كتاب المفاتيح الوجودية والقرآنیة لفصوص حكم الشيخ الأكبر ابن العربي للشيخ عبد الباقي مفتاح
20 - فص حكمة جلالية في كلمة يحياوية
المرتبة 20 : لفص حكمة جلالية في كلمة يحياوية . من الاسم المحيي ومرتبة الماء وحرف السين ومنزلة النعائم . .
إبقاء كل صفة يستلزم وجود ضدها . . . فلا معنى ولا بقاء للاسم المميت إلا بضده أي المحيي . وما الموت إلا انتقال من هيئة إلى أخرى .
فالخروج من الأولى باسمه المميت هو عين الدخول في الأخرى باسمه المحيي .
أي أن ظهور المميت يستلزم ظهور المحيي فهما وجهان لحقيقة واحدة متلازمان كالوالد وولده .
ولهذا لما كانت للمرتبة 21 لزكريا ، الوالد والأرض والمميت كان للمرتبة 20 يحيى الولد والماء والاسم المحيي .
هذا التلازم يؤكده ما نجده في كتاب العبادلة حيث نجد بابا تحت عنوان :
" عبد اللّه بن يوسف بن عبد المحيي "
والباب الذي يتلوه عنوانه : " عبد اللّه بن يعقوب بن عبد المميت . . . " .
وأما وصف هذه الحكمة بالجلالية فلأن الغالب على يحيى الجلال قبضا وخشية وبكاء وهيبة وقتل شهيدا هو ووالده . وقيل إنه قتل في دمه سبعون ألفا . . .
ومن هذا الجلال نجده مترددا بين سماء هارون الخامسة وسماء عيسى الثانية . . .
ومعلوم أن سماء هارون هي فلك المريخ الأحمر وهي سماء الجلال والقهر والفتن والقتل والأضاحي . . .
ويحيى هو الذي يضحي بكبش الموت في آخر يوم القيامة . . .
وأما علاقة المحيي بالماء الذي له هذه المرتبة فمعروفة كثيرة الورود في القرآن كقوله تعالى : وَجَعَلْنا مِنَ الْماءِ كُلَّ شَيْءٍ حَيٍّ( الأنبياء ، 30 )
وقد تكلم عليه الشيخ في الفصل 30 من الباب 198 حيث قارن بين وظيفة وقوة الملائكة والماء
ثم قال : ( والماء وإن كان من الملائكة فهو ملك عنصري وأصله في العنصر من نهر الحياة الطبيعية الذي فوق الأركان وهو الذي ينغمس فيه جبريل كل يوم غمسة وينغمس فيه أهل النار إذا خرجوا منها بالشفاعة . فهذا الماء العنصري من ذلك الماء الذي هو نهر الحياة )
. . . (وهذا الركن هو الذي يعطي الصور في العالم كله وحياته في حركاته . . . ) .
وحيث أن أخص صفات الروح هي الحياة ، وعيسى روح اللّه ، كان يحيى ملازما لعيسى في الدنيا وفي السماء الثانية .
وتلازمهما كتلازم الجلال والجمال . وقد ورد اسمه تعالى .
ذو الجلال الحاكم على حكمة يحيى مرتين في القرآن في سورة الرحمن مقترنا بالإكرام الذي هو من مظاهر الجمال . . .
ومن هذا التلازم قارن الشيخ في هذا الفص بين سلام اللّه على يحيى وسلام عيسى على نفسه . . .
وحتى يكون يحيى مظهرا كاملا للحياة مات شهيدا مع والده والشهداء أحياء عند ربهم يرزقون .
وقتله مظهر جلالي كما أن رفع عيسى للسماء مظهر جمالي وَما قَتَلُوهُ وَما صَلَبُوهُ ( النساء ، 157 ) .
وأما المنزلة الفلكية المناسبة لهذه المرتبة المتوجه عليها الاسم " المحيي " فهي النعائم ، والحياة والماء من أعظم النعم ، والأنعام هي الحيوانات ، ولها حرف السين الذي له صفات الهمس والإرتخاء والانفتاح والصفير والإنسفال وكلها صفات المقهور تحت هيبة الجلال . . .
وكعادة الشيخ في التمهيد لمرتبة الفص الموالي ، ذكر في آخر هذا الفص الحائط والجذع اليابس إشارة إلى التراب –
ومن معاني الحائط في اللغة البستان - وإلى الأرض التي لها فص زكرياء بصفته المالكة حيث أن فلك التراب هو آخر أفلاك المملكة وما بقي بعده إلا المولدات وعمار المنازل .
20 : سورة فص يحيى عليه السلام
سورة هذا الفص هي " الكوثر " التي خصص الشيخ لها الباب " 276 ف " ومداره حول خيال الإنسان وللخيال علاقة بيحيى .
