..الإحسان حياة.

مرحبا بك أيّها الزّائر الكريم.

انضم إلى المنتدى ، فالأمر سريع وسهل

..الإحسان حياة.

مرحبا بك أيّها الزّائر الكريم.

..الإحسان حياة.

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
..الإحسان حياة.

..الإحسان معاملة ربّانيّة بأخلاق محمّديّة، عنوانها:النّور والرّحمة والهدى

المواضيع الأخيرة

» كتاب: مطالع اليقين في مدح الإمام المبين للشيخ عبد الله البيضاوي
كتاب: حكم الفصوص وحكم الفتوحات الشيخ الشريف ناصر بن الحسن الحسيني السبتي الكيلاني ـ 02 - فص حكمة نفثية في كلمة شيثية الجزء الرابع Empty12/9/2024, 18:39 من طرف Admin

»  كتاب اللطف الخفي في شرح رباعيات الجعفي - الشيخ عبد العزيز الجعفي الشاذلي
كتاب: حكم الفصوص وحكم الفتوحات الشيخ الشريف ناصر بن الحسن الحسيني السبتي الكيلاني ـ 02 - فص حكمة نفثية في كلمة شيثية الجزء الرابع Empty12/9/2024, 18:25 من طرف Admin

» كتاب: نقض كتاب تثليث الوحدانية للإمام أحمد القرطبي
كتاب: حكم الفصوص وحكم الفتوحات الشيخ الشريف ناصر بن الحسن الحسيني السبتي الكيلاني ـ 02 - فص حكمة نفثية في كلمة شيثية الجزء الرابع Empty12/9/2024, 18:23 من طرف Admin

» كتاب: الشيخ سيدي محمد الصوفي كما رأيته و عرفته تأليف تلميذه الأستاذ عتو عياد
كتاب: حكم الفصوص وحكم الفتوحات الشيخ الشريف ناصر بن الحسن الحسيني السبتي الكيلاني ـ 02 - فص حكمة نفثية في كلمة شيثية الجزء الرابع Empty12/9/2024, 18:21 من طرف Admin

» كتاب تجلّيّات السَّادات ، مخطوط نادر جدا للشيخ محمد وفا الشاذلي
كتاب: حكم الفصوص وحكم الفتوحات الشيخ الشريف ناصر بن الحسن الحسيني السبتي الكيلاني ـ 02 - فص حكمة نفثية في كلمة شيثية الجزء الرابع Empty12/9/2024, 18:15 من طرف Admin

» كتاب: النسوة الصوفية و حِكمهن ـ قطفها أحمد بن أشموني
كتاب: حكم الفصوص وحكم الفتوحات الشيخ الشريف ناصر بن الحسن الحسيني السبتي الكيلاني ـ 02 - فص حكمة نفثية في كلمة شيثية الجزء الرابع Empty12/9/2024, 18:13 من طرف Admin

» كتاب: مرآة العرفان و لبه شرح رسالة من عرف نفسه فقد عرف ربه ـ ابن عربي
كتاب: حكم الفصوص وحكم الفتوحات الشيخ الشريف ناصر بن الحسن الحسيني السبتي الكيلاني ـ 02 - فص حكمة نفثية في كلمة شيثية الجزء الرابع Empty12/9/2024, 18:09 من طرف Admin

» كتاب: إتحاف أهل العناية الربانية في اتحاد طرق أهل الله وإن تعددت مظاهرها - للشيخ فتح الله بناني
كتاب: حكم الفصوص وحكم الفتوحات الشيخ الشريف ناصر بن الحسن الحسيني السبتي الكيلاني ـ 02 - فص حكمة نفثية في كلمة شيثية الجزء الرابع Empty12/9/2024, 18:06 من طرف Admin

» كتاب: مجموع الرسائل الرحمانية ـ سيدي محمد بن عبد الرحمن الأزهري
كتاب: حكم الفصوص وحكم الفتوحات الشيخ الشريف ناصر بن الحسن الحسيني السبتي الكيلاني ـ 02 - فص حكمة نفثية في كلمة شيثية الجزء الرابع Empty12/9/2024, 18:04 من طرف Admin

