محاضرة أزلية على نشأة أبدية .كتاب عنقاء مغرب في ختم الأولياء وشمس المغرب الشيخ الأكبر ابن العربي الطائي الحاتمي
كتاب عنقاء مغرب في ختم الأولياء وشمس المغرب الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي الطائي الحاتمي
محاضرة أزلية على نشأة أبدية :-
اجتمعت الأسماء بحضرة المسمى اجتماعا وتريا منزها عن العدد في غير مادة ولا أمد كالأسماء والصفات الإلهية تتخاطب كلها دون انفصال على مقتضيات الحكمة لتأخذ عن الذات الإلهية ما أرادته فلما أخذ كل اسم فيها مرتبته ولم يعد منزلته، فتنازعوا الحديث دون محاورة وأشار كل اسم إلى الذي بجانبه دون ملاصقة ولا مجاورة وقالوا يا ليت شعرنا هل يتضمن الوجود غيرنا.
فأعرف واحد منهم ما يكون، إلا اسمان.
أحدهما العلم المكنون فرجعت الأسماء وأشار إلى الاسم العليم الفاضل. وقالوا أنت لنا الحكم العادل فقال نعم بسم اللّه وأشار إلى الاسم الجامع الرحمن، وأشار إلى الاسم التابع الرحيم، وأشار إلى الاسم الأعظم العظيم وصلى اللّه ورجع إلى الجامع من جهة الرحمة على النبي وأشار إلى الاسم الخبير، والعلى محمد الكريم وأشار إلى الاسم الحميد، خاتم الأنبياء، وأول الأمة وصاحب لواء الحمد.
«عن أبي سعيد قال: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم أنا سيد ولد آدم ولا فخر، وأنا أول من تنشق الأرض عنه يوم القيامة ولا فخر، وأنا أول شافع وأول مشفع ولا فخر، ولواء الحمد بيدي يوم القيامة ولا فخر، وأنا أول من يفتح أبواب الجنة ولا فخر".رواه ابن ماجة في سننه (4308) في باب ذكر الشفاعة من كتاب الزهد.».
والنعمة، فنظر من الأسماء من لم يكن له فيما ذكره العليم حظ، ولا جرى عليه من أسماء الكويم لفظ،
وقال العليم من ذا الذي صليت عليه، وأشرت في كلامك إليه، وقرنته بحضرة جمعنا، وقرعت به باب معنا ثم خخصت بعضنا بالإشارة والتقييد إلى اسمه الرحيم والحميد فقال لهم عجبا وهذا هو الذي سألتموني عنه أن أبينه لكم تحقيقا وأوضح لكم إلى معرفته طريقا هو موجود يضاهيكم في حضرتكم،
وظهر عليه آثار نفحتكم، فلا يكون فلا يكون في هذه الحضرة شئ إلا ويكون فيه ويحصله ويستوفيه، ويشارككم في أسمائكم، ويعلم بي حقائق أنبائكم، وعن هذا الموجود المذكور، الصادر من حضرتكم، وأشار إلى بعض الأسماء منها الموجود والنور، يكون الكنه والكيف والابن وفيه يظهر بالاسم الظاهر حقائكم، وإليه بالاسم المنان وأصحابه يمتد فائقكم، فقالت نبهنا عن أمر لم نكن به عليما وكان هذا الاسم إشارته إلى المفضل علينا عظيما.
فمتى يكون هذا الأمر، ويلوح هذا السر؟
فقال سألتم الخبير واهتديتم بالبصير، ولسنا في زمان فيكون بيننا وبين وجود هذا الكون مدة وأوان، فغاية الزمان في حقنا ملاحظة المشيئة حضرة القديم والنسبة، فتعالوا نسأل هذا الاسم الإحاطى في جنسه، المنزه في نفسه.
وأشار إلى المريد فقيل له متى يكون علام التقييد في الوجود الذي يكون لنا فيه الحكم والصولة وتجول بظهور أثارنا عليه الكون على ما ذكره الاسم العليم حوله.
فقال المريد: وكأن به قد كان، ويوجد في الأعيال، وقال الاسم العليم، ويسمى الإنسان، ويصطفيه الاسم الرحمن ويقبض عليه الاسم المحسن وأصحابه سوابغ الإحسان فأطلق اسم الرحمن محيا وحيا المحسن وبياه، وقال نعم الأخ ونعم الصاحب، وكذا الاسم الواهب
فقال اسم الوهاب : فقال أنا المعطى بحساب وغير حساب فقال الاسم الحبيب أقيد عليكم ما تهبونه واحسب عليكم ما تعطونه بشهادة الاسم الشهيد فإني صاحب الضبط والتقييد غير أن الاسم العليم قد يعرف المعطى له ما يحصل له في وقت، ويبهم عليه الاسم المزيد في وقت أبهى ما يعلمه ولا يمضيه ويريد الشئ ويريد ضده، فلا يقضيه،
فلا زوال لي عنكما ولا فراق لي متكما فأنا لكم لزيم ونعم الجار والحميم فوزعت الأسماء كلها مملكة العبد الإنسانى على هذا الحد الرباني ونفاخرت في الحضرة الإلهية الذاتية بحقائقها وبينت حكم مسالكها وطرائقها وعجلوا في وجود هذا الكون رغبة في أن يظهر لهم عين، فلجوا إلى الاسم المريد الموقوف عليه تخصيص الوجود
وقالوا سألناك بهذه الحضرة التي جمعتنا والدار التي تسلمتنا إلا ما علقت نفسك بهذا الوجود المنتظر فاردته، فأنت يا قادر سألتك بذلك إلا ما أوجدته وأنت يا حكيم سألتك بذلك إلا ما أحكمته وأنت يا رحمن سألناك إلا ما رحمته ولم تزل كلها واحدا قائما قاعدا.
