16 - ما ترك من الجهل شيئاً من أراد أن يظهر في الوقت غير ما أظهره الله فيه.
كتاب إيقاظ الهمم في شرح الحكم ابن عطاء الله السكندري
الجهل هو ضد العلم وقيل هو عدم العلم بالمقصود وهو على قسمين بسيط ومركب فالبسيط أن يجهل ويعلم أنه جاهل والمركب أن يجهل جهله وأقبح الجهل الجهل بالله وإنكاره بعد طلب معرفته قلت من آداب العارف الحقيقي أن يقر الأشياء في محلها ويسير معها على سيرها فكلما أبرزته القدرة للعيان فهو في غاية الكمال والإتقان وفي ذلك قال صاحب العينية رضي الله عنه
وكل قبيح إن نسبت لحسنه ... أتتك معاني الحسن فيه تسارع
يكمل نقصان القبيح جماله ... فما ثم نقصان ولا ثم باشع
وقال أبو الحسن النوري رضي الله عنه مراد الله من خلقه ما هم عليه فإذا أقام الله عبداً في مقام من المقامات فالواجب على العارف أن يقره فيه بقلبه كائناً ما كان فإن كان لا تسلمه الشريعة رغبة في الخروج عنه بالسياسة وينظر ما يفعل الله قال بعضهم من عامل الخلق بالشريعة طال خصمه معهم ومن عاملهم بالحقيقة عذرهم والواجب أن يعاملهم في الظاهر بالشريعة فيذكرهم وفي الباطن بالحقيقة فيعذرهم ومن أراد أن يظهر في الوقت غير ما أظهره الله تعالى في نفسه أو في غيره فقد جمع الجهل كله ولم يترك منه شيئاً حيث عارض القدر ونازع القادر وقد قال تعالى إن ربك فعال لما يريد ولو شاء ربك ما فعلوه ولو شاء ربك لآمن من في الأرض كلهم جميعاً أفأنت تكره الناس حتى يكونوا مؤمنين وفي بعض الأخبار يقول الله تبارك وتعالى من لم يرض بقضائي ولم يصبر على بلايي فليخرج من تحت سمائي وليتخذ رباً سواي وقال عبد الله بن مسعود وابن عباس رضي الله عنهما لأن الحس جمرة أحرقت ما أحرقت وأبقت ما أبقت أحب إلى من أن أقول لشيء كان ليته لم يكن أو لشيء لم يكن ليته كان وقال أبو عثمان رضي الله عنه منذ أربعين سنة ما أقامني الله تعالى في حال فكرهته ولا نقلني إلي غيره فسخطته وقال شيخ شيوخنا سيدي علي رضي الله عنه في كتابه من عرف أهل حقائق الظاهر ولم ينكر عليهم شيئاً من أحوالهم يظفر بما في أيديهم ولا يمنع خيرهم قطعاً ومن عرف أهل حقلئق الباطن ولم ينكر عليهم شيئاً من أحوالهم يظفر بما في إأيديهم على كل حال العارف بالله يجمع بين خير الفرقتين يصطحب معهما جميعاً وكل فرقة يتلون على لونها كشيخ شيوخنا رضي الله عنهم سيدي أحمد اليماني نفعنا الله به كان رضي الله عنه ممن لا ينكر حالاً من أحوال الخلق أهل الظاهر يتلمذهم في ظواهرهم ويدفعهم إليها ويقرهم فيها وأهل البواطن يتلمذهم في بواطنهم ويدفعهم إليها ويقرهم فيها فحصل له خير الفرقتين بما رزقه الله من المعرفة والحكمة قيل أن الولي الكامل يتطور بجميع الأطوار يقضي جميع الأوطار اه قلت ومن تأمل الأحاديث النبوية وجدها على هذا المنوال لأن النبي صلى الله عليه وسلم كان سيد العارفين وقدوة المربين فكان يقر الناس على ما أقامهم الله في حكمتهم ويرغبهم فيها فلذلك تجد الأحاديث متعارضة ولا تعارض في الحقيقة فإذا نظرت في أحاديث الذكر قلت لا أفضل منه وإذا نظرت في