..الإحسان حياة.

مرحبا بك أيّها الزّائر الكريم.

انضم إلى المنتدى ، فالأمر سريع وسهل

..الإحسان حياة.

مرحبا بك أيّها الزّائر الكريم.

..الإحسان حياة.

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
..الإحسان حياة.

..الإحسان معاملة ربّانيّة بأخلاق محمّديّة، عنوانها:النّور والرّحمة والهدى

المواضيع الأخيرة

» كتاب: تنبيه السالكين إلى غرور المتشيخين للشيخ حسن حلمي الدغستاني
كتاب: معجزات علمية ـ نور الدين أبو لحية ـ ثامنا ـ الغذاء Emptyأمس في 20:03 من طرف Admin

» كتاب: مطالع اليقين في مدح الإمام المبين للشيخ عبد الله البيضاوي
كتاب: معجزات علمية ـ نور الدين أبو لحية ـ ثامنا ـ الغذاء Emptyأمس في 20:02 من طرف Admin

» كتاب: الفتوحات القدسية في شرح قصيدة في حال السلوك عند الصوفية ـ الشيخ أبي بكر التباني
كتاب: معجزات علمية ـ نور الدين أبو لحية ـ ثامنا ـ الغذاء Emptyأمس في 19:42 من طرف Admin

» كتاب: الكلمات التي تتداولها الصوفية للشيخ الأكبر مع تعليق على بعض ألفاظه من تأويل شطح الكمل للشعراني
كتاب: معجزات علمية ـ نور الدين أبو لحية ـ ثامنا ـ الغذاء Emptyأمس في 19:39 من طرف Admin

» كتاب: قاموس العاشقين في أخبار السيد حسين برهان الدين ـ الشيخ عبد المنعم العاني
كتاب: معجزات علمية ـ نور الدين أبو لحية ـ ثامنا ـ الغذاء Emptyأمس في 19:37 من طرف Admin

» كتاب: نُسخة الأكوان في معرفة الإنسان ويليه رسائل أخرى ـ الشّيخ محيي الدين بن عربي
كتاب: معجزات علمية ـ نور الدين أبو لحية ـ ثامنا ـ الغذاء Emptyأمس في 19:34 من طرف Admin

» كتاب: كشف الواردات لطالب الكمالات للشيخ عبد الله السيماوي
كتاب: معجزات علمية ـ نور الدين أبو لحية ـ ثامنا ـ الغذاء Emptyأمس في 19:31 من طرف Admin

» كتاب: رسالة الساير الحائر الواجد إلى الساتر الواحد الماجد ( مجموع رسائل الشيخ نجم الدين الكبري )
كتاب: معجزات علمية ـ نور الدين أبو لحية ـ ثامنا ـ الغذاء Emptyأمس في 19:28 من طرف Admin

» كتاب: رسالة إلى الهائم الخائف من لومة اللائم ( مجموع رسائل الشيخ نجم الدين الكبري )
كتاب: معجزات علمية ـ نور الدين أبو لحية ـ ثامنا ـ الغذاء Emptyأمس في 19:26 من طرف Admin

» كتاب: التعرف إلى حقيقة التصوف للشيخين الجليلين أحمد العلاوي عبد الواحد ابن عاشر
كتاب: معجزات علمية ـ نور الدين أبو لحية ـ ثامنا ـ الغذاء Emptyأمس في 19:24 من طرف Admin

» كتاب: مجالس التذكير في تهذيب الروح و تربية الضمير للشيخ عدّة بن تونس
كتاب: معجزات علمية ـ نور الدين أبو لحية ـ ثامنا ـ الغذاء Emptyأمس في 19:21 من طرف Admin

» كتاب غنية المريد في شرح مسائل التوحيد للشيخ عبد الرحمن باش تارزي القسنطيني الجزائري
كتاب: معجزات علمية ـ نور الدين أبو لحية ـ ثامنا ـ الغذاء Emptyأمس في 19:19 من طرف Admin

» كتاب: القوانين للشيخ أبي المواهب جمال الدين الشاذلي ابن زغدان التونسي المصري
كتاب: معجزات علمية ـ نور الدين أبو لحية ـ ثامنا ـ الغذاء Emptyأمس في 19:17 من طرف Admin

» كتاب: مراتب الوجود المتعددة ـ الشيخ عبد الواحد يحيى
كتاب: معجزات علمية ـ نور الدين أبو لحية ـ ثامنا ـ الغذاء Emptyأمس في 19:14 من طرف Admin

» كتاب: جامع الأصول في الأولياء و دليل السالكين إلى الله تعالى ـ للسيد أحمد النّقشبندي الخالدي
كتاب: معجزات علمية ـ نور الدين أبو لحية ـ ثامنا ـ الغذاء Emptyأمس في 19:12 من طرف Admin

أفضل 10 أعضاء في هذا الشهر

دخول

لقد نسيت كلمة السر


    كتاب: معجزات علمية ـ نور الدين أبو لحية ـ ثامنا ـ الغذاء

    avatar
    Admin
    Admin


    المساهمات : 68443
    تاريخ التسجيل : 25/04/2018

    كتاب: معجزات علمية ـ نور الدين أبو لحية ـ ثامنا ـ الغذاء Empty كتاب: معجزات علمية ـ نور الدين أبو لحية ـ ثامنا ـ الغذاء

    مُساهمة من طرف Admin 1/6/2021, 17:56

    ثامنا ـ الغذاء

    في اليوم الثامن.. كان موضوع المحاضرات يتناول الغذاء في القرآن الكريم.

