كتاب الحب والمحبة الإلهية من كلمات الشيخ الأكبر محيي الدين محمد ابن العربي لجامعها أ. محمود محمود الغراب
الحب سبب وجود العالم
ورد في الحديث الصحيح كشفا غير الثابت نقلا عن رسول الله صلى الله عليه السلام عن ربه عز وجل أنه قال ما هذا معناه " كنت كنزا لم أعرف فأحببت أن اعرف فخلقت الخلق وتعرفت إليهم فعرفوني "
وذكر الله نفسه بنفس الرحمن ، فلما ذكر المحبة علمنا من حقيقة الحب ولوازمه مما يجده المحب في نفسه وان الحب لا يتعلق إلا بمعدوم يصح وجوده وهو غير موجود في الحال . والعالم محدث والله كان ولا شئ معه .
فكان الحب أصل سبب كونه وبهذا الحب وقع التنفس واظهر العالم نفس الرحمن لإزالة حكم الحب وتنفس ما يجد المحب وخرج ذلك النفس عن أصل محبة في الخلق الذي يريد أن يتعرف إليهم ليعرفوه.
فكان العماء المسمى بالحق المخلوق به فكان ذلك العماء جوهر العالم فقبل صور العالم و أرواحه وطبائعه كلها وهو قابل لا يتناهى فالعماء من تنفسه والصور المعبر عنها بالعالم من كلمة كن.
فالمحبة مقامها شريف وهى أصل الوجود
ولما لم يكن علم الله تعالى بالعالم إلا علمه بنفسه إذ لم يكن في الوجود إلا هو فما ظهر في الكون إلا ما هو عليه في نفسه فلا بد أن يكون العالم على صورته وصورة العالم على قدر الحضرة الإلهية الأسمائية .
فما في الحضرة الإلهية اسم الهي إلا وهو على قدر أثره في نشئ العالم من غير زيادة أو نقصان فخلق الله العالم في غاية الإحكام والإتقان
كما قال الإمام أبو حامد الغزالي من أنه لم يبق في الإمكان أبدع من هذا العالم فأخبر أنه تعالى خلق آدم على صورته والإنسان مجموع العالم فطابق العالم الأسماء الإلهية وكأنه تعالى كان باطنا فصار بالعالم ظاهرا فعرف نفسه شهودا بالظاهر بقوله فأحببت أن أعرف.
ولما أظهر الله تعالى العالم في عينه كان مجلاه . فما رأى فيه غير جماله .
فالعالم جمال الله ، فهو تعالى الجميل المحب للجمال .
ورد في الخبر الصحيح في صحيح مسلم عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال " إن الله جميل يحب الجمال" .
فاوجد الله العالم في غاية الجمال والكمال خلقا وإبداعا فإنه تعالى يحب الجمال وما ثم جميل إلا هو فأحب نفسه ثم أحب أن يرى نفسه في غيره .
فخلق العالم على صورة جماله ونظر إليه فأحبه حب من قيده النظر فما خلق الله العالم إلا على صورته فالعالم كله جميل وهو سبحانه يحب الجمال.
ومن هنا تعلقت الأسماء الإلهية فتسمى تعالى بالودود فهو تعالى ثابت المحبة من كونها ودا كيف لا يحب الصانع صنعته ونحن مصنوعاته بلا شك فإنه خالقنا وخالق أرزاقنا ومصالحنا والصنعة مظهرة علم الصانع لها بالذات واقتداره وجماله وعظمته وكبريائه .
فان لم نكن فعلى من؟ وفيمن؟ وبمن؟
فلا بد منا ولا بد من حبه فينا .
فهو بنا ونحن به كما قال صلى الله عليه وسلم في ثنائه على ربه: " فإنما نحن به وله ".
فالود حضرة العطف فلم يزل يحب . فلم يزل ودودا .
فهو يوجد دائما في حقنا ، فهو كل يوم في شأن ، ولا معنى للوداد إلا هذا .
فنحن بلسان الحال والمقال لا نزال نقول له افعل كذا افعل كذا ولا يزال هو تعالى يفعل . "فعال لما يريد" .
أترى هذا فعل مكره ولا مكره له تعالى الله عن ذلك علوا كبيرا . بل هذا حكم الاسم الودود منه ، فإنه "الغفور الودود ذو العرش المجيد" .
الذي استوى عليه بالاسم الرحمن فإنه ما رحم إلا صبابة المحب وهو رقة الشوق إلى لقاء المحبوب.
وهو طلب كل محب فان محبوبه الاتصال بمحبوبه ولذلك تسمى الحق بالاسم الجامع فهو "الجامع" لنفسه بك لمحبته فيك وأنت المحبوب .
واعلم أن الحق لا يلقي العالم إلا بصفته وصفته الوجود فأعطاه الوجود ، ولو كان عنده" أراد " أكمل من ذلك ما بخل به عليه .
