الدائرة البيضاء الّتي بين الخطّين الأسودين المحيطة هي مثال الحضرة الإلهيّة على التنزيه ولمّا كانت محيطة بكلّ شيء قال اللّه تعالى "إِنَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ مُحِيطٌ"
وقال اللّه تعالىوَأَنَّ اللَّهَ قَدْ أَحاطَ بِكُلِّ شَيْءٍ عِلْماًوالدائرة البيضاء الّتي في جوفها اللاصقة بها الّتي يشقّها الخطّ المستدير الأصغر هي دائرة الإنسان
فمن الخطّ المستدير الأصغر إلى جهة الحضرة الإلهيّة هو مضاهاة الإنسان الحضرة الإلهيّة ومن الخطّ الأصغر إلى الدائرة الصغرى مضاهاة الإنسان عالم الكون والفصل الّذي وقع فيها على التربيع هو لتعداد العوالم على الجملة
والدائرة الصغرى المخيطة بالمركز هي دائرة العالم الّذي الإنسان خليفة عليه وتحت تسخيره والخطوط الأربعة الخارجة من المركز إلى محيطها الفصول الّتي بين العوالم فتحقّق ذلك المثال تعثر على السرّ الّذي نصبناه
واللّه المرشد لا ربّ سواه .باب الجدول الهيولانيّ وهي الدائرة المحيطة بالموجودات على الإطلاق
من غير تقييد وهي الحاوية على جميع الحقائق المعلومة الموجودة والمعدومة واللامعدومة وفيها الحياة والمعقولة الّتي هي في القديم قديمة وفي المحدث حادثة وفيها العلميّة والإراديّة وهذا مثال صورتها لو كانت لها صورة ولكن لمّا كانت معقولة معلومة عندنا قدرنا
على إبرازها في المثال ولكن مجملة فتكون نقطة الجوهر عبارة عن كلّ ذات قائمة بنفسها قديمة أو حادثة ويكون العرض منها عبارة عن كلّ ذات لا تقوم بنفسها فيدخل تحتها أجناس الأعراض من كون ولو وغير ذلك والصفات كالعلوم والقدر وغير ذلك
وكذلك الزمان والمكان وسائر النّسب على حسب ما تراه إن شاء اللّه تعالى في هذه الدائرة وهي هذه الدائرة المذكورة
https://lh3.googleusercontent.com/RE4zNz9-Cwun2oCC_M77xzd9ZDHXZYSeaKdVXjErUpOysRXyvMSFwtyjNV54CpqMiZUvWrAbixo8f7SPyx4PkWsSc2yplyKN4bpGaAXWVcV-gOn8Ai5yY_zvjQTD1V8qsiHGKg8m=w400-h291
اعلم أنّ هذا الجدول الهيولانيّ هو الحقيقة الّتي أو جد الحقّ من مادّتها الموجودات العلويّات والسفليّات فهي الأمّ الجامعة لجميع الموجودات وهي معقولة في الذهن غير موجودة في العين وهو أن تكون لها صورة ذاتيّة لها لكنّها في الموجودات حقيقة من غير تبعيض ولا زيادة ولا نقص
فوجودها عن بروز أعيان الموجودات قديمها وحديثها ولولا أعيان الموجودات ما عقلناها ولولاها ما عقلنا حقائق الموجودات فوجودها موقوف على وجود الأشخاص والعلم بالأشخاص تفصيلا موقوف على العلم بها إن من لم يعرفها لم يفرق بين الموجودات
وقال مثلا أنّ الجماد والملك والقديم شيء واحد إذ لا يعرف الحقائق ولا بما ذا تتميّز الموجودات بعضها من بعض فهي متقدّمة في العلم ظاهرة في الموجودات فإن أطلق عليها تأخّر فلتأخّر الوجود الشخصىّ لا لعينها
فهي بالنظر إلى ذاتها كلّيّة معقولة لا تتّصف بالوجود ولا بالعدم وهي المادّة لجميع الموجودات فقد ظهرت بكمالها بظهور الموجودات وما بقي شيء يوجد بعد ولهذا قال الامام وليس في الإمكان أبدع من هذا العالم
