مع الحبيب المصطفى: «حُرِّمَتِ النَّارُ عَلَى عَيْنٍ غَضَّتْ عَنْ مَحَارِمِ الله»
مع الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم
مع الحبيب المصطفى صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم
123ـ «حُرِّمَتِ النَّارُ عَلَى عَيْنٍ غَضَّتْ عَنْ مَحَارِمِ الله»
مقدمة الكلمة:
الحمد لله رب العالمين، وأفضل الصلاة وأتم التسليم على سيدنا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:
فيا أيُّها الإخوة الكرام: أيَّام ُ عُمُرِنا مَحدودَةٌ، يَقضِيها البَعضُ بِدونِ فَائِدَةٍ، والبَعضُ أسرَفَ على نَفسِهِ فَقَضَاها بِمَعصِيَةِ الله عزَّ وجلَّ، ونَسِيَ هؤلاءِ أنَّهُم سَيُرمَونَ في حُفرَةٍ ضَيِّقَةٍ، وسَتُسلَبُ منهُم جَميعُ قُدُرَاتِهِم، وجَميعُ النِّعَمِ التي كانوا يَتَقَلَّبونَ فيها، ومن جُملَتِها بل ومن أعظَمِها نِعمَةُ البَصَرِ.
هذهِ النِّعمَةُ العَظيمَةُ، لو عَبَدَ العَبدُ رَبَّهُ خَمسمائةِ عامٍ ولم يَعصِهِ قطُّ ما أدَّى شُكرَ هذهِ النِّعمَةِ لله تعالى، كما جاءَ في الحَديثِ الشَّريفِ الذي رواه الحاكم عن جَابِرِ بنِ عَبدِ الله رَضِيَ اللهُ عنهُما قال: خَرَجَ عَلَينا النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ فقال: «خَرَجَ من عِندِي خَليلي جِبريلُ آنِفاً فقالَ: يا مُحَمَّدُ، والذي بَعَثَكَ بالحَقِّ، إنَّ لله عَبداً من عَبيدِهِ عَبَدَ اللهَ تعالى خَمسَ مائةِ سَنَةٍ على رَأسِ جَبَلٍ في البَحرِ، عَرضُهُ وطُولُهُ ثَلاثونَ ذِراعاً في ثَلاثينَ ذِراعاً، والبَحرُ مُحيطٌ به أربَعَةُ آلافِ فَرسَخٍ من كُلِّ نَاحِيَةٍ، وأخرَجَ اللهُ تعالى له عَيناً عَذبَةً بِعَرضِ الأصبَعِ تَبُضُّ بِمَاءٍ عَذْبٍ فَيُسْتَنْقَعُ فِي أسفَلِ الْجَبَلِ، وَشَجَرَةَ رُمَّانٍ تُخْرِجُ كُلَّ لَيْلَةٍ رُمَّانَةً فَتُغَذِّيَهُ يَومَهُ، فَإِذَا أَمْسَى نَزَلَ فَأَصَابَ مِنَ الْوَضُوءِ وَأَخَذَ تِلْكَ الرُّمَّانَةَ فَأَكَلَهَا، ثُمَّ قَامَ لِصَلَاتِهِ، فَسَأَلَ رَبَّهُ عزَّ وجلَّ عِنْدَ وَقْتِ الْأَجَلِ أَنْ يَقْبِضَهُ سَاجِداً وَأَنْ لَا يَجْعَلَ لِلْأَرْضِ وَلَا لِشَيْءٍ يُفْسِدُهُ عَلَيْهِ سَبِيلاً حَتَّى يَبْعَثَهُ وَهُوَ سَاجِدٌ، فَفَعَلَ، فَنَحْنُ نَمُرُّ عَلَيْهِ إِذَا هَبَطْنَا وَإِذَا عَرَجْنَا، فَنَجِدُ لَهُ فِي الْعِلْمِ يُبْعَثُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَيُوقَفُ بَيْنَ يَدَيِ الله عَزَّ وَجَلَّ فَيَقُولُ لَهُ الرَّبُّ: أَدْخِلُوا عَبْدِيَ الْجَنَّةَ بِرَحْمَتِي.
فَيَقُولُ: رَبِّ بِعَمَلِي.
فَيَقُولُ: أَدْخِلُوا عَبْدِيَ الْجَنَّةَ بِرَحْمَتِي.
فَيَقُولُ: بَلْ بِعَمَلِي.
فَيَقُولُ اللهُ لِمَلَائِكَتِهِ: قَايِسُوا عَبدي بِنِعْمَتِي عَلَيْهِ وَبِعَمَلِهِ، فَتُوجَدُ نِعْمَةُ الْبَصَرِ قَدْ أَحَاطَتْ بِعِبَادَةِ خَمْسِمِائَةِ سَنَةٍ، وَبَقِيَتْ نِعْمَةُ الْجَسَدِ فَضْلاً عَلَيْهِ.
