إلهي أن القضاء والقدر قد غلبني فلا حيلة لي إلا رجاء حولك وقوتك وأن الهوى بوثائق أسرني فكن أنت الناصر لي
دون واسطة من غيرك حتى تنصرني على من يصدني عنك واعني بفضلك حتى أستغني بك عن طلبي
المناجاة السابعة والعشرين
المناجاة العطائية ابن عطاء الله السكندري شرح ابن عجيبة الحسني
فكم أعزم على الطاعه والقضاء يغلبني وكم أفر من المعاصي والقدر يقحمني فلا حيلة لي إلا رجاء حولك وقوتك أي ربطني وحبسني عن النهوض إلى حضرتك والفوز بدخول جنتك فكن أنت الناصر لي دون واسطة من غيرك حتى تنصرني على من يصدني عنك من تعلق بجنابي أولاذ بسبي وهذا كما قال الشيخ أبو الحسن رضي الله عنه وأغننا بلا سبب واجعلنا سبب الغنى لأوليائك وبرزخاً بينهم وبين أعدائك ثم سأل الغنى الأكبر فقال واعني بفضلك حتى أستغني بك عن طلبي فإن العبد إذا تعمر قلبه بالله استغنى به حتى عن طلبه وربما دلهم الأدب على ترك الطلب وهذه هي السعادة العظمى والولاية الكبرى كما قال الشيخ أبو الحسن رضي الله عنه فالسعيد حقاً من أغنيته عن السؤال منك وهذه نتيجة أنوار الولاية التي أشرقت في قلوب العارفين وهذا معنى قوله أنت الذي أشرقت الأنوار في قلوب أوليائك حتى ظهر الحق وزهق عنهم الباطل فعرفوك ووحدوك وأنت الذي أزلت الأغيار من قلوب أحبائك فملأتها بانوار شهودك فأحبوك ولم يحبوا سواك لأنهم لم يشهدوه وأنت المؤنس لهم بحلاوة ذكرك وشهود نورك حيث أوحشتهم العوالم فلم يستأنسوا بشيء منها بل استوحشوا مها من حيث كونيتها واستأنسوا بصانعها والمتجلي فيها فأبدلهم الله الأنس به في الخلوات والمجالسة معه في الفلوات بحلاوة المشاهدة والمكالمة والمسارة والمناجاة وهذا النعيم المقيم والفوز العظيم قال ذو النون المصري رضي الله عنه بينما أنا أمشي في البادية إذ لقيتنى امرأة فقالت من أنت فقلت رجل غريب فقالت وهل توجد مع الله غربة وكتب مطرف بن الشخير إلى عمر بن عبد العزيز رضي الله عنهما وليكن أنسك بالله وانقطاعك إليه فإن لله عباداً استأنسوا بالله فكانوا في وحدتهم أشد استثئناساً منهم مع الناس في كثرتهم وأوحش ما يكون الناس أنس ما يكونون وأنس ما يكون الناس أوحش ما يكونون اه أنت الذي هديتهم حتى استبانت لهم المعالم أي أنت الذي هديتهم طريق الوصول إلى حضرتك حتى أستبانت أي ظهرت لهم معالم
أي علامات التحقيق وهذا من الشيخ رضي الله عنه تعريض بالسؤال وهو أعظم من التصريح وكأنه يقول إليه كما أشرقت الأنوار في قلوب أوليائك حتى عرفوك وكما أزلت الأغيار من قلوب أحبائك حتى أحبوك وكما أنستهم حيث أوحشتهم العوالم وهديتهم حتى استبانت لهم المعالم فأشرق أنوار المعارف في قلبي حتى أعرفك وأزل الأغيار من قلبي حتى أحبك وأنسنى بك حيث أوحشتني العوالم واهدني إلى طريق التحقيق حتى نتبين لي المعالم فأستغني بك عن كل شئ وأجدك عند كل شئ كما قال ماذا وجد من فقدك ولو ملك الدنيا بحذافيرها فهو أفقر الفقراء كما قال الشاعري علامات التحقيق وهذا من الشيخ رضي