شرح روضة الأنوار في سيرة النبي المختار Z
37- الرسول -صلى الله عليه وسلم- في الطائف:
دروس وفوائد:
1- رحيله -صلى الله عليه وسلم- إلى الطائف ومروره على رؤوس القبائل:
يبين ما كان عليه الداعية الأول -صلى الله عليه وسلم- من التصميم الجازم وعدم اليأس مهما اشتدت الظروف.. طريق الدعوة شاق وليس بمفروش بالورود لا بد فيه من الصبر .
2- لماذا اختار الرسول صلى الله عليه وسلم الطائف؟
كانت الطائف تمثل العمق الإستراتيجي لملأ قريش، بل كانت لقريش أطماع في الطائف، وكان كثير من أغنياء مكة يملكون الأملاك في الطائف, ويقضون فيها فصل الصيف، فإذا اتجه الرسول صلى الله عليه وسلم إلى الطائف فذلك توجه مدروس سيُفزع قريشًا، ويُهدد أمنها ومصالحها الاقتصادية تهديدًا مباشرًا، بل قد يؤدي لتطويقها وعزلها عن الخارج .
3- حُسن تخطيطه -صلى الله عليه وسلم- في الرحلة:
أ- كان خروجه من مكة على الأقدام, حتى لا تظن قريش أنه ينوي الخروج من مكة وأنه ينوي الخروج والسفر مما قد يعرضه للمنع .
ب- اختيار الرسول صلى الله عليه وسلم زيدًا، فزيد هو ابن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- بالتبني، فإذا رآه معه أحد، لا يثير ذلك أي نوع من الشك .
ج- عندما وصل النبي صلى الله عليه وسلم إلى الطائف اتجه مباشرة إلى مركز السلطة وموضع القرار السياسي في الطائف .
الطائف لم تكن توجد بها سلطة مركزية واحدة، وإنما يقتسم السلطة فيها بطنان من بطون العرب بنو مالك والأحلاف، وكان بنو مالك يوثقون علاقاتهم مع هوازن، والأحلاف يرتبطون بقريش ليأمنوا شرها .
وعلى هذا التقدير للوضع السياسي اتجه الرسول صلى الله عليه وسلم مباشرة حينما دخل الطائف، إلى بني عمرو بن عمير الذين يترأسون الأحلاف ويرتبطون بقريش، ولم يذهب إلى بني مالك الذين يتحالفون مع هوازن .
د- وعندما كان رد زعماء الطائف ردًا قبيحًا ، تحمله الرسول صلى الله عليه وسلم ولم يغضب أو يثُور، بل طلب منهم أن يكتموا عنه .
كما نقل ابن هشام في السيرة: أنه -صلى الله عليه وسلم- قال لهم: «إذا فعلتم ما فعلتم فاكتموا عني».
4- أهمية الدعاء والتضرع إلى الله للداعية:
في هذه الغمرة من الأسى والحزن, والآلام النفسية والجسمانية توجه الرسول صلى الله عليه وسلم إلى ربه بهذا الدعاء الذي يفيض بالمعاني العظيمة والالتجاء والانكسار .
الدعاء من أعظم العبادات، وهو سلاح فعال في مجال الحماية للإنسان, وتحقيق أمنه، فمهما بلغ العقل البشري من الذكاء والدهاء, فهو عرضة للزلل والإخفاق، وقد تمر على المسلم مواقف يعجز فيها عن التفكير والتدبير تمامًا، فليس له مخرج منها سوى أن يجأر إلى الله بالدعاء، ليجد فرجا ومخرجًا .
