..الإحسان حياة.

مرحبا بك أيّها الزّائر الكريم.

انضم إلى المنتدى ، فالأمر سريع وسهل

..الإحسان حياة.

مرحبا بك أيّها الزّائر الكريم.

..الإحسان حياة.

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
..الإحسان حياة.

..الإحسان معاملة ربّانيّة بأخلاق محمّديّة، عنوانها:النّور والرّحمة والهدى

المواضيع الأخيرة

» كتاب: نهاية العالم في الكتاب المقدس - دراسة مقارنة مع القرآن الكريم ـ نور فائزة بنت عثمان
الرسالة (107): "صرخة الإصلاح، لأهل الولاية والصلاح": لحضرة الشيخ عباس السيد فاضل السيد علي الحسني Empty20/11/2024, 22:49 من طرف Admin

» كتاب مواعظ الإمام زين العابدين ـ صالح أحمد الشامي
الرسالة (107): "صرخة الإصلاح، لأهل الولاية والصلاح": لحضرة الشيخ عباس السيد فاضل السيد علي الحسني Empty18/11/2024, 23:30 من طرف Admin

» كتاب إتحاف النفوس بنفحات القدوس ـ عبد القدوس بن أسامة السامرائي
الرسالة (107): "صرخة الإصلاح، لأهل الولاية والصلاح": لحضرة الشيخ عباس السيد فاضل السيد علي الحسني Empty18/11/2024, 23:25 من طرف Admin

» كتاب الإعلام بفضل الصلاة على النبي والسلام ـ محمد بن عبد الرحمن بن علي النميري
الرسالة (107): "صرخة الإصلاح، لأهل الولاية والصلاح": لحضرة الشيخ عباس السيد فاضل السيد علي الحسني Empty18/11/2024, 23:20 من طرف Admin

» كتاب الغيب ـ محمد متولي الشعراوي
الرسالة (107): "صرخة الإصلاح، لأهل الولاية والصلاح": لحضرة الشيخ عباس السيد فاضل السيد علي الحسني Empty18/11/2024, 23:08 من طرف Admin

» كتاب الشيطان والإنسان ـ محمد متولي الشعراوي
الرسالة (107): "صرخة الإصلاح، لأهل الولاية والصلاح": لحضرة الشيخ عباس السيد فاضل السيد علي الحسني Empty18/11/2024, 23:03 من طرف Admin

» كتاب الشعراوي هنا رأيت سيدنا إبراهيم ـ سعيد أبو العنين
الرسالة (107): "صرخة الإصلاح، لأهل الولاية والصلاح": لحضرة الشيخ عباس السيد فاضل السيد علي الحسني Empty18/11/2024, 23:01 من طرف Admin

» كتاب الخير والشر ـ محمد متولي الشعراوي
الرسالة (107): "صرخة الإصلاح، لأهل الولاية والصلاح": لحضرة الشيخ عباس السيد فاضل السيد علي الحسني Empty18/11/2024, 22:57 من طرف Admin

» كتاب التربية في مدرسة النبوة ـ محمد متولي الشعراوي
الرسالة (107): "صرخة الإصلاح، لأهل الولاية والصلاح": لحضرة الشيخ عباس السيد فاضل السيد علي الحسني Empty18/11/2024, 22:55 من طرف Admin

» كتاب: إرشاد العباد إلى سبل الرشاد ـ للملبباري
الرسالة (107): "صرخة الإصلاح، لأهل الولاية والصلاح": لحضرة الشيخ عباس السيد فاضل السيد علي الحسني Empty18/11/2024, 22:41 من طرف Admin

» ـ كتاب آداب الحسن البصري ـ أبن الجوزي
الرسالة (107): "صرخة الإصلاح، لأهل الولاية والصلاح": لحضرة الشيخ عباس السيد فاضل السيد علي الحسني Empty18/11/2024, 22:34 من طرف Admin

» كتاب الله والنفس البشرية ـ لمحمد متولي الشعراوي
الرسالة (107): "صرخة الإصلاح، لأهل الولاية والصلاح": لحضرة الشيخ عباس السيد فاضل السيد علي الحسني Empty18/11/2024, 22:23 من طرف Admin

» كتاب: معرفة النفس طر يق لمعرفة الرب ـ أستاذ البصيرة عبدالوهاب حسن
الرسالة (107): "صرخة الإصلاح، لأهل الولاية والصلاح": لحضرة الشيخ عباس السيد فاضل السيد علي الحسني Empty18/11/2024, 22:21 من طرف Admin