    وقد تناولت المحاضرات الملقاة أنواع الأطعمة الواردة في القرآن الكريم، وما يرتبط بالأغذية من أحكام شرعية.. وكان أكثر الكلام فيها فقهيا.. كما كان أكثر المستدعين لها فقهاء.. وفقهاء امتلأوا بفقه التراث من غير أن يلموا بالواقع.. ومن غير أن يعرفوا ما حصل للغذاء من أنواع الفساد.

    وقد ألقى صاحبي عالم التغذية محاضرته.. وقد حاول أن يعبر فيها عن تصوراته للغذاء السليم..

    وصاحبي هذا يمزج بين مدارس مختلفة في التغذية، فهو من ناحية يميل إلى مدرسة الماكروبيوتيك في انتقادها الشديد للتغذية الحديثة.. وللسموم التي أفرزتها.

    وهو من ناحية أخرى لا يرى كثيرا مما تراه من الغلو في بعض الأمور التي تتطلبها الصحة..

    لقد كان من مدرسة خاصة.. تمزج بين مدارس مختلفة.

    في ذلك اليوم طلب مني علي ـ عبر صديقه حذيفة ـ أن يستضيفنا في مطعم لا يبعد كثيرا عن الفندق الذي نقيم فيه.

    كان اسم المطعم (مطعم البركة).. كان اسما جميلا وافق هوى كبيرا في نفس صاحبي عالم الغذاء.. فقد كان يؤمن بما يسمى بالبركة، وكان يشنع على أهل عصرنا غلوهم في الجانب المادي، وإهمالهم للجانب الروحي الذي أودعه الله في الأشياء.

    في مدخل المطعم وجدنا لافتة مكتوبا عليها قوله r:( هلم إلى الغذاء المبارك )[1]

    بقي صاحبي عالم الغذاء ينظر إليها، ويتأملها، ثم قال لي: لا شك أن قائل هذه الكلمة حكيم لا يضاهى في حكمته.

    قلت: لم؟

    قال: لاختياره كلمة البركة بدل غيرها.. فلم يقل لذيذا، ولا صحيا، ولا غيرها من الكلمات.

    قلت: وما الفرق بين هذه الكلمات، وكلمة البركة؟

    قال: كلمة البركة تعني ذلك، وتعني غيره.. إنها تعني أشياء كثيرة، تنتفع بها الروح والجسد.

    سكت قليلا، ثم قال: لست أدري هل أصحاب هذا المطعم أدركوا ما كتبوا أم لم يدركوه.. ولكنهم عرفوا ماذا يختارون.

    دخلنا المطعم، وجلسنا على طاولة من طاولاته.. كانت في غاية النظافة والجمال.

    دعونا النادل فجاءنا.. ولم يكن إلا عليا .. ابتسمت لرؤيته على تلك الصورة، فلم يعرني أي اهتمام، بل راح يتوجه بالحديث إلى الجماعة، وخاصة عالم الغذاء من بينهم.

    قال علي: مرحبا بكم في مطعم البركة.. وهلم إلى الغذاء المبارك.

    قال عالم الغذاء: لقد قرأت هذه الحكمة في المدخل.. ولست أدري من الذي قالها، ولا ما الذي يقصد بها؟

    قال علي: لقد قالها نبينا r.. وهو يقصد بذلك نظرية كاملة في التغذية تتوافق مع طبيعة الإنسان جسدا ونفسا وروحا وعقلا.

    قال عالم الغذاء: ما كنت أظن محمدا يهتم بهذا الجانب.. أهو رسول هداية؟ أم رسول غذاء؟

    ضحكت الجماعة، فقال: هو الرسول الهادي.. والهادي هو الذي لا يترك محل هداية إلا هداك إليه، ولا محل غواية إلا نهاك عنه..

    قال عالم الغذاء: فما علاقة الغذاء بالهداية..

    قال علي: علاقة عظيمة.. أليس الغذاء هو الذي يتحول إلى لحم ودم يتكون منه الإنسان؟

    قال عالم الغذاء: بلى.. كثير من الغذاء يتمثل في الجسم، وبعضه يتحول إلى طاقة يستفيد منها الإنسان في أداء وظائفه الظاهرة والباطنة.

    قال علي: فالجسم إذن جزء من الإنسان.

    قال عالم الغذاء: بل بعضنا يعتبره الإنسان.

    قال علي: فإذا كان كذلك.. وبهذه الأهمية، فكيف لا يهتم به من جاء للهداية الشاملة، والرحمة التامة.. أيترك الخلق أسارى نفوسهم تطلب منهم ما تشتهي مما يضرهم، وقد ترغب بهم عما ينفعهم؟

    قال عالم الغذاء: ولكن هذا قد يكون موكولا للطبيعة.. فالطبيعة هي التي تقرر ما تأكل وما تدع.

    قال علي: ولكن الطبيعة قد ينحرف بها الهوى.. فتسقط في أودية الإدمان.

    قال عالم الغذاء: فأنت ترى الحديث عن الغذاء من ضروريات الهداية.

    قال علي: أجل.. هو جزء من الهداية.. ولهذا كان من رسالة محمد أنه علمنا ما نأكل، وما لا نأكل، وكيف نأكل، ولم نأكل.

    ارتاح عالم الغذاء كثيرا إلى كلام علي، فقال له: أرى أن لكلامك شأنا.. فاجلس بيننا، وهلم نتحدث عن تفاصيل ما أجملته.

    قال علي: فلتبدأوا بالغذاء أولا.. أم أنكم تريدون أن تتغذوا بالكلمات؟

    قال عالم الغذاء: إن الكلام الطيب أحلى من كل غذاء.