» كتاب: المواقف الإلهية للشيخ قضيب البان و يليه رسالة تحفة الروح و الأنس ورسالة الأذكار الموصلة إلى حضرة الأنوار للبلاسي
كتاب: حكم الفصوص وحكم الفتوحات الشيخ الشريف ناصر بن الحسن الحسيني السبتي الكيلاني ـ 02 - فص حكمة نفثية في كلمة شيثية الجزء الرابع Empty12/9/2024, 18:00 من طرف Admin

» كتاب: مجالس شيخ الإسلام سيدي عبد القادر الجيلاني المسماة جلاء الخواطر
كتاب: حكم الفصوص وحكم الفتوحات الشيخ الشريف ناصر بن الحسن الحسيني السبتي الكيلاني ـ 02 - فص حكمة نفثية في كلمة شيثية الجزء الرابع Empty12/9/2024, 17:55 من طرف Admin

» كتاب: كيف أحفظ القرآن الكريم ـ للشيخ السيد البلقاسي
كتاب: حكم الفصوص وحكم الفتوحات الشيخ الشريف ناصر بن الحسن الحسيني السبتي الكيلاني ـ 02 - فص حكمة نفثية في كلمة شيثية الجزء الرابع Empty12/9/2024, 14:40 من طرف Admin

» كتاب: الإشارات الإلهية إلي المباحث الأصولية تفسير القرآن العظيم ـ للإمام سليمان الصرصري
كتاب: حكم الفصوص وحكم الفتوحات الشيخ الشريف ناصر بن الحسن الحسيني السبتي الكيلاني ـ 02 - فص حكمة نفثية في كلمة شيثية الجزء الرابع Empty12/9/2024, 14:20 من طرف Admin

» كتاب: تربيع المراتب و الأصول .. نتائج أفكار الفحول من أرباب الوصول للشيخ إبراهيم البثنوي
كتاب: حكم الفصوص وحكم الفتوحات الشيخ الشريف ناصر بن الحسن الحسيني السبتي الكيلاني ـ 02 - فص حكمة نفثية في كلمة شيثية الجزء الرابع Empty11/9/2024, 18:44 من طرف Admin

» كتاب: الوصول إلى معاني وأسرار القول المقبول ـ للشيخ عبد القادر بن طه دحاح البوزيدي
كتاب: حكم الفصوص وحكم الفتوحات الشيخ الشريف ناصر بن الحسن الحسيني السبتي الكيلاني ـ 02 - فص حكمة نفثية في كلمة شيثية الجزء الرابع Empty11/9/2024, 18:42 من طرف Admin

أفضل 10 أعضاء في هذا الشهر

دخول

لقد نسيت كلمة السر


    كتاب: حكم الفصوص وحكم الفتوحات الشيخ الشريف ناصر بن الحسن الحسيني السبتي الكيلاني ـ 02 - فص حكمة نفثية في كلمة شيثية الجزء الرابع

    avatar
    Admin
    Admin


    المساهمات : 68406
    تاريخ التسجيل : 25/04/2018

    كتاب: حكم الفصوص وحكم الفتوحات الشيخ الشريف ناصر بن الحسن الحسيني السبتي الكيلاني ـ 02 - فص حكمة نفثية في كلمة شيثية الجزء الرابع Empty كتاب: حكم الفصوص وحكم الفتوحات الشيخ الشريف ناصر بن الحسن الحسيني السبتي الكيلاني ـ 02 - فص حكمة نفثية في كلمة شيثية الجزء الرابع

    مُساهمة من طرف Admin 6/7/2020, 08:36


    02 - فص حكمة نفثية في كلمة شيثية الجزء الرابع
    قال صاحب الجوهرة: إذ كل من قلد في التوحيد پيمانه لم يتخل عن تردید، و كل من طلب الثانية ولم يحكم الأولى كان جاهلا بالله؛ فإنها أولى وأولى.
    ويجب على صاحب هذه المعرفة أن يطلب العلم الواجب في حقه؛ ليكون ممن يعبد الله على بصيرة، وإلا كان ما بهدم أكثر مما بيي ففي الحديث: «ركعتان من عالم أفضل من سبعين ركعة من غير عالم». .
    والعالم العامل هو الورع المشار إليه بحديث: «ركعتان من رجل ورع أفضل من ألف ركعة من مخلط». رواه الديلمي في مسند الفردوس عن أنس.
    وإلا فمع الجهل أين الورع.

