..الإحسان حياة.

مرحبا بك أيّها الزّائر الكريم.

انضم إلى المنتدى ، فالأمر سريع وسهل

..الإحسان حياة.

مرحبا بك أيّها الزّائر الكريم.

..الإحسان حياة.

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
..الإحسان حياة.

..الإحسان معاملة ربّانيّة بأخلاق محمّديّة، عنوانها:النّور والرّحمة والهدى

المواضيع الأخيرة

» كتاب: نهاية العالم في الكتاب المقدس - دراسة مقارنة مع القرآن الكريم ـ نور فائزة بنت عثمان
لرسالة (37): "الفتن وبعض علاجها": لحضرة الشيخ عباس السيد فاضل الحسني Empty20/11/2024, 22:49 من طرف Admin

» كتاب مواعظ الإمام زين العابدين ـ صالح أحمد الشامي
لرسالة (37): "الفتن وبعض علاجها": لحضرة الشيخ عباس السيد فاضل الحسني Empty18/11/2024, 23:30 من طرف Admin

» كتاب إتحاف النفوس بنفحات القدوس ـ عبد القدوس بن أسامة السامرائي
لرسالة (37): "الفتن وبعض علاجها": لحضرة الشيخ عباس السيد فاضل الحسني Empty18/11/2024, 23:25 من طرف Admin

» كتاب الإعلام بفضل الصلاة على النبي والسلام ـ محمد بن عبد الرحمن بن علي النميري
لرسالة (37): "الفتن وبعض علاجها": لحضرة الشيخ عباس السيد فاضل الحسني Empty18/11/2024, 23:20 من طرف Admin

» كتاب الغيب ـ محمد متولي الشعراوي
لرسالة (37): "الفتن وبعض علاجها": لحضرة الشيخ عباس السيد فاضل الحسني Empty18/11/2024, 23:08 من طرف Admin

» كتاب الشيطان والإنسان ـ محمد متولي الشعراوي
لرسالة (37): "الفتن وبعض علاجها": لحضرة الشيخ عباس السيد فاضل الحسني Empty18/11/2024, 23:03 من طرف Admin

» كتاب الشعراوي هنا رأيت سيدنا إبراهيم ـ سعيد أبو العنين
لرسالة (37): "الفتن وبعض علاجها": لحضرة الشيخ عباس السيد فاضل الحسني Empty18/11/2024, 23:01 من طرف Admin

» كتاب الخير والشر ـ محمد متولي الشعراوي
لرسالة (37): "الفتن وبعض علاجها": لحضرة الشيخ عباس السيد فاضل الحسني Empty18/11/2024, 22:57 من طرف Admin

» كتاب التربية في مدرسة النبوة ـ محمد متولي الشعراوي
لرسالة (37): "الفتن وبعض علاجها": لحضرة الشيخ عباس السيد فاضل الحسني Empty18/11/2024, 22:55 من طرف Admin

» كتاب: إرشاد العباد إلى سبل الرشاد ـ للملبباري
لرسالة (37): "الفتن وبعض علاجها": لحضرة الشيخ عباس السيد فاضل الحسني Empty18/11/2024, 22:41 من طرف Admin

» ـ كتاب آداب الحسن البصري ـ أبن الجوزي
لرسالة (37): "الفتن وبعض علاجها": لحضرة الشيخ عباس السيد فاضل الحسني Empty18/11/2024, 22:34 من طرف Admin

» كتاب الله والنفس البشرية ـ لمحمد متولي الشعراوي
لرسالة (37): "الفتن وبعض علاجها": لحضرة الشيخ عباس السيد فاضل الحسني Empty18/11/2024, 22:23 من طرف Admin

» كتاب: معرفة النفس طر يق لمعرفة الرب ـ أستاذ البصيرة عبدالوهاب حسن
لرسالة (37): "الفتن وبعض علاجها": لحضرة الشيخ عباس السيد فاضل الحسني Empty18/11/2024, 22:21 من طرف Admin

» كتاب الطريق الي الله ـ الشيخ علي جمعة
لرسالة (37): "الفتن وبعض علاجها": لحضرة الشيخ عباس السيد فاضل الحسني Empty18/11/2024, 21:50 من طرف Admin

» كتاب: كتاب النفس والجسد والروح ـ ابراهيم البلتاجي
لرسالة (37): "الفتن وبعض علاجها": لحضرة الشيخ عباس السيد فاضل الحسني Empty18/11/2024, 21:38 من طرف Admin

