..الإحسان حياة.

مرحبا بك أيّها الزّائر الكريم.

انضم إلى المنتدى ، فالأمر سريع وسهل

..الإحسان حياة.

مرحبا بك أيّها الزّائر الكريم.

..الإحسان حياة.

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
..الإحسان حياة.

..الإحسان معاملة ربّانيّة بأخلاق محمّديّة، عنوانها:النّور والرّحمة والهدى

المواضيع الأخيرة

» كتاب: تنبيه السالكين إلى غرور المتشيخين للشيخ حسن حلمي الدغستاني
من كتاب تفسير القرآن الكريم رحمة من الرحمن في تفسير وإشارات القرآن ـ ج1ـ لابن عربي ـ تفسيرآلآيات من "01 - 17"آل عمران Emptyأمس في 20:03 من طرف Admin

» كتاب: مطالع اليقين في مدح الإمام المبين للشيخ عبد الله البيضاوي
من كتاب تفسير القرآن الكريم رحمة من الرحمن في تفسير وإشارات القرآن ـ ج1ـ لابن عربي ـ تفسيرآلآيات من "01 - 17"آل عمران Emptyأمس في 20:02 من طرف Admin

» كتاب: الفتوحات القدسية في شرح قصيدة في حال السلوك عند الصوفية ـ الشيخ أبي بكر التباني
من كتاب تفسير القرآن الكريم رحمة من الرحمن في تفسير وإشارات القرآن ـ ج1ـ لابن عربي ـ تفسيرآلآيات من "01 - 17"آل عمران Emptyأمس في 19:42 من طرف Admin

» كتاب: الكلمات التي تتداولها الصوفية للشيخ الأكبر مع تعليق على بعض ألفاظه من تأويل شطح الكمل للشعراني
من كتاب تفسير القرآن الكريم رحمة من الرحمن في تفسير وإشارات القرآن ـ ج1ـ لابن عربي ـ تفسيرآلآيات من "01 - 17"آل عمران Emptyأمس في 19:39 من طرف Admin

» كتاب: قاموس العاشقين في أخبار السيد حسين برهان الدين ـ الشيخ عبد المنعم العاني
من كتاب تفسير القرآن الكريم رحمة من الرحمن في تفسير وإشارات القرآن ـ ج1ـ لابن عربي ـ تفسيرآلآيات من "01 - 17"آل عمران Emptyأمس في 19:37 من طرف Admin

» كتاب: نُسخة الأكوان في معرفة الإنسان ويليه رسائل أخرى ـ الشّيخ محيي الدين بن عربي
من كتاب تفسير القرآن الكريم رحمة من الرحمن في تفسير وإشارات القرآن ـ ج1ـ لابن عربي ـ تفسيرآلآيات من "01 - 17"آل عمران Emptyأمس في 19:34 من طرف Admin

» كتاب: كشف الواردات لطالب الكمالات للشيخ عبد الله السيماوي
من كتاب تفسير القرآن الكريم رحمة من الرحمن في تفسير وإشارات القرآن ـ ج1ـ لابن عربي ـ تفسيرآلآيات من "01 - 17"آل عمران Emptyأمس في 19:31 من طرف Admin

» كتاب: رسالة الساير الحائر الواجد إلى الساتر الواحد الماجد ( مجموع رسائل الشيخ نجم الدين الكبري )
من كتاب تفسير القرآن الكريم رحمة من الرحمن في تفسير وإشارات القرآن ـ ج1ـ لابن عربي ـ تفسيرآلآيات من "01 - 17"آل عمران Emptyأمس في 19:28 من طرف Admin

» كتاب: رسالة إلى الهائم الخائف من لومة اللائم ( مجموع رسائل الشيخ نجم الدين الكبري )
من كتاب تفسير القرآن الكريم رحمة من الرحمن في تفسير وإشارات القرآن ـ ج1ـ لابن عربي ـ تفسيرآلآيات من "01 - 17"آل عمران Emptyأمس في 19:26 من طرف Admin

» كتاب: التعرف إلى حقيقة التصوف للشيخين الجليلين أحمد العلاوي عبد الواحد ابن عاشر
من كتاب تفسير القرآن الكريم رحمة من الرحمن في تفسير وإشارات القرآن ـ ج1ـ لابن عربي ـ تفسيرآلآيات من "01 - 17"آل عمران Emptyأمس في 19:24 من طرف Admin

» كتاب: مجالس التذكير في تهذيب الروح و تربية الضمير للشيخ عدّة بن تونس
من كتاب تفسير القرآن الكريم رحمة من الرحمن في تفسير وإشارات القرآن ـ ج1ـ لابن عربي ـ تفسيرآلآيات من "01 - 17"آل عمران Emptyأمس في 19:21 من طرف Admin

» كتاب غنية المريد في شرح مسائل التوحيد للشيخ عبد الرحمن باش تارزي القسنطيني الجزائري
من كتاب تفسير القرآن الكريم رحمة من الرحمن في تفسير وإشارات القرآن ـ ج1ـ لابن عربي ـ تفسيرآلآيات من "01 - 17"آل عمران Emptyأمس في 19:19 من طرف Admin

» كتاب: القوانين للشيخ أبي المواهب جمال الدين الشاذلي ابن زغدان التونسي المصري
من كتاب تفسير القرآن الكريم رحمة من الرحمن في تفسير وإشارات القرآن ـ ج1ـ لابن عربي ـ تفسيرآلآيات من "01 - 17"آل عمران Emptyأمس في 19:17 من طرف Admin

» كتاب: مراتب الوجود المتعددة ـ الشيخ عبد الواحد يحيى
من كتاب تفسير القرآن الكريم رحمة من الرحمن في تفسير وإشارات القرآن ـ ج1ـ لابن عربي ـ تفسيرآلآيات من "01 - 17"آل عمران Emptyأمس في 19:14 من طرف Admin

» كتاب: جامع الأصول في الأولياء و دليل السالكين إلى الله تعالى ـ للسيد أحمد النّقشبندي الخالدي
من كتاب تفسير القرآن الكريم رحمة من الرحمن في تفسير وإشارات القرآن ـ ج1ـ لابن عربي ـ تفسيرآلآيات من "01 - 17"آل عمران Emptyأمس في 19:12 من طرف Admin

أفضل 10 أعضاء في هذا الشهر

دخول

لقد نسيت كلمة السر


    من كتاب تفسير القرآن الكريم رحمة من الرحمن في تفسير وإشارات القرآن ـ ج1ـ لابن عربي ـ تفسيرآلآيات من "01 - 17"آل عمران

    avatar
    Admin
    Admin


    المساهمات : 68443
    تاريخ التسجيل : 25/04/2018

    من كتاب تفسير القرآن الكريم رحمة من الرحمن في تفسير وإشارات القرآن ـ ج1ـ لابن عربي ـ تفسيرآلآيات من "01 - 17"آل عمران Empty من كتاب تفسير القرآن الكريم رحمة من الرحمن في تفسير وإشارات القرآن ـ ج1ـ لابن عربي ـ تفسيرآلآيات من "01 - 17"آل عمران