أحاديث الجهاد قلت لا أفضل منه وإذا نظرت في أحاديث فضل العلم قلت لا أفضل منه وإذا نظرت في أحاديث الزهد والتجريد من أسباب الدنيا قلت أفضل منه وإذا نظرت في أحاديث الكسب والخدمة على العيال كذلك فكل حكمة رغب النبي صلى الله عليه وسلم فيها حتى تقول لا أفضل منها تطييباً لخاطر أهلها ليكونوا فيها على بينة من ربهم ولم يأمرهم عليه السلام بالإنتقال عنها إذ مراد الله منهم هو تلك الحكمة فأقرهم عليه السلام عليها ورغبهم فيها حتى يظن من يسمع أحاديثها أنه لا أفضل منها وهو كذلك إذ لا أفضل منها في حق أهلها والحاصل أن العارف لا ينكر شيئاً ولا يجهل شيئاً وقد قال بعض العارفين ليس في الإمكان أبدع مما كان وتأويله أن ما سبق في علم الله يكون لا يمكن غيره فلا أبدع منه وسيأتي الكلام عليه إن شاء الله والله تعالى أعلم
كتاب إيقاظ الهمم في شرح الحكم ابن عطاء الله السكندري
الجهل هو ضد العلم وقيل هو عدم العلم بالمقصود وهو على قسمين بسيط ومركب فالبسيط أن يجهل ويعلم أنه جاهل والمركب أن يجهل جهله وأقبح الجهل الجهل بالله وإنكاره بعد طلب معرفته قلت من آداب العارف الحقيقي أن يقر الأشياء في محلها ويسير معها على سيرها فكلما أبرزته القدرة للعيان فهو في غاية الكمال والإتقان وفي ذلك قال صاحب العينية رضي الله عنه
وكل قبيح إن نسبت لحسنه ... أتتك معاني الحسن فيه تسارع
يكمل نقصان القبيح جماله ... فما ثم نقصان ولا ثم باشع
وقال أبو الحسن النوري رضي الله عنه مراد الله من خلقه ما هم عليه فإذا أقام الله عبداً في مقام من المقامات فالواجب على العارف أن يقره فيه بقلبه كائناً ما كان فإن كان لا تسلمه الشريعة رغبة في الخروج عنه بالسياسة وينظر ما يفعل الله قال بعضهم من عامل الخلق بالشريعة طال خصمه معهم ومن عاملهم بالحقيقة عذرهم والواجب أن يعاملهم في الظاهر بالشريعة فيذكرهم وفي الباطن بالحقيقة فيعذرهم ومن أراد أن يظهر في الوقت غير ما أظهره الله تعالى في نفسه أو في غيره فقد جمع الجهل كله ولم يترك منه شيئاً حيث عارض القدر ونازع القادر وقد قال تعالى إن ربك فعال لما يريد ولو شاء ربك ما فعلوه ولو شاء ربك لآمن من في الأرض كلهم جميعاً أفأنت تكره الناس حتى يكونوا مؤمنين وفي بعض الأخبار يقول الله تبارك وتعالى من لم يرض بقضائي ولم يصبر على بلايي فليخرج من تحت سمائي وليتخذ رباً سواي وقال عبد الله بن مسعود وابن عباس رضي الله عنهما لأن الحس جمرة أحرقت ما أحرقت وأبقت ما أبقت أحب إلى من أن أقول لشيء كان ليته لم يكن أو لشيء لم يكن ليته كان وقال أبو عثمان رضي الله عنه منذ أربعين سنة ما أقامني الله تعالى في حال فكرهته ولا نقلني إلي غيره فسخطته وقال شيخ شيوخنا سيدي علي رضي الله عنه في كتابه من عرف أهل حقائق الظاهر ولم ينكر عليهم شيئاً من أحوالهم يظفر بما في أيديهم ولا يمنع خيرهم قطعاً ومن عرف أهل حقلئق الباطن ولم ينكر عليهم شيئاً من أحوالهم يظفر بما في إأيديهم على كل حال العارف بالله يجمع بين خير الفرقتين يصطحب معهما جميعاً وكل فرقة يتلون على