أفضل 10 أعضاء في هذا الشهر

دخول

لقد نسيت كلمة السر


    لرسالة (37): "الفتن وبعض علاجها": لحضرة الشيخ عباس السيد فاضل الحسني

    avatar
    Admin
    Admin


    المساهمات : 68539
    تاريخ التسجيل : 25/04/2018

    لرسالة (37): "الفتن وبعض علاجها": لحضرة الشيخ عباس السيد فاضل الحسني Empty لرسالة (37): "الفتن وبعض علاجها": لحضرة الشيخ عباس السيد فاضل الحسني

    مُساهمة من طرف Admin 12/11/2019, 18:44

    الرسالة (37)
    "الفتن وبعض علاجها": لحضرة الشيخ عباس السيد فاضل الحسني:-
    بسم الله الرّحمن الرّحيم
    الحمد لله الحسيب الرقيب، والصّلاة على النّبيّ الحبيب، ناصر الحق الهادي إلى صراط مستقيم، وعلى آله وأصحابه وأحبابه ـ وسلم تسليماً كثيراً إلى أبد الآبدين.
    أمّا بعد: فقال الله تعالى: ((وَلاَ تَقْفُ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُولـئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْؤُولاً))، يرشدنا ديننا الحنيف إلى أننا لا نتبع في سلوكنا الظن والحدس، ولا نقفو ما ليس لنا به علم، فلا يصح شرعاً أن يقول إنسان ما لا يعلم، أو يعمل بما لا علم به، ولا يليق بك أيها المسلم أن تذم أحداً بما لا تعلم، وعلى هذا فشهادة الزور، وقول الزور، وقذف المحصنات، والتكلم في الناس بالظن، وتتبع العورات؛ كل هذا محرم شرعاً، إن السمع والبصر والفؤاد كل واحد من ذلك كان صاحبه عنه مسؤولاً أمام الله ـ جلَّ وعلا ـ فيقال له: لم سمعت ما لا يحل لك سماعه؟ ولم نظرت إلى ما لا يحل لك النظر إليه؟ ولم نويت وعزمت على ما لا يحل لك العزم عليه؟ واعلم أن تتبع العورات واستعمال الظن؛ داء أصيب به الناس في زماننا هذا؛ وهو يدل على خبث النفس، وانغماسها في المادة ـ والعياذ بالله تعالى.
    "أي سادة": من مخازي الزمان، التي تجمعت فانفجرت البلايا والفتن؛ وهي مصائب في النفوس، والبيوت، والتجمعات، وهي ثلاثة:-
    قوله تعالى: ((إِنَّ السَّمْعَ))، وفي ذلك فتنة الهاتف الجيبي "الموبايل": وما يقع فيه من الأكاذيب، والألفاظ المحرمة؛ "كاتخاذ الأخدان": وهو ألفاظ الحب لغير الله سراً، وغير ذلك ممّا حذر منه الشارع الحكيم.
    وهذه الألفاظ تكتب وتعرض على الحق ـ جلَّ في علاه؛ فأي حياءٍ والحق يعلم فاحشة الأقوال، وأفعال الكبائر من السماع والمشاهدة، وستشهد الأعضاء عليك؛ يوم تبعث إلى الله وحيداً فريدا؛ والكلمات البذيئة ساقطة الألفاظ والأخلاق، والتكلم في الناس بالظن وتتبع العورات؛ كل هذا محرم شرعاً، فإن السمع والبصر والفؤاد كل واحد من ذلك كان صاحبه مسؤولاً عنه أمام الله، فيقال لك: لم سمعت؟ ولم نظرت؟ ولم نويت وعزمت؟ واعلم أن تتبع العورات والسماع والنظر الحرام، داء وعار تصاب به في الدارين ـ والعياذ بالله تعالى.