    مُساهمة من طرف Admin 19/4/2020, 22:33

    كتاب تفسير القرآن الكريم رحمة من الرحمن في تفسير وإشارات القرآن ج 1 من كلام الشيخ الأكبر محيي الدين ابن العربي جمع وتأليف محمود محمود الغراب
    03 - سورة آل عمران مدنيّة
    سورة آل‌عمران ( 3 ) : آية 1
    بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ
    ألم ( 1 )
    مبادي السور المجهولة
    إشارة - « اعلم أن مبادي السور المجهولة ، لأهل الصور المعقولة » ، يعني معاني سور القرآن تجتمع مع الصور المعقولة التي يأخذها العقل من طريق التعريف الإلهي ، لا من طريق فكره ، فهي تجهلها الأفكار مثل ما جهلت ما أراد الحق بمبادي هذه السور ، والصور المجهولة كالنبوة والولاية ، وكرؤية الحق ، وكل ما لا يستقل العقل بإدراكه ، حتى يقع به


    [ توحيد حروف النفس ]
    التعريف الإلهي ،« ( ذلِكَ فَضْلُ اللَّهِ يُؤْتِيهِ مَنْ يَشاءُ ) *جملتها تسعة وعشرون سورة » وهي ثمانية وعشرون مرتبة كمرتبة الحروف ، واللام ألف هي عبارة عن الحق والعبد ، وهي بمنزلة القمر الدائر في المنازل ، فالألف للحق من حيث التجلي ، فمشيه في المنازل هي تجلياته ومظاهره ، وذلك كمال الصورة ،« وَالْقَمَرَ قَدَّرْناهُ مَنازِلَ »ونصيب العبد منها قبول ذلك التجلي ، واللام للعبد « أكملت فيها » أي الحروف « العالم بأسره » « وفرقت بيني وبينهم بما لوحت به من نهيه وأمره » أي إني وإن كنت الفاعل على الإطلاق ، والفعل لي ، فأنت محل تعلق الأمر والنهي ، والوعد والوعيد« فَمِنْها »أي الحروف « مفرد » مثل ص ، ق ، « ومثنى » ومنها ما جمع لمعنى ، ولئن شكرتم لأزيدنكم ، منها ما زيد فيه فاستغنى ، ومنها من نقص منه فتعنّى( أَ وَلَمْ يَرَوْا أَنَّا نَأْتِي الْأَرْضَ نَنْقُصُها مِنْ أَطْرافِها )منها متماثلة الصور ومختلفة ، كما منها مفرقة ومؤتلفة ( ولو شاء اللّه لجعل الناس أمة واحدة ) غايتها خمسة حروف ، وبقي اثنان للواصف والموصوف ، من مقام آدم وحوى ، في جنة الإقامة ، ومأوى الإمامة ( وكلا منها حيث شئتما ) مبلغها ثمانية وسبعون ، فمن كوشف بحقائقها ملك الأعلى والدون » قوله منها ومنها يعني أن هذه السور المجهولة جاءت مطابقة لصور الإنسان على المطابقة ، فهذه الحروف أربعة عشر حرفا غير مكررة ، وهي نصف الفلك الظاهر ، والأربعة عشر الأخرى الغائبة للنصف الباطن ، والحروف إذا نظرتها مكررة كانت ثمانية

    ص 408

    وسبعين ، وهي في معنى مراتب الإيمان ، كما جاء في الخبر [ الإيمان بضع وسبعون شعبة ] قوله « فمن كوشف بحقائقها ملك العالي والدون » هذا باب الكشف والذوق ، إذا أراد اللّه تعالى التعريف به أقامه في الكشف ، أو وهب العلم الضروري للمحل بطريق المعاني المجردة ، فتعرّض لنيل ذلك من الوهاب الفتاح سبحانه وتعالى واستعمل المجاهدة ، وتحلّ بالموافقة والمساعدة ، عساك تلتذ بالمشاهدة .
    واعلم أنه لما كان الألف يسري في مخارج الحروف كلها ، سريان الواحد في مراتب الأعداد كلها ، فهو قيوم الحروف ، وله التنزيه بالقبلية ، وله الاتصال بالبعدية ، فكل شيء يتعلق به ، ولا يتعلق هو بشيء ، فأشبه الواحد ، لأن وجود أعيان الأعداد يتعلق به ، ولا يتعلق الواحد بها ، فيظهرها ولا تظهره ، وتشبهه في هذا الحكم الدال والذال والراء والزاي والواو ، ويشبه في حكم السريان الواو المضموم ما قبلها والياء المكسور ما قبلها ، وكما أن الواحد لا يتقيد بمرتبة دون غيرها ، ويخفى عينه ، أعني اسمه ، في جميع المراتب كلها ، كذلك الألف لا يتقيد بمرتبة ويخفى اسمه في جميع المراتب ، الاسم هناك للباء والجيم والحاء وجميع الحروف ، والمعنى للألف .

    سورة آل‌عمران ( 3 ) : آية 2
    اللَّهُ لا إِلهَ إِلاَّ هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ ( 2 )
    هذا توحيد حروف النفس ، وهو الألف واللام والميم وهو التوحيد الثالث في القرآن من نفس الرحمن ، وهذا التوحيد أيضا توحيد الابتداء ، فإن الاسم اللّه مبتدأ ، وله من أسماء الأفعال منزل الكتاب بالحق من اللّه المسمى بالحي القيوم ، فبيّن أنه منزل الكتاب بالحق من اللّه المسمى بالحي القيوم ، وهي أربعة كتب يصدق بعضها بعضا ، والكتب الإلهية وثائق الحق على عباده ، فهي كتب مواثيقه ، وتحقيق بما له عليهم ، وما لهم عليه مما أوجبه على نفسه لهم فضلا منه ومنّة ، فدخل معهم في العهدة« الْحَيُّ »الحياة شرط في جميع وجود النسب المنسوبة إلى اللّه ، وهذه النسبة أوجبت له سبحانه أن يكون اسمه الحي ، فجميع الأسماء الإلهية موقوفة عليه ومشروطة به ، حتى الاسم اللّه ، فالاسم اللّه هو المهيمن على جميع الأسماء التي من جملتها الاسم الحي ، ونسبة الاسم الحي لها المهيمنية على جميع النسب

    ص 409

    الأسمائية ، حتى نسبة الألوهة التي بها تسمى اللّه اللّه ، فكل اسم هو للحي إذا حققت الأمر ، فيسري سره في جميع العالم ، فخرج على صورته فيما نسب إليه من التسبيح بحمده ، فما في العالم إلا حي ، ولما لم يتمكن أن يتقدم الاسم الحي الإلهي اسم من الأسماء الإلهية ، كانت له رتبة السبق ، فهو المنعوت على الحقيقة بالأول .« الْقَيُّومُ »الحق قيوم بعباده فيما يحتاجون إليه ، وهو تعالى الحي لنفسه ، لتحقيق ما نسب إليه مما لا يتصف به إلا من شرطه أن يكون حيا ، القيوم لقيامه على كل نفس بما كسبت .

