..الإحسان حياة.

مرحبا بك أيّها الزّائر الكريم.

انضم إلى المنتدى ، فالأمر سريع وسهل

..الإحسان حياة.

مرحبا بك أيّها الزّائر الكريم.

..الإحسان حياة.

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
..الإحسان حياة.

..الإحسان معاملة ربّانيّة بأخلاق محمّديّة، عنوانها:النّور والرّحمة والهدى

المواضيع الأخيرة

» كتاب: تنبيه السالكين إلى غرور المتشيخين للشيخ حسن حلمي الدغستاني
كتاب: صفات المُريد الصَّادق ـ الأستاذ سرين امباكي جوب خضر ـ 1 ـ Emptyأمس في 20:03 من طرف Admin

» كتاب: مطالع اليقين في مدح الإمام المبين للشيخ عبد الله البيضاوي
كتاب: صفات المُريد الصَّادق ـ الأستاذ سرين امباكي جوب خضر ـ 1 ـ Emptyأمس في 20:02 من طرف Admin

» كتاب: الفتوحات القدسية في شرح قصيدة في حال السلوك عند الصوفية ـ الشيخ أبي بكر التباني
كتاب: صفات المُريد الصَّادق ـ الأستاذ سرين امباكي جوب خضر ـ 1 ـ Emptyأمس في 19:42 من طرف Admin

» كتاب: الكلمات التي تتداولها الصوفية للشيخ الأكبر مع تعليق على بعض ألفاظه من تأويل شطح الكمل للشعراني
كتاب: صفات المُريد الصَّادق ـ الأستاذ سرين امباكي جوب خضر ـ 1 ـ Emptyأمس في 19:39 من طرف Admin

» كتاب: قاموس العاشقين في أخبار السيد حسين برهان الدين ـ الشيخ عبد المنعم العاني
كتاب: صفات المُريد الصَّادق ـ الأستاذ سرين امباكي جوب خضر ـ 1 ـ Emptyأمس في 19:37 من طرف Admin

» كتاب: نُسخة الأكوان في معرفة الإنسان ويليه رسائل أخرى ـ الشّيخ محيي الدين بن عربي
كتاب: صفات المُريد الصَّادق ـ الأستاذ سرين امباكي جوب خضر ـ 1 ـ Emptyأمس في 19:34 من طرف Admin

» كتاب: كشف الواردات لطالب الكمالات للشيخ عبد الله السيماوي
كتاب: صفات المُريد الصَّادق ـ الأستاذ سرين امباكي جوب خضر ـ 1 ـ Emptyأمس في 19:31 من طرف Admin

» كتاب: رسالة الساير الحائر الواجد إلى الساتر الواحد الماجد ( مجموع رسائل الشيخ نجم الدين الكبري )
كتاب: صفات المُريد الصَّادق ـ الأستاذ سرين امباكي جوب خضر ـ 1 ـ Emptyأمس في 19:28 من طرف Admin

» كتاب: رسالة إلى الهائم الخائف من لومة اللائم ( مجموع رسائل الشيخ نجم الدين الكبري )
كتاب: صفات المُريد الصَّادق ـ الأستاذ سرين امباكي جوب خضر ـ 1 ـ Emptyأمس في 19:26 من طرف Admin

» كتاب: التعرف إلى حقيقة التصوف للشيخين الجليلين أحمد العلاوي عبد الواحد ابن عاشر
كتاب: صفات المُريد الصَّادق ـ الأستاذ سرين امباكي جوب خضر ـ 1 ـ Emptyأمس في 19:24 من طرف Admin

» كتاب: مجالس التذكير في تهذيب الروح و تربية الضمير للشيخ عدّة بن تونس
كتاب: صفات المُريد الصَّادق ـ الأستاذ سرين امباكي جوب خضر ـ 1 ـ Emptyأمس في 19:21 من طرف Admin

» كتاب غنية المريد في شرح مسائل التوحيد للشيخ عبد الرحمن باش تارزي القسنطيني الجزائري
كتاب: صفات المُريد الصَّادق ـ الأستاذ سرين امباكي جوب خضر ـ 1 ـ Emptyأمس في 19:19 من طرف Admin

» كتاب: القوانين للشيخ أبي المواهب جمال الدين الشاذلي ابن زغدان التونسي المصري
كتاب: صفات المُريد الصَّادق ـ الأستاذ سرين امباكي جوب خضر ـ 1 ـ Emptyأمس في 19:17 من طرف Admin

