970 - فمن نَفرُّ ؟ أمن أنفسنا ؟ إنّ هذا لهو المحال ! ومن نختبىء ؟ “ 1 “ أمن اللَّه ؟ ذلك عين الوبال !
الأسد يعود لترجيح الجهد على التوكّل ويبيّن فوائد الجهد
فقال الأسد : “ نعم ! ولكن أنظروا أيضاً إلى الجهود التي بذلها الأنبياء والمؤمنون !
لقد بارك اللَّه تعالى جهودهم ، وما لا قوه ( فيها ) من جفاء وحرّ وبرد .
فجاءت تدابير همُ في جملة الأحوال لطيفة ، وكلّ ما جاء من لطيف فهو لطيف .
لقد صادت شباكُهم طائرَ الفلك ، وتحققت لهم الزيادة في كل ما كان ينقصهم .
975 - فاجتهد أيها السيّد ما استطعت في اتباع طريق الأنبياء والأولياء .
.................................................................
( 1 ) آثرنا ترجمة برباييم ( من ربودن ) على هذا النحو ، فالاختفاء أحد معانيها .
“ 181 “
وليس الجهاد في مغالبة القضاء ، ذلك لأنّ القضاء هو الذي فرض علينا ذلك الغلاب “ 1 “ .
وأكون كافراً لو أنّ السائر في طريق الإيمان والطاعة أحدث في أية لحظة ضرّا .
إنّك لست مكسور الرأس ، فلا تعصب رأسك ! وابذل جهدك يوماً أو يومين “ 2 “ ثم اضحك إلى الأبد !
ومن طلب الدنيا فقد أراد سوء المقام ، وأما من طلب العقُبى فقد تطلّع إلى صلاح الحال .
980 - إنّ المكر لكَسْب الدنيا بارد (سقيم) ، أما المكر لتركها فوارد (مقبول).
فالمكر يكون بإحداث حفرة في السجن ( يهرب منها السجين ) ، فمن سدّ مثل هذه الحفرة فمكره سقيم .
إنّ هذه الدنيا سجن نحن به سجناء ، فاحفر في ذلك السجن حفرة ، وخلّص نفسك .
فما هذه الدنيا ؟ إنّها الغفلة عن اللَّه ، وليست قماشاً وفضة وميراثاً “ 3 “ ونساء .
وإنّ المال الذي تحمله من أجل الدين لهو نعم المال الصالح “ 4 “ كما قال الرسول .
985 - فالماء في السفينة هلاكُ لها ، وأما تحت السفينة فهو سند لها .
....................................................................
( 1 ) يريد أن يقول إن مغالبة القدر ليست جهاداً ، لأن الانسان لا يقوم بها بادئاً ، وإهما هي مفروضة عليه من القدر الذي يهاجمه ، فيحاول إذ ذاك أن يدفع عن نفسه غائلته .
( 2 ) ابذل جهدك في تلك الحياة القصيرة ثم اضحك إلى الأبد في عالم الخلود .
( 3 ) في طبعة نيكولسون : “ ني قماش ونقره وميزان وزن “ . ولعل كلمة ميزان تحريف لميراث ، وفي طبعة المنهج القوي : “ ني قماش ونقره وفرزند وزن “ ، ( وليست قماشاً وقصة وبنين ونساء ) .
( 4 ) إشارة إلى قول الرسول ، عليه السلام : نعم المال الصالح للرجل الصالح .
“ 182 “
وما كان سليمان يلقّب نفسه إلا بالمسكين ، وذلك لأنّه صرف من من قلبه ( الاعتزاز ) بالمال والملك .
إنّ الكوز - إذا وُضعت في المياه الغامرة - تطفو فوق الماء لامتلاء جوفها بالهواء .
فإذا كان باطن المرء مليئاً بهواء المسكنة ، بقي ساكناً على صفحة ماء الدنيا .
ولو كانت الدنيا بأكملها ملكاً له ، فإن هذا الملك يبدو عديم القيمة أمام عين قلبه .