    سورة آل‌عمران ( 3 ) : آية 3
    نَزَّلَ عَلَيْكَ الْكِتابَ بِالْحَقِّ مُصَدِّقاً لِما بَيْنَ يَدَيْهِ وَأَنْزَلَ التَّوْراةَ وَالْإِنْجِيلَ ( 3 )
    لما ضم الحق تعالى حروف القرآن وسوره ومعانيه بهذا النظم المعجز سماه كتابا ، فهو نظم حروف رقمية لانتظام كلمات لانتظام آيات لانتظام سور ، كل ذلك عن يمين كاتبة ، كما كان القول عن نفس رحماني ، فصار الأمر على مقدار واحد وإن اختلفت الأحوال ، لأن حال التلفظ ليس حال الكتابة ، وصفة اليد ليست صفة النفس ، فكونه كتابا كصورة الظاهر والشهادة ، وكونه كلاما كصورة الباطن والغيب ، فالقرآن في الصدور قرآن ، وفي اللسان كلام ، وفي المصاحف كتاب .[

    سورة آل‌عمران ( 3 ) : آية 4
    مِنْ قَبْلُ هُدىً لِلنَّاسِ وَأَنْزَلَ الْفُرْقانَ إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا بِآياتِ اللَّهِ لَهُمْ عَذابٌ شَدِيدٌ وَاللَّهُ عَزِيزٌ ذُو انْتِقامٍ ( 4 )
    لما كان الانتقام من رحمة المنتقم بنفسه من الخلق ، قال تعالى :« وَاللَّهُ عَزِيزٌ »عن مثل هذا« ذُو انْتِقامٍ » .

    سورة آل‌عمران ( 3 ) : آية 5
    إِنَّ اللَّهَ لا يَخْفى عَلَيْهِ شَيْءٌ فِي الْأَرْضِ وَلا فِي السَّماءِ ( 5 )
    وكيف يخفى عليه وهو عنده علم المقادير« فِي الْأَرْضِ »وهو كل معلوم وكل ما في الطبيعة من الأسرار ، فإن صورها أرض الأرواح« وَلا فِي السَّماءِ »وهو المعلوم وكل ما

    ص 410

    في الأرواح التي بين الطبيعة والعماء[ كل إنسان أعلم بحاله ]
    - نصيحة - كل إنسان أعلم بحاله ، ولا ينفعك أن تنزل نفسك عند الناس منزلة ليست لك في نفس الأمر ، فإن اللّه لا يخفى عليه شيء في الأرض ولا في السماء

    سورة آل‌عمران ( 3 ) : آية 6
    هُوَ الَّذِي يُصَوِّرُكُمْ فِي الْأَرْحامِ كَيْفَ يَشاءُ لا إِلهَ إِلاَّ هُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ ( 6 )
    [ تفسير « هُوَ الَّذِي يُصَوِّرُكُمْ فِي الْأَرْحامِ » ]« هُوَ الَّذِي يُصَوِّرُكُمْ فِي الْأَرْحامِ »لكونها مظلمة ، تمدح بإدراك الأشياء فيها ، ويصورنا في الأرحام من غير مباشرة ، وأضاف التصوير إليه لا إلى غيره« كَيْفَ يَشاءُ »أي كيف أراد من أنواع الصور والتصوير« لا إِلهَ إِلَّا هُوَ الْعَزِيزُ »أي المنيع الذي نسب لنفسه الصورة ، لا عن تصوير ولا تصور ، فهو المصور لا الملك ، مع العزة التي تليق بجلاله« الْحَكِيمُ »المرتب الأشياء التي أنزلت منازلها بما تعطيه الاستعدادات المسواة لقبول الصور ، فيعين لها من الصور ما شاء مما قد علم أنها مناسبة له ، وهذا هو التوحيد الرابع ، توحيد المشيئة ، ووصف الهوية بالعزة ، وهو قوله( وَلَمْ يُولَدْ )فهو عزيز الحمى ، إذ كان هو الذي صورنا في الأرحام من غير مباشرة ، إذ لو باشر لضمه الرحم كما يضم القابل للصورة ، ولو لم يكن هو المصور لما صدقت هذه النسبة ، وهو الصادق ، فإنه ما أضاف التصوير إلى غيره .
    فقال[ توحيد المشيئة ]« كَيْفَ يَشاءُ »أي كيف أراد ، فظهر في هذه الكيفية أن مشيئته تقبل الكيفية ، مع نعته بالعزة ثم بالحكمة ، والحكيم هو المرتب الأشياء أي أنزلت منازلها ، فالتصوير يستدعيه إذ كان هو المصور مع العزة التي تليق بجلاله ، فحيّر العقول السليمة التي تعرف جلاله - تفسير من باب الإشارة -« هُوَ الَّذِي يُصَوِّرُكُمْ فِي الْأَرْحامِ كَيْفَ يَشاءُ »ما أحسن تنبيه اللّه أولي الألباب من عباده وأهل الاعتبار بهذه الآية ، فمن الأرحام ما يكون خيالا ، فيصور فيه المتخيلات كيف يشاء ، عن نكاح معنوي وحمل معنوي ، يفتح اللّه في ذلك الرحم المعاني في أي صورة ما شاء ركبها ، فيريك الإسلام فيه والقرآن سمنا وعسلا ، والقيد ثباتا في الدين ، والدين قميصا سابغا وقصيرا درعا ومجولا ونقيا ودنسا على حسب ما يكون الرائي ، أو من يرى له عليه من الدين ، فالخيال من جملة الأرحام التي تظهر فيها الصور .