فَيَقُولُ: أَدْخِلُوا عَبْدِي النَّارَ.
قَالَ: فَيُجَرُّ إِلَى النَّارِ فَيُنَادِي: رَبِّ بِرَحْمَتِكَ أَدْخِلْنِي الْجَنَّةَ.
فيقول: رُدُّوهُ.
فَيُوقَفُ بَينَ يَدَيهِ فيقولُ: يا عَبدي، من خَلَقَكَ ولم تَكُ شَيئاً؟
فيقولُ: أنتَ يا رَب.
فيقولُ: كانَ ذلكَ من قِبَلِكَ أو بِرَحمَتي؟
فيقولُ: بل بِرَحمَتِكَ.
ثِمارُ غَضِّ البَصَرِ:
أيُّها الإخوة الكرام: نِعمَةُ البَصَرِ سَوفَ نُسألُ عنها يَومَ القِيامَةِ، قال تعالى: ﴿إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُولـئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْؤُولاً﴾. فمن أطاعَ اللهَ تعالى في جَارِحَةِ البَصَرِ كانَ أزكى لهُ في الدُّنيا والآخِرَةِ، وجَنَى ثِمارَ غَضِّ بَصَرِهِ في الدُّنيا والآخِرَةِ، فمن ثمارِ غَضِّ البَصَرِ:
أولاً: النَّظَرُ إلى وَجهِ الله تعالى الكَريمِ:
أيُّها الإخوة الكرام: من غَضَّ بَصَرَهُ عن مَحارِمِ الله تعالى من الرِّجالِ أو من النِّساءِ أكرَمَهُ اللهُ تعالى بالنَّظَرِ إلى وَجهِهِ الكَريمِ يَومَ القِيامَةِ، والنَّظَرُ إلى وَجهِ الله تعالى من أعظَمِ النِّعَمِ وأَجَلِّها، قال تعالى: ﴿وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ نَّاضِرَةٌ * إِلَى رَبِّهَا نَاظِرَةٌ﴾. وُجوهُ من غَضَّ بَصَرَهُ من الرِّجالِ أو من النِّساءِ مُشرِقَةٌ وجَميلَةٌ تَعلوها نَضرَةُ النَّعيمِ، ويُكرِمُها رَبُّنا عزَّ وجلَّ بالنَّظَرِ على وَجهِهِ الكَريمِ، كما يَنظُرُ أحَدُنا إلى القَمَرِ لَيلَةَ النِّصفِ لا يُضامُ في رُؤيَتِهِ، كما جاءَ في الحَديثِ الشَّريفِ الذي رواه الشيخان عن جَرِيرِ بْنِ عَبْدِ الله رَضِيَ اللهُ عنهُ قال: كُنَّا عِنْدَ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ إِذْ نَظَرَ إِلَى الْقَمَرِ لَيْلَةَ الْبَدْرِ فَقَالَ: «أَمَا إِنَّكُمْ سَتَرَوْنَ رَبَّكُمْ كَمَا تَرَوْنَ هَذَا القَمَرَ، لَا تُضَامُّونَ فِي رُؤْيَتِهِ، فَإِن اسْتَطَعْتُمْ أَنْ لَا تُغْلَبُوا عَلَى صَلَاةٍ قَبْلَ طُلُوعِ الشَّمْسِ وَقَبْلَ غُرُوبِهَا فَافْعَلُوا». اللَّهُمَّ أكرِمنا بذلكَ.
يا من يُطلِقُ بَصَرَهُ فيما حَرَّمَ اللهُ عزَّ وجلَّ عَلَيهِ من الرِّجالِ أو من النِّساءِ، لا تَحرِموا أنفُسَكُم من هذا النَّعيمِ العَظيمِ الذي قالَ فيهِ مَولانا عزَّ وجلَّ: ﴿للَّذِينَ أَحْسَنُوا الْحُسْنَى وَزِيَادَةٌ﴾. الحُسنى: هيَ الجَنَّةُ ﴿فَلا تَعْلَمُ نَفْسٌ مَّا أُخْفِيَ لَهُم مِّن قُرَّةِ أَعْيُنٍ﴾.
والزِّيادَةُ: هيَ النَّظَرُ إلى وَجهِ الله تعالى الكَريمِ، كما قال تعالى: ﴿لَهُم مَّا يَشَاؤُونَ فِيهَا وَلَدَيْنَا مَزِيدٌ﴾.