990 - فأغلق فم قلبك واختم عليه ، ثم املأ قلبك بهواء الكبر المنبعث من عالم الملكوت الأعلى “ 1 “ .
فالجهد حقّ كما أنّ الدواء حقّ ، والمرض حقّ ، وما منكر الجهد إلا جاهد في إنكار جهده “ .
تقرير رجُحان الجهد على التوكل
ولقد ذكر كثيراً من البراهين على هذا النحر ، حتى عجز هؤلاء الجبريون عن جوابه .
فالثعلبُ والغزال والأرنب وابن آوى تركوا القول بالجبر ، وانصرفوا عن الجدال .
وعقدوا العهود مع الأسد المفترس ( مؤكّدين ) له أنّه لن يضاّر من هذا الاتفاق .
.................................................................
( 1 ) صحيح نيكولسون نص هذا البيت في تعليقه عليه ، فهو يرى أن تقرأ عبارة “ يادگير من لدن “ بصورة أخرى هي “ بادكبر من لدن “ . وهناك روايات أخرى لهذه العبارة هي “ باد مهر من لدن “ ، “ باد علم من لدن “ .
“ 183 “
995 وأنّ رزقه اليومي سيأتيه بدون عناء ، فلا تكون له حاجة بعد إلى مزيد من الطلب .
فكل من كانت تقع عليه القرعة يوماً ، كان يقفز مسرعاً كالقرد نحو ذلك الأسد .
وعندما جاء دورُ الأرنب ليتجرّع تلك الكأس ، صاح قائلًا : “ أما من نهاية ألهذا الجور ؟ “ .
كيف أنكر الوحوش على الأرنب تأخره في الذهاب إلى الأسد
فقالت له الوحوش : “ إننّا كثيراً ما ضحّينا بأنفسنا من أجل العهد والوفاء .
فلا تجلب لنا سوء السمعة أيّها العنيد! وأَسرعْ بالذهاب ، حتى لا يضيق صدر الأسد“.
جواب الأرنب للوحوش
1000 - فقال الأرنب : “ أيّها الرفاق ! أمهلوني رويداً حتى تخلصوا بمكري من هذا البلاء !
فتجد أرواحُكمُ الأمانَ بمكري ، ويبقى ذلك الأمان ميراثاً في عقبكم .
فكلّ نبيّ كان يدعو أمتّه - مثلما أدعوكم - حتى يخلِّصها .
فهو الذي رأى في السماء طريق النجاة ، على حين ظلّ هذا الطريق
“ 184 “
- في نظر الناس - منظوياً في الخفاء ، كأنه إنسان العين .
لقد رآه الناس صغيراً كإنسان العين ، ولكن لم يسلك أحدُ منهم سبيل التفكرّ في عظمة ذلك الإنسان الصغير “ .
كيف اعترض الوحوش على كلام الأرنب
1005 - فقالت الوحوش : “ أيّها الأرنب المغرور “ 1 “ . إنّك أرنب فلا تجاوز بنفسك حدّ طاقتها !
أيّ كلام دار بخلدك بدون أنْ يكون قد دار بخاطر من هم أفضل منك ؟
أمصابُ أنت بالعُجْب ؟ أم أنّ القضاء يلاحقنا ؟ وإلا فمتى كان مثل هذا القول لائقا بك ؟ “ .
الأرنب يجيب طائفه الوحوش
فقال الأرنب : “ أيّها الصحاب ! إنّ اللَّه ألهمني ، فوقع لضعيف مثلي رأى قويّ !
ولقد علّم اللَّه النحل ما لا يتحقّق علمه للأسد أو لحمار الوحش !
1010- فهي تصنع بيوتاً مليئة بالشهد ، وهذا باب من العلم فتحه اللَّه لها !
…………………………………………..
