لما تقدم ان السر هو الذى يتوضأ بماء الغيب والذى تغلبت روحة على جسدة فصار روحانيا من عالم ساغ له ان يتطهر بماء الغيب فهو الطاهر فى مرآه البطن فى مجلاه معك وليس معك وأنت معه ولست معه
فان لم تكن كذلك فاعلم ان جسدك الترابى تغلب على روحك النورنى فامرك بالتوجة الى الجسد لتصلحه بوضع الاكسير من واردات الذكر على كثافته حتى يشف وعلى ثقثله حتى يخف وعلى نومه حتى يقل وعلى عقله حتى يستنير
ولذلك قال السيد أحمد رضى الله تعالى عنه
وفيه اشارة الى الصعود بمعنى الترقى يقول ان لم تكن من أهل هذا السر فكن من القاصدين العاقدين أنفسهم على تحصيله الجادين فى طلبه بالتقرب حتى يحبك الله فاذا احبك كان سمعك وبصرك الى آخره كما أخبرك الله تعالى بذلك عن نفسه
قلت
لا وصول الى غيب
مع ارتكاب الذنب والعيب
أشار السيد أحمد بن إدريس رضى الله تعالى عنه الى انه لابد للمريد القاصد من جد واجتهاد بلا كسل ولا رقاد حتى ينال ماناله العارفون ويدرك ما ادركه المحققون
فلا وصول الى غيب مع ارتكاب الذنب والعيب ولا دنو للأوان إلا لأرباب الورد فى الأوان ولا وضوء بماء غيبهم إلا لمن شرب تسنيم شربهم فمن دفع المهور سيقت اليه الأجر
ومن كان من الذاكرين الله كثيرا عند المحراب وصف قدميه عند الميزات تنزلت عليه غيوث الرحمه الر حمانية وغسلت قلبه بماء غيبها وسقاه الساقى من زمزمة شرارا طهورا فانتعش الجسم الترابى وامتلا قلبه نورا وطاف بالبيت العتيق طواف الإفاضة بعد أن وقف بعرفات عرفانه وتنزلت على قلبه علوم من منبع فيضان الإفاضة وسعى أحسن المساعى علم أن تيممه بالصعيد يستلزم القيام بالواجبات فأداها والترك للمنهيات فقلاها وان الفوافل سبيل الحب فأكثر من النوافل فسوق ليله بسوقه اليها فى ديجورة حافل وقد رآه الحق سبحانه قبلا عليه بكليته فأتحفه عظيم عطيه ب كنت سمعه الذى يسمع به وبرة الذى يبصر به الى آخر الصفات القريبة فصار مظهرا من المظاهر الغيبية
ومعنى كنت سمعه يعنى يسمع عن الله لا عن الغير لأن الغير عنه غاب ومعنى ( كنت بصره الذى يبصر به يبصر فعل مكسوا ببديع صنعته وباهر حكمته
يذكرة الليل اذا أظلم ما أغفله الغافلون والصبح إذا تنفس ما يلهو به اللاهون وتذكرة الأرض اذا كسيت بكسائها الأخضر خضر الجنه
وتذكرة الثمار باختلاف الوانها غايه المنه ويذكره اهتزاز الأشجار اذا هبت الرياح اهتزاز الأرواح للقاء الحق سبحانه بالعشى والصباح
ويذكرة اختلاف الألوان باختلاف الأرض فى طبقاتها وتذكرة فصول الزمان اختلاف الكواكب فى دوراتها ولا يرى شيئا إلا ويرى الله قلبه ولا يرى لمخلوق فعلا غريقا فى بحر ( هل من خالق غير الله ) مستبشرا ببشرى ( الله خالق كل شئ ) مفكرا فى التصيل والبيان فى محكم القرآن ( والله خلقكم وما تعلمون
أيها امريد أطلق لفرسك العنان
لتصل الى الميدان
فاين أنت وأين عملك وأين تفكيرك وأين أملك هيهات هيهات تلاشت الأفكار يا أخانا فى هذا الميدان فلا سباق لفارس فيه وغابت الارواح عن الاشباح عند ظهور الحق سبحانه وتعالى وتجليه وكلامى هذا واضح عند كل عارف يدريه
فان لم تكن كنهم فانهض بجد واجتهد وأطلق لفرسك العنان حتى تصل الى هذا الميدان فهناك ابواب وبوابون وحجاب واقفون فاذا وصلت اليهم استقبلوك ورحبوا بك وحيوك ومن على فرسك أنزلوك وعلى كرسى العز أجلسوك وقدموا لك شراب قوله تعالى ( ولله العزة ولسوله وللمؤمنين ) فلما شربته روحك اعتزت بربها وتذكرت قول القطب الغوث السيد عبد القادر الجيلانى رضى الله تعالى عنه
( بسم الله العزيز معتز بعلو عزه وكل عزيز بعزه الله يعتز
يقول ) صالح الجعفرى
رضى الله تعال عنه
عزيز أعز العرفين بعزه
وتوجهم بالعز من بعد ماذلوا
لباسهم التقوى وبالوح أقبلوا
على الله بالذكر الكثير وما ملوا
تذل تبتل قدم نوافلا
كمن عرفوا المحبوب فى ليلهم صلوا
فكان لهم سمعا وكانوا به له
على العهد قد وفوا وفى حبهم جلوا
فإن لم تكن منهم تيمم بصاعد
كمن جاهدوا للنفس حقا فما ذلوا
فإن شئت أن تحيى سعيدا فهذه
سبيل دوى الإسعاد ساروا وما ولوا
لأحمد بن ادريس ورد كمزنة
فكم أخصبت أرض القلوب بما يحلو
فعرج على أحزابه وطيرقه
فدنياك حر والطريق هو الظل
ويأتيك ابن ادريس مهما أردته
