..الإحسان حياة.

مرحبا بك أيّها الزّائر الكريم.

انضم إلى المنتدى ، فالأمر سريع وسهل

..الإحسان حياة.

مرحبا بك أيّها الزّائر الكريم.

..الإحسان حياة.

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
..الإحسان حياة.

..الإحسان معاملة ربّانيّة بأخلاق محمّديّة، عنوانها:النّور والرّحمة والهدى

المواضيع الأخيرة

» كتاب: نهاية العالم في الكتاب المقدس - دراسة مقارنة مع القرآن الكريم ـ نور فائزة بنت عثمان
كتاب: السيد احمد ابن ادريس ـ المعاني الرقيقة ـ  الفصل الثاني : تجلي الحق Emptyأمس في 22:49 من طرف Admin

» كتاب مواعظ الإمام زين العابدين ـ صالح أحمد الشامي
كتاب: السيد احمد ابن ادريس ـ المعاني الرقيقة ـ  الفصل الثاني : تجلي الحق Empty18/11/2024, 23:30 من طرف Admin

» كتاب إتحاف النفوس بنفحات القدوس ـ عبد القدوس بن أسامة السامرائي
كتاب: السيد احمد ابن ادريس ـ المعاني الرقيقة ـ  الفصل الثاني : تجلي الحق Empty18/11/2024, 23:25 من طرف Admin

» كتاب الإعلام بفضل الصلاة على النبي والسلام ـ محمد بن عبد الرحمن بن علي النميري
كتاب: السيد احمد ابن ادريس ـ المعاني الرقيقة ـ  الفصل الثاني : تجلي الحق Empty18/11/2024, 23:20 من طرف Admin

» كتاب الغيب ـ محمد متولي الشعراوي
كتاب: السيد احمد ابن ادريس ـ المعاني الرقيقة ـ  الفصل الثاني : تجلي الحق Empty18/11/2024, 23:08 من طرف Admin

» كتاب الشيطان والإنسان ـ محمد متولي الشعراوي
كتاب: السيد احمد ابن ادريس ـ المعاني الرقيقة ـ  الفصل الثاني : تجلي الحق Empty18/11/2024, 23:03 من طرف Admin

» كتاب الشعراوي هنا رأيت سيدنا إبراهيم ـ سعيد أبو العنين
كتاب: السيد احمد ابن ادريس ـ المعاني الرقيقة ـ  الفصل الثاني : تجلي الحق Empty18/11/2024, 23:01 من طرف Admin

» كتاب الخير والشر ـ محمد متولي الشعراوي
كتاب: السيد احمد ابن ادريس ـ المعاني الرقيقة ـ  الفصل الثاني : تجلي الحق Empty18/11/2024, 22:57 من طرف Admin

» كتاب التربية في مدرسة النبوة ـ محمد متولي الشعراوي
كتاب: السيد احمد ابن ادريس ـ المعاني الرقيقة ـ  الفصل الثاني : تجلي الحق Empty18/11/2024, 22:55 من طرف Admin

» كتاب: إرشاد العباد إلى سبل الرشاد ـ للملبباري
كتاب: السيد احمد ابن ادريس ـ المعاني الرقيقة ـ  الفصل الثاني : تجلي الحق Empty18/11/2024, 22:41 من طرف Admin

» ـ كتاب آداب الحسن البصري ـ أبن الجوزي
كتاب: السيد احمد ابن ادريس ـ المعاني الرقيقة ـ  الفصل الثاني : تجلي الحق Empty18/11/2024, 22:34 من طرف Admin

» كتاب الله والنفس البشرية ـ لمحمد متولي الشعراوي
كتاب: السيد احمد ابن ادريس ـ المعاني الرقيقة ـ  الفصل الثاني : تجلي الحق Empty18/11/2024, 22:23 من طرف Admin

» كتاب: معرفة النفس طر يق لمعرفة الرب ـ أستاذ البصيرة عبدالوهاب حسن
كتاب: السيد احمد ابن ادريس ـ المعاني الرقيقة ـ  الفصل الثاني : تجلي الحق Empty18/11/2024, 22:21 من طرف Admin

» كتاب الطريق الي الله ـ الشيخ علي جمعة
كتاب: السيد احمد ابن ادريس ـ المعاني الرقيقة ـ  الفصل الثاني : تجلي الحق Empty18/11/2024, 21:50 من طرف Admin

» كتاب: كتاب النفس والجسد والروح ـ ابراهيم البلتاجي
كتاب: السيد احمد ابن ادريس ـ المعاني الرقيقة ـ  الفصل الثاني : تجلي الحق Empty18/11/2024, 21:38 من طرف Admin

أفضل 10 أعضاء في هذا الشهر

دخول

لقد نسيت كلمة السر


    كتاب: السيد احمد ابن ادريس ـ المعاني الرقيقة ـ الفصل الثاني : تجلي الحق

    avatar
    Admin
    Admin


    المساهمات : 68539
    تاريخ التسجيل : 25/04/2018

    كتاب: السيد احمد ابن ادريس ـ المعاني الرقيقة ـ  الفصل الثاني : تجلي الحق Empty كتاب: السيد احمد ابن ادريس ـ المعاني الرقيقة ـ الفصل الثاني : تجلي الحق

    مُساهمة من طرف Admin 25/12/2022, 17:42

    تجلى الحق على الماء وعلى الروح

    وهناك أمر ثالث وهو أهم : توجه الروح عند الوضوء إلى لقاء الحق سبحانه . وبه تحدث مبادئ التجلى الإلهى الذى ينعش الروح بعد إكمالها الوضوء أو الغسيل وحينئذ يجتمع تجليان تجلى الحق على الماء وتجليه سبحانه على الروح

    والمناجاه الإلهية فى الصلاه تجتاج إلى روح وجسد وقد أعد تجليه على الماء الجسد عند استعمالة للماء كما أعد تجليه على الروح الروح عند توجهها إليه

    وبهذين التجليين يدخل المصلى فى حضرة لا إدراك وهى : الله أكبر وفى حضرة إدراك وهى السلام عليك أيها النبى ورحمة الله وبركاته ثم يدخل بهما الحضرتين الالهية والنبوية فالاولى مظهر قولك لا إله إلا الله والثانية مظهر قولك محمد رسول الله

    ثم يدخل بهما حضرتى القرءان الطاهرة فيظهر على جوارحة جميعها العمل بكتاب ربه سبحانه فى جميع حركاته وسكناته وأنفاسه كلها من جميع الوجوه

    ويدخل فى حضرة القرآن الباطنة حتى تكون روحة روحا قرآنية صرفا فى جميع الوجوه فللظاهر قولة تعالى (وإنه لذكر لك ولقومك)وللبان قولة تعالى : ( وكذلك اوحينا إليك روحا من أمرنا ) فالذكر للسان والجوارح والروح للروح ولقد قيل السيد أحمد بن إدريس رضى الله تعالى عنه فى آخرة وأمرة (لا شيخ لك إلا القرآن )

    وقوله : فهو يقول :

    كن حيا بحياه الله

    الشرح : الحياه كلها لله فما معنى حياه الله ؟ فالإضافة على اللام أى حياه لله وعلى تقديرصفة أى حياه محبوبة لله وهى الحياه الطبية التى أشار إليها الحق سبحانه وتعالى بقوله ( من عمل عمل صالحا من ذكر أو أنثى وهو مؤمن فلنحيينه حياه طيبة ) فيكون المعنى إعمل بشرع الله تعالى لتحيى بالحياه الطيبة التى يحبها الله تعالى ويرضاها قال تعالى -: ( أو من كان ميتا فأحييناه )

