاع ليس بسيطا ،إنه يسقط علي بطنه من ارتفاع مترين ونصف.
*بينما النبي صلي الله عليه وسلم في حجر الكعبة إذ أقبل عليه عقبة بن أبي معيط فوضع ثوبه علي عنقه ،فخنقه خنقا شديدا فأقبل أبوبكر رضي الله عليه حتى اخذ بمنكبه ودفعه عن رسول الله صلي الله عليه وسلم وقال :"أتقتلون رجلا إن يقول ربي الله".
وغير ذالك :يوضع سلا الجزور علي كتفيه صلي الله عليه وسلم وهو ساجد ، وينثر سفيه من سفهاء قريش علي رأسه التراب ، ويتفل شقي من الأشقياء في وجهه صلي الله عليه وسلم …
صبر علي ذالك كله لأنه يحبنا ..أوذي وضرب وعذب ..اتهم بالسحر والكهانة والجنون ..قتلوا أصحابه ..بل حولوا قتله ..وصبر علي ذالك كي يستنقذنا من العذاب ويهدينا من الضلال ويعتقنا من النار…
وبعد كل هذا البذل والتعب ؟ نهجر سنته ، ونقتدي بغيره ، ونستبدل هدي غير هديه..
ياويحنا ..وقد أحب لقيانا لينقذنا ، ودعانا إلي حبه لالننفعه في شيء بل لننفع أنفسنا فأين حياؤنا منه؟ وحبنا له ؟ بأي وجه سنلقاه علي الحوض ؟ بأي عمل نرتجي شفاعته ؟ بأي طاعة نأمل مقابلته في الفردوس ؟..
لماذا نحب رسول الله صلى الله عليه وسلم؟
" واشوقاه رسول الله "
وثيقة حب.. قصيدة ثناء.. أنشودة مدح.. محاولة عاجزة من الأسطر و الكلمات لتبرز فضله عليك و تبين حبه لك عسى القلوب تحن و الأرواح تشتاق و العيون تذرف و الأبدان تتعب في سبيل اللقاء والعناق..
لماذا نحب رسول الله صلى الله عليه وسلم؟
لأنه يحبنا ،ولولاه لهلكنا و متنا على الكفر و استحققنا الخلود في النار.. به عرفنا طريق الله، وبه عرفنا مكائد الشيطان، شوقنا إلى الجنة، ما من طيب إلا وأرشدنا إليه، و ما من خبيث إلا ونهانا عنه، و من حقه علينا أن نحبه، لأنه:
1- يحشر المرء مع من أحب:
جاء أعرابي إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: متى الساعة؟ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:" ما أعددت لها؟" قال : إني أحب الله ورسوله. قال : أنت مع من أحببت.
بهذا الحب تلقى رسول الله صلى الله عليه وسلم على الحوض فتشرب الشربة المباركة التي لا ظمأ بعدها أبدا.
ابشر يا ثوبان
قال القرطبي: كان ثوبان مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم شديد الحب له قليل الصبر عنه، فأتاه ذات يوم وقد تغير لونه و نحل جسمه، يعرف في وجهه الحزن، فقال له النبي صلى الله عليه وسلم:" ما غير لونك؟". قال: يا رسول الله… ما بي ضر غير أني إذا لم أرك اشتقت إليك و استوحشت وحشة شديدة حتى ألقاك، ثم ذكرت الآخرة و أخاف أن لا أراك هناك، لأني عرفت أنك ترفع مع النبيين ، و أني إن دخلت الجنة كنت في منزلة هي ادني من منزلتك، و إن لم ادخل لا أراك أبدا فانزل الله عز وجل قوله:" و من يطع الله و الرسول فأولئك مع الذين انعم الله عليهم من النبيين و الصدقين والشهداء و الصالحين و حسن أولئك رفيقا".
رحم الله ثوبان… حاله مع رسول الله صلى الله عليه وسلم كما قال الشاعر:
الحزن يحرقه و الليل يقلقه و الصبر يسكته و الحب ينطقه
و يستر الحال عمن ليس يعذره و كيف يستره و الدمع يسبقه
2- الرحمة المهداة:
قال عز وجل:" وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين".
لولاه لنزل العذاب بالأمة.. لولاه لاستحققنا الخلود في النار… لولاه لضعنا.