    ص 411

    سورة آل‌عمران ( 3 ) : آية 7
    هُوَ الَّذِي أَنْزَلَ عَلَيْكَ الْكِتابَ مِنْهُ آياتٌ مُحْكَماتٌ هُنَّ أُمُّ الْكِتابِ وَأُخَرُ مُتَشابِهاتٌ فَأَمَّا الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ زَيْغٌ فَيَتَّبِعُونَ ما تَشابَهَ مِنْهُ ابْتِغاءَ الْفِتْنَةِ وَابْتِغاءَ تَأْوِيلِهِ وَما يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلاَّ اللَّهُ وَالرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ يَقُولُونَ آمَنَّا بِهِ كُلٌّ مِنْ عِنْدِ رَبِّنا وَما يَذَّكَّرُ إِلاَّ أُولُوا الْأَلْبابِ ( 7 )
    أم الكتاب هي الآيات المحكمات ، والآيات المحكمات هي الآيات الدالة على وحدانيته تعالى ، بدليل قوله تعالى في أول هود( كِتابٌ أُحْكِمَتْ آياتُهُ ثُمَّ فُصِّلَتْ )الآية ، ثم فسر إحكامها بالتوحيد في قوله( أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا اللَّهَ )وفسر تفصيلها بالاستغفار والتوبة في قوله( وَأَنِ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ ثُمَّ تُوبُوا إِلَيْهِ )ونبه تعالى أن آياته المحكمة ترجع أعدادها إلى آية واحدة محكمة وهي( لا إِلهَ إِلَّا اللَّهُ )فما من علم من العلوم في الغيب ولا في الشهادة إلا وهو منتظم في سلك( لا إِلهَ إِلَّا اللَّهُ )مستثمر من ثمار أسرارها ، ولهذا اكتفى بعلمها النبي صلّى اللّه عليه وسلم إجمالا وتفصيلا في قوله تعالى( فَاعْلَمْ أَنَّهُ لا إِلهَ إِلَّا اللَّهُ وَاسْتَغْفِرْ لِذَنْبِكَ )والآيات المتشابهات إنما أنزلت من اللّه ابتلاء لعباده ، وبالغ سبحانه في نصيحة عباده في ذلك ، ونهاهم أن يتبعوا المتشابه بالمحكم ، أي لا يحكموا عليه بشيء ، فإن تأويله لا يعلمه إلا اللّه ، والراسخون في العلم إن علموه بإعلام اللّه لا بفكرهم واجتهادهم ، فإن الأمر أعظم أن تستقل العقول بإدراكه من غير إخبار إلهي ، فالمتشابه إن علمت أنه متشابه ولم تتعدّ به حدّه ، ولا أخرجته بميلك إليه ونظرك فيه عن المتشابه فلا حرج عليك ، وإنما الخوف والحذر أن تلحقه بأحد الطرفين ، وما ذلك حقيقته ، وإنما حقيقته أن يكون له وجهان ؛ وجه إلى كل طرف ، وجه إلى الحل ووجه إلى الحرمة ، ويتعذر الفصل بين الوجهين وتخليصه إلى أحد الطرفين ، فإذا اتبعته اتباع من لا يزيله عن حقيقته فما ثم زيغ ، فالمحكم في المتشابه التشابه ، فمن تأوله فقد أزاله عن الاشتراك ، وهو مشترك ، فقد زاغ من تأوله عن طريق الحق ، ولذلك نهينا عن الخوض في الآيات المتشابهات ، ونسبنا إلى الزيغ في اتباعها ، فإن الزيغ ميل إلى أحد الشبهين ، وإذا أولت إلى أحد الشبهين فقد صيرتها محكمة وهي متشابهات ، فعدلت بها عن حقيقتها ، وكل من عدل بشيء عن حقيقته فما أعطاه حقه ، فالكيّس من يقف عندها ولا يحكم فيها بشيء ، فإن لها شبها بالطرفين ، ومن ذلك الشبهات ، وهو كل

    ص 412

    معلوم يظهر فيه وجه للحق ووجه لغير الحق ، فمثلا يكون من الأرزاق ما هو حلال بيّن وحرام بيّن ، وبينهما مشتبهات لا يعلمها كثير من الناس ، فمن لاحت له وقف عندها حتى يتبين له أمرها ، فإما أن يلحقها بالحلال وإما أن يلحقها بالحرام ، فلا يقدم عليها ما دامت في حقه شبهة ، فإنها في نفس الأمر مخلصة لأحد الجانبين ، وإنما اشتبه على المكلف لتعارض الأدلة الشرعية عنده في ذلك .« فَأَمَّا الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ زَيْغٌ فَيَتَّبِعُونَ ما تَشابَهَ مِنْهُ ابْتِغاءَ الْفِتْنَةِ وَابْتِغاءَ تَأْوِيلِهِ ، وَما يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلَّا اللَّهُ »مآل الشيء لا يصح أن يكون واقعا فيرى إلا إن مثّل للرائي ، فهو كأنه يراه ، فإن المآل يقابل الحال ، فالحال موجود والمآل ليس بموجود ، ولهذا سمي مآلا ، والتأويل هو ما يؤول إليه حكم هذا المتشابه ، فهو محكم غير متشابه عند من يعلم تأويله ، وليس إلا اللّه ، فما تشابه من القرآن لا يعلم تأويله إلا اللّه ، فهو من العلوم المستورة مضمن في صور كلمات ، وهو مستور أن يتعلق به معرفة عارف على القطع إلا بإخبار إلهي ، لهذا ترك التأويل من تركه من العلماء ولم يقل به ، واعتمد على الظاهر ، وترك ذلك للّه ، فمن أعلمه اللّه بما أراده في قوله علمه بإعلام اللّه لا بنظره ، فما يعلم تأويله إلا اللّه ، أي ما يؤول إليه هذا اللفظ المنزل المرقوم ، وما أودع فيه« وَالرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ »يعني في العلم باللّه ، فهم الراسخون في العلم بشهادة توحيده ، يعلمهم الحق بذلك التأويل من غير فكر فيه ، إذ كان الفكر في نفسه غير معصوم من الغلط في حق كل أحد ، وذلك التعليم من طريق الوهب لا الكسب ، فالعالم هو الراسخ الثابت الذي لا تزيله الشبه ولا تزلزله الشكوك ، لتحققه بما شاهد من الحقائق بالعلم ، فالراسخ في العلم يقول« آمَنَّا بِهِ كُلٌّ مِنْ عِنْدِ رَبِّنا »يعني متشابهه ومحكمه ، فإذا أشهده اللّه مآله فهو عنده محكم ، وزال عنه في حق هذا العالم التشابه ، فهو عنده كما هو عند اللّه من ذلك الوجه ، وهو عنده أيضا متشابه لصلاحيته إلى الطرفين من غير تخليص ، كما هو في نفس الأمر بحكم الوضع المصطلح عليه ، فهو وإن عرف تأويله فلم يزل عن حكمه متشابها ، فغاية علم العالم الذي أعلمه اللّه بما يؤول إليه ، علمه بالوجه الواحد لا بالوجهين ، فهو على الحقيقة ما زال عن كونه متشابها ، لأن الوجه الآخر يطلبه بما دل عليه ويتضمنه ، كما طلبه الوجه الذي أعلم اللّه به هذا الشخص ، فعلم اللّه على الحقيقة به أن يعلم تأويله ، أي ما يؤول إليه من الجانبين في حق كل واحد ، أو الجوانب إن كانوا كثيرين ، فيعلمه متشابها ، لأنه كذا هو ؛ إذ كل جانب