إذ لو كان وادّخره لكان بخلا يناقض الجود وعجزا ينافي القدرة ووصف الباري بهذا محال فالّذي يفضي إليه محال فلو وجد إلى هذا العالم عوالم إلى أبد لا يتناهى لكانت مثلا لهذا العالم
وأمّا أن يزيد عليه بحقيقة ليست في هذا العالم فلا سبيل إلى ذلك
وإذا لم تصحّ زيادة حقيقة فما في الإمكان أبدع منه
وقد تقرّر هذا في أوّل الكتاب باب جدول الحضرة الإلهيّة من جهة الأسماء الحسنى على ما ورد في الشرع المطهّر لا على ما يقتضيه الاستقصاء والحصر وهذه صورته
https://lh5.googleusercontent.com/M0OMoV7xV7Uvpk5BtTm_M0Qo4h9BTA48rAwAGfkARnJQsW-yiykulC9Ca9VZ7iU278isWt4hgCbZu-eQlzIf30Gv8rXEN6T6P7nhgRkLPKn7y-BsS2Ng_Vep3XyZQggpEQpojguX=w324-h400
اعلم وفّقك اللّه أنّ العالمين باللّه تعالى ما علموا منه إلّا وجوده وكونه قادرا عالما متكلّما مريدا حيّا قيّوما سميعا بصيرا وما عرفوا سوى نفس الوجود
وأنّه سبحانه لا يجوز عليه ما يجوز على المحدثات لصفة هو في نفسه عليها يعقل وجودها ولا تعرف العبارة عنها ولهذا لا يجوز أن يقال فيه سبحانه ما هو إذ لا ماهيّة له ولا كيف هو
إذ لا كيفيّة له وعلى التحقيق ما تعلّق علم العالمين به سبحانه إلّا تلويحا من حيث الوجود ، إن حقّقت النظر حتّى تقع الرؤية إن شاء اللّه تعالى حيث قدّرها تعالى بمزيد الكشف والوضوح
فمن جهة أنّه لا إله إلّا اللّه قلنا عرفنا اللّه ومن جهة الحقيقة كعلمنا بأنّ الجوهر هو الّذي لا ينقسم المتحيّز القابل للأعراض قلنا لم نعرف ولهذا لا يجوز الفكرة في اللّه تعالى
إذ لا يعقل له حقيقة فنخاف على المفكّر في ذاته من التمثيل والتشبيه فإنّه لا ينضبط ولا ينحصر ولا يدخل تحت الحدّ والوصف وإنّما الفكرة في أفعاله ومخلوقاته وهذه الأسماء الحسنى الّتي سمّى بها نفسه توصيلا إليها في كتابه العزيز على لسان نبيّه الصادق فمنها ما يدلّ على ذاته تعالى
وقد يدلّ مع ذلك على صفاته أو أفعاله أو عليهما معا ولكنّ دلالتها على الذات أظهر فما كان من الأسماء على هذا النحو جعلناه من أسماء الذات وإن كان كما ذكرناه يدلّ على بعض الصفات أو الأفعال أو عليهما معا
وهكذا فعلنا في أسماء الصفات وفي أسماء الأفعال من جهة الأظهر لا أنّه ليس لها مدخل في غير جدولها الّذي جعلناه لها كالربّ مثلا فانّ معناه الثابت فهو للذات ومعناه المصلح فهو من أسماء الأفعال
وهو بمعنى المالك فهو من أسماء الصفات واعلم أنّ هذه الأسماء التي جعلناها في هذا الجدول ما قصدنا بها حصر الأسماء ولا أنّه ليس ثمّ غيرها وإنّما سقناها بهذا الترتيب تنبيها على ما سنذكره إن شاء اللّه تعالى
فمتى رأيت أسماء من أسمائه الحسنى فالحقه بالأظهر فيه واكتبه في جدوله إذ الأسماء كثيرة جدّا من طريق الاختلاف الّذي حصل فيها
وإنّما جعلنا هذا فتح باب لك إلى ما يصحّ عندك من الأسماء
وفائدة هذا الجدول الّذي وضعناه لها أن يتخلّق العبد بهذه الأسماء حتّى يرجع منها حقائق يدّعى بها وينسب إليها من أوّلها إلى آخرها قال اللّه تعالى :إِنَّكَ لَعَلى خُلُقٍ عَظِيمٍ " ثمّ وصف لنا من خلقه عم فقال اللّه تعالى:" بِالْمُؤْمِنِينَ رَؤُفٌ رَحِيمٌ " .