    قال علي: سنحاول الجمع بينهما.. فنسمع الكلام الطيب، ونأكل الغذاء المبارك.. فأنتم ضيوف عندي.. ولا ينبغي للمضيف أن يطعم ضيوفه كلاما.

    قال ذلك، ثم انصرف ليأتينا بطعام كثير جمع صنوفا من الأطعمة التي وردت بها النصوص المقدسة، وكان من بينها اللحم.

    1 ـ الغذاء الخبيث

    نظر عالم الغذاء إلى الصحن الذي وضع فيه اللحم، وقال: لحم أي حيوان هذا؟

    قال علي: هذا لحم الظأن..

    أراد أن يسخر عالم الغذاء من علي، وقال: ولم لم تأتنا بلحم الخنزير؟

    قال علي: لاشك أنك تعلم حرمته.. فهو من الأغذية التي نهينا عن أكلها.. ولولا أنها ممحوقة البركة لما نهينا عن أكلها.

    لقد ورد النهي عن أكل الخنزير صريحا في القرآن الكريم وفي مواضع منه إلى جنب سائر الأطعمة المحرمة، قال تعالى:﴿ إِنَّمَا حَرَّمَ عَلَيْكُمُ الْمَيْتَةَ وَالدَّمَ وَلَحْمَ الْخِنْزِيرِ وَمَا أُهِلَّ بِهِ لِغَيْرِ اللَّهِ فَمَنِ اضْطُرَّ غَيْرَ بَاغٍ وَلا عَادٍ فَلا إِثْمَ عَلَيْهِ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ ﴾ (البقرة:173)، وقال تعالى:﴿ حُرِّمَتْ عَلَيْكُمُ الْمَيْتَةُ وَالدَّمُ وَلَحْمُ الْخِنْزِيرِ وَمَا أُهِلَّ لِغَيْرِ اللَّهِ بِهِ وَالْمُنْخَنِقَةُ وَالْمَوْقُوذَةُ وَالْمُتَرَدِّيَةُ وَالنَّطِيحَةُ وَمَا أَكَلَ السَّبُعُ إِلَّا مَا ذَكَّيْتُمْ وَمَا ذُبِحَ عَلَى النُّصُبِ وَأَنْ تَسْتَقْسِمُوا بِالْأَزْلامِ ذَلِكُمْ فِسْقٌ الْيَوْمَ يَئِسَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ دِينِكُمْ فَلا تَخْشَوْهُمْ وَاخْشَوْنِ الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْأِسْلامَ دِيناً فَمَنِ اضْطُرَّ فِي مَخْمَصَةٍ غَيْرَ مُتَجَانِفٍ لإِثْمٍ فَإِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ ﴾ (المائدة:3)، وقال تعالى:﴿ قُلْ لا أَجِدُ فِي مَا أُوحِيَ إِلَيَّ مُحَرَّماً عَلَى طَاعِمٍ يَطْعَمُهُ إِلَّا أَنْ يَكُونَ مَيْتَةً أَوْ دَماً مَسْفُوحاً أَوْ لَحْمَ خِنْزِيرٍ فَإِنَّهُ رِجْسٌ أَوْ فِسْقاً أُهِلَّ لِغَيْرِ اللَّهِ بِهِ فَمَنِ اضْطُرَّ غَيْرَ بَاغٍ وَلا عَادٍ فَإِنَّ رَبَّكَ غَفُورٌ رَحِيمٌ ﴾ (الأنعام:145)، وقال تعالى:﴿ إِنَّمَا حَرَّمَ عَلَيْكُمُ الْمَيْتَةَ وَالدَّمَ وَلَحْمَ الْخِنْزِيرِ وَمَا أُهِلَّ لِغَيْرِ اللَّهِ بِهِ فَمَنِ اضْطُرَّ غَيْرَ بَاغٍ وَلا عَادٍ فَإِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ ﴾ (النحل:115)

    قال عالم الغذاء: أكل هذه الآيات في القرآن تتحدث عن الغذاء؟

    قال علي: أجل.. فهي تتحدث عن أحكام مرتبطة بالغذاء.. فالغذاء المبارك يخلو من مثل الوجبات المذكورة فيها.

    إن الغذاء المبارك لا يمكن أن يضم لحم خنزير، ولا لحم ميتة، ولا دما مسفوحا، ولا منخنقة، ولا موقوذة، ولا متردية، ولا ما أكل السبع..

    بالإضافة إلى هذا حرم النبي r بعض أنواع الأطعمة كذوات الناب من السباع، وذوات المخلب من الطيور.. وغيرها.

    قال عالم الغذاء: أصدقك القول.. إن كل ما ذكرته من الأغذية المحرمة هو من الأغذية التي حرمتها على نفسي قبل أن تذكر أنت تحريمها.. بل إني أحاضر المحاضرات الطوال في إثبات تحريمها.

    قال علي: فكيف اهتديت إلى ذلك؟

    قال عالم الغذاء: لقد هداني العلم بوسائله الكثيرة، وهدتني التجارب الطويلة التي مرت بها البشرية..

    قال علي: لقد كفانا الله إذن أن نكون فئران تجارب، فنهانا عما يضرنا من غير أن يصيبنا ما يضرنا.

    قال عالم الغذاء: أجل.. وقد نصحكم دينكم ونبيكم.

    قال علي: فحدثني عما توصل إليه العلم في هذا الميدان، لأضم إلى العبودية الحكمة.

    الخنزير:

    قال عالم الغذاء: فلنبدأ بالخنزير.. فإني أرى القرآن قد وصفه في كل الآيات التي قرأتها بجانب الأغذية المحرمة.