فالشيخ يقول إن صورة مريم الكاملة المنطبعة في خيال زكرياء هي السبب في ولادة يحيى حصورا كما كانت مريم بتولا . . .
وقد تكلم في فص زكرياء التالي عن الوهم وأثره في أصحابه .
والاسم الحاكم على هذا الفص هو " المحيي " المتوجه على إيجاد فلك " الماء " وعلى منزلة " النعائم " .
ومن نعم اللّه على رسوله صلى اللّه عليه وسلم حوض كوثر ماء الحياة الدائمة والعلاقة بين الحياة ويحيى والماء والكوثر ظاهرة .
ووجه المناسبة بين الفص وسورة " الكوثر " يظهر في الآية الأخيرة :إِنَّ شانِئَكَ هُوَ الْأَبْتَرُ أي المقطوع الذكر فلا عقب ولا وارث له .
أما أنت أيها الرسول فسترثك أمتك في مقام الدين .
وهذا ما أكد عليه الشيخ في هذا الفص بقوله : " لأنه عليه السلام آثر بقاء ذكر اللّه في عقبه إذ الولد سر أبيه
فقال : " يرثني ويرث من آل يعقوب " وليس ثم موروث في حق هؤلاء إلا مقام ذكر اللّه والدعوة إليه " .
فيحيى ، حتى وإن كان حصورا ولم يعقب ولدا ، ليس بأبتر لأن ذكره باق في العالمين أبد الآبدين ، بل هو الذي يذبح الموت فينحره على سور الأعراف عند نهاية يوم القيامة واستقرار أهل الجنة وأهل النار فيهما استقرار الخلود ، فهو آخر متحقق بالكلمة الوسطى في " الكوثر " أي :" . . . وانحر " .
وقول الشيخ : " . . . فقدم الحق على ذكر ولده " يشير إلى تقدم آية فَصَلِّ لِرَبِّكَ وَانْحَرْ
أي القيام بحق الحق تعالى - على ذكر الولد في آية إِنَّ شانِئَكَ هُوَ الْأَبْتَرُ والمصلي هو المتأخر عن السابق .
وقد توسع الشيخ في تفصيل هذا المعنى في الباب " 369 ف " الوصل السابع المتعلق بسورة " الكوثر " .
علاقة هذا الفص بسابقة ولاحقه
بدأ هذا الفص بمسألة مقام ذكر اللّه والرغبة في دوامه وفي هذا تلويح لسورة الفص السابق أي " الشرح " .
فكما ورث يحيى زكرياء ، ورثت الأمة المحمدية من نبيها مقام الذكر والدعوة إلى اللّه .
فآية : فَإِذا فَرَغْتَ فَانْصَبْ ( 7 ) وَإِلى رَبِّكَ فَارْغَبْ تتمثل في آية : فَصَلِّ لِرَبِّكَ وَانْحَرْ وآية : وَرَفَعْنا لَكَ ذِكْرَكَ تتمثل في آية : إِنَّ شانِئَكَ هُوَ الْأَبْتَرُ وآية :أَلَمْ نَشْرَحْ لَكَ صَدْرَكَ مظهر من مظاهر :إِنَّا أَعْطَيْناكَ الْكَوْثَرَ.
وقوله في هذا الفص :
" إن الولد سر أبيه " تمهيد لسورة فص زكرياء التالي أي " البلد " من آيتها : " ووالد وما ولد " فليحيى الجلال والاسم " الحي " وفلك الماء .
ولوالده الشدة من الاسم " المالك المميت " وفلك التراب ، فالحي والمميت ، كالماء والتراب ، متكاملان لأن الموت من عالم هو عين الحياة في عالم آخر . . .
وكل من يحيى وزكريا، كابد من اليهود القهر والجلال والشدة فكانا من الذائقين للآيتين:
" ووالد وما ولد لقد خلقنا الإنسان في كبد ".
.
20 - فص حكمة جلالية في كلمة يحياوية
المرتبة 20 : لفص حكمة جلالية في كلمة يحياوية . من الاسم المحيي ومرتبة الماء وحرف السين ومنزلة النعائم . .
إبقاء كل صفة يستلزم وجود ضدها . . . فلا معنى ولا بقاء للاسم المميت إلا بضده أي المحيي . وما الموت إلا انتقال من هيئة إلى أخرى .
فالخروج من الأولى باسمه المميت هو عين الدخول في الأخرى باسمه المحيي .
أي أن ظهور المميت يستلزم ظهور المحيي فهما وجهان لحقيقة واحدة متلازمان كالوالد وولده .
ولهذا لما كانت للمرتبة 21 لزكريا ، الوالد والأرض والمميت كان للمرتبة 20 يحيى الولد والماء والاسم المحيي .