    اعلم ياعبد الله أن الموت موتان : موت يحصل بخروج الروح من الجسد الأكبر , وموت يحصل بالنوم وهو الموت الأصغر وكذلم الموت المعنوى قسمان : موت اكبر وهو الذى يحصل للكافر بسبب الكفر وموت أصغر : وهو الذى يحصل للمسلم بسبب المعاصى فإحياء الكافر من موت كفره بالإسلام وإحياء المسلم من موت معاصية يكون بالتوبه والاعمال الصالحة فالولى الصالح إذا صار حيا بالله له وصفان الول فى قوله تعالى ( لهم البشرى فى الحياه الدنيا )

    والنور يكشف للولى عن نفسه لنفسه وعن نفسه للناس والبشرى من ربه لنفسه ليطمئن قلبه قال تعالى ( قال بلى ولكن ليطمئن قلى ) وبشرى أيضا لإخواته وأحبابه قال تعالى ( فبشر عباد )

    قال سيدى عبد الغنى النابلسى رضى الله تعالى عنه

    إن تكن بالله قائم

    لم تكن بل أنت هو

    أنت سر الغيب من

    أسمائه والشمس هو

    وقول السيد النابلسى رضى الله تعالى عنه -: (الشمس هو ) إشارة الى قولة تعالى ( الله نور السموات والأرض ) فلولا النور لما ظهر شئ لك ولا غيرك والظاهر سبحانه وتعالى هو الذى أظهرك بشمس الوجود لك ولغيرك ( فمحونا آيه الليل ) أى العدم ( وجعلنا آيه النهار مبصرة ) أى الوجود فالعدم لا تهدى به العقول إلى شئ والوجود تهتدى به إلى رب الوجود فالوجود دليل قطعى على الموجد ( ثم جعلنا الشمس عليه دليلا )

    ثم أعلم لأن الحياه بالله تحتاج الى موت يسبقها كحياه الشهيد فإنها توهب لصاحبها بعد موت قبلها كذلك العارفون يكونون أحياء بالله بعد موتهم فى حب الله

    قال ابن الفارض رضى الله تعالى عنه ( فالموت فيه حياتى ) أى فالموت فى حب الله فى حياتى بالله وحياه الحب فى منتهى الرقى والقرب قال الشريف السيد أحمد بن إدريس رضى الله تعالى عنه ( فأذوب فيه ولومعا وعشقا ) أى فى حب الله لأحيا فيه بالله تعالى وهكذا يخبر العارفون عن أحوالهم

    ومما سمعته عن أحوالهم

    ومما سمعته عن شيخى العارف بالله تعالىة السيد محمد الشريف هذه الأبيات لسيدى عبد الكريم الجيلى رضى الله تعالى عنهما

    خلع العذراء متيم الأحشاء

    فعلى الحياه تحية من نائى

    لله درك يا زمان صبابتى

    دم لى ففيك مجامع الاهواء

    يا راحلين وفى الفؤاد رحيلهم

    والقاطنين وربعهم أحشائى

    وقد أشار سيدى الغوث أبو مدين رضى الله تعالى عنه إلى نوع من أواع الحياه بالله تعالى بقوله :

    تضيق بنا الدنيا إذا غبتمو عنا

    وتزهق بالأشواق أرواحنا منا

    فبعد كمو موت وقربكم حيا

    ولو غبتمو عنا ولو نفسا متنا

    فجعل القرب لله هو الحياه بالله ومن صار حيا بالله ذكر اسمه تعالى الحى ومن ذكر الحى القيوم لأن الحياه تحتاج إلى قوام من القيوم فصار حيا بالله مستغنيا عن كل حى سواه قائما بالقيوم مستغنيا عن كل مقوم سواه

    وإلى هذا المقام أشار سيدى الشريف مولاى السيد أحمد بن إدريس رضى الله تعالى عنه بقولة ( وتجلى لى يإلهى بسر القيومية الالهيه التى قامت بها شيئات الأشياء كلها سر قيومتك الإلهية المودع فى قولك : الله لا إله إلا هو الحى القيوم )

    قلت : ويحصل للعارف فى هذا التجلى الاستغناء عن كليات العالم وجزئياته ظاهرا وباطنا بالحى القيوم

    قال السيد محمد اليمانى لوالده الشريف السيد أحمد بن إدريس رضى الله تعالى عنهما باليمن وكان صغيرا إذ ذاك : ( يا أبت نفذ الحب آتنا بالحب قال له والده يابنى إن والدك لا يملك الحب قل يا رب الحب آتنا بالحب فصار يرفع يديه إلى السماء عند باب المنزل ويقول يا رب الحب آتنا بالحب فما مضت أيام قلائل حتى جاءت الجمال تحمل القمح والأرز وخيرات الله تعالى

    حال أهل التجريد مع رب العبيد كلما دعوه لباهم وكلما سألوه أعطاهم تمر عليهم الايام والليالى الرجل منهم بغير ربه لا يبالى خدموا مليكهم فخدمتهم الملوك ليس فيهم فى الدنيا فقير ولا صعوك تذللوا لله فذلل لهم الصعاب وفتح لهم من الخير كل باب فالابواب مفتوحة لهم من غير مفتاح يدخلونها بسلام فى مجمع الارواح

    الدنيا لديهم صاغرة والاخرة لديهم ماثلة حاضرة

    شربوا على ذكر ربهم صافى الشراب فصارت الدنيا تر أمامهم مر السحاب

    رأوها فعرفوها زائلة فعرفتهم فاقبلت عليهم بعد اعراضهم عنها فخدكتهم فهى تتشرف بخدمتهم اذاهم راوا العار فى خدمتها وهى تفر اليهم لعلو قدرهم اذا هم فروا منها لخستها

    لبسوا لفتنتها الدروع وتحصنوا من غوائها بالخشوع

    أمدهم الله بجنوده فما ضعفوا وما استكانوا ولحبهم لربهم اعلنوا ( إذ يوحى ربك الملائكة أنى معكم فثبتوا الذين آمنوا ) قال سيدى عمر بن عبد العزيز رضى الله تعالى عنه

    أيقظان أنت اليوم أم أنت نائم

    وكيف يطيق النوم ولهان هائم

    فلو كنت يقظان الغداة لحرقت

    جفونا لعينيك الدموع السواجم

    نهارك يا مغرور لهو وغفلة

    وليلك نوم والردى لك لازم

    وتشغل فيما سوف تكره غبه

    كذلك فى الدنيا تعيش البهائم

    قوله

    فان الغيب هو الله – تعالى – لكونه عند أكثر عند أكثر الخلق غيبا لا يشهدونه ومن شهده منهم فلا إحاطة عنده ( ولا يحيطون به علما ) فهو غيب أيضا والكل غائب عنه وهو من باب الحج عرفة فإن كل شئ غائب يطلق عليه غيب

    الغيب وأنواعه

    قلت : قال القرطبى رحمه الله عند قوله تعالى ( الذين يؤمنون بالغيب ) الغيب ما غاب عنا قال الشاعر

    وبالغيب آمنا وقد كان قومنا

    يصلون للأوثان قبل محمد

    نعم الغيب هو ما غاب عنا وينقسم إلى قسمين

    الأول : غيب حقيقى وهو الذى لا يعلمة إلا الله سبحانه وتعالى – ويدخل فيه الحق – سبحانه وتعالى