    قال علي: أجل.. وقد لقد أكد القرآن الكريم تحريم الخنزير في أربعة مواضع من باب التأكيد على تشديد تحريمه.

    قال عالم الغذاء: وما ذلك إلا للمخاطر الكثيرة التي يحويها هذا اللحم القاتل.. وسأذكر لك منها ما تعلم صدق ما جاء به كتابك[2].

    أولا.. لحم الخنزير يحتوي على كمية كبيرة من الدهون، ويمتاز باندحال الدهن ضمن الخلايا العضلية للحمه علاوة على تواجدها خارج الخلايا في الأنسجة الضامة بكثافة عالية، في حين أن لحوم الأنعام التي منها الضأن، تكون الدهون فيها مفصولة عن النسيج العضلي، ولا تتوضع خلاياه، وإنما تتوضع خارج الخلايا وفي الأنسجة الضامة.

    وقد أثبتت الدراسات العلمية أن الإنسان عندما يتناول دهون الحيوانات آكلة العشب، فإن دهونها تستحلب في أمعائه وتمتص، وتتحول في جسمه، بخلاف دهون الخنزير، فإن استحلابها عسير في أمعائه، وإن جزيئات الغليسرين الثلاثية لدهن الخنزير تمتص هي دون أي تحول وتترسب في أنسجة الإنسان كدهون حيوانية أو خنزيرية.

    والكلوسترول[3] الناجم عن تحلل لحم الخنزير في البدن يظهر في الدم على شكل كولسترول جزئي كبير الذرة يؤدي بالكثير إلى ارتفاع الضغط الدموي وإلى تصلب الشرايين، وهما من العوامل الخطرة التي تمهد لاحتشاء العضلة القلبية.. بل قد وجد أن الكولسترول المتواجد في خلايا السرطان الجوالة يشابه الكولسترول المتشكل عند تناول لحم الخنزير..

    والدهون التي يحتوي عليها لحم الخنزير أكبر من الدهن الوجود في جميع أنواع اللحوم المختلفة مما يجعل لحمه عسير الهضم.. فمن المعروف علميا أن اللحوم التي يأكلها الإنسان تتوقف سهولة هضمها في المعدة على كميات الدهنيات التي تحويها وعلى نوع هذه الدهون، فكلما زادت كمية الدهنيات كان اللحم أصعب في الهضم وقد جاء في الموسوعة الأمريكية أن كل مائة رطل من لحم الخنزير تحتوي على خمسين رطلا من الدهن.. أي بنسبة 50 بالمائة في حين أن الدهن في الضأن يمثل نحو17 بالمائة فقط وفي العجول لا يزيد على 5 بالمائة، كما ثبت بالتحليل أن دهن الخنزير يحتوي على نسبة كبيرة من الأحماض الدهنية المعقدة.. وأن نسبة الكولسترول في دهن الخنزير 60 بالمائة، ومعنى ذلك بحساب بسيط أن نسبة الكولسترول في لحم الخنزير أكثر من عشرة أضعاف ما في البقر..

    ولهذه الحقيقة دلالة خطيرة لأن هذه الدهنيات تزيد مادة الكولسترول في دم الإنسان، وهذه المادة عندما تزيد عن المعدل الطبيعي تترسب في الشرايين وخصوصا شرايين القلب.. وبالتالي تسبب تصلب الشرايين وارتفاع الضغط وهي السبب الرئيسي في معظم حالات الذبحة القلبية المنتشرة في أو روبا حيث ظهر من الإحصاءات التي نشرت بصدد مرض الذبحة القلبية وتصلب الشرايين أن نسبة الإصابة بهذين المرضين في أوروبا تعادل خمسة أضعاف النسبة في العالم الإسلامي، وذلك بجانب تأثير التوتر العصبي الذي لا ينكره العلم الحديث.

    بالإضافة إلى هذا، فلحم الخنزير غني بالمركبات الحاوية على نسب عالية من الكبريت، وكلها تؤثر على قابلية امتصاص الأنسجة الضامة للماء كالإسفنج، مكتسبة شكلاً كيسياً واسعاً، وهذا يؤدي إلى تراكم المواد المخاطية في الأوتار والأربطة والغضاريف بين الفقرات، وإلى تنكس في العظام.

    والأنسجة الحاوية على الكبريت تتخرب بالتعفن منتجة روائح كريهة فواحة لانطلاق غاز كبريت الهدروجين.. وقد لوحظ أن الآنية الحاوية على لحم الخنزير، على الرغم من أنها محكمة السد إلا أنه يتعين إخراجها من الغرفة بعد عدة أيام نظراً للروائح الكريهة النتنة وغير المحتملة الناجمة عنها.

    وبالمقارنة فإن لحوماً أخرى مختلفة خضعت لنفس التجربة، فكان لحم البقر أبطأ تعفنا من لحم الخنزير، ولم تنطلق منه تلك الروائح النتنة.

    بالإضافة إلى هذا، فإن لحم الخنزير يحتوي على نسبة عالية من هرمونات النمو التي لها تأثير أكيد للتأهب للإصابة بخامة النهايات علاوة على تأثيره في زيادة نموالبطن وزيادة معدل النمو وخاصة نمو الأنسجة المهيئة للنمو والتطور السرطاني.. وحسب دراسات roffo فإن تلك الوجبة الدسمة الحاوية على لحم الخنزير تعتبر الأساس في التحول السرطاني للخلايا لاحتوائها على هرمون النمو علاوة على أثرها في رفع كولسترول الدم.

