الأمة الإسلامية من النوم إلى الغيبوبة.
جهلان إسماعيل
عندما أشعل الأسترالي الصهيوني دينس روهن النار في المسجد الأقصى في الحادي والعشرين من شهر أغسطس 1969 م لم تنم رئيسة وزراء حكومة الاحتلال الإسرائيلي جولدا مائير، وكانت تتخيل “كيف أن العرب سيدخلون (إسرائيل) أفواجاً من كل حدب وصوب “ وأنهم سوف يستأصلون شأفتها ويبيدون خضراءها لأنها تجرأت على مقدساتهم.
لكنها اطمأنت في الصباح التالي، إذ إنه لم يحدث شيء،ولم يزد الأمر على حفنة بيانات هنا وهناك للشجب والإدانة والاستنكار على المستوى الرسمي وخروج بعض الجماهير الغاضبة هنا وهناك لحرق العلم الإسرائيلي ، وحينها قالت “أدركت أن بمقدورنا أن نفعل ما نشاء، فهذه أمة نائمة”.
وكانت جريمة حرق المسجد الأقصى المبارك كفيلة بتحرك العالمين العربي والإسلامي لنصرة المسجد والوقوف في وجه العربدة اليهودية على أرض فلسطين ولكن الأمة الإسلامية كانت تغط في نوم عميق ولم تنجح جريمة حريق الأقصى في هز سريرها الوثير أو إيقاظها من سباته العميق.
ومنذ ذلك الوقت لم تتوقف الانتهاكات في حق المسجد الأقصى المبارك حيث مارست دولة الكيان الصهيوني اللقيط كل أنواع الفجور من أجل هدم وإزالة المسجد الأقصى
ففي 1982 كانت هناك محاولة لتفجير مصلى قبة الصخرة، ولكن هذه الخطة أفشلت عندما تم اكتشاف المتفجرات قبل انفجارها.
وفي العام نفسه اقتحم أحد المتطرفين اليهود مصلى قبة الصخرة، وأطلق النار على الموجودين، فقتل اثنين من المصلين.
وفي 1984 أعلن عن كشف خلية سرية في سلاح الجو في الجيش الإسرائيلي كانت تخطط لقصف المسجد الأقصى من الجو.
وفي أكتوبر 1990 حاول المستوطنون اليهود وضع حجر الأساس لبناء هيكلهم المزعوم داخل المسجد ، فتصدى لهم الفلسطينيون وفتحت الشرطة النار على الفلسطينيين فقتل حينها 21 فلسطينيا. وقد عرفت هذه الجريمة بمذبحة الأقصى الأولى.
في 25 سبتمبر 1996 أعلن فتح نفق في محيط المسجد الأقصى، وثار الفلسطينيون للدفاع عن المسجد وتصدت لهم قوات الشرطة الصهيونية وقتلت 63 فلسطينياً وعرفت هذه الجريمة بمذبحة الأقصى الثانية.
كما تعرض المسجد الأقصى لعدد كبير جدا من الاقتحامات والانتهاكات على يد العصابات الصهيونية والجمعيات اليهودية السرية ، وكان أشهر ها اقتحام المجرم الهالك الذي تعفن في جلده وهو حى رئيس الوزراء الإسرائيلي أريئيل شارون في عام 2000
وأما عن الحفريات والأنفاق تحت جدران الأقصى وفي محيطه فحدث ولا حرج فبحسب تقرير مؤسسة القدس الدولية 2016، فقد وصل عدد الحفريات في محيط المسجد الأقصى 63 حفرية متوزعة على الجهات الأربع في محيط الأقصى. وقد ساهمت هذه الحفريات بشكل مباشر في تصدع الكثيرمن جدران المسجد وظهور تشققات في العديد من الأماكن.
وإضافة إلى كل هذه الجرائم السابقة في حق المسجد الأقصى المبارك ، لم تسمح دولة الكيان الصهيوني للفلسطينيين بحرية التردد على المسجد الأقصى ، وإنما وضعت لذلك شروطا ، فلا يستطيع دخول المسجد من هم أقل من 50 عاما ، ووضعت المتاريس والحواجز في كل مكان لعرقلة الوصول إلى المسجد.
وفي سابقة هي الأولى من نوعها،تمادت إسرائيل في فجورها وعتوها و أغلقت إسرائيل المسجد ومنعت الصلاة فيه، يومي الجمعة والسبت الماضيين 14 و15 يوليو الجاري، بذريعة وقوع عملية إطلاق نار نفذها 3 فلسطينيين، وأسفرت عن مقتلهم، ومقتل شرطيين إسرائيليين.