( 1 ) في نص المنهج القوي : “ قوم گفتندش كه اي خرگوش زار “ . ومن معاني زار “ مغرور “ ، “ حقير “ . أما طبعة نيكولسون فهي : “ قوم گفتندش كه اي خرگوش دار “ : والمعنى : “ قالت الوحوش للأرنب : أصغ الينا أيها الحمار “ .
“ 185 “
وتلك الحليةُ التي علّمها الحقّ دودة الحرير ، أيعلم فيلُ مثلها ؟
إن آدم - وهو المخلوق من الطين - تعلّم العلم من الحقّ فأشرقت أنوارُ علمه في أعلى سماء “ 1 “ .
فحطّم اسم الملائكة وعزّتها ، وأعمى بصيرة من خالجه الشكُّ في الحقّ .
ولكنّ هذا الزاهد خلال آلاف السنين ( إبليس ) وضع خطاماً على فم ذلك العجل “ 2 “ ( آدم ) .
1015 - حتى لا يستطيع ارتشاف لبن علم الدين ، ولا يدور حول ذلك القصر المشيد “ 3 “ .
ولقد صارت علوم أهل الحسّ خطاماً في فم البشر ، فلم تدعهم يشربون لبان ذلك العلم ( الروحانيّ ) الرفيع .
ولكنّ اللَّه ألقى في سويداء القلب جوهرة ، لم يودع مثلها في البحار ولا في الأفلاك .
فيا عابد الصورة ! إلام اعتدادك بالصورة ؟ إنّ روحك المجرّدة من الحقيقة لم تتحرّر منها !
فلو كانت الإنسانية بالصورة ( وحدها ) لتساوى أحمد وأبو جهل .
1020 - إن النقش على الحائط يكون على صورة الإنسان ، ولكنْ تأمل ! كم ينقص تلك الصورة من الصفات الآدمية !
...........................................................
( 1 ) الترجمة الحرفية : في السماء السابعة .
( 2 ) هذا بيت غامض في ظاهره . وقد اطلعت على شروح كثيرة له لم أقتنع بأيّ منها ، ذلك لأنها لا تتمشى مع المعاني الواردة في الأبيات التالية . ولا يتسع المقام هنا لمناقشة كل هذه الشروح وبيان خطئها .
( 3 ) واضح من هذا البيت أنّ الخطام الذي وضعه إبليس على فم آدم كناية عن إضلاله البشر بصرفه إياهم عن تذوق المعرفة الحقيقة وسلوك السبيل إليها ، والمعرفة الحقيقة هنا عبَّر عنها بقوله ( لبن علم الدين ) . وأما القصر المشيد فهو مرتبة الكمال التي يطمح إليها الإنسان، فالخطام يصرفه عن الدوران حولها لمحاولة الوصول إليها .
“ 186 “
فهذه الصورة اللامعة ينقصها الروح ، فاذهب وفتِّش عن ذلك الجوهر النادر الوجود .
إنّ أسود العالم كلها قد انخفضت رؤوسها ، عندما أمدّ اللَّه بعونه كلب أصحاب الكهف .
وأيّ ضرر قد حاق به من شكله القبيح ، ما دامت روحُه قد أصبحت غارقة في بحر النور ؟
وليست الأقلام لوصف الصورة ، فليس في الكتب إلا صفات مثل “عالم“ و “عادل".
1025 - ومثل تلك الصفات ليست إلا معاني مطلقة ، وإنّك لن تجدها في مكان ، لا أمامك ولا وراءك .
إنّها صفات تَنفذ إلى الجسم من اللامكان ، ذلك لأنّ شمس الروح لا يسعها الفلك ! .
ذكر علم الأرنب وبيان فضيلة العلم ومنافعه
إنّ هذا الكلام لا نهاية له ، فتنبه وأصغ إلى قصة الأرنب .
وبع أذنك الحماريّة (الحسيّه) واشتر أذناً أخرى، فإنّ أذن الحمار لا تفهم هذا القول!
ثم اذهب ، وتأمل تلك الحيل الثعلبية التي لعبها الأرنب ، وانظر مكر الأرنب وخطته لاصطياد الأسد !