    ليس هذا فقط.. بل الخنزير مرتع خصب لأكثر من 450 مرضاً وبائياً، وهو يقوم بدور الوسيط لنقل 57 منها إلى الإنسان، عدا عن الأمراض التي يسببها أكل لحمه من عسرة هضم وتصلب للشرايين وسواها.

    والخنزير يختص بمفرده بنقل 27 مرضاً وبائياً إلى الإنسان وتشاركه بعض الحيوانات الأخرى في بقية الأمراض لكنه يبقى المخزن والمصدر الرئيسي لهذه الأمراض: منها الكلب الكاذب، وداء وايل، والحمى اليابانية، والحمى المتوهجة، والحميرة الخنزيرية، والالتهاب السحائي، وجائحات الكريب، وأنفلونزا الخنزير، وغيرها.

    التفت عالم الغذاء إلى علي، وقال: أرأيت ما تضمنه هذا النهي الذي ورد في القرآن من المصالح الصجية؟

    الميتة:

    قال علي: أجل.. وبورك فيك.. فحدثني عن الميتة، فقد ورد تحريمها بجانب تحريم الخنزير.. وقد بين الله تعالى أن الميتة محرمة مهما كان نوعها سواء كانت منخنقة[4] أو موقوذة[5] أو متردية[6] أو نطيحة[7]، أو ما أكل السبع[8]، قال تعالى:) حُرِّمَتْ عَلَيْكُمُ الْمَيْتَةُ وَالدَّمُ وَلَحْمُ الْخِنْزِيرِ وَمَا أُهِلَّ لِغَيْرِ اللَّهِ بِهِ وَالْمُنْخَنِقَةُ وَالْمَوْقُوذَةُ وَالْمُتَرَدِّيَةُ وَالنَّطِيحَةُ وَمَا أَكَلَ السَّبُعُ إِلَّا مَا ذَكَّيْتُمْ وَمَا ذُبِحَ عَلَى النُّصُبِ ((المائدة: من الآية3)

    قال عالم الغذاء: صدق قرآنكم في هذا أيضا، فقد أثبت العلماء مدى الخبث الذي تحمله الميتة:

    فالجراثيم تنفذ إلى الميتة من الأمعاء والجلد والفتحات الطبيعية، لكن الأمعاء هي المنفذ الأكثر نفوذا، فهي مفعمة بالجراثيم، لكنها أثناء الحياة تكون عرضة للبلعمة ولفعل الخمائر التي تحلها.. أما بعد موت الحيوان فإنها تنمو وتحل خمائرها الأنسجة وتدخل جدر المعي، ومنها تنفذ إلى الأوعية الدموية واللمفاوية.

    أما الفم والأنف والعينين والشرج فتصل إليها الجراثيم عن طريق الهواء أو الحشرات والتي تضع بويضاتها عليها.

    أما الجلد فلا تدخل الجراثيم عبره إلا إذا كان متهتكاً كما في المتردية والنطيحة وما شابهها.

    بالإضافة إلى ذلك، فإن احتباس دم الميتة، كما ينقص من طيب اللحم ويفسد مذاقه، فإنه يساعد على انتشار الجراثيم وتكاثرها فيه.

    وكلما طالت المدة بعد هلاك الحيوان كان التعرض للضرر أشد، لأن تبدل لحمها وفسادها وتفسخها يكون أعظم، إذ أنه بعد 3ـ4 ساعات من الموت يحدث ما يسمى بالمصل الجيفي.. أو التيبس الرمي.. حيث تتصلب العضلات لتتكون أحماض فيها كحمض الفسفور واللبن والفورميك، ثم تعود القلوية للعضلات، فيزول التيبس وذلك بتأثير التعفنات الناتجة عن التكاثر الجرثومي العفني التي تغزو الجثة بكاملها.

    وينشأ عن تفسخ وتحلل جثمان الميتة مركبات سامة ذات روائح كريهة، كما أن الغازات الناتجة عن التفسخ تؤدي إلى انتفاخ الجثة خلال بضع ساعات، وهي أسرع في الحيوانات آكلة العشب من إبل وضأن وبقر وغيرها، كما تعطي بعض الجراثيم أثناء تكاثرها مواد ملونة تعطي اللحم منظراً غير طبيعي ولوناً إلى الأخضر أو السواد وقوامه ألين من اللحم العادي.

    ويدخل في هذا الباب ما قد تصاب به البهائم من أمراض جرثومية تمنع تناول لحمها ولوكانت مذكاة.. ويكون الضرر في هذه الحالة شديدا، فيما لومات الحيوان بذلك المرض نتيجة لانتشار الجراثيم في جثته عن طريق الدم المحتبس وتكاثرها بشدة وزيادة مفرزاتها السمية.

    ومن هذه الأمراض السل، ولهذا توصي كتب الطب بإحراق جثة الحيوان المصاب بالسل الرئوي وسل الباريتوان وكذا إذ وجدت الجراثيم في عشلات الحيوان أو عقده اللمفاوية.

    ومنها الجمرة الخبيثة، والحيوان الذي أصيب بها يحذر من مسه، بل يؤمر بحرقه ودفنه حتى لا تنتشر جراثيمه وتنتقل العدوى إلى الحيوان وإلى البشر.

    الدم:

    قال علي: فحدثني عن سر تحريم الدم.

    قال عالم الغذاء: إن إحدى وظائف الدم الهامة هي نقل نواتج استقلاب الغذاء في الخلايا من فضلات وسموم ليصار إلى الخارج طرحاً، وأهم هذه المواد هي البولة وحمض البول والكرياتنين وغاز الفحم، كما يحمل الدم بعض السموم التي ينقلها من الأمعاء إلى الكبد ليصار إلى تعديلها.