» كتاب: مراتب الوجود المتعددة ـ الشيخ عبد الواحد يحيى
كتاب: صفات المُريد الصَّادق ـ الأستاذ سرين امباكي جوب خضر ـ 1 ـ Emptyأمس في 19:14 من طرف Admin

» كتاب: جامع الأصول في الأولياء و دليل السالكين إلى الله تعالى ـ للسيد أحمد النّقشبندي الخالدي
كتاب: صفات المُريد الصَّادق ـ الأستاذ سرين امباكي جوب خضر ـ 1 ـ Emptyأمس في 19:12 من طرف Admin

أفضل 10 أعضاء في هذا الشهر

دخول

لقد نسيت كلمة السر


    كتاب: صفات المُريد الصَّادق ـ الأستاذ سرين امباكي جوب خضر ـ 1 ـ

    avatar
    Admin
    Admin


    المساهمات : 68443
    تاريخ التسجيل : 25/04/2018

    كتاب: صفات المُريد الصَّادق ـ الأستاذ سرين امباكي جوب خضر ـ 1 ـ Empty كتاب: صفات المُريد الصَّادق ـ الأستاذ سرين امباكي جوب خضر ـ 1 ـ

    مُساهمة من طرف Admin 20/10/2020, 14:52

    صفات المُريد الصَّادق
    نودُّ أن نتطرّق إلى توضيحِ وكشف النِّقاب عن صفات المُريدين الصَّادقينَ خلال هذه المُحاضرة الرمضانية تقوم دائرة نُور الدّارين بتنظيمهَا منذ سنوات منصَرمة .

    معنَى الإرادة والمُريدِ

    يروقنا فِي هَذا المقام أن نسُوق أقوال العُلماء السَّالكينَ في معنَى المُريد والمُريد الصَّادق التي استَللناها مِن كُتبهم القيّمة .

    معنَى الإرادة والمُريد فِي المَعاجم اللُّغوية والصُّوفية :

    قَد وردت كلمة المُريد في كثير من المعاجم وهي من أَرَادَ ( فعل ) يُريد، أَرِدْ، إرادةً ، فهو مُريد، والمفعول مُراد .

    أراد اللهُ الشَّيءَ: شاءَه
    أَرَادَهُ عَلَى سَفَرٍ لا َيُطَاقُ: حَمَلَهُ عَلَيْهِ
    أَرَادَهَا لِنَفْسِهِ: أَحَبَّهَا، إِذَا أَرَادَتْ ذَلِكَ فَلَهَا مَا تُرِيدُ.
    مُريد ( اسم ): اسم فاعل من أرادَ
    تابع، متعلِّم على شيخ .
    رتبة من رتب الصُّوفيَّة
    هُوَ مُرِيدُهُ : مِنْ طَلَبَتِهِ وأَنْصَارِهِ وَمُنَاصِرِيهِ كَانَ مِنْ مُرِيدِيهِ. [ ينظر: ” معجم الوسيط ” ]

    والإرادةُ مُصطلح معروف وشائع في الفكر الصُّوفيّ وقد عرَّفها الإمام الربانيُّ الشيخ عبد الكريم القُشيري – قدّس الله سرّه – في رسالتِه المشهورةِ بقوله : ” بَدء طريق السَّالكين، وهي اسم لأول مَنزلة القاصدين إلى الله تعالى، وإنما سُميت هذه الصِّفة: إرادة؛ لأن الإرادةَ مقدمةُ كلِّ أمرٍ، فما لم يُردِ العبدُ شيئًا لم يفعله، فلما كان هذا أوَّلَ الأمر لمن سَلك طريق الله عز وجل سُمي: إرادة تَشبيهًا بالقَصد في الأمُور الذي هو مقدمتها، و”المُريد” على موجبِ الاشتقاق: مَن له إرادة …”. [ ينظر: ” الرسالة القشيرية “، ط دار الكتب العلمية – بيروت، ص: (236)].