الله عنه تعريض بالسؤال وهو أعظم من التصريح وكأنه يقول إليه كما أشرقت الأنوار في قلوب أوليائك حتى عرفوك وكما أزلت الأغيار من قلوب أحبائك حتى أحبوك وكما أنستهم حيث أوحشتهم العوالم وهديتهم حتى استبانت لهم المعالم فأشرق أنوار المعارف في قلبي حتى أعرفك وأزل الأغيار من قلبي حتى أحبك وأنسنى بك حيث أوحشتني العوالم واهدني إلى طريق التحقيق حتى نتبين لي المعالم فأستغني بك عن كل شئ وأجدك عند كل شئ كما قال ماذا وجد من فقدك ولو ملك الدنيا بحذافيرها فهو أفقر الفقراء كما قال الشاعر
لكل شئ إذا فارقته عوض ... وليس لله أن فارقت من عوض
قيل للشبلي أي الخسران أعظم قال من فاتته الجنة ودخل النار فلما مات رئ في المنام فقيل له ما فعل الله بك فقال لم يطالبني بالبراهين على الدعاوى الأعلى شئ واحد قلت ذات يوم لا خسارة أعظم من خسران الجنة ودخول النار فقال لي وأي خسارة أعظم من خسران لقائي أي شهودى ومعرفتي وما الذي فقد من وجدك لقد ملك الوجود بأسره واستغنى غنى لا فقر بعده آخر دهره لقد خاب من رضى دونك بدلاً أي لقد خاب وخسر من أحب شيئاً دونك ورضيه بدلاً بك وأنشدوا
سهير العيون لغير وجهك باطل ... وبكاؤهن لغير فقدك ضائع
أيظن أني فيك مشترك الهوى ... هيهات قد جمع الهوى بك جامع
بصرى وسمعي طائعان وإنما ... أنا مبصر بك في الحياة وسامع
ولقد خسر من بغي عنك متحولاً أي ولقد خسر من أوقفته ببابك ثم طلب باب غيرك وتحول إليه والتجأ إلى غير جنابك فلا أخسر منه ولا أبخس صفقة من تجارته ترك باب الكريم والتجأ إلى باب العبد اللئيم فقوله متحولاً مفعول لبغي بمعنى طلب وهو اسم مفعول بمعنى المصدر وعنك متعلق بالمصدر أي ولقد خسر من طلب تحولا عن جنابك العظيم وبابك الكريم كيف يرجى سواك وأنت ما قطعت الإحسان ولا تقطعه أبداً عن الإنسان أم كيف يطلب من غيرك وأنت ما بدلت عادة الإمتنان بل امتنانك فائض على الأنام وهو واصل إليهم على الدوام عرفه العارفون وجحدوه الغافلون يا من أذاق أحبابه حلاوة مؤانسته وذلك حين استوحشوا من مؤانسة غيره فقاموا بين يديه متملقين قلت التملق هو التلطف في بث الشكوى والتودد بمساررة النجوى وفي الحديث إذا أحب الله عبداً قال للملائكة إذا دعا أخروا حاجة عبدي فإني أحب أن أسمع صوته فالتملق بين يدي الحبيب ومساررة القريب هي من أعظم الرغائب وأفضل المطالب لا يعرفها إلا أهل الشوق والاشتقاق كما قال الشاعر
سفينة الحب في بحر الهوى وقفت ... فامنن على بريح منك يجريها
لا يعرف الشوق إلا من يكابده ... ولا الصبابة إلا من يعانيها
لا أوحش الله منكم من يحبكم ... وأنس الله دارا أنتم فيها
يا من ألبس أولياءه العارفين ملابس هيبته حتى هابهم كل شيء وخاف مهم كل شيء ولم يخافوا من شيء وفي الحديث من خاف الله خاف كل شيء ومن لم يخف الله أخافه كل شيء وحيث ألبستهم لباس هيبته فقاموا بعزته مستعزين لما رفعوا همتهم عن الخلق أعزهم الله ولما رفعوا همتهم عن الدنيا أعزهم الخلق فإن الولى إذا أراد الله أن يرده إلى خلقه لينفع به عباده ألبسه حلتين حلة البهاء والجمال ليقبل الناس عليه بالمحبة والوصال فيغنيهم الله به وحلة الهيبة والجلال ليمتثل أمره إذا أمر إذا أمر ويجتنب نهية إذا نهى وهاتان الحلتان يكساهما عند الرسوخ والتمكين وإلى ذلك أشار بعض الشعراء والله أعلم بقوله