    وعند تناول كمية كبيرة من الدم، فإن هذه المركبات تمتص ويرتفع مقدارها في الجسم، إضافة إلى المركبات التي يمكن أن تنتج عن هضم الدم نفسه مما يؤدي إلى ارتفاع نسبة البولة في الدم، والتي يمكن أن تؤدي إلى اعتلال دماغي ينتهي بالسبات.

    وهذه الحالة تشبه مرضياً ما يحدث في حالة النزف الهضمي العلوي ويلجأ عادة ـ هنا ـ إلى امتصاص الدم المتراكم في المعدة والأمعاء لتخليص البدن منه ووقايته من حدوث الإصابة الدماغية.

    وهكذا فإن الدم يحتوي على فضلات سامة مستقذرة، ولو أخذ من حيوان سليم، علاوة على احتوائه على عوامل مرضية وجرثومية فيما لوأخذ من حيوان مريض بالأصل.

    بالإضافة إلى هذا، فالدم وسط صالح لنمو الجراثيم وتكاثرها، إذ أنه من المتفق عليه طبياً أن الدم أصلح الأوساط لنمو شتى أنواع الجراثيم وتكاثرها، فهو أطيب غذاء لهذه الكائنات وأفضل تربة لنموها، ولهذا تستعمله المخابر لتحضير المزرعة الجرثومية.

    ومع ذلك كله، فالدم لا يصلح غذاء للإنسان، لأن ما يحتويه من بروتينات قابلة للهضم كالألبومين والغلوبولين والفبرينوجين مقدار ضئيل ( 8غ / 100 مل )، ومثل ذلك الدسم، في حين يحتوي الدم على نسبة كبيرة من خضاب الدم ( الهيموغلوبين ) وهي بروتينات معقدة عسرة الهضم جداً، لا تحتملها المعدة غالبا.

    ثم إن الدم إذا تخثر، فإن هضمه يصبح أشد عسرة، وذلك لتحول الفيبرينوجين إلى مادة الليفين الذي يؤلف شبكة تحضر ضمنها الكريات الحمر والفيبرين من أسوأ البروتينات وأعسرها هضماً.

    وهكذا فإن علماء الصحة لم يعتبروا الدم بشكل من الأشكال في تعداد الأغذية الصالحة للبشر.

    الجوارح:

    قال علي: فحدثني عن سر تحريم الجوارح[9]، فقد ورد في الحديث النهي عنها، قال r:( حرم على أمتي كل ذي مخلب من الطير، وكل ذي ناب من السباع[10] )[11]

    قال عالم الغذاء: لقد أثبت علم التغذية الحديثة أن الشعوب تكتسب بعض صفات الحيوانات التي تأكلها لاحتواء لحومها على سميات ومفرزات داخلية تسري في الدماء وتنتقل إلى معدة البشر، فتؤثر في أخلاقهم..

    فقد تبين أن الحيوان المفترس عندما يهم باقتناص فريسته تفرز في جسمه هرمونات ومواد تساعده على القتال واقتناص الفريسة..

    وقد تبين أن هذه الإفرازات تخرج في جسم الحيوان حتى وهو حبيس في قفص عندما تقدم له قطعة لحم لكي يأكلها.

    وإن كنت في شك مما أقول فما عليك إلا أن تزور حديقة الحيوانات مرة، وتلقى نظرة على النمر في حركاته العصبية الهائجة أثناء تقطيعة قطعة اللحم ومضغها، فترى صورة الغضب والاكفهرار المرسومة على وجهه، ثم ارجع ببصرك إلى الفيل وراقب حالته الوديعة عندما يأكل وهو يلعب مع الأطفال والزائرين، وانظر إلى الأسد وقارن بطشه وشراسته بالجمل ووداعته.

    بل قد لوحظ على الشعوب آكلات لحوم الجوارح أنها تصاب بنوع من الشراسة والميل إلى العنف ولو بدون سبب إلا الرغبة في سفك الدماء..

    وقد تأكدت الدراسات والبحوث من هذه الظاهرة على القبائل المتخلفة التي تستمرئ أكل مثل تلك اللحوم إلى حد أن بعضها يصاب بالضراوة، فيأكل لحوم البشر، كما انتهت تلك الدراسات والبحوث أيضا إلى ظاهرة أخرى في هذه القبائل وهي إصابتها بنوع من الفوضى الجنسية وانعدام الغيرة على الجنس الآخر فضلا عن عدم احترام نظام الأسرة ومسألة العرض والشرف.. وهي حالة أقرب إلى حياة تلك الحيوانات المفترسة حيث إن الذكر يهجم على الذكر الآخر من القطيع ويقتله لكي يحظى بإناثه إلى أن يأتي ذكر آخر أكثر شبابا وحيوية وقوة، فيقتل الذكر المغتصب السابق وهكذا..

    ابتسم، وقال: ولعل أكل الخنزير أحد أسباب انعدام الغيرة الجنسية بين الأوربيين وظهور الكثير من حالات ظواهر الشذوذ الجنسي مثل تبادل الزوجات والزواج الجماعي.

    بالإضافة إلى هذا، فإن وباء السارس الذي أجتاح الصين وجنوب شرق آسيا كا ناتجا عن أكل لحم الجوارح والكلاب.

    وقد ذكر علماء من الصين أن الفيروس المسبب للالتهاب الرئوي اللانمطي (سارس) قد يكون انتقل إلى البشر من حيوانات كسنور (قطط) الزباد وكلاب الراكون.