    والثانى غيب إضافى وهو الذى يكون لبعض الخلق شهادة وللبعض الآخر غيبا فما وراء السماء الدنيا غيب بالنسبة لنا شهادة بالنسبة لسكانها والكعبه غيب كان بالهند مثلا شهادة بالنسبة للطائفين بها وإذا دخل عليك إنسان وفى جيبة مائة دينار وأنت لا تعلم فهى بالنسبة اليك غيب وبالنسبة اليه شهادة وهذا الغيب الاضافى ينقسم الى قسمين الى ممكن الوصول اليه كالكعبه والدنانير وغير ذلك وإلى غير ممكن كالوصول اليه يدرك بالأسباب العادية المتعارفة كأن يسافر إلى الكعبة أو يدخل يده إلى جيب العادية المتعارفة كان يسافر الى اكعبة او يدخل يده الى جيب صاحب الدناننير ثم يخرجها فيعدها ويعرفها أو يكشف له وهو فى بلده فيرى الكعبه أو يكشف له عن عدد الدنانير أو يكشف له أيضا عن الغيب الذى لا وصول إليه بطريق العادة

    وهذا الذى جاء عن طريق الكشف يسمى عند العلماء التوحيد الامر الخارق للعادة المسمى عندهم بالكرامة يظهر على يد شخص عامل بالكتاب والسنه والكرامة أمر مجمع عليه عند جميع الامم على اختلاف اديانهم

    وقد اخبر الشيخ ابن تيمية رحمة الله ان الكرامات ستبقىفى هذه الامة الى يوم القيامة ذكر ذلك فى الرسالة الدمشقية ومن اراد ان يطلع على العجائب والغرائب فليقرأ كتاب جامع كرامات الاولياء لشيخ النبهانى رحمه الله

    ومن الغيب الوحى عند نزولة على النبى صلى الله وعليه وآلة وسلم فإن الصحابة لا يرون سيدنا جبريل عليه السلام ولا يسمعون الوحى والنبى صلى الله وعليه وآلة وسلم يسمع ويرى فهو صلى الله وعليه وآلة وسلم من عامل المشاهدة وعند الصحابة رضى الله تعالى عنهم من عالم الغيب وكذلك يومك الذى ياتى فى غد هو من عالم الغيب فاذا جاء صار من عالم المشاهدة وهكذا ايامك والظروف من الازمنة والامكنة مظاهر للغيب الذى يمكن ابرازة وكذلك جسدك حينما كان فى بطن أمك كان غيبا ثم ظهر وسيغيب تحت التراب وكل جسم انسانى يحمل غيبين : الروح وهى لا يمكن إظهارها بحال من الأحوال والخواطر القلبية وهى يمكن إظهارة فى قوالب الألفاظ المعبرة عنها

    ومن الغيب ما هومعدوم كالاشياء قبل خلقها فلا يمكن الوصول اليها الا اذا خلقت ومن الغيب ما هو موجود ولا يمكن الوصول اليها فى عالمة وهى الارواح قبل نزولها الى الاشباح

    وقوكله رضى الله تعالى عنه :-

    ( لكونه عند أكثر الخلق غيبا لا يشهدونه ومن شهده منهم فلا إحاطة عنده ) ( ولا يحيطون به علما )

    الشرح

    قلت : المراد بأكثرالخلق جميع الخلق فلم ير الله تعالى إلا نبيا صلى الله وعليه وآلة وسلم لكن بلا كيف ولانحصار

    وقوله رضى الله تعالى عنه

    فهو غيب أيضا

    أى الحق سبحانه وتعالى لأنه محجوب عنا بالنسبة إلينا من الغيب ونحن بالنسب الى علمه من المشاهدة

    وقوله رضى الله تعالى عنه

    والكل غائب عنه

    هذه الجملة لعلها أن تكون محرفة من الكتاب ولعل الصواب أن يكون وهو محجوب أو مغيب عن الكل ومعناها أن الابصار لا تدركة سبحانه وتعالى:-

    وهو من باب / الحج الغيب كثيرة وإطلاقها على الله وحدة فى قول الناظم :

    توضأ بماء الغيب

    تغليب له على افراد الغيب الاخرى للأهمية وان كانت تسمى غيبا كما أن للحج أركانا غير الوقوف بعرفة لا يتمك الحج الا بها واطلق النبى صلى الله وعليه وآلة وسلم الحج على عرفة فقط لاهميته لا على انه لا غيب سواه

    حكم ونفحات وانوار جعفرية

    فتجرد من محيط الشهوات ومخيط الهوى الى عرفات قدسك بالوادى المقدس طوى فعساك ان تسمع النداء لترتحل عن الافياء فما فاء ولا سرى نحو كثبان طى ولا طوى بعيس جدة البيداء طى وكيف يطوى عن عرفات مى فما سبحت أرواحهم الا باجنحة اعمالهم ولا نشطت افكارهم الا بقلة آمالهم

    فلا تحير روحك بين زائلين جسدك وأملك وانهض بكليتك الى حظيرة قدسيتك وعملك فما انت الا غريب طيار مالك فى هذه الدنيا من قرار

    انسيت يوم ان طرت من السماء الى الارض لاقامة السنه واداء الفرض الى اجل مسمى ثم تطير كما كنت

    فهل نسيت انك طائر ؟ أم الى ارض جسمك أخلدت وهل يعيش طير بغير طيران ام يتنعم روح علوى بغير قرآن أم انستك الغفلة السفرة السفرة الكرام البررة

    وكيف ركنت الى الوحوش الارية والكوارث السامة والبلايا النازلة والبلاقع الخاوية وكيف استبدال روحك أصوات القرآن العلوية بمنكرات الاصوات السفلية ما بين ناهق ونابح وسخاب ونائح وطعان وكاشح ؟

    أفق من غفلتك الى يقظتك ومن رقدتك الى جنتك فقد آن أوان رحيلك الى مقيللك بظليلك

    فهناك العيش وبهجته فلمبتهج ولمنتهج

    قال سيدى الشريف مولاى السيد أحمد بن إدريس رضى الله تعالى عنه وقوله

    إن كنت ذع سر

    المراد بالسر كينونة الحق سمعا وبصرا ويدا ورجلا كما يليق بجلاله من غير حلول ولا مزج أن يرجع العبد ربا ولا الرب عبدا ولا ولا ولا بل حقيقة الالوهية لا تعرف الا بالذوق ومن عرفها لالسان عنده يبلغها لغيره , كحلاوة العسل لو عبر عنها المعبر ما عبر ما أدركها من لم يذقها على ما هى عليه ولا وجد طعمها ولذتها كمن ولد أعمى وأردت ان تعبر له عن لون البياض والسواد والخضرة والصفرة ونحوها فانك لا تقدر تصف له وذهنه يذهب الى غير ما وصفت له

    نعم ان كان فيك قدرة تزيل عنه العمى فتريه اياها فحينئذ يعرفها ذوقا زالا سبيل الى ايصالها اليه بوجه من الوجوه وقد ورد النقل المجمع على صحته عند كافة المحدثين وان اختلفت رواياتهم فيه فالاصل متفق عليه فيجب فيجب الايمان بها كما يعلم الله ولا يجوز الخوض فيها بالفكر والتكذيب بها تكذيب لله ولرسوله صلى الله عليه وآله وسلم ولا مانع فى وجدانها ذوقا ففى الحديث : ( من بلغه عن الله فضيلة فلم يصدق بها لم ينلها

