الّذي يعطى الكشف بحقيقة الحقائق وبمراتبها وبحقيقة النفس والعماء وبالحقيقة الإلهيّة وبحقيقة الطبيعة الكلّيّة وقوله وكانت الملائكة من بعض قوى تلك الصورة أي الملائكة هي أرواح القوى القائمة بالصورة الحسّيّة والقوى النفسانيّة والعقليّة
وإنّما سمّيت ملائكة لكونها روابط موصّلات تربط الأحكام الربّانيّة والآثار الإلهيّة بالعوالم الجسمانيّات فإنّ الملك باللغة هو القوّة والشدّة
فلمّا قويت هذه الأرواح بالأنوار الربّانيّة وقويت الآثار الإلهيّة بها على إيقاع أحكامها وإيصال أنوارها سمّيت ملائكة وهم ينقسمون إلى علوىّ روحىّ وسفلىّ طبيعىّ عنصرىّ ومثالىّ نورانىّ فمنهم المهيّمون ومنهم المسخّرون ومنهم المولّدة من الأعمال والأقوال والأنفاس ،
ظهور الحقّ في العالم الروحانىّ ليس كظهور في العالم الطبيعىّ فإنّه في الأوّل بسيط نورانىّ نزيه فعلىّ وحدانىّ وفي الثاني مركّب ظلمانىّ انفعالىّ ، قيل التقى آدم إبليس بعد الخطيئة فقال يا شقىّ وسوست إلىّ وفعلت
فقال يا آدم هب أنّى كنت إبليسك فمن كان إبليسى الشكل مقيّد بشكله والفرع منتشر عن أصله
اعلم أنّ سبب نشء العالم على ما اقتضاه الكشف المثالىّ والحكم الالهىّ ما ذكرناه في كتاب عنقاء مغرب في باب محاضرة أزليّة على نشأة أبديّة
وسأذكر منه في هذا الكتاب ما يحتاج إليه في هذا الموضع وذلك أنّ السدنة من هذه الأسماء لمّا كانت بأيديهم مقاليد السماوات والأرض ولا سماوات ولا أرض بقي كلّ سادن بمقلاده لا يجد ما يفتح
فقالوا يا للعجب خزّان بمفاتيح مخازن لا تعرف مخزنا موجودا فما نصنع بهذه المقاليد فأجمعوا أمرهم وقالوا لا بدّ لنا من أئمّتنا السبعة الّذين أعطونا هذه المقاليد ولم يعرّفونا المخازن الّتي نكون عليها فقاموا على أبواب الأئمّة على باب الامام المخصّص والامام المنعم والإمام المقسط
فأخبروهم الأمر فقالوا صدقتم الخبر عندنا وسنعيّنها لكم إن شاء اللّه تعالى ولكن تعالوا نصل إلى من بقي من الأئمّة ونجتمع على باب حضرة الإمام الإلهيّ إمام الأئمّة
فاجتمع الكلّ وهم بالإضافة إلى الإمام المعروف باللّه سدنة فوقف الجميع ببابه فبرز لهم وقال ما الّذي جاء بكم فذكروا له الأمر وأنّهم طالبون وجود السماوات والأرض حتّى يضعوا كلّ مقلاد على بابه
فقال أين الإمام المخصّص فبادر إليه المريد فقال له أليس الخبر عندك وعند العليم فقال له نعم قال فإن كان فأرح هؤلاء ممّا هم فيه من تعلّق الخاطر وشغل البال فقال العليم والمريد أيّها الامام الأكمل قل للإمام القادر يساعدنا والقائل فإنّه لا نقوم به بأنفسنا إلّا أربعتنا فنادى اللّه تعالى القادر والقائل
وقال لهما أعينا أخويكما فيما هما بسبيله فقالا نعم فدخلا حضرة الجواد فقالا للجواد عزمنا على إيجاد الأكوان وعالم الحدثان وإخراجهم من العدم إلى الوجود وهذا من حضرتك حضرة الجود
