الصفحة 42 من 61
الصبر والصلاة
الصبر والصلاة(*) ([1])
الفائدة الثالثة: قوله تعالى: ﴿وَاصْطَبِرْ عَلَيْهَا﴾ فيه إشارة إلى أن في الصلاة تكليفًا للنفوس شاقًّا عليها؛ لأنها تأتي في أوقات مَلَاذِّ العباد وأشغالهم، فتطالبهم بالخروج عن ذلك كله إلى القيام بين يدي الله تعالى، والفراغ عَمَّا سوى الله، ألا ترى أن صلاة الغداة تأتيهم في وقت منامهم، في وقت ألذ ما يكون المنام فيه، فطلب الحق فيهم ترك حظوظهم لحقوقه ومرادهم لمراده؛ ولذلك كان في نداء الصبح خاصًّا به: «الصلاة خير من النوم» مرتين، وأما صلاة الظهر: فإنها تأتيهم في وقت قيلولتهم ورجوعهم من تعب أسبابهم، وأما صلاة العصر: فإنها تأتيهم وهم في متاجرهم وصنائعهم منهمكون، وعلى أسباب دنياهم مقبلون.
وأما صلاة المغرب: فإنها تأتي في وقت تناولهم لأغذيتهم، وما يقيمون به وجود بنيتهم.
وأما صلاة العشاء: فإنها تأتي وقد كثرت عليهم متاعب الأسباب التي كانوا فيها في بياض نهارهم؛ فلذلك قال سبحانه: ﴿وَاصْطَبِرْ عَلَيْهَا﴾([2])، وقال: ﴿حَافِظُوا عَلَى الصَّلَوَاتِ وَالصَّلَاةِ الوُسْطَى﴾([3])، وقد قال: ﴿إِنَّ الصَّلَاةَ كَانَتْ عَلَى المُؤْمِنِينَ كِتَابًا مَوْقُوتًا﴾([4])، وقد قال: ﴿وَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ﴾([5])، قال الله تعالى: ﴿وَاسْتَعِينُوا بِالصَّبْرِ وَالصَّلَاةِ وَإِنَّهَا لَكَبِيرَةٌ إِلَّا عَلَى الخَاشِعِينَ﴾([6])، فجعل الصبر والصلاة مقترنين؛ إشارة إلى أنه محتاج في الصلاة إلى الصبر: صبر على ملازمة أوقاتها، وصبر على القيام بواجباتها ومسنوناتها، وصبر يمنع القلوب فيها من غفلاتها؛ ولذلك قال الله تعالى بعد ذلك: ﴿وَإِنَّهَا لَكَبِيرَةٌ إِلَّا عَلَى الخَاشِعِينَ﴾([7])، فأفرد الصلاة بالذكر ولم يفرد الصبر به؛ إذ لو كان كذلك لقال: وإنه لكبير؛ فذلك يدل على ما قلناه، أو لأن الصبر والصلاة مقترنان متلازمان، فكان أحدهما هو عين الآخر، كما قال في الآية الأخرى: ﴿وَاللهُ وَرَسُولُهُ أَحَقُّ أَنْ يُرْضُوهُ﴾([8])، وقال تعالى: ﴿وَالَّذِينَ يَكْنِزُونَ الذَّهَبَ وَالفِضَّةَ وَلَا يُنْفِقُونَهَا فِي سَبِيلِ اللهِ﴾([9]) ، وقال تعالى: ﴿وَإِذَا رَأَوْا تِجَارَةً أَوْ لَهْوًا انْفَضُّوا إِلَيْهَا﴾([10])، فافهم!.
(*) العنوان من عمل المحقق.
([2]) الآية: 132 من سورة طه.
([3]) الآية: 238 من سورة البقرة.
([4]) الآية: 103 من سورة النساء.
([5]) الآية: 43 من سورة البقرة.
([6]) الآية: 45 من سورة البقرة.
([7]) الآية: 45 من سورة البقرة.
([8]) الآية: 62 من سورة التوبة.
([9]) الآية: 34 من سورة التوبة.
([10]) الآية: 11 من سورة الجمعة.
الصبر والصلاة
الصبر والصلاة(*) ([1])
الفائدة الثالثة: قوله تعالى: ﴿وَاصْطَبِرْ عَلَيْهَا﴾ فيه إشارة إلى أن في الصلاة تكليفًا للنفوس شاقًّا عليها؛ لأنها تأتي في أوقات مَلَاذِّ العباد وأشغالهم، فتطالبهم بالخروج عن ذلك كله إلى القيام بين يدي الله تعالى، والفراغ عَمَّا سوى الله، ألا ترى أن صلاة الغداة تأتيهم في وقت منامهم، في وقت ألذ ما يكون المنام فيه، فطلب الحق فيهم ترك حظوظهم لحقوقه ومرادهم لمراده؛ ولذلك كان في نداء الصبح خاصًّا به: «الصلاة خير من النوم» مرتين، وأما صلاة الظهر: فإنها تأتيهم في وقت قيلولتهم ورجوعهم من تعب أسبابهم، وأما صلاة العصر: فإنها تأتيهم وهم في متاجرهم وصنائعهم منهمكون، وعلى أسباب دنياهم مقبلون.