    وصاحب هذا المقام هو صاحب الطهارة الكبرى اللتى لا تجامعها شائبة بنجاسة غير ولا سوى لكونه رجع إلى أصلة الذى هو نور الحق الظاهر المقبوض منه سيدنا محمد صلى الله عليه وآلة وسلم وهو أصل الكل الشرح قولة رضى الله تعالى عنه

    المراد بالسر كينونة الحق سمعا وبصرا ويدا ورجلا كما يليق بجلاله من غير حلول ولا مزاج ولا أن يرجع العبد ربا ولا الرب عبد ولا ولا ولا

    أراد السيد رضى الله تعالى عنه بقوله : كينونه الحق الحديث القدسى الآتى الذى منه كنت سمعه اللذى يسمع به الخ

    اعلم يا عبد الله ان الحق سبحانه يستحيل عليه أن يكون منفصلا عن شئ أو أن يكون منفصلا عنه او يتصل بشئ او يتصل به شئ ولا يدنو من شئ دنو حس بل تنزة سبحانه عن جميع الحوادث

    اذا علمت ذلك فاعلم أن ماكان متشابها من الآيات والأحاديث النبوية فللعلماء فيه رأيان السلف يؤمنون به مع صرف ظاهرة عما لا يليق بالحق حبحانه وتعالى والخلف يؤولون قال سيدى إبراهيم اللقانى صاحب الجوهرة رضى الله تعالى عنه

    وكل نص أوهم التشبيها

    أوله أو فوض ورم تنزيها

    وهذا الحديث من قبيل المتشابه وقد عبر شيخنا السيد أحمد بن إدريس رضى الله تعالى عنه فى شرحة عن طريقتى السلف والخلف ففى أول كلامه أشار الى مذهب السلف وفى آخر كلامه اشار الى مذهب الخلف كما ستقف علىذلك ان شاء الله تعالى

    فقوله رضى الله تعالى عنه ( ولا ولا ولا ) تاكيد لمذهب السلف ثم اراد ان يدلل عليه فقال

    بل حقيقة الألوهية لا تعرف الا بالذوق ومن عرفها لا لسان عنده يبلغها لغيره

    قلت المراد بالذوق الوجدان الروحانى القلبى الشعورى والمراد بالعرفة وصول القلب الى ما جاء به الشرع من صفاته سبحانه وتعالى لا معرفة الالوهية كما هى كما العارف بالله

    وندرك منها مع كمال عقولنا

    كما يدرك الخفاش من ضوء الشمس

    وكما قيل

    البحث عن كنه ذات الله اشراك

    والعجز عن درك الادراك ادراك واراد بقوله : ومن عرفها الوصول الى التجليات التى تقدم ذكرها التى يتلذذ العرفون بها ولذلك ضرب المثل بالعسل لا معرفة حقيقة الذات الاقدس التى لا يمكن لمخلوق ان يصل اليها كما قيل ( ما عرف الله الا الله )

    وقوله : ( لا لسان عنده يبلغها لغيره ) لان لذات التجليات الالهية التى عند العارف لا يمكن ان يوصلها الى المحرم منها الذى لم يعرفها بالكلام معه والوصف له بوجه من الوجوه ولما كان للتجليات وجهتان الذوق والمشاهدة ضرب المثل بالعسل للذوق وبالاعمى للمشاهدة

    وقوله – رضى الله تعالى عنه

    وقد ورد النقل المجمع على صحته عند كافة المحدثين وان اختلفت روياتهم فيه فالاصل متفق عليه

    اشار رضى الله تعالى عنه الى هذا الحديث القدسى الذى ستسمعه

    عن ابى هريرة رضى الله تعالى عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ( ان الله تعالى قال من عادى لى وليا فقد آذنتة بالحرب وما تقرب الى عبدى بشئ احب الى مما افترضته عليه ولا يزال عبدى يتقرب الى بالنوافل حتى احبه فاذا احببته كنت سمعه الذى يسمع به وبصرة الذى يبصر به ويده التى يبطش بها ورجله التى يمشى بها وائن سألنى لأعطية ولئن استعازنى لأعيذة ) رواة بخارى

    وعن أم المؤمنين السيد عائشة :- رضى الله تعالى عنها قالت قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم

    ( قال عز وجل من آذى لى فقد استيحل محاربتى وما تقرب الى عبدى بمثل اداء الفرائض وما يزال عبدى يتقرب الى النوافل حتى احبة فاذا احببته كنت عينه التى يبصر بها واذنه التى يسمع بها ويده التى تبطش بها ورجله التى يمشى بها وفؤاده الذى يعقل به ولسانه الذى يتكلم به وان دعانى اجبته وان سألنى اعطيته وما تددت عن شئ أنا فاعمله ترددى عن وفاته وذاك لانه يكره الموت وانا اكره مساءته ) اخرجة أحمد والحكيم الترمزى وأبو يعلى , والطبرانى فى الأوسط وأبو نعيم فى الطب , والبيهقى فى الذهد وابن عسكر عن عائشة رضى الله تعالى عنها عن رسول الله صلى الله تعالى عيه وسلم قال : ( قال الله تعالى ماتقرب الي:العبد بمثل اداء الفرائض وان ليتقرب الى بالنوافل حتى احبة فاذ احببته كنت رجله التى يمشى بها ويده التى يبطش بها ولسانه التى ينطق به وقلبه الذى يعقل به وان سالنى اعطيع وان دعانى اجبته ) اخرجة لبن السنى فى الطب

    وقوله رضى الله تعالى عنه

    ويجب الايمان بها

    أى الكينونة فى قوله تعالى كنت سمعه ....الخ

    وقوله رضى الله تعالى عنه:

    كما يعلم الله

    هذا هو مذهب السلف الصالح فى المتشابه

    وقوله

    لا يجوز الخوض فيها بالفكر

    هذا ايضا تقرير لمذهب السلف

    وقولة

    و اتكذيب بها تكذيب لله ورسوله

    لا ن الحديث صحيح كما علمت

    وقوله

    ولا مانع من وجدانها ذوقا هذا تشبيه بمذهب الخلف لان الوجدانى الذوقى لا يتأتى الا عن شئ من المعرفة غير انه لا اتاويل هنا حيث لا مجال للعقل فيه والاذواق تنزه عن الادراك فكيف يدرك من ذاق حلاوة شهوده

    قوله

    ففى الحديث من بلغه عنالله فضيلة فلم يصدق بها لم ينلهاا



    ويشترط فى نيلها التصديق بها والسعىلا فى الوصول اليها بطريقها المختص بها

    اما اذا سعى لها غير سعيها لم ينلها ولو صدق بها كما لو سعى لها سعيها ولم يصدق بها

    فالاول اتى البيوت من ابوابها قال تعالى واتوا البيون من ابوابها ) وسعى لها سعيها قال تعالى ( ومن اراد الآخرة وسعى لها سعيها وهو مؤمن فأولئك كان سعيهم مشكورا

    والثانى لم يأت البيوت من ابوابها قال ابن الفارض رحمه الله تعالى :

    اتيت بيوتا لم تنل من ظهورها

    وأبوباها عن قرع مثلك سدت

    والثالث يأتى البيوت من ابوابها ولكنه شك فى وعد الحق فكان جزاءه الحرمان

    وينبغى للمؤمن ان يعمل لكل فضيلة سمعها عن الله تعالى معتقدا حصول ما وعد الحق به وربما نال فوق ما كان قاصدا قال ابن الفارض رحمه الله تعالى :-