فما غاب عن أهل الطريق وإن كلوا
وفى ورده من ورده
لك العطر والياسمين والمسك والفل
وريح لدنياك الدنيئة منتن
ولا جمع بين الحس والقبح يا خل
فمن طلب الدنيا رأيناه مبعدا
ومن طلب الأخرى يجئ له الكل
عباد الله هلموا الى طريقنا
( والا تيم بالصعيد ) خذ بجسمك الترابى من الترح الى التهليل العالى حتى يتهلل وجهك بالنور والفرح وهو ( لا إله إلا الله محمد رسول الله فى كل لمحة ونفس عدد ما وسعه علم الله ) فإنه لا شئ مثلها لذنوبك يهدم فهلم ثم هلم الى طريقنا أقدم
طريق الله يا ناس ما فيه غبار يصلح لتاليه ويزيل عنه الأغيار وايش يريد بالدنيا من طلق غوالها الدنيا ملعونه وملعون كل ما فيها إلا ذكر الله والأنبياء والمرسلين والعلماء والأولياء العارفين المتقين والمسلمين والمؤمنين وكل وسيلة موصلة الى الرحمن
وماذا تريد من الدنيا يا إنسان ما خطرت يوما على قلوب من عرفوها ولا من ربهم فى حضرة قربه طلبوها سبحان الله يا هذا ما أكل الجيفه غلا كلب عقور ولا ضل الطريق إلا من فقد النور
ويشتد الحال عند شم ريح الجيفة لمن تعود شم بخور المسك ودخانه وللنجس دخان ولولا شمك ما ميزت بين الدخانين ولولا إيمانك ونور بصيرتك ما ميزت بين الدارين ولا اخترت حزب الله من الحزبين
قوله
وبالصخر
قال الشريف مولاى السيد أحمد بن إدريس رضى الله تعالى عنه
الصخر هو العزم القوى الصلب الذى لالين فبه بوجه من الوجوه والصبر لأن الصبر من الأمور بمنزلة الرأس من الجسد من صبر على الطلب بلغ الأرب ونال أعلى التب ومن علت همته فى الله بلغت به إلى مناه
قوله :-
العزم القوى
أى اقصد العزم القوى فيكون إطلاق الصخر على العزم القوى فيه استعارة تصريحة كقوله : اقصد البحر فى حانوته أى الرجل الكريم والعزم القوى فى النية لأنها العزم على الشئ مقترفا بفعله فكأنه يقول إذا لم تكن ذا سر فعليك بفعل الصالحات لأنها منبع السر ولا تؤخر عزما لصحته مع الاستطاعة على العمل كما قال ابن الفارض رضى الله تعالى عنه
................... فحظك الـــــ
بطالة ما أخرت عزما لصحة
وكما قيل
على قدر أهل العزم تأتى العزائم
وقوه العزم تشعر بقوة الإيمان قال عليه الصلاة والسلام : ( المؤمن القوى خير من المؤمن الضعيف ) أراد بالقوى قوى الإيمان والروح والقلب لا قوة الجسد لأن قوة الجسد مع ضعف الإيمان لا قيمة لها
ويدل على ما قال سيدى أحمد – رضى الله تعالى عنه قول الله تعالى ( يا يحيى خذ الكتاب بقوة ) فلمكا أخذ الكتاب بقوة ونشاط وعزم استحق العطاء قال تعالى : ( وآتيناه الحكم صبيا ) فنال حكما وعلما قال تعالى وكلا آتينا حكما وعلما ) وقد جرت العادة على أن الإمداد على قدر الجهاد والجهاد على قدر الاستعداد والجهاد تتبعه الهدايه الى الطريق المقصود قال تعالى ( والذين جاهدوا فينا لنهديهم سبلنا ) وأجل الجهاد أسماه وأفضلة وأعلاه
وجد بخط سيدى محمد بن على السنوسى على أحزابه ما نصه :
وجد بخط المؤلف أى سيدى أحمد بن إدريس رضى لله تعالى عنه :
( الصدق سيف لا ينبو , وواد لا يكبو وهو السلطان الأعظم فى الإدارة فإن تكمن فى مملكته لا يقف لصاحبه شئ فلذلك وقع الابتداء به )
شبه السيد أحمد رضى الله تعالى عنه الصدق بالجواد القوى الذى يسرع بصاحبه الى المقصود لأنه يلزم من التصديق بالجنه الصدق ويلزم منه المسارعة الى المصدق به فالصدق جواد قوى وسيف بتار
أيها المريد جاهد تشاهد
فاركب جوادك يا عبد الله وادخل به ميدان الرجال ( من المؤمنين رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه
واضرب بسيفك شيطانك وأهواء نفسك مجاهدا بكتاب ربك ( وجاهد به جهادا كبيرا ) أى بالقرآن حتى تكتب مع الذين عرفوا الحق ولا زموا الأوراد وجاهدوا فى سبيل ربهم حق الجهاد ( وجاهدوا فى الله حق جهاده )
فمن جاهد حق الجهاد فقد بلغ الوداد ومن بلغ الوداد وصل الى المراد ومن وصل الى المراد فقد المراد ومن فقد المراد ركب الجياد جاهد حق الجهاد وأشهر البتار ومن أخذ البتار كشفت له الأستار وظهرت له الأنوار وخاض من الحب المعامع ماله من دافع وقلد سيف الرهبه والهيبة فتاه بمكة وتاره فى قبض وتاره فى مقام الصدق العلى كعلى وتاره فى مقام السماع الإلهى .