5- الرحمة والشفقة النبوية على الرغم من شدة ما نزل به من الهم والأذى:
في الصحيحين عن عائشة رضي الله عنها أنها قالت: (يَا رَسُولَ اللَّهِ هَلْ أَتَى عَلَيْكَ يَوْمٌ كَانَ أَشَدَّ مِنْ يَوْمِ أُحُدٍ؟ فَقَالَ لَقَدْ لَقِيتُ مِنْ قَوْمِكِ وَكَانَ أَشَدَّ مَا لَقِيتُ مِنْهُمْ يَوْمَ الْعَقَبَةِ إِذْ عَرَضْتُ نَفْسِي عَلَى ابْنِ عَبْدِ يَالِيلَ بْنِ عَبْدِ كُلَالٍ فَلَمْ يُجِبْنِي إِلَى مَا أَرَدْتُ، فَانْطَلَقْتُ وَأَنَا مَهْمُومٌ عَلَى وَجْهِي فَلَمْ أَسْتَفِقْ إِلَّا بِقَرْنِ الثَّعَالِبِ فَرَفَعْتُ رَأْسِي فَإِذَا أَنَا بِسَحَابَةٍ قَدْ أَظَلَّتْنِي فَنَظَرْتُ فَإِذَا فِيهَا جِبْرِيلُ فَنَادَانِي فَقَالَ إِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ قَدْ سَمِعَ قَوْلَ قَوْمِكَ لَكَ وَمَا رُدُّوا عَلَيْكَ وَقَدْ بَعَثَ إِلَيْكَ مَلَكَ الْجِبَالِ لِتَأْمُرَهُ بِمَا شِئْتَ فِيهِمْ قَالَ فَنَادَانِي مَلَكُ الْجِبَالِ وَسَلَّمَ عَلَيَّ ثُمَّ قَالَ يَا مُحَمَّدُ إِنَّ اللَّهَ قَدْ سَمِعَ قَوْلَ قَوْمِكَ لَكَ وَأَنَا مَلَكُ الْجِبَالِ وَقَدْ بَعَثَنِي رَبُّكَ إِلَيْكَ لِتَأْمُرَنِي بِأَمْرِكَ فَمَا شِئْتَ إِنْ شِئْتَ أَنْ أُطْبِقَ عَلَيْهِمْ الْأَخْشَبَيْنِ فَقَالَ لَهُ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بَلْ أَرْجُو أَنْ يُخْرِجَ اللَّهُ مِنْ أَصْلَابِهِمْ مَنْ يَعْبُدُ اللَّهَ وَحْدَهُ لَا يُشْرِكُ بِهِ شَيْئًا) .
لقد كانت إصابته صلى الله عليه وسلم يوم أحد أبلغ من الناحية الجسمية، أما من الناحية النفسية, فإن إصابته يوم الطائف أبلغ وأشد؛ لأن فيها إرهاقًا كبيرًا لنفسه ومعاناة فكرية شديدة جعلته يستغرق في التفكير من الطائف إلى قرن الثعالب .
ومع هذا، كانت رحمته وشفقته العظيمة هي التي تغلب في المواقف العصيبة التي تبلغ فيها المعاناة أشد مراحلها، والنفس تشتد وتهتم، والصدر يضيق ويتبرم .
وهكذا يجب على الداعية أن ينظر للعصاة والمخالفين بعين الرحمة والشفقة .
6- كان -صلى الله عليه وسلم- يعيش صاحب رسالة، قضيته الأولى التي يعيش لأجلها وتستغرق تفكيره هي الدعوة إلى الله.. لدرجة أنه عندما عاد من الطائف استغرقت القضية همة وتفكيره .
38 جن نصيبين:
دروس وفوائد:
1- لطف الله تعالى وتثبيته لعبده، وتطمينه لقلبه، فمع اشتداد الأحوال وضيق الأمور بالدعوة، أيد الله نبيه وسلاه بإسلام الجن الذين لبوا دعوته من مكان بعيد .
والمعنى أنه لو تخلى عنه الإنس كلهم قيض الله له من الجن والملائكة من يؤمن به .
وفي آيات الأحقاف (وإذ صرفنا إليك...) (ومن لا يجب داعي الله فليس بمعجز في الأرض وليس له من دونه أولياء..)، وهذا المكسب يشد الأزر ويقوي النفس على النشاط في الدعوة وعدم اليأس أو الإحباط .