» كتاب الطريق الي الله ـ الشيخ علي جمعة
الرسالة (107): "صرخة الإصلاح، لأهل الولاية والصلاح": لحضرة الشيخ عباس السيد فاضل السيد علي الحسني Empty18/11/2024, 21:50 من طرف Admin

» كتاب: كتاب النفس والجسد والروح ـ ابراهيم البلتاجي
الرسالة (107): "صرخة الإصلاح، لأهل الولاية والصلاح": لحضرة الشيخ عباس السيد فاضل السيد علي الحسني Empty18/11/2024, 21:38 من طرف Admin

أفضل 10 أعضاء في هذا الشهر

دخول

لقد نسيت كلمة السر


    الرسالة (107): "صرخة الإصلاح، لأهل الولاية والصلاح": لحضرة الشيخ عباس السيد فاضل السيد علي الحسني

    avatar
    Admin
    Admin


    المساهمات : 68539
    تاريخ التسجيل : 25/04/2018

    الرسالة (107): "صرخة الإصلاح، لأهل الولاية والصلاح": لحضرة الشيخ عباس السيد فاضل السيد علي الحسني Empty الرسالة (107): "صرخة الإصلاح، لأهل الولاية والصلاح": لحضرة الشيخ عباس السيد فاضل السيد علي الحسني