فقال له القادر على المريد بالتعلق وعلى بالإيجاد وقال الحكيم على القادر بالوجود وعلى بالأحكام فقام الرحمن وقال على بصلة الأرحام فإنه سجنه منى فلا صبر له عنى فقال له القادر كل ذلك تحت حكمي وقهري فقال القاهر لا تفعل إن ذلك لي وأنت خديمى وإن كنت صاحبي وحميمى
فقال العليم أما الذي قال تحت حكمي فليقدم علمي فتوقف الأمر على جميع الأسماء وإن بجملتها وجود عالم الأرض والسماء وما بينهما إلى مقام الاستواء. ولو فتحنا عليك باب توقفها والتجأ بعضها لرأيت أمرا يهولك منظره ويطلب لك خبره ولكن فيما ذكرناه تنبيه على ما سكتنا عنه وتركناه فلنرجع ونقول: وَاللَّهُ يَقُولُ الْحَقَّ وَهُوَ يَهْدِي السَّبِيلَ . «سورة الأحزاب آية 4.».
فعندها وقع هذا الكلام الأنفس في هذا الجمع الكريم الأقدس تعطشت الأسماء إلى ظهور آثارها في الوجود ولا سيما الاسم المعبود ولذلك خلقهم سبحانه وتعالى ليعرفوه بما عرفهم ويصفوه لما وصفهم فقال: "وَما خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ ما أُرِيدُ مِنْهُمْ مِنْ رِزْقٍ وَما أُرِيدُ أَنْ يُطْعِمُونِ" .«سورة الذاريات آية 56».
فلجأت الأسماء كلها إلى اسم اللّه الأعم والركن القوى الأعظم، فقال ما هذا اللجأ ولأي شئ هذا الالتجاء؟
فقالت: أيها الإمام الجامع لما نحن عليه من الحقائق والمنافع ألست العالم أن كل واحد منا في نفسه على حقيقته وعلى سنه وطريقه وقد علمت يقينا إن المانع من إدراك الشئ مع وجود النظر كونك فيه لا أكثر.
فلو تجرد عنك بمعزل لرأيته وتنزهت بظهوره.
وعرفته ونحن بحقائقنا متحدون لا نسمع لها خبرا، ولا نرى لها أثرا.
فلو برز هذا الوجود الكوني وظهر هذا العالم الذي يقال له العلوي والسفلى، لامتدت إليه رقائقنا وظهرت فيه حقائقنا، فكنا نراه مشاهد عين، لما كان منا في أين، وفي حال فصل بين ونحن باقون على تقديسنا من الأبنية وتنزيهنا عن إحاطتهم بنا من جهة الماهية الكيفية فغايتهم أن يستدلوا برقائقنا على حقائقنا استدلال مثال وطروق ببال،
وقد لجأنا إليك مضطرين، ووصلنا إليك قاصدين فلجأ الاسم الأعظم إلى الذات كما لجأت الأسماء والصفات، وذكر الأمر وأخبر السر فأجاب نفسه المتكلم بنفسه العليم،
إن ذلك قد كان بالرحمن فقل للاسم المريد يقول للقائل يأمر يكن، والقادر يتعلق بإيجاد الأعيان، فيظهر ما تمنيتم.
ويبرز لعيانكم ما أشتهيتم فتعلقت بالإرادة والعلم والقبول والقدرة، فظهر أصل العدد والكثرة وذلك من حضرة الرحمة وفيض النعمة، أصل البنا.
وأول النشئ نشأ سيدنا محمد صلى اللّه عليه وسلم على أكمل وجه وأبدع نظام بحر اللؤلؤ والمرجان المودع في العالم الأكبر والإنسان
ولما تعلقت إرادة الحق سبحانه بإيجاد خلقه وتقدير رزقه برزت الحقيقة المحمدية من الأنوار الصمدية،
في الحضرة الأحدية وذلك عندما تجلى لنفسه بنفسه من السماء الأوصاف وسأل ذاته بذاته موارد الألفاف في إيجاد الجهات والأكناف فتلقى ذلك السؤال منه إليه بالقبول والإسعاف فكان المسؤول والسائل والداعي والمجيب والمنيل والنائل فكمن فيه كمون تنزيه ودخل جوده في حضرة علمه فوجد الحقيقة المحمدية، على صورة حكمه فسلخها من ليل غيبه فكانت نهارا وفجر ماء عيونا وأنهارا، ثم سلخ العالم منها فكانت سماء عليهم مدرارا وذلك أنه سبحانه اقتطع من نور غيبه قطعة لم تكن متصلة فتكون عنه عند التقاطع منفصلة.