    ونلت مرادى فوق ما كنت راجيا

    ولتلك الفضائل عشب متنوعه فتاره تتعلق بالآخرة فقط وتارة تتعلق بالدنيا وترة تتعلق بهما معا فالشعبة التى تتعلق بالدنيا ترى فى الدنيا عند مراعاة شروطها المتقدمة والشعبة الأخوية تنقسم الى قسمين تجليات روحانية قلبية وهى تحصل فى الدنيا ونعيم اخروى وهو يحصل فى الآخرة

    ومنهم من شغله نعيم التجلى عن كل نعيم فاستنارة به حلك الليل البهيم وله فى كل نفس تعمل كما قال سيدى عمر بن عبد الفارض رضى الله تعالى عنه

    ولى عن كل شغل بها شغل

    ومنهم من تغلب عليه الحال والوجدان فدخل وهو فى صلاته جنه الرضوان

    ومنهم من نال منالا لم يكن فى حسبانه وكان عنه لا هيا كما قال سيدى عمر بن الفرض رضى الله تعالى عنه

    وفى سكرة منها ولو عمر ساعة

    ترى الدهر جندا خادما ولك الحكم

    ومنهم من رأى مالا يرى فأحجم عن المقال

    ومنهم من قال بلسان حاله فلم يدر السامعون ماذا قال

    ومنهم من اذا سرى بع عن حاله ربما انكر مقاله

    ومنهم نائح وكاتم

    ومنهم صائم وقائم

    ومنهم من سكن الجبار والقفار

    ومنهم من خفى عن الزوار كما قال سيدى عمر بن الفارض

    رضى الله تعالى عنه

    خافيا عن عائد لاح كما

    لاح فى برديه بعد النشرطى

    كهلال الشك لولا أنه

    أن عينى عينه لم تتأى

    فتراه يصف حال المحب العاشق وضعفة حتى صار يشبة العلامة التى فى الثوب المطوى من أثر الطى بعد نشره وصار فى خفائة كهلال الشك ويقول لولا انينة عينى الباصرة لم تتاى عينه لم تقصد ذاته ولم تعرفه فى اى مكان لخفائة وقد اشار الى ذلك رضى الله تعالى عنه بقوله

    أخفيت حبكمو فأخفانى أس

    حتى لعمرى كدت عنى أختفى

    وكتمتة عنى فلو أبديته

    لوجدته أخفى من اللطف الخفى

    حكم

    وهكذا يااخانا جاء الخفاء من الخفاء والوفاء من الوفاء والواردات من الأوراد زالحب والشوق من فرط الوداد

    وأهديت الغوالى لمن ترك الغوالى وأوقدت السرج لمن سهر الليالى

    وانهل غيث مزن المعصرات لمن تحققوا بحقائق التجليات

    وفتحت أبواب القلب فدخلوها من بمفاتيح حركات اللسان بذكر فتحوها فوجدوا فيها ما لا عين رأت ولا أذن سمعت ولا خطر على قلب بشر ومن نفائسها ما أفاضته ألسنتهم وسطره بنانهم

    فعليك بسماع فيوضاتهم عساك أن تحظى ببعض بركاتهم فما ضل من صحب الأكابر أو صار فى ركبهم بل يصل الى ما وصلوا ولو جاء من بعدهم قال الله تعالى -: ( والذين آمنوا واتبعتهم ذريتهم بإيمان ألحقنا بهم ذريتهم وما ألتناهم من علمهم من شئ )

    فأرح راحلتك تحت ظلال أشجارهم فعساك ان تطرب بتغريد اطيارهم فكم غرد دواء قلوبهم رطبا فاكلوها فقرت بها أعينهم ووجدوا لها ذوقا عجبا فيها ما يشفى الصدور ونعش الأرواح ويغتصب من اغتصبة العدو الى اهوائه حتى يعود الى ربه شاكرا لنعمائه ذاكرا له بالقلب والقالب مفكرا فى ارتفاع السحب ودورة الكواكب ومنهم من تبعثه ثمارهم ليطير الى أوكارهم فما وصل من اتصل بارضة وفى امره حار وانما الوصول لمن فارق أرض الطبع التركيبى والى سماء العلو طار حتى يكون طيرانه فى عوالم قدسه بعدد أنفاسة وحركاته وسكناته وخطراته حتى لا يخلو عن التجلى الالهى بوجه من الوجوه

    الطهارة الكبرى هى خلع صفات النفس

    واثبات صفات الروح

    وقوله رضى الله تعالى عنه

    وصاحب هذا المقام هو صاحب الطهارة الكبرى التى لا تجامعها شائبة غير ولا سوى

    تنقسم الطهارة الى ثلاثة أقسام

    1- حسية وهى التى تتعلق بازالة عين النجاسة وتسمى طهارة الخبث ولها يرصف بها الثوب المتنجس بعد غسلة بالماء وهو كونه صار طاهرا فالماء حسى والنجاسة حسية فاذا التقيا بان ازال الماء المجاسة ظهر بعد ذلك أمر عنوى يسمى الطهارة ولذلك إذا أزيات النجاسة بماء طاهر غير طهور لا يثبت الوصف المعنوى المسمى بالطهارة

    2- وطهارة حسية يترتب عليها طهارة معنوية وهى طهارة الحدث الأصغر والأكبر فالماء حسى والحدث سواء أكان أكبر أو أصغر معنوى فاذا التقى الماء الحسى بالحدث المعنوى فازاله ظهر حكم معنوى يسمى الطهارة

    وهذة الطهارة المتقدم ذكرها تسمى بالطهارة الصغرى لانها تتعلق بالمحسوسات وتقابلها الطهارة الكبرى التى أشار اليها السيد رضى الله تعالى عنه وهى التى تتعلق بالنفوس كما قال عليه الصلاة والسلام ( رجعنا من الجهاد الأصغر الى الجهاد الأكبر وهو جهاد النفس )

    فالجهاد جهادان : أصغر وهو الحسى وأكبر وهو معنوى

    إذا فهمت هذه كلام الاستاذ الشفاء رضى الله تعالى عنه فى قوله وصاحب هذا المقام هو صاحب الطهارة الكبرى كانه يقول لك : الطهارة قسمان صغرى . وكبرى

    وانما قدمت لك بحث الطهارة الحسية وهى استعمال الماء ينشأ عنها طهارة معنوية تبيح لمن اتصف بها ان يدخل الصلاه مثلا كذلك كجاهدة النفس الحسية بكثرة الصوم والذكر والعزلة والصمت والسهر تجعلها تتصف بصفة معنوية تسمى الاستقامة وهى المعبر عنها بالطهارة الكبرى وهى تبيح لصاحبها ان يدخل حظيرة القدس وبعبارة اخرى الطهارة الكبرى هى خلع صفات النفس الامارة واثبات صفات الروح فاخلع نعليك انك بالوارد المقدس طوى

    اعلم يا من وفقه الله الى اورادنا وأحزابنا حتى شرب شرابنا وأثبت صوتنا فى نرآه قلبه ان الخلع خلعان خلع ظاهرى وهى الذى يتعلق بالحس وخلع معنوى وهو الذى يتعلق بالنفس ففى قوله تعالى :- اخلع نعليك اشار الى الخلع الحسى والذى فى قوله تعالى ( لا تخف انى لا يخاف لدى المرسلون أشار الى الخلع المعنوى النفسانى , لأن حظيرة القدس فى مقام المكالمة الالهية لايصح فيها الخوف م غير الله لانها حضرة مشاهدة ومكالمة ومعيه