2- من الأعراف المحترمة في الجاهلية الجوار، وهو في زمننا أشبه بحق اللجوء السياسي، وهو مما يمكن للداعية أن يستفيد منه في بعض البلدان .
كما استفاد النبي -صلى الله عليه وسلم- من جوار المطعم، وقد حفظ رسول الله صلى الله عليه وسلم للمطعم هذا الصنيع، فقال في أسارى بدر: (لو كان المطعم بن عدى حيًا ثم كلمنى في هؤلاء النتنى لتركتهم له .
ولا ننسى أن المطعم أيضاً كان أحد الخمسة الذين اتفقوا على رفع الحصار والمقاطعة.
40 الإسراء والمعراج:
دروس وفوائد:
1- بعد كل محنة منحة:
وقد تعرض رسول الله -صلى الله عليه وسلم- لمحن عظيمة، كذبته قريش وسدت الطريق في وجه دعوته، ثم كذبه أهل الطائف، وأصبح في خطر بعد وفاة عمه أبي طالب.. فأكرمه الله برفعه إليه دون الخلائق جميعًا، وتكليمه مباشرة دون رسول ولا حجاب .
كان لوقوع هذه المعجزة في تلك الفترة لحكمة عظيمة:
تحدث القرآن الكريم عن الإسراء في سورة الإسراء, وعن المعراج في سورة النجم، وذكر حكمة الإسراء في سورة الإسراء بقوله: (لِنُرِيَهُ مِنْ آيَاتِنَا) وفي سورة النجم بقوله: (لَقَدْ رَأَى مِنْ آيَاتِ رَبِّهِ الْكُبْرَى)، كما قال لموسى (لِنُرِيَكَ مِنْ آيَاتِنَا الْكُبْرَى) .
ومن هذه الآيات:
الذهاب إلى بيت المقدس، العروج إلى السماء، رؤية الغيب الذي دعا إليه الأنبياء والمرسلين، الملائكة، السماوات، الجنة والنار، نماذج من النعيم والعذاب، تكليم رب العالمين مباشرة بلا حجاب .
* إن الله عز وجل أراد أن يتيح لرسوله فرصة الاطلاع على آيات وعلامات قدرته, حتى يملأ قلبه ثقة فيه واستنادًا إليه .
2- شجاعة النبي -صلى الله عليه وسلم- العالية في قول الحق ويقينه بما هو عليه، وتمسكه بالمبدأ، فقد بادر -صلى الله عليه وسلم- إلى إخبار أعدائه قبل أن يخبر كثيراً من أصحابه .
مع أن هذا الأمر تنكره عقولهم ولا تدركه في أول الأمر تصوراتهم, ولم يمنعه من الجهر به الخوف من مواجهتهم, وتلقي نكيرهم واستهزائهم .
فضرب بذلك -صلى الله عليه وسلم- لأمته أروع الأمثلة في الجهر بالحق أمام أهل الباطل .
نعم.. إذا امتلأ القلب بالإيمان واليقين، فإن الحق لا يبقى حبيساً في القلب، بل لابد أن يظهر ويعلن للناس وإن جابهوه أو كذبوه .
3- صديقية أبي بكر وكمال إيمانه رضي الله عنه، فقد بادر إلى التصديق ولم يتردد أو يتلكأ مع أن الأمر عجيب والخبر غريب .
ولهذا جاء عند الحاكم أن أبا بكر سمي بالصديق بسبب هذه الحادثة .
4- تمحيص الصف:
كان مُقدمًا على مرحلة جديدة، وهي مرحلة الهجرة وبناء الدولة، فجعل الله هذا الاختبار والتمحيص، ليخلص الصف من الضعاف المترددين، والذين في قلوبهم مرض وتكون اللَّبِنَات الأولى في البناء قوية ومتماسكة .
5- اشتملت هذه الرحلة النبوية الغيبية على إشارات معانٍ دقيقة، ما هي؟
لقد أعلنت أن محمدا صلى الله عليه وسلم هو نبي القبلتين، وإمام المشرقين والمغربين، ووارث الأنبياء قبله، وإمام الأجيال بعده وأن رسالته خاتمة للرسالات .