يا من يُطلِقُ بَصَرَهُ فيما حَرَّمَ اللهُ عزَّ وجلَّ عَلَيهِ، هل يُرضيكَ أن تَندَرِجَ تَحتَ قَولِهِ تعالى: ﴿كَلا إِنَّهُمْ عَن رَّبِّهِمْ يَوْمَئِذٍ لَّمَحْجُوبُونَ﴾؟
يا من مَلَأَ عَينَيهِ بالنَّظَرِ إلى ما حَرَّمَ اللهُ عزَّ وجلَّ عَلَيهِ من الرِّجالِ أو من النِّساءِ، هل يُرضيكَ أن تُحرَمَ هذهِ النِّعمَةَ، فَيَكونُ عِوَضُها جَمرٌ من نارِ جَهَنَّمَ، كما وَرَدَ في الأَثَرِ: مَن مَلَأَ عَينَهُ من الحَرامِ مَلَأَ اللهُ عَينَهُ من جَمرِ جَهَنَّمَ.
ثانياً: عَينٌ غَضَّت عن مَحارِمِ الله لن تَبكي يَومَ القِيامَةِ:
أيُّها الإخوة الكرام: كُلُّ عَينٍ يَومَ القِيامَةِ بَاكِيَةٌ من عَذابِ الله تعالى، إلا ثَلاثاً، كما جاءَ في الحَديثِ الشَّريفِ الذي رواه الحاكم عَنْ أَبِى رَيْحَانَةَ رَضِيَ اللهُ عنهُ، أَنَّهُ كَانَ مَعَ رَسُولِ الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ فِى غَزْوَةٍ فَسَمِعَهُ ذَاتَ لَيْلَةٍ وَهُوَ يَقُولُ: «حُرِّمَتِ النَّارُ عَلَى عَيْنٍ دَمَعَتْ مِنْ خَشْيَةِ الله، وَحُرِّمَتِ النَّارُ عَلَى عَيْنٍ سَهِرَتْ فِى سَبِيلِ الله».
وَقَالَ الثَّالِثَةَ فَنَسِيتُهَا. قَالَ أَبُو شُرَيْحٍ سَمِعْتُ مَنْ يَقُولُ ذَاكَ: «حُرِّمَتِ النَّارُ عَلَى عَيْنٍ غَضَّتْ عَنْ مَحَارِمِ الله، أو عَينٍ فَقِئَت في سَبيلِ الله».
ثالثاً: المَعِيَّةُ مَعَ الذينَ أنعَمَ اللهُ عَلَيهِم:
أيُّها الإخوة الكرام: أعظَمُ فَائِدَةٍ وثَمَرَةٍ من فَوائِدِ وثِمارِ غَضِّ البَصَرِ، هيَ طَاعَةُ الله تعالى، وطَاعَةُ رَسولِهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ، حَيُثُ امتَثَلَ الرَّجُلُ قَولَ الله تعالى: ﴿قُل لِّلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ﴾. وامتَثَلَتِ المَرأَةُ قَولَ الله تعالى: ﴿وَقُل لِّلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ﴾. ومن أطاعَ اللهَ تعالى ورَسولَهُ فهوَ ﴿مَعَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللهُ عَلَيْهِم مِّنَ النَّبِيِّينَ وَالصِّدِّيقِينَ وَالشُّهَدَاء وَالصَّالِحِينَ وَحَسُنَ أُولَـئِكَ رَفِيقاً﴾.
رابعاً: تَجِدُ حَلاوَةَ الإيمانِ في قَلبِكَ:
أيُّها الإخوة الكرام: من ثِمارِ غَضِّ البَصَرِ، أنَّ صَاحِبَهُ يَجِدُ حَلاوَةَ الإيمانِ في قَلبِهِ، كما جاءَ في الحَديثِ الشَّريفِ الذي رواه الحاكم عن حُذَيفَةَ رَضِيَ اللهُ عنهُ قال: قال رَسولُ الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ: «النَّظرَةُ سَهمٌ من سِهامِ إبليسَ مَسمومَةٌ، فمن تَرَكَها من خَوفِ الله أَثَابَهُ جَلَّ وعَزَّ إيماناً يَجِدُ حَلاوَتَهُ في قَلبِهِ».
وفي رِوايَةِ الطَّبَرانِيِّ في الكَبيرِ عَنْ عَبْدِ الله بن مَسْعُودٍ رَضِيَ اللهُ عنهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ، عن رَبِّهِ عزَّ وجلَّ: «إِنَّ النَّظْرَةَ سَهْمٌ مِنْ سِهَامِ إِبْلِيسَ مَسْمُومٌ، مَنْ تَرَكَهَا مَخَافَتِي أَبْدَلْتُهُ إِيمَاناً يَجِدُ حَلاوَتَهُ فِي قَلْبِهِ».