فعليع بطريقنا ها الى من أخه كان كفاله من منه امتدت جداويل جميع الإلهين صلى الله عليه آله وسلم لتكون عبدا الهيا ربانيا محضا من جميع الوجوه حتى تنظر الى الدنيا نظر المستريب ليظهر لك السر العجيب
فما سر ظهر لمن اليها نظر ولا كشفت الحجب لمن طلب فيها الرتب ولا جالس أهل الحضرة الالهية من جالس أهل الدنيا بالمحبةو القلبية
ولقد نفضنا قلبنا منها نفض القديم هباها عندى كالحديد ان شاء الله تعالى لا أغير بها كمن غرتهم وأشغل بها كمن شغلتهم وأراك لا تزال تخوض لججها كالخائضين وتأكل غثها وسمينها كالااكلين فمهما كتبت ومهما ألفت فانا نرى منك مالا تراه أنت
أفق من غفلتك وأنانيتك وعليك بأحزابنا التى تغسل قلبك بماء الغيب وتجعلك ا سر وبر فما طلبته من أمر آخرتك ففى الزاخرة وما طلبته دنياك ففى جواهرها المتناثرة فما أسوأ حظ من تكاسل عن خير أخراه وما أشغله عن لك إلا شيطانه وهواه
فلا أراك بعد ها الحال إلا أن توالينا موالاه الروح للجسد ولقد طال الزمان معرفتك بناء وإنا لنأسف غايه الأسف عليك إ لم تشرب من شربنا فما أعددناه إلا لأمثالك فجرد قلبك عن حبك لنفسك ومالك ولا تعتمد على مادرسته من علوم ولا على اقبال الناس عليك فانما الإقبال هو اقبال الخق عليك واقبالك عليه
أم آن لك أن تجول بروحك فى الأحزاب الخمس التى هى بعدد الصلوات الخمس وما أثقلها الا على من خشع وما أبعد معنيها الا لمن اتبع
أيها المريد
ليس لنا من معول الا على الواحد الأحد
فاتبع ما بلغك من حالنا وتخلق به وما حالنا الا الكتاب والسنه فهل انت كذلك ؟ ولقد فررنا من ملكها ووظائفها فرارك من الاسد ولم يكن لنا معول الا على الواحد الاحد وكان حظنا منها ما بلغك فهل بلغت به ما اردت ؟ ام تلايد بغير عن شخك فان قوافله سارت مشرقة وسرا مغربا
سارت مشرقة وسرت ومغربا
شتان بين مشرق ومغرب
فروحنا مع من يشبه روحنا وحالنا مع من يشبه حالنا فهئ روحك لذلك ودعك من وسواسك وخيالك فلو كشف لك الحجاب لرأيت العجب العجاب
وانى لأرجو الله بما رجوته لإخوته ممن توجهوا الى ذلك الورد الثافى الأحمدى المحمدى ففتحت لهم أبواب نفائسة بعلمه النفيس فلا غرابه فانه ورد ابن ادريس كان الله لك ولإخوتك معينا وآخذا بكم الى مشاهدته التى تؤهلكم الى مراقبة فى جميع أحوالكم آمين
فما صلينا فيها بالأجرة ولا شغلنا عن شهوده كسوه ولا مال قلبنا الى زهو ولا لهانا عن الحق لهو فجاهد نفسك للتخلص من جميع ذلك لتصل الى مناك فقد آن وقت رحيلك فما خلد فيها من سبقك والى متى انت مشغول بدنياك والجهاد عليك
واعلم بان راحتك فى مد راحتك الى خير من تمد اليه الايدى واجعلها عن مدها الى سواء فى قيد فاذا مدتها اليه كسيت الذله فشتان بين عز وذل ومفضال وكل
إيش هذا النوم الكثير كأنك قد خلقت للطعام والمنام ؟ اذا لم تصم انت فمن الذى يصوم ؟ واذا لم تقم أنت فمن الذى يقوم ؟ايقوم الاعلااب سكان البوادى ؟!أم قطاع وارباب النوادى ؟!
كتف تركته وما تركناه ؟ وكيف هجرته وما هجرناه ؟ فهو طريقنا وعليه المعول فى الوصول فما عدنا من بدع لكن مبدعات ولا خرافات ولكن حكم بينات أين القرآن ؟ أين القرآن ؟ أين أنت من القرآن ؟ أين أنت من القرآن ؟ أين أنت من ابن ادريس ؟ أين أنت من ابن ادريس ؟ أين أنت من ابن ادريس ؟ أين أمن من ابن ادريس ؟ إيش هذا الحال ! إيش هذا الحال !
حالك ما يعجب يا نوام
أترك منامك
إيش كتبوا لك لاأقلام
أقلل كلامك
أجزل فى الإنعام للأرحام
تلق مرامك
صل كثيرا مدى الأيام
شاهد إمامك
على النبى خير الأنام
يسمع سلامك
والصبر : باؤه بذلوهو بذل الأنفس والمهج ونزع الضيف والحرج لفتح أبواب الفرج وشم نسيم الأرج فما خاب من بذل والممسك عن هذا ذل وإن هددوا بالقتل حنوا
ومشارب الأوليا تختلف فمن ذلك ما نقله العارف بالله تعالى أبو بكر محمد بن إسحاق البخارى الكلاباذى
( المتوفى سنة 380 هـ )
قال : سمعت ابا القاسم البغدادى يقول : سمعت الدروى يقول : كنا ليله العيد مع أبى الحسن النورى فى مسجد الشونيزى فدخل علينا إنسان فقالللنورى أيها الشيخ غدا العيد ماذا أنت لابسه ؟ فأنشأ يقول :
قالوا غدا العيد ماذا أنت لا بسه
فقلت خلعة ساق عبده جرعا
فقد وصبر هما ثوباى تحتهما
قلب يرى ربه الأعياد والجمعا
أحرى الملابس أن تلقى الحبيب بها
يوم التزاور فى الثوب الذى خلعا
الدهر لى مأتم إن غبت يا أملى
والعيد ما دمت لى مرأى ومستمعا