    ص 413

    يطلبه بنصيبه ودلالته منه . فالمحكم محكم لا يزول ، والمتشابه متشابه لا يزول ، وإنما قلنا ذلك لئلا يتخيل أن علم العالم بما يؤول إليه ذلك اللفظ في حق كل من له فيه حكم ، أنه يخرجه عن كونه متشابها ليس الأمر كذلك ، بل هو متشابه على أصله مع العلم بما يؤول إليه في حق كل من له نصيب فيه ، واعلم أن الورع هو اجتناب المحرمات ، وكل ما فيه شبهة من جانب المحرم فيجتنب لذلك الشبه ، وهو المعبر عنه بالشبهات أي الشيء الذي له شبه بما جاء النص الصريح بتحريمه من كتاب أو سنة أو إجماع ، بالحال الذي يوجب له هذا الاسم .« وَما يَذَّكَّرُ إِلَّا أُولُوا الْأَلْبابِ »وهم الغواصون الذين يستخرجون لب الأمور إلى الشهادة العينية ، بعد ما كان يستر ذلك اللب القشر الظاهر الذي كان به صونه ، فإن الراسخ في العلم جمع بين الإيمان الذي هو الدين الخالص ، وبين ما تستحقه مرتبته من التسليم للّه في كل ما يخبر به عن نفسه ، وأما العقول التي أدركها الفضول فتأولت المتشابه من الأمور ، فنحن نسلم لهم حالهم ولا نشاركهم في ذلك التأويل ، فإنا لا ندري هل ذلك مراد اللّه بما قاله فنعتمد عليه أوليس بمراده فنرده ، فلهذا التزمنا التسليم . فإذا سئلنا عن مثل هذا قلنا : إنّا مؤمنون بما جاء من عند اللّه على مراد اللّه به ، وإنّا مؤمنون بما جاء من عند رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلم ورسله عليهم السلام على مراد رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلم ومراد رسله عليهم السلام ، ونكل العلم في كل ذلك إليه سبحانه وإليهم وقد تكون الرسل بالنسبة إلى اللّه في هذا الأمر مثلنا ، يرد عليها هذا الإخبار من اللّه فتسلمه إليه سبحانه وتعالى كما سلمناه ولا تعرف تأويله ، هذا لا يبعد ، وقد تكون تعرف تأويله بتعريف اللّه بأي وجه كان ، هذا أيضا لا يبعد ، وهذه كانت طريقة السلف جعلنا اللّه لهم خلفا بمنّه . فطوبى لمن راقب ربه وخاف ذنبه وعمر بذكر اللّه قلبه وأخلص للّه حبه .
    وفي هذا الزمان أمر عظيم خطبه ، وعمّ ضرره ، وهو ما تظاهر به بعض المبتدعة المنتسبين إلى الحديث والفقه ، وأشاعه في العامة والخاصة ، من اعتقاد ظواهر الآيات المتشابهة في أسمائه تعالى وصفاته ، من غير تعرض لصرفها عما يوهم التشبيه والتجسيم ، ويزعم أنه في ذلك متمسك بالكتاب وماش في طريقة السلف الصالح ، ويشنع على من تعرض إلى شيء منها بتأويل أو صرفه على ظاهره بدليل ، وينسبه في ذلك إلى مخالفة الصحابة والتابعين رضوان اللّه عليهم أجمعين ، لكونهم ما نقل عنهم التعرض لشيء من ذلك ، وقد ضلّ وأضلّ كثيرا ، وما يضلّ

    ص 414

    به إلا من هو قاصر الفهم ضعيف النور ، ومن أجلّ منح اللّه تعالى على عبده ، طهارة قلبه وسلامة فطرته وقلة منطقه ، فإنه بذلك يلقن الحكمة ، ويسمع هواتف الحق في كل نفس من أنفاسه ، ويضيء له في ليل المتشابه مصباح المحكم ، فيرسخ قدم صدقه في معرفة ربه سبحانه ، ويحيى بلده الطيب بغيث الهدى والعلم ، فيخرج نباته بإذن ربه ، كشجرة طيبة أصلها ثابت وفرعها في السماء ، تؤتي أكلها كل حين بإذن ربها ، ويسلك بنحل أفكاره سبل الاستقامة ، فيخرج من بطونها شراب مختلف ألوانه فيه شفاء للناس ، وقد كان للصحابة رضوان اللّه عليهم من هذا المشرب أصفاه وأعذبه ، ومن العلم بالكتاب والسنة أزكاه وأطيبه ، وكيف لا يكونون كذلك وقد تليت عليهم آيات اللّه وفيهم رسوله ، ولهم بالاعتصام باللّه ما ضمنت لهم به الهداية والاستقامة ، ومن يعتصم باللّه فقد هدي إلى صراط مستقيم ، يعلمون الناسخ والمنسوخ بالمعاصرة ، وأسباب النزول بالوقائع ، ويفهمون ما أودع في مواقع التركيب وأساليب البيان بالطباع ، يردّون ما اختلفوا فيه إلى اللّه والرسول ، فيعلمه الذين يستنبطونه منهم ، وهم الراسخون في العلم وأولو الأمر ، يتدبرون القرآن ويردّون المتشابه إلى معنى المحكم ، ويقولون آمنا به كل من عند ربنا ، فلا اختلاف فيه ، ولو كان من عند غير اللّه لوجدوا فيه اختلافا كثيرا ، ولأجل ذلك لم ينقل عنهم اعتناء بإيضاح آيات الأسماء والصفات ، ولا أكثروا السؤال عنها لعدم إشكالها بحسب لغتهم ، ولاتساع مجال إفهامهم في معانيها الصحيحة ، وكان من أدبهم رضي اللّه عنهم أن لا يثق أحدهم بفهمه في استيعاب المراد منها ، فسكتوا عنها مفوضين إلى كل فهم صحيح ، ما منحه اللّه تعالى من الاتساع الموافق للّغة والآيات المحكمة ، كما في صحيح البخاري وغيره عن أبي جحيفة ، قال : قلت لعلي كرم اللّه وجهه ، هل عندكم كتاب ؟ قال : لا ، إلا كتاب اللّه ، أو فهما أعطيه رجل مسلم ، أو ما في هذه الصحيفة ، وفي بعض الروايات إلا ما يعطيه اللّه عبده فهما في القرآن ، فلما انقطع بموته صلّى اللّه عليه وسلم عن ظواهر الأسماع مدد روح الوحي ، وعفت عهود بانقراض علماء الصحابة رضي اللّه عنهم ، وضعف استنباط المتشابه من المحكم - بمخالطة النبط والعجم - المعنى الواضح بملابسة العجم ، وحصل التمرج في القلوب ، فزاغت وحجبت عن هواتف الغيب ، وكثر الكلام فيما لا يعني ، فقلّ إيتاء الحكمة ، هنالك ظهرت أرباب البدع وأشكل معنى المتشابه ، فاتبعه من في قلبه زيغ ، وكاد الأمر يلتبس لولا ما أيد اللّه تعالى به هذه الأمة