وقال اللّه تعالىوَأَنَّ اللَّهَ قَدْ أَحاطَ بِكُلِّ شَيْءٍ عِلْماًوالدائرة البيضاء الّتي في جوفها اللاصقة بها الّتي يشقّها الخطّ المستدير الأصغر هي دائرة الإنسان
فمن الخطّ المستدير الأصغر إلى جهة الحضرة الإلهيّة هو مضاهاة الإنسان الحضرة الإلهيّة ومن الخطّ الأصغر إلى الدائرة الصغرى مضاهاة الإنسان عالم الكون والفصل الّذي وقع فيها على التربيع هو لتعداد العوالم على الجملة
والدائرة الصغرى المخيطة بالمركز هي دائرة العالم الّذي الإنسان خليفة عليه وتحت تسخيره والخطوط الأربعة الخارجة من المركز إلى محيطها الفصول الّتي بين العوالم فتحقّق ذلك المثال تعثر على السرّ الّذي نصبناه
واللّه المرشد لا ربّ سواه .باب الجدول الهيولانيّ وهي الدائرة المحيطة بالموجودات على الإطلاق
من غير تقييد وهي الحاوية على جميع الحقائق المعلومة الموجودة والمعدومة واللامعدومة وفيها الحياة والمعقولة الّتي هي في القديم قديمة وفي المحدث حادثة وفيها العلميّة والإراديّة وهذا مثال صورتها لو كانت لها صورة ولكن لمّا كانت معقولة معلومة عندنا قدرنا
على إبرازها في المثال ولكن مجملة فتكون نقطة الجوهر عبارة عن كلّ ذات قائمة بنفسها قديمة أو حادثة ويكون العرض منها عبارة عن كلّ ذات لا تقوم بنفسها فيدخل تحتها أجناس الأعراض من كون ولو وغير ذلك والصفات كالعلوم والقدر وغير ذلك
وكذلك الزمان والمكان وسائر النّسب على حسب ما تراه إن شاء اللّه تعالى في هذه الدائرة وهي هذه الدائرة المذكورة
https://lh3.googleusercontent.com/RE4zNz9-Cwun2oCC_M77xzd9ZDHXZYSeaKdVXjErUpOysRXyvMSFwtyjNV54CpqMiZUvWrAbixo8f7SPyx4PkWsSc2yplyKN4bpGaAXWVcV-gOn8Ai5yY_zvjQTD1V8qsiHGKg8m=w400-h291
اعلم أنّ هذا الجدول الهيولانيّ هو الحقيقة الّتي أو جد الحقّ من مادّتها الموجودات العلويّات والسفليّات فهي الأمّ الجامعة لجميع الموجودات وهي معقولة في الذهن غير موجودة في العين وهو أن تكون لها صورة ذاتيّة لها لكنّها في الموجودات حقيقة من غير تبعيض ولا زيادة ولا نقص
فوجودها عن بروز أعيان الموجودات قديمها وحديثها ولولا أعيان الموجودات ما عقلناها ولولاها ما عقلنا حقائق الموجودات فوجودها موقوف على وجود الأشخاص والعلم بالأشخاص تفصيلا موقوف على العلم بها إن من لم يعرفها لم يفرق بين الموجودات
وقال مثلا أنّ الجماد والملك والقديم شيء واحد إذ لا يعرف الحقائق ولا بما ذا تتميّز الموجودات بعضها من بعض فهي متقدّمة في العلم ظاهرة في الموجودات فإن أطلق عليها تأخّر فلتأخّر الوجود الشخصىّ لا لعينها
فهي بالنظر إلى ذاتها كلّيّة معقولة لا تتّصف بالوجود ولا بالعدم وهي المادّة لجميع الموجودات فقد ظهرت بكمالها بظهور الموجودات وما بقي شيء يوجد بعد ولهذا قال الامام وليس في الإمكان أبدع من هذا العالم
إذ لو كان وادّخره لكان بخلا يناقض الجود وعجزا ينافي القدرة ووصف الباري بهذا محال فالّذي يفضي إليه محال فلو وجد إلى هذا العالم عوالم إلى أبد لا يتناهى لكانت مثلا لهذا العالم
وأمّا أن يزيد عليه بحقيقة ليست في هذا العالم فلا سبيل إلى ذلك
وإذا لم تصحّ زيادة حقيقة فما في الإمكان أبدع منه
وقد تقرّر هذا في أوّل الكتاب باب جدول الحضرة الإلهيّة من جهة الأسماء الحسنى على ما ورد في الشرع المطهّر لا على ما يقتضيه الاستقصاء والحصر وهذه صورته
https://lh5.googleusercontent.com/M0OMoV7xV7Uvpk5BtTm_M0Qo4h9BTA48rAwAGfkARnJQsW-yiykulC9Ca9VZ7iU278isWt4hgCbZu-eQlzIf30Gv8rXEN6T6P7nhgRkLPKn7y-BsS2Ng_Vep3XyZQggpEQpojguX=w324-h400
اعلم وفّقك اللّه أنّ العالمين باللّه تعالى ما علموا منه إلّا وجوده وكونه قادرا عالما متكلّما مريدا حيّا قيّوما سميعا بصيرا وما عرفوا سوى نفس الوجود