أن عرفان ذي الجلال لعز ... وضياء وبهجه وسرور
وعلى العارفين أيضاً بهاء ... وعليهم من المحبة نور
فهنيئاً لمن عرفك إلهي ... هو والله دهره مسرور
فلما كانوا لله وبالله ومع الله أعزهم الله وأعزهم من أعزهم قيل في تفسير قوله تعالى تعز من تشاء قال بأن يكون لك بك معك بين يديك اه وسبب العز من الله هو ذكر الله كما قال أنت الذاكر من قبل الذاكرين أي أنت الذاكر لهم من قبل أن يذكروك فلولا ذكرك إياهم ما ذكروك قال أبو يزيد رضي الله عنه غلطت في بداية أمري في أربعة أشياء توهمت أني اذكره واعرفه وأحبه وأطلبه فلما انتهيت رأيت ذكره سبق ذكرى ومعرفته سبقت معرفتي ومحبته أقدم من محبتي وطلبه لي اولاً حتى طلبته وأنت البادئ بالاحسان من قبل توجه العابدين فلما بدأتهم بالإحسان توجهوا إليك بالطاعة والإذعان وأنت الجواد بالعطاء من قبل طلب الطالبين حل حكم الأزل أن يضاف إلى الأسباب والعلل وأنت الوهاب ثم أنت لما وهبتنا من المستقرضين فقد وهبت لنا النعم وأمرتنا بالسخاء والكرم ووفقتنا لعطائها ووعدتنا بالنعيم الجزيل عليها فلله ما أعطى وله ما أخذ فإذا عرف العبد هذا لم تبق له وسيلة يتوسل بها الأفضل الله وكرمه وفي مناجاة الجنيد رضي الله عنه يا ذاكر الذاكرين بما به ذكروه يا بادئ العارفين بما فيه عرفوه يا موفق العابدين لصالح ما عملوه من ذا الذي يشفع عندك إلا بإذنك من ذا الذي الذي يشفع عندك إلا بأذنك من ذا يذكرك إلا بفضل واستعراض الرب من عبده ما وهبه له غاية في ترفيعه لقدرة وإبانته لشرفه ووعده مع ذلك جزيل جزيل الثواب نهاية في إكرامه له وتفضله عليه وقال بعضهم ملكك ثم اشترى منك ما ملكك ليثبت لك معه نسبه ثم استقرض منك ما اشتراه ثم وعدك عليه من العوض أضعافاً بين فيه أن نعمه وعطاياه بعيدتان أن تكونا مشوبتين بالعلل اه قال ابن عباد رضي الله عنه ولما بين أن طلب الحق سابق على طلب العبد طلب منه أن يطلبه ليتحقق منه الطلب فقال في المناجاة الثامنة والعشرين
دون واسطة من غيرك حتى تنصرني على من يصدني عنك واعني بفضلك حتى أستغني بك عن طلبي
المناجاة السابعة والعشرين
المناجاة العطائية ابن عطاء الله السكندري شرح ابن عجيبة الحسني
فكم أعزم على الطاعه والقضاء يغلبني وكم أفر من المعاصي والقدر يقحمني فلا حيلة لي إلا رجاء حولك وقوتك أي ربطني وحبسني عن النهوض إلى حضرتك والفوز بدخول جنتك فكن أنت الناصر لي دون واسطة من غيرك حتى تنصرني على من يصدني عنك من تعلق بجنابي أولاذ بسبي وهذا كما قال الشيخ أبو الحسن رضي الله عنه وأغننا بلا سبب واجعلنا سبب الغنى لأوليائك وبرزخاً بينهم وبين أعدائك ثم سأل الغنى الأكبر