    والثانية : معرفة آثار الأسماء والصفات، وظهور أنوار تلك الآثار في القلب؛ ليخلص صاحبه من الآفات، وطريقها تسير الأوقات بالعبادات، وتركية النفس وترك المخالفات، والجلوس على بساط الفقر والانكسار، وشغل القلب بمراقبة العزيز الغفار، والاقتداء بأستاذ شهدت بصحة عقيدته وكماله العارفون، وأقرت بحسن منازلاته ومواجيده الواصلون، ليسلك به مقام التعلق،
    ويرقيه إلى التحقق، ويوصله إلى التخلق، وهناك يدرك الأسرار بطريق المنازلة والذوق، ويأكل لا من تحت الأرجل بل من فوق.
    وطريق التصوف عند السادة الصوفية، كله تخلق بالأخلاق المصطفوية، فمن زاد تخلقه زاد تصوفه، والتخلق يحتاج إلى السلوك، وهو يفتقر إلى المرشد العارف.

    قال الشعراني في الميزان:
    أما سلوكك بغير شيخ فلا يسلم غالبا من الرياء والجدال والمزاحمة على الدنيا، ولو بالقلب من غير لفظ، فلا يوصلك إلى ذلك، ولو شهد لك جميع أقرانك بالقطبية فلا عبرة بها .
    وقد أشار إلى ذلك الشيخ محيي الدين في الباب الثالث والسبعين من الفتوحات فقال : «من سلك الطريق بغير شيخ ولا ورع عما حرم الله فلا وصول له إلى معرفة الله تعالى، المعرفة المطلوبة عند القوم ولو عبد الله تعالى عمر نوح عليه السلام». .

    ثم إذا وصل العبد إلى معرفة الله تعالى فليس وراء الله مرمى ولا مرقي بعد ذلك، وهناك يطلع كشفا ويقينا على حضرات الأسماء الإلهية، ويرى اتصال جميع أقوال العلماء بحضرة الأسماء، ويرتفع الخلاف عنده في جميع مذاهب المجتهدين؛ لشهود اتصال جميع أقوالهم بحضرة الأسماء والصفات، لا يخرج عن حضرتها قول واحد من أقوالهم .

    وهذه المعرفة نتيجة التخلي عن الأخلاق الذميمة، والتحلي بالأوصاف الكريمة، فأثمرت التجلي بالأسرار العظيمة.
    وفي الحديث: «الأخلاق مخزونة عند الله تعالى، فإذا أراد الله تعالى بعبد خيرا منحه منها خلقا».
    وقال : «إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق».
    قال صاحب عوارف المعارف: «فالصوفية راضوا نفوسهم بالمكابدات والمعاهدات حي أجابت إلى تحسين الأخلاق، فنفوس العباد أجابت إلى الأعمال وجمعت عن الأخلاق، و نفوس الزهاد أجابت إلى بعض الأخلاق دون البعض، ونفوس الصوفية أجابت إلى الأخلاق الكريمة كلها».
    والثالثة : معرفة كنوز أسرار الذات المحلية، وهذه المعرفة خاصة بأكابر المحققين من الأولياء الراسخين وطريق هذه المعرفة لا يكون إلا عن محض المئة، وكرامة صاحبها استقامته على نهج الكتاب والسنة.



    قال أبو يزيد البسطامي قدس الله سره: لو نظرتم إلى رجل أعطي من الكرامات حتى تربع في الهواء، فلا تغتروا به حتى تنظروا كيف تجدونه عند الأمر والنهي وحفظ الحدود وأداء الشريعة.
    ولما قصد زيارة ذلك الرجل المشهور بالزهد ودخل المسجد، رمى ببصافه تجاه القبلة، فانصرف ولم يسلم عليه .
    وقال: هذا غير مأمون على أدب من آداب رسول الله صلى الله عليه وسلم فكيف يكون مأمونا على ما يدعيه.
    فاتباع القدم المحمدي نعمة وأي نعمة، والزيغ عنه نقمة لا يماثلها نقمة ، فإن شوم هلاك الذين لا يعادله شؤم، نعوذ من ذلك بالله الحي القيوم و إذا نظرت بعين التحقيق في هؤلاء الزنادقة المنابذين لأهل الطريق لم تر عندهم غير شقشقة اللسان الخالية عن الدليل والبرهان، وإذا بحثت مع أحدهم أسفر وجهه عن أخلاق البغال بكلام أبرد من برد العجوز؛ لتمثله في وصف النعال.
    ثم قال أيضا: وقد رأيت في بعض الرسائل حديثا مرفوعا وهو: «الشريعة مقالي، والطريقة أفعالي، وألحقيقة حالي».
    وعلى تقدير صحته فالشريعة: البيان، وهو بالمقال وما ينطق عن الهوى وبالأفعال، وهو أبلغ "فاتبعوني يحببكم الله"، والحال ما ينتجه البيان فعاد الأمر إليه.