    مُساهمة من طرف Admin 12/11/2019, 18:12

    "صرخة الإصلاح، لأهل الولاية والصلاح": لحضرة الشيخ عباس السيد فاضل السيد علي الحسني:-
    بسم الله الرّحمن الرّحيم
    الحمد لله حمداً لذاته، مع عجزنا عن حمده ومعرفة ذاته، الحمد لله الذي هدانا لدين الإسلام، وأنعم علينا بنعمة الإيمان، ومنَّ علينا بكرامة الإحسان، ونشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك، وله الحمد، ونشهد أنَّ محمّداً عبده ورسوله، وحبيبه وصفيه، وخيرته من خلقه؛ بعثه الله بالنور الساطع، والبيان اللامع، والسيف القاطع، فبلّغ الرسالة، وأدى الأمانة، وأوضح السُنَّة، وأسَّس الشريعة، ونصح الأمة، وعبد الله حتى أتاه اليقين، ورفعه وقربه في أعلى منازل الأنبياء والمرسلين والمحبين ـ فصلوات الله عليه، وعلى إخوانه الأنبياء والمرسلين، وعلى آله وأصحابه؛ خصوصاً على خلفائه الأربعة الهادين المهتدين، ساداتنا أبي بكر وعمر وعثمان وعلي، وعلى أهل بيت النَّبيِّ الأطهار، خصوصاً؛ سيدتنا الزهراء وأولادها رياحين الحبيب ـ رضي الله عنهم، وجزاهم الله خيرا، وخصوصاً العشرة المبشرين، وأهل بدر، وأُحد، وبيعة الرضوان ـ رضي الله تعالى عليهم، وجزاهم الله عنا وعن المسلمين خيرا، وتابعيهم بإحسان إلى يوم الدين ـ رضوان الله تعالى عليهم أجمعين.
    أمّا بعدُ: فقال الله تعالى: {وَمَا أُمِرُوا إِلَّا لِيَعْبُدُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ حُنَفَاءَ وَيُقِيمُوا الصَّلَاةَ وَيُؤْتُوا الزَّكَاةَ وَذَٰلِكَ دِينُ الْقَيِّمَةِ}، فأوامر الشرع واجبة، والتارك للواجب؛ إما مخلد في النار، أو معذب بحسب الاعتقاد؛ كما قال تعالى: {مَا سَلَكَكُمْ فِي سَقَرَ . قَالُوا لَمْ نَكُ مِنَ الْمُصَلِّينَ . وَلَمْ نَكُ نُطْعِمُ الْمِسْكِينَ}، أو متهاوناً متكاسلاً أو غافلاً فيها؛ كما قال ـ جلَّ شأنه: {فَوَيْلٌ لِّلْمُصَلِّينَ . الَّذِينَ هُمْ عَن صَلاتِهِمْ سَاهُونَ . الَّذِينَ هُمْ يُرَاؤُونَ، وَيَمْنَعُونَ الْمَاعُونَ}.
    "أي سادة وأحبة": سر القبول عند الله ـ جلَّ وعلا، هو الإخلاص لوجه الله ـ عزَّ وجلَّ؛ كما قال ـ جلَّ ثناؤه: {أَلَا لِلَّهِ الدِّينُ الْخَالِصُ}، وقال ـ جلَّ وعلا: {يَبْتَغُونَ فَضْلًا مِنَ اللَّهِ وَرِضْوَانًا}، وقال ـ جلَّ مجده: {قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ . الَّذِينَ هُمْ فِي صَلَاتِهِمْ خَاشِعُون}، والخشوع فيها سر القبول، والحضور والخشوع في ساعات الليل والنهار سر الإقبال والعروج.
    "أي عزيزي في الله": انظر إلى نصين عظيمين في القرآن المجيد، قال تعالى: {مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ} وقال ـ جلَّ جلاله: {وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلَامَ دِينًا}، فبين لكم، وله ـ جلَّ وعلا ـ بون فوق مستوى الإدراك؛ "فلكم" من حيث الوجوب والفعل، "وله" ـ جلَّ وعلا ـ من حيث الإخلاص والخشوع في فعل الشريعة الغراء. وهذه مرتبة قبول الدين بتوفيقه تعالى؛ وهذا لعامة المؤمنين وخاصتهم، وهو كالأساس لكل عالم وعابد وعارف بالله تعالى.
    أما ما اختص به أهل العمل الروحي الإسلامي من الأولياء والعارفين الربانيين، هو البناء على ذلك الأساس الرصين، ألا وهو: "الصفاء": فهو انتقال بفضل الله ورحمته ـ عزَّ وجلَّ ـ من القبول إلى العروج ـ قربةً إلى الله ـ جلَّ جلالُهُ؛ كما قال ـ جلَّ ثناؤه: {وَمَنْ يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُولَٰئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ}، فيكون التجلي من الله ـ جلَّ وعلا، على القلب الصافي الذي لا دغش فيه، فيكون القلب عند ذلك أهلاً لتجليات الحق، ومستودعاً للفيوضات الإلهية. فتنبه .
    "أي سادة": إن للصفاء ظهراً وبطناً، فأما ظهره؛ فأنْ تصفي كليتك من أدناس النفس والخلق والدنيا، وأما بطنه؛ فأنْ تصفي كليتك من غبار رؤية الأعمال، وطلب الأعواض على الأعمال، والالتفات منه إلى ما سواه.
    "أي إخوتي": الإخلاص والصفاء يحتاجان إلى حفظ وسمو؛ فيكون ذلك "بوفاء الافتقار بين يدي المولى ـ جلَّ جلاله، وعمَّ فضله ونواله" ـ وما أعظم الافتقار، قال بعضهم: اعلم أنَّ الافتقار أجل مراتب المحبين، وأرفع منازل المنيبين، وأزلف حالات المريدين، وأعظم آلات الأوابين، وأجل مقامات التائبين، وأعلى وسائل المقربين، وهو أصل العبودية، وصدر الإخلاص، ورأس التقوى، ومخ الصدق، وأساس الهدى.
    ـ نِعْمَ الاستعانة بالمستعان، ثم سبب الوصول إلى طريق الهداية، واللحوق بأهل الله ـ جلَّ وعلا ـ "بالافتقار". فمن أخص خصائص العبودية: الافتقار المطلق إلى الله تعالى، قال العلّامة ابن القيم في "مدارج السالكين": الافتقار حقيقــة العبــودية ولبُّها. قال الله تعالى: {يَا أَيُّهَا النَّاسُ أَنتُمُ الْفُقَرَاءُ إلَى اللَّهِ وَاللَّهُ هُوَ الْغَنِيُّ الْـحَمِيدُ}، وقال تعالى فـي قصة موسى ـ عليه الصلاة والسلام: {فَقَالَ رَبِّ إنِّي لِـمَا أَنزَلْتَ إلَيَّ مِنْ خَيْرٍ فَقِيرٌ}، ثم قال: الفقر الحقيقي: دوام الافتقار إلى الله في كل حال، وأن يشهد العبد في كل ذرة مـن ذراتــه الظاهـرة والباطنـة فاقـة تامـة إلى الله تعالى من كل وجه.

