فصل
أشهد على نفسك لعلمه نسيانك ( أَحْصَاهُ اللَّهُ وَنـَسُوهُ ) أشهدك على نفسك لعلمه بأنك ظلوم جهول ( وَحَمَلَهَا الْإِنسَانُ إِنَّهُ كَانَ ظَلُومًا جَهُولًا ) أشهدك على نفسك حتى لا يقبل إنكارك بعد إقرارك ، ولما أشهدهم على أنفسهم و أخذ على كل العالمين العهد والميثاق اشترى من عالم الفضل أنفسهم علماً منهم بأنـهم يضعفون عن مجاهدتها ومكابدتها فقال سبحانه وتعالى : ( إِنَّ اللّهَ اشْتَرَى مِنَ الْمُؤْمِنِينَ أَنفُسَهُمْ وَأَمْوَالَهُم بِأَنَّ لَهُمُ الجَنَّةَ ) .
فصل
و إنما قال " اشْتَرَى أَنْفُسَهُمْ " ولم يشترِ " قُلُوبَهُمْ " ، لأن القلب لما كان لا يستعبده شيء من المخلوقات ولا يسترقه شيء من الموجودات ، لأنه لا يأنس إلا الحق و لا يطمئن إلاَّ بذكره ، خلص عن رق الأغيار فصار بمنزلة الحُـرِّ ، والحـُرُّ لا يباع ولا يشترى ، كالنفس لما كانت تسكن إلى الشهوات وتركن إلى اللذات وتستعبدها كل شهوة وتسترقها كل لذة صارت بمنزلة العبد ، والعبد يباع ويشترى ويجوز عليه البيع والشراء ، هذا رشح من إناء ماء ظاهر الشرع ومزاج من العلم الظاهر ،لأن الكلام يجرى على قدر نقد الوقت ، إن صفوت صفا لك و إن مزجت مزج لك .
جواب آخر : إنما كان الشراء للنفس دون القلب ، لأن القلب مشتغل بالحق دون الخلق والنفس معرضة عنه، فاشترى النفس لشغلها بالخلق عن الحق . و إن شئت قلت : لأن النفس جُـبـِلتْ على صفات مذمومة وخصال سيئة وهى محل الآفة ومواطن المخالفة ، والقلب جُـبـِلَ على صفات محمودة وخصال حسنة ، وهو موطن الطاعة والعبادة فاشترى النفس دون القلب لينقلها من الصفات المذمومة إلى الصفات المحمودة ومن صفاتها إلى صفات القلب .
أشهد على نفسك لعلمه نسيانك ( أَحْصَاهُ اللَّهُ وَنـَسُوهُ ) أشهدك على نفسك لعلمه بأنك ظلوم جهول ( وَحَمَلَهَا الْإِنسَانُ إِنَّهُ كَانَ ظَلُومًا جَهُولًا ) أشهدك على نفسك حتى لا يقبل إنكارك بعد إقرارك ، ولما أشهدهم على أنفسهم و أخذ على كل العالمين العهد والميثاق اشترى من عالم الفضل أنفسهم علماً منهم بأنـهم يضعفون عن مجاهدتها ومكابدتها فقال سبحانه وتعالى : ( إِنَّ اللّهَ اشْتَرَى مِنَ الْمُؤْمِنِينَ أَنفُسَهُمْ وَأَمْوَالَهُم بِأَنَّ لَهُمُ الجَنَّةَ ) .
فصل
و إنما قال " اشْتَرَى أَنْفُسَهُمْ " ولم يشترِ " قُلُوبَهُمْ " ، لأن القلب لما كان لا يستعبده شيء من المخلوقات ولا يسترقه شيء من الموجودات ، لأنه لا يأنس إلا الحق و لا يطمئن إلاَّ بذكره ، خلص عن رق الأغيار فصار بمنزلة الحُـرِّ ، والحـُرُّ لا يباع ولا يشترى ، كالنفس لما كانت تسكن إلى الشهوات وتركن إلى اللذات وتستعبدها كل شهوة وتسترقها كل لذة صارت بمنزلة العبد ، والعبد يباع ويشترى ويجوز عليه البيع والشراء ، هذا رشح من إناء ماء ظاهر الشرع ومزاج من العلم الظاهر ،لأن الكلام يجرى على قدر نقد الوقت ، إن صفوت صفا لك و إن مزجت مزج لك .
جواب آخر : إنما كان الشراء للنفس دون القلب ، لأن القلب مشتغل بالحق دون الخلق والنفس معرضة عنه، فاشترى النفس لشغلها بالخلق عن الحق . و إن شئت قلت : لأن النفس جُـبـِلتْ على صفات مذمومة وخصال سيئة وهى محل الآفة ومواطن المخالفة ، والقلب جُـبـِلَ على صفات محمودة وخصال حسنة ، وهو موطن الطاعة والعبادة فاشترى النفس دون القلب لينقلها من الصفات المذمومة إلى الصفات المحمودة ومن صفاتها إلى صفات القلب .
أمس في 19:59 من طرف Admin
» كتاب: إيثار الحق على الخلق ـ للإمام عز الدين محمد بن إبراهيم بن الوزير الحسنى
أمس في 19:56 من طرف Admin
» كتاب: الذين رأوا رسول الله في المنام وكلّموه ـ حبيب الكل
أمس في 19:51 من طرف Admin
» كتاب: طيب العنبر فى جمال النبي الأنور ـ الدكتور عبدالرحمن الكوثر
أمس في 19:47 من طرف Admin
» كتاب: روضة الأزهار فى محبة الصحابة للنبي المختار ـ الدكتور عبدالرحمن الكوثر
أمس في 19:42 من طرف Admin
» كتاب: دلائل المحبين فى التوسل بالأنبياء والصالحين ـ الشيخ فتحي سعيد عمر الحُجيري
أمس في 19:39 من طرف Admin
» كتاب: ريحانة الارواح في مولد خير الملاح لسيدي الشيخ علي أمين سيالة
أمس في 19:37 من طرف Admin
» كتاب: قواعد العقائد فى التوحيد ـ حجة الإسلام الإمام الغزالي
أمس في 19:35 من طرف Admin
» كتاب: سر الاسرار باضافة التوسل ـ الشيخ أحمد الطيب ابن البشير
أمس في 19:33 من طرف Admin
» كتاب: خطوتان للحقيقة ـ الأستاذ محمد مرتاض ــ سفيان بلحساين
أمس في 19:27 من طرف Admin
» كتاب: محمد صلى الله عليه وسلم مشكاة الأنوار ـ الشيخ عبدالله صلاح الدين القوصي
أمس في 19:25 من طرف Admin
» كتاب: النسمات القدوسية شرح المقدمات السنوسية الدكتور النعمان الشاوي
أمس في 19:23 من طرف Admin
» كتاب: المتمم بأمر المعظم صلى الله عليه وآله وسلم ـ الشيخ ناصر الدين عبداللطيف ناصر الدين الخطيب
أمس في 19:20 من طرف Admin
» كتاب: الجواهر المكنونة فى العلوم المصونة ـ الشيخ عبدالحفيظ الخنقي
أمس في 19:16 من طرف Admin
» كتاب: الرسالة القدسية في أسرار النقطة الحسية ـ ابن شهاب الهمداني
أمس في 19:09 من طرف Admin