1030 - إنّ العلم خاتم ملك سليمان ، فالعالم كلّه صورة والعلم هو الروح .
وبفضل العلم ، لم تبق لمخلوقات البحار ، ولا الجبال ، ولا الصحارى حيلة أمام الإنسان .
فالنمر والأسد يرهبانه ، فهما أمامه مثل الفأر ! وتمساح النهر من
“ 187 “
خوفه ( أصابته ) الصفراء ، ( وتملكه ) الاضطراب ! ومن ( خوف ) الإنسان ،
لجأت الجن والشياطين إلى السواحل ، واّتخذ كلّ منها مكاناً خفيّا .
وما أكثر ما اختفى من أعداء الإنسان ! فالعاقل من كان حذراً .
1035 ففي الخفاء خلائق محتجبة ، منها الشرير ومنها الخيرّ ، وهي في كلّ لحظة تدق القلب بضرباتها !
إنّك لو ذهبت للاغتسال في النهر ، أوقعت بك الضرّ شوكة في الماء .
فالشوكة تكون مختفية في قاع الماء ، ولكنّك تعلم بوجودها من وخزها .
وإنّ وخز أشواك الحيل والوساوس ليجىء من آلاف الأشخاص ، لا من شخص واحد “ 1 “ .
فاصبر حتى يتبدّل حسّك ( الماديّ ) ، “ 2 “ فترى هذه الكائنات الخفيّة ، وتُحلّ المشكلة .
1040 - فإنّك حينذاك تعلم ( حقيقة ) من خالفت رأيهم ، وتدرك ( كنه ) من أوليتهم قيادك .
كيف عاودت جماعة الوحوش مطالبة الأرنب بالافصاح عن سرَّ تفكيره
فقالت الوحوش - بعد ذلك - لأرنب : أيّها الأرنب الخفيف الحركة !
....................................................................
( 1 ) يمكن أن يُقرأ الشطر الثاني من البيت : “ ازهزاران حس بود نايك حسه “ .
فيكون معنى البيت : “ إنَّ وخز أشواك الحيل والوساوس ليجيء من آلاف الأحاسيس لا من حس واحد “ .
( 2 ) أي حتى يتبدل حسك المادي فتصبح ذا إحساس روحيّ نافذ .
“ 188 “
أفصح لنا عما هو كامن في إدراكك .
يا من اشتبكت مع الأسد في صراع ، أَبنْ لنا ذلك الرأي الذي فكرّت فيه !
إنّ الشورى تلهم الإدراك والفهم ، كما أنّ العقل يلقى العون من العقول الأخرى .
ولقد قال الرسول : يا مبرم الرأي! شاور في الأمر ، “ فالمستشار مؤتمن “ “1“.
كيف أخفى الأرنب سره عن الوحوش
1045 فقال الأرنب : “ ليس كّل سرّ مما تجوز إذاعته ، ( ففي اللعب ) قد قد ينقلب العدد الزوجي فردياً ، وقد يأتي الفرديّ زوجياّ “ 2 “ .
وإن أنت تنفست في وجه المرآة لتجو صفحتها فسرعان ما تصبح مظلمة أمام أعيننا “ 3 “ .
فعليك بالإقلال من الحديث عن أمور ثلاثة ( تلك هي ) ذهابك ، وذهبك ، ومذهبك .
فكم لك من خصم أو عدوّ في كلّ من تلك الأمور ، يقف لك بالمرصاد عندما يعلم بأيّ منها !
فلو أخبرت بسرّك رجلًا أو رجلين فوداعاً له ، فكلّ سرّ جاوز الاثنين شاع .
........................................................................
( 1 ) جاء في الحديث قول الرسول ( ص ) : المستشار مؤتمن .
( 2 ) الأعداد هنا تشير إلى إحدى لعب العجم والمقصود أنه قد يقع ما ليس في الحسبان .
( 3 ) الترجمة : وإن أنت من أجل صفاء المرآة تنفست في وجهها فسرعان ما تصبح تلك المرآة مظلمة أمامنا .