    الإرادة

    صفة توجب للحي حالاً يقع منه الفعل على وجهٍ دون وجه، وفي الحقيقة: هي ما لا يتعلق دائماً إلا بالمعدوم، فإنها صفة تخصص أمراً لحصوله ووجوده، كما قال الله تعالى: { إنما أمره إذا أراد شيئاً أن يقول له كن فيكون}. وميل يعقب اعتقاد النفع؛ ومطالبة القلب غذاء الروح من طيب النفس، وقيل: الإرادة حب النفس عن مراداتها، والإقبال على أوامر الله تعالى والرضا، وقيل: الإرادة: جورةٌ من نار المحبة في القلب مقتضية لإجابة دواعي الحقيقة . [ كتاب ” التعريفات “، للجُرجانيّ ]

    مفهُوم المُريد

    المُريدُ: هُو السّالك، رُتبة من رتب الصُّوفية، أو السّالك الذي يرقى في المقامات والأحوال إلى أن يصل.
    [ ينظر: ” موسوعة مصطلحات التصوّف الإسلامي “، للدكتور رفيق المعجم، ص:(887)].

    وقيل المُريدُ : هُو المتجرّدُ عَن إرادته، وقال أبو حامد الغزالي: هو الذي صح له الابتداء فدخل فِي جملة المنقطعين إلى الله عزّ وجلّ بالاسم. الكلمات التي تداولتها الصّوفية، سيدي محيى الدين بن عربي، تحقيق: محمد عبد الرحمن الشاغول. الناشر: دار جوامع الكلم، ص: [19]، و كتاب الإملاء عن إشكاليات الإحياء للإمام الغزالي، ملحق بالاحياء فِي المجلد الخامس، الطبعة الأولى: ص: (32) شركة القدس .

    ADVERTISEMENT
    REPORT THIS AD

    وهو أيضا في الاصطِلاح الصُّوفيِّ هو السالك الذي يُريد أن يصل إلى الحضرة الإلهية قبل كل شيء ويَنال بالتالي صفة الشيخ الرُّوحي .

    ويرى بول مارتي أن السنيغاليين منذ بداية القرن العشرين الميلادي انتهى السنغاليون بهذه الصيغة مُريد mourid إلى تعيين مجمُوعة أتباع الطائفة الدينية الجديدة التي يقُودها سرين أحمد بامبا بصفة خاصة [1].

    مفهُوم الإرادة والمُريد عند الشيخ الخديم – رضي الله عنه -:

    يقول أبو المحامد – رضي الله عنه – في منظومته ” تَزوّد الشبان” مبيِّنا حدَّ الإرادةِ عند الصُّوفيةِ :
    حَدُّ الإرادةِ بقَولِ السَّادةْ = تَركُ المُريدِ ما عَليهِ العَادةْ
    ثُمَّ رجُوعُه إلى المُعتادِ = قَبلَ وصُولِه كالارتِدادِ

    والمُريدُ: هُو السَّالك الذي يُريد وجه الله تعالى ويقصدُ رضَاه الأكبر في سَائر حركاته وسكناته بُكرة وأصيلا بدون السأم أو الملل، أو هُو العبد السَّاعى لنيل رضى خَالقه في جَميع حَركاته وسَكناته، كما صرّح بذلك مؤسِّسُ المُريدية في منظومته ” مسالك الجنان “:
    إذ المُريدُ لا يُريدُ أبدَا = غيرَ رضى الرَّحمَانِ حَيثُ قصَدا

    مفهومُ المُريدية:

    ويُمكن أن نقُول بأنَّ المُريدين هم الذينَ ينسبُون إلى الطريقة المُريدية السَّنية التي أسَّسها الشيخ الخديم ومن بعضِ مفهوماتها ما يَلي:

    لقد عرَّف الباحثُ الفيلوسُوف الشيخُ محمد مُصطفى جُوب الكوكيُّ مفهُوم المُريديةِ بهذا التعريفِ : ” حَركةٌ صُوفيةٌ تَجديديةٌ جامِعةٌ “.

    ونقولُ إنَّ المُريدية هِي المنهج التربوي الذي أسسه الشيخ الخديم – قدس الله سِرّه – لإحياء الشريعة المطهّرة و السُّنة المُنورة .

    أو هي المَنهجُ التربويُّ لتكوين الإنسان جَسديا ورُوحيا، كما شهد بذلك شاهد من أهلها الشيخُ امباكي بوسُو – رضي الله عنه – الذي يقُول في مدح مؤسّسها:
    هُو الغوثُ والمغياثُ ربَّى قلُوبنا = وأجسامَنا فالكلُّ صَافٍ وناعمُ

    والمُراد بالقَلب هُنا الروحُ.