خامساً: ضَمِنَ رَسولُ الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ الجَنَّةَ لِغَاضِّ البَصَرِ:
أيُّها الإخوة الكرام: من ثِمارِ غَضِّ البَصَرِ، أنَّ سَيِّدَنا رَسولَ الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ ضَمِنَ الجَنَّةَ لِغَاضِّ البَصَرِ، روى الإمام أحمد عَنْ عُبَادَةَ بْنِ الصَّامِتِ رَضِيَ اللهُ عنهُ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «اضْمَنُوا لِي سِتَّاً مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَضْمَن لَكُم الْجَنَّةَ، اصْدُقُوا إِذَا حَدَّثْتُمْ، وَأَوْفُوا إِذَا وَعَدْتُمْ، وَأَدُّوا إِذَا اؤْتُمِنْتُمْ، وَاحْفَظُوا فُرُوجَكُمْ، وَغُضُّوا أَبْصَارَكُمْ، وَكُفُّوا أَيْدِيَكُمْ».
خاتِمَةٌ ـ نسألُ اللهَ تعالى حُسنَ الخاتِمَةِ ـ:
أيُّها الإخوة الكرام: إنَّ غَضَّ البَصَرِ عن مَحارِمِ الله تعالى يُورِثُ حَلاوَةَ الإيمانِ ولَذَّتَهُ التي هيَ أطيَبُ مِمَّا تَرَكَهُ لله تعالى، فإنَّهُ من تَرَكَ شَيئاً لله عَوَّضَهُ اللهُ تعالى خَيراً منهُ.
أيُّها الإخوة الكرام: إنَّ غَضَّ البَصَرِ عن مَحارِمِ الله تعالى فيهِ سَلامَةُ القَلبِ من الغِشاوَةِ، لأنَّ القَلبَ هوَ سُلطانُ الجَوارِحِ كُلِّها، فَبِصَلاحِهِ صَلاحُ الأعضاءِ، وبِفَسَادِهِ فَسَادُها، لأنَّ البَصَرَ هوَ البابُ الأكبَرُ للدُّخولِ على القَلبِ، وأكثَرُ من سَقَطَ في المُخالَفاتِ كانَ سُقُوطُهُ بِسَبَبِ إطلاقِ البَصَرِ.
أيُّها الإخوة الكرام: يَقولُ سَيِّدُنا عَبدُ الله بنُ مَسعودٍ رَضِيَ اللهُ عنهُ: حِفْظُ البَصَرِ أَشَدُّ من حِفْظِ اللِّسانِ. اهـ.
ويَقولُ رَضِيَ اللهُ عنهُ: الإثمُ جَوَّازُ القُلوبِ ـ يَعني يَجُوزُها ويَغلِبُ عَلَيها حتَّى تَرتَكِبَ ما لا يَحِلُّ ـ وما من نَظرَةٍ إلا وللشَّيطانِ فيها مَطمَعُ. اهـ.
في الخِتامِ: أيُّها الإخوة: من غَضَّ بَصَرَهُ عن مَحارِمِ الله من الرِّجالِ والنِّساءِ أكرَمَهُ اللهُ تعالى بِنُورٍ في بَصِيرَتِهِ، ولم تُخطِئْ لهُ فَرَاسَةٌ.
اللَّهُمَّ أعِنَّا على غَضِّ البَصَرِ وحِفْظِ الفَرْجِ واللِّسانِ. آمين.
وصَلَّى اللهُ عَلَى سيِّدِنا محمَّدٍ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ. وَالْحَمْدُ لله رَبِّ الْعَالَمِين. سُبْحَانَ رَبِّكَ رَبِّ الْعِزَّةِ عَمَّا يَصِفُون * وَسَلامٌ عَلَى الْمُرْسَلِين * وَالْحَمْدُ لله رَبِّ الْعَالَمِين.
مع الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم
مع الحبيب المصطفى صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم
123ـ «حُرِّمَتِ النَّارُ عَلَى عَيْنٍ غَضَّتْ عَنْ مَحَارِمِ الله»
مقدمة الكلمة:
الحمد لله رب العالمين، وأفضل الصلاة وأتم التسليم على سيدنا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:
فيا أيُّها الإخوة الكرام: أيَّام ُ عُمُرِنا مَحدودَةٌ، يَقضِيها البَعضُ بِدونِ فَائِدَةٍ، والبَعضُ أسرَفَ على نَفسِهِ فَقَضَاها بِمَعصِيَةِ الله عزَّ وجلَّ، ونَسِيَ هؤلاءِ أنَّهُم سَيُرمَونَ في حُفرَةٍ ضَيِّقَةٍ، وسَتُسلَبُ منهُم جَميعُ قُدُرَاتِهِم، وجَميعُ النِّعَمِ التي كانوا يَتَقَلَّبونَ فيها، ومن جُملَتِها بل ومن أعظَمِها نِعمَةُ البَصَرِ.
