كتاب التجليات الإلهية الشيخ الأكبر والنور الأبهر سيدى الإمام محيي الدين ابن العربي الحاتمي الطائي الأندلسي
73- شرح تجلي الشجرة
73 – متن نص تجلي الشجرة
نصب المعراج ورقيت فيه مملكة النور الممدود وجعلت قلوب المؤمنين بين يدي .
فقيل لي : أشعلها نوراً فإن ظلام الكفر قد اكفهر ولا ينفره سوى هذا النور فأخذني هيمان في المعراج .
73 - إملاء ابن سودكين :
"ومن تجلي الشجرة وهذا نصه : نصبت المعراج فأخذني هيمان في المعراج .
قال جامعه : سمعت شيخي يقول في أثناء شرحه لهذا التجلي ما هذا معناه : الشجرة أصلها غربها وفرعها شرقها ، وهي لا شرقية ولا غربية . فانظر.
هل ترى شجرة تنزهت عن هذين الأصلين. فلن تجد ذلك إلا الله تعالی . فكان هذا الوصف من طريق الاعتبار هو أحق به .
ولما أقيم الشيخ في هذا التجلي وأمر بأن يشعل قلوب المؤمنين نورة لكونها نصبت بين يديه .
وهو يرشها من نور معرفته وبركة مقامه وما يهبه للمحلات.
"القابلة من مواهب الله تعالی ! فيسري ذلك النور الى من بينه وبينه مناسبة »
73 - شرح تجلي الشجرة
383 - الشجرة هي الإنسان الكامل ، مدبر هیکل الجسم الكل. وإنما سمي بالشجرة الانبعاث الرقائق المنتشرة منه إلى ما في سعة الوجوب والإمكان من الأسماء والأجناس والأنواع والأصناف والنسب والأشخاص .
فهو بحقيقته الجامعة ومرتبته الإحاطية شجرة وسطية : لا شرقية وجوبية ولا غربية إمكانية .
بل أمر بين الأمرين : أصلها غائص في السواد ، منطو على الأسرار؛ فرعها فارع في البياض ، حامل الأنوار؛ ساقها مادة المحسوسات ؛ فروعها حقائق الأمريات ؛ أوراقها أشكال المثاليات ؛ أزهارها التجليات الأسمائية ؛ وأنوارها الظاهرة من غيب أصلها في الحقائق الأمرية ، وأشكالها المثالية ، أثمارها التجليات الذاتية المختصة بأحدية جمع حقيقتها الوسطية الظاهرة فيها بسر: "إني أنا الله رب العالمين" [القصص:30] .
قال قدس سره :
384 - (نصبت المعراج) أي قویت رقيقة اتصالي بينبوع النور المطلق الوحداني ، المشتمل على بركات فيض الوجود.
إذ من شأن المنطلق في حصره وتقييده أن يحدث رقيقة اتصاله إلى كل عالم مهما أراد اقتدارا واختيارا فيتصل به بسرعة .
ثم قال : (ورقيت فيه ) أي في المعراج المنصوب بقدم الأشراف والتبصر . (فملكت النور الممدود) أي نورا يمدني في كشف لوازم التكميل وشرائط استخراج ما استجن في الفطر المتشوقة إلى المطالب الغائية وتقوية جبلاتها : بإطعام ما دنت قطوفها من جنى الشجرة الكلية الكاملة .
(وجعلت قلوب المؤمنين) الذين جنحوا إلى سلم السعادة الأبدية (بين يدي) أي بين يدي خبرتي الوافية الموهوبة.
وبصيرتي الكاشفة الممنون بها عليهم في مناهج ارتقائهم.
385 - ( فقيل لي إشعلها نورا ) فإن زيت نبراس قابلياتهم أيضا من زيتون شجرة لا شرقية ولا غربية ولكن طمست عيون نبراسها بتراكم أبخرة الطبيعة وتضاعف الأدخنة الإمكانية فتشمرت الأنوار عنها .
(فإن ظلام الكفر قد اكفهر) يقال : اكفهر السحاب الأسود الغليظ إذا ركب بعضه بعضا.
والمراد بالكفر هنا الحجب المتراكمة الساترة وجه الحقيقة الظاهرة في مرايا الكون. (ولا ينفره سوى هذا النور) المصفي لقلوبهم المزكي لفطرهم.
قال قدس سره : (فأخذني) بعد ذلك (هيمان في المعراج) فإن سطوع النور ابتداء يورث البهتة والهيمان.
73- شرح تجلي الشجرة
73 – متن نص تجلي الشجرة
نصب المعراج ورقيت فيه مملكة النور الممدود وجعلت قلوب المؤمنين بين يدي .
فقيل لي : أشعلها نوراً فإن ظلام الكفر قد اكفهر ولا ينفره سوى هذا النور فأخذني هيمان في المعراج .
73 - إملاء ابن سودكين :
"ومن تجلي الشجرة وهذا نصه : نصبت المعراج فأخذني هيمان في المعراج .
قال جامعه : سمعت شيخي يقول في أثناء شرحه لهذا التجلي ما هذا معناه : الشجرة أصلها غربها وفرعها شرقها ، وهي لا شرقية ولا غربية . فانظر.
هل ترى شجرة تنزهت عن هذين الأصلين. فلن تجد ذلك إلا الله تعالی . فكان هذا الوصف من طريق الاعتبار هو أحق به .
ولما أقيم الشيخ في هذا التجلي وأمر بأن يشعل قلوب المؤمنين نورة لكونها نصبت بين يديه .
