كتاب منطق الطير للعارف بالله فريد الدين أبو حامد محمد بن أبي بكر إبراهيم بن أبي يعقوب إسحاق العطار النيسابوري
المقالة السادسة عشرة في قطع الطير للطريق الأبيات من 1601 – 1628
من هول الطريق ، تأوهت الطيور جميعها وسالت الدماء من أجنحتها وريشها ، فقد رأوا الطريق غير معلوم نهايته ، ورأوا الداء وما اتضح لهم دواؤه ، وعندما تهب ريح الاستغناء فيه فإنها تقصم ظهر السماء فيه ،
وفي الصحراء يعد طاووس الفلك بلا قيمة بدون أدنى شك ، ومتى كان لطائر آخر في الدنيا طاقة لقطع هذا الطريق في أي عصر أو أوان ؟
"" طاووس الفلك : يقصد به الشمس "".
ما أن تملك الخوف الطير من الطريق ، حتى اجتمعوا جميعاً في مكان واحد ، ومثلوا أمام الهدهد ناثرين أرواحهم ، جاءوا جميعاً راغبين في السير متخلين عن أرواحهم ، وقالوا : يا عالماً بالطريق ،
لا يمكن التقدم إلى الأعتاب دون تأدب ، لقد مثلت أمام سليمان كثيراً كما كنت تعيش في بساط الملك طويلاً ،
وعرفت رسوم الخدمة كلها كما خبرت مواطن الأمن والخطر فيها ،
وقد رأيت الطريق كله من مرتفعه إلى منخفضه كما طوفت كثيراً حول العالم بأسره ،
وإننا نرى أن تكون هذه الساعة للفحص والتأمل إذ أنك إمامنا في العقد والحل ، فلتصعد المنبر هنا حتى تهييء لقومك زاد طريقنا ،
ولتشرح رسوم وآداب الملوك لأنه لا يمكن اعتماداً على الجهل السلوك ، ففي قلب كل منا إشكال ويلزم للطريق كل ذي قلب خال ،
وعندما نسألك عن مشاكلنا فإننا نمحو بذلك الشبهات عن قلوبنا ، فأوجد أولاً الحل لمشاكل قلوبنا حتى يكون أكيداً عزمنا ،
وذلك لأننا نعلم أن الطريق جد طويل ، كما لا يتضح النور وسط الشبهات ، فإذا فرغ القلب نبدأ السير ونضع رؤوسنا على الأعتاب متخلين عن الأجساد والقلوب.
بعد ذلك استعد الهدهد للكلام فاعتلى كرسياً وبدأ في الكلام ، وعندما ارتقى الهدهد العرش لبس التاج ، فكان سعيد الحظ كل من رأى وجهه ،
واصطف أمام الهدهد مائة ألف أو يزيد من جماعة الطير في صفوف منتظمة ، وتقدم البلبل والقمرية معاً لينشدا بصوتيهما ،
وما أن تقدم البلبل والقمرية حتى أنشدا كمطربين أعذب الألحان وما أن تغنيا بألحان عذبة في ذلك الزمان حتى ترددت أصداء غنائهما في جميع الأوطان ، وكلما وصل صوتهما إلى مسامع أي فرد ،
تملكته الدهشة وتخلى عن سكونه واستقراره ، وسيطرت على كل فرد حاله ، فكان كل منهم بين صحو وسكر ، بعد ذلك بدأ الهدهد الكلام ، فرفع الحجب من على وجه المعاني .
المقالة السادسة عشرة في قطع الطير للطريق الأبيات من 1601 – 1628
من هول الطريق ، تأوهت الطيور جميعها وسالت الدماء من أجنحتها وريشها ، فقد رأوا الطريق غير معلوم نهايته ، ورأوا الداء وما اتضح لهم دواؤه ، وعندما تهب ريح الاستغناء فيه فإنها تقصم ظهر السماء فيه ،
وفي الصحراء يعد طاووس الفلك بلا قيمة بدون أدنى شك ، ومتى كان لطائر آخر في الدنيا طاقة لقطع هذا الطريق في أي عصر أو أوان ؟
"" طاووس الفلك : يقصد به الشمس "".