فقال واعني بفضلك حتى أستغني بك عن طلبي فإن العبد إذا تعمر قلبه بالله استغنى به حتى عن طلبه وربما دلهم الأدب على ترك الطلب وهذه هي السعادة العظمى والولاية الكبرى كما قال الشيخ أبو الحسن رضي الله عنه فالسعيد حقاً من أغنيته عن السؤال منك وهذه نتيجة أنوار الولاية التي أشرقت في قلوب العارفين وهذا معنى قوله أنت الذي أشرقت الأنوار في قلوب أوليائك حتى ظهر الحق وزهق عنهم الباطل فعرفوك ووحدوك وأنت الذي أزلت الأغيار من قلوب أحبائك فملأتها بانوار شهودك فأحبوك ولم يحبوا سواك لأنهم لم يشهدوه وأنت المؤنس لهم بحلاوة ذكرك وشهود نورك حيث أوحشتهم العوالم فلم يستأنسوا بشيء منها بل استوحشوا مها من حيث كونيتها واستأنسوا بصانعها والمتجلي فيها فأبدلهم الله الأنس به في الخلوات والمجالسة معه في الفلوات بحلاوة المشاهدة والمكالمة والمسارة والمناجاة وهذا النعيم المقيم والفوز العظيم قال ذو النون المصري رضي الله عنه بينما أنا أمشي في البادية إذ لقيتنى امرأة فقالت من أنت فقلت رجل غريب فقالت وهل توجد مع الله غربة وكتب مطرف بن الشخير إلى عمر بن عبد العزيز رضي الله عنهما وليكن أنسك بالله وانقطاعك إليه فإن لله عباداً استأنسوا بالله فكانوا في وحدتهم أشد استثئناساً منهم مع الناس في كثرتهم وأوحش ما يكون الناس أنس ما يكونون وأنس ما يكون الناس أوحش ما يكونون اه أنت الذي هديتهم حتى استبانت لهم المعالم أي أنت الذي هديتهم طريق الوصول إلى حضرتك حتى أستبانت أي ظهرت لهم معالم
أي علامات التحقيق وهذا من الشيخ رضي الله عنه تعريض بالسؤال وهو أعظم من التصريح وكأنه يقول إليه كما أشرقت الأنوار في قلوب أوليائك حتى عرفوك وكما أزلت الأغيار من قلوب أحبائك حتى أحبوك وكما أنستهم حيث أوحشتهم العوالم وهديتهم حتى استبانت لهم المعالم فأشرق أنوار المعارف في قلبي حتى أعرفك وأزل الأغيار من قلبي حتى أحبك وأنسنى بك حيث أوحشتني العوالم واهدني إلى طريق التحقيق حتى نتبين لي المعالم فأستغني بك عن كل شئ وأجدك عند كل شئ كما قال ماذا وجد من فقدك ولو ملك الدنيا بحذافيرها فهو أفقر الفقراء كما قال الشاعري علامات التحقيق وهذا من الشيخ رضي الله عنه تعريض بالسؤال وهو أعظم من التصريح وكأنه يقول إليه كما أشرقت الأنوار في قلوب أوليائك حتى عرفوك وكما أزلت الأغيار من قلوب أحبائك حتى أحبوك وكما أنستهم حيث أوحشتهم العوالم وهديتهم حتى استبانت لهم المعالم فأشرق أنوار المعارف في قلبي حتى أعرفك وأزل الأغيار من قلبي حتى أحبك وأنسنى بك حيث أوحشتني العوالم واهدني إلى طريق التحقيق حتى نتبين لي المعالم فأستغني بك عن كل شئ وأجدك عند كل شئ كما قال ماذا وجد من فقدك ولو ملك الدنيا بحذافيرها فهو أفقر الفقراء كما قال الشاعر
لكل شئ إذا فارقته عوض ... وليس لله أن فارقت من عوض