ولو كان و ادخره لكان بخلا ينافي الجود وعجزا يناقض القدرة . فأخبر تعالى: "أنه الغفور الودود" أي الثابت المحبة في غيبه.
فإنه عز وجل يرانا فيرى محبوبه . فله الابتهاج به والعالم كله إنسان واحد وهو المحبوب .
وأشخاص العالم أعضاء ذلك الإنسان وما وصف المحبوب بمحبة محبه وإنما جعله محبوبا لا غير.
وإنما قال : " الغفور الودود ذو العرش المجيد فعال لما يريد " .
فهو الودود فهو المحب وهو فعال لما يريد فهو المحبوب فعال لما يريد بمحبوبه .
والمحب سامع مطيع مهيأ لما يريد محبوبه لأنه المحب الودود هنا هو الفعال لما يريد.
الحديث : " إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ به من شرور أنفسنا، من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدا عبده ورسوله أرسله بالحق بشيرا ونذيرا بين يدي الساعة، من يطع الله ورسوله فقد رشد، ومن يعصهما فقد غوى، نسأل الله ربنا أن يجعلنا ممن يطيعه ويطيع رسوله، ويتبع رضوانه، ويجتنب سخطه، فإنما نحن به وله ". اخرجه ابو داود و ابو نعيم فى الحلية والبيهقي فى السنن الكبري ومسند الشافعي و ابو حنيفة وغيرهم
الحب سبب وجود العالم
ورد في الحديث الصحيح كشفا غير الثابت نقلا عن رسول الله صلى الله عليه السلام عن ربه عز وجل أنه قال ما هذا معناه " كنت كنزا لم أعرف فأحببت أن اعرف فخلقت الخلق وتعرفت إليهم فعرفوني "
وذكر الله نفسه بنفس الرحمن ، فلما ذكر المحبة علمنا من حقيقة الحب ولوازمه مما يجده المحب في نفسه وان الحب لا يتعلق إلا بمعدوم يصح وجوده وهو غير موجود في الحال . والعالم محدث والله كان ولا شئ معه .
فكان الحب أصل سبب كونه وبهذا الحب وقع التنفس واظهر العالم نفس الرحمن لإزالة حكم الحب وتنفس ما يجد المحب وخرج ذلك النفس عن أصل محبة في الخلق الذي يريد أن يتعرف إليهم ليعرفوه.
فكان العماء المسمى بالحق المخلوق به فكان ذلك العماء جوهر العالم فقبل صور العالم و أرواحه وطبائعه كلها وهو قابل لا يتناهى فالعماء من تنفسه والصور المعبر عنها بالعالم من كلمة كن.
فالمحبة مقامها شريف وهى أصل الوجود
ولما لم يكن علم الله تعالى بالعالم إلا علمه بنفسه إذ لم يكن في الوجود إلا هو فما ظهر في الكون إلا ما هو عليه في نفسه فلا بد أن يكون العالم على صورته وصورة العالم على قدر الحضرة الإلهية الأسمائية .
فما في الحضرة الإلهية اسم الهي إلا وهو على قدر أثره في نشئ العالم من غير زيادة أو نقصان فخلق الله العالم في غاية الإحكام والإتقان
كما قال الإمام أبو حامد الغزالي من أنه لم يبق في الإمكان أبدع من هذا العالم فأخبر أنه تعالى خلق آدم على صورته والإنسان مجموع العالم فطابق العالم الأسماء الإلهية وكأنه تعالى كان باطنا فصار بالعالم ظاهرا فعرف نفسه شهودا بالظاهر بقوله فأحببت أن أعرف.
ولما أظهر الله تعالى العالم في عينه كان مجلاه . فما رأى فيه غير جماله .
فالعالم جمال الله ، فهو تعالى الجميل المحب للجمال .
ورد في الخبر الصحيح في صحيح مسلم عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال " إن الله جميل يحب الجمال" .
فاوجد الله العالم في غاية الجمال والكمال خلقا وإبداعا فإنه تعالى يحب الجمال وما ثم جميل إلا هو فأحب نفسه ثم أحب أن يرى نفسه في غيره .
فخلق العالم على صورة جماله ونظر إليه فأحبه حب من قيده النظر فما خلق الله العالم إلا على صورته فالعالم كله جميل وهو سبحانه يحب الجمال.
ومن هنا تعلقت الأسماء الإلهية فتسمى تعالى بالودود فهو تعالى ثابت المحبة من كونها ودا كيف لا يحب الصانع صنعته ونحن مصنوعاته بلا شك فإنه خالقنا وخالق أرزاقنا ومصالحنا والصنعة مظهرة علم الصانع لها بالذات واقتداره وجماله وعظمته وكبريائه .