وفي صلاة النبي صلى الله عليه وسلم بالأنبياء دليل على أنهم سلموا له بالقيادة والريادة، وأن شريعة الإسلام نسخت الشرائع السابقة، خلافاً لمن يعقدون اليوم مؤتمرات التقارب بين الأديان .
6- الربط بين المسجد الأقصى, والمسجد الحرام وراءه حكم ودلالات وفوائد منها:
أهمية المسجد الأقصى بالنسبة للمسلمين، إذ أصبح مسرى رسولهم صلى الله عليه وسلم، ومعراجه إلى السماوات العلا، وكان لا يزال قبلتهم الأولى طيلة الفترة المكية، وهذا يشعرنا بحب المسجد الأقصى وفلسطين؛ لأنها مباركة ومقدسة.. ويشعرنا كذلك بالمسؤولية نحو تحرير المسجد الأقصى اليوم من اليهود المحتلين .
بل إن التهديد للمسجد الأقصى, هو تهديد للمسجد الحرام والحجاز .
وقف دافيد بن غوريون زعيم اليهود بعد دخول الجيش اليهودي القدس، وقال: (لقد استولينا على القدس ونحن في طريقنا إلى يثرب) .
7- أهمية الصلاة وعظيم منزلتها:
وقد ثبت في السنة النبوية أن الصلاة فرضت على الأمة الإسلامية في ليلة عروجه -صلى الله عليه وسلم- إلى السماوات وفي هذا كما قال ابن كثير: «اعتناء عظيم بشرف الصلاة وعظمتها» .
8- كانت الحكمة من شق صدره -صلى الله عليه وسلم- قبل الإسراء والمعراج وملئه بالإيمان والحكمة: التهيئة لهذه المقام العظيم والعلو في درجات الإيمان والدنو من الرحمن .
ولهذا.. من أراد الدرجات العالية والقرب من الله تعالى والأنس به ونيل محبته، فعليه أن يطهر قلبه من الشبهات والشهوات، ويتعاهد إيمانه، حتى تتهيأ النفس للمنازل العالية .
الطريق إلى الله.. والوصول إليه.. والتشرف بولايته.. لا يكون للمخلطين أصحاب القلوب المريضة، والله المستعان.
41 عرض الاسلام على القبائل والأفراد:
دروس وفوائد:
1) في هذه المرحلة لم يقتصر النبي -صلى الله عليه وسلم- على عرض الإسلام، بل كان يطلب النصرة من خارج مكة، بعد أن اشتد الأذى عليه, عقب وفاة عمه أبي طالب.. لأن الدعوة لا بد لها من حماية وقوة تنصرها وتمنع القضاء عليها أو منع نشاطها من القوى المعادية .
2) حصر رسول الله -صلى الله عليه وسلم- طلب النصرة بزعماء القبائل، وذوي الشرف والمكانة والأتباع؛ لأن هؤلاء هم القادرون على توفير الحماية للدعوة وصاحبها .
3) ثباته -صلى الله عليه وسلم- على المبدأ وعدم مداهنته، فقد رفض النبي -صلى الله عليه وسلم- أن يعطي القوى المستعدة لتقديم نصرتها أي ضمانات بأن يكون لأشخاصهم شيء من الحكم والسلطان, على سبيل الثمن، أو المكافأة لما يقدمون من نصرة, وتأييد للدعوة الإسلامية؛ وذلك لأن الدعوة الإسلامية إنما هي دعوة إلى الله، وليس طمعًا في نفوذ أو رغبة في سلطان .
42- ، 43- بيعة العقبة الأولى والثانية:
دروس وفوائد:
1) لماذا توجه التخطيط النبوي يثرب؟
1- كان للنفر الستة الذين أسلموا دور كبير في بث الدعوة إلى الإسلام خلال ذلك العام.