وهو يرشها من نور معرفته وبركة مقامه وما يهبه للمحلات.
"القابلة من مواهب الله تعالی ! فيسري ذلك النور الى من بينه وبينه مناسبة »
73 - شرح تجلي الشجرة
383 - الشجرة هي الإنسان الكامل ، مدبر هیکل الجسم الكل. وإنما سمي بالشجرة الانبعاث الرقائق المنتشرة منه إلى ما في سعة الوجوب والإمكان من الأسماء والأجناس والأنواع والأصناف والنسب والأشخاص .
فهو بحقيقته الجامعة ومرتبته الإحاطية شجرة وسطية : لا شرقية وجوبية ولا غربية إمكانية .
بل أمر بين الأمرين : أصلها غائص في السواد ، منطو على الأسرار؛ فرعها فارع في البياض ، حامل الأنوار؛ ساقها مادة المحسوسات ؛ فروعها حقائق الأمريات ؛ أوراقها أشكال المثاليات ؛ أزهارها التجليات الأسمائية ؛ وأنوارها الظاهرة من غيب أصلها في الحقائق الأمرية ، وأشكالها المثالية ، أثمارها التجليات الذاتية المختصة بأحدية جمع حقيقتها الوسطية الظاهرة فيها بسر: "إني أنا الله رب العالمين" [القصص:30] .
قال قدس سره :
384 - (نصبت المعراج) أي قویت رقيقة اتصالي بينبوع النور المطلق الوحداني ، المشتمل على بركات فيض الوجود.
إذ من شأن المنطلق في حصره وتقييده أن يحدث رقيقة اتصاله إلى كل عالم مهما أراد اقتدارا واختيارا فيتصل به بسرعة .
ثم قال : (ورقيت فيه ) أي في المعراج المنصوب بقدم الأشراف والتبصر . (فملكت النور الممدود) أي نورا يمدني في كشف لوازم التكميل وشرائط استخراج ما استجن في الفطر المتشوقة إلى المطالب الغائية وتقوية جبلاتها : بإطعام ما دنت قطوفها من جنى الشجرة الكلية الكاملة .
(وجعلت قلوب المؤمنين) الذين جنحوا إلى سلم السعادة الأبدية (بين يدي) أي بين يدي خبرتي الوافية الموهوبة.
وبصيرتي الكاشفة الممنون بها عليهم في مناهج ارتقائهم.
385 - ( فقيل لي إشعلها نورا ) فإن زيت نبراس قابلياتهم أيضا من زيتون شجرة لا شرقية ولا غربية ولكن طمست عيون نبراسها بتراكم أبخرة الطبيعة وتضاعف الأدخنة الإمكانية فتشمرت الأنوار عنها .
(فإن ظلام الكفر قد اكفهر) يقال : اكفهر السحاب الأسود الغليظ إذا ركب بعضه بعضا.
والمراد بالكفر هنا الحجب المتراكمة الساترة وجه الحقيقة الظاهرة في مرايا الكون. (ولا ينفره سوى هذا النور) المصفي لقلوبهم المزكي لفطرهم.
قال قدس سره : (فأخذني) بعد ذلك (هيمان في المعراج) فإن سطوع النور ابتداء يورث البهتة والهيمان.
اليوم في 16:55 من طرف Admin
» كتاب: علماء سلكو التصوف ولبسو الخرقة ـ إدارة موقع الصوفية
اليوم في 16:52 من طرف Admin
» كتاب: روضة المحبين فى الصلاة على سيد الأحبة ـ الحبيب محمد بن عبدالرحمن السقاف
اليوم في 16:49 من طرف Admin
» كتاب: مجالس ابن الجوزي في المتشابه من الآيات القرآنية ـ الشيخ باسم مكداش
اليوم في 16:42 من طرف Admin
» كتاب: فضائل فاطمة الزهراء ـ الشيخ باسم مكداش
اليوم في 16:40 من طرف Admin
» كتاب: الدرر البهية بفضائل العترة النبوية ـ الشيخ باسم مكداش
اليوم في 16:38 من طرف Admin
» كتاب: إرشاد الجاهلين إلى الآيات الواردة في حق أهل البيت ـ الشيخ باسم مكداش
اليوم في 16:34 من طرف Admin
» كتاب: حياة الإنسان الشيخ عبدالحميد كشك
اليوم في 16:30 من طرف Admin
» كتاب: لبس الخرقة في السلوك الصوفي ـ يوسف بن عبد الهادي
اليوم في 16:27 من طرف Admin
» كتاب: تنبيه السالكين إلى غرور المتشيخين للشيخ حسن حلمي الدغستاني
أمس في 20:03 من طرف Admin
» كتاب: مطالع اليقين في مدح الإمام المبين للشيخ عبد الله البيضاوي
أمس في 20:02 من طرف Admin
» كتاب: الفتوحات القدسية في شرح قصيدة في حال السلوك عند الصوفية ـ الشيخ أبي بكر التباني
أمس في 19:42 من طرف Admin
» كتاب: الكلمات التي تتداولها الصوفية للشيخ الأكبر مع تعليق على بعض ألفاظه من تأويل شطح الكمل للشعراني
أمس في 19:39 من طرف Admin
» كتاب: قاموس العاشقين في أخبار السيد حسين برهان الدين ـ الشيخ عبد المنعم العاني
أمس في 19:37 من طرف Admin
» كتاب: نُسخة الأكوان في معرفة الإنسان ويليه رسائل أخرى ـ الشّيخ محيي الدين بن عربي
أمس في 19:34 من طرف Admin