    ص 415

    من العلماء الوارثين ، والسلف الصالح ، فنهضوا لمناظرة أرباب البدع وتخطئتهم ، وحل شبههم ، ونهوا الناس عن اتباعهم وعن الإصغاء إليهم ، وعن التعرض بالآراء المتشابهة ، وحسموا مادة الجدال فيه والسؤال عنه ، سدا للذريعة واستغناء عنه بالمحكم ، وأمروا بالإيمان وبإمراره كما جاء من غير تعطيل ولا تشبيه ، وكان ذلك في عصرهم مغنيا ، لولا أن المبتدعة دونوا بدعهم ، ونصبوا عليها أشراك الشبه والأهواء المضلة ، فوفّق اللّه سبحانه الراسخين من علماء السنة ، فدونوا في الرد عليهم الكتب الكلامية ، وأيدوها بالحجج العقلية والبراهين المقيدة من الكتاب والسنة ، إلى أن أظهر اللّه الحق على ألسنتهم ، وقمع أهل الباطل والزيغ وأطفأ نار البدع والأهواء ، فجزاهم اللّه تعالى عن نصيحة هذه الأمة أفضل الجزاء ، ونقول ، اعلم هداني اللّه تعالى وإياك لما اختلف فيه من الحق بإذنه ، أن ربنا سبحانه وتعالى ، متكلم عالم مريد قدير ، ليس كمثله شيء وهو السميع البصير ، أحدي فلا أين ولا تركيب لذاته ، أزلي فلا كيف ولا ترتيب لصفاته ، أبدي فلا تناهي لجلاله وإكرامه ، تنزه في سمعه وبصره وإدراكه وبطشه عن الجوارح ، وعزّ في قدرته عن الشريك والمعين ، وجل في إرادته عن الأغراض ، وتفرّد في كلامه عن الحروف والأصوات ، وتعالى في استوائه عن التشبيه والكون ، وتقدس في علوه وفوقيته عن الجهات ، ينزل سبحانه بلا نقلة ، ويجيء ويأتي بلا حركة ، وتراه أبصار المؤمنين بلا إدراك ولا إحاطة ، لا حد لقربه ، ولا مثل لحبه ، ولا ثورة لغضبه ، ولا كيف له في رضاه وضحكه ، ولا شفعية إلا بمعيته ، ولا وترية إلا بظهور قهره وأحديته ، ولا بقاء إلا لأهل عنديته ، نفسه تعالى ذاته أو أم كتابه ، ووجه نور توحيده عند إقباله ، وصورته تعالى مظاهر تعرفاته ، وظلل غمامه ويده ويداه وأيديه أسماء حقائق يتصرف بها في مخلوقاته ، وأعينه وعينه آياته المبصرة القائمة بالحفظ والرعاية للمخصوصين من عباده ، وقدمه قدم الصدق الذي بشر به المؤمنين ، وجنبه صحبته وكلاءته للذاكرين من أتباع النبيين ، وهو الأول والآخر ، فما من عرض ولا جوهر إلا وهو مبدوء بأوليته ، مختوم بآخريته ، وهو الظاهر بحكمه في محكمه ، الباطن بعلمه في متشابه آياته ، وحكمه ظهر بمعيته في باطن وتريته ، فنشأت أعداد مصنوعاته ، وبطن بقدم أحديته في أسماء الحوادث ، فرجعت بحقائق هوياته إليه( وَلِلَّهِ غَيْبُ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ وَإِلَيْهِ يُرْجَعُ الْأَمْرُ كُلُّهُ فَاعْبُدْهُ وَتَوَكَّلْ عَلَيْهِ )لا شريك له في ملكه ، وهو يؤتي الملك من يشاء ، ولا مثل له في كنهه ، وله المثل الأعلى ، تقدّس عن النظير في الدنيا والآخرة .( وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ ناضِرَةٌ

    ص 416

    إِلى رَبِّها ناظِرَةٌ )وتنزه عن الجهات وهو اللّه في السماوات ، وتعالى عن التشبيه وله الآيات المتشابهات ، يجتني معانيها أهل قربه في ريان جنان ذكره ، كلما رزقوا منها من ثمرة رزقا قالوا : هذا الذي رزقنا من قبل وأتوا به متشابها ، ولهم فيها أزواج مطهرة وهم فيها خالدون ، فيقول الراسخون في العلم .

    سورة آل‌عمران ( 3 ) : آية 8
    رَبَّنا لا تُزِغْ قُلُوبَنا بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنا وَهَبْ لَنا مِنْ لَدُنْكَ رَحْمَةً إِنَّكَ أَنْتَ الْوَهَّابُ ( 8 )
    « رَبَّنا لا تُزِغْ قُلُوبَنا »يعني بالفكر فيما أنزلته« بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنا »إلى الأخذ منك علم ما أنزلته إلينا ، فأوقفتنا على مرادك من تلك الألفاظ التي حواها الكتاب ، والتعريف من المعاني المخلصة عن المواد ، فأعطاهم اللّه العلم غير مشوب .« وَهَبْ لَنا مِنْ لَدُنْكَ رَحْمَةً إِنَّكَ أَنْتَ الْوَهَّابُ »الوهب العطاء من الواهب على جهة الإنعام ، لا يخطر له خاطر الجزاء عليه من شكر ولا غيره ، فأم الأعطيات الإلهية هو الوهب ، وهو الإعطاء لينعم لا لأمر آخر ، فهو الوهاب على الحقيقة في جميع أنواع عطائه ، وكل عطاء خارج عن الجزاء الوفاق فذلك من الاسم الواهب والوهاب ، فسأله الراسخون في العلم من جهة الوهب لا من جهة الكسب ، فإنه ما يعلم مراد اللّه فيما أنزله على التعيين إلا بطريق الوهب ، وهو الإخبار الإلهي الذي يخاطب به الحق قلب العبد في سرّه بينه وبينه ، فأشرف العلوم ما ناله العبد من طريق الوهب ، وإن كان الوهب يستدعيه استعداد الموهوب إليه بما اتصف به من الأعمال الزكية المشروعة ، ولكنه لما لم يكن ذلك شرطا في حصول هذا العلم ، لذلك تعالى هذا العلم عن الكسب ، فإن بعض الأنبياء تحصل لهم النبوة من غير أن يكونوا على عمل مشروع يستعدون به إلى قبولها ، وبعضهم قد يكون على عمل مشروع فيكون ذلك عين الاستعداد ، فربما يتخيل من لا معرفة له ، أن ذلك الاستعداد لولاه ما حصلت النبوة ، فتخيل أنها اكتساب ، والنبوة في نفسها اختصاص إلهي يعطيه لمن يشاء من عباده وما عنده خبر بشرع ولا غيره .

    سورة آل‌عمران ( 3 ) : آية 9
    رَبَّنا إِنَّكَ جامِعُ النَّاسِ لِيَوْمٍ لا رَيْبَ فِيهِ إِنَّ اللَّهَ لا يُخْلِفُ الْمِيعادَ ( 9 )