هذا التلازم يؤكده ما نجده في كتاب العبادلة حيث نجد بابا تحت عنوان :
" عبد اللّه بن يوسف بن عبد المحيي "
والباب الذي يتلوه عنوانه : " عبد اللّه بن يعقوب بن عبد المميت . . . " .
وأما وصف هذه الحكمة بالجلالية فلأن الغالب على يحيى الجلال قبضا وخشية وبكاء وهيبة وقتل شهيدا هو ووالده . وقيل إنه قتل في دمه سبعون ألفا . . .
ومن هذا الجلال نجده مترددا بين سماء هارون الخامسة وسماء عيسى الثانية . . .
ومعلوم أن سماء هارون هي فلك المريخ الأحمر وهي سماء الجلال والقهر والفتن والقتل والأضاحي . . .
ويحيى هو الذي يضحي بكبش الموت في آخر يوم القيامة . . .
وأما علاقة المحيي بالماء الذي له هذه المرتبة فمعروفة كثيرة الورود في القرآن كقوله تعالى : وَجَعَلْنا مِنَ الْماءِ كُلَّ شَيْءٍ حَيٍّ( الأنبياء ، 30 )
وقد تكلم عليه الشيخ في الفصل 30 من الباب 198 حيث قارن بين وظيفة وقوة الملائكة والماء
ثم قال : ( والماء وإن كان من الملائكة فهو ملك عنصري وأصله في العنصر من نهر الحياة الطبيعية الذي فوق الأركان وهو الذي ينغمس فيه جبريل كل يوم غمسة وينغمس فيه أهل النار إذا خرجوا منها بالشفاعة . فهذا الماء العنصري من ذلك الماء الذي هو نهر الحياة )
. . . (وهذا الركن هو الذي يعطي الصور في العالم كله وحياته في حركاته . . . ) .
وحيث أن أخص صفات الروح هي الحياة ، وعيسى روح اللّه ، كان يحيى ملازما لعيسى في الدنيا وفي السماء الثانية .
وتلازمهما كتلازم الجلال والجمال . وقد ورد اسمه تعالى .
ذو الجلال الحاكم على حكمة يحيى مرتين في القرآن في سورة الرحمن مقترنا بالإكرام الذي هو من مظاهر الجمال . . .
ومن هذا التلازم قارن الشيخ في هذا الفص بين سلام اللّه على يحيى وسلام عيسى على نفسه . . .
وحتى يكون يحيى مظهرا كاملا للحياة مات شهيدا مع والده والشهداء أحياء عند ربهم يرزقون .
وقتله مظهر جلالي كما أن رفع عيسى للسماء مظهر جمالي وَما قَتَلُوهُ وَما صَلَبُوهُ ( النساء ، 157 ) .
وأما المنزلة الفلكية المناسبة لهذه المرتبة المتوجه عليها الاسم " المحيي " فهي النعائم ، والحياة والماء من أعظم النعم ، والأنعام هي الحيوانات ، ولها حرف السين الذي له صفات الهمس والإرتخاء والانفتاح والصفير والإنسفال وكلها صفات المقهور تحت هيبة الجلال . . .
وكعادة الشيخ في التمهيد لمرتبة الفص الموالي ، ذكر في آخر هذا الفص الحائط والجذع اليابس إشارة إلى التراب –
ومن معاني الحائط في اللغة البستان - وإلى الأرض التي لها فص زكرياء بصفته المالكة حيث أن فلك التراب هو آخر أفلاك المملكة وما بقي بعده إلا المولدات وعمار المنازل .
20 : سورة فص يحيى عليه السلام
سورة هذا الفص هي " الكوثر " التي خصص الشيخ لها الباب " 276 ف " ومداره حول خيال الإنسان وللخيال علاقة بيحيى .
فالشيخ يقول إن صورة مريم الكاملة المنطبعة في خيال زكرياء هي السبب في ولادة يحيى حصورا كما كانت مريم بتولا . . .
وقد تكلم في فص زكرياء التالي عن الوهم وأثره في أصحابه .
والاسم الحاكم على هذا الفص هو " المحيي " المتوجه على إيجاد فلك " الماء " وعلى منزلة " النعائم " .
ومن نعم اللّه على رسوله صلى اللّه عليه وسلم حوض كوثر ماء الحياة الدائمة والعلاقة بين الحياة ويحيى والماء والكوثر ظاهرة .
ووجه المناسبة بين الفص وسورة " الكوثر " يظهر في الآية الأخيرة :إِنَّ شانِئَكَ هُوَ الْأَبْتَرُ أي المقطوع الذكر فلا عقب ولا وارث له .
أما أنت أيها الرسول فسترثك أمتك في مقام الدين .