قال ابن القيم في " جلاء الافهام":" إن عموم العالمين حصل لهم النفع برسالته:
- أما أتباعه: فنالوا بها كرامة الدنيا و الآخرة.
- و أما أعداؤه المحاربون له: فالذين عجل قتلهم و موتهم خير لهم من حياتهم، لان حياتهم زيادة في تغليظ العذاب عليهم في الدار الآخرة، وهم قد كتب الله عليهم الشقاء فتعجيل موتهم خير لهم من طول أعمارهم في الكفر.
- و أما المعاهدون له: فعاشوا في الدنيا تحت ظله و عهده وذمته، وهم اقل شرا بذلك العهد من المحاربين له.
- و أما المنافقون فحصل لهم بإظهار الإيمان به حقن دمائهم و أموالهم و أهلهم و احترامها، و جريان أحكام المسلمين عليهم في التوراة وغيرها.
- و أما الأمم النائية عنه: فان الله عز وجل رفع برسالته العذاب العام عن أهل الأرض فأصاب كل العاملين النفع برسالته".
لطيفة
قال الحسين بن الفضل: لم يجمع الله لأحد من الأنبياء اسمين من أسمائه إلا للنبي صلى الله عليه وسلم ، فانه قال فيه :" بالمؤمنين رءوف رحيم"، و قال في نفسه": إن الله بالناس لرءوف رحيم".
اصبر لكل مصيبة و تجلد و اعلم بان الفرد غير مخلد
و اصبر كما صبر الكرام فإنها نوب تنوب اليوم تكشف في غد
و إذا أتتك مصيبة تبلى بها فاذكر مصابك بالنبي محمد
3- الجماد أحبه … و أنت؟
لما فقده الجذع الذي كان يخطب عليه قبل اتخاذ المنبر حن إليه و صاح كما يصيح الصبي، فنزل إليه فاعتنقه، فجعل يهذي كما يهذي الصبي الذي يسكن عند بكائه، فقال صلى الله عليه وسلم:" لو لم احتضنه لحن إلى يوم القيامة".
كان الحسن البصري إذا حدث بهذا الحديث بكى و قال: هذه خشبة تحن إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فانتم أحق إن تشتاقوا إليه.
ما اشد حبه لنا!!
تلا النبي صلى الله عليه وسلم قول الله عز وجل في إبراهيم:" رب إنهن اضللن كثيرا من الناس فمن تبعني فانه مني و من عصاني فانك غفور رحيم".
و قول عيسى عليه السلام:" إن تعذبهم فإنهم عبادك و إن تغفر لهم فانك أنت العزيز الحكيم".
فرفع يديه و قال:" اللهم أمتي.. أمتي" و بكى، فقال الله عز و جل: يا جبريل اذهب إلى محمد فسله: ما يبكيك؟ فاتاه جبريل عليه السلام فسأله، فاخبره النبي صلى الله عليه وسلم بما قال، فاخبر جبريل ربه وهو اعلم ، فقال الله عز وجل : يا جبريل… اذهب إلى محمد ، فقل: إنا سنرضيك في أمتك و لا نسوؤك.
4- حتى لا تكون فاسقا
قال الله عز وجل في سورة التوبة، التي سميت بالفاضحة و المبعثرة، لأنها فضحت المنافقين و بعثرت جمعهم:" قل إن كان آباؤكم و أبناؤكم و أزواجكم و عشيرتكم و أموال اقترفتموها و تجارة تخشون كسادها و مساكن ترضونها أحب إليكم من الله ورسوله و جهاد في سبيله فتربصوا حتى يأتي الله بأمره و الله لا يهدي القوم الفاسقين".
قال القاضي عياض :
فكفى بهذا حضا و تنبيها و دلالة و حجة على إلزاممحبته ووجوب فرضها و عظم خطرها و استحقاقه لها صلى الله عليه وسلم ، إذا قرع الله من كان ماله وولده و أهله أحب إليه من الله و رسوله و أوعدهم بقوله:" فتربصوا حتى يأتي الله بأمره"، ثم فسقهم بتمام الآية، و أعلمهم أنهم ممن أضل و لم يهده الله.
5- كمال الإيمان في محبته
قال صلى الله عليه وسلم: " لا يؤمن أحدكم حتى أكون أحب إليه من ولده ووالده و الناس أجمعين".