    وقال ـ جلَّ جلاله: ((وَالْبَصَرَ)) ومن ذلك؛ فتنة التلفاز: وهو آلة لهوٍ فيه المحرم، وقد عمَّ البيوت، وأخذ الوقت في الغفلة أو الانشغال لغير الله ـ عزَّ وجلَّ، وبما يقع فيه من الآثام، وضعف الحياء؛ ونحن مسؤولون عن ذلك؛ كما قال تعالى: ((يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَاراً وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ عَلَيْهَا مَلَائِكَةٌ غِلَاظٌ شِدَادٌ لَا يَعْصُونَ اللَّهَ مَا أَمَرَهُمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ))، أي: أحفظوا أنفسكم من هذه النار بترك المعاصي، وفعل الطاعات، واجتناب المنهيات، التي تغضب الله ورسوله، واحفظوا أهليكم منها، بأن تأمروهم بالمعروف، وتنهوهم عن المنكر، وتعلموهم الخير، وأوامر الشرع، وتؤدبوهم بأدب القرآن، وبأخلاق رسول الله وحبه وآل بيته وأصحابه وأحبابه؛ وهذه الفضائل الإسلامية العليا بهذا يكون وقيت نفسك وأهليك من النار؛ ومن أخبث السقوط في الرذيلة وسوء الأخلاق؛ أن تكون العلاقات الخبيثة بالتعامل مع النساء عن طريق العلاقات الجنسية فيما يكون بينهما عن طريق "شبكات التواصل الاجتماعي"؛ وهذه من المؤامرات الخبيثة لتحطم الأخلاق والشخصية الإسلامية والأُسر المحافظة الطاهرة. فتنبه جداً أيها الغيور.
    وقال ـ جلَّ مجده: ((وَالْفُؤَادَ)) فيما يقع فيه من المآثم الباطنية؛ ومن ذلك الغفلة عن الله ـ عزَّ وجلَّ ـ حيث ابتعدت أحوال القلوب بدين الله عن الله ـ جلَّ وعلا؛ كما قال ـ جلَّ شأنه: ((وَلا تَكُنْ مِنَ الْغَافِلِينَ)) الذين نسوا الله فأنساهم أنفسهم، فإنهم حرموا خير الدنيا والآخرة، وأعرضوا عمن كل السعادة والفوز في ذكره وعبوديته، وأقبلوا على من كل الشقاوة والخيبة، في الاشتغال به، وهذه من الآداب التي ينبغي للعبد أن يراعيها حق رعايتها، وهي الإكثار من ذكر الله آناء الليل والنهار، خصوصا طَرَفَيِ النهار، مخلصاً خاشعاً متضرعاً، متذللاً ساكناً، متواطئاً عليه قلبه ولسانه، بأدب ووقار، وإقبال على الدعاء والذكر، وإحضار له بقلبه، وعدم غفلته، "فإن الله لا يستجيب دعاء من قلب غافل لاه"؛ كما أخبر ـ عليه الصّلاة والسّلام.
    "أي إخوتي": وبما قال الكبار، ومنهم؛ حضرة الشيخ العلامة الربّاني شيخنا عبد الله الهرشمي ـ طيّب الله روحه وذكره وثراه ـ في "المعالم" قال:-
    فالغفلة عن الله تعالى مصيبة دهياء تصيب الإنسان في حياته الدنيوية المؤقتة وينساق شرورها معه إلى حياته الأخروية الدائمة. والوقوع فيها مع ذلك أسهل ما يكون إلا إذا انتبه الإنسان على نفسه، فانتبه إلى ربّه، وكرر هذا الانتباه عدة مرات في يومه إن لم يستطع إدامة الانتباه طوال أوقاته. ولعلك تعي من هذه الحقيقة منفعة الإنسان العظمى من توزيع الصلوات المكتوبة على الخمسة الأوقات. ولعلك تفهم أيضاً وجه استحسان السنن والتطوعات. فإن الصلاة تذكر بالله ـ جلَّ جلاله، ومن يذكر الله يرتدع عن الفحشاء والمنكر.
    ولما كانت الغفلة علة دهياء وآفة نكراء لزم الإنسان الحصيف أن يستزيد من أسباب الوقاء والشفاء. فلنصف في هذه النبذة مزيداً مما يمنع وينجع، وفي النبذة التالية ما هو أدفع وأنجع.