    مفهوم المُريد الصَّادق عند الصُّوفية:

    لا يعزبُ عَن بال ذي علم ومعرفة أن المريدَ الصَّادق درجة عالية من درجاتِ السُّلوك عند أهل البَصيرةِ والحال، وأما معناهُ: فَهو من اتصف عنده هذه الخِصال التالية فِي الفكر الخَديمي: الصِّدق في محبّة الشيخ، وامتثال آمره واجتناب نهيه، وحسن الظن به، وترك الاعراض ظاهرة وباطنة، وسَلب الاختبار. و قال الشيخ أبو السعود بن العشائر: ” المُريد الصادق هو الذي لا يتعبُ شيخه لما عنده من النّهضة والعزم والله أعلم” . [ الأنوار القدسية، للعارف بالله الإمام الشَّعراني، ص: (171)]


    ويقولُ الدكتور حسن محمد الشرقاوي – أستاذ الفلسَفة الإسلامية بجامعة الاسكندرية – معرفا مُصطلح المُريد الصَّادق: ” هو الذي يُشترط فيه الصِّدق والصَّراحة مع شيخه حتى يستطيعَ الطبيب المربِّي أن يصف له الدواء المُناسب لحَالته حتى لا يسرع العطب إلى نفسه فيهلك، لأنّه من الضروري للمريض أن يعرض حالته عَلى طبيبه عَرضا صَادقا، وإلا وصف لهُ الطبيب دواء لا يصلح له ربما زاده مرض، وهنا تقع مسؤولية الخطأ. ولذلك يوصي أئمة الصوفية بأن لا يأخذ المريد العهد من الشيخ إلا بعد أن يُجربه الشيخ ويعرف كلّ شخصيته قبل أن ينضم إلى الطريق.

    كذلك فإنه لا يمكن أن يكون الشيخ ذا قدم إلا إذا كان صاحب فراسة فيعرف مريده ببصيرة نافذة ناتجة عن صدقه وعلمه، وأتباعه للقدوة المحمدية ومعرفة بالخواطر الشيطانية، وسياسة الدين والدُّنيا وبذلك يمكن أن يقال عنه أنه شيخ في الطريق. [ ينظر: ” الكوكب الشاهق فِي الفرق بين المريد الصَّادق وغير الصّادق”، للشيخ الإمام عبد الوهاب الشعراني، تحقيق وتعليق ودراسة: دكتور حسن محمد الشرقاوي أستاذ الفلسفة الإسلامية بجامعة الاسكندرية 1991م، الطبعة الثانية، دار المعارف، ص: (48)]

    وقد عرَّف سيدي محمد الهاشمي – قدس الله سره – المريد الحقيقي أو الصادق : ” بأنه الذي سلَّم نفسه مباشرة بالفعل للشيخ المُرشد الحي في أيام السير إلى الله تعالى ليسلك به الطريق إلى أن يقول: ها أنت وربُّك “. فيصير المريد مراداً. فإذا انتهَى سَيره إلى الله تعالى وصاَر في الله بالله لله صار المُريد مرادًا عبدًا لله حُرًّا مما سِواه .

    مفهُوم المُريد الصَّادق عند الشيخ الخديم – رضي الله عنه -:

    يقول الشيخ في بيان معنى المريد الصادق ما لفظهُ هكذا : ” مريد صادق: الميم إشارة إلى محبة الشيخ والراء رفقة والياء يقين القلب والدال دليل والصاد صبر والألف امتثال الأوامر والدال دوام عليها والقاف قلب سليم ” . [ حكمة بالغة للشيخ الخديم ].

    وقال – عَليه أكبر رضوان الباقي القَديم – :
    فَصادقُ المُريد من ينقَلبُ = بحُكم وقته ولا يَرتفبُ
    أمامَه وقتًا فإنَّ ذاكَا = يَمنعُ من إصلاحِ مَا هُناكا
    فلتنظُروا فِي جُنَّة المُريدِ = لشَيخنا الكُنتيّ ذِي التَّمجيدِ

    هذا الكلام قريب من معنى قول ابنِ عطاء اللَّه في حِكمه: (إحالتُك الأعمَالَ عَلى وجُود الفَراغ من رُعونة النَّفسِ) [ ينظر: ” الحِكم العطائية “، لتاج الدين أحمد بن عطاء الله السكندري المتوفى سنة 709ه‍، ص : 09].