قد تمر علينا هذه الكلمات مرورا عابرا لكنها لم تكن كذلك مع رجل من أمثال عمر بن الخطاب رضي الله عنه الذي قال: يا رسول الله لأنت أحب إلي من كل شيء إلا من نفسي، فقال النبي صلى الله عليه وسلم :" لا،والذي نفسي بيده حتى أكون أحب إليك من نفسك"، فقال عمر: فانه الآن و الله لأنت أحب إلي من نفسي، فقال النبي صلى الله عليه وسلم :" الآن يا عمر".
قال الخطابي: فمعناه أن تصدق في حبي حتى تفني نفسك في طاعتي، و تؤثر رضاي على هواك ، وان كان فيه هلاكك.
6- آخذ بحجزك عن النار
عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :" مثلي كمثل رجل استوقد نارا ، فلما أضاءت ما حولها جعل الفراش و هذه الدواب التي يقعن في النار يقعن فيها، و جعل يحجزهن و يغلبنه فيتقحمن فيها".
ما اشد حب رسولنا لنا ، و لأنه يحبنا خاف علينا من كل ما يؤذينا، وهل أذى مثل النار؟ولما كان الله عز وجل قد أراه النار حقيقة كانت موعظته ابلغ و خوفه علينا اشد، ففي الحديث :" و عرضت علي النار فجعلت اتاخر رهبة أن تغشاني".
و في رواية احمد:" إن النار أدنيت مني حتى نفخت حرها عن وجهي".
و لذلك كان من الطبيعي انه كان صلى الله عليه وسلم إذا خطب احمرت عيناه و علا صوته و اشتد غضبه كأنه منذر جيش يقول:" صبحكم ومساكم".
و لأنه لم يرنا مع شدة حبه لنا و خوفه علينا كان يود إن يرانا فيحذرنا بنفسه، لتكون العظة ابلغ و انجح قال صلى الله عليه وسلم :" وددت أني لقيت إخواني الذين امنوا و لم يروني".
و لم يكتف بذلك بل لشدة حبه لنا اشتد إلحاحه لنا في أن نأخذ وقايتنا و جنتنا من النار.
حجاب.. واثنان.. وثلاثة
1- حجاب الصدقة: لقوله صلى الله عليه وسلم:" اجعلوا بينكم و بين النار حجابا ولو بشق تمرة".
2- حجاب الذكر: لقوله صلى الله عليه وسلم :"خذوا جنتكم من النار …قولوا: سبحان الله و الحمد لله و لا إله إلا الله و الله اكبر،فإنهن يؤتين يوم القيامة مقدمات معقبات ومجنبات، و هن الباقيات الصالحات".
3- حجاب تربية البنات: لقوله صلى الله عليه وسلم:" ليس احد من أمتي يعول ثلاث بنات أو ثلاث أخوات فيحسن إليهن إلا كن له سترا من النار".
1- ولي كل مؤمن:
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:" أنا أولى بالمؤمنين من أنفسهم، من توفي من المؤمنين فترك دينا فعلي قضاؤه".
أعميت عيني عن الدنيا و زينتها فأنت و الروح شيء غير مفترق
إذا ذكرتك وافى مقلتي ارق من أول الليل حتى مطلع الفلق
و ما تطابقت الأجفان عن سنة إلا و انك بين الجفن و الحدق
ما اشرف مقامه!!
ولو وزنت به عرب وعجم جعلت فداه ما بلغوه وزنا
إذا ذكر الخليل فذا حبيب عليه الله في القرآن اثنى
و إذا ذكروا نجي الطور فاذكر نجي العرش مفتقرا لتغنى
فان الله كلم ذاك وحيا و كلم ذا مخاطبة واثنى
ولو قابلت لفظة:" لن تراني" لـ" ما كذب الفؤاد" فهمت معنى
فموسى خر مغشيا عليه و احمد لم يكن ليزيغ ذهنا
و إن ذكروا سليمان بملك فحاز به الكنوز وقد عرضنا
فبطحا مكة ذهبا أباها يبيد الملك و اللذات تفنى
و إن يك درع داود لبوسا يقيه من اتقاء البأس حصنا
فدرع محمد القران لما تلا:" و الله يعصمك" اطمئنا
و اغرق قومه في الأرض نوح بدعوة: لا تذر أحدا فافنى
و دعوة احمد: رب اهد قومي فهم لا يعلمون كما علمنا
و كل المرسلين يقول: نفسي و احمد: أمتي إنسا وجنا
وكان الأنبياء بدور هدي و أنت الشمس أكملهم و أهدى
8-لكي تذوق حلاوة الإيمان
لقول النبي صلي الله عليه وسلم:
"ثلاث من كن فيه وجد حلاوة الإيمان:أن يكحون الله ورسوله أحب إليه مما سواهما ".