فان لم نكن فعلى من؟ وفيمن؟ وبمن؟
فلا بد منا ولا بد من حبه فينا .
فهو بنا ونحن به كما قال صلى الله عليه وسلم في ثنائه على ربه: " فإنما نحن به وله ".
فالود حضرة العطف فلم يزل يحب . فلم يزل ودودا .
فهو يوجد دائما في حقنا ، فهو كل يوم في شأن ، ولا معنى للوداد إلا هذا .
فنحن بلسان الحال والمقال لا نزال نقول له افعل كذا افعل كذا ولا يزال هو تعالى يفعل . "فعال لما يريد" .
أترى هذا فعل مكره ولا مكره له تعالى الله عن ذلك علوا كبيرا . بل هذا حكم الاسم الودود منه ، فإنه "الغفور الودود ذو العرش المجيد" .
الذي استوى عليه بالاسم الرحمن فإنه ما رحم إلا صبابة المحب وهو رقة الشوق إلى لقاء المحبوب.
وهو طلب كل محب فان محبوبه الاتصال بمحبوبه ولذلك تسمى الحق بالاسم الجامع فهو "الجامع" لنفسه بك لمحبته فيك وأنت المحبوب .
واعلم أن الحق لا يلقي العالم إلا بصفته وصفته الوجود فأعطاه الوجود ، ولو كان عنده" أراد " أكمل من ذلك ما بخل به عليه .
ولو كان و ادخره لكان بخلا ينافي الجود وعجزا يناقض القدرة . فأخبر تعالى: "أنه الغفور الودود" أي الثابت المحبة في غيبه.
فإنه عز وجل يرانا فيرى محبوبه . فله الابتهاج به والعالم كله إنسان واحد وهو المحبوب .
وأشخاص العالم أعضاء ذلك الإنسان وما وصف المحبوب بمحبة محبه وإنما جعله محبوبا لا غير.
وإنما قال : " الغفور الودود ذو العرش المجيد فعال لما يريد " .
فهو الودود فهو المحب وهو فعال لما يريد فهو المحبوب فعال لما يريد بمحبوبه .
والمحب سامع مطيع مهيأ لما يريد محبوبه لأنه المحب الودود هنا هو الفعال لما يريد.
الحديث : " إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ به من شرور أنفسنا، من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدا عبده ورسوله أرسله بالحق بشيرا ونذيرا بين يدي الساعة، من يطع الله ورسوله فقد رشد، ومن يعصهما فقد غوى، نسأل الله ربنا أن يجعلنا ممن يطيعه ويطيع رسوله، ويتبع رضوانه، ويجتنب سخطه، فإنما نحن به وله ". اخرجه ابو داود و ابو نعيم فى الحلية والبيهقي فى السنن الكبري ومسند الشافعي و ابو حنيفة وغيرهم
20/11/2024, 22:49 من طرف Admin
» كتاب مواعظ الإمام زين العابدين ـ صالح أحمد الشامي
18/11/2024, 23:30 من طرف Admin
» كتاب إتحاف النفوس بنفحات القدوس ـ عبد القدوس بن أسامة السامرائي
18/11/2024, 23:25 من طرف Admin
» كتاب الإعلام بفضل الصلاة على النبي والسلام ـ محمد بن عبد الرحمن بن علي النميري
18/11/2024, 23:20 من طرف Admin
» كتاب الغيب ـ محمد متولي الشعراوي
18/11/2024, 23:08 من طرف Admin
» كتاب الشيطان والإنسان ـ محمد متولي الشعراوي
18/11/2024, 23:03 من طرف Admin
» كتاب الشعراوي هنا رأيت سيدنا إبراهيم ـ سعيد أبو العنين
18/11/2024, 23:01 من طرف Admin
» كتاب الخير والشر ـ محمد متولي الشعراوي
18/11/2024, 22:57 من طرف Admin
» كتاب التربية في مدرسة النبوة ـ محمد متولي الشعراوي
18/11/2024, 22:55 من طرف Admin
» كتاب: إرشاد العباد إلى سبل الرشاد ـ للملبباري
18/11/2024, 22:41 من طرف Admin
» ـ كتاب آداب الحسن البصري ـ أبن الجوزي
18/11/2024, 22:34 من طرف Admin
» كتاب الله والنفس البشرية ـ لمحمد متولي الشعراوي
18/11/2024, 22:23 من طرف Admin
» كتاب: معرفة النفس طر يق لمعرفة الرب ـ أستاذ البصيرة عبدالوهاب حسن
18/11/2024, 22:21 من طرف Admin
» كتاب الطريق الي الله ـ الشيخ علي جمعة
18/11/2024, 21:50 من طرف Admin
» كتاب: كتاب النفس والجسد والروح ـ ابراهيم البلتاجي
18/11/2024, 21:38 من طرف Admin