ليس منا من لم يولد مرتين
"ليس منا من لم يولد مرتين":
هذا القول معزوّ إلى سيدنا عيسى عليه السلام.
الولادة الأولى معلومة للجميع، وهي الولادة الطبيعية التي يخرج المولود بموجبها من رحم أمه إلى الدنيا؛ أما الولادة الثانية فهي التي يخرج المولود بموجبها من شرنقة النفس الوهمية إلى الوجود الحق.
فبالولادة الأولى، ينال الشخص الحياة الطبيعية؛ وبالولادة الثانية يصير ربانياً يحيى بحياة الله.
وكما أن الولادة الأولى لا تكون إلا بعد حملٍ نتج عن اجتماع أبوين، وبعد مخاض وألمِ وضع، فكذلك الولادة الثانية تكون بعد اجتماع روح الشيخ بنفس المريد، وحملها بالسر الذي ينمو في أحشائها بالمدد الرباني إلى أن يضيق عن سعته رحمها، فتلفظه كرها كما حملته، فيخرج من تعيّنه إلى عين عينه. فيجد سعة الحق بعد أن لم يكن يعلم من الوجود الذوقي سوى ضيق النفس.
تتألم النفس أثناء وضعها للكلمة الإلهية ألماً شديداً بعد أن يحاصرها البلاء من كل جانب، وتذيقها المجاهدات ألوان العذاب. فكل من كان يفر من الألم في جناب الحق، فلا أمل له من بلوغ هذه الولادة الثانية. فاعلم هذا!
يكتب قلم الروح الرباني في لوح قبول النفس الإنساني اسم هذه الكلمة الذي هو وسمها، وصفتها التي هي نعتها، وأجلها في الظهور من عالم الغيب إلى عالم الشهادة الذي هو أوان ولادتها. أما عمرها، فيتصل أوله بآخره في دهرها.
وقول سيدنا عيسى عليه السلام: ليس منا، أي ليس منا نحن معشر الأولياء. فهو عليه السلام ختم الولاية العامة كما هو معلوم. والولاية هي تحقق العبد بما سبق أن أوضحناه من معنى الولادة الثانية. فهذا نسب عيسوي من سيدنا محمد صلى الله عليه وآله وسلم لمن كان من أمته.
وحتى لا تلتفت عن عين رحمتك، نقول: إن سيدنا عيسى عليه السلام هو المظهر الأكبر لباطن سيدنا محمد صلى الله عيه وآله وسلم. فاعلم مِن أين نال الولاية من نالها، ومِن أين نال النبوة من نالها.
فاللهم صل على سيدنا محمد أب الوجود وأصل كل والد ومولود، وعلى آله الموصولين به في الأزل بنسبة الشاهد إلى المشهود، وصحابته من وقت بعثته الشريفة إلى وقت الورود، وسلم تسليماً فوق العدد والمعدود.
"ليس منا من لم يولد مرتين":
هذا القول معزوّ إلى سيدنا عيسى عليه السلام.
الولادة الأولى معلومة للجميع، وهي الولادة الطبيعية التي يخرج المولود بموجبها من رحم أمه إلى الدنيا؛ أما الولادة الثانية فهي التي يخرج المولود بموجبها من شرنقة النفس الوهمية إلى الوجود الحق.
فبالولادة الأولى، ينال الشخص الحياة الطبيعية؛ وبالولادة الثانية يصير ربانياً يحيى بحياة الله.
وكما أن الولادة الأولى لا تكون إلا بعد حملٍ نتج عن اجتماع أبوين، وبعد مخاض وألمِ وضع، فكذلك الولادة الثانية تكون بعد اجتماع روح الشيخ بنفس المريد، وحملها بالسر الذي ينمو في أحشائها بالمدد الرباني إلى أن يضيق عن سعته رحمها، فتلفظه كرها كما حملته، فيخرج من تعيّنه إلى عين عينه. فيجد سعة الحق بعد أن لم يكن يعلم من الوجود الذوقي سوى ضيق النفس.
تتألم النفس أثناء وضعها للكلمة الإلهية ألماً شديداً بعد أن يحاصرها البلاء من كل جانب، وتذيقها المجاهدات ألوان العذاب. فكل من كان يفر من الألم في جناب الحق، فلا أمل له من بلوغ هذه الولادة الثانية. فاعلم هذا!
يكتب قلم الروح الرباني في لوح قبول النفس الإنساني اسم هذه الكلمة الذي هو وسمها، وصفتها التي هي نعتها، وأجلها في الظهور من عالم الغيب إلى عالم الشهادة الذي هو أوان ولادتها. أما عمرها، فيتصل أوله بآخره في دهرها.
وقول سيدنا عيسى عليه السلام: ليس منا، أي ليس منا نحن معشر الأولياء. فهو عليه السلام ختم الولاية العامة كما هو معلوم. والولاية هي تحقق العبد بما سبق أن أوضحناه من معنى الولادة الثانية. فهذا نسب عيسوي من سيدنا محمد صلى الله عليه وآله وسلم لمن كان من أمته.
وحتى لا تلتفت عن عين رحمتك، نقول: إن سيدنا عيسى عليه السلام هو المظهر الأكبر لباطن سيدنا محمد صلى الله عيه وآله وسلم. فاعلم مِن أين نال الولاية من نالها، ومِن أين نال النبوة من نالها.
فاللهم صل على سيدنا محمد أب الوجود وأصل كل والد ومولود، وعلى آله الموصولين به في الأزل بنسبة الشاهد إلى المشهود، وصحابته من وقت بعثته الشريفة إلى وقت الورود، وسلم تسليماً فوق العدد والمعدود.
20/11/2024, 22:49 من طرف Admin
» كتاب مواعظ الإمام زين العابدين ـ صالح أحمد الشامي
18/11/2024, 23:30 من طرف Admin
» كتاب إتحاف النفوس بنفحات القدوس ـ عبد القدوس بن أسامة السامرائي
18/11/2024, 23:25 من طرف Admin
» كتاب الإعلام بفضل الصلاة على النبي والسلام ـ محمد بن عبد الرحمن بن علي النميري
18/11/2024, 23:20 من طرف Admin
» كتاب الغيب ـ محمد متولي الشعراوي
18/11/2024, 23:08 من طرف Admin
» كتاب الشيطان والإنسان ـ محمد متولي الشعراوي
18/11/2024, 23:03 من طرف Admin
» كتاب الشعراوي هنا رأيت سيدنا إبراهيم ـ سعيد أبو العنين
18/11/2024, 23:01 من طرف Admin
» كتاب الخير والشر ـ محمد متولي الشعراوي
18/11/2024, 22:57 من طرف Admin
» كتاب التربية في مدرسة النبوة ـ محمد متولي الشعراوي
18/11/2024, 22:55 من طرف Admin
» كتاب: إرشاد العباد إلى سبل الرشاد ـ للملبباري
18/11/2024, 22:41 من طرف Admin
» ـ كتاب آداب الحسن البصري ـ أبن الجوزي
18/11/2024, 22:34 من طرف Admin
» كتاب الله والنفس البشرية ـ لمحمد متولي الشعراوي
18/11/2024, 22:23 من طرف Admin
» كتاب: معرفة النفس طر يق لمعرفة الرب ـ أستاذ البصيرة عبدالوهاب حسن
18/11/2024, 22:21 من طرف Admin
» كتاب الطريق الي الله ـ الشيخ علي جمعة
18/11/2024, 21:50 من طرف Admin
» كتاب: كتاب النفس والجسد والروح ـ ابراهيم البلتاجي
18/11/2024, 21:38 من طرف Admin