وهذه مكافأة يمنحها الله عز وجل لكل من آثر الله ورسوله علي هواه ..فيحس إن للإيمان حلاوة تتضاءل معه كل لذات الأرض، ولان من أحب شيئا أكثر من ذكره،فكلما ازداد العبد لرسول الله صلي الله عليه وسلم حبا كلما ازداد له ذكرا ، ولأحاديثه ترديدا ، ولسنته إتباعا ومع هذا كله تزداد حلاوة الإيمان.
والله ماطلعت شمس ولا غربت إلا وأنت مني قلبي وسواسي
ولا جلست إلي قوم أحدثهم إلا وأنت حديثي بين جلاسي
ولا هممت بشرب الماء من عطش إلا رأيت خيالا منك في الكأس
9-وثيقة حبه …وقعها بالدم
*ففي الطائف : وقف المشركون له صفين علي طريقه،فلما مر رسول الله صلي الله عليه وسلم بين صفين جعل لا يرفع رجليه ولا يضعهما إلا رضخوهما بالحجارة حتى أدموا قدميه
*ومع بني عامر بن صعصعة:يعرض النبي صلي الله عليه وسلم عليهم الإسلام ويطلب النصرة ،فيجيبونه إلي طلبه ،وبينما هو معهم إذأتاهم بيحرة بن فراس القشيري،فأثناهم علي إجابتهم له ثم أقبل علي النبي صلي الله عليه وسلم فقال :قم فألحق بقومك ،فوالله لولا أنك عندقومي لضربت عنقك،فقام النبي صلي الله عليه وسلم إلي ناقة فركبها .فغمزها بيحرة فألقت النبي صلي الله عليه وسلم من علي ظهرها .
تصور حالته صلي الله عليه وسلم وقد قرب علي الخمسين من عمره ويسقط من ظهر الناقة ويتلوي من شدة الألم علي الأرض، والارتفاع ليس بسيطا ،إنه يسقط علي بطنه من ارتفاع مترين ونصف.
*بينما النبي صلي الله عليه وسلم في حجر الكعبة إذ أقبل عليه عقبة بن أبي معيط فوضع ثوبه علي عنقه ،فخنقه خنقا شديدا فأقبل أبوبكر رضي الله عليه حتى اخذ بمنكبه ودفعه عن رسول الله صلي الله عليه وسلم وقال :"أتقتلون رجلا إن يقول ربي الله".
وغير ذالك :يوضع سلا الجزور علي كتفيه صلي الله عليه وسلم وهو ساجد ، وينثر سفيه من سفهاء قريش علي رأسه التراب ، ويتفل شقي من الأشقياء في وجهه صلي الله عليه وسلم …
صبر علي ذالك كله لأنه يحبنا ..أوذي وضرب وعذب ..اتهم بالسحر والكهانة والجنون ..قتلوا أصحابه ..بل حولوا قتله ..وصبر علي ذالك كي يستنقذنا من العذاب ويهدينا من الضلال ويعتقنا من النار…
وبعد كل هذا البذل والتعب ؟ نهجر سنته ، ونقتدي بغيره ، ونستبدل هدي غير هديه..
ياويحنا ..وقد أحب لقيانا لينقذنا ، ودعانا إلي حبه لالننفعه في شيء بل لننفع أنفسنا فأين حياؤنا منه؟ وحبنا له ؟ بأي وجه سنلقاه علي الحوض ؟ بأي عمل نرتجي شفاعته ؟ بأي طاعة نأمل مقابلته في الفردوس ؟..