هذهِ النِّعمَةُ العَظيمَةُ، لو عَبَدَ العَبدُ رَبَّهُ خَمسمائةِ عامٍ ولم يَعصِهِ قطُّ ما أدَّى شُكرَ هذهِ النِّعمَةِ لله تعالى، كما جاءَ في الحَديثِ الشَّريفِ الذي رواه الحاكم عن جَابِرِ بنِ عَبدِ الله رَضِيَ اللهُ عنهُما قال: خَرَجَ عَلَينا النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ فقال: «خَرَجَ من عِندِي خَليلي جِبريلُ آنِفاً فقالَ: يا مُحَمَّدُ، والذي بَعَثَكَ بالحَقِّ، إنَّ لله عَبداً من عَبيدِهِ عَبَدَ اللهَ تعالى خَمسَ مائةِ سَنَةٍ على رَأسِ جَبَلٍ في البَحرِ، عَرضُهُ وطُولُهُ ثَلاثونَ ذِراعاً في ثَلاثينَ ذِراعاً، والبَحرُ مُحيطٌ به أربَعَةُ آلافِ فَرسَخٍ من كُلِّ نَاحِيَةٍ، وأخرَجَ اللهُ تعالى له عَيناً عَذبَةً بِعَرضِ الأصبَعِ تَبُضُّ بِمَاءٍ عَذْبٍ فَيُسْتَنْقَعُ فِي أسفَلِ الْجَبَلِ، وَشَجَرَةَ رُمَّانٍ تُخْرِجُ كُلَّ لَيْلَةٍ رُمَّانَةً فَتُغَذِّيَهُ يَومَهُ، فَإِذَا أَمْسَى نَزَلَ فَأَصَابَ مِنَ الْوَضُوءِ وَأَخَذَ تِلْكَ الرُّمَّانَةَ فَأَكَلَهَا، ثُمَّ قَامَ لِصَلَاتِهِ، فَسَأَلَ رَبَّهُ عزَّ وجلَّ عِنْدَ وَقْتِ الْأَجَلِ أَنْ يَقْبِضَهُ سَاجِداً وَأَنْ لَا يَجْعَلَ لِلْأَرْضِ وَلَا لِشَيْءٍ يُفْسِدُهُ عَلَيْهِ سَبِيلاً حَتَّى يَبْعَثَهُ وَهُوَ سَاجِدٌ، فَفَعَلَ، فَنَحْنُ نَمُرُّ عَلَيْهِ إِذَا هَبَطْنَا وَإِذَا عَرَجْنَا، فَنَجِدُ لَهُ فِي الْعِلْمِ يُبْعَثُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَيُوقَفُ بَيْنَ يَدَيِ الله عَزَّ وَجَلَّ فَيَقُولُ لَهُ الرَّبُّ: أَدْخِلُوا عَبْدِيَ الْجَنَّةَ بِرَحْمَتِي.
فَيَقُولُ: رَبِّ بِعَمَلِي.
فَيَقُولُ: أَدْخِلُوا عَبْدِيَ الْجَنَّةَ بِرَحْمَتِي.
فَيَقُولُ: بَلْ بِعَمَلِي.
فَيَقُولُ اللهُ لِمَلَائِكَتِهِ: قَايِسُوا عَبدي بِنِعْمَتِي عَلَيْهِ وَبِعَمَلِهِ، فَتُوجَدُ نِعْمَةُ الْبَصَرِ قَدْ أَحَاطَتْ بِعِبَادَةِ خَمْسِمِائَةِ سَنَةٍ، وَبَقِيَتْ نِعْمَةُ الْجَسَدِ فَضْلاً عَلَيْهِ.
فَيَقُولُ: أَدْخِلُوا عَبْدِي النَّارَ.
قَالَ: فَيُجَرُّ إِلَى النَّارِ فَيُنَادِي: رَبِّ بِرَحْمَتِكَ أَدْخِلْنِي الْجَنَّةَ.
فيقول: رُدُّوهُ.
فَيُوقَفُ بَينَ يَدَيهِ فيقولُ: يا عَبدي، من خَلَقَكَ ولم تَكُ شَيئاً؟
فيقولُ: أنتَ يا رَب.
فيقولُ: كانَ ذلكَ من قِبَلِكَ أو بِرَحمَتي؟
فيقولُ: بل بِرَحمَتِكَ.
