الصفحة 53 من 53
[تفسير الحلول نزول في شيء]
(مسألة) تفسير الحلول: نزول شيء في شيء آخر على وجه يلازمه, كحلول الرطوبة في الماء واليبوسة في النار, أو كالبرودة في الماء, والحرارة في النار, فإن ذلك لما حل في ذلك الجرم يلازم محله على وجه ينتقل بانتقال محله, ويقف بوقوف محله, وينعدم بانعدام محله.
(فصل) إن الله تعالى محال في حقه الحلول والجوار والاتصال بالمخلوق, وعرفنا ذلك بالقرآن والحديث وإجماع الأنبياء والأولياء -عليهم السلام-.
واعلم أن الحلول إنما حدث في الإسلام من واقعات الجهلة المتصوفة, حيث رأوا الله في مناماتهم أقرب إليهم من حبل الوريد, فظنوا أنه فيهم حالّ, وليس ذلك حلولا, وإنما هو وجدانك القرب كقرب ضياء الشمع في البيت من هواء البيت, وليس ذلك حلولا, بدليل أنه لا يلازمه على وجه ينقلب مع محله, وينعدم بانعدام محله, إلا ترى أن الهواء يخرج من باب البيت وكواته, ولا يخرج الضياء معه, وينعدم الضياء الذي كان معه في البيت إذا انطفأ السراج, ولا ينعدم الهواء في البيت فدل على أن الضياء غير حال في ذلك الهواء في مسألتنا.
وقد يفكر السالك في عالم النفس والهوى, فيرى في المنام والحال أنه الرب, فتكون الرؤيا صحيحة محتاجة إلى التأويل والتعرف والتعبير هنا أن ذلك الشخص يعبد عهد نفسه يحبها ويعمل لها ما تحب فيكون بعد ممن اتخذ إلهه هواه، قال الله تعالىٰ: ﴿أَفَرَأَيْتَ مَنِ اتَّخَذَ إِلَهَهُ هَوَاهُ﴾ [الجاثية: من آية 23].
وقال النبي -صلى الله عليه وسلم-: «تَعِسَ عَبْدُ الدِّينَارِ وَعَبْدُ الدِّرْهَمِ»([1])، فيرى في الواقعة أنه الرب المعبود فيجب عليه أن يتجنب من طاعة النفس والهوى ويكسرها بالمجاهدة والرياضة ولا يظن ذلك المحال، وبالله التوفيق.
هذا ما يسر الله كتابته علىٰ هذا المؤلف، ولم آل جهدًا في تنقيحه وتهذيبه، فالحمد لله علىٰ ما ألهم وعلم. وصلى الله علىٰ سيدنا محمد وآله وسلم.
([1]) تمامه: «وَعَبْدُ الْخَمِيصَةِ، إِنْ أُعْطِيَ رَضِيَ، وَإِنْ لَمْ يُعْطَ سَخِطَ، تَعِسَ وَانْتَكَسَ، وَإِذَا شِيكَ فَلاَ انْتَقَشَ، طُوبَىٰ لِعَبْدٍ آخِذٍ بِعِنَانِ فَرَسِهِ فِى سَبِيلِ اللَّهِ، أَشْعَثَ رَأْسُهُ مُغْبَرَّةٍ قَدَمَاهُ، إِنْ كَانَ فِي الْحِرَاسَةِ كَانَ فِي الْحِرَاسَةِ، وَإِنْ كَانَ فِي السَّاقَةِ كَانَ فِي السَّاقَةِ، إِنِ اسْتَأْذَنَ لَمْ يُؤْذَنْ لَهُ، وَإِنْ شَفَعَ لَمْ يُشَفَّعْ» رواه البخاري في صحيحه من حديث أبي هريرة -رضي الله عنه-.
[تفسير الحلول نزول في شيء]
(مسألة) تفسير الحلول: نزول شيء في شيء آخر على وجه يلازمه, كحلول الرطوبة في الماء واليبوسة في النار, أو كالبرودة في الماء, والحرارة في النار, فإن ذلك لما حل في ذلك الجرم يلازم محله على وجه ينتقل بانتقال محله, ويقف بوقوف محله, وينعدم بانعدام محله.
(فصل) إن الله تعالى محال في حقه الحلول والجوار والاتصال بالمخلوق, وعرفنا ذلك بالقرآن والحديث وإجماع الأنبياء والأولياء -عليهم السلام-.
واعلم أن الحلول إنما حدث في الإسلام من واقعات الجهلة المتصوفة, حيث رأوا الله في مناماتهم أقرب إليهم من حبل الوريد, فظنوا أنه فيهم حالّ, وليس ذلك حلولا, وإنما هو وجدانك القرب كقرب ضياء الشمع في البيت من هواء البيت, وليس ذلك حلولا, بدليل أنه لا يلازمه على وجه ينقلب مع محله, وينعدم بانعدام محله, إلا ترى أن الهواء يخرج من باب البيت وكواته, ولا يخرج الضياء معه, وينعدم الضياء الذي كان معه في البيت إذا انطفأ السراج, ولا ينعدم الهواء في البيت فدل على أن الضياء غير حال في ذلك الهواء في مسألتنا.