" واشوقاه رسول الله "
وثيقة حب.. قصيدة ثناء.. أنشودة مدح.. محاولة عاجزة من الأسطر و الكلمات لتبرز فضله عليك و تبين حبه لك عسى القلوب تحن و الأرواح تشتاق و العيون تذرف و الأبدان تتعب في سبيل اللقاء والعناق..
لماذا نحب رسول الله صلى الله عليه وسلم؟
لأنه يحبنا ،ولولاه لهلكنا و متنا على الكفر و استحققنا الخلود في النار.. به عرفنا طريق الله، وبه عرفنا مكائد الشيطان، شوقنا إلى الجنة، ما من طيب إلا وأرشدنا إليه، و ما من خبيث إلا ونهانا عنه، و من حقه علينا أن نحبه، لأنه:
1- يحشر المرء مع من أحب:
جاء أعرابي إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: متى الساعة؟ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:" ما أعددت لها؟" قال : إني أحب الله ورسوله. قال : أنت مع من أحببت.
بهذا الحب تلقى رسول الله صلى الله عليه وسلم على الحوض فتشرب الشربة المباركة التي لا ظمأ بعدها أبدا.
ابشر يا ثوبان
قال القرطبي: كان ثوبان مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم شديد الحب له قليل الصبر عنه، فأتاه ذات يوم وقد تغير لونه و نحل جسمه، يعرف في وجهه الحزن، فقال له النبي صلى الله عليه وسلم:" ما غير لونك؟". قال: يا رسول الله… ما بي ضر غير أني إذا لم أرك اشتقت إليك و استوحشت وحشة شديدة حتى ألقاك، ثم ذكرت الآخرة و أخاف أن لا أراك هناك، لأني عرفت أنك ترفع مع النبيين ، و أني إن دخلت الجنة كنت في منزلة هي ادني من منزلتك، و إن لم ادخل لا أراك أبدا فانزل الله عز وجل قوله:" و من يطع الله و الرسول فأولئك مع الذين انعم الله عليهم من النبيين و الصدقين والشهداء و الصالحين و حسن أولئك رفيقا".
رحم الله ثوبان… حاله مع رسول الله صلى الله عليه وسلم كما قال الشاعر:
الحزن يحرقه و الليل يقلقه و الصبر يسكته و الحب ينطقه
و يستر الحال عمن ليس يعذره و كيف يستره و الدمع يسبقه
2- الرحمة المهداة:
قال عز وجل:" وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين".
لولاه لنزل العذاب بالأمة.. لولاه لاستحققنا الخلود في النار… لولاه لضعنا.
قال ابن القيم في " جلاء الافهام":" إن عموم العالمين حصل لهم النفع برسالته:
- أما أتباعه: فنالوا بها كرامة الدنيا و الآخرة.
- و أما أعداؤه المحاربون له: فالذين عجل قتلهم و موتهم خير لهم من حياتهم، لان حياتهم زيادة في تغليظ العذاب عليهم في الدار الآخرة، وهم قد كتب الله عليهم الشقاء فتعجيل موتهم خير لهم من طول أعمارهم في الكفر.
- و أما المعاهدون له: فعاشوا في الدنيا تحت ظله و عهده وذمته، وهم اقل شرا بذلك العهد من المحاربين له.
- و أما المنافقون فحصل لهم بإظهار الإيمان به حقن دمائهم و أموالهم و أهلهم و احترامها، و جريان أحكام المسلمين عليهم في التوراة وغيرها.
- و أما الأمم النائية عنه: فان الله عز وجل رفع برسالته العذاب العام عن أهل الأرض فأصاب كل العاملين النفع برسالته".
لطيفة
قال الحسين بن الفضل: لم يجمع الله لأحد من الأنبياء اسمين من أسمائه إلا للنبي صلى الله عليه وسلم ، فانه قال فيه :" بالمؤمنين رءوف رحيم"، و قال في نفسه": إن الله بالناس لرءوف رحيم".
اصبر لكل مصيبة و تجلد و اعلم بان الفرد غير مخلد
و اصبر كما صبر الكرام فإنها نوب تنوب اليوم تكشف في غد
و إذا أتتك مصيبة تبلى بها فاذكر مصابك بالنبي محمد
3- الجماد أحبه … و أنت؟
لما فقده الجذع الذي كان يخطب عليه قبل اتخاذ المنبر حن إليه و صاح كما يصيح الصبي، فنزل إليه فاعتنقه، فجعل يهذي كما يهذي الصبي الذي يسكن عند بكائه، فقال صلى الله عليه وسلم:" لو لم احتضنه لحن إلى يوم القيامة".