    وقد دلت الاية الشريفة على ارتباط الطهارتين ارتباط الطهارتين ارتباطا تتوقف فيه الطهارة الثانية على الاولى قال تعالى ( وثيابك طاهر ) فان كان المراد الطهارة من النجاسات وقد نشأ صلى الله عليه وآله وسلم طاهر الباطن والظاهر والثياب فالمراد التزام المداومة لزوم المداوم على ذلك كقوله تعالى ( يا أيها النبى اتق الله ولا تطع الكافرين والمنافقين وكقوله تعالى فاصبر لحكم ربك وكقوله تعالى : يا ايها النبى جاهد الكفار وقد كان صلى الله صلى الله عليه وآله وسلم أتقى الخلق وأصبرهم لحكم ربه وامام المجاهدين

    وفى حق غيرة صلى الله عليه وآله وسلم أمر بايجاد الطهارة الظاهرة والباطنة تكون من باب أولى وقد جاءت صريحة فىقولة تعالى ( مخلصين له الدين ) فالإخلاص طهارة باطنية

    قوله

    التى لا تجامعها نجاسة غير ولا سوى

    قلت المراد بالغير والسوى : اشتغال القلب بغير الله تعالى وهذا عندهم بمنزلة النجاسة احسية فى الثوب تمنع صاحبها دخول الصلاه كذلك النجاسة المعنوية تمنع صاحبها دخول الصلاه ولذلك يقولون ( حضرة القدوس محرمة على أرباب النفوس الامارة بالسوء الظلمانية المشغوله بغير الله تعالى قال الشيخ الاخضرى- رحمة الله_:

    فاخلع نعال الكون كى تراه

    وغض طرف القلب عن سواه

    واعلم يا عبد الله أن المؤمن فى تطورات أحواله كالليل والنهار فاذا تغلبت شمس إيمانه على ظلمة نفسه فهو فى نهار وإن تغلبت ظلمة نفسه على شمس إيمانه فهو فى لبل قال تعالى:"فمحونا آية الليل وجعلنا آية النهار مبصرة"

    ولذلك ( لا يزنى الزانى حين يزنى وهو مؤمن )بل يستر ظلام نفسه سمش إيمانه حتى يقع فى المعصية والشمس توارى ولا تزول إذلوزالت لما رجعت ولذلك يندم المؤمن عقب فعل المعصية وذلك بعد عودة شمس إيمانه التى وارتها ظلمات نفسه.

    ولما كان الرسل – عليهم السلام- معصومين كانت شمس إيمانهم فى الدنيا أشبه بشمس يوم القيامة التى لا ليل معها فآية نهار الرسل- عليهم السلام محو لها بوجه من الوجوه.

    وحال العارفين أشبه بشمس أيام آخر الزمان التى تمكث عاماًلا تغرب غهم ليسوا كغيرهم من عامة الناس قال شاعرهم:

    إن سمش النهار تغرب بالليل

    وسمش القلوب ليست تغيب

    فانتبه لشمسك عن طمسك ولنهارك عن ليلك "وآية لهم الليل نسلخ منه النهار فإذا هم مظلمون" فاحذر أن ينسلخ نهار قلبك عن قلبك فتظهر آية ليل نفسك فإن ظهر ليلها تأمرت وهى لا تأمر بخير قال الله تعالى:"إن النفس لأمارة بالسوء" وقال تعالى"وإذا أردنا أن نهلك قرية أمرنا مترفيها ففسقوا فيها فحق عليها القول فدمرناها تدميراً"فإذا أمرت نفسك خسرت يومك وأمسك نصحها غش وعلمها جهل وقرينها عدو قال البوصيرى - رحمهالله-:

    وخالف النفس والشيطان واعصهما

    وإن هما محضاك النصح فاتهم

    وقوله- رضى الله تعالى عنه-:

    لكونه رحع إلى اصله الذى هو نور الحق الظاهر المقبوض منه سيدنا محمد صلى الله عليه وآله وسلم وهو أصل الكل

    قلت:أشار- رضى الله تعالى عنه- بذلك الى الحديث الذى أخرجه الحافظ عبد الرزاق فى مسنده ونقله عنه العلامة الشيخ أحمد القسطلانى- رحمة الله تعالى- فى كتابه: (المواهب اللدنية) وشرحه العلامة الشيخ الزرقانى- رحمة الله- ونقله العلامه الشسخ النبهانى رحمه الله تعالى- فى كتابه (الأنوار المحمدية) ونقله كثير من المحدثين وأرباب السير ونقله الفقيه العلامة الشيخ إبراهيم الباجورى- رضى الله تعالى عنه وكذلك العلامه المحدث الشيخ اغبن حجر الهيثمى- رحمه الله تعالى- ولفظه:

    عن جابر بن عبد الله الانصارى- رضى الله تعالى عنه- قال: قلت: (يا رسول الله- بأبى أنت وأمى- أخبرنى عن أول شيى خاقه الله- تعالى- قبل الاشياء . قال: يا جابر:إن الله- تعالى- خلق قبل الأشياء نور نبيك من نوره فجعل ذلك النور يدوى بالقدرة حيث شاء الله تعالى ولم يكن فى ذلك الوقت لوح ولا جنة ولا نار ولا ملك ولا سماء ولا أرض ولا شمس ولا قمر ولا جن ولا إنس فلما أراد الله أن يخلق الخلق قسم ذلك النور أربعة أجزاء : فخلق من الجزء الأول القلم ومن الجزء الثانى اللوح ومن الثالث العرش ثم قسم الجزء الرابع أربعة أجزاء : فخلق من الجزء الأول حملة العرش ومن الثانى الكرسى ومن الثالث باقى الملائكة ثم قسم الجزء الرابع أربعة أجزاء :فخلق من الأول السماوات ومن الثانى الأرضين ومن الثالث الجنة والنار ثم قسم الرابع أربعة أجزاء :فخلق من الاول نور أبصار المؤمنين ومن الثانى نور قلوبهم وهى المعرفة بالله ومن الثالث نور أنسهم وهو التوحيد (لا إله إلا الله محمد رسول الله )

    وقول الشريف السيد أحمد بن إدريس رضىالله تعالى عنه:

    لكونه رجع إلى أصله الذى هو نور الحق الظاهر المقبوض منه سيدنا محمد صلى الله عليه وآله وسلم وهو أصل الكل.

    قلت :هذا الكلام يشرحه لك قول السيد- رضى الله تعالى عنه- المنقول عنه فى الكتاب المسمى بالعقد النفيس ص 185 ونصه :وسئل- رضى الله تعالى عنه- عن قوله تعالى:"واعبد ربك حتى يأتيك اليقين" فأجاب أن لها تفسيرين:

    أحدهما :أن اليقين هو الموت وهو الظاهر فتكون حتى للغايه.

    الثانى:أن اليقين هو أن يرى الشىء عيانا الا ترى أن الواصف إذا وصف لك شيئاً وأنت معتقد اعتقاداً صحيحاً لا يختلجك شك ولا ريب عندك أنه صادق فيما وصف لكنك لم تر ذلك الموصوف فأنت لا تزال تتخيل هذا الموصوف وتتصوره ومعلوم قطعاًأن تخيلك وتصورك لهذا الشىء الذى لم تره لا يطابق حقيقته كمن يصف لك مكة مثلاً وأنت لا تعرفها فتتصورها تصوراً لا يطابق ما إذا رأيتها عيانا.

    فإذا رأى الإنسان حقيقة الأمر أمن به وهو يشاهده وإذا آمن بما وصفه الواصف من مشاهده وإذا آمن بما وصفه الواصف من مشاهدة فهو مؤمن بالغيب.