فادفع لنا من الجود ما نبرزهم به فدفع لهم الجود المطلق فخرجوا به من عنده وتعلّقوا بالعالم فأبرزوه على غاية الإحكام والإتقان فلم يبق في الإمكان أبدع منه
فإنّه صدر عن الجود المطلق ولو بقي أبدع منه لكان الجواد قد بخل بما لم يعط وأبقاه عنده من الكمال ولم يصحّ عليه إطلاق اسم الجواد وفيه شيء من البخل فليس اسم الجواد عليه فيما أعطى بأولى من اسم البخيل عليه فيما أمسك وبطلت الحقائق
وقد ثبت أن اسم البخيل عليه محال فكونه إن أبقى عنده ما هو أكمل محال وهذا أصل نشء العالم وسببه وما ظهر الإمام المقسط إلّا بعد نزول الشرائع فتأهّبت الأسماء بمقاليدها وعلمت حقيقة ما كان عندها وما هي عليه بوجود الأكوان فتحقّق هذا الفصل المختصر العجيب فإنّه نافع في هذا الباب
اللّه المرشد للصواب
تمّ الكتاب
وإنّما سمّيت ملائكة لكونها روابط موصّلات تربط الأحكام الربّانيّة والآثار الإلهيّة بالعوالم الجسمانيّات فإنّ الملك باللغة هو القوّة والشدّة
فلمّا قويت هذه الأرواح بالأنوار الربّانيّة وقويت الآثار الإلهيّة بها على إيقاع أحكامها وإيصال أنوارها سمّيت ملائكة وهم ينقسمون إلى علوىّ روحىّ وسفلىّ طبيعىّ عنصرىّ ومثالىّ نورانىّ فمنهم المهيّمون ومنهم المسخّرون ومنهم المولّدة من الأعمال والأقوال والأنفاس ،
ظهور الحقّ في العالم الروحانىّ ليس كظهور في العالم الطبيعىّ فإنّه في الأوّل بسيط نورانىّ نزيه فعلىّ وحدانىّ وفي الثاني مركّب ظلمانىّ انفعالىّ ، قيل التقى آدم إبليس بعد الخطيئة فقال يا شقىّ وسوست إلىّ وفعلت
فقال يا آدم هب أنّى كنت إبليسك فمن كان إبليسى الشكل مقيّد بشكله والفرع منتشر عن أصله
اعلم أنّ سبب نشء العالم على ما اقتضاه الكشف المثالىّ والحكم الالهىّ ما ذكرناه في كتاب عنقاء مغرب في باب محاضرة أزليّة على نشأة أبديّة
وسأذكر منه في هذا الكتاب ما يحتاج إليه في هذا الموضع وذلك أنّ السدنة من هذه الأسماء لمّا كانت بأيديهم مقاليد السماوات والأرض ولا سماوات ولا أرض بقي كلّ سادن بمقلاده لا يجد ما يفتح
فقالوا يا للعجب خزّان بمفاتيح مخازن لا تعرف مخزنا موجودا فما نصنع بهذه المقاليد فأجمعوا أمرهم وقالوا لا بدّ لنا من أئمّتنا السبعة الّذين أعطونا هذه المقاليد ولم يعرّفونا المخازن الّتي نكون عليها فقاموا على أبواب الأئمّة على باب الامام المخصّص والامام المنعم والإمام المقسط
فأخبروهم الأمر فقالوا صدقتم الخبر عندنا وسنعيّنها لكم إن شاء اللّه تعالى ولكن تعالوا نصل إلى من بقي من الأئمّة ونجتمع على باب حضرة الإمام الإلهيّ إمام الأئمّة
فاجتمع الكلّ وهم بالإضافة إلى الإمام المعروف باللّه سدنة فوقف الجميع ببابه فبرز لهم وقال ما الّذي جاء بكم فذكروا له الأمر وأنّهم طالبون وجود السماوات والأرض حتّى يضعوا كلّ مقلاد على بابه