وقامت الحكومة بتركيب بوابات فحص إلكترونية على مداخل المسجد، لكن القيادات الدينية في المدينة رفضتها، ودعت المواطنين إلى عدم المرور منها، وأداء الصلوات في الشوارع المحيطة بالمسجد لحين إزالتها.
لقد فعلت إسرائيل ما فعلت وعطلت الصلاة في المسجد الأقصى لمدة يومين لأن الأمة الإسلامية التي كانت نائمة يوم أحرق المسجد المبارك دخلت في غيبوبة ففقدت الشعور والإحساس وتعطل لديها الإدراك .
إن الأمة الإسلامية تسير من سيء إلى أسوأ، وأوضاعها الحالية لا تبشر بخير البتة ، ولولا أننا نعرف من استقراء تاريخ هذه الأمة أنها تمرض ولا تموت لضرب قلوبنا اليأس وفقدنا الأمل من كل شيء وتوقفنا عنا الكلام وأمسكنا عن النصح، فبرغم كل هذه المعاناة وبرغم كل هذه الأوضاع التي نشاهدها في أمتنا ، فنحن على يقين أن الله – يوما ما- سوف يقيض لهذه الأمة من يداوي جراحها ويستنهض همتها ويجعلها تستفيق من غيبوبتها وتعود إلى سابق عهدها
جهلان إسماعيل
عندما أشعل الأسترالي الصهيوني دينس روهن النار في المسجد الأقصى في الحادي والعشرين من شهر أغسطس 1969 م لم تنم رئيسة وزراء حكومة الاحتلال الإسرائيلي جولدا مائير، وكانت تتخيل “كيف أن العرب سيدخلون (إسرائيل) أفواجاً من كل حدب وصوب “ وأنهم سوف يستأصلون شأفتها ويبيدون خضراءها لأنها تجرأت على مقدساتهم.
لكنها اطمأنت في الصباح التالي، إذ إنه لم يحدث شيء،ولم يزد الأمر على حفنة بيانات هنا وهناك للشجب والإدانة والاستنكار على المستوى الرسمي وخروج بعض الجماهير الغاضبة هنا وهناك لحرق العلم الإسرائيلي ، وحينها قالت “أدركت أن بمقدورنا أن نفعل ما نشاء، فهذه أمة نائمة”.
وكانت جريمة حرق المسجد الأقصى المبارك كفيلة بتحرك العالمين العربي والإسلامي لنصرة المسجد والوقوف في وجه العربدة اليهودية على أرض فلسطين ولكن الأمة الإسلامية كانت تغط في نوم عميق ولم تنجح جريمة حريق الأقصى في هز سريرها الوثير أو إيقاظها من سباته العميق.
ومنذ ذلك الوقت لم تتوقف الانتهاكات في حق المسجد الأقصى المبارك حيث مارست دولة الكيان الصهيوني اللقيط كل أنواع الفجور من أجل هدم وإزالة المسجد الأقصى
ففي 1982 كانت هناك محاولة لتفجير مصلى قبة الصخرة، ولكن هذه الخطة أفشلت عندما تم اكتشاف المتفجرات قبل انفجارها.
وفي العام نفسه اقتحم أحد المتطرفين اليهود مصلى قبة الصخرة، وأطلق النار على الموجودين، فقتل اثنين من المصلين.
وفي 1984 أعلن عن كشف خلية سرية في سلاح الجو في الجيش الإسرائيلي كانت تخطط لقصف المسجد الأقصى من الجو.
وفي أكتوبر 1990 حاول المستوطنون اليهود وضع حجر الأساس لبناء هيكلهم المزعوم داخل المسجد ، فتصدى لهم الفلسطينيون وفتحت الشرطة النار على الفلسطينيين فقتل حينها 21 فلسطينيا. وقد عرفت هذه الجريمة بمذبحة الأقصى الأولى.
في 25 سبتمبر 1996 أعلن فتح نفق في محيط المسجد الأقصى، وثار الفلسطينيون للدفاع عن المسجد وتصدت لهم قوات الشرطة الصهيونية وقتلت 63 فلسطينياً وعرفت هذه الجريمة بمذبحة الأقصى الثانية.
كما تعرض المسجد الأقصى لعدد كبير جدا من الاقتحامات والانتهاكات على يد العصابات الصهيونية والجمعيات اليهودية السرية ، وكان أشهر ها اقتحام المجرم الهالك الذي تعفن في جلده وهو حى رئيس الوزراء الإسرائيلي أريئيل شارون في عام 2000
وأما عن الحفريات والأنفاق تحت جدران الأقصى وفي محيطه فحدث ولا حرج فبحسب تقرير مؤسسة القدس الدولية 2016، فقد وصل عدد الحفريات في محيط المسجد الأقصى 63 حفرية متوزعة على الجهات الأربع في محيط الأقصى. وقد ساهمت هذه الحفريات بشكل مباشر في تصدع الكثيرمن جدران المسجد وظهور تشققات في العديد من الأماكن.