    والمؤمن إذا عبد الله حق عبادته بقدر استطاعته عرفه الله- سبحانه وتعالى- وإذا عرفه فلا يشهد سواه حتى إنه يحول بينه وبين قلبه أى إذا رأى قلبه بعين البصيره وجد الله حائلا بينه وبين قلبه.

    وبهذه المعرفه تنال المعارف الإلهية التى من لدنه- تبارك وتعالى- وكلما صفا صوفى وصفا قلبه قربت منه أشكال المعارف ألا ترى أن الزجاج أصله حج كثيف ثم لما صفى وزالت عنه الكدورات قرب الأشخاص البعيدة افن الناظرون يقرب الشئ البعيد حتى ان مازادت تصفيته يقرأ الانسان به مكتوبا من مسافة بريد كذلك المنظرة تقرب الشمس من مسيرة أربعة آلاف عام حتى تحرق ما وقعت عليه وهذا أعظم من فعل آصف بن برخيا فانه أتى بعرش بلقيس من مسافة ثلاثه أشهر قبل أن يرتد الطرف وهذه اتت بالشمس من مسيرة اربعة آلاف سنه قبل ارتداد الطرف الثانى فانك اذا ركبتها على شئ احرقته بمجرد وقوعها عليه

    فالنبى صلى الله عليه وسلم وآله وسلم هو عين الوجود وواسطة عقده اخذ من انوار الحق تعالى بقدر صفوة فالاخذ من الله تعالى بواسطته صلى الله عليه وآله وسلم ولله المثل الاعلى ولرسوله فى القوى كآخذ الضوء من الشمس بواسطة الزجاجة وهذا تشريف لهذه الأمه وأى تشريف لأنهم الآخذون بواسطته والآخذ من الله تعالى من غير واستطه صلى الله عليه وآله وسلم كآخذ الشئ من الشمس من دون واسطة الزجاج وذلك لأن رسول الله صلى لله عليه وآله وسلم هو النور الذى قبضه الله من قبضة نوره قال تعالى ( ذد جاءكم من الله نور وكتاب مبين

    فالنور هو الرسول صلى الله عليه وآله وسلم اذ لو كان النور هو الكتاب لكان لفظا متكررا والحق تعالى هو سمعه وبصرة وقلبه الى آخره فكله صلى الله عليه وآله وسلم نور مع أنه متحيز فى بشريته وفى عبوديته والحق تعالى مطلق فى كبريائة وفى ملكوته ( وهو الله فى السموات وفى الأرض ) فى حال كونه على العرش استوى

    فى حال كونه قلب عبده المؤمن وبصره وسمعه سبحانه

    فلسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وجهتان وجهة الى الحق تعالى وهو المقم الذى قال تعالى فيهخ ( والله ورسوله أحق أن يرضوه ) فاعاد الضمير بصيغة الإفراد زقال تعالى ( يا أيها النبى إنا أرسلناك شاهدا ومبشرا ونذيرا * لتؤمنوا بالله ورسوله وتعزروه وتوقروه وتسبحوه بكرة وأصيلا ) فأعاد الضمير بصيغة الافراد وقال صلى الله عليه وآله وسلم فى هذا المعنى ( من رآنى فقد رأى الحق ) وقال صلى الله عليه وآله وسلم : ( ان لى وقتا لا يسعنى فيه الا ربى ) ولذا قال تعالى : ( واذا قرأت القرآن جعلنا بينك وبين الذين لا يؤمنون بالآخرة حجابا مستورا ) فالحجاب المستور هو كونهم ما رأوا فيه الا الشرية والعبودية اذ لو صدقوه لرأوا ما رأى الذين قال تعالى فى حقهم : ( ام الذين يبايعونك انما يبايعون الله )

    فهو صلى الله عليه وآله وسلم أقرب الكون الى الله بل فوق العرش الحجب سبعون حجابا ما بين كل حجاب وحجاب مسافة سبعين ألف سنه , وغلظ كل حجاب سبعون ألف سنه وفوق ذلك فضاء لا يعلم قدر مسافته إلا الله سبحانه وتعالى والكرسى ووراء هذا كله نور سيد المونين والثقلين الرسول خاتم الأنبياء والمرسلين سيد ولد آدم أجمعين

    ولذا قال صلى الله عليه وآله وسلم حين سأله الأعرابى أين كان الله تعالى قبل أن يخلق الخلق . قال كان فى عماء ( بالمد والقصر ) فازداد السائل حيثره لأنه ان كان بالمد وهو السحب الرقيق فيكون معناه ( هل ينظرون إلا أن يأتيهم الله فى ظلل من الغماء ) وإن كان بالقصر فهو الغشاوة على القلب أو العين فاستفاد السائل هذا العلم من رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وبه ازداد حيرة فالعلم بالله تعالى كلما زاد زاد صاحبه حيرة

    وفى هذا المعنى قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يوما لأصحابه ( : ( لو عرفتم الله حق معرفته لمشيتم على البحار , ولزالت بدعائكم الجبال ولو خفتم الله عز وجل حق مخالفته لعلمتم العلم الذى ليس معه جهل ولكن ما بلغ ذلك أحد ) قالوا : وا أنت يا رسول الله ؟. قال : ) ولا انا قالوا ما كنا نظن أن الأنبياء تقصر عن ذلك قال ( الله أعظم من ان ينال أحد امره كله , وراء ما لايعلمه إلا الله

    ومع هذا فهو صلى الله عليه وآله وسلم فى حيرة ولذا قال ( رب زدنى فيك تحيرا ) وهو أيضا مع كونه فى المقام أخوف الخلق من الله تعالى وفى مقام الخوف قال صلى الله عليه وآله وسلم : ( ليت رب محمد لم يخلق محمداً ) يعنى أنه يتمنى أن لو لم يقبض الحق تعالى قبضة من نورة لتحيز البشرية بل كانت مطلقة فى أصلها وقال أبو بكر الصديق رضى الله تعالى عنه ليت أبا بكر كان شجرة فعضها جمل فى فيه فكان بعرا ولم يكن بشرا , فمن كان بالله أعرف كان منه أخوف

    وله صلى الله عليه وآله وسلم وجهة الى الخلق قال تعالى ( واعلموا ان فيكم رسول الله ) وقال تعالى : يا أيها النبى انا أرسلناك شاهدا ومبشرا ونذيرا ) لتؤمنوا بالله ورسوله ) وجعله المرسل والمرسل اليه وقال صلى الله عليه وآله وسلم ( لا تدخل الشوكة فى رجل أحدكم إلا وجدت ألمها )

    فهو صلى الله عليه وآله وسلم حقيقة الكون كما أن الشجرة لها ورق وغصون وفروع وعروق وطلوع وزهر وثمر وحقيقة الكل شجر فجميع دعائه صلى الله عليه وآله وسلم بصيغة الإفراد المراد به أمته فدعاؤه لنفسه عين دعائه لأمته

    فمن صفا قلبه من أمته صلى الله عليه وآله وسلم وتوجه بها الى الله تعالى بواسطة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم تفجر من قلبه ينابيع الحكمة وأخذ قلبه أنوار العلم الإلهى فقوى قابلية الوساطة صلى الله عليه وآله وسلم ومن كان كذلك فهو الوارث الذى قال فيه صلى الله عليه وآله وسلم ( العلماء ورثة الانبياء ) ومن لفظ أخذ الشاعر تسمية الصوفى صوفيا فقال :