    قال سيدي محيي الدين قدس الله سره في كتاب «التراجم» في باب ترجمة الشريعة والحقيقة:
    لطيفة : يخيل لمن لا يعرف أن الشريعة تخالف الحقيقة، هيهات بل الشريعة عين الحقيقة، وأن الشريعة جسم و روح، فجسمها الأحكام وروحها الحقيقة، فما ثم إلا شرع.
    لطيفة الشريعة: وضع موضوع وضعه الحق في عباده، فمنه مسموع وغير مسموع، فلهذا من الأنبياء متبوع وغير متبوع، "وَلَا تَكُونُوا كَالَّذِينَ قَالُوا سَمِعْنَا وَهُمْ لَا يَسْمَعُونَ" (21) سورة الأنفال .كمثل الذي ينعق بما لا يسمع.

    وقال رضي الله عنه في الفتوحات المكية في باب الشريعة:
    الشريعة من جملة الحقائق، فهي حقيقة لكن تسمى شريعة ، وهي حق كلها، والحاكم بها حاكم بحق مثاب عند الله، لأنه حكم ما كلف أن يحكم به، وإن كان المحكوم له على باطل، والمحكوم عليه على حق، فهل هو عند الله كما هو في الحكم، أو كما هو في نفس الأمر؟
    فمنا من يرى أنه عند الله كما هو في نفس الأمر، ومنا من يرى أنه عند الله كما هو في الحكم.
    ثم قال بعد كلام طويل، فعين الشريعة عين الحقيقة، والشريعة حق كلها، ولكل حق حقيقة، فحق الشريعة وجود عينها، وحقيقتها ما ينزل في الشهود منزلة شهود عينها في باطن الأمر.
    فيكون في ذلك الباطن كما هي في الظاهر من غير مزيد، حتى إذا كشف الغطاء لم يختل الأمر على الباطن.
    ثم قال: فما ثم حقيقة تخالف الشريعة، لأن الشريعة من جملة الحقائق، والحقائق أمثال وأشباه ، والشرع ينفي ويثبت.
    فتقول: "ليس كمثله شيء وهو السميع البصير"، وهذا قول الحقيقة بعينه ، فالشريعة هي الحقيقة وأطال في ذلك.
    وقال فيها أيضا: ومن جملة آداب الحق ما نزلت به الشرائع.
    وقال: لما كان الأمر العظيم يجهل قدره ولا يعلم، ويعز الوصول إليه، تنزلت الشرائع بأداب التوصل؛ ليقبلها أولوا الألباب.
    لأن الشريعة لب العقل والحقيقة لب الشريعة، فهي كالدهن في اللب الذي يحفظ القشر، فاللب يحفظ الدهن والقشر يحفظ اللب.
    كذلك العقل حفظ الشريعة والشريعة تحفظ الحقيقة، فمن ادعى شرعا بغير عقل لم تصح دعواه، فإن الله تعالى ما كلف إلا من استحكم علقه، ما كلف مجنونا ولا صبيا ولا من خرف. ومن ادعى حقيقة من غير شريعة فدعواه لا تصح. أهـ
    ولهذا قال الجنيد رضي الله عنه : (علمنا هذا يعني علم الحقائق الذي نجا به أهل الله مقيد بالكتاب والسنة: أي أنه لا يحصل إلا لمن عمل بكتاب الله وسنة رسوله ، وذلك هو الشريعة.
    وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " إن الله أدبني فأحسن تأديبي"، وما هو إلا شرع له، فمن تشرع تأدب، ومن تأدب وصل). أهـ ""
    فلهذا قال عارف محمّدي: "خضنا بحرا وقف الأنبياء على ساحله" .
    و هو بحر بيان أن الحقائق بلا صيانة الشريعة كحسين بن منصور و غيره، بخلاف الأنبياء عليهم السلام فإنهم الأقوياء في حفظ الباطن، و الأشداء في حب صيانة الأسرار، فلما كان الختتم في الخاتم أسوة حسنة.
    فقيل: (و أما خاتم الأولياء فلا بدّ له من هذه الرؤيا، فيرى ما مثله به رسول الله صلى الله عليه و سلم )، هذا إعلام من رسول الله صلى الله عليه و سلم، و بشارة للشيخ رضي الله عنه بختم الولاية، و إن كان الذي رآه في سنة تسع و تسعين و خمسمائة بمكة هذا تأويل رؤياه لأنه صلى الله عليه و سلم قال : "من كان ختما لا بدّ أن يراه"
    وهو رضي الله عنه قد رآه، (و لكن يرى في الحائط موضع لبنتين، و اللبن من ذهب )، و هو الصورة الولاية المحمّدية الختمية، و اللبن من فضة، و هي صورة شريعية التي أخذها من مشكاة خاتم الرسل، صلوات الله عليه و عليهم أجمعين، فيرى الصورتين :