كان الحسن البصري إذا حدث بهذا الحديث بكى و قال: هذه خشبة تحن إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فانتم أحق إن تشتاقوا إليه.
ما اشد حبه لنا!!
تلا النبي صلى الله عليه وسلم قول الله عز وجل في إبراهيم:" رب إنهن اضللن كثيرا من الناس فمن تبعني فانه مني و من عصاني فانك غفور رحيم".
و قول عيسى عليه السلام:" إن تعذبهم فإنهم عبادك و إن تغفر لهم فانك أنت العزيز الحكيم".
فرفع يديه و قال:" اللهم أمتي.. أمتي" و بكى، فقال الله عز و جل: يا جبريل اذهب إلى محمد فسله: ما يبكيك؟ فاتاه جبريل عليه السلام فسأله، فاخبره النبي صلى الله عليه وسلم بما قال، فاخبر جبريل ربه وهو اعلم ، فقال الله عز وجل : يا جبريل… اذهب إلى محمد ، فقل: إنا سنرضيك في أمتك و لا نسوؤك.
4- حتى لا تكون فاسقا
قال الله عز وجل في سورة التوبة، التي سميت بالفاضحة و المبعثرة، لأنها فضحت المنافقين و بعثرت جمعهم:" قل إن كان آباؤكم و أبناؤكم و أزواجكم و عشيرتكم و أموال اقترفتموها و تجارة تخشون كسادها و مساكن ترضونها أحب إليكم من الله ورسوله و جهاد في سبيله فتربصوا حتى يأتي الله بأمره و الله لا يهدي القوم الفاسقين".
قال القاضي عياض :
فكفى بهذا حضا و تنبيها و دلالة و حجة على إلزاممحبته ووجوب فرضها و عظم خطرها و استحقاقه لها صلى الله عليه وسلم ، إذا قرع الله من كان ماله وولده و أهله أحب إليه من الله و رسوله و أوعدهم بقوله:" فتربصوا حتى يأتي الله بأمره"، ثم فسقهم بتمام الآية، و أعلمهم أنهم ممن أضل و لم يهده الله.
5- كمال الإيمان في محبته
قال صلى الله عليه وسلم: " لا يؤمن أحدكم حتى أكون أحب إليه من ولده ووالده و الناس أجمعين".
قد تمر علينا هذه الكلمات مرورا عابرا لكنها لم تكن كذلك مع رجل من أمثال عمر بن الخطاب رضي الله عنه الذي قال: يا رسول الله لأنت أحب إلي من كل شيء إلا من نفسي، فقال النبي صلى الله عليه وسلم :" لا،والذي نفسي بيده حتى أكون أحب إليك من نفسك"، فقال عمر: فانه الآن و الله لأنت أحب إلي من نفسي، فقال النبي صلى الله عليه وسلم :" الآن يا عمر".
قال الخطابي: فمعناه أن تصدق في حبي حتى تفني نفسك في طاعتي، و تؤثر رضاي على هواك ، وان كان فيه هلاكك.
6- آخذ بحجزك عن النار
عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :" مثلي كمثل رجل استوقد نارا ، فلما أضاءت ما حولها جعل الفراش و هذه الدواب التي يقعن في النار يقعن فيها، و جعل يحجزهن و يغلبنه فيتقحمن فيها".
ما اشد حب رسولنا لنا ، و لأنه يحبنا خاف علينا من كل ما يؤذينا، وهل أذى مثل النار؟ولما كان الله عز وجل قد أراه النار حقيقة كانت موعظته ابلغ و خوفه علينا اشد، ففي الحديث :" و عرضت علي النار فجعلت اتاخر رهبة أن تغشاني".
و في رواية احمد:" إن النار أدنيت مني حتى نفخت حرها عن وجهي".
و لذلك كان من الطبيعي انه كان صلى الله عليه وسلم إذا خطب احمرت عيناه و علا صوته و اشتد غضبه كأنه منذر جيش يقول:" صبحكم ومساكم".