قال : [ سيدنا ومولانا عالم زمانه وغوث أوانه فضيلة الشيخ صالح ] الجعفرى عفا الله عنه [ ونفعنا آمين ]
لما سألوا الشيخ عن ثياب العيد أجابهم بأنه أعد الكسوة التى تكرم بها عهليه خالقه وهى خير لباس قال تعالى : ( ولباس التقوى ذلك خير ) ومن ضمن ما نسج به هذا الثوب الفقر الى الله تعالى فى جميع الأمور ( اللهم إنى أعوز بك من الفقر إلا اليك ) وصبر على بلاء الله تعالى وقضائه وقدرة قال الله تعالى ( إنما يوفى الصابرون أجرهم بغير حساب ) وتحت الثوبين قلب يرى رضاء ربه عليه هو الأيعاد والجمع ويقول خير الملابس للقاء الله تعالى الثوب خلعه عليك فى الحياه الدنيا فمن كساه الله فى حياته لباس التقوى لقيه به بعد مماته وكان عنده من المكرمين ( إن أكرمكم عند الله أتقاكم ) ويقول حياتى كلها حزن ومأتم إن غاب الشهود الإلهى عن قلبى وأنا فى عيد وفرح وسرور ما دام الشهود الإلهى لى أمرى ( أو لم ينظروا فى ملكوت السموات والأرض ) ومستمعا ( الذين يستمعون القول فيتبعون أحسنه )
وقد وجدت بخط الشيخ عمار التونسى نقلا عن الشيخ الرزقانى ما نصه : الشيخ معروف بن فيروز الكرخى نسبه الى كرخ بغداد من المشايخ الكبار شيخ السلسلة أستاذ السر السقطى كان ابن حنبل وابن معين يختلفا اليه ولم يكن علم الظاهر مثلها فيقال لهما : مثلكما يفعل مثل ذلك فيقولان كيف نفعل إذا جاءنا أمر لم نجده فى كتاب الله تعالى ولا فى سنه رسوله صلى الله عليه وآله وسلم ؟ وقد قال صلى الله عليه وآله وسلم : ( سلوا الصالحين ) كان أبواه نصرانيين فسلماه للمعلم طفلا فقال : قل : ثالث ثلاثه . فيقول بل اله واحد فضربه ضربا مبرحا فهرب وأسلم
وهو من موالى السيد على بن موسى الرضا وزأسند الحديث عن جمع وكان مجاب الدعوه وكراماته وفوائدة كثيرة وكان يهدى إليه طيبات الطعام فيأكل , فيقال له إن أخاك بشرا الحافى لا يأكل فقال إن أخى حبسه الورع وأنا بسطتنى المعرفة إنما أنا ضعيف فى دار مولاى مهما أطعمنى أكلت مات سنه مائتين وقيل إحدى ومائتين والدعاء عند قبره ببغداد مجرب بقال من قرأ عنده مائة مرة ( قل هو الله أحد ) وسأل الله ما يريد قضيت حاجته ومثله إذا وقف الزائر بين ٌبر أشهب وابن القاسم رضى الله تعالى عنهما بالقرافه ويقرأ سورة الإخلاص مائة مرة ويدعو مستقبلا القبله يستجاب له اهـ عن الشيخ الزرقانى رحمه الله فى شرحه على المواهب اللدانيه
والصبر : باؤه إشاره الى رباب الله فمن صبر عند قرع باب الله تعالى ظفر قال الشاعر
أخلق بذى الصبر أن يحظى بحاجته
ومدمن القرع للأبواب أن يلجأ
وباب الله تعالى هو الباب الذى من دخله تال جنه المساهدة فى الدنيا وجنة النعيم فى الآخرة ولكنه يحتاج الى صبر ( حفت الجنه بالمكاره )
قال ابن الفارض رحمه الله تعالى
فقلت لها يا قرة العين هل الى
لقاك سبيل ليس فيه موانع
فالحاسم للموانع هو الصبر فمن فد ازال الموانع ورفعت له البراقع فيظل ما بين راكع وساجد وقلبه بالمساجد ( تراهم ركعا سجدا )
والراء رحمه الله تعالى لأن من دخل بابه وجد رحمته ولها الأسبقية لمن استبقوا الخيرات ( سبقت رحمتى غضبى ) , ( فاستبقوا الخيرات ) , ( والسابقون السابقون * أولئك المقربون )
( ففروا الى الله ) أدخلوا بابه تجدوا رحمته فهو أرحم الراحمين
والصبر للنفس كالعقل فمن لا عقل له فهو مجنون , ومن لا صبر له فهو كالمجنون ,ولذلك ما من نبى إلا وقد صبر
قوله
لأن الصبر من الأمور بمنزلة الرأس من الجسد
قلت لأن الصبر كالحياه وجسد بلا رأس ميت فالصبر حياه وعدمه موت كالرجل الذى رجع من الجهاد وقد آلمته الجراحات فلم يصبر نفسه فكان بفقد صبره
وقوله :
فمن صبر على الطلب بلغ الأرب
جعل السيد رضى الله تعالى عنه السبيل الموصل لقضاء الحاجات هو الصبر فمن سلكه وصل لمقصده وناله ومن لم يسلكه ضل الطريق
وقوله :
ونال أعلى الرتب لقوله صلى الله عليه وآله وسلم ( واعلم أن النصر مع الصبر ) والدرجات والرتب متوفقة على مخالفة النفس والمخالفة متوفقة على الصبر قال تعالى ( إذا جاء نصر الله والفتح ) فالصبر أولا والنصر ثانيا , والفتح ثالثا
وقوله :
ومن علت همته فى الله بلغت به الى مناه
فان لم تكن كذلك فاعلم ان جسدك الترابى تغلب على روحك النورنى فامرك بالتوجة الى الجسد لتصلحه بوضع الاكسير من واردات الذكر على كثافته حتى يشف وعلى ثقثله حتى يخف وعلى نومه حتى يقل وعلى عقله حتى يستنير
ولذلك قال السيد أحمد رضى الله تعالى عنه