    وقد ألجأ الخوف من انتشار السارس عن طريق الحيوانات الأليفة السلطات في بكين والمدن الأخرى إلى أن تأمر بجمع القطط والكلاب الضالة والحيوانات الأخرى وتقتلها.. كما دفع ذلك أصحاب الحيوانات الأليفة إلى التخلي عن حيواناتهم.

    الخمر:

    قال علي: بالإضافة إلى هذا، فقد ورد تحريم الخمر في القرآن الكريم، وفي آيات منه:

    فالله تعالى يصفها بأنها رجس من عمل الشيطان، قال تعالى:) يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّمَا الْخَمْرُ وَالْمَيْسِرُ وَالْأَنْصَابُ وَالْأَزْلامُ رِجْسٌ مِنْ عَمَلِ الشَّيْطَانِ فَاجْتَنِبُوهُ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ( (المائدة:90)

    ويبين علة صنع الشيطان لها بقوله تعالى:) إِنَّمَا يُرِيدُ الشَّيْطَانُ أَنْ يُوقِعَ بَيْنَكُمُ الْعَدَاوَةَ وَالْبَغْضَاءَ فِي الْخَمْرِ وَالْمَيْسِرِ وَيَصُدَّكُمْ عَنْ ذِكْرِ اللَّهِ وَعَنِ الصَّلاةِ فَهَلْ أَنْتُمْ مُنْتَهُونَ((المائدة:91)

    بل إن العلماء والصالحين ـ نتيجة هذا التشديد في تحريمها ـ اشتدوا في التحذير منها حتى في الحالات التي يتوهم أنها للعلاج، وقد قال أحدهم للإمام جعفر الصادق t: إن بي وجعا وأنا أشرب النبيذ ووصفه لي الطبيب فقال له: ما يمنعك س الماء الذي جعل الله منه كل شيء حي؟ قال: لا يوافقني. قال: فما يمنعك من العسل الذي قال الله فيه شفاء للناس؟ قال: لا أجده، قال فما يمنعك من اللبن الذي نبت منه لحمك واشتد عظمك؟ قال: لا يوافقني. قال: تريد أن آمرك بشرب الخمر لا والله لا آمرك.

    وسئل t عن الدواء يعجن بالخمر. فقال:( ما أحببت أن أنظر إليه ولا أشمه فكيف أتداوى به؟)

    قال عالم الغذاء: صدق قرآنكم في هذا.. ونصحكم نصيحة بالغة.. وللأسف، فإننا ـ مع كوننا في العصر الذي يسمونه عصر العلم وتطبيقات العلم ـ ومع ذلك، فإن البشرية لا زالت ـ مع إدراكها مخاطر الخمر ـ تدمن عليها، بل تعشقها، وقد قال السيناتور الأمريكي وليم فولبرايت، وهو يتحدث عن مشكلة الخمر:( لقد وصلنا إلى القمر ولكن أقدامنا مازالت منغمسة في الوحل، إنها مشكلة حقيقية عندما نعلم أن الولايات المتحدة فيها أكثر من 11 مليون مدمن خمر وأكثر من 44 مليون شارب خمر)

    وقد نقلت مجلة لانست البريطانية مقالاً بعنوان ( الشوق إلى الخمر ) جاء فيه:( إن أكثر من 200 ألف شخص يموتون سنويا في بريطانيا بسبب الخمر)

    وينقل البروفسور شاكيت أن 93 بالمائة من سكان الولايات المتحدة يشربون الخمر، وأن 40 بالمائة من الرجال يعانون من أمراض عابرة بسببه و5 بالمائة من النساء و10 بالمائة من الرجال يعانون من أمراض مزمنة.

    قال علي: أإلى هذه الدرجة وصلت مضار الخمر؟

    قال عالم الغذاء: بل لا يمكن أن تتصور مضاره.. إن شارب الخمر لا يشرب ـ في الحقيقة ـ خمرا، وإنما يشرب سما، يقول الدكتور أو بري لويس:( إن الكحول هو السم الوحيد المرخص بتداوله على نطاق واسع في العالم كله، ويجده تحت يده كل من يريد أن يهرب من مشاكله.. ولهذا يتناوله بكثرة كل مضطربي الشخصية ويؤدي هو إلى اضطراب الشخصية ومرضها (Psycho-pathic Anomaly) إن جرعة واحدة من الكحول قد تسبب التسمم وتؤدي إما إلى الهيجان أو الخمود وقد تؤدي إلى الغيبوبة. أما شاربو الخمر المزمنون ( ch Alcoholics) فيتعرضون للتحلل الأخلاقي الكامل مع الجنون)[12]

    ليس ذلك فقط، بل إن مجرد استنشاق أبخرة الخمر يؤدي إلى الإصابة بالتهاب القصبات والرئة، وإلى إصابة بطانة الأنف مما يؤدي إلى ضعف حاسة الشم.

    قال علي: لقد ذكرتني بقوله تعالى في اختياره للفظ الدالة على تحريم الخمر، فقد قال: ﴿ فَاجْتَنِبُوهُ﴾ (المائدة: من الآية90)، وهذا اللفظ يعني النهي عن الاقتراب منه مطلقاً، وهوأعم من النهي عن شربه.

    قال عالم الغذاء: لا تتوقف المخاطر على ما ذكرناه[13]، فهذا السم يختلف تأثيره كلمـا تغير مسـتواه في الدم، فعندما يبلغ مســتواه من 20ـ 99ملغ بالمائة يسبب تغير المزاج وإلى عدم توازن العضلات واضطراب الحس، وفي مستوى من 100ـ 299 ملغ بالمائة يظهر الغثيان وازدواج الرؤية واضطراب شديد في التوازن. وفي مستوى من 300 ـ 399 ملغ بالمائة تهبط حرارة البدن ويضطرب الكلام ويفقد الذاكرة. وفي مستوى 400 ـ 700 ملغ بالمائة يدخل الشاب في سبات عميق يصحبه قصور في التنفس، وقد ينتهي بالموت.