ولكن لما نظره سبحانه وتعالى الصورة فصار كان ثم جنسا يجمعها ضرورة فكان قطع هذا النور المنزل والممثل من ذلك الجنس التخيل، والبارئ منزه في نفسه عن قيام الفصل به والوصل والإضافة بالإنسان إلى جنسه فهو قطع مثلي أبدى أحدى عن معنى أزلي فكان لحضرة ذلك المعنى باب وعلى وجهها حجابا.
ثم أن الحق صيره حجابا لا يرفع وباب لا يقرع ومن خلق ذلك الحجاب، يكون التجلي ومن وراء ذلك الباب يكون التديلى كما إليه ينتهى التدانى والتوالي وعلى باطن ذلك الحجاب يكون التجلي في الدنيا للعارفين ولو بلغوا أعلى مقامات التمكين وليس بين الدنيا والآخرة فروق العارف في التجلي عن غير الإحاطة بالحجاب الكلى وهو في حقنا حجاب العزة، إن شئت رداء الكبرياء. «قال اللّه تعالى في الحديث القدسي: "الكبرياء ردائي، العظمة إزاري فمن نازعني واحدا منهما قذمته في النار ولا أبالي" الحديث رواه أحمد في مسنده.»
كما أن ذلك الحجاب يكون تجلى الحق له خلف حجاب البهاء وإن شئت رد الثناء، وما ذكرناه زبدة الحق اليقين، وتحفة الواصلين فلنرجع إلى ما كنا بسبيله من حسن النشئ، وقيله فنقول على ما قدمنا في حق الحق من التنزيه ونفى المماثل من التشبيه أنه سبحانه ولما اقتطع القطعة المذكورة مضاهية للصورة أنشأ منها محمدا صلى اللّه عليه وسلم على النشأة التي لا تنجلى أعلامها ولا يظهر من صفاته إلا أحكامها
ثم اقتطع العالم كله تفصيلا على تلك الصورة وأقامه متفرقا على غير تلك النشأة المذكورة إلا الصورة الآدمية الإنسانية فإنها كانت ثوبا على تلك الحقيقة المحمدية النورانية ثوبا يشبه الماء والهواء في حكم الدقة والصفاء فتشكل بشكله فلذلك لم يخرج في العالم غيره على مثله،
فصار حضرة الأجناس إليه يرجع الجماد والناطق والحساس وكان محمد صلى اللّه عليه وسلم نسخة من الحق بالأعلام،
وكان آدم نسخة منه على التمام وكنا نحن نسخة منهما عليهما السلام، وكان العالم أسفله وأعلاه نسخة منا وانتهت الأقلام غير إن في نسختنا من كتابي آدم ومحمد سر شريف ومعنى لطيف، أما النبيون المرسلون وغير المرسلين والعارفون والوارثون منا فنسخا منهما على الكمال.
وأما العارفون والوارثون من سائر الأمم، والمؤمنون منا فنسخة من آدم وواسط محمد عليهما السلام في حضرة الجلال،
وإما أهل الشقاوة والشمال فنسخة من طين آدم لا غير، فلا سبيل لهم إلا خير،
فتحقق بها الطالب هذه النسخة تعش سعيدا وتكون في زمانك فردا وحيدا فالحقيقة المحمدية المنبة عليها بليس كمثله شئ وما نزل عليها من النسخ فعدم دليل وظل وفي أربعة الأربعة والحقيقة المنزه مرتفعة، ثم خلق الخلق وفتق الرتق وقدر الرزق رمهد الأرض وأنزل الرفع والخفض وأقام النشأة الآدمية والصورة الإبهامية، وجعلها تتناسل وتتفاضل وتترافع وتتنازل إلى أن وصل أو انه وجاء زمانه فصير العالم كله في قبضته ومحضته فكان جسم محمد صلى اللّه عليه وسلم زبدة محصنة،
كما كانت حقيقة أصل نشأته فله الفضل بالإحاطة وهو المتبوع بالوساطة إذ كان البداية والختم ومحل الإفشاء والكتم فهذا هو بحد اللآلئ دليل النواشئ، وقد تمهد فاستره وتجسد فأخبره، فقد حصل في علمك شئ أول موجود وأين مرتبته من الوجود ومنزلته من الوجود ثم علق العالم به تعلق اختيار الحق، لأنه استوجبه بحق حتى يصح أنه تعالى المنعم المفضل ابتداء على من شاء بما شاء لاحقة.
ولما كان من العالم دوريا ونشأة فلكيا رجع العود على البدء، واستوى الكل في النشأ وصار اللابس ملبوسا والمعقول محسوسا فوجود أسرار الكون الأكبر في العالم الأصغر إعادة وهو لها إشارة: كَما بَدَأَكُمْ تَعُودُونَ «سورة الأعراف من الآية 29».