وأنّه سبحانه لا يجوز عليه ما يجوز على المحدثات لصفة هو في نفسه عليها يعقل وجودها ولا تعرف العبارة عنها ولهذا لا يجوز أن يقال فيه سبحانه ما هو إذ لا ماهيّة له ولا كيف هو
إذ لا كيفيّة له وعلى التحقيق ما تعلّق علم العالمين به سبحانه إلّا تلويحا من حيث الوجود ، إن حقّقت النظر حتّى تقع الرؤية إن شاء اللّه تعالى حيث قدّرها تعالى بمزيد الكشف والوضوح
فمن جهة أنّه لا إله إلّا اللّه قلنا عرفنا اللّه ومن جهة الحقيقة كعلمنا بأنّ الجوهر هو الّذي لا ينقسم المتحيّز القابل للأعراض قلنا لم نعرف ولهذا لا يجوز الفكرة في اللّه تعالى
إذ لا يعقل له حقيقة فنخاف على المفكّر في ذاته من التمثيل والتشبيه فإنّه لا ينضبط ولا ينحصر ولا يدخل تحت الحدّ والوصف وإنّما الفكرة في أفعاله ومخلوقاته وهذه الأسماء الحسنى الّتي سمّى بها نفسه توصيلا إليها في كتابه العزيز على لسان نبيّه الصادق فمنها ما يدلّ على ذاته تعالى
وقد يدلّ مع ذلك على صفاته أو أفعاله أو عليهما معا ولكنّ دلالتها على الذات أظهر فما كان من الأسماء على هذا النحو جعلناه من أسماء الذات وإن كان كما ذكرناه يدلّ على بعض الصفات أو الأفعال أو عليهما معا
وهكذا فعلنا في أسماء الصفات وفي أسماء الأفعال من جهة الأظهر لا أنّه ليس لها مدخل في غير جدولها الّذي جعلناه لها كالربّ مثلا فانّ معناه الثابت فهو للذات ومعناه المصلح فهو من أسماء الأفعال
وهو بمعنى المالك فهو من أسماء الصفات واعلم أنّ هذه الأسماء التي جعلناها في هذا الجدول ما قصدنا بها حصر الأسماء ولا أنّه ليس ثمّ غيرها وإنّما سقناها بهذا الترتيب تنبيها على ما سنذكره إن شاء اللّه تعالى
فمتى رأيت أسماء من أسمائه الحسنى فالحقه بالأظهر فيه واكتبه في جدوله إذ الأسماء كثيرة جدّا من طريق الاختلاف الّذي حصل فيها
وإنّما جعلنا هذا فتح باب لك إلى ما يصحّ عندك من الأسماء
وفائدة هذا الجدول الّذي وضعناه لها أن يتخلّق العبد بهذه الأسماء حتّى يرجع منها حقائق يدّعى بها وينسب إليها من أوّلها إلى آخرها قال اللّه تعالى :إِنَّكَ لَعَلى خُلُقٍ عَظِيمٍ " ثمّ وصف لنا من خلقه عم فقال اللّه تعالى:" بِالْمُؤْمِنِينَ رَؤُفٌ رَحِيمٌ " .
20/11/2024, 22:49 من طرف Admin
» كتاب مواعظ الإمام زين العابدين ـ صالح أحمد الشامي
18/11/2024, 23:30 من طرف Admin
» كتاب إتحاف النفوس بنفحات القدوس ـ عبد القدوس بن أسامة السامرائي
18/11/2024, 23:25 من طرف Admin
» كتاب الإعلام بفضل الصلاة على النبي والسلام ـ محمد بن عبد الرحمن بن علي النميري
18/11/2024, 23:20 من طرف Admin
» كتاب الغيب ـ محمد متولي الشعراوي
18/11/2024, 23:08 من طرف Admin
» كتاب الشيطان والإنسان ـ محمد متولي الشعراوي
18/11/2024, 23:03 من طرف Admin
» كتاب الشعراوي هنا رأيت سيدنا إبراهيم ـ سعيد أبو العنين
18/11/2024, 23:01 من طرف Admin
» كتاب الخير والشر ـ محمد متولي الشعراوي
18/11/2024, 22:57 من طرف Admin
» كتاب التربية في مدرسة النبوة ـ محمد متولي الشعراوي
18/11/2024, 22:55 من طرف Admin
» كتاب: إرشاد العباد إلى سبل الرشاد ـ للملبباري
18/11/2024, 22:41 من طرف Admin
» ـ كتاب آداب الحسن البصري ـ أبن الجوزي
18/11/2024, 22:34 من طرف Admin
» كتاب الله والنفس البشرية ـ لمحمد متولي الشعراوي
18/11/2024, 22:23 من طرف Admin
» كتاب: معرفة النفس طر يق لمعرفة الرب ـ أستاذ البصيرة عبدالوهاب حسن
18/11/2024, 22:21 من طرف Admin
» كتاب الطريق الي الله ـ الشيخ علي جمعة
18/11/2024, 21:50 من طرف Admin
» كتاب: كتاب النفس والجسد والروح ـ ابراهيم البلتاجي
18/11/2024, 21:38 من طرف Admin