وقد يفكر السالك في عالم النفس والهوى, فيرى في المنام والحال أنه الرب, فتكون الرؤيا صحيحة محتاجة إلى التأويل والتعرف والتعبير هنا أن ذلك الشخص يعبد عهد نفسه يحبها ويعمل لها ما تحب فيكون بعد ممن اتخذ إلهه هواه، قال الله تعالىٰ: ﴿أَفَرَأَيْتَ مَنِ اتَّخَذَ إِلَهَهُ هَوَاهُ﴾ [الجاثية: من آية 23].
وقال النبي -صلى الله عليه وسلم-: «تَعِسَ عَبْدُ الدِّينَارِ وَعَبْدُ الدِّرْهَمِ»([1])، فيرى في الواقعة أنه الرب المعبود فيجب عليه أن يتجنب من طاعة النفس والهوى ويكسرها بالمجاهدة والرياضة ولا يظن ذلك المحال، وبالله التوفيق.
هذا ما يسر الله كتابته علىٰ هذا المؤلف، ولم آل جهدًا في تنقيحه وتهذيبه، فالحمد لله علىٰ ما ألهم وعلم. وصلى الله علىٰ سيدنا محمد وآله وسلم.
([1]) تمامه: «وَعَبْدُ الْخَمِيصَةِ، إِنْ أُعْطِيَ رَضِيَ، وَإِنْ لَمْ يُعْطَ سَخِطَ، تَعِسَ وَانْتَكَسَ، وَإِذَا شِيكَ فَلاَ انْتَقَشَ، طُوبَىٰ لِعَبْدٍ آخِذٍ بِعِنَانِ فَرَسِهِ فِى سَبِيلِ اللَّهِ، أَشْعَثَ رَأْسُهُ مُغْبَرَّةٍ قَدَمَاهُ، إِنْ كَانَ فِي الْحِرَاسَةِ كَانَ فِي الْحِرَاسَةِ، وَإِنْ كَانَ فِي السَّاقَةِ كَانَ فِي السَّاقَةِ، إِنِ اسْتَأْذَنَ لَمْ يُؤْذَنْ لَهُ، وَإِنْ شَفَعَ لَمْ يُشَفَّعْ» رواه البخاري في صحيحه من حديث أبي هريرة -رضي الله عنه-.
أمس في 19:59 من طرف Admin
» كتاب: إيثار الحق على الخلق ـ للإمام عز الدين محمد بن إبراهيم بن الوزير الحسنى
أمس في 19:56 من طرف Admin
» كتاب: الذين رأوا رسول الله في المنام وكلّموه ـ حبيب الكل
أمس في 19:51 من طرف Admin
» كتاب: طيب العنبر فى جمال النبي الأنور ـ الدكتور عبدالرحمن الكوثر
أمس في 19:47 من طرف Admin
» كتاب: روضة الأزهار فى محبة الصحابة للنبي المختار ـ الدكتور عبدالرحمن الكوثر
أمس في 19:42 من طرف Admin
» كتاب: دلائل المحبين فى التوسل بالأنبياء والصالحين ـ الشيخ فتحي سعيد عمر الحُجيري
أمس في 19:39 من طرف Admin
» كتاب: ريحانة الارواح في مولد خير الملاح لسيدي الشيخ علي أمين سيالة
أمس في 19:37 من طرف Admin
» كتاب: قواعد العقائد فى التوحيد ـ حجة الإسلام الإمام الغزالي
أمس في 19:35 من طرف Admin
» كتاب: سر الاسرار باضافة التوسل ـ الشيخ أحمد الطيب ابن البشير
أمس في 19:33 من طرف Admin
» كتاب: خطوتان للحقيقة ـ الأستاذ محمد مرتاض ــ سفيان بلحساين
أمس في 19:27 من طرف Admin
» كتاب: محمد صلى الله عليه وسلم مشكاة الأنوار ـ الشيخ عبدالله صلاح الدين القوصي
أمس في 19:25 من طرف Admin
» كتاب: النسمات القدوسية شرح المقدمات السنوسية الدكتور النعمان الشاوي
أمس في 19:23 من طرف Admin
» كتاب: المتمم بأمر المعظم صلى الله عليه وآله وسلم ـ الشيخ ناصر الدين عبداللطيف ناصر الدين الخطيب
أمس في 19:20 من طرف Admin
» كتاب: الجواهر المكنونة فى العلوم المصونة ـ الشيخ عبدالحفيظ الخنقي
أمس في 19:16 من طرف Admin
» كتاب: الرسالة القدسية في أسرار النقطة الحسية ـ ابن شهاب الهمداني
أمس في 19:09 من طرف Admin