    من اعتز بالمولى فذلك جليل ومن رام عزاً من سواه ذليل
    ولو أنَّ نفساً من براها مليكها قضت وطراً في سجدة لقليل
    قلتُ:-
    تركت الهوى بهواكم سلما إنَّ الهوى بهواكم خجلا
    ارحموني بهواكم كلما مر على قلبي هواي ارتحلا
    منيتي أقصى مرادي أنني بت في سر هواكم ثَمِلا

    قال الإمام الجليل معروف الكرخي ـ رضي الله تعالى عنه: بينما أنا أسير في البادية لم يكن معي أحد من البشر، إذ نزل شخص من السماء، فسألني ما الصفاء؟، فقلت: صدق الوفاء، فقال: صدقت، ثم عرَجَ وهو يقول: {يُوفُونَ بِالنَّذْرِ وَيَخَافُونَ يَوْمًا كَانَ شَرُّهُ مُسْتَطِيرًا}.
    أما ترى أنَّ إبراهيم ـ عليه الصّلاة والسّلام ـ وضع قدماً واحداً بصدق الوفاء، على صخرة صماء، فأمر الله تعالى؛أن اتخذوا من مقام إبراهيم مصلى.
    "إخوتي": حقيقة الصفاء: التخلق بخلق المصطفى ـ صلى الله عليه وآله وسلم، والاقتداء بأصحابه أولي الصدق والوفاء، والانقطاع إلى الملك الأعلى.
    "أي عزيزي": الافتقار إلى الله تعالى: أن يُجرِّد العبد قلبه من كل حظوظها وأهوائها، ويُقبل بكليته إلى ربه ـ عـزَّ وجلَّ ـ متذللاً بين يديه، مستسلماً لأمره ونهيه، متعلقاً قلبه بمحبته وطاعته؛ كما قال الله تعالى: {قُلْ إنَّ صَلاتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ . لا شَرِيكَ لَهُ وَبِذَلِكَ أُمِرْتُ وَأَنَا أَوَّلُ الْـمُسْلِمِينَ}.
    ـ ثم منازل ومدارج القربة إلى الله ـ جلَّ جلالُهُ، وعمَّ فَضلُهُ ونَوالُهُ ـ ومن أعظم ذلك ـ الذكر كتلاوة القرآن المجيد، وأذكار السنة، وأذكار الأئمة الربانيين.
    ـ ومن أقرب المقرب إلى ذات الحق ـ جلَّ وعلا ـ الحضور مع الله بالفكر، وذكر الله في القلب، وهذا ذكر العارفين بالله تعالى، كما قال الإمام الربّانيّ الشيخ عبد القادر الجيلاني: إذا دام القلب على ذكر الحق ـ عزَّ وجلَّ ـ جاءت إليه المعرفة، والعلم، والتوحيد، والتوكل، والإعراض عما سواه في الجملة؛ دوام الذكر سببٌ لدوام الخير في الدنيا والآخرة، إذا صح القلب صار الذكر دائماً فيه يُكتب في جوانبه وعلى جملته فتنام عيناه وقلبه ذاكر لربه ـ عزَّ وجلَّ ـ يرث ذلك عن نبيه ـ صلى الله عليه وسلم، القائل: "إِنَّ عَيْنَيَّ تَنَامَانِ وَلا يَنَامُ قَلْبِي". قال بعضهم:-
    قلوبُ العاشِقينَ لَها عُيونٌ تَرى ما لا يَراهُ الناظِرونَا
    وَأَلسِنَةٌ بأَسرارٍ تُناجي تَغيبُ عَنِ الكِرامِ الكاتِبينا
    وَأَجنِحَةٌ تَطيرُ بغَيرِ ريشٍ إلى مَلَكوتِ ربِّ العالمِينا