و لأنه لم يرنا مع شدة حبه لنا و خوفه علينا كان يود إن يرانا فيحذرنا بنفسه، لتكون العظة ابلغ و انجح قال صلى الله عليه وسلم :" وددت أني لقيت إخواني الذين امنوا و لم يروني".
و لم يكتف بذلك بل لشدة حبه لنا اشتد إلحاحه لنا في أن نأخذ وقايتنا و جنتنا من النار.
حجاب.. واثنان.. وثلاثة
1- حجاب الصدقة: لقوله صلى الله عليه وسلم:" اجعلوا بينكم و بين النار حجابا ولو بشق تمرة".
2- حجاب الذكر: لقوله صلى الله عليه وسلم :"خذوا جنتكم من النار …قولوا: سبحان الله و الحمد لله و لا إله إلا الله و الله اكبر،فإنهن يؤتين يوم القيامة مقدمات معقبات ومجنبات، و هن الباقيات الصالحات".
3- حجاب تربية البنات: لقوله صلى الله عليه وسلم:" ليس احد من أمتي يعول ثلاث بنات أو ثلاث أخوات فيحسن إليهن إلا كن له سترا من النار".
1- ولي كل مؤمن:
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:" أنا أولى بالمؤمنين من أنفسهم، من توفي من المؤمنين فترك دينا فعلي قضاؤه".
أعميت عيني عن الدنيا و زينتها فأنت و الروح شيء غير مفترق
إذا ذكرتك وافى مقلتي ارق من أول الليل حتى مطلع الفلق
و ما تطابقت الأجفان عن سنة إلا و انك بين الجفن و الحدق
ما اشرف مقامه!!
ولو وزنت به عرب وعجم جعلت فداه ما بلغوه وزنا
إذا ذكر الخليل فذا حبيب عليه الله في القرآن اثنى
و إذا ذكروا نجي الطور فاذكر نجي العرش مفتقرا لتغنى
فان الله كلم ذاك وحيا و كلم ذا مخاطبة واثنى
ولو قابلت لفظة:" لن تراني" لـ" ما كذب الفؤاد" فهمت معنى
فموسى خر مغشيا عليه و احمد لم يكن ليزيغ ذهنا
و إن ذكروا سليمان بملك فحاز به الكنوز وقد عرضنا
فبطحا مكة ذهبا أباها يبيد الملك و اللذات تفنى
و إن يك درع داود لبوسا يقيه من اتقاء البأس حصنا
فدرع محمد القران لما تلا:" و الله يعصمك" اطمئنا
و اغرق قومه في الأرض نوح بدعوة: لا تذر أحدا فافنى
و دعوة احمد: رب اهد قومي فهم لا يعلمون كما علمنا
و كل المرسلين يقول: نفسي و احمد: أمتي إنسا وجنا
وكان الأنبياء بدور هدي و أنت الشمس أكملهم و أهدى
8-لكي تذوق حلاوة الإيمان
لقول النبي صلي الله عليه وسلم:
"ثلاث من كن فيه وجد حلاوة الإيمان:أن يكحون الله ورسوله أحب إليه مما سواهما ".
وهذه مكافأة يمنحها الله عز وجل لكل من آثر الله ورسوله علي هواه ..فيحس إن للإيمان حلاوة تتضاءل معه كل لذات الأرض، ولان من أحب شيئا أكثر من ذكره،فكلما ازداد العبد لرسول الله صلي الله عليه وسلم حبا كلما ازداد له ذكرا ، ولأحاديثه ترديدا ، ولسنته إتباعا ومع هذا كله تزداد حلاوة الإيمان.
والله ماطلعت شمس ولا غربت إلا وأنت مني قلبي وسواسي
ولا جلست إلي قوم أحدثهم إلا وأنت حديثي بين جلاسي
ولا هممت بشرب الماء من عطش إلا رأيت خيالا منك في الكأس
9-وثيقة حبه …وقعها بالدم
*ففي الطائف : وقف المشركون له صفين علي طريقه،فلما مر رسول الله صلي الله عليه وسلم بين صفين جعل لا يرفع رجليه ولا يضعهما إلا رضخوهما بالحجارة حتى أدموا قدميه
*ومع بني عامر بن صعصعة:يعرض النبي صلي الله عليه وسلم عليهم الإسلام ويطلب النصرة ،فيجيبونه إلي طلبه ،وبينما هو معهم إذأتاهم بيحرة بن فراس القشيري،فأثناهم علي إجابتهم له ثم أقبل علي النبي صلي الله عليه وسلم فقال :قم فألحق بقومك ،فوالله لولا أنك عندقومي لضربت عنقك،فقام النبي صلي الله عليه وسلم إلي ناقة فركبها .فغمزها بيحرة فألقت النبي صلي الله عليه وسلم من علي ظهرها .