    أي صورة الولاية و الشريعة (على صورة اللبنتين اللتين ينقص الحائط عنهما ): أي
    الحائط الجامع للظاهر و الباطن، و إن شئت قلت: الجامع بين النبوة و الولاية لأن الحائط لا بدّ له من ظهر و بطن، فالنبوةظاهرة و الولاية باطنة، (و يكمل بهما: أي لبنة فضة و لبنة ذهب ذلك الحائط الناقص )، فلا بدّ أن يرى: أي خاتم الولاية المحمّدية نفسه تنطبع في موضع تلك اللبنتين، كما رأى خاتم النبوة صلى الله عليه و سلم من المناسبة التي بين الختمين، و هي ظهور الشعرة التي منه صلى الله عليه و سلم فيه رضي الله عنه، و صورة رجوع تلك الشعرة إلى أصلها، (فيكمل الحائط) به ظاهرا و باطنا، يضع اللبنة الفضة على ظاهر الحائط، و يضع الأخرى على باطنه لأنه حكيم يضع كل شيء في محله .

    ذكر رضي الله عنه في الفتوحات المكية في الباب الخامس و الستين :
    لقد رأيت رؤيا لنفسي، و أخذتها بشرى من الله، فإنها مطابقة لحديث نبويّ عن رسول الله صلى الله عليه و سلم حين ضرب لنا مثله في الأنبياء عليهم السلام، فقال صلى الله عليه و سلم :
    » مثلي في الأنبياء كمثل رجل يبني حائط فأكمله إلا لبنة واحدة، فكنت أنا تلك اللبنة، فلا رسول بعدي و لا نبي «
    فشبه النبوة بالحائط، و هو تشبيه في غاية الحسن، فإن مسمّى الحائط المشار إليه لم يصح ظهوره إلا باللبنة، فكان صلى الله عليه و سلم خاتم النبيين، فكنت بمكة سنة تسع و تسعين و خمسمائة أرى فيما يرى النائم: الكعبة مبنية بلبنة ذهب و فضة، لبنة ذهب، و لبنة فضة، و قد كملت بالبناء و ما بقي فيها شيء، و أنا أنظر إليها و إلى حسنها، فالتفتّ إلى الوجه الذي هو الركن اليماني و الشامي، و هو إلى الشامي أقرب، موضع لبنتين لبنة فضة و لبنة ذهب، ينقص في الحائط في الصفين، في الصف الأعلى ينقص لبنة ذهب، و في الصف الذي يليه ينقص لبنة فضة، فرأيت نفسي قد انطبقت في موضع تلك اللبنتين، فكنت أنا عين تلك اللبنتين، و كل حائط لم يبق في الكعبة شي ء ينقص، و أنا عين تلك اللبنتين لا أشك في ذلك، و أنهما عين ذاتي، و استيقظت.

    فشكرت الله تعالى، و قلت متأولا إليّ في الاتباع في صنعي كرسول الله صلى اللّه عليه و سلم في الأنبياء عليهم السلام.
    وعسى أن أكون ممن ختم الله الولاية بي، وما ذلك على الله بعزيز، وذكرت حديث النبي صلى الله عليه و سلم في ضربه المثل بالحائط، و إنه كان تلك اللبنة، فقصصت رؤياي على بعض
    علماء هذا الشأن بمكة، فأخبرني في تأويلها بما وقع لي، و ما سميت له الرائي من هو، فالله أسأل أن يتمها عليّ بكرمه، فإن الاختصاص الإلهي لا يقبل التحجر و لا الموازبة و لا العمل، و إن ذلك من فضل الله يختص برحمته من يشاء، و الله ذو الفضل العظيم .
    فإذا عرفت تاريخ هذه الرؤيا المكية و هو سنة تسع و تسعين و خمسمائة .
    عرفت ما قال رسول الله صلى الله عليه و سلم في فصوص الحكم في سنة سبع وعشرين وستمائة بمحروسة دمشق.