    قلتُ:-
    جناتُ ذِكركَ في الفؤادِ معالمٌ ومعاني حُبكَ للجِنانِ حَنانُ
    وودادُ حُبّكَ للجِنانِ مَحاسِنٌ تبقى وحُبِّكَ للنعيمِ جِنانُ
    وقال مولانا خالد المعروف بذي الجناحين ضياء الدين: الحضور والذكر للمنتهي، ثم قال: هل يستطيع البادئ ببدء أمره، أن يعمل بعمل المنتهي، قال: نعم، إذا وجد الوارث المحمدي.
    وقال العلّامة ابن القيم : والتذكر والتفكر منزلان يثمران أنواع المعارف وحقائق الإيمان والإحسان، والعارف لا يزال يعود بتفكره على تذكره وبتذكره على تفكره حتى يفتح قفل قلبه بإذن الفتاح العليم؛ قال الحسن البصري: ما زال أهل العلم يعودون بالتذكر على التفكر وبالتفكر على التذكر ويناطقون القلوب حتى نطقت).
    وقال الإمام الرباني أحمد الرفاعي: حقيقة الذكر أن تستحضر الوارث، وأن تجعل في قلبك حضرة الله.
    وقال شيخنا وتاجنا الإمام الرباني الشيخ مصطفى كمال الدين الهرشمي ـ طيب الله روحه وذكره وثراه: الرابطة والذكر القلبي هما أساس الدين، والدرجة الأولى للعروج إلى المقامات العلى، وهما للفناء والاحتظاظ برضاء الله ورسوله.
    وقال العلّامة ابن تيمية: فإنك إذا أحببت الشخص لله كان الله هو المحبوب؛ فكلما تصورته في قلبك تصورت محبوب الحق فأحببته فازداد حبك لله كما إذا ذكرت النبيّ ـ صلى الله عليه وسلم ـ والأنبياء قبله والمرسلين وأصحابه الصالحين وتصورتهم في قلبك؛ فإن ذلك يجذب قلبك إلى محبة الله المنعم عليهم وبهم إذا كنت تحبهم لله؛ فالمحبوب لله يجذب إلى محبة الله والمحب لله إذا أحب شخصاً لله؛ فإن الله هو محبوبه، فهو يحب أن يجذبه إلى الله تعالى وكل من المحب لله والمحبوب لله يجذب إلى الله.
    كما قال الله تعالى: }يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَكُونُوا مَعَ الصَّادِقِينَ{، فبين الدين وجوباً، وبين منازل القبول ومعارج القربة، إلى مقام الحب في الله إقبالاً وقبولاً، إلى مقعد صدق عند مليك مقتدر قرباً ورضوانا.
    ثم مدارج الكمال ترقياً في منازل المحبوبية: "دعوة وخدمة" في مراتب "التبليغ والصلة والتربية": تهذيباً وتحقيقاً؛ ليكون الثمر لهذه الأمة في مدارج العلم وتحقيقة، ومنازل الأحوال والمقامات في الذوق والسلوك؛ صلةً واتصالا، إنابةً وتحقيقاً ومعرجاً، ولهذه الأمة المرحومة هدى ونورا.
    قال ـ عليه الصّلاة والسّلام ـ من روحي وما مُلكت فداه : "اللَّهم أحيني مسكينا" وهي المسكنة بين يدي الله تعالى، ومن ذلك كان ـ صلى الله عليه وسلم ـ يجلس ساعة من الليل أو النهار، في خلوته مع ربه ـ جلَّ جلالُهُ وعمَّ نوالُهُ ـ ينفرد بها إنابةً وافتقاراً ورجاءً، فكان لأهل الله من تلك الساعة في كل يوم امتثالا؛ نصف ساعة أو تزيد، يتوجهون بهذه المسكنة والمحبة بين يدي الله تعالى إلى منازل القربة الشريفة المباركة، ذكراً وإخفاتاً واخباتا، ويتوجهون لأنفسهم وأحبتهم وأمتهم حضوراً وذكرا، توجهاً وافتقاراً وحباً ورجاءً، صارفين عن أفكارهم ونفوسهم وقلوبهم عن أي عائق بسيرهم إلى المولى، قبولاً وإقبالاً ورضوانا .
    اللَّهم بحق حرمة افتقار قلب الحبيب في خلوته بين يديك، وطيران عشق قلبه بك إليك يا الله ـ تبارك وتعالى ربنا وتقدس ـ وبحق مقامه الأسنى، وبحق حرمة أسمائك الحسنى؛ حققنا والأحبة بهذه المنازل العليا، وحقق الأحباب جميعاً، للصلاح والولاية معارجاً وتحقيقا، وللأمة المرحومة هدى ورجاء، اللَّهم؛ ارحمنا بالأمة، وارحم الأمة بنا، آمينَ. والصّلاة والسّلام على مولانا محمّد حبيب ربّ العالمين، وخاتم الأنبياء والمرسلين ـ عليه وعليهم أجمعين، بعدد خلقك، ورضاء نفسك، وزنة عرشك، ومداد كلماتك، وبعدد كل معلوم لك، وعلى أهل بيت النبي المكرمين، وأصحاب رسول الله الأتقياء الغر الميامين، وتابعيهم من أحباب الله أجمعين، اللَّهم اشملنا ووالدينا وجميع الأحباب معهم آمين. ارحم اللَّهم المؤمنين والمؤمنات المسلمين والمسلمات الأحياء منهم والأموات، اللَّهم؛ انصر من نصر الدين، واخذل من خذلنا وخذل المسلمين ـ وبحق أسمائك الحسنى كلّها، يا حق يا مبين، ويا ناصر ويا معين ـ برحمتك يا أرحم الراحمين، ويا أكرم الأكرمين، ويا أجود الأجودين، آمينَ آمينَ آمين . والحمد لله ربّ العالمين.
    ابنه وخادمه محمّد

      الوقت/التاريخ الآن هو 24/11/2024, 14:13