وهذا ما أكد عليه الشيخ في هذا الفص بقوله : " لأنه عليه السلام آثر بقاء ذكر اللّه في عقبه إذ الولد سر أبيه
فقال : " يرثني ويرث من آل يعقوب " وليس ثم موروث في حق هؤلاء إلا مقام ذكر اللّه والدعوة إليه " .
فيحيى ، حتى وإن كان حصورا ولم يعقب ولدا ، ليس بأبتر لأن ذكره باق في العالمين أبد الآبدين ، بل هو الذي يذبح الموت فينحره على سور الأعراف عند نهاية يوم القيامة واستقرار أهل الجنة وأهل النار فيهما استقرار الخلود ، فهو آخر متحقق بالكلمة الوسطى في " الكوثر " أي :" . . . وانحر " .
وقول الشيخ : " . . . فقدم الحق على ذكر ولده " يشير إلى تقدم آية فَصَلِّ لِرَبِّكَ وَانْحَرْ
أي القيام بحق الحق تعالى - على ذكر الولد في آية إِنَّ شانِئَكَ هُوَ الْأَبْتَرُ والمصلي هو المتأخر عن السابق .
وقد توسع الشيخ في تفصيل هذا المعنى في الباب " 369 ف " الوصل السابع المتعلق بسورة " الكوثر " .
علاقة هذا الفص بسابقة ولاحقه
بدأ هذا الفص بمسألة مقام ذكر اللّه والرغبة في دوامه وفي هذا تلويح لسورة الفص السابق أي " الشرح " .
فكما ورث يحيى زكرياء ، ورثت الأمة المحمدية من نبيها مقام الذكر والدعوة إلى اللّه .
فآية : فَإِذا فَرَغْتَ فَانْصَبْ ( 7 ) وَإِلى رَبِّكَ فَارْغَبْ تتمثل في آية : فَصَلِّ لِرَبِّكَ وَانْحَرْ وآية : وَرَفَعْنا لَكَ ذِكْرَكَ تتمثل في آية : إِنَّ شانِئَكَ هُوَ الْأَبْتَرُ وآية :أَلَمْ نَشْرَحْ لَكَ صَدْرَكَ مظهر من مظاهر :إِنَّا أَعْطَيْناكَ الْكَوْثَرَ.
وقوله في هذا الفص :
" إن الولد سر أبيه " تمهيد لسورة فص زكرياء التالي أي " البلد " من آيتها : " ووالد وما ولد " فليحيى الجلال والاسم " الحي " وفلك الماء .
ولوالده الشدة من الاسم " المالك المميت " وفلك التراب ، فالحي والمميت ، كالماء والتراب ، متكاملان لأن الموت من عالم هو عين الحياة في عالم آخر . . .
وكل من يحيى وزكريا، كابد من اليهود القهر والجلال والشدة فكانا من الذائقين للآيتين:
" ووالد وما ولد لقد خلقنا الإنسان في كبد ".
.
20/11/2024, 22:49 من طرف Admin
» كتاب مواعظ الإمام زين العابدين ـ صالح أحمد الشامي
18/11/2024, 23:30 من طرف Admin
» كتاب إتحاف النفوس بنفحات القدوس ـ عبد القدوس بن أسامة السامرائي
18/11/2024, 23:25 من طرف Admin
» كتاب الإعلام بفضل الصلاة على النبي والسلام ـ محمد بن عبد الرحمن بن علي النميري
18/11/2024, 23:20 من طرف Admin
» كتاب الغيب ـ محمد متولي الشعراوي
18/11/2024, 23:08 من طرف Admin
» كتاب الشيطان والإنسان ـ محمد متولي الشعراوي
18/11/2024, 23:03 من طرف Admin
» كتاب الشعراوي هنا رأيت سيدنا إبراهيم ـ سعيد أبو العنين
18/11/2024, 23:01 من طرف Admin
» كتاب الخير والشر ـ محمد متولي الشعراوي
18/11/2024, 22:57 من طرف Admin
» كتاب التربية في مدرسة النبوة ـ محمد متولي الشعراوي
18/11/2024, 22:55 من طرف Admin
» كتاب: إرشاد العباد إلى سبل الرشاد ـ للملبباري
18/11/2024, 22:41 من طرف Admin
» ـ كتاب آداب الحسن البصري ـ أبن الجوزي
18/11/2024, 22:34 من طرف Admin
» كتاب الله والنفس البشرية ـ لمحمد متولي الشعراوي
18/11/2024, 22:23 من طرف Admin
» كتاب: معرفة النفس طر يق لمعرفة الرب ـ أستاذ البصيرة عبدالوهاب حسن
18/11/2024, 22:21 من طرف Admin
» كتاب الطريق الي الله ـ الشيخ علي جمعة
18/11/2024, 21:50 من طرف Admin
» كتاب: كتاب النفس والجسد والروح ـ ابراهيم البلتاجي
18/11/2024, 21:38 من طرف Admin