ثِمارُ غَضِّ البَصَرِ:
أيُّها الإخوة الكرام: نِعمَةُ البَصَرِ سَوفَ نُسألُ عنها يَومَ القِيامَةِ، قال تعالى: ﴿إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُولـئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْؤُولاً﴾. فمن أطاعَ اللهَ تعالى في جَارِحَةِ البَصَرِ كانَ أزكى لهُ في الدُّنيا والآخِرَةِ، وجَنَى ثِمارَ غَضِّ بَصَرِهِ في الدُّنيا والآخِرَةِ، فمن ثمارِ غَضِّ البَصَرِ:
أولاً: النَّظَرُ إلى وَجهِ الله تعالى الكَريمِ:
أيُّها الإخوة الكرام: من غَضَّ بَصَرَهُ عن مَحارِمِ الله تعالى من الرِّجالِ أو من النِّساءِ أكرَمَهُ اللهُ تعالى بالنَّظَرِ إلى وَجهِهِ الكَريمِ يَومَ القِيامَةِ، والنَّظَرُ إلى وَجهِ الله تعالى من أعظَمِ النِّعَمِ وأَجَلِّها، قال تعالى: ﴿وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ نَّاضِرَةٌ * إِلَى رَبِّهَا نَاظِرَةٌ﴾. وُجوهُ من غَضَّ بَصَرَهُ من الرِّجالِ أو من النِّساءِ مُشرِقَةٌ وجَميلَةٌ تَعلوها نَضرَةُ النَّعيمِ، ويُكرِمُها رَبُّنا عزَّ وجلَّ بالنَّظَرِ على وَجهِهِ الكَريمِ، كما يَنظُرُ أحَدُنا إلى القَمَرِ لَيلَةَ النِّصفِ لا يُضامُ في رُؤيَتِهِ، كما جاءَ في الحَديثِ الشَّريفِ الذي رواه الشيخان عن جَرِيرِ بْنِ عَبْدِ الله رَضِيَ اللهُ عنهُ قال: كُنَّا عِنْدَ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ إِذْ نَظَرَ إِلَى الْقَمَرِ لَيْلَةَ الْبَدْرِ فَقَالَ: «أَمَا إِنَّكُمْ سَتَرَوْنَ رَبَّكُمْ كَمَا تَرَوْنَ هَذَا القَمَرَ، لَا تُضَامُّونَ فِي رُؤْيَتِهِ، فَإِن اسْتَطَعْتُمْ أَنْ لَا تُغْلَبُوا عَلَى صَلَاةٍ قَبْلَ طُلُوعِ الشَّمْسِ وَقَبْلَ غُرُوبِهَا فَافْعَلُوا». اللَّهُمَّ أكرِمنا بذلكَ.
يا من يُطلِقُ بَصَرَهُ فيما حَرَّمَ اللهُ عزَّ وجلَّ عَلَيهِ من الرِّجالِ أو من النِّساءِ، لا تَحرِموا أنفُسَكُم من هذا النَّعيمِ العَظيمِ الذي قالَ فيهِ مَولانا عزَّ وجلَّ: ﴿للَّذِينَ أَحْسَنُوا الْحُسْنَى وَزِيَادَةٌ﴾. الحُسنى: هيَ الجَنَّةُ ﴿فَلا تَعْلَمُ نَفْسٌ مَّا أُخْفِيَ لَهُم مِّن قُرَّةِ أَعْيُنٍ﴾.
والزِّيادَةُ: هيَ النَّظَرُ إلى وَجهِ الله تعالى الكَريمِ، كما قال تعالى: ﴿لَهُم مَّا يَشَاؤُونَ فِيهَا وَلَدَيْنَا مَزِيدٌ﴾.
يا من يُطلِقُ بَصَرَهُ فيما حَرَّمَ اللهُ عزَّ وجلَّ عَلَيهِ، هل يُرضيكَ أن تَندَرِجَ تَحتَ قَولِهِ تعالى: ﴿كَلا إِنَّهُمْ عَن رَّبِّهِمْ يَوْمَئِذٍ لَّمَحْجُوبُونَ﴾؟
يا من مَلَأَ عَينَيهِ بالنَّظَرِ إلى ما حَرَّمَ اللهُ عزَّ وجلَّ عَلَيهِ من الرِّجالِ أو من النِّساءِ، هل يُرضيكَ أن تُحرَمَ هذهِ النِّعمَةَ، فَيَكونُ عِوَضُها جَمرٌ من نارِ جَهَنَّمَ، كما وَرَدَ في الأَثَرِ: مَن مَلَأَ عَينَهُ من الحَرامِ مَلَأَ اللهُ عَينَهُ من جَمرِ جَهَنَّمَ.