    أنه كان منه صلى الله عليه و سلم بشارة و إعلام أن الذي رأى بمكة هو عين البشارة و تصديق لتعبيره رضي الله عنه إياها، يعني قد صدقت في رؤياك كما رأى مثله خاتم النبوة و تعبيره إياها تعبيره إياها .
    و هذا مصداق قوله صلى الله عليه و سلم: " أليس لكم في أسوة حسنة؟" لحديث رواه قتادة رضي الله عنه .

    قال الشيخ المصنف رضي الله عنه :
    (و السبب الموجب لكونه رآها لبنتين أنه تابع لشرع خاتم الرسل في الظاهر، و هو موضع اللبنة الفضية و هو ظاهره و ما يتبعه فيه من الأحكام، كما هو آخذ من الله تعالى في السر ما هو بالصورة متبع فيه، لأنه يرى الأمر على ما هو عليه، فلا بد أن يراه هكذا و هو موضع اللبنة الذهبية في الباطن، فإنه آخذ من المعدن الذي يأخذ منه الملك الذي يوحى به إلى الرسول، فإن فهمت ما أشرت إليه فقد حصل لك العلم النافع. فكل نبي من لدن آدم إلى آخر نبي ما منهم أحد يأخذ إلا من مشكاة خاتم النبيين، و إن تأخر وجود طينته فإنه بحقيقته موجود، وهو قوله صلى الله عليه و سلم : » كنت نبيا و آدم بين الماء و الطين«
    ، و غيره من الأنبياء ما كان نبيا إلا حين بعث .
    و كذلك خاتم الأولياء كان وليا و آدم بين الماء و الطين، و غيره من الأولياء ما كان وليا إلا بعد تحصيله شرائط الولاية من الأخلاق الإلهية في الاتصاف بها من كون الله يسمى » بالولي الحميد« .
    فخاتم الرسل من حيث ولايته، نسبته مع الخاتم للولاية نسبة الأنبياء و الرسول معه، فإنه الولي الرسول النبي و خاتم الأولياء الولي الوارث الآخذ عن الأصل المشاهد للمراتب .
    و هو حسنة من حسنات خاتم الرسل محمد صلى الله عليه و سلم، مقدم الجماعة و سيد ولد آدم في فتح باب الشفاعة . فعين حالا خاصا و ما عمم .
    و في هذا الحال الخاص تقدم على الأسماء الإلهية، فإن الرحمن ما يشفع عند المنتقم في أهل البلاء إلا بعد شفاعة الشافعين، ففاز محمد صلى الله عليه و سلم بالسيادة في هذا المقام الخاص فمن فهم المراتب و المقامات لم يعسره قبول مثل هذا الكلام. )

    قال الشارح رضي الله عنه :
    ( و أمّا السبب الموجب لكونه رآها لبنتين، أنه تابع لشرع خاتم الرسل في الظاهر )، و هو: أي اتباع الشرع (موضع اللبنة الفضة، و هو ظاهره ): أي ظاهر الخاتم.
    (و هو ما يتبعه فيه من الأحكام ): أي صورة متابعته، و صورة ما يتبعه من الأحكام.
    (كما هو أخذه عن الله تعالى في السرّ ما هو في الصورة الظاهرة متنبع فيه لأنه يرى الأمر ): أي حقيقة الأمر (على ما هو عليه في الواقع، فلا بد أن يراه): أي الحكم الذي قرره الشارع بعينه لأنه ينكشف له الأمر خفية و جلية، و يراه بعينه (هكذا) الذي يقع بين الاثنين .
    قيل: إنّ الإمام أحمد بن حنبل رحمه الله في مجلس الإمام الأعظم الشافعي رضي الله عنه، سئل عن شيبان الراعي قدّس سره وكان أميا، مسألة في الزكاة أراد به الامتحان.

      الوقت/التاريخ الآن هو 19/9/2024, 22:48