    لا تحبس لباس الصوف لا بسه

    يدعى به بين أرباب العى صوفى

    تنازع الناس فى الصوفى واختلفوا

    وكلهم قال قولا غير معروف

    ولست لأمنح هذا الاسم غير فتى

    صفا فصوفى حتى سمى الصوفى

    من العقد النفيس

    قولة

    لكونه رجع الى أصبه الذى هو نور الحق الظاهر ... الخ

    شار بهذا الى قوله الله نور السموات والارض ومن معانى هذه الآية الشريفة اى منور السموات والارض وما فيهن بالأنوار الحسية والمعنوية

    الانسان له أصلان التراب والروح فمن والروح فمن أخلد الى الارض واتبع هواه فقد رجع الى اصلة الترابى ومن طهر نفسة ونورها بأنوار العلم والعمل فقد رجع الى أصله الروحانى

    ونور الحق الظاهر هو الذى خلقة الله تعالى بقدرته ثم خلق منه نبينا سيدنا محمد صلى الله عليه وآله وسلم

    بعد أن خلق الله الارواح بقوله ن اودعها مقرها فهى جنود مجنده تتنزل الى الارض على وفق ما كتب لها اذ لكل روح أجل فى السماء واجل فى الارحام واجل فى الارض واجل فى المحشر واجل فى الجنه واجل فى النار قال تعالى لكل أجل كتاب

    والروح بعد نزولها من الجنين الى الارض تبقى مطلقة الى عهد البلوغ وبعده اما ان تكون متصلة بالنور المحمدى واما ان تكون منفصلة واتصالها بالايمان وانفصالها يكون بالكفر

    والاتصال اما ان يكون قويا بالطاعات واما ان يكون ضعيفا بالمعاصى والاتصال القوى يتفاوت بتفاوت القرب فمن توضأ بماء الغيب فقد رجع الى اصله اى اتصل بالنور المحمدى اتصالا ظاهريا بالتمسك بالكتاب والسنه واتصالا باطنيا بالمحبة الخالصة فيمتد ظاهرا بالمدد الظاهرى والوراثة الظاهرة والاتصال الظاهرى ويمتد باطنا بالمدد الباطنى والى هذا اشار سيدى عبد السلام بن مشيش رضى الله تعالى عنه بقوله

    ( اللهم صل على من منه انشقت الاسرار واتفلقت الانوار

    فانشقاق الاسرار لمن طهرت منهم السرائر وانفلاق الانوار لمن استقامت منهم الظواهر

    وقوله

    وهو أصل الكل

    يعنى فى الامداد كما اشار الى ذلك البوصيرى رحمه الله تعالى بقوله

    وكلهم من رسول الله ملتمس

    غرفا من البحر أو رشفا من الديم

    قال الامام السيد أحمد بن ادريس رضى الله تعالى عنه الذى طارت منه رشاشات فاقتسمتها بحكم المشيئة الالهية جميع المبدعات

    وقال الشيخ الاكبر سيدى محى الدين بن عربى رضى الله تالى عنه

    كذلك عين البصيرة حجابه الريون والشهوات وملاحظة الاغيار من العالم الطبيعى الكثيف الى امثال هذه الحجب فتحول بينه وبين ادراك الملكوت اعنى عالم الغيب

    نور الوجود

    فاذا عمد الانسان الى مرآة قلبه وجلاها بالذكر وتلاوة القرآن فحصل له من ذلك نور ولله نور منبسط على جميع الموجودات يسمى نور الوجود فاذا اجتمع النران تكشف المغيبات على ما هى عليه وعلى ما وقعت فى الوجود غير ان بينهما لطيفة معنى وذلك ان الحسي يحجبة الجدار والبعد المفرط وعين البصيرة ليس كذلك لا يحجبة شئ الاما ذكرنا من الران والكن واشباه ذلك الا انه ايضا ثم حجاب لطيف اذكره وهو ان النور الذى ينبسط من حضرة الجود على عالم الغيب فى الحضرات الوجودية لا يعمها كلها ولا ينبسط منه عليها فى حق هذا المكاشف الا على قدر ما يريد الله تعالى وذلك هة مقام الوحى

    دليلنا على ذلك أنفسنا ذوقنا له ولغيرنا قوله ( وما ادرى ما يفعل بى ولا بكم ان اتبع الا ما يوحى الى ) مع غاية الصفاء المحمدى وهو قوله : ( او من حجاب فمهما ظحهر ممن حصل فى هذا المقام شئ من ذلك على ظاهرة فة حق شخص فتلك الفراسة وهى اعلى درجات المكاشفة وموضعها من كتاب الله تعالى ( ان فى ذلك لآيات للمتوسمين ) من السمة والعلامة كما قلنا ولا يخطىء أبدا بخلافه الفراسة الحكيمة وثم كشف آخر فى الفراسة وذلك أن الله جعل فى العالم حضرة السماك فيها صور بنى آدم وأحوالهم فى أزمانهم الى حين انفصالهم وهى مخبوءة عن جميع الخلائق العلوى والسفلى الال عن القلم واللوح

    فاذا اراد الله اصطفاء عبد وان يخص بهذا المقام طهر قلبه وشرحه وجعل فيه سراجا منيرا من اسمائة خاصة يسرجة من الاسماء الالهية الاسم المؤمن المهيمن وبيده هذه الحضرة وذلك السراج من حضرة الالوهية ياخذه الاسم المؤمن فاذا استنار القلب بذلك النور الالهى وانتشر النور فى زوايا قلبه من نور عيم البصيرة بحيث يحصل له ادراك المدركات على الكشف والمشاهدة لوجود هذه الانوار

    فاذا حصل القلب على ما ذكرناه جعل فى ساحة من ساحات هذا القلب تلك الحضرة التى ذكرناها فمن هناك يعرف حركات العالم وأسراره هـ آخر اجزء الثالث من الفتوحات المكية ص 241 للشيخ الاكبر سيدى محيى الدين بن عربى – رضى الله تعالى عنه

    وانما ذكرت لك هذا الكلام ليكون لك كشرح بنفس عال لكلام السيد أحمد بن ادريس رضى الله تعالى عنه بنفيه العالى حينما قال ( لكونه رجع الى اصله الذى هو نور الحق الظاهر

    قوله

    وإلا تيم بالصعيد

    قال صاحب العلم النفيس أبو العباس الريف السيد أحمد بن ادريس رضى الله تعالى عنه

    التيم : القصد قال الله تعالى – ولا تيمموا الخبيث ) والصعيد : ذات العبد وجسمه التاربى وفيه اشارة الى الصعود بمعنى الترقى يقول ان لم تكن من اهل هذا السر فكن من القاصدين العاقدين انفسهم على تحصيلة الجادين فى طلبة بالتقرب بالنوافل حتى يحبك الله فاذا احبك كان سمعك وبصرك الى آخرة كما أخبر الله تعالى بذلك عن نفسه ولا تتثبط وتهن وتيأس

    وإذا دمت على ذلك الطلب أدركت لا محالة دنيا وأخرى ( إنما الأعمال بالنيات ) ومن يخرج من بيته الى الله ورسوله ثم يدركة الموت فقد رقع أجره على الله ) ( والذين قتلوا فى سبيل الله فلن يضل أعمالهم * سيهديهم ويصلح بالهم

    واصلاحه بتجلى الحق فيه واتساعه حتى يسع الحق ( لن يسعنى ارضى ولا سمائى ووسعنى قلب عبدى المؤمن التقى النقى الورع )

    قوله :-

    الصعيد ذات العبد جسمه الترابى

      الوقت/التاريخ الآن هو 21/11/2024, 18:57