وإضافة إلى كل هذه الجرائم السابقة في حق المسجد الأقصى المبارك ، لم تسمح دولة الكيان الصهيوني للفلسطينيين بحرية التردد على المسجد الأقصى ، وإنما وضعت لذلك شروطا ، فلا يستطيع دخول المسجد من هم أقل من 50 عاما ، ووضعت المتاريس والحواجز في كل مكان لعرقلة الوصول إلى المسجد.
وفي سابقة هي الأولى من نوعها،تمادت إسرائيل في فجورها وعتوها و أغلقت إسرائيل المسجد ومنعت الصلاة فيه، يومي الجمعة والسبت الماضيين 14 و15 يوليو الجاري، بذريعة وقوع عملية إطلاق نار نفذها 3 فلسطينيين، وأسفرت عن مقتلهم، ومقتل شرطيين إسرائيليين.
وقامت الحكومة بتركيب بوابات فحص إلكترونية على مداخل المسجد، لكن القيادات الدينية في المدينة رفضتها، ودعت المواطنين إلى عدم المرور منها، وأداء الصلوات في الشوارع المحيطة بالمسجد لحين إزالتها.
لقد فعلت إسرائيل ما فعلت وعطلت الصلاة في المسجد الأقصى لمدة يومين لأن الأمة الإسلامية التي كانت نائمة يوم أحرق المسجد المبارك دخلت في غيبوبة ففقدت الشعور والإحساس وتعطل لديها الإدراك .
إن الأمة الإسلامية تسير من سيء إلى أسوأ، وأوضاعها الحالية لا تبشر بخير البتة ، ولولا أننا نعرف من استقراء تاريخ هذه الأمة أنها تمرض ولا تموت لضرب قلوبنا اليأس وفقدنا الأمل من كل شيء وتوقفنا عنا الكلام وأمسكنا عن النصح، فبرغم كل هذه المعاناة وبرغم كل هذه الأوضاع التي نشاهدها في أمتنا ، فنحن على يقين أن الله – يوما ما- سوف يقيض لهذه الأمة من يداوي جراحها ويستنهض همتها ويجعلها تستفيق من غيبوبتها وتعود إلى سابق عهدها
25/11/2024, 17:11 من طرف Admin
» كتاب التواضع والخمول تصنيف ابن أبي الدنيا
25/11/2024, 17:02 من طرف Admin
» كتاب: في رياض السيرة النبوية العهد المكي – د.أحمد عمر هاشم ـ ج1
25/11/2024, 16:27 من طرف Admin
» كتاب في رياض السيرة النبوية (العهد المدني) لأحمد عمر هاشم ـ ج2
25/11/2024, 15:41 من طرف Admin
» كتاب: القصص في الحديث النبوي ـ لمحمد الزير موقع مكتبة
25/11/2024, 15:03 من طرف Admin
» كتاب: الكلام على قوله تعالى {إنما يخشى الله من عباده العلماء} ـ ابن رجب الحنبلي
25/11/2024, 14:58 من طرف Admin
» كتاب: نهاية العالم في الكتاب المقدس - دراسة مقارنة مع القرآن الكريم ـ نور فائزة بنت عثمان
20/11/2024, 22:49 من طرف Admin
» كتاب مواعظ الإمام زين العابدين ـ صالح أحمد الشامي
18/11/2024, 23:30 من طرف Admin
» كتاب إتحاف النفوس بنفحات القدوس ـ عبد القدوس بن أسامة السامرائي
18/11/2024, 23:25 من طرف Admin
» كتاب الإعلام بفضل الصلاة على النبي والسلام ـ محمد بن عبد الرحمن بن علي النميري
18/11/2024, 23:20 من طرف Admin
» كتاب الغيب ـ محمد متولي الشعراوي
18/11/2024, 23:08 من طرف Admin
» كتاب الشيطان والإنسان ـ محمد متولي الشعراوي
18/11/2024, 23:03 من طرف Admin
» كتاب الشعراوي هنا رأيت سيدنا إبراهيم ـ سعيد أبو العنين
18/11/2024, 23:01 من طرف Admin
» كتاب الخير والشر ـ محمد متولي الشعراوي
18/11/2024, 22:57 من طرف Admin
» كتاب التربية في مدرسة النبوة ـ محمد متولي الشعراوي
18/11/2024, 22:55 من طرف Admin