2- ما طبع الله عليه قبائل الخزرج والأوس من الرقة واللين, وعدم المغالاة في الكبرياء وجحود الحق، الحروب الطاحنة بين الأوس والخزرج، كيوم بُعاث وغيره، وقد أفنت هذه الحرب كبار زعمائهم ممن قد يكونون حجر عثرة في سبيل الدعوة، ولم يبقَ إلا القيادات الشابة الجديدة المستعدة لقبول الحق .
كما قالت السيدة عائشة رضي الله عنها: «كان يوم بُعاث يومًا قدمه الله تعالى لرسوله صلى الله عليه وسلم، فقدِم رسول الله صلى الله عليه وسلم وقد افترق ملؤهم وقتلت سرواتهم وجُرِّحوا, فقدمه الله لرسوله صلى الله عليه وسلم في دخولهم الإسلام» .
3- مجاورتهم لليهود مما جعلهم على علم بأمر الرسالات السماوية، وكان اليهود يهددون الأوس والخزرج بنبي قد أظل زمانه, ويزعمون أنهم سيتعبونه، ويقتلونهم به قتل عاد وإرم .
2) كانت هذه البيعة الثانية العظمى (فتح الفتوح)؛ عهود ومواثيق، وتعاقد على النصرة والتضحية بالأرواح والدماء والأموال .
3) التعبئة المعنوية الإيمانية، والتحريض والشحن النفسي: مبدأ هام في القيادة والسياسة .
ظهر أثر هذه التعبئة في نفوس من أسلم من الأنصار، كما يقول جابر -صلى الله عليه وسلم- وهو يمثل هذه الصورة الرفيعة الرائعة: «حتى متى نترك رسول الله يطوف ويطرد في جبال مكة ويخاف».
وظهر أثرها أيضاً قبل فيما قاله العباس بن عبادة قبل عقد البيعة، (هل تدرون علام تبايعون هذا الرجل؟) .. وكذلك قول أسعد بن زرارة (إما أنتم تصبرون فخذوه، وإما أنتم تخافون فذروه).. فأقبلوا على البيعة بكل إصرار وعزيمة .
4) التخطيط النبوي الحكيم في بيعة العقبة، كان في غاية الإحكام والدقة من حيث:
1- سرية الحركة والانتقال لجماعة المبايعين، وكانوا سبعين رجلا وامرأتين، من بين وفد يثربي قوامه نحو خمسمائة، فخرجوا يتسللون مستخفين، رجلاً رجلاً، أو رجلين رجلين .
2- تحديد موعد اللقاء في ثاني أيام التشريق الليلة الأخيرة من ليالي الحج، وقت النوم بعد ثلث الليل، حيث النوم قد ضرب أعين القوم، وحيث قد هدأت الرِّجْل .
3- تحديد المكان في الشعب الأيمن، بعيدا عن عين من قد يستيقظ من النوم لحاجة .
4- السرِّية التامة في موعد ومكان الاجتماع، بحيث لم يعلم به سوى العباس بن عبد المطلب، وعلي بن أبي طالب الذي كان عينًا للمسلمين على فم الشِّعب، وأبو بكر الذي كان عيناً على فم الطريق .
5- أمر -صلى الله عليه وسلم- جماعة المبايعين أن لا يرفعوا الصوت، وأن لا يطيلوا في الكلام .
6- حسن تصرفه -صلى الله عليه وسلم- حين كشف الشيطان أمر البيعة، فأمرهم -صلى الله عليه وسلم- أن يرجعوا إلى رحالهم، ورفض الاستعجال في المواجهة المسلحة التي لم تتهيأ لها الظروف .
5) في اختيار النقباء لم يعين الرسول -صلى الله عليه وسلم- النقباءَ إنما ترك طريق اختيارهم إلى الذين بايعوا، وهذا تطبيق عملي لمبدأ الشورى .
وفي هذا التعيين أيضاَ تنظيم لأمور الدعوة، وشحذ لهمم النقباء وتحملهم المسؤولية، ولهذا كانوا مشرفين على سير الدعوة في يثرب حتى انتشر الإسلام فيها .