فقال أين الإمام المخصّص فبادر إليه المريد فقال له أليس الخبر عندك وعند العليم فقال له نعم قال فإن كان فأرح هؤلاء ممّا هم فيه من تعلّق الخاطر وشغل البال فقال العليم والمريد أيّها الامام الأكمل قل للإمام القادر يساعدنا والقائل فإنّه لا نقوم به بأنفسنا إلّا أربعتنا فنادى اللّه تعالى القادر والقائل
وقال لهما أعينا أخويكما فيما هما بسبيله فقالا نعم فدخلا حضرة الجواد فقالا للجواد عزمنا على إيجاد الأكوان وعالم الحدثان وإخراجهم من العدم إلى الوجود وهذا من حضرتك حضرة الجود
فادفع لنا من الجود ما نبرزهم به فدفع لهم الجود المطلق فخرجوا به من عنده وتعلّقوا بالعالم فأبرزوه على غاية الإحكام والإتقان فلم يبق في الإمكان أبدع منه
فإنّه صدر عن الجود المطلق ولو بقي أبدع منه لكان الجواد قد بخل بما لم يعط وأبقاه عنده من الكمال ولم يصحّ عليه إطلاق اسم الجواد وفيه شيء من البخل فليس اسم الجواد عليه فيما أعطى بأولى من اسم البخيل عليه فيما أمسك وبطلت الحقائق
وقد ثبت أن اسم البخيل عليه محال فكونه إن أبقى عنده ما هو أكمل محال وهذا أصل نشء العالم وسببه وما ظهر الإمام المقسط إلّا بعد نزول الشرائع فتأهّبت الأسماء بمقاليدها وعلمت حقيقة ما كان عندها وما هي عليه بوجود الأكوان فتحقّق هذا الفصل المختصر العجيب فإنّه نافع في هذا الباب
اللّه المرشد للصواب
تمّ الكتاب
20/11/2024, 22:49 من طرف Admin
» كتاب مواعظ الإمام زين العابدين ـ صالح أحمد الشامي
18/11/2024, 23:30 من طرف Admin
» كتاب إتحاف النفوس بنفحات القدوس ـ عبد القدوس بن أسامة السامرائي
18/11/2024, 23:25 من طرف Admin
» كتاب الإعلام بفضل الصلاة على النبي والسلام ـ محمد بن عبد الرحمن بن علي النميري
18/11/2024, 23:20 من طرف Admin
» كتاب الغيب ـ محمد متولي الشعراوي
18/11/2024, 23:08 من طرف Admin
» كتاب الشيطان والإنسان ـ محمد متولي الشعراوي
18/11/2024, 23:03 من طرف Admin
» كتاب الشعراوي هنا رأيت سيدنا إبراهيم ـ سعيد أبو العنين
18/11/2024, 23:01 من طرف Admin
» كتاب الخير والشر ـ محمد متولي الشعراوي
18/11/2024, 22:57 من طرف Admin
» كتاب التربية في مدرسة النبوة ـ محمد متولي الشعراوي
18/11/2024, 22:55 من طرف Admin
» كتاب: إرشاد العباد إلى سبل الرشاد ـ للملبباري
18/11/2024, 22:41 من طرف Admin
» ـ كتاب آداب الحسن البصري ـ أبن الجوزي
18/11/2024, 22:34 من طرف Admin
» كتاب الله والنفس البشرية ـ لمحمد متولي الشعراوي
18/11/2024, 22:23 من طرف Admin
» كتاب: معرفة النفس طر يق لمعرفة الرب ـ أستاذ البصيرة عبدالوهاب حسن
18/11/2024, 22:21 من طرف Admin
» كتاب الطريق الي الله ـ الشيخ علي جمعة
18/11/2024, 21:50 من طرف Admin
» كتاب: كتاب النفس والجسد والروح ـ ابراهيم البلتاجي
18/11/2024, 21:38 من طرف Admin