كتاب منطق الطير للعارف بالله فريد الدين أبو حامد محمد بن أبي بكر إبراهيم بن أبي يعقوب إسحاق العطار النيسابوري
المقالة الثامنة عذر الهما الأبيات من 887 – 903
جاءت الهما واهبة الظلال أمام الجمع ، ولأن ظلها بالنسبة للملوك هو سر ملكهم فقد جاءت تفوق الجميع في الهمة .
قالت : يا طير البحر والبر إنني لست كبقية الطير فلي همة عالية في مزاولة كل فعل وعزلتي عن الخلق واضحة لكل ذي عقل ، قد ألحقت الذلة بالنفس الشبيهة بالكلب ، أما أفريدون وجمشيد فقد استمدا عزتهما مني ، الملوك نتاج ظلي وأنى للمساكين أن يكونوا رجالي ؟
""أضاف المحقق :
أفريدون : حاكم من حكام الدولة البيشدادية الأسطورية في إيران القديمة ، ويصوره الإيرانيون في صورة بطل قومي استطاع بمساعدة كاوه الحداد أن يقضي على الضحاك الأثيم ،
وقد تحركت جيوشه رافعة مرقعة ذلك الحداد ، مستهلمة منها النصر ،
وبعد القضاء على الضحاك اتخذت إيران هذه المرقعة علما لها أطلق عليه اسم « درفش كاوياني » أي العلم الكاوياني ،
وظل هذا العلم يتصدر جيوشهم حتى وقع في أيدي المسلمين في موقعة القادسية أيام عمر بن الخطاب . .
راجع : ابن الأثير ، الطبري ، روضة الصفا وغيرها من كتب التاريخ التي تعرضت للدول الأسطورية في إيران .أهـ "".
إنني ألقمت النفس الشبيهة بالكلب عظمة ، وهكذا وهبت الروح الأمان من هذا الكلب ، وطالما قدمت العظمة للنفس على الدوام فإن روحي قد أدركت بذلك علو المقام ، وذلك الذي ينصب الملوك من ظل جناحه ،
كيف يمكن أن يتخلى عن الترفع والتعالي ؟
بل على الجميع أن يجلسوا تحت جناحه حتى يحظوا بذرة من ظله ، ومع مكانتي هذه أنى للسيمرغ أن يكون رفيقي ؟ فكفاني أن عملي تنصيب الملوك .
قال لها الهدهد : يا من استبد بك الغرور لتطوي ظلك ولا تخادعي نفسك أكثر من هذا ، ما عاد لك تنصيب الملوك في هذا الزمان ،
وما أنت إلا ككلب يمسك بعظمة في هذا الأوان ، فليتك لا تنصبين الملوك وإنما تخلصين نفسك من تلك العظمة ،
وإن أسلم لك جدلاً بأن ملوك الأرض يجدون عروشهم بفضل ظلك فسرعان ما يزول ملكهم مهما امتد بهم العمر ،
ولكن إن لا ير ظلك ملك فأي بلاء تعيشين فيه حتى يوم الحساب ؟!
المقالة الثامنة حكاية 1
الأبيات من 904 – 914
كان هناك رجل طاهر الرأي يسلك طريق الصواب ، وذات يوم رأى محموداً ( الغزنوي ) في المنام ،
"" أضاف المحقق :
محمود الغزنوي : 387 - 421 هـ تولى حكم الدولة الغزنوية بعد أن أخذ العرش من أخيه الأصغر إسماعيل بن سكتكبن .
وفي عهده علا نجم الدولة الغزنوية حيث قضت على كثير من الدويلات الإيرانية الصغيرة ، وأهم نصر حققه فتح أجزاء كبيرة من الهند ونشر الدين الإسلامي بها . وقد حكم محمود فترة طويلة امتدت حوالي خمسة وثلاثين عاما .
وإلى جانب اهتمامه بالسياسة والحرب ، فكان مهما بالآداب والفلسفة حتى قيل إن بلاطه كان يضم حوالي أربعمائة من أهل الفضل والأدب . .