    وقال الشَّارحُ ابن عَجيبة: (فالواجبُ على الإنسانِ أن يقطعَ عَلائقه وعَوائقه، ويُخالف هَواه، ويبادر إلى خِدمة مولاه، ولا يَنتظر وقتًا آخر، إذ الفقيرُ [الصُّوفي] ابن وقته) .[ينظر: “إيقاظ الهمم في شَرح الحكم” ج1، ص: (49)].

    [ ينظر: المجموعة الصغرى، ص : (105) كما ورد أيضا الأبيات في “إرواء النَّديم” للشيخ محمد الأمين جوب الدَّغاني بتحقيق الدكتور محمد شقرون، ص: (71) مع اختلاف يسير في البيت الأخير الذي أوردهُ هكذا :
    فلتنظُروا فِي جُنَّة المُريدِ [2]= لشَيخنا الخَليفةِ الرَّشيدِ ]

    وقال الشيخ الخديم – رضي الله عنه – في قصيدته ” حقَّ البكاء “:
    طُوبَى لعبدٍ مُريد صَادق لهمُ = بخدمة أو بِحبٍّ أوهَدياتِ

    لهُم : الضَّمير عائد على السَّاداتِ.

    ويقول أبو المواهب الشيخ عبد الوهاب الشّعرانيُّ :” وقد كان سيدي الشيخ أبو العباس المرسي – رحمه الله تعالى – يقول :” ليس المُريد من يفتخرُ بشيخِه، وإنما المُريد من يفتخر شيخه بهِ “.
    وكان يقول أيضا : ” كلّ من لم يصبرْ على صُحبة شيخه ابتلاه الله بخدمة النِّساء وموت القلب “. [ الأنوار القدسية، للعارف بالله الإمام الشَّعراني، ص: (137 وما بعدها)، النَّاشر/ دار جوامع الكلم].

    ولقَد سَبق أن أشرنا في إحدى بُحوثنا إلى أن المُريد الصادقَ يكون مسلما حقا ومؤمنا ومحسنا لأعماله وأقواله ويتحلى بجميع مكارم الأخلاق ويتخلى عن الرذائل كالكبر والرياء والعجب والنفاق كل ذلك مع امتثال أوامر شيخه واجتناب نواهيه … وإضافة إلى ذلك يمكن القول أن جل الناس اليوم يظنون بأن أصحاب الأموال الذين يعطون الشيوخ أموالا طائلة، كالمصارعين والموسقيين الجهلاء والفنانين هم المريدون الصادقون، – ومع الأشد الشديد – يخالطون بعض الشيوخ ويظهرون الإرادة الصادقة، بل لهم مكان خاص، لأنهم أصحاب الهدايا الوافرة ، ولذلك يقول لهم بعض الشيوخ الذين انحرفوا عن الهدى : أنتم المريدون الصادقون وما هم بالمريدين بل هم المفسدون لدين الإسلام [3])

    وقلَّ ما كان الشيخ الخديم – رضي الله عنهُ – ينصُّ على لفظ المُريد الصَّادق في الوصايا والرّسائل التي كان يكتبها للمُريدين، فقد قال مثلا في رسالتهِ إلى أخيه الشيخ إبراهيم فاط امباكّي – رضي الله عنه – التي تدل على كونِهِ المسلمَ الحقيقي والمريد الصادق الذي لا يريد سوى رضوان ربه، والفائز برضوان الله وهذا نصها : ” بسم الله الرحمان الرحيم متى تقع عينك على هذه الحروف فتيقن بأن كاتبها راض عنك رضي لا سخط بعده أبدا وأنه طالب من الله – تبارك وتعالى – لك ما يغبطك فيه جميع أمثالك فطب نفسا وقر عينا، ولا تشك في كون هذا من ربك إليك بواسطته، والله على ما نقول وكيل” فهل هناك شيء يطلبه الإنسان المسلم والمريد الصادق أكثر من كونه مرضيا عند الله وعند شيخه؟ ” ورضوان من الله أكبر “. [ الشيخ إبراهيم فاط امباكي، بقلم الأستاذ خديم مصطفى لو ح، نشر هذا المقال ضمن كتاب ” شخصيات من المدرسة الخديمية ” الذي أصدرته الإدارة العامة لمؤسسة الأزهر الإسلامية سنة 2004م، و” حياة الشيخ إبراهيم فاط امباكي”، تأليف: المرحوم الشيخ محمد المرتضى امباكي شيخ فاط، ص: (45)]

    وهُناك رسالة أخرى أرسلها إلى مُريده الشيخ عبد الرحمان لوح – رضي الله عنهما – وهذا نصُّ الرسالة: ” الحمد لله وحده والصَّلاة والسَّلام على من لا نبي بعدهُ .