“ 189 “
1050 - ولو ربطت اثنين أو ثلاثة من الطير برباط واحد ، بقيتْ على الأرض حبيسة الألم .
ولكنّها تدير فيما بينها مشورة بالغة الخفاء ، يمتزج غموضها بما يخدع ( من يلحظها ) !
ولقد كان الرسول يُجرى مشورته بطريقة مستترة ، فكان يجيب صحابه دون أن يذيع سرّاً !
إنّه كان يُعلن رأيه بكلام اتخذ صورة المثل حتى يلتبس الأمر على الخصم ، فلا يعرف الرأس من القدم .
وكان يحصل على جوابه من خصمه ، بينما كان الخصم لا يدرك من سؤال الرسول سوى رائحته .
قصة مكر الأرنب
1055- لقد تأخّر الأرنب في الذهاب ساعة ، مثل أمام الأسد المتحفّز المخالب .
فكان من تأخّر الأرنب في الذهاب ، ما جعل الأسد يمزّق الأرض ويزأر .
وقال : “ لقد قلت إنّ عهد هؤلاء الأخساء عهدُ فجّ واه ، لا يتحقق .
إنّ هراءهم قد أوقعني من فوق حماري “ 1 “ ؛ فإلام إلام يخد عني هذا الدهر ؟ “ .
فما أعجز الأمير ذا اللحية الواهية “ 2 “ ! إنه الحماقته لا يرى ما وراءه ولا ما أمامه !
................................................................
( 1 ) قد خدعني .
( 2 ) اللحية التي توحي بالحكمة دون أن يكون هناك عقل وحكمة عند صاحبها .
“ 190 “
1060 - والطريق يبدو مستوياً ، على حين تكمن فيه الحفر ، والأسماء ( كثيرة ) ولكنّها تفتقر إلى المعنى .
إنّ الألفاظ والأسماء مثل الحبائل ، واللفظ الحلو هو الرمل الذي يتشرب ماء عمرنا .
وهناك رمل واحد يتفجر منه الماء ، رمل نادر الوجود ، فانطلق وفتّش عنه .
ومن طلب الحكمة أصبح منبع الحكمة ، وفرغ من التحصيل وأسبابه .
فاللوح الحافظ ، يصبح - ( لطالب الحكمة ) - لوحاً محفوظاً ، وعقله يغدو ذا حظّ من الروح .
1065 - إنّ العقل - ( في أول الأمر ) - يكون معلّماً للمرء ولكنّه - بعد ذلك - يصبح تلميذاً له .
العقل مثل جبريل ، يقول : “ يا أحمد ! لو أنّني خطوت خطوة أخرى ، فسوف أحترق .
فدعني هنا ، وتقدّم وحدك ! إنّ هذا حدّي يا سلطان الروح ! “ وكلّ من بقي - لتراخيه وكسله - بلا شكر ولا صبر ، فهو يعلم أنّه يسير في طريق الجبر .
وكل من اتخذ الجبر مذهباً ، أمرضه الجبر ، ولازمه حتى يودعه في قبره .
1070 - ولقد قال الرسول : “ إنّ من يتمارض يمرض حتى يموت كما ينطفئ السراج “ 1 “ .
فما الجبر ؟ إنّه ربط لعضو قدُ كسر ، أو وصل لعرق قد قطع “ 2 “ .
فإذا لم تكن قدمك قد كُسرتْ في تلك الطريق ، فمن تهزأ ؟
................................................................
( 1 ) إشارة إلى قوله عليه السلام : “ لا تمارضوا فتمرضوا فتموتوا “ .
( 2 ) هنا يسخر من الجبر وهو ضد حرية الإرادة فيستخدم الكلمة لهذه المعاني التي اشتمل عليها البيت .
“ 191 “
ولماذا ربطت تلك القدم ؟
ومن يكسر قدمه في طريق الاجتهاد ، يصل إليه براق يمتطيه .