«راجع حوادث الأعوام 387 - 421 هـ في الكامل في التاريخ لابن الأثير»:. أهـ ""
فقال : يا سلطان الزمان المعظم كيف حالك في دار القرار ؟
قال : صه ولا تسفك دماء روحي ولا تنطق بحرف وأي مكان للسلطان هنا ، فانهض ، لقد كان سلطاني خيالاً ووهماً إذ كيف تكون السلطنة لحفنة من السقط ؟ الحق هو السلطان مالك الدنيا وهو الجدير بهذه السلطنة ،
وما أن رأيت عجزي وحيرتي حتى شعرت بالعرة من سلطنتي ، وإن ترغب في مناداتي فاسمي العاجز إذ هو السلطان الأوحد فلا تدعني سلطاناً ، السلطنة لله وأنا المنتفع من ورائه حتى ولو كنت في الدنيا شحاذاً ،
وليت طريقي اعترضته مئات المشاكل وليس به هذا الجاه ، وليتني كنت أجمع السنابل ولست ملكاً ، فليضمر ريش تلك الهما وجناحها حيث أظلتني بظلها .
المقالة الثامنة عذر الهما الأبيات من 887 – 903
جاءت الهما واهبة الظلال أمام الجمع ، ولأن ظلها بالنسبة للملوك هو سر ملكهم فقد جاءت تفوق الجميع في الهمة .
قالت : يا طير البحر والبر إنني لست كبقية الطير فلي همة عالية في مزاولة كل فعل وعزلتي عن الخلق واضحة لكل ذي عقل ، قد ألحقت الذلة بالنفس الشبيهة بالكلب ، أما أفريدون وجمشيد فقد استمدا عزتهما مني ، الملوك نتاج ظلي وأنى للمساكين أن يكونوا رجالي ؟
""أضاف المحقق :
أفريدون : حاكم من حكام الدولة البيشدادية الأسطورية في إيران القديمة ، ويصوره الإيرانيون في صورة بطل قومي استطاع بمساعدة كاوه الحداد أن يقضي على الضحاك الأثيم ،
وقد تحركت جيوشه رافعة مرقعة ذلك الحداد ، مستهلمة منها النصر ،
وبعد القضاء على الضحاك اتخذت إيران هذه المرقعة علما لها أطلق عليه اسم « درفش كاوياني » أي العلم الكاوياني ،
وظل هذا العلم يتصدر جيوشهم حتى وقع في أيدي المسلمين في موقعة القادسية أيام عمر بن الخطاب . .
راجع : ابن الأثير ، الطبري ، روضة الصفا وغيرها من كتب التاريخ التي تعرضت للدول الأسطورية في إيران .أهـ "".
إنني ألقمت النفس الشبيهة بالكلب عظمة ، وهكذا وهبت الروح الأمان من هذا الكلب ، وطالما قدمت العظمة للنفس على الدوام فإن روحي قد أدركت بذلك علو المقام ، وذلك الذي ينصب الملوك من ظل جناحه ،
كيف يمكن أن يتخلى عن الترفع والتعالي ؟
بل على الجميع أن يجلسوا تحت جناحه حتى يحظوا بذرة من ظله ، ومع مكانتي هذه أنى للسيمرغ أن يكون رفيقي ؟ فكفاني أن عملي تنصيب الملوك .
قال لها الهدهد : يا من استبد بك الغرور لتطوي ظلك ولا تخادعي نفسك أكثر من هذا ، ما عاد لك تنصيب الملوك في هذا الزمان ،
وما أنت إلا ككلب يمسك بعظمة في هذا الأوان ، فليتك لا تنصبين الملوك وإنما تخلصين نفسك من تلك العظمة ،
وإن أسلم لك جدلاً بأن ملوك الأرض يجدون عروشهم بفضل ظلك فسرعان ما يزول ملكهم مهما امتد بهم العمر ،
ولكن إن لا ير ظلك ملك فأي بلاء تعيشين فيه حتى يوم الحساب ؟!