وأما صلاة المغرب: فإنها تأتي في وقت تناولهم لأغذيتهم، وما يقيمون به وجود بنيتهم.
وأما صلاة العشاء: فإنها تأتي وقد كثرت عليهم متاعب الأسباب التي كانوا فيها في بياض نهارهم؛ فلذلك قال سبحانه: ﴿وَاصْطَبِرْ عَلَيْهَا﴾([2])، وقال: ﴿حَافِظُوا عَلَى الصَّلَوَاتِ وَالصَّلَاةِ الوُسْطَى﴾([3])، وقد قال: ﴿إِنَّ الصَّلَاةَ كَانَتْ عَلَى المُؤْمِنِينَ كِتَابًا مَوْقُوتًا﴾([4])، وقد قال: ﴿وَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ﴾([5])، قال الله تعالى: ﴿وَاسْتَعِينُوا بِالصَّبْرِ وَالصَّلَاةِ وَإِنَّهَا لَكَبِيرَةٌ إِلَّا عَلَى الخَاشِعِينَ﴾([6])، فجعل الصبر والصلاة مقترنين؛ إشارة إلى أنه محتاج في الصلاة إلى الصبر: صبر على ملازمة أوقاتها، وصبر على القيام بواجباتها ومسنوناتها، وصبر يمنع القلوب فيها من غفلاتها؛ ولذلك قال الله تعالى بعد ذلك: ﴿وَإِنَّهَا لَكَبِيرَةٌ إِلَّا عَلَى الخَاشِعِينَ﴾([7])، فأفرد الصلاة بالذكر ولم يفرد الصبر به؛ إذ لو كان كذلك لقال: وإنه لكبير؛ فذلك يدل على ما قلناه، أو لأن الصبر والصلاة مقترنان متلازمان، فكان أحدهما هو عين الآخر، كما قال في الآية الأخرى: ﴿وَاللهُ وَرَسُولُهُ أَحَقُّ أَنْ يُرْضُوهُ﴾([8])، وقال تعالى: ﴿وَالَّذِينَ يَكْنِزُونَ الذَّهَبَ وَالفِضَّةَ وَلَا يُنْفِقُونَهَا فِي سَبِيلِ اللهِ﴾([9]) ، وقال تعالى: ﴿وَإِذَا رَأَوْا تِجَارَةً أَوْ لَهْوًا انْفَضُّوا إِلَيْهَا﴾([10])، فافهم!.
(*) العنوان من عمل المحقق.
([2]) الآية: 132 من سورة طه.
([3]) الآية: 238 من سورة البقرة.
([4]) الآية: 103 من سورة النساء.
([5]) الآية: 43 من سورة البقرة.
([6]) الآية: 45 من سورة البقرة.
([7]) الآية: 45 من سورة البقرة.
([8]) الآية: 62 من سورة التوبة.
([9]) الآية: 34 من سورة التوبة.
([10]) الآية: 11 من سورة الجمعة.
20/11/2024, 22:49 من طرف Admin
» كتاب مواعظ الإمام زين العابدين ـ صالح أحمد الشامي
18/11/2024, 23:30 من طرف Admin
» كتاب إتحاف النفوس بنفحات القدوس ـ عبد القدوس بن أسامة السامرائي
18/11/2024, 23:25 من طرف Admin
» كتاب الإعلام بفضل الصلاة على النبي والسلام ـ محمد بن عبد الرحمن بن علي النميري
18/11/2024, 23:20 من طرف Admin
» كتاب الغيب ـ محمد متولي الشعراوي
18/11/2024, 23:08 من طرف Admin
» كتاب الشيطان والإنسان ـ محمد متولي الشعراوي
18/11/2024, 23:03 من طرف Admin
» كتاب الشعراوي هنا رأيت سيدنا إبراهيم ـ سعيد أبو العنين
18/11/2024, 23:01 من طرف Admin
» كتاب الخير والشر ـ محمد متولي الشعراوي
18/11/2024, 22:57 من طرف Admin
» كتاب التربية في مدرسة النبوة ـ محمد متولي الشعراوي
18/11/2024, 22:55 من طرف Admin
» كتاب: إرشاد العباد إلى سبل الرشاد ـ للملبباري
18/11/2024, 22:41 من طرف Admin
» ـ كتاب آداب الحسن البصري ـ أبن الجوزي
18/11/2024, 22:34 من طرف Admin
» كتاب الله والنفس البشرية ـ لمحمد متولي الشعراوي
18/11/2024, 22:23 من طرف Admin
» كتاب: معرفة النفس طر يق لمعرفة الرب ـ أستاذ البصيرة عبدالوهاب حسن
18/11/2024, 22:21 من طرف Admin
» كتاب الطريق الي الله ـ الشيخ علي جمعة
18/11/2024, 21:50 من طرف Admin
» كتاب: كتاب النفس والجسد والروح ـ ابراهيم البلتاجي
18/11/2024, 21:38 من طرف Admin