قيل للشبلي أي الخسران أعظم قال من فاتته الجنة ودخل النار فلما مات رئ في المنام فقيل له ما فعل الله بك فقال لم يطالبني بالبراهين على الدعاوى الأعلى شئ واحد قلت ذات يوم لا خسارة أعظم من خسران الجنة ودخول النار فقال لي وأي خسارة أعظم من خسران لقائي أي شهودى ومعرفتي وما الذي فقد من وجدك لقد ملك الوجود بأسره واستغنى غنى لا فقر بعده آخر دهره لقد خاب من رضى دونك بدلاً أي لقد خاب وخسر من أحب شيئاً دونك ورضيه بدلاً بك وأنشدوا
سهير العيون لغير وجهك باطل ... وبكاؤهن لغير فقدك ضائع
أيظن أني فيك مشترك الهوى ... هيهات قد جمع الهوى بك جامع
بصرى وسمعي طائعان وإنما ... أنا مبصر بك في الحياة وسامع
ولقد خسر من بغي عنك متحولاً أي ولقد خسر من أوقفته ببابك ثم طلب باب غيرك وتحول إليه والتجأ إلى غير جنابك فلا أخسر منه ولا أبخس صفقة من تجارته ترك باب الكريم والتجأ إلى باب العبد اللئيم فقوله متحولاً مفعول لبغي بمعنى طلب وهو اسم مفعول بمعنى المصدر وعنك متعلق بالمصدر أي ولقد خسر من طلب تحولا عن جنابك العظيم وبابك الكريم كيف يرجى سواك وأنت ما قطعت الإحسان ولا تقطعه أبداً عن الإنسان أم كيف يطلب من غيرك وأنت ما بدلت عادة الإمتنان بل امتنانك فائض على الأنام وهو واصل إليهم على الدوام عرفه العارفون وجحدوه الغافلون يا من أذاق أحبابه حلاوة مؤانسته وذلك حين استوحشوا من مؤانسة غيره فقاموا بين يديه متملقين قلت التملق هو التلطف في بث الشكوى والتودد بمساررة النجوى وفي الحديث إذا أحب الله عبداً قال للملائكة إذا دعا أخروا حاجة عبدي فإني أحب أن أسمع صوته فالتملق بين يدي الحبيب ومساررة القريب هي من أعظم الرغائب وأفضل المطالب لا يعرفها إلا أهل الشوق والاشتقاق كما قال الشاعر
سفينة الحب في بحر الهوى وقفت ... فامنن على بريح منك يجريها
لا يعرف الشوق إلا من يكابده ... ولا الصبابة إلا من يعانيها
لا أوحش الله منكم من يحبكم ... وأنس الله دارا أنتم فيها
يا من ألبس أولياءه العارفين ملابس هيبته حتى هابهم كل شيء وخاف مهم كل شيء ولم يخافوا من شيء وفي الحديث من خاف الله خاف كل شيء ومن لم يخف الله أخافه كل شيء وحيث ألبستهم لباس هيبته فقاموا بعزته مستعزين لما رفعوا همتهم عن الخلق أعزهم الله ولما رفعوا همتهم عن الدنيا أعزهم الخلق فإن الولى إذا أراد الله أن يرده إلى خلقه لينفع به عباده ألبسه حلتين حلة البهاء والجمال ليقبل الناس عليه بالمحبة والوصال فيغنيهم الله به وحلة الهيبة والجلال ليمتثل أمره إذا أمر إذا أمر ويجتنب نهية إذا نهى وهاتان الحلتان يكساهما عند الرسوخ والتمكين وإلى ذلك أشار بعض الشعراء والله أعلم بقوله
أن عرفان ذي الجلال لعز ... وضياء وبهجه وسرور
وعلى العارفين أيضاً بهاء ... وعليهم من المحبة نور
فهنيئاً لمن عرفك إلهي ... هو والله دهره مسرور