المقالة الثامنة حكاية 1
الأبيات من 904 – 914
كان هناك رجل طاهر الرأي يسلك طريق الصواب ، وذات يوم رأى محموداً ( الغزنوي ) في المنام ،
"" أضاف المحقق :
محمود الغزنوي : 387 - 421 هـ تولى حكم الدولة الغزنوية بعد أن أخذ العرش من أخيه الأصغر إسماعيل بن سكتكبن .
وفي عهده علا نجم الدولة الغزنوية حيث قضت على كثير من الدويلات الإيرانية الصغيرة ، وأهم نصر حققه فتح أجزاء كبيرة من الهند ونشر الدين الإسلامي بها . وقد حكم محمود فترة طويلة امتدت حوالي خمسة وثلاثين عاما .
وإلى جانب اهتمامه بالسياسة والحرب ، فكان مهما بالآداب والفلسفة حتى قيل إن بلاطه كان يضم حوالي أربعمائة من أهل الفضل والأدب . .
«راجع حوادث الأعوام 387 - 421 هـ في الكامل في التاريخ لابن الأثير»:. أهـ ""
فقال : يا سلطان الزمان المعظم كيف حالك في دار القرار ؟
قال : صه ولا تسفك دماء روحي ولا تنطق بحرف وأي مكان للسلطان هنا ، فانهض ، لقد كان سلطاني خيالاً ووهماً إذ كيف تكون السلطنة لحفنة من السقط ؟ الحق هو السلطان مالك الدنيا وهو الجدير بهذه السلطنة ،
وما أن رأيت عجزي وحيرتي حتى شعرت بالعرة من سلطنتي ، وإن ترغب في مناداتي فاسمي العاجز إذ هو السلطان الأوحد فلا تدعني سلطاناً ، السلطنة لله وأنا المنتفع من ورائه حتى ولو كنت في الدنيا شحاذاً ،
وليت طريقي اعترضته مئات المشاكل وليس به هذا الجاه ، وليتني كنت أجمع السنابل ولست ملكاً ، فليضمر ريش تلك الهما وجناحها حيث أظلتني بظلها .
25/11/2024, 17:11 من طرف Admin
» كتاب التواضع والخمول تصنيف ابن أبي الدنيا
25/11/2024, 17:02 من طرف Admin
» كتاب: في رياض السيرة النبوية العهد المكي – د.أحمد عمر هاشم ـ ج1
25/11/2024, 16:27 من طرف Admin
» كتاب في رياض السيرة النبوية (العهد المدني) لأحمد عمر هاشم ـ ج2
25/11/2024, 15:41 من طرف Admin
» كتاب: القصص في الحديث النبوي ـ لمحمد الزير موقع مكتبة
25/11/2024, 15:03 من طرف Admin
» كتاب: الكلام على قوله تعالى {إنما يخشى الله من عباده العلماء} ـ ابن رجب الحنبلي
25/11/2024, 14:58 من طرف Admin
» كتاب: نهاية العالم في الكتاب المقدس - دراسة مقارنة مع القرآن الكريم ـ نور فائزة بنت عثمان
20/11/2024, 22:49 من طرف Admin
» كتاب مواعظ الإمام زين العابدين ـ صالح أحمد الشامي
18/11/2024, 23:30 من طرف Admin
» كتاب إتحاف النفوس بنفحات القدوس ـ عبد القدوس بن أسامة السامرائي
18/11/2024, 23:25 من طرف Admin
» كتاب الإعلام بفضل الصلاة على النبي والسلام ـ محمد بن عبد الرحمن بن علي النميري
18/11/2024, 23:20 من طرف Admin
» كتاب الغيب ـ محمد متولي الشعراوي
18/11/2024, 23:08 من طرف Admin
» كتاب الشيطان والإنسان ـ محمد متولي الشعراوي
18/11/2024, 23:03 من طرف Admin
» كتاب الشعراوي هنا رأيت سيدنا إبراهيم ـ سعيد أبو العنين
18/11/2024, 23:01 من طرف Admin
» كتاب الخير والشر ـ محمد متولي الشعراوي
18/11/2024, 22:57 من طرف Admin
» كتاب التربية في مدرسة النبوة ـ محمد متولي الشعراوي
18/11/2024, 22:55 من طرف Admin