ثانياً: عَينٌ غَضَّت عن مَحارِمِ الله لن تَبكي يَومَ القِيامَةِ:
أيُّها الإخوة الكرام: كُلُّ عَينٍ يَومَ القِيامَةِ بَاكِيَةٌ من عَذابِ الله تعالى، إلا ثَلاثاً، كما جاءَ في الحَديثِ الشَّريفِ الذي رواه الحاكم عَنْ أَبِى رَيْحَانَةَ رَضِيَ اللهُ عنهُ، أَنَّهُ كَانَ مَعَ رَسُولِ الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ فِى غَزْوَةٍ فَسَمِعَهُ ذَاتَ لَيْلَةٍ وَهُوَ يَقُولُ: «حُرِّمَتِ النَّارُ عَلَى عَيْنٍ دَمَعَتْ مِنْ خَشْيَةِ الله، وَحُرِّمَتِ النَّارُ عَلَى عَيْنٍ سَهِرَتْ فِى سَبِيلِ الله».
وَقَالَ الثَّالِثَةَ فَنَسِيتُهَا. قَالَ أَبُو شُرَيْحٍ سَمِعْتُ مَنْ يَقُولُ ذَاكَ: «حُرِّمَتِ النَّارُ عَلَى عَيْنٍ غَضَّتْ عَنْ مَحَارِمِ الله، أو عَينٍ فَقِئَت في سَبيلِ الله».
ثالثاً: المَعِيَّةُ مَعَ الذينَ أنعَمَ اللهُ عَلَيهِم:
أيُّها الإخوة الكرام: أعظَمُ فَائِدَةٍ وثَمَرَةٍ من فَوائِدِ وثِمارِ غَضِّ البَصَرِ، هيَ طَاعَةُ الله تعالى، وطَاعَةُ رَسولِهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ، حَيُثُ امتَثَلَ الرَّجُلُ قَولَ الله تعالى: ﴿قُل لِّلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ﴾. وامتَثَلَتِ المَرأَةُ قَولَ الله تعالى: ﴿وَقُل لِّلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ﴾. ومن أطاعَ اللهَ تعالى ورَسولَهُ فهوَ ﴿مَعَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللهُ عَلَيْهِم مِّنَ النَّبِيِّينَ وَالصِّدِّيقِينَ وَالشُّهَدَاء وَالصَّالِحِينَ وَحَسُنَ أُولَـئِكَ رَفِيقاً﴾.
رابعاً: تَجِدُ حَلاوَةَ الإيمانِ في قَلبِكَ:
أيُّها الإخوة الكرام: من ثِمارِ غَضِّ البَصَرِ، أنَّ صَاحِبَهُ يَجِدُ حَلاوَةَ الإيمانِ في قَلبِهِ، كما جاءَ في الحَديثِ الشَّريفِ الذي رواه الحاكم عن حُذَيفَةَ رَضِيَ اللهُ عنهُ قال: قال رَسولُ الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ: «النَّظرَةُ سَهمٌ من سِهامِ إبليسَ مَسمومَةٌ، فمن تَرَكَها من خَوفِ الله أَثَابَهُ جَلَّ وعَزَّ إيماناً يَجِدُ حَلاوَتَهُ في قَلبِهِ».
وفي رِوايَةِ الطَّبَرانِيِّ في الكَبيرِ عَنْ عَبْدِ الله بن مَسْعُودٍ رَضِيَ اللهُ عنهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ، عن رَبِّهِ عزَّ وجلَّ: «إِنَّ النَّظْرَةَ سَهْمٌ مِنْ سِهَامِ إِبْلِيسَ مَسْمُومٌ، مَنْ تَرَكَهَا مَخَافَتِي أَبْدَلْتُهُ إِيمَاناً يَجِدُ حَلاوَتَهُ فِي قَلْبِهِ».
خامساً: ضَمِنَ رَسولُ الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ الجَنَّةَ لِغَاضِّ البَصَرِ:
أيُّها الإخوة الكرام: من ثِمارِ غَضِّ البَصَرِ، أنَّ سَيِّدَنا رَسولَ الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ ضَمِنَ الجَنَّةَ لِغَاضِّ البَصَرِ، روى الإمام أحمد عَنْ عُبَادَةَ بْنِ الصَّامِتِ رَضِيَ اللهُ عنهُ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «اضْمَنُوا لِي سِتَّاً مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَضْمَن لَكُم الْجَنَّةَ، اصْدُقُوا إِذَا حَدَّثْتُمْ، وَأَوْفُوا إِذَا وَعَدْتُمْ، وَأَدُّوا إِذَا اؤْتُمِنْتُمْ، وَاحْفَظُوا فُرُوجَكُمْ، وَغُضُّوا أَبْصَارَكُمْ، وَكُفُّوا أَيْدِيَكُمْ».