ما أن تملك الخوف الطير من الطريق ، حتى اجتمعوا جميعاً في مكان واحد ، ومثلوا أمام الهدهد ناثرين أرواحهم ، جاءوا جميعاً راغبين في السير متخلين عن أرواحهم ، وقالوا : يا عالماً بالطريق ،
لا يمكن التقدم إلى الأعتاب دون تأدب ، لقد مثلت أمام سليمان كثيراً كما كنت تعيش في بساط الملك طويلاً ،
وعرفت رسوم الخدمة كلها كما خبرت مواطن الأمن والخطر فيها ،
وقد رأيت الطريق كله من مرتفعه إلى منخفضه كما طوفت كثيراً حول العالم بأسره ،
وإننا نرى أن تكون هذه الساعة للفحص والتأمل إذ أنك إمامنا في العقد والحل ، فلتصعد المنبر هنا حتى تهييء لقومك زاد طريقنا ،
ولتشرح رسوم وآداب الملوك لأنه لا يمكن اعتماداً على الجهل السلوك ، ففي قلب كل منا إشكال ويلزم للطريق كل ذي قلب خال ،
وعندما نسألك عن مشاكلنا فإننا نمحو بذلك الشبهات عن قلوبنا ، فأوجد أولاً الحل لمشاكل قلوبنا حتى يكون أكيداً عزمنا ،
وذلك لأننا نعلم أن الطريق جد طويل ، كما لا يتضح النور وسط الشبهات ، فإذا فرغ القلب نبدأ السير ونضع رؤوسنا على الأعتاب متخلين عن الأجساد والقلوب.
بعد ذلك استعد الهدهد للكلام فاعتلى كرسياً وبدأ في الكلام ، وعندما ارتقى الهدهد العرش لبس التاج ، فكان سعيد الحظ كل من رأى وجهه ،
واصطف أمام الهدهد مائة ألف أو يزيد من جماعة الطير في صفوف منتظمة ، وتقدم البلبل والقمرية معاً لينشدا بصوتيهما ،
وما أن تقدم البلبل والقمرية حتى أنشدا كمطربين أعذب الألحان وما أن تغنيا بألحان عذبة في ذلك الزمان حتى ترددت أصداء غنائهما في جميع الأوطان ، وكلما وصل صوتهما إلى مسامع أي فرد ،
تملكته الدهشة وتخلى عن سكونه واستقراره ، وسيطرت على كل فرد حاله ، فكان كل منهم بين صحو وسكر ، بعد ذلك بدأ الهدهد الكلام ، فرفع الحجب من على وجه المعاني .
أمس في 22:49 من طرف Admin
» كتاب مواعظ الإمام زين العابدين ـ صالح أحمد الشامي
18/11/2024, 23:30 من طرف Admin
» كتاب إتحاف النفوس بنفحات القدوس ـ عبد القدوس بن أسامة السامرائي
18/11/2024, 23:25 من طرف Admin
» كتاب الإعلام بفضل الصلاة على النبي والسلام ـ محمد بن عبد الرحمن بن علي النميري
18/11/2024, 23:20 من طرف Admin
» كتاب الغيب ـ محمد متولي الشعراوي
18/11/2024, 23:08 من طرف Admin
» كتاب الشيطان والإنسان ـ محمد متولي الشعراوي
18/11/2024, 23:03 من طرف Admin
» كتاب الشعراوي هنا رأيت سيدنا إبراهيم ـ سعيد أبو العنين
18/11/2024, 23:01 من طرف Admin
» كتاب الخير والشر ـ محمد متولي الشعراوي
18/11/2024, 22:57 من طرف Admin
» كتاب التربية في مدرسة النبوة ـ محمد متولي الشعراوي
18/11/2024, 22:55 من طرف Admin
» كتاب: إرشاد العباد إلى سبل الرشاد ـ للملبباري
18/11/2024, 22:41 من طرف Admin
» ـ كتاب آداب الحسن البصري ـ أبن الجوزي
18/11/2024, 22:34 من طرف Admin
» كتاب الله والنفس البشرية ـ لمحمد متولي الشعراوي
18/11/2024, 22:23 من طرف Admin
» كتاب: معرفة النفس طر يق لمعرفة الرب ـ أستاذ البصيرة عبدالوهاب حسن
18/11/2024, 22:21 من طرف Admin
» كتاب الطريق الي الله ـ الشيخ علي جمعة
18/11/2024, 21:50 من طرف Admin
» كتاب: كتاب النفس والجسد والروح ـ ابراهيم البلتاجي
18/11/2024, 21:38 من طرف Admin