6) في رفض النبي -صلى الله عليه وسلم- لدعوة العباس بن عبادة باستعجال المواجهة المسلحة، درس تربوي بليغ, ليس في بيان شجاعة وقوة إيمان العباس رضي الله عنه، بل في بيان أن الدفاع عن الإسلام، والتعامل مع أعداء هذا الدين ليس متروكًا لاجتهاد الأفراد أو التنظيمات، وإنما هو خضوع لأوامر الله تعالى وتشريعاته الحكيمة .
أمر الإقدام أو الإحجام متروك لنظر المجتهدين وولاة الأمر بعد التشاور ودراسة الأمر ومراعاة المصالح والمفاسد .
فهل يعي هذا بعض الشباب المندفعين، الذين ينتهجون المواجهة والعنف دون حكمة؟ .
7) فضل أهل بيعة العقبة، وإخلاصهم، فلم يكونوا يريدون الدنيا بل الثمن الجنة .
هؤلاء الثلاثة والسبعين، استشهد قرابة ثلثهم على عهد النبي صلى الله عليه وسلم وبعده، وحضر المشاهد كلها مع رسول الله صلى الله عليه وسلم قرابة النصف .
لقد صدق هؤلاء الأنصار عهدهم مع رسول الله صلى الله عليه وسلم فمنهم من قضى نحبه ولقي ربه شهيدًا، ومنهم من بقي حتى ساهم في قيادة الدولة المسلمة .
الدور العظيم الذي قام به داعية المدينة مصعب بن عمير في الدعوة إلى الله ونشر الإسلام في المدينة وهداية سيد الأوس سعد بن معاذ وابن عمه أسيد بن الحضير، ثم قيام سعد بن معاذ في دعوة قومه فأسلموا كلهم .
كل هؤلاء كانوا من حسنات مصعب وسعد رضي الله عنهم جميعاً .
20/11/2024, 22:49 من طرف Admin
» كتاب مواعظ الإمام زين العابدين ـ صالح أحمد الشامي
18/11/2024, 23:30 من طرف Admin
» كتاب إتحاف النفوس بنفحات القدوس ـ عبد القدوس بن أسامة السامرائي
18/11/2024, 23:25 من طرف Admin
» كتاب الإعلام بفضل الصلاة على النبي والسلام ـ محمد بن عبد الرحمن بن علي النميري
18/11/2024, 23:20 من طرف Admin
» كتاب الغيب ـ محمد متولي الشعراوي
18/11/2024, 23:08 من طرف Admin
» كتاب الشيطان والإنسان ـ محمد متولي الشعراوي
18/11/2024, 23:03 من طرف Admin
» كتاب الشعراوي هنا رأيت سيدنا إبراهيم ـ سعيد أبو العنين
18/11/2024, 23:01 من طرف Admin
» كتاب الخير والشر ـ محمد متولي الشعراوي
18/11/2024, 22:57 من طرف Admin
» كتاب التربية في مدرسة النبوة ـ محمد متولي الشعراوي
18/11/2024, 22:55 من طرف Admin
» كتاب: إرشاد العباد إلى سبل الرشاد ـ للملبباري
18/11/2024, 22:41 من طرف Admin
» ـ كتاب آداب الحسن البصري ـ أبن الجوزي
18/11/2024, 22:34 من طرف Admin
» كتاب الله والنفس البشرية ـ لمحمد متولي الشعراوي
18/11/2024, 22:23 من طرف Admin
» كتاب: معرفة النفس طر يق لمعرفة الرب ـ أستاذ البصيرة عبدالوهاب حسن
18/11/2024, 22:21 من طرف Admin
» كتاب الطريق الي الله ـ الشيخ علي جمعة
18/11/2024, 21:50 من طرف Admin
» كتاب: كتاب النفس والجسد والروح ـ ابراهيم البلتاجي
18/11/2024, 21:38 من طرف Admin