تصور حالته صلي الله عليه وسلم وقد قرب علي الخمسين من عمره ويسقط من ظهر الناقة ويتلوي من شدة الألم علي الأرض، والارتفاع ليس بسيطا ،إنه يسقط علي بطنه من ارتفاع مترين ونصف.
*بينما النبي صلي الله عليه وسلم في حجر الكعبة إذ أقبل عليه عقبة بن أبي معيط فوضع ثوبه علي عنقه ،فخنقه خنقا شديدا فأقبل أبوبكر رضي الله عليه حتى اخذ بمنكبه ودفعه عن رسول الله صلي الله عليه وسلم وقال :"أتقتلون رجلا إن يقول ربي الله".
وغير ذالك :يوضع سلا الجزور علي كتفيه صلي الله عليه وسلم وهو ساجد ، وينثر سفيه من سفهاء قريش علي رأسه التراب ، ويتفل شقي من الأشقياء في وجهه صلي الله عليه وسلم …
صبر علي ذالك كله لأنه يحبنا ..أوذي وضرب وعذب ..اتهم بالسحر والكهانة والجنون ..قتلوا أصحابه ..بل حولوا قتله ..وصبر علي ذالك كي يستنقذنا من العذاب ويهدينا من الضلال ويعتقنا من النار…
وبعد كل هذا البذل والتعب ؟ نهجر سنته ، ونقتدي بغيره ، ونستبدل هدي غير هديه..
ياويحنا ..وقد أحب لقيانا لينقذنا ، ودعانا إلي حبه لالننفعه في شيء بل لننفع أنفسنا فأين حياؤنا منه؟ وحبنا له ؟ بأي وجه سنلقاه علي الحوض ؟ بأي عمل نرتجي شفاعته ؟ بأي طاعة نأمل مقابلته في الفردوس ؟..
20/11/2024, 22:49 من طرف Admin
» كتاب مواعظ الإمام زين العابدين ـ صالح أحمد الشامي
18/11/2024, 23:30 من طرف Admin
» كتاب إتحاف النفوس بنفحات القدوس ـ عبد القدوس بن أسامة السامرائي
18/11/2024, 23:25 من طرف Admin
» كتاب الإعلام بفضل الصلاة على النبي والسلام ـ محمد بن عبد الرحمن بن علي النميري
18/11/2024, 23:20 من طرف Admin
» كتاب الغيب ـ محمد متولي الشعراوي
18/11/2024, 23:08 من طرف Admin
» كتاب الشيطان والإنسان ـ محمد متولي الشعراوي
18/11/2024, 23:03 من طرف Admin
» كتاب الشعراوي هنا رأيت سيدنا إبراهيم ـ سعيد أبو العنين
18/11/2024, 23:01 من طرف Admin
» كتاب الخير والشر ـ محمد متولي الشعراوي
18/11/2024, 22:57 من طرف Admin
» كتاب التربية في مدرسة النبوة ـ محمد متولي الشعراوي
18/11/2024, 22:55 من طرف Admin
» كتاب: إرشاد العباد إلى سبل الرشاد ـ للملبباري
18/11/2024, 22:41 من طرف Admin
» ـ كتاب آداب الحسن البصري ـ أبن الجوزي
18/11/2024, 22:34 من طرف Admin
» كتاب الله والنفس البشرية ـ لمحمد متولي الشعراوي
18/11/2024, 22:23 من طرف Admin
» كتاب: معرفة النفس طر يق لمعرفة الرب ـ أستاذ البصيرة عبدالوهاب حسن
18/11/2024, 22:21 من طرف Admin
» كتاب الطريق الي الله ـ الشيخ علي جمعة
18/11/2024, 21:50 من طرف Admin
» كتاب: كتاب النفس والجسد والروح ـ ابراهيم البلتاجي
18/11/2024, 21:38 من طرف Admin