وفيه اشارة الى الصعود بمعنى الترقى يقول ان لم تكن من أهل هذا السر فكن من القاصدين العاقدين أنفسهم على تحصيله الجادين فى طلبه بالتقرب حتى يحبك الله فاذا احبك كان سمعك وبصرك الى آخره كما أخبرك الله تعالى بذلك عن نفسه
قلت
لا وصول الى غيب
مع ارتكاب الذنب والعيب
أشار السيد أحمد بن إدريس رضى الله تعالى عنه الى انه لابد للمريد القاصد من جد واجتهاد بلا كسل ولا رقاد حتى ينال ماناله العارفون ويدرك ما ادركه المحققون
فلا وصول الى غيب مع ارتكاب الذنب والعيب ولا دنو للأوان إلا لأرباب الورد فى الأوان ولا وضوء بماء غيبهم إلا لمن شرب تسنيم شربهم فمن دفع المهور سيقت اليه الأجر
ومن كان من الذاكرين الله كثيرا عند المحراب وصف قدميه عند الميزات تنزلت عليه غيوث الرحمه الر حمانية وغسلت قلبه بماء غيبها وسقاه الساقى من زمزمة شرارا طهورا فانتعش الجسم الترابى وامتلا قلبه نورا وطاف بالبيت العتيق طواف الإفاضة بعد أن وقف بعرفات عرفانه وتنزلت على قلبه علوم من منبع فيضان الإفاضة وسعى أحسن المساعى علم أن تيممه بالصعيد يستلزم القيام بالواجبات فأداها والترك للمنهيات فقلاها وان الفوافل سبيل الحب فأكثر من النوافل فسوق ليله بسوقه اليها فى ديجورة حافل وقد رآه الحق سبحانه قبلا عليه بكليته فأتحفه عظيم عطيه ب كنت سمعه الذى يسمع به وبرة الذى يبصر به الى آخر الصفات القريبة فصار مظهرا من المظاهر الغيبية
ومعنى كنت سمعه يعنى يسمع عن الله لا عن الغير لأن الغير عنه غاب ومعنى ( كنت بصره الذى يبصر به يبصر فعل مكسوا ببديع صنعته وباهر حكمته
يذكرة الليل اذا أظلم ما أغفله الغافلون والصبح إذا تنفس ما يلهو به اللاهون وتذكرة الأرض اذا كسيت بكسائها الأخضر خضر الجنه
وتذكرة الثمار باختلاف الوانها غايه المنه ويذكره اهتزاز الأشجار اذا هبت الرياح اهتزاز الأرواح للقاء الحق سبحانه بالعشى والصباح
ويذكرة اختلاف الألوان باختلاف الأرض فى طبقاتها وتذكرة فصول الزمان اختلاف الكواكب فى دوراتها ولا يرى شيئا إلا ويرى الله قلبه ولا يرى لمخلوق فعلا غريقا فى بحر ( هل من خالق غير الله ) مستبشرا ببشرى ( الله خالق كل شئ ) مفكرا فى التصيل والبيان فى محكم القرآن ( والله خلقكم وما تعلمون
أيها امريد أطلق لفرسك العنان
لتصل الى الميدان
فاين أنت وأين عملك وأين تفكيرك وأين أملك هيهات هيهات تلاشت الأفكار يا أخانا فى هذا الميدان فلا سباق لفارس فيه وغابت الارواح عن الاشباح عند ظهور الحق سبحانه وتعالى وتجليه وكلامى هذا واضح عند كل عارف يدريه
فان لم تكن كنهم فانهض بجد واجتهد وأطلق لفرسك العنان حتى تصل الى هذا الميدان فهناك ابواب وبوابون وحجاب واقفون فاذا وصلت اليهم استقبلوك ورحبوا بك وحيوك ومن على فرسك أنزلوك وعلى كرسى العز أجلسوك وقدموا لك شراب قوله تعالى ( ولله العزة ولسوله وللمؤمنين ) فلما شربته روحك اعتزت بربها وتذكرت قول القطب الغوث السيد عبد القادر الجيلانى رضى الله تعالى عنه
( بسم الله العزيز معتز بعلو عزه وكل عزيز بعزه الله يعتز
يقول ) صالح الجعفرى
رضى الله تعال عنه
عزيز أعز العرفين بعزه
وتوجهم بالعز من بعد ماذلوا
لباسهم التقوى وبالوح أقبلوا
على الله بالذكر الكثير وما ملوا
تذل تبتل قدم نوافلا
كمن عرفوا المحبوب فى ليلهم صلوا
فكان لهم سمعا وكانوا به له
على العهد قد وفوا وفى حبهم جلوا
فإن لم تكن منهم تيمم بصاعد
كمن جاهدوا للنفس حقا فما ذلوا
فإن شئت أن تحيى سعيدا فهذه
سبيل دوى الإسعاد ساروا وما ولوا
لأحمد بن ادريس ورد كمزنة
فكم أخصبت أرض القلوب بما يحلو
فعرج على أحزابه وطيرقه
فدنياك حر والطريق هو الظل
ويأتيك ابن ادريس مهما أردته
فما غاب عن أهل الطريق وإن كلوا
وفى ورده من ورده
لك العطر والياسمين والمسك والفل
وريح لدنياك الدنيئة منتن
ولا جمع بين الحس والقبح يا خل
فمن طلب الدنيا رأيناه مبعدا
ومن طلب الأخرى يجئ له الكل
عباد الله هلموا الى طريقنا
( والا تيم بالصعيد ) خذ بجسمك الترابى من الترح الى التهليل العالى حتى يتهلل وجهك بالنور والفرح وهو ( لا إله إلا الله محمد رسول الله فى كل لمحة ونفس عدد ما وسعه علم الله ) فإنه لا شئ مثلها لذنوبك يهدم فهلم ثم هلم الى طريقنا أقدم
طريق الله يا ناس ما فيه غبار يصلح لتاليه ويزيل عنه الأغيار وايش يريد بالدنيا من طلق غوالها الدنيا ملعونه وملعون كل ما فيها إلا ذكر الله والأنبياء والمرسلين والعلماء والأولياء العارفين المتقين والمسلمين والمؤمنين وكل وسيلة موصلة الى الرحمن