وَلَقَدْ عَلِمْتُمُ النَّشْأَةَ الْأُولى فَلَوْ لا تَذَكَّرُونَ «سورة الواقعة الآية 62».
ولهذا جعلها المحجوبون، بعقولهم كرة خاسرة فقالوا: أَإِنَّا لَمَرْدُودُونَ فِي الْحافِرَةِ «سورة النازعات الآية 10».
فليس هناك في النشأة حقيقة زائدة سوى أعراض واردة إشارة وإن كان قد تبين فيما تقدم معناها ولكن هنا منتهاها هل الإنسان معدوم في العالم الأكبر وهو منفصل عنه بمقامه الأزهر، فإنه آخر موجود حسا وأول موجود نفسا. فإن كان من جملة العالم الأكبر
فأين نسخته وإن لم يكن من جملته فعلى أي نسبة يخبر به عند فحد البصر وردد النظر، وخلص الذكر والمقالبة واستعن بالفكر والمراقبة، وتهيأ للقبول بما يرد عليك به الرسول صلى اللّه عليه وسلم فستقف من ذلك على جلاء، وسيكشف عن عينك غطاء العمى.
وهذه نكتة فاعرف قدرها وحقق أمرها، فهي زبدة الأمر وخفى السر، وإن شئت أن أنيئك فاسمع وحصل ما أشير به إليك وأجمع العالم في الأين والإنسان في العين فإن كنت في الأين فأنت منه وإن كنت في العين، فلا نخبر بك عنه، ولست يحق في عدم الأين، ولكنك برزخ الأمرين.
صاحب لقاء وإلقاء وسيد نزول والتقاء برزخ فانظر أينك وحقق عينك وأنا المبرأ من تأويلك والمقدس عن تفضيلك إلا أن وافقت أمر الحق وألحقتني بالخلق وهذا لب لمن كان له قلب قشر عليه لئلا يتوصل من ليس من أهله إليه وذلك أن العالم بما فيه من جميع أجناسه ومبانيه، وأسافله وأعاليه، ليس الإنسان لينبأ بشئ زائدا على جميع تلك المعاني عند افتراقها، وشمل تلك الأجناس والعيون عند اتفاقها فعلى هذا الوجه صح للعارف سلخه فكان له أكبر نسخة.
حظ الإنسان من العالم، واعلم أن على ما اقتضاه الكشف والعلم روح العالم والعالم روح العالم والعالم الجسم فهو الآن روح لعالم الدنيا به بقاؤه، وبه فتق أرضه وسماؤه وعالم الأخروى إلى أن ينفتح فيه الأمر الرباني هذا الروح الإنسانى فهو الآن كصورة آدم قبل نفخ الروح، أو الأرض قبل إشراق بوح .
فإذا أخذ هذا النشأ الإنسانى من هذا العالم الدنياوى، تهدمت بنيته، وتخربت أفنيته، ونفخ في العالم الأخراوى، فحييت به الجثة، وكانت لك الدنيا ستر وجنة للروح المضاف إلى الحق الذي نفخ منه في عالم الحق هي الحقيقة المحمدية القائمة بالأحدية، فعلى هذا الحد هو الإنسان في الدارين، وظهوره في العالمين نشأ العالم من الحقيقة المحمدية نشأ ما العرش منها لؤلؤ
كان الغرض أن أجعل إلى جانب كل لؤلؤة في هذا الباب مرجانتها ومع كل بداية نهايتها.
غير أن الفصل لما كان لبيان ما تعددت عن ذات واحدة، وظهر عنها من أجناس متباعدة أردت أن أكمل لآلئه على نسق، واجعلها طبقا تحت طبق حتى تأتى على آخو الكون، رغبة أن لا يتحير الناظر فيه فتذهب عنه أكثر معانيه،
فإن استوفيت إن شاء اللّه لإلهية، ورتبت نواشيه، وعرف الطالب مقراه وتبين معناه، أخذنا في سياق مرجانه على ترتيب لآلئه.
كتاب عنقاء مغرب في ختم الأولياء وشمس المغرب الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي الطائي الحاتمي
محاضرة أزلية على نشأة أبدية :-
اجتمعت الأسماء بحضرة المسمى اجتماعا وتريا منزها عن العدد في غير مادة ولا أمد كالأسماء والصفات الإلهية تتخاطب كلها دون انفصال على مقتضيات الحكمة لتأخذ عن الذات الإلهية ما أرادته فلما أخذ كل اسم فيها مرتبته ولم يعد منزلته، فتنازعوا الحديث دون محاورة وأشار كل اسم إلى الذي بجانبه دون ملاصقة ولا مجاورة وقالوا يا ليت شعرنا هل يتضمن الوجود غيرنا.
فأعرف واحد منهم ما يكون، إلا اسمان.