    ص 417

    سورة آل‌عمران ( 3 ) : الآيات 10 إلى 13
    إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا لَنْ تُغْنِيَ عَنْهُمْ أَمْوالُهُمْ وَلا أَوْلادُهُمْ مِنَ اللَّهِ شَيْئاً وَأُولئِكَ هُمْ وَقُودُ النَّارِ ( 10 ) كَدَأْبِ آلِ فِرْعَوْنَ وَالَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ كَذَّبُوا بِآياتِنا فَأَخَذَهُمُ اللَّهُ بِذُنُوبِهِمْ وَاللَّهُ شَدِيدُ الْعِقابِ ( 11 ) قُلْ لِلَّذِينَ كَفَرُوا سَتُغْلَبُونَ وَتُحْشَرُونَ إِلى جَهَنَّمَ وَبِئْسَ الْمِهادُ ( 12 ) قَدْ كانَ لَكُمْ آيَةٌ فِي فِئَتَيْنِ الْتَقَتا فِئَةٌ تُقاتِلُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَأُخْرى كافِرَةٌ يَرَوْنَهُمْ مِثْلَيْهِمْ رَأْيَ الْعَيْنِ وَاللَّهُ يُؤَيِّدُ بِنَصْرِهِ مَنْ يَشاءُ إِنَّ فِي ذلِكَ لَعِبْرَةً لِأُولِي الْأَبْصارِ ( 13 )
    لعبرة أي تعجبا ، فإن في إسبال الستور الجهل بالأمور ، والأبصار تخترق الأستار ، لهذا شرع الاعتبار« إِنَّ فِي ذلِكَ لَعِبْرَةً لِأُولِي الْأَبْصارِ »والستر مسدل ، والباب مقفل ، والعطاء مسبل ، فما نفع الحجاب ، ولا منع باب ، بصر الاعتبار لا يقف له شيء من الاسكار ، وهو النظر في الأشياء بحكم الاعتبار ، وجعل اللّه العبرة للأبصار ، والاعتبار إنما هو للبصائر ، فذكر الأبصار لأنها الأسباب المؤدية إلى الباطن ما يعتبر فيه عين البصيرة ، فاعلم أن اللّه خاطب الإنسان بجملته ، وما خصّ ظاهره من باطنه ، ولا باطنه من ظاهره ، فتوفرت دواعي الناس أكثرهم إلى معرفة أحكام الشرع في ظواهرهم ، وغفلوا عن الأحكام المشروعة في بواطنهم ، إلا القليل ، فإنهم بحثوا في ذلك ظاهرا وباطنا ، فما من حكم قرروه شرعا في ظواهرهم إلا ورأوا أن ذلك الحكم له نسبة إلى بواطنهم ، أخذوا على ذلك جميع أحكام الشرع ، فعبدوا اللّه بما شرع لهم ظاهرا وباطنا ، ففازوا حين خسر الأكثرون ، ونبغت طائفة ضلّت وأضلّت ، فأخذت الأحكام الشرعية وصرفتها في بواطنهم ، وما تركت من حكم الشريعة في الظواهر شيئا ، تسمى الباطنية ، وهم في ذلك على مذاهب مختلفة ، وقد ذكر الإمام أبو حامد في كتابه المستظهر له في الرد عليهم شيئا من مذاهبهم ، وبيّن خطأهم فيها ، والسعادة إنما هي مع أهل الظاهر ، وهم في الطرف والنقيض من أهل الباطن ، والسعادة كل السعادة مع الطائفة التي جمعت بين الظاهر والباطن ، وهم العلماء باللّه وبأحكامه . فما من حكم من أحكام فرائض الشريعة وسننها واستحباباتها إلا وله في الباطن

    ص 418

    حكم أو أزيد ، على قدر ما يفتح للعبد في ذلك ، فرضا كان أو سنة أو مستحبا ، لا بدّ من ذلك ، وحدّ ذلك في سائر العبادات المشروعة كلها ، وبهذا يتميز حكم الظاهر من الباطن ، فإن الظاهر يسري في الباطن ، وليس في الباطن أمر مشروع ، يسري في الظاهر ، بل هو عليه مقصور ، فإن الباطن معان كلها ، والظاهر أفعال محسوسة ، فينتقل من المحسوس إلى المعنى ولا ينتقل من المعنى إلى الحسّ ، لهذا جاء الاعتبار في الشرع ، فإن خطاب الشرع إذا تعلق بالظاهر كان اعتباره في الباطن ، وإذا تعلق خطاب الشرع بالباطن كان اعتباره في الظاهر ، فالعالم لا يزال ناظرا إلى الشرع بمن علق الحكم فيما جاء به في هذه المسألة الخاصة ، هل بالظاهر مثل الحركات ؟ أو بالباطن مثل النية والحسد والغل وتمني الخير للمؤمنين والظن الحسن والظن القبيح ؟ فحيث ما علق الشارع خطاب اللسان الظاهر به كان الاعتبار في مقابله ، أو في مقابلة الحكم ، كالظن الحسن يقابله الظن القبيح ، ويقابله الفعل الحسن في الظاهر ، هذه مقابلة المواطن ، فنجمع بين الظاهر والباطن لكمال النشأة ، فإنه ما يظهر في العالم صورة من أحد من خلق اللّه بأي سبب ظهرت من أشكال وغيرها ، إلا ولتلك العين الحادثة في الحس روح ، تصحب تلك الصورة في الشكل الذي ظهر ، فإن اللّه هو الموجد على الحقيقة لتلك الصورة بنيابة كون من أكوانه ، من ملك أو جن أو إنس أو حيوان أو نبات أو جماد ، وهذه الأسباب كلها لوجود تلك الصورة في الحسّ . فلما علمنا أن اللّه قد ربط بكل صورة حسية روحا معنويا بتوجه إلهي عن حكم اسم رباني ، لهذا اعتبرنا خطاب الشرع في الباطن على حكم ما هو في الظاهر ، قدما بقدم ، لأن الظاهر منه هو صورته الحسية ، والروح الإلهي المعنوي في تلك الصورة هو الذي نسميه الاعتبار في الباطن ، من عبرت الوادي إذا جزته ، وهو قوله تعالى« إِنَّ فِي ذلِكَ لَعِبْرَةً لِأُولِي الْأَبْصارِ »وقال( فَاعْتَبِرُوا يا أُولِي الْأَبْصارِ )أي جوزوا مما رأيتموه من الصور بأبصاركم ، إلى ما تعطيه تلك الصور من المعاني والأرواح في بواطنكم ، فتدركونها ببصائركم ، وأمر وحث على الاعتبار ، وهذا باب أغفله العلماء ولا سيما أهل الجمود على الظاهر ، فليس عندهم من الاعتبار إلا التعجب ، فلا فرق بين عقولهم وعقول الصبيان الصغار ، فهؤلاء ما عبروا قط من تلك الصورة الظاهرة كما أمرهم اللّه .