    أما بعد أيُّها المُريد الصَّادق عبد الرحمان لوح متى تقع عينك على هذه الحروف فتيقن بأن كاتبها راض عنك رضي لا سخط بعده أبدا وأنه طالب من الله – تبارك وتعالى – لك ما يغبطك فيه جميع أمثالك فطب نفسا وقر عينا، ولا تشك في كون هذا من ربك إليك بواسطته، والله على ما نقول وكيل ” والسَّلام عليكم ورحمة الله تَعالى وبركاتُه .

    وكتبها الفقير إلى مولاه: أحمد بن محمد بن حبيب الله . [ نقلا عن كتاب ” كشف الغطاء عن الشخصية البتراء” في سيرة سرين اندام عبد الرحمان للباحث الحفيد سميه الشيخ عبد الرحمان مصطفى اللوحي، ص: (97) ]

    من صفات المريدين الصَّادقينَ

    قال الأديبُ الأريبُ والنقيبُ النجيبُ مبيّينا صفات المُريد الصَّادق نقلا عن الشَّعرانِيّ: [ من الرجز]
    صِفاتُ صَادق المُريد باختِصَار = أربعة نظمتُها خوفَ اغترار
    الصِّدق فِي مَحبة الشيخِ أبدْ = ثُم امتثال أمره حيثُ وردْ
    وتَرك الاعتراضِ مُطلقا ولوْ = ببَاطن عَليهِ فيما قد رَووا
    ومعه سلَبُ الاختيار = لحُسن ظنِّه بلا إنكار
    فكلُّ مَن جَمع هَذه الصِّفات = مِن المُريدينَ فيُدرك الثِّقات
    فانظرهُ فِي لطائفِ الشَّعراني = تجدهُ كالياقوتِ والمرجَانِ

    وهَذا القول يتضمن معنَى قول الإمام العارف الشَّعرانيِّ : ” … فقلت له: وما صِفاتُ المُريد الصَّادق على وجه الاختِصار؟ فقال: هي أربعة، الأولى: صِدقه فِي محبَّة الشيخ، الثانية: امتثالُ أمره، الثالثة: تَركُ الاعتراض عَليه ولو في ليل أونَهار أو غَيبتِه أو حُضُوره، الرابعة: سلبُ الاختيار معه، فكلُّ من يجمع هذه الصِّفات الأربع فقَد صحّت قابليته، ونفذ فيه الحال، ونجح فيه الدَّواء، وصار كالحراق النَّاشف بالنِّسبة إلى الزِّناد … “. [ ينظر: كتاب ” لَطائف المنن” للإمام الشَّعرانيّ – قدّس الله سرّه – بتحقيق سالم مُصطفى البدري، ط. دار الكتب العلمية، الطبعة الثالثة، ص: (480)]

    1- الصِّدقُ في محبة الشيخ

    وبادي ذي بدء، لا تغيبُ عن ذي خلد ولا يخفى على أحد أن المحبَّةَ في صدق الشيخ سفينة النَّجاة للمُريد من الزَّيع والإضلال [4] والغرق في التُّرهات التي تعرقل وصُول السَّالك إلى حضرة ملك المُلوك ربّ الأملاك، وهي شرط من شُروط المُريد الصَّادق . فالشيخ أحمد الخديم – رضي الله عنه – يقول في حِكمته : “إنَّ مفتاح مَحبة التلميذ لشيخه في امتثال أمره واجتناب نهيه” وحُسن الظن به، وأما مفتاح محبة شيخه له فرؤيته متعلقا به لطلب الوصول إلى مطلوبه مع المبادرة إلى أمره بلا اعتراض ظاهرا أو باطنا، أما مفتاح عكس هذه الأشياء فإصرار عَلى الذنوب والتسويف عن العمل الصّالح ومحبة العاصين، وعدم امتثال الأمر، وترك اجتناب النّهي، وسُوء الظن، وترك التعلق به لله تعالى – “. [ ينظر هذا الكلام ضمن ترجمة ” الشيخ إبراهيم فاط امباكي” بقلم الأستاذ خديم مصطفى لوح ضمن كتاب ” شخصيات من المدرسة الخديمية ” الذي أصدرته الإدارة العامة لمؤسسة الأزهر الإسلامية سنة 2004]