وماذا تريد من الدنيا يا إنسان ما خطرت يوما على قلوب من عرفوها ولا من ربهم فى حضرة قربه طلبوها سبحان الله يا هذا ما أكل الجيفه غلا كلب عقور ولا ضل الطريق إلا من فقد النور
ويشتد الحال عند شم ريح الجيفة لمن تعود شم بخور المسك ودخانه وللنجس دخان ولولا شمك ما ميزت بين الدخانين ولولا إيمانك ونور بصيرتك ما ميزت بين الدارين ولا اخترت حزب الله من الحزبين
قوله
وبالصخر
قال الشريف مولاى السيد أحمد بن إدريس رضى الله تعالى عنه
الصخر هو العزم القوى الصلب الذى لالين فبه بوجه من الوجوه والصبر لأن الصبر من الأمور بمنزلة الرأس من الجسد من صبر على الطلب بلغ الأرب ونال أعلى التب ومن علت همته فى الله بلغت به إلى مناه
قوله :-
العزم القوى
أى اقصد العزم القوى فيكون إطلاق الصخر على العزم القوى فيه استعارة تصريحة كقوله : اقصد البحر فى حانوته أى الرجل الكريم والعزم القوى فى النية لأنها العزم على الشئ مقترفا بفعله فكأنه يقول إذا لم تكن ذا سر فعليك بفعل الصالحات لأنها منبع السر ولا تؤخر عزما لصحته مع الاستطاعة على العمل كما قال ابن الفارض رضى الله تعالى عنه
................... فحظك الـــــ
بطالة ما أخرت عزما لصحة
وكما قيل
على قدر أهل العزم تأتى العزائم
وقوه العزم تشعر بقوة الإيمان قال عليه الصلاة والسلام : ( المؤمن القوى خير من المؤمن الضعيف ) أراد بالقوى قوى الإيمان والروح والقلب لا قوة الجسد لأن قوة الجسد مع ضعف الإيمان لا قيمة لها
ويدل على ما قال سيدى أحمد – رضى الله تعالى عنه قول الله تعالى ( يا يحيى خذ الكتاب بقوة ) فلمكا أخذ الكتاب بقوة ونشاط وعزم استحق العطاء قال تعالى : ( وآتيناه الحكم صبيا ) فنال حكما وعلما قال تعالى وكلا آتينا حكما وعلما ) وقد جرت العادة على أن الإمداد على قدر الجهاد والجهاد على قدر الاستعداد والجهاد تتبعه الهدايه الى الطريق المقصود قال تعالى ( والذين جاهدوا فينا لنهديهم سبلنا ) وأجل الجهاد أسماه وأفضلة وأعلاه
وجد بخط سيدى محمد بن على السنوسى على أحزابه ما نصه :
وجد بخط المؤلف أى سيدى أحمد بن إدريس رضى لله تعالى عنه :
( الصدق سيف لا ينبو , وواد لا يكبو وهو السلطان الأعظم فى الإدارة فإن تكمن فى مملكته لا يقف لصاحبه شئ فلذلك وقع الابتداء به )
شبه السيد أحمد رضى الله تعالى عنه الصدق بالجواد القوى الذى يسرع بصاحبه الى المقصود لأنه يلزم من التصديق بالجنه الصدق ويلزم منه المسارعة الى المصدق به فالصدق جواد قوى وسيف بتار
أيها المريد جاهد تشاهد
فاركب جوادك يا عبد الله وادخل به ميدان الرجال ( من المؤمنين رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه
واضرب بسيفك شيطانك وأهواء نفسك مجاهدا بكتاب ربك ( وجاهد به جهادا كبيرا ) أى بالقرآن حتى تكتب مع الذين عرفوا الحق ولا زموا الأوراد وجاهدوا فى سبيل ربهم حق الجهاد ( وجاهدوا فى الله حق جهاده )
فمن جاهد حق الجهاد فقد بلغ الوداد ومن بلغ الوداد وصل الى المراد ومن وصل الى المراد فقد المراد ومن فقد المراد ركب الجياد جاهد حق الجهاد وأشهر البتار ومن أخذ البتار كشفت له الأستار وظهرت له الأنوار وخاض من الحب المعامع ماله من دافع وقلد سيف الرهبه والهيبة فتاه بمكة وتاره فى قبض وتاره فى مقام الصدق العلى كعلى وتاره فى مقام السماع الإلهى .
فعليع بطريقنا ها الى من أخه كان كفاله من منه امتدت جداويل جميع الإلهين صلى الله عليه آله وسلم لتكون عبدا الهيا ربانيا محضا من جميع الوجوه حتى تنظر الى الدنيا نظر المستريب ليظهر لك السر العجيب
فما سر ظهر لمن اليها نظر ولا كشفت الحجب لمن طلب فيها الرتب ولا جالس أهل الحضرة الالهية من جالس أهل الدنيا بالمحبةو القلبية
ولقد نفضنا قلبنا منها نفض القديم هباها عندى كالحديد ان شاء الله تعالى لا أغير بها كمن غرتهم وأشغل بها كمن شغلتهم وأراك لا تزال تخوض لججها كالخائضين وتأكل غثها وسمينها كالااكلين فمهما كتبت ومهما ألفت فانا نرى منك مالا تراه أنت
أفق من غفلتك وأنانيتك وعليك بأحزابنا التى تغسل قلبك بماء الغيب وتجعلك ا سر وبر فما طلبته من أمر آخرتك ففى الزاخرة وما طلبته دنياك ففى جواهرها المتناثرة فما أسوأ حظ من تكاسل عن خير أخراه وما أشغله عن لك إلا شيطانه وهواه