أحدهما العلم المكنون فرجعت الأسماء وأشار إلى الاسم العليم الفاضل. وقالوا أنت لنا الحكم العادل فقال نعم بسم اللّه وأشار إلى الاسم الجامع الرحمن، وأشار إلى الاسم التابع الرحيم، وأشار إلى الاسم الأعظم العظيم وصلى اللّه ورجع إلى الجامع من جهة الرحمة على النبي وأشار إلى الاسم الخبير، والعلى محمد الكريم وأشار إلى الاسم الحميد، خاتم الأنبياء، وأول الأمة وصاحب لواء الحمد.
«عن أبي سعيد قال: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم أنا سيد ولد آدم ولا فخر، وأنا أول من تنشق الأرض عنه يوم القيامة ولا فخر، وأنا أول شافع وأول مشفع ولا فخر، ولواء الحمد بيدي يوم القيامة ولا فخر، وأنا أول من يفتح أبواب الجنة ولا فخر".رواه ابن ماجة في سننه (4308) في باب ذكر الشفاعة من كتاب الزهد.».
والنعمة، فنظر من الأسماء من لم يكن له فيما ذكره العليم حظ، ولا جرى عليه من أسماء الكويم لفظ،
وقال العليم من ذا الذي صليت عليه، وأشرت في كلامك إليه، وقرنته بحضرة جمعنا، وقرعت به باب معنا ثم خخصت بعضنا بالإشارة والتقييد إلى اسمه الرحيم والحميد فقال لهم عجبا وهذا هو الذي سألتموني عنه أن أبينه لكم تحقيقا وأوضح لكم إلى معرفته طريقا هو موجود يضاهيكم في حضرتكم،
وظهر عليه آثار نفحتكم، فلا يكون فلا يكون في هذه الحضرة شئ إلا ويكون فيه ويحصله ويستوفيه، ويشارككم في أسمائكم، ويعلم بي حقائق أنبائكم، وعن هذا الموجود المذكور، الصادر من حضرتكم، وأشار إلى بعض الأسماء منها الموجود والنور، يكون الكنه والكيف والابن وفيه يظهر بالاسم الظاهر حقائكم، وإليه بالاسم المنان وأصحابه يمتد فائقكم، فقالت نبهنا عن أمر لم نكن به عليما وكان هذا الاسم إشارته إلى المفضل علينا عظيما.
فمتى يكون هذا الأمر، ويلوح هذا السر؟
فقال سألتم الخبير واهتديتم بالبصير، ولسنا في زمان فيكون بيننا وبين وجود هذا الكون مدة وأوان، فغاية الزمان في حقنا ملاحظة المشيئة حضرة القديم والنسبة، فتعالوا نسأل هذا الاسم الإحاطى في جنسه، المنزه في نفسه.
وأشار إلى المريد فقيل له متى يكون علام التقييد في الوجود الذي يكون لنا فيه الحكم والصولة وتجول بظهور أثارنا عليه الكون على ما ذكره الاسم العليم حوله.
فقال المريد: وكأن به قد كان، ويوجد في الأعيال، وقال الاسم العليم، ويسمى الإنسان، ويصطفيه الاسم الرحمن ويقبض عليه الاسم المحسن وأصحابه سوابغ الإحسان فأطلق اسم الرحمن محيا وحيا المحسن وبياه، وقال نعم الأخ ونعم الصاحب، وكذا الاسم الواهب
فقال اسم الوهاب : فقال أنا المعطى بحساب وغير حساب فقال الاسم الحبيب أقيد عليكم ما تهبونه واحسب عليكم ما تعطونه بشهادة الاسم الشهيد فإني صاحب الضبط والتقييد غير أن الاسم العليم قد يعرف المعطى له ما يحصل له في وقت، ويبهم عليه الاسم المزيد في وقت أبهى ما يعلمه ولا يمضيه ويريد الشئ ويريد ضده، فلا يقضيه،
فلا زوال لي عنكما ولا فراق لي متكما فأنا لكم لزيم ونعم الجار والحميم فوزعت الأسماء كلها مملكة العبد الإنسانى على هذا الحد الرباني ونفاخرت في الحضرة الإلهية الذاتية بحقائقها وبينت حكم مسالكها وطرائقها وعجلوا في وجود هذا الكون رغبة في أن يظهر لهم عين، فلجوا إلى الاسم المريد الموقوف عليه تخصيص الوجود
وقالوا سألناك بهذه الحضرة التي جمعتنا والدار التي تسلمتنا إلا ما علقت نفسك بهذا الوجود المنتظر فاردته، فأنت يا قادر سألتك بذلك إلا ما أوجدته وأنت يا حكيم سألتك بذلك إلا ما أحكمته وأنت يا رحمن سألناك إلا ما رحمته ولم تزل كلها واحدا قائما قاعدا.
فقال له القادر على المريد بالتعلق وعلى بالإيجاد وقال الحكيم على القادر بالوجود وعلى بالأحكام فقام الرحمن وقال على بصلة الأرحام فإنه سجنه منى فلا صبر له عنى فقال له القادر كل ذلك تحت حكمي وقهري فقال القاهر لا تفعل إن ذلك لي وأنت خديمى وإن كنت صاحبي وحميمى
فقال العليم أما الذي قال تحت حكمي فليقدم علمي فتوقف الأمر على جميع الأسماء وإن بجملتها وجود عالم الأرض والسماء وما بينهما إلى مقام الاستواء. ولو فتحنا عليك باب توقفها والتجأ بعضها لرأيت أمرا يهولك منظره ويطلب لك خبره ولكن فيما ذكرناه تنبيه على ما سكتنا عنه وتركناه فلنرجع ونقول: وَاللَّهُ يَقُولُ الْحَقَّ وَهُوَ يَهْدِي السَّبِيلَ . «سورة الأحزاب آية 4.».