خاتِمَةٌ ـ نسألُ اللهَ تعالى حُسنَ الخاتِمَةِ ـ:
أيُّها الإخوة الكرام: إنَّ غَضَّ البَصَرِ عن مَحارِمِ الله تعالى يُورِثُ حَلاوَةَ الإيمانِ ولَذَّتَهُ التي هيَ أطيَبُ مِمَّا تَرَكَهُ لله تعالى، فإنَّهُ من تَرَكَ شَيئاً لله عَوَّضَهُ اللهُ تعالى خَيراً منهُ.
أيُّها الإخوة الكرام: إنَّ غَضَّ البَصَرِ عن مَحارِمِ الله تعالى فيهِ سَلامَةُ القَلبِ من الغِشاوَةِ، لأنَّ القَلبَ هوَ سُلطانُ الجَوارِحِ كُلِّها، فَبِصَلاحِهِ صَلاحُ الأعضاءِ، وبِفَسَادِهِ فَسَادُها، لأنَّ البَصَرَ هوَ البابُ الأكبَرُ للدُّخولِ على القَلبِ، وأكثَرُ من سَقَطَ في المُخالَفاتِ كانَ سُقُوطُهُ بِسَبَبِ إطلاقِ البَصَرِ.
أيُّها الإخوة الكرام: يَقولُ سَيِّدُنا عَبدُ الله بنُ مَسعودٍ رَضِيَ اللهُ عنهُ: حِفْظُ البَصَرِ أَشَدُّ من حِفْظِ اللِّسانِ. اهـ.
ويَقولُ رَضِيَ اللهُ عنهُ: الإثمُ جَوَّازُ القُلوبِ ـ يَعني يَجُوزُها ويَغلِبُ عَلَيها حتَّى تَرتَكِبَ ما لا يَحِلُّ ـ وما من نَظرَةٍ إلا وللشَّيطانِ فيها مَطمَعُ. اهـ.
في الخِتامِ: أيُّها الإخوة: من غَضَّ بَصَرَهُ عن مَحارِمِ الله من الرِّجالِ والنِّساءِ أكرَمَهُ اللهُ تعالى بِنُورٍ في بَصِيرَتِهِ، ولم تُخطِئْ لهُ فَرَاسَةٌ.
اللَّهُمَّ أعِنَّا على غَضِّ البَصَرِ وحِفْظِ الفَرْجِ واللِّسانِ. آمين.
وصَلَّى اللهُ عَلَى سيِّدِنا محمَّدٍ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ. وَالْحَمْدُ لله رَبِّ الْعَالَمِين. سُبْحَانَ رَبِّكَ رَبِّ الْعِزَّةِ عَمَّا يَصِفُون * وَسَلامٌ عَلَى الْمُرْسَلِين * وَالْحَمْدُ لله رَبِّ الْعَالَمِين.
20/11/2024, 22:49 من طرف Admin
» كتاب مواعظ الإمام زين العابدين ـ صالح أحمد الشامي
18/11/2024, 23:30 من طرف Admin
» كتاب إتحاف النفوس بنفحات القدوس ـ عبد القدوس بن أسامة السامرائي
18/11/2024, 23:25 من طرف Admin
» كتاب الإعلام بفضل الصلاة على النبي والسلام ـ محمد بن عبد الرحمن بن علي النميري
18/11/2024, 23:20 من طرف Admin
» كتاب الغيب ـ محمد متولي الشعراوي
18/11/2024, 23:08 من طرف Admin
» كتاب الشيطان والإنسان ـ محمد متولي الشعراوي
18/11/2024, 23:03 من طرف Admin
» كتاب الشعراوي هنا رأيت سيدنا إبراهيم ـ سعيد أبو العنين
18/11/2024, 23:01 من طرف Admin
» كتاب الخير والشر ـ محمد متولي الشعراوي
18/11/2024, 22:57 من طرف Admin
» كتاب التربية في مدرسة النبوة ـ محمد متولي الشعراوي
18/11/2024, 22:55 من طرف Admin
» كتاب: إرشاد العباد إلى سبل الرشاد ـ للملبباري
18/11/2024, 22:41 من طرف Admin
» ـ كتاب آداب الحسن البصري ـ أبن الجوزي
18/11/2024, 22:34 من طرف Admin
» كتاب الله والنفس البشرية ـ لمحمد متولي الشعراوي
18/11/2024, 22:23 من طرف Admin
» كتاب: معرفة النفس طر يق لمعرفة الرب ـ أستاذ البصيرة عبدالوهاب حسن
18/11/2024, 22:21 من طرف Admin
» كتاب الطريق الي الله ـ الشيخ علي جمعة
18/11/2024, 21:50 من طرف Admin
» كتاب: كتاب النفس والجسد والروح ـ ابراهيم البلتاجي
18/11/2024, 21:38 من طرف Admin