فلا أراك بعد ها الحال إلا أن توالينا موالاه الروح للجسد ولقد طال الزمان معرفتك بناء وإنا لنأسف غايه الأسف عليك إ لم تشرب من شربنا فما أعددناه إلا لأمثالك فجرد قلبك عن حبك لنفسك ومالك ولا تعتمد على مادرسته من علوم ولا على اقبال الناس عليك فانما الإقبال هو اقبال الخق عليك واقبالك عليه
أم آن لك أن تجول بروحك فى الأحزاب الخمس التى هى بعدد الصلوات الخمس وما أثقلها الا على من خشع وما أبعد معنيها الا لمن اتبع
أيها المريد
ليس لنا من معول الا على الواحد الأحد
فاتبع ما بلغك من حالنا وتخلق به وما حالنا الا الكتاب والسنه فهل انت كذلك ؟ ولقد فررنا من ملكها ووظائفها فرارك من الاسد ولم يكن لنا معول الا على الواحد الاحد وكان حظنا منها ما بلغك فهل بلغت به ما اردت ؟ ام تلايد بغير عن شخك فان قوافله سارت مشرقة وسرا مغربا
سارت مشرقة وسرت ومغربا
شتان بين مشرق ومغرب
فروحنا مع من يشبه روحنا وحالنا مع من يشبه حالنا فهئ روحك لذلك ودعك من وسواسك وخيالك فلو كشف لك الحجاب لرأيت العجب العجاب
وانى لأرجو الله بما رجوته لإخوته ممن توجهوا الى ذلك الورد الثافى الأحمدى المحمدى ففتحت لهم أبواب نفائسة بعلمه النفيس فلا غرابه فانه ورد ابن ادريس كان الله لك ولإخوتك معينا وآخذا بكم الى مشاهدته التى تؤهلكم الى مراقبة فى جميع أحوالكم آمين
فما صلينا فيها بالأجرة ولا شغلنا عن شهوده كسوه ولا مال قلبنا الى زهو ولا لهانا عن الحق لهو فجاهد نفسك للتخلص من جميع ذلك لتصل الى مناك فقد آن وقت رحيلك فما خلد فيها من سبقك والى متى انت مشغول بدنياك والجهاد عليك
واعلم بان راحتك فى مد راحتك الى خير من تمد اليه الايدى واجعلها عن مدها الى سواء فى قيد فاذا مدتها اليه كسيت الذله فشتان بين عز وذل ومفضال وكل
إيش هذا النوم الكثير كأنك قد خلقت للطعام والمنام ؟ اذا لم تصم انت فمن الذى يصوم ؟ واذا لم تقم أنت فمن الذى يقوم ؟ايقوم الاعلااب سكان البوادى ؟!أم قطاع وارباب النوادى ؟!
كتف تركته وما تركناه ؟ وكيف هجرته وما هجرناه ؟ فهو طريقنا وعليه المعول فى الوصول فما عدنا من بدع لكن مبدعات ولا خرافات ولكن حكم بينات أين القرآن ؟ أين القرآن ؟ أين أنت من القرآن ؟ أين أنت من القرآن ؟ أين أنت من ابن ادريس ؟ أين أنت من ابن ادريس ؟ أين أنت من ابن ادريس ؟ أين أمن من ابن ادريس ؟ إيش هذا الحال ! إيش هذا الحال !
حالك ما يعجب يا نوام
أترك منامك
إيش كتبوا لك لاأقلام
أقلل كلامك
أجزل فى الإنعام للأرحام
تلق مرامك
صل كثيرا مدى الأيام
شاهد إمامك
على النبى خير الأنام
يسمع سلامك
والصبر : باؤه بذلوهو بذل الأنفس والمهج ونزع الضيف والحرج لفتح أبواب الفرج وشم نسيم الأرج فما خاب من بذل والممسك عن هذا ذل وإن هددوا بالقتل حنوا
ومشارب الأوليا تختلف فمن ذلك ما نقله العارف بالله تعالى أبو بكر محمد بن إسحاق البخارى الكلاباذى
( المتوفى سنة 380 هـ )
قال : سمعت ابا القاسم البغدادى يقول : سمعت الدروى يقول : كنا ليله العيد مع أبى الحسن النورى فى مسجد الشونيزى فدخل علينا إنسان فقالللنورى أيها الشيخ غدا العيد ماذا أنت لابسه ؟ فأنشأ يقول :
قالوا غدا العيد ماذا أنت لا بسه
فقلت خلعة ساق عبده جرعا
فقد وصبر هما ثوباى تحتهما
قلب يرى ربه الأعياد والجمعا
أحرى الملابس أن تلقى الحبيب بها
يوم التزاور فى الثوب الذى خلعا
الدهر لى مأتم إن غبت يا أملى
والعيد ما دمت لى مرأى ومستمعا
قال : [ سيدنا ومولانا عالم زمانه وغوث أوانه فضيلة الشيخ صالح ] الجعفرى عفا الله عنه [ ونفعنا آمين ]
لما سألوا الشيخ عن ثياب العيد أجابهم بأنه أعد الكسوة التى تكرم بها عهليه خالقه وهى خير لباس قال تعالى : ( ولباس التقوى ذلك خير ) ومن ضمن ما نسج به هذا الثوب الفقر الى الله تعالى فى جميع الأمور ( اللهم إنى أعوز بك من الفقر إلا اليك ) وصبر على بلاء الله تعالى وقضائه وقدرة قال الله تعالى ( إنما يوفى الصابرون أجرهم بغير حساب ) وتحت الثوبين قلب يرى رضاء ربه عليه هو الأيعاد والجمع ويقول خير الملابس للقاء الله تعالى الثوب خلعه عليك فى الحياه الدنيا فمن كساه الله فى حياته لباس التقوى لقيه به بعد مماته وكان عنده من المكرمين ( إن أكرمكم عند الله أتقاكم ) ويقول حياتى كلها حزن ومأتم إن غاب الشهود الإلهى عن قلبى وأنا فى عيد وفرح وسرور ما دام الشهود الإلهى لى أمرى ( أو لم ينظروا فى ملكوت السموات والأرض ) ومستمعا ( الذين يستمعون القول فيتبعون أحسنه )