    وللمُريدينَ قُدوة حَسنة في المحبة الصَّادقة فِي الشيخ الخديم – رضي الله عنه – الذي كانَ هائما في محبة وسيلته – صلى الله عليه وسلم – ويكنُّ لهُ مودة خالصة وحبّا جمًّا خالط سُويداء قلبه، وقد عبر عن ذلك في مواضع كثيرة من قصائده، كما قال فِي ” فتوح المكرم في أمداح المكرم “:

    غَنِمْتُ حُبَّ المصطفى وَأَكتفي = بذاكَ فالْمُعْطَى كَفَافًا يَكْتفي

    وقال في قصيدة موجُودة في ديوان ” الفلك المشحون المصنوع من اللب المصون “:
    غَرِقْتُ في بَحر محبة الرّسولْ = وأرتجي به الرضاءَ والقبولْ

    وقال أيضا في ديوان ” الفلك المشحون المصنُوع من اللب المصون “:
    سكرتُ من خَمر محبّةِ النبي = فلا أزال في الثنآ بمطنبِ

    وقال في قصيدة مقيدة بـ”عام شهد لي كرمه “:
    شوقي وَودي ومَحبَّتي معا = لمن جلالًا وجمالًا جمعا

    ومن الأمارات السَّاطعة والعلامات الناصعة التي تدلّ على صدق محبّته له – كونهُ أفدَى للنبي – صلّى الله عليه وسلم – بنفسه وبأولاده، وبأعزّ ما يملك، فقالمن قصيدة مقيدة بـ” لا إله إلا الله محمد رسول الله – صلى الله تعالى عليه وسلم -” :
    مَحتْ مَحبتيَ الْمختارَ سيدَنا = حبي المغانيَ والأهلين والولدا
    دمي وأهلي وأولادي الفداء له = عبدا خديما له مذ كان لي سَندَا

    والأعجب في ذلك، أن يَقِيَ بخدّه رجلَ محبوبه – صلى الله عليه وسلم – من كل شوكةٍ أو ضارّ، فقال في قصيدته ” فتوح المكرم في أمداح المكرم “:

    خَدِّي وِقايةٌ لرجْلِ الْمجتبَى = من شوكةٍ وما يضاهي عقربا [5]

    ولا يشكُّ أحد أنَّ إخلاص المُريد في محبّته لشيخه – كما قال القوم – سلَّم يرتقي به إلى الدرجات العلى، كما قال أبو المواهب العارف بالله الإمام الشعراني – رضي الله عنه – : ” عُمدة الأدب مع الشيخ هو المحبة له؛ فمن لم يبالغ في محبة شيخه؛ بحيث يؤثره على جَميع شهواته لا يفلح في الطريق؛ لأن محبة الشيخ إنما هي مرتبة إدمان يترقى المُريد منها إلى مرتبة الحق عز وجل، ومن لم يحب الواسطة بينه وبين ربه التي من جملتها رسول الله – صلى الله عليه وسلم – فهو منافق، والمنافق في الدَّرك الأسفل من النار “.

    وسمعتُ سيدي عليا المرصفي – رحمه الله – يقول: المُريد يترقى في محبَّة شيخه إلى حد يتلذذ بكلام شيخه له كما يتلذذ بالجماع، فمن لم يعمل إلى هَذه الحالة فما أعطى الشيخ حقه من المحبة ! [ ينظر: الأنوار القدسية في معرفة قواعد الصوفية، الشعراني، ص: (114- 155)].