    ص 419


    سورة آل‌عمران ( 3 ) : آية 14
    زُيِّنَ لِلنَّاسِ حُبُّ الشَّهَواتِ مِنَ النِّساءِ وَالْبَنِينَ وَالْقَناطِيرِ الْمُقَنْطَرَةِ مِنَ الذَّهَبِ وَالْفِضَّةِ وَالْخَيْلِ الْمُسَوَّمَةِ وَالْأَنْعامِ وَالْحَرْثِ ذلِكَ مَتاعُ الْحَياةِ الدُّنْيا وَاللَّهُ عِنْدَهُ حُسْنُ الْمَآبِ ( 14 )
    لما قبلت الحضرة الخيالية المعاني صورا قال اللّه فيها« زُيِّنَ لِلنَّاسِ حُبُّ الشَّهَواتِ »فصوّر الحب صورة ، زينها لمن شاء من عباده ، فأحبها بنفسها ما أحبها بغيرها ، لأنه تعالى ما زيّن له إلا حب الشهوة فيما ذكره ، فالحب المطلق زين له ، ثم علقه بالشهوة فيما ذكره ، وعلقه لمن شاء في الشهوة أيضا في أمر آخر ، وإنما ذكر الشهوة لأنها صورة طبيعية ، فإنّ الخيال حضرته الطبيعة ، ثم يحكم عليها الخيال فيجسدها إذا شاء ، والشهوة هي آلة النفس تعلو بعلو المشتهى وتسفل باستفال المشتهى ، والشهوة إرادة الالتذاذ بما ينبغي أن يلتذ به ، ولا يلتذ إلا بالمناسب ، والتذاذ الإنسان بكماله أشد الالتذاذ ، برهان ذلك أن الإنسان لا يسري في كله الالتذاذ ، ولا يفنى في مشاهدة شيء بكليته ، ولا تسري المحبة والعشق في طبيعة روحانيته إلا إذا عشق جارية أو غلاما ، وسبب ذلك أنه يقابله بكليته لأنه على صورته ، وكل شيء من العالم جزء منه ، فلا يقابله إلا بذلك الجزء المناسب ، فلذلك لا يفنى في شيء يعشقه إلا في مثله ، ولذلك بدأ بالنساء فقال« مِنَ النِّساءِ »أي في النساء ، فحنين الرجل إليهن حنين الكل إلى جزئه ، كاستيحاش المنازل لساكنيها التي بهم حياتها ، ولأن المكان الذي في الرجل الذي استخرجت منه المرأة عمره اللّه بالميل إليها ، فحنينه إلى المرأة حنين الكبير ، وحنوه على الصغير ، وكذلك كما كان الإنسان محلّ التكوين ، وكان الإنسان بالصورة يقتضي أن يكون فعالا ، ولا بدّ له من محل يفعل فيه ، ويريد لكماله أن لا يصدر عنه إلا الكمال ، ولا أكمل من وجود الإنسان ، ولا يكون ذلك إلا في النساء اللاتي جعلهن اللّه محلا ، والمرأة جزء من الرجل بالانفعال الذي انفعلت عنه ، حبب إلى الكامل النساء ، ولما كانت المرأة عين ضلع الرجل ، فما كان محل تكوين ما كون فيها إلا نفسه ، فما ظهر عنه مثله إلا في عينه ونفسه ، ثم ذكر فتنة الولد والمال ، وهذه الفتن تضم الأمهات الثلاث للبلاء والاختبار : وهي فتنة النساء والولد والمال ، وأما فتنة الولد فلكونه سر أبيه وقطعة من كبده ، وألصق الأشياء به ، فحبه



    ص 420

    حب الشيء نفسه ، ولا شيء أحب إلى الشيء من نفسه ، فاختبره اللّه بنفسه في صورة خارجة عنه سماه ولدا ، ليرى هل يحجبه النظر إليه عما كلفه الحق في إقامة الحقوق عليه ، يقول رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلم في حق ابنته فاطمة ومكانتها من قلبه المكانة التي لا تجهل : [ لو أن فاطمة بنت محمد سرقت قطعت يدها ] وجلد عمر بن الخطاب ابنه في الزنا فمات ، ونفسه بذاك طيبة . فما من فتنة أعظم عند الرجال من فتنة الولد ، والمال ، الولد مجهلة مجبنة مبخلة ، والمال مالك ، وصاحبه بكل وجه ، وإن فاز هالك ، إن أمسكه أهلكه ، وإن جاد به تركه ، وما سمي مالا إلا لكونه يمال إليه طبعا ، فاختبر اللّه به عباده حيث جعل تيسير بعض الأمور بوجوده ، وعلّق القلوب بمحبة صاحب المال وتعظيمه ، ولو كان بخيلا ، فإن العيون تنظر إليه بعين التعظيم ، لتوهم النفوس باستغنائه عنهم ، لما عنده من المال ، وربما يكون صاحب المال أشد الناس فقرا إليهم في نفسه ، ولا يجد في نفسه الاكتفاء ولا القناعة بما عنده ، فهو يطلب الزيادة مما بيده ، ومن أراد أن يعتصم من التزيين ، فليقف عند ظاهر الكتاب والسنة ، لا يزيد على الظاهر شيئا ، فإن التأويل قد يكون من التزيين ، فما أعطاه الظاهر جرى عليه ، وما تشابه منه ، وكل علمه إلى اللّه ، وآمن به ، فهذا متبع ليس للتزيين عليه سبيل ، ولا يقوم عليه حجة عند اللّه .« وَاللَّهُ عِنْدَهُ حُسْنُ الْمَآبِ »الإنسان يتردد بين ثلاثة أحكام : حكم ذاتي له منه عليه وهو المباح ، وحكمان قرنا به مما قرن به من الأرواح الطاهرة الملكية وغير الطاهرة الشيطانية ، وله القبول والردّ بحسب ما سبق به الكتاب ، وقضى به الخطاب ، فمنهم شقي وسعيد ، كما كان من القرناء مقرب وطريد ، فهو لمن أجاب ، وعلى اللّه تبيان الخطأ من الصواب ، وغاية الأمر « أن اللّه عنده حسن المآب » وما قرن اللّه قط بالمآب إليه سوءا تصريحا ، وغاية ما ورد في ذلك في معرض التهديد في الفهم الأول .( وَسَيَعْلَمُ الَّذِينَ ظَلَمُوا أَيَّ مُنْقَلَبٍ يَنْقَلِبُونَ ) .

    سورة آل‌عمران ( 3 ) : الآيات 15 إلى 16
    قُلْ أَ أُنَبِّئُكُمْ بِخَيْرٍ مِنْ ذلِكُمْ لِلَّذِينَ اتَّقَوْا عِنْدَ رَبِّهِمْ جَنَّاتٌ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهارُ خالِدِينَ فِيها وَأَزْواجٌ مُطَهَّرَةٌ وَرِضْوانٌ مِنَ اللَّهِ وَاللَّهُ بَصِيرٌ بِالْعِبادِ ( 15 ) الَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنا إِنَّنا آمَنَّا فَاغْفِرْ لَنا ذُنُوبَنا وَقِنا عَذابَ النَّارِ ( 16 )


    ص 421

    سورة آل‌عمران ( 3 ) : آية 17
    الصَّابِرِينَ وَالصَّادِقِينَ وَالْقانِتِينَ وَالْمُنْفِقِينَ وَالْمُسْتَغْفِرِينَ بِالْأَسْحارِ ( 17 )
    « وَالْمُسْتَغْفِرِينَ بِالْأَسْحارِ »عند تجليه من سمائه ، والسحر هو سدفة ، وهو اختلاط الضوء والظلمة ، فلا هو ظلمة محضة ، ولا هو نور محض ، فله وجهان : وجه إلى الليل ، ووجه إلى النهار ، وهو الوقت الذي بين الفجرين ، الفجر الكاذب ، والفجر الصادق ، وهو أشبه بالشبهة ، لذلك شرع الاستغفار في الأسحار ، أي طلب من اللّه عند تجليه من سمائه التستر عن الميل إلى المتشابه . وقد ذكر تعالى أنه ما يتبعه إلا من في قلبه زيغ

      الوقت/التاريخ الآن هو 23/9/2024, 13:22