لونها كشيخ شيوخنا رضي الله عنهم سيدي أحمد اليماني نفعنا الله به كان رضي الله عنه ممن لا ينكر حالاً من أحوال الخلق أهل الظاهر يتلمذهم في ظواهرهم ويدفعهم إليها ويقرهم فيها وأهل البواطن يتلمذهم في بواطنهم ويدفعهم إليها ويقرهم فيها فحصل له خير الفرقتين بما رزقه الله من المعرفة والحكمة قيل أن الولي الكامل يتطور بجميع الأطوار يقضي جميع الأوطار اه قلت ومن تأمل الأحاديث النبوية وجدها على هذا المنوال لأن النبي صلى الله عليه وسلم كان سيد العارفين وقدوة المربين فكان يقر الناس على ما أقامهم الله في حكمتهم ويرغبهم فيها فلذلك تجد الأحاديث متعارضة ولا تعارض في الحقيقة فإذا نظرت في أحاديث الذكر قلت لا أفضل منه وإذا نظرت في أحاديث الجهاد قلت لا أفضل منه وإذا نظرت في أحاديث فضل العلم قلت لا أفضل منه وإذا نظرت في أحاديث الزهد والتجريد من أسباب الدنيا قلت أفضل منه وإذا نظرت في أحاديث الكسب والخدمة على العيال كذلك فكل حكمة رغب النبي صلى الله عليه وسلم فيها حتى تقول لا أفضل منها تطييباً لخاطر أهلها ليكونوا فيها على بينة من ربهم ولم يأمرهم عليه السلام بالإنتقال عنها إذ مراد الله منهم هو تلك الحكمة فأقرهم عليه السلام عليها ورغبهم فيها حتى يظن من يسمع أحاديثها أنه لا أفضل منها وهو كذلك إذ لا أفضل منها في حق أهلها والحاصل أن العارف لا ينكر شيئاً ولا يجهل شيئاً وقد قال بعض العارفين ليس في الإمكان أبدع مما كان وتأويله أن ما سبق في علم الله يكون لا يمكن غيره فلا أبدع منه وسيأتي الكلام عليه إن شاء الله والله تعالى أعلم
20/11/2024, 22:49 من طرف Admin
» كتاب مواعظ الإمام زين العابدين ـ صالح أحمد الشامي
18/11/2024, 23:30 من طرف Admin
» كتاب إتحاف النفوس بنفحات القدوس ـ عبد القدوس بن أسامة السامرائي
18/11/2024, 23:25 من طرف Admin
» كتاب الإعلام بفضل الصلاة على النبي والسلام ـ محمد بن عبد الرحمن بن علي النميري
18/11/2024, 23:20 من طرف Admin
» كتاب الغيب ـ محمد متولي الشعراوي
18/11/2024, 23:08 من طرف Admin
» كتاب الشيطان والإنسان ـ محمد متولي الشعراوي
18/11/2024, 23:03 من طرف Admin
» كتاب الشعراوي هنا رأيت سيدنا إبراهيم ـ سعيد أبو العنين
18/11/2024, 23:01 من طرف Admin
» كتاب الخير والشر ـ محمد متولي الشعراوي
18/11/2024, 22:57 من طرف Admin
» كتاب التربية في مدرسة النبوة ـ محمد متولي الشعراوي
18/11/2024, 22:55 من طرف Admin
» كتاب: إرشاد العباد إلى سبل الرشاد ـ للملبباري
18/11/2024, 22:41 من طرف Admin
» ـ كتاب آداب الحسن البصري ـ أبن الجوزي
18/11/2024, 22:34 من طرف Admin
» كتاب الله والنفس البشرية ـ لمحمد متولي الشعراوي
18/11/2024, 22:23 من طرف Admin
» كتاب: معرفة النفس طر يق لمعرفة الرب ـ أستاذ البصيرة عبدالوهاب حسن
18/11/2024, 22:21 من طرف Admin
» كتاب الطريق الي الله ـ الشيخ علي جمعة
18/11/2024, 21:50 من طرف Admin
» كتاب: كتاب النفس والجسد والروح ـ ابراهيم البلتاجي
18/11/2024, 21:38 من طرف Admin