فلما كانوا لله وبالله ومع الله أعزهم الله وأعزهم من أعزهم قيل في تفسير قوله تعالى تعز من تشاء قال بأن يكون لك بك معك بين يديك اه وسبب العز من الله هو ذكر الله كما قال أنت الذاكر من قبل الذاكرين أي أنت الذاكر لهم من قبل أن يذكروك فلولا ذكرك إياهم ما ذكروك قال أبو يزيد رضي الله عنه غلطت في بداية أمري في أربعة أشياء توهمت أني اذكره واعرفه وأحبه وأطلبه فلما انتهيت رأيت ذكره سبق ذكرى ومعرفته سبقت معرفتي ومحبته أقدم من محبتي وطلبه لي اولاً حتى طلبته وأنت البادئ بالاحسان من قبل توجه العابدين فلما بدأتهم بالإحسان توجهوا إليك بالطاعة والإذعان وأنت الجواد بالعطاء من قبل طلب الطالبين حل حكم الأزل أن يضاف إلى الأسباب والعلل وأنت الوهاب ثم أنت لما وهبتنا من المستقرضين فقد وهبت لنا النعم وأمرتنا بالسخاء والكرم ووفقتنا لعطائها ووعدتنا بالنعيم الجزيل عليها فلله ما أعطى وله ما أخذ فإذا عرف العبد هذا لم تبق له وسيلة يتوسل بها الأفضل الله وكرمه وفي مناجاة الجنيد رضي الله عنه يا ذاكر الذاكرين بما به ذكروه يا بادئ العارفين بما فيه عرفوه يا موفق العابدين لصالح ما عملوه من ذا الذي يشفع عندك إلا بإذنك من ذا الذي الذي يشفع عندك إلا بأذنك من ذا يذكرك إلا بفضل واستعراض الرب من عبده ما وهبه له غاية في ترفيعه لقدرة وإبانته لشرفه ووعده مع ذلك جزيل جزيل الثواب نهاية في إكرامه له وتفضله عليه وقال بعضهم ملكك ثم اشترى منك ما ملكك ليثبت لك معه نسبه ثم استقرض منك ما اشتراه ثم وعدك عليه من العوض أضعافاً بين فيه أن نعمه وعطاياه بعيدتان أن تكونا مشوبتين بالعلل اه قال ابن عباد رضي الله عنه ولما بين أن طلب الحق سابق على طلب العبد طلب منه أن يطلبه ليتحقق منه الطلب فقال في المناجاة الثامنة والعشرين
20/11/2024, 22:49 من طرف Admin
» كتاب مواعظ الإمام زين العابدين ـ صالح أحمد الشامي
18/11/2024, 23:30 من طرف Admin
» كتاب إتحاف النفوس بنفحات القدوس ـ عبد القدوس بن أسامة السامرائي
18/11/2024, 23:25 من طرف Admin
» كتاب الإعلام بفضل الصلاة على النبي والسلام ـ محمد بن عبد الرحمن بن علي النميري
18/11/2024, 23:20 من طرف Admin
» كتاب الغيب ـ محمد متولي الشعراوي
18/11/2024, 23:08 من طرف Admin
» كتاب الشيطان والإنسان ـ محمد متولي الشعراوي
18/11/2024, 23:03 من طرف Admin
» كتاب الشعراوي هنا رأيت سيدنا إبراهيم ـ سعيد أبو العنين
18/11/2024, 23:01 من طرف Admin
» كتاب الخير والشر ـ محمد متولي الشعراوي
18/11/2024, 22:57 من طرف Admin
» كتاب التربية في مدرسة النبوة ـ محمد متولي الشعراوي
18/11/2024, 22:55 من طرف Admin
» كتاب: إرشاد العباد إلى سبل الرشاد ـ للملبباري
18/11/2024, 22:41 من طرف Admin
» ـ كتاب آداب الحسن البصري ـ أبن الجوزي
18/11/2024, 22:34 من طرف Admin
» كتاب الله والنفس البشرية ـ لمحمد متولي الشعراوي
18/11/2024, 22:23 من طرف Admin
» كتاب: معرفة النفس طر يق لمعرفة الرب ـ أستاذ البصيرة عبدالوهاب حسن
18/11/2024, 22:21 من طرف Admin
» كتاب الطريق الي الله ـ الشيخ علي جمعة
18/11/2024, 21:50 من طرف Admin
» كتاب: كتاب النفس والجسد والروح ـ ابراهيم البلتاجي
18/11/2024, 21:38 من طرف Admin