فعندها وقع هذا الكلام الأنفس في هذا الجمع الكريم الأقدس تعطشت الأسماء إلى ظهور آثارها في الوجود ولا سيما الاسم المعبود ولذلك خلقهم سبحانه وتعالى ليعرفوه بما عرفهم ويصفوه لما وصفهم فقال: "وَما خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ ما أُرِيدُ مِنْهُمْ مِنْ رِزْقٍ وَما أُرِيدُ أَنْ يُطْعِمُونِ" .«سورة الذاريات آية 56».
فلجأت الأسماء كلها إلى اسم اللّه الأعم والركن القوى الأعظم، فقال ما هذا اللجأ ولأي شئ هذا الالتجاء؟
فقالت: أيها الإمام الجامع لما نحن عليه من الحقائق والمنافع ألست العالم أن كل واحد منا في نفسه على حقيقته وعلى سنه وطريقه وقد علمت يقينا إن المانع من إدراك الشئ مع وجود النظر كونك فيه لا أكثر.
فلو تجرد عنك بمعزل لرأيته وتنزهت بظهوره.
وعرفته ونحن بحقائقنا متحدون لا نسمع لها خبرا، ولا نرى لها أثرا.
فلو برز هذا الوجود الكوني وظهر هذا العالم الذي يقال له العلوي والسفلى، لامتدت إليه رقائقنا وظهرت فيه حقائقنا، فكنا نراه مشاهد عين، لما كان منا في أين، وفي حال فصل بين ونحن باقون على تقديسنا من الأبنية وتنزيهنا عن إحاطتهم بنا من جهة الماهية الكيفية فغايتهم أن يستدلوا برقائقنا على حقائقنا استدلال مثال وطروق ببال،
وقد لجأنا إليك مضطرين، ووصلنا إليك قاصدين فلجأ الاسم الأعظم إلى الذات كما لجأت الأسماء والصفات، وذكر الأمر وأخبر السر فأجاب نفسه المتكلم بنفسه العليم،
إن ذلك قد كان بالرحمن فقل للاسم المريد يقول للقائل يأمر يكن، والقادر يتعلق بإيجاد الأعيان، فيظهر ما تمنيتم.
ويبرز لعيانكم ما أشتهيتم فتعلقت بالإرادة والعلم والقبول والقدرة، فظهر أصل العدد والكثرة وذلك من حضرة الرحمة وفيض النعمة، أصل البنا.
وأول النشئ نشأ سيدنا محمد صلى اللّه عليه وسلم على أكمل وجه وأبدع نظام بحر اللؤلؤ والمرجان المودع في العالم الأكبر والإنسان
ولما تعلقت إرادة الحق سبحانه بإيجاد خلقه وتقدير رزقه برزت الحقيقة المحمدية من الأنوار الصمدية،
في الحضرة الأحدية وذلك عندما تجلى لنفسه بنفسه من السماء الأوصاف وسأل ذاته بذاته موارد الألفاف في إيجاد الجهات والأكناف فتلقى ذلك السؤال منه إليه بالقبول والإسعاف فكان المسؤول والسائل والداعي والمجيب والمنيل والنائل فكمن فيه كمون تنزيه ودخل جوده في حضرة علمه فوجد الحقيقة المحمدية، على صورة حكمه فسلخها من ليل غيبه فكانت نهارا وفجر ماء عيونا وأنهارا، ثم سلخ العالم منها فكانت سماء عليهم مدرارا وذلك أنه سبحانه اقتطع من نور غيبه قطعة لم تكن متصلة فتكون عنه عند التقاطع منفصلة.
ولكن لما نظره سبحانه وتعالى الصورة فصار كان ثم جنسا يجمعها ضرورة فكان قطع هذا النور المنزل والممثل من ذلك الجنس التخيل، والبارئ منزه في نفسه عن قيام الفصل به والوصل والإضافة بالإنسان إلى جنسه فهو قطع مثلي أبدى أحدى عن معنى أزلي فكان لحضرة ذلك المعنى باب وعلى وجهها حجابا.
ثم أن الحق صيره حجابا لا يرفع وباب لا يقرع ومن خلق ذلك الحجاب، يكون التجلي ومن وراء ذلك الباب يكون التديلى كما إليه ينتهى التدانى والتوالي وعلى باطن ذلك الحجاب يكون التجلي في الدنيا للعارفين ولو بلغوا أعلى مقامات التمكين وليس بين الدنيا والآخرة فروق العارف في التجلي عن غير الإحاطة بالحجاب الكلى وهو في حقنا حجاب العزة، إن شئت رداء الكبرياء. «قال اللّه تعالى في الحديث القدسي: "الكبرياء ردائي، العظمة إزاري فمن نازعني واحدا منهما قذمته في النار ولا أبالي" الحديث رواه أحمد في مسنده.»