وقد وجدت بخط الشيخ عمار التونسى نقلا عن الشيخ الرزقانى ما نصه : الشيخ معروف بن فيروز الكرخى نسبه الى كرخ بغداد من المشايخ الكبار شيخ السلسلة أستاذ السر السقطى كان ابن حنبل وابن معين يختلفا اليه ولم يكن علم الظاهر مثلها فيقال لهما : مثلكما يفعل مثل ذلك فيقولان كيف نفعل إذا جاءنا أمر لم نجده فى كتاب الله تعالى ولا فى سنه رسوله صلى الله عليه وآله وسلم ؟ وقد قال صلى الله عليه وآله وسلم : ( سلوا الصالحين ) كان أبواه نصرانيين فسلماه للمعلم طفلا فقال : قل : ثالث ثلاثه . فيقول بل اله واحد فضربه ضربا مبرحا فهرب وأسلم
وهو من موالى السيد على بن موسى الرضا وزأسند الحديث عن جمع وكان مجاب الدعوه وكراماته وفوائدة كثيرة وكان يهدى إليه طيبات الطعام فيأكل , فيقال له إن أخاك بشرا الحافى لا يأكل فقال إن أخى حبسه الورع وأنا بسطتنى المعرفة إنما أنا ضعيف فى دار مولاى مهما أطعمنى أكلت مات سنه مائتين وقيل إحدى ومائتين والدعاء عند قبره ببغداد مجرب بقال من قرأ عنده مائة مرة ( قل هو الله أحد ) وسأل الله ما يريد قضيت حاجته ومثله إذا وقف الزائر بين ٌبر أشهب وابن القاسم رضى الله تعالى عنهما بالقرافه ويقرأ سورة الإخلاص مائة مرة ويدعو مستقبلا القبله يستجاب له اهـ عن الشيخ الزرقانى رحمه الله فى شرحه على المواهب اللدانيه
والصبر : باؤه إشاره الى رباب الله فمن صبر عند قرع باب الله تعالى ظفر قال الشاعر
أخلق بذى الصبر أن يحظى بحاجته
ومدمن القرع للأبواب أن يلجأ
وباب الله تعالى هو الباب الذى من دخله تال جنه المساهدة فى الدنيا وجنة النعيم فى الآخرة ولكنه يحتاج الى صبر ( حفت الجنه بالمكاره )
قال ابن الفارض رحمه الله تعالى
فقلت لها يا قرة العين هل الى
لقاك سبيل ليس فيه موانع
فالحاسم للموانع هو الصبر فمن فد ازال الموانع ورفعت له البراقع فيظل ما بين راكع وساجد وقلبه بالمساجد ( تراهم ركعا سجدا )
والراء رحمه الله تعالى لأن من دخل بابه وجد رحمته ولها الأسبقية لمن استبقوا الخيرات ( سبقت رحمتى غضبى ) , ( فاستبقوا الخيرات ) , ( والسابقون السابقون * أولئك المقربون )
( ففروا الى الله ) أدخلوا بابه تجدوا رحمته فهو أرحم الراحمين
والصبر للنفس كالعقل فمن لا عقل له فهو مجنون , ومن لا صبر له فهو كالمجنون ,ولذلك ما من نبى إلا وقد صبر
قوله
لأن الصبر من الأمور بمنزلة الرأس من الجسد
قلت لأن الصبر كالحياه وجسد بلا رأس ميت فالصبر حياه وعدمه موت كالرجل الذى رجع من الجهاد وقد آلمته الجراحات فلم يصبر نفسه فكان بفقد صبره
وقوله :
فمن صبر على الطلب بلغ الأرب
جعل السيد رضى الله تعالى عنه السبيل الموصل لقضاء الحاجات هو الصبر فمن سلكه وصل لمقصده وناله ومن لم يسلكه ضل الطريق
وقوله :
ونال أعلى الرتب لقوله صلى الله عليه وآله وسلم ( واعلم أن النصر مع الصبر ) والدرجات والرتب متوفقة على مخالفة النفس والمخالفة متوفقة على الصبر قال تعالى ( إذا جاء نصر الله والفتح ) فالصبر أولا والنصر ثانيا , والفتح ثالثا
وقوله :
ومن علت همته فى الله بلغت به الى مناه
20/11/2024, 22:49 من طرف Admin
» كتاب مواعظ الإمام زين العابدين ـ صالح أحمد الشامي
18/11/2024, 23:30 من طرف Admin
» كتاب إتحاف النفوس بنفحات القدوس ـ عبد القدوس بن أسامة السامرائي
18/11/2024, 23:25 من طرف Admin
» كتاب الإعلام بفضل الصلاة على النبي والسلام ـ محمد بن عبد الرحمن بن علي النميري
18/11/2024, 23:20 من طرف Admin
» كتاب الغيب ـ محمد متولي الشعراوي
18/11/2024, 23:08 من طرف Admin
» كتاب الشيطان والإنسان ـ محمد متولي الشعراوي
18/11/2024, 23:03 من طرف Admin
» كتاب الشعراوي هنا رأيت سيدنا إبراهيم ـ سعيد أبو العنين
18/11/2024, 23:01 من طرف Admin
» كتاب الخير والشر ـ محمد متولي الشعراوي
18/11/2024, 22:57 من طرف Admin
» كتاب التربية في مدرسة النبوة ـ محمد متولي الشعراوي
18/11/2024, 22:55 من طرف Admin
» كتاب: إرشاد العباد إلى سبل الرشاد ـ للملبباري
18/11/2024, 22:41 من طرف Admin
» ـ كتاب آداب الحسن البصري ـ أبن الجوزي
18/11/2024, 22:34 من طرف Admin
» كتاب الله والنفس البشرية ـ لمحمد متولي الشعراوي
18/11/2024, 22:23 من طرف Admin
» كتاب: معرفة النفس طر يق لمعرفة الرب ـ أستاذ البصيرة عبدالوهاب حسن
18/11/2024, 22:21 من طرف Admin
» كتاب الطريق الي الله ـ الشيخ علي جمعة
18/11/2024, 21:50 من طرف Admin
» كتاب: كتاب النفس والجسد والروح ـ ابراهيم البلتاجي
18/11/2024, 21:38 من طرف Admin