لقد كان حامل الدين ، فأصبح محمولًا ، وكان قابلًا أمر اللَّه فأصبح مقبولًا ( عنده ) .
1075 - كان - حتى ذلك الحين - يتلقى الأمر من الملك ، ثم أصبح حامل أمر الملك إلى الجيش .
وحتى ذلك الحين كانت الكواكب تؤثر فيه “ 1 “ ، ثم أصبح - بعد ذلك - أميراً للكواكب .
وإذا أُشكل الأمر عليك وأنت تتأمل هذه الحقائق ، فأنت في شكّ من قوله تعالى :” انْشَقَّ الْقَمَرُ ““ 2 “ .
فجدّد إيمانك ( بحقّ ) لا بقول اللسان ، يا من أيقظت هواك في الخفاء !
فطالما كان الهوى متعشاً فلا انتعاش للإيمان ، فليس الهوى إلا قفل هذا الباب !
1080- لقد أوّلت الكملة الكبر “ 3 “ ، وكان الأولى بك أن تؤوّل نفسك ، وتدع تأويل الذكر .
إنّك تؤوّل القرآن على هواك، ولذلك أصبح المعنى السَنيّ - بتأويلك - وضيعاً معوجاً.
..........................................................................
( 1 ) كان كالبشر العاديين خاضعاً لتأثير الكواكب ، ولكنه بعد أن خلص من سجن المادة خلص من تأثيرها وارتفع إلى المكانة التي تجعله أميراً عليها .
( 2 ) إشارة إلى قوله تعالى في سورة القمر “ اقتربت الساعة وانشق القمر “ .
( 54 : 1 ) . ومعنى ذلك ، إذا عددت هذه الأمور التي أحدثك عنها من قبيل المحال ، فأنت في شك من المعجزات .
( 3 ) الطاهرة ، النقية .
“ 192 “
أمس في 17:11 من طرف Admin
» كتاب التواضع والخمول تصنيف ابن أبي الدنيا
أمس في 17:02 من طرف Admin
» كتاب: في رياض السيرة النبوية العهد المكي – د.أحمد عمر هاشم ـ ج1
أمس في 16:27 من طرف Admin
» كتاب في رياض السيرة النبوية (العهد المدني) لأحمد عمر هاشم ـ ج2
أمس في 15:41 من طرف Admin
» كتاب: القصص في الحديث النبوي ـ لمحمد الزير موقع مكتبة
أمس في 15:03 من طرف Admin
» كتاب: الكلام على قوله تعالى {إنما يخشى الله من عباده العلماء} ـ ابن رجب الحنبلي
أمس في 14:58 من طرف Admin
» كتاب: نهاية العالم في الكتاب المقدس - دراسة مقارنة مع القرآن الكريم ـ نور فائزة بنت عثمان
20/11/2024, 22:49 من طرف Admin
» كتاب مواعظ الإمام زين العابدين ـ صالح أحمد الشامي
18/11/2024, 23:30 من طرف Admin
» كتاب إتحاف النفوس بنفحات القدوس ـ عبد القدوس بن أسامة السامرائي
18/11/2024, 23:25 من طرف Admin
» كتاب الإعلام بفضل الصلاة على النبي والسلام ـ محمد بن عبد الرحمن بن علي النميري
18/11/2024, 23:20 من طرف Admin
» كتاب الغيب ـ محمد متولي الشعراوي
18/11/2024, 23:08 من طرف Admin
» كتاب الشيطان والإنسان ـ محمد متولي الشعراوي
18/11/2024, 23:03 من طرف Admin
» كتاب الشعراوي هنا رأيت سيدنا إبراهيم ـ سعيد أبو العنين
18/11/2024, 23:01 من طرف Admin
» كتاب الخير والشر ـ محمد متولي الشعراوي
18/11/2024, 22:57 من طرف Admin
» كتاب التربية في مدرسة النبوة ـ محمد متولي الشعراوي
18/11/2024, 22:55 من طرف Admin