كما أن ذلك الحجاب يكون تجلى الحق له خلف حجاب البهاء وإن شئت رد الثناء، وما ذكرناه زبدة الحق اليقين، وتحفة الواصلين فلنرجع إلى ما كنا بسبيله من حسن النشئ، وقيله فنقول على ما قدمنا في حق الحق من التنزيه ونفى المماثل من التشبيه أنه سبحانه ولما اقتطع القطعة المذكورة مضاهية للصورة أنشأ منها محمدا صلى اللّه عليه وسلم على النشأة التي لا تنجلى أعلامها ولا يظهر من صفاته إلا أحكامها
ثم اقتطع العالم كله تفصيلا على تلك الصورة وأقامه متفرقا على غير تلك النشأة المذكورة إلا الصورة الآدمية الإنسانية فإنها كانت ثوبا على تلك الحقيقة المحمدية النورانية ثوبا يشبه الماء والهواء في حكم الدقة والصفاء فتشكل بشكله فلذلك لم يخرج في العالم غيره على مثله،
فصار حضرة الأجناس إليه يرجع الجماد والناطق والحساس وكان محمد صلى اللّه عليه وسلم نسخة من الحق بالأعلام،
وكان آدم نسخة منه على التمام وكنا نحن نسخة منهما عليهما السلام، وكان العالم أسفله وأعلاه نسخة منا وانتهت الأقلام غير إن في نسختنا من كتابي آدم ومحمد سر شريف ومعنى لطيف، أما النبيون المرسلون وغير المرسلين والعارفون والوارثون منا فنسخا منهما على الكمال.
وأما العارفون والوارثون من سائر الأمم، والمؤمنون منا فنسخة من آدم وواسط محمد عليهما السلام في حضرة الجلال،
وإما أهل الشقاوة والشمال فنسخة من طين آدم لا غير، فلا سبيل لهم إلا خير،
فتحقق بها الطالب هذه النسخة تعش سعيدا وتكون في زمانك فردا وحيدا فالحقيقة المحمدية المنبة عليها بليس كمثله شئ وما نزل عليها من النسخ فعدم دليل وظل وفي أربعة الأربعة والحقيقة المنزه مرتفعة، ثم خلق الخلق وفتق الرتق وقدر الرزق رمهد الأرض وأنزل الرفع والخفض وأقام النشأة الآدمية والصورة الإبهامية، وجعلها تتناسل وتتفاضل وتترافع وتتنازل إلى أن وصل أو انه وجاء زمانه فصير العالم كله في قبضته ومحضته فكان جسم محمد صلى اللّه عليه وسلم زبدة محصنة،
كما كانت حقيقة أصل نشأته فله الفضل بالإحاطة وهو المتبوع بالوساطة إذ كان البداية والختم ومحل الإفشاء والكتم فهذا هو بحد اللآلئ دليل النواشئ، وقد تمهد فاستره وتجسد فأخبره، فقد حصل في علمك شئ أول موجود وأين مرتبته من الوجود ومنزلته من الوجود ثم علق العالم به تعلق اختيار الحق، لأنه استوجبه بحق حتى يصح أنه تعالى المنعم المفضل ابتداء على من شاء بما شاء لاحقة.
ولما كان من العالم دوريا ونشأة فلكيا رجع العود على البدء، واستوى الكل في النشأ وصار اللابس ملبوسا والمعقول محسوسا فوجود أسرار الكون الأكبر في العالم الأصغر إعادة وهو لها إشارة: كَما بَدَأَكُمْ تَعُودُونَ «سورة الأعراف من الآية 29».
وَلَقَدْ عَلِمْتُمُ النَّشْأَةَ الْأُولى فَلَوْ لا تَذَكَّرُونَ «سورة الواقعة الآية 62».
ولهذا جعلها المحجوبون، بعقولهم كرة خاسرة فقالوا: أَإِنَّا لَمَرْدُودُونَ فِي الْحافِرَةِ «سورة النازعات الآية 10».
فليس هناك في النشأة حقيقة زائدة سوى أعراض واردة إشارة وإن كان قد تبين فيما تقدم معناها ولكن هنا منتهاها هل الإنسان معدوم في العالم الأكبر وهو منفصل عنه بمقامه الأزهر، فإنه آخر موجود حسا وأول موجود نفسا. فإن كان من جملة العالم الأكبر
فأين نسخته وإن لم يكن من جملته فعلى أي نسبة يخبر به عند فحد البصر وردد النظر، وخلص الذكر والمقالبة واستعن بالفكر والمراقبة، وتهيأ للقبول بما يرد عليك به الرسول صلى اللّه عليه وسلم فستقف من ذلك على جلاء، وسيكشف عن عينك غطاء العمى.