    يومك ـ أيها الإنسان ـ نهار وليل، أربع وعشرون ساعة لا حول لك ولا طول في زيادة منها أو نقصان. وأنت تصنع بهذه الساعات كيف تشاء. فهلا جعلت نصف ساعة منها لربك: لك ثلاث وعشرون ساعة ونصف ساعة؛ ولربك نصف ساعة حسب. قسمة ضيزى، لكنها الحد الأدنى الذي يقدر عليه كل إنسان. عيّن أي وقت تشاء من أوقات فراغك في ليل أو نهار: (وإن شئت فصلِّ ركعتين بغير أوقات الكراهة فاقرأ في الركعة الأولى الفاتحة والكافرون، وفي الثانية الفاتحة والإخلاص) فاقعد أو اجلس طاهراً مستقبلاً القبلة واقرأ من حفظك كما في صلاة السر "الفاتحة" مرة واحدة، و"آية الكرسي" مرة واحدة، و"سورة الإخلاص" ثلاث مرات؛ فصلِّ على رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ ثلاثاً أو خمساً أو سبعاً أو تسعاً كما تشاء؛ فاغمض عينيك (حتى لا تشغلاك) واذكر الله جلَّ جلاله بفكرك في رأسك (دونما لفظ ولا كلام) كما تذكر ابنك أو أمك أو أباك؛ وابق ذاكراً ربك شاغلاً فكرك به وحده دونما سواه إلى آخر الوقت المخصوص ـ النصف ساعة أو نحوه. ثم واظب على هذا الذكر الخفي، ومرة كل يوم تجد منافع الرحمة والخشوع وانشراح الصدر وقوة الإرادة. وتذكّر قوله تعالى: ((فَاذْكُرُونِي أَذْكُرْكُمْ وَاشْكُرُوا لِي وَلا تَكْفُرُونِ)). [البقرة: 152].
    هذا للمسلمين كل المسلمين. وللناس كل الناس أن يذكروا الله على الوجه الذي وصفنا وإن لم يتلوا ما أسلفنا: عسى الله الغفور الرحيم أن يشرح صدورهم بالإيمان بالحي القيوم الواحد الأحد الفرد الصمد الذي لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفواً أحد، وبملائكته وكتبه ورسله دون تفريق بين رسله ولا اغترار بسلطان هذه الدنيا التي يعلم كلنا أنها فانية.
    أما السائرون في نهج الروح الإسلامي فهم لا يقتصرون في عملهم الروحاني عن النصف ساعة ووردها. إن للسائر جلسة خاصة بالنهار بعد صلاة الفجر حتى شروق الشمس، وجلسة بالليل بين صلاتي المغرب والعشاء أو بعد العشاء حينما يفرغ. وإنه يذكر الله كثيراً ما بين هذين الوقتين؛ أثناء نهوضه باعماله الدنيوية، فهو يسعى أن يكون ممن قال فيهم رب العالمين ((رِجَالٌ لا تُلْهِيهِمْ تِجَارَةٌ وَلا بَيْعٌ عَنْ ذِكْرِ اللَّهِ وَإِقَامِ الصَّلاةِ وَإِيتَاءِ الزَّكَاةِ يَخَافُونَ يَوْمًا تَتَقَلَّبُ فِيهِ الْقُلُوبُ وَالأَبْصَارُ)) وإنه إذا شغله عائق عن جلسة عقد الجلسة في وقت آخر. وهو يقرأ في جلساته (مخفتاً كما في صلاة السر) الأذكار والأوراد التي يرشده إليها مرشده العالم مما في الكتاب المجيد والسنة المطهرة؛ ثم يضيف السائر إلى هذه الأعمال تلاوة القرآن العظيم، ومراجعة الحديث النبوي الكريم، ومطالعة الكتب في ثقافة الإسلام، ومصاحبة المؤمنين الصادقين السائرين لمرضاة رب العالمين. وله إلى ذلك نعمة الختم الشريف. انتهى ما في "معالم الطريق المبارك".
    قلتُ: أما الجلستان في الوقتين بعد صلاة الفجر، وبعد صلاة المغرب؛ فهما وقتان مبالغ بهما عند السلف والخلف؛ كما قال ـ صلى الله عليه وسلم: ((لئن اقعد بين الطلوعين والغروبين وأذْكُر الله أحبَّ إليَّ مِنْ أنْ أقَاتِلَ حَتى أُقْتَلَ في سَبيلِ اللهِ))، وقال أكمل الرسل ـ صلى الله عليه وآله وسلم: ((من أحيا سُنَّة ميتة فكأنما أحياني)). أما بعد المغرب؛ فقوله تعالى: ((تَتَجَافَى جُنُوبُهُمْ عَنِ الْمَضَاجِعِ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ خَوْفًا وَطَمَعًا)) ومن معانيها: روى أبو داود عن أنس بن مالك ـ رضي الله عنه، قال فيها: كانوا يتنفلون ما بين المغرب والعشاء.