    قد تبوأت المحبَّة مكانة سامية في التراث المُريدي الصُّوفيّ من أنجال الشيخ الخديم وأكابر المريدين – رضي الله عليهم أجمعينَ -. فها هو الشيخ محمد الفاضل يقول مبايعا الشيخ الخديم – رضي الله عنهما – في قطعة أبيات رائعة:
    يَا أَيُّهَا الشَّيْخُ النَّفِيسُ الْمُرْتَجَى= يَا فَاتِحًا مَا قَبْلُ كَانَ مُرْتَجَى
    بِعْتُ بُنُوَّتِيَ بِالْإِرَادَهْ = لَكُمْ لِكَيْ أُحْظَى بِخَرْقِ عَادَهْ
    مِنْ بَعْدِ مَا اشْتَرَيْتُمُوهَا مِنِّي = أَهْدَيْتُهَا لَكُمْ بِغَيْرِ مَنِّ
    فَلْتَقْبَلُوهَا يَا مَلَاذُ كَرَمَا = لَازِلْتُمُ بَيْنَ الْبَرَايَا عَلَمَا
    بِجَاهِ مَخْدُومِكُمُ الْمُفَضَّلِ = خَيْرِ الْأَوَاخِرِ مَعًا وَالْأُوَّلِ
    صَلَّى عَلَيْهِ رَبُّنَا وَسَلَّمَا = وَآلِهِ وَصَحْبِهِ وَكَرَّمَا

    [ يراجع: ديوان الشيخ محمد الفاضل امباكي – رضي الله عنه – (النسخة الإلكترونية) التي قام بكتابتها الشيخ عبد القادر امباكي شيخ ميمونة – حفظه الله ورعاه -، ص: (2)]

    مناسبة القصيدة:

    صرّح الباحث أبو مدين شعيب كيبي في بَحثه المعنون بـ” حياة الشيخ محمد الفاضل امباكي – رضي الله عنه – ” :” بأنَّ هَذا المثقَّف الأديب والعبقريّ الأريب نظم هَذه الأبيات بعد أن جمعه والده الشيخ الخديم مع أخيه الشيخ محمد المُصطفى وعمه الشيخ مصمب وابن خاله الشيخ مور رقية بوصو – رضي الله عنهم -، وقال لهم :” إني لستُ بأب، ولا أخ، ولا خَال لأيّ منكُم، إنما أنا مخلُوق خالص لله وحده ولا شريك لأحد فِي عبادتي وإخلاصي كليتي له فمن اختار منكم أن يسلك الطريق التي رسَمه الله لكم، فهو ابنِي الحق وأخِي و قريبِي ومُريدي “.

    ويقول أيضا:
    يا رائما مثلَ شَيخِي = مَهلا فلستَ تراهُ
    تباركَ اللهُ مَن في الأ = نامِ غَوثا جلاهُ
    حُبِّي له الدَّهر يُغنيـ = نِي عَن حُبِّ سِواهُ
    [ دواوين الشعراء السّنغاليين في مزايا الشيخ الخديم ].

    وقال الشيخ عبد الأحد امباكي في صدق إرادته :
    أعطيتُكَ اليومَ بلا انقِطاعِ = كُليَّتي يا خادمَ المُطاعِ
    وليَ هَبْ حُبَّكَ واجعلنِي أبَدْ = لديْكَ محبُوبًا وجُد لي بِمَددْ
    مَحوتَ عَن قلبيَ حُبَّ غَيركَا = فلتُغننِي بكَ وَهبْ لِي خيرَكَا
    واجعَل فُؤادِي لكَ ذَا تشَوُّقِ = وذَا تقلُّبِ أيا مُوفّقِي

    وقال:
    وُدِّي وشَوقِي والمَحبَّةُ كُلُّها = وجَّهتُها لكَ يا إمامًا يُكرمُ
    ثبِّتْ فُؤادِي فِي مَحبّتكَ التي = مَن حَازهَا لا ينتَحيهِ المُرغمُ
    فَوزي بحبِّكَ جادَ لِي بمطالبِي = سِرًّا وجَهرًا منكَ يا متقدِّم

    [ نقلا عن كتاب ” خَرق عادة الغوث المُلتحد في حَياة الشيخ عبد الأحد ” للباحث المحاضر الشيخ أبو مدين شعيب غي، ص: (15- 17)، و” منتخبات من قصائد الشيخ عبد الأحد امباكي” اعتنى بطبعه ونشره مام مور طوري خادم الخديم، و” الدِّيوان الشِّعري للشيخ عبد الأحد امبكي الخليفة الثالث للطريقة المريدية في السّنغال” الذي جمعه حفيده الباحث سرين حمزة ميمُونة جختي، النسخة الإلكترونية، ص: (4- 5) باختلاف يسير].

      الوقت/التاريخ الآن هو 23/9/2024, 13:21