وهذه نكتة فاعرف قدرها وحقق أمرها، فهي زبدة الأمر وخفى السر، وإن شئت أن أنيئك فاسمع وحصل ما أشير به إليك وأجمع العالم في الأين والإنسان في العين فإن كنت في الأين فأنت منه وإن كنت في العين، فلا نخبر بك عنه، ولست يحق في عدم الأين، ولكنك برزخ الأمرين.
صاحب لقاء وإلقاء وسيد نزول والتقاء برزخ فانظر أينك وحقق عينك وأنا المبرأ من تأويلك والمقدس عن تفضيلك إلا أن وافقت أمر الحق وألحقتني بالخلق وهذا لب لمن كان له قلب قشر عليه لئلا يتوصل من ليس من أهله إليه وذلك أن العالم بما فيه من جميع أجناسه ومبانيه، وأسافله وأعاليه، ليس الإنسان لينبأ بشئ زائدا على جميع تلك المعاني عند افتراقها، وشمل تلك الأجناس والعيون عند اتفاقها فعلى هذا الوجه صح للعارف سلخه فكان له أكبر نسخة.
حظ الإنسان من العالم، واعلم أن على ما اقتضاه الكشف والعلم روح العالم والعالم روح العالم والعالم الجسم فهو الآن روح لعالم الدنيا به بقاؤه، وبه فتق أرضه وسماؤه وعالم الأخروى إلى أن ينفتح فيه الأمر الرباني هذا الروح الإنسانى فهو الآن كصورة آدم قبل نفخ الروح، أو الأرض قبل إشراق بوح .
فإذا أخذ هذا النشأ الإنسانى من هذا العالم الدنياوى، تهدمت بنيته، وتخربت أفنيته، ونفخ في العالم الأخراوى، فحييت به الجثة، وكانت لك الدنيا ستر وجنة للروح المضاف إلى الحق الذي نفخ منه في عالم الحق هي الحقيقة المحمدية القائمة بالأحدية، فعلى هذا الحد هو الإنسان في الدارين، وظهوره في العالمين نشأ العالم من الحقيقة المحمدية نشأ ما العرش منها لؤلؤ
كان الغرض أن أجعل إلى جانب كل لؤلؤة في هذا الباب مرجانتها ومع كل بداية نهايتها.
غير أن الفصل لما كان لبيان ما تعددت عن ذات واحدة، وظهر عنها من أجناس متباعدة أردت أن أكمل لآلئه على نسق، واجعلها طبقا تحت طبق حتى تأتى على آخو الكون، رغبة أن لا يتحير الناظر فيه فتذهب عنه أكثر معانيه،
فإن استوفيت إن شاء اللّه لإلهية، ورتبت نواشيه، وعرف الطالب مقراه وتبين معناه، أخذنا في سياق مرجانه على ترتيب لآلئه.
أمس في 09:30 من طرف Admin
» مقال: مقدمات مهمة في التزكية وسبيلها (1) الشيخ عاطف عبدالمعز الفيومي
19/10/2024, 11:12 من طرف Admin
» مقال: مقدمات مهمة في التزكية وسبيلها (2) الشيخ عاطف عبدالمعز الفيومي
19/10/2024, 11:10 من طرف Admin
» مقال: مقدمات مهمة في التزكية وسبيلها (3) الشيخ عاطف عبدالمعز الفيومي
19/10/2024, 11:06 من طرف Admin
» كتاب: تحفة المشتاق: أربعون حديثا في التزكية والأخلاق ـ محب الدين علي بن محمود بن تقي المصري
19/10/2024, 11:00 من طرف Admin
» كتاب: روح الأرواح ـ ابن الجوزي
19/10/2024, 10:51 من طرف Admin
» كتاب: هدية المهديين ـ العالم يوسف اخي چلبي
19/10/2024, 09:54 من طرف Admin
» كتاب: نخبة اللآلي لشرح بدء الأمالي ـ محمد بن سليمان الحلبي الريحاوي
19/10/2024, 09:50 من طرف Admin
» كتاب: الحديقة الندية شرح الطريقة المحمدية - عبد الغني النابلسي ـ ج1
19/10/2024, 09:18 من طرف Admin
» كتاب: البريقة شرح الطريقة ـ لمحمد الخادمي ـ ج2
19/10/2024, 08:56 من طرف Admin
» كتاب: البريقة شرح الطريقة ـ لمحمد الخادمي ـ ج1
19/10/2024, 08:55 من طرف Admin
» كتاب: شفاء الصدور الحرجة بشرح القصيدة المنفرجة ـ الشيخ حسنين محمد مخلوف
26/9/2024, 22:47 من طرف Admin
» كتاب: اللآلي السنية في مشروعية مولد خير البرية ـ العلامة عثمان بن الشيخ عمر بن الشيخ داود
26/9/2024, 22:37 من طرف Admin
» كتاب: بشائر الأخيار في مولد المختار صلى الله عليه وآله وسلم ـ السيد محمد ماضي أبو العزائم
26/9/2024, 22:35 من طرف Admin
» كتاب: البيان النبوي عن فضل الاحتفال بمولد النبي ـ الشيخ محمود بن أحمد الزين
26/9/2024, 21:58 من طرف Admin