    وعن عمار بن ياسر ـ رضي الله عنهما ـ أنّ النَّبيَّ ـ صلى الله عليه وسلم، صلى بعد المغرب ست ركعات. وقال: ((مَنْ صَلَّى بَعْدَ الْمَغْرِبِ سِتَّ رَكَعَاتٍ غُفِرَتْ لَهُ ذُنُوبُهُ، وَإِنْ كَانَتْ مِثْلَ زَبَدِ الْبَحْرِ)) رواه الطبراني.
    وعن حُذَيْفَةَ ـ رضي الله عنه ـ قال: (صَلَّيْتُ مع النَّبيِّ ـ صلى الله عليه وسلم ـ الْمَغْرِبَ، فلما قَضَى الصَّلاَةَ قام يصلي، فلم يَزَلْ يصلي حتى صلّى الْعِشَاءَ ثُمَّ خَرَجَ). رواه الترمذي والنسائي وابن خزيمة وأحمد.
    أما بعد صلاة الفجر؛ كما قال أكمل الرسل ـ صلى الله عليه وسلم: ((مَنْ صَلَّى الغَدَاةَ فِي جَماعَةٍ ثُمَّ قَعَدَ يَذْكُرُ اللهَ حَتى تَطلُعُ الشَّمسُ ثُمَّ صلَّى رَكْعَتينَ كَانت لَهُ كأجرِ حجَّةٍ وعُمرةٍ)) قال ـ صلى الله عليه وسلم: ((تَامَّةٍ تَامَّةٍ تَامَّةٍ)). رواه الترمذي، وحسَّنهُ. وله شواهد متعددة، منها: ((مَنْ صَلَّى صَلاةَ الصُّبْحِ في جَمَاعَةٍ، ثُمَّ ثَبَتَ في الْمَسْجِدِ يُسَبِّحُ اللَّهَ سُبْحَةَ الضُّحَى، كان له كَأَجْرِ حَاجٍّ وَمُعْتَمِرٍ تَامًّا لَهُ حَجَّتُهُ وَعُمْرَتُهُ)) أخرجه الطبراني، ثم يدعو الله فقد ورد: "أن الدعاء بعد الطاعات مستجاب"، ثم يحمد الله ويشكره على توفيقه لذكره، والصّلاة والسّلام على خاتم النبيين والمرسلين ـ صلوات الله عليه وعليهم أجمعين، ويتضرع إلى الله سبحانه لقبول هذه الأذكار في كلّ جلسة من الجلسات ولإيصال ثوابها، قائلاً: مثل ما قدمت إلى روح رسول الله وآله وأصحابه وأوليائه السلف الصالحين والعلماء العاملين المرشدين وإلى آبائنا وأمهاتنا وسائر المؤمنين والمؤمنات، والمسلمين والمسلمات الأحياء منهم والأموات.
    اللَّهُمَّ؛ بسطوة جبروت قهرك، وبسرعة إغاثة نصرك، وبعزتك لانتهاك حرمتك، وبحمايتك لمن احتمى بآياتك، نسألك يا الله يا سميع يا مجيب يا قريب يا سريع يا منتقم يا قهار، يا شديد البطش، يا من لا يعجزه قهر الجبابرة، ولا يعظم عليه هلاك المتمردة، من الملوك الأكاسرة، والأعداء الفاجرة، أن تجعل كيد من كادنا في نحره، ومكر من مكر بنا عائداً إليه، وحفرة من حفر لنا واقعاً هو فيها، ومن نصب لنا شبكة الخداع، اجعله يا سيدي مسوقاً إليها وحصيداً فيها وأسيراً لديها. اللَّهمَّ؛ اغفر لأمة محمّد ـ صلى الله عليه وسلم، اللَّهمَّ؛ ارحم أمة محمّدٍ، اللَّهم؛ استر أمة محمّد، اللَّهم؛ اجبر أمة محمّدٍ، اللَّهم؛ احفظ أمة محمّدٍ، اللَّهم؛ انصر أمة محمّد، وصلِّ اللَّهم؛ على سيدنا محمّد صلاةً لا تُعد ولا تُحد، ولا يحصي ثوابها أحد، يا رازق النعاب في وكره، يا رازق العبد الشكور ومن جحد، يا من صفاته: ((قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ . اللَّهُ الصَّمَدُ . لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ . وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُوًا أَحَدٌ))، وارضَ اللَّهم عن آله وأصحابه وسلَّم تسليماً كثيراً إلى يوم الدين. آمينَ آمين، والحمد لله ربّ العالمين.
    ابنه وخادمه محمّد

      الوقت/التاريخ الآن هو 23/11/2024, 08:25