    ورغم أن كل أعضاء الجسم تتأثر من الخمر، فإن الجملة العصبية هي أكثرها تأثراً حيث يثبط المناطق الدماغية التي تقوم بالأعمال الأكثر تعقيداً، ويفقد قشر الدماغ قدرته على تحليل الأمور، كما يؤثر على مراكز التنفس الدماغية حيث أن الإكثار منه يمكن أن يثبط التنفس تماماً إلى الموت.

    وتأثيره لا يتوقف على الجهاز العصبي، بل إنه يمتد حتى إلى الأجنة في بطون أمهاتهم، فالغول بعد أن يمتص من الأمعاء ليصل الدم يمكن أن يعبر الحاجز الدماغي ويدخل إلى الجنين عبر المشيمة، وأن يصل إلى كافة الأنسجة. لكنه يتوضع بشكل خاص في الأنسجة الشحمية.

    وكلما كانت الأعضاء أكثر تعقيداً وتخصصاً في وظائفها كانت أكثر عرضة لتأثيرات الغول السمية، فلا عجب حين نرى أن الدماغ والكبد والغدد الصماء من أوائل الأعضاء تأثراً بالخمر حيث يحدث الغول فيها اضطرابات خطيرة.

    وفي الجهاز الهضمي يؤدي مرور الخمر في الفم إلى التهاب وتشقق اللسان، كما يضطرب الذوق نتيجة ضمور الحليمات الذوقية، ويجف اللسان، وقد يظهر سيلان لعابي مقرف، ومع الإدمان تشكل طلاوة بيضاء على اللسان تعتبر مرحلة سابقة لتطور سرطان اللسان.

    والخمر يوسع الأوعية الدموية الوريدية للغشاء المخاطي للمري مما يؤهب لتقرحه ولحدوث نزوف خطيرة تؤدي لأن يقيء المدمن دماً غزيراً، كما تبين أن 90 بالمائة من المصابين بسرطان المريء هم مدمنو خمر.

    وفي المعدة يحتقن الغشاء المخاطي فيها ويزيد إفراز حمض كلور الماء والببسين مما يؤهب لإصابتها بتقرحات ثم النزوف، وعند المدمن تصاب المعدة بالتهاب ضموري مزمن يؤهب لإصابة صاحبها بسرطان المعدة الذي يندر جداً أن يصيب شخصاً لا يشرب الخمر.

    وتضطرب الحركة الحيوية للأمعاء عند شاربي الخمر المتعدين وتحدث التهابات معوية مزمنة وإسهالات متكررة عند المدمنين، وتتولد عندهم غازات كريهة، ويحدث عسر في الامتصاص المعوي.

    والغول سم شديد للخلية الكبدية، وتنشغل الكبد من أجل التخلص من الغول عن وظائفها الحيوية، ويحصل فيها تطورات خطيرة نتيجة الإدمان. ففي فرنسا وحدها يموت سنوياً أكثر من 22 ألف شخص بسبب تشمع الكبد الغولي، وفي ألمانيا يموت حوالي 16 ألف. كما أن الغول يحترق ضمن الكبد ليطلق كل 1غ منه 7 حريرات تؤدي بالمدمن إلى عزوفه عن الطعام دون أن تعطيه هي أي فائدة مما يعرضه لنقص الوارد الغذائي.

    ويشكو المصاب من ألم في منطقة الكبد ونقص في الشهية وتراجع في الوزن مع غثيان وإقياء، ثم يصاب بالجبن أو باليرقان.. وقد يختلط بالتهاب الدماغ الغولي ويصاب بالسبات أو النزف في المريء، وكلاهما يمكن أن يكون مميتاً.

    وللخمر تأثيراتها الخطيرة على القلب، حيث يصاب مدمن الخمر بعدد من الاضطابات الخطيرة والمميتة التي تصيب القلب، منها اعتلال العضلة القلبية الغولي: حيث يسترخي القلب ويصاب الإنسان بضيق في النفس وإعياء عام ويضطرب نظم القلب وتضخم الكبد مع انتفاخ في القدمين، والمريض ينتهي بالموت إذا لم يرتدع الشارب عن الخمر.. وقد يزيد الضغط الدموي نتيجة الإدمان.. وقد يؤدي إلى داء الشرايين الإكليلية، فالغول يؤدي إلى تصلب وتضيق في شرايين القلب تتظاهر بذبحة صدرية.. وقد يؤدي إلى اضطراب نظم القلب.

    وللخمر تأثيراتها الخطيرة على الجهاز العصبي، حيث تعتبر الخلايا العصبية أكثر عرضة لتأثيرات الغول السمية، وللغول تأثيرات فورية على الدماغ، بعضها عابر، وبعضها غير قابل للتراجع.. حيث يؤكد د. براتر وزملاؤه أن تناول كأس واحد أو كأسين من الخمر قد تسبب تموتاً في بعض خلايا الدماغ، والسحايا قد تصاب عند المدمن عندها يشكوالمصاب من الصداع والتهيج العصبي، وقد تنتهي بالغيبوبة الكاملة، كما أن الأعصاب كلها معرضة للإصابة بما يسمى ( باعتلال الأعصاب الغولي العديد أو المفرد )

    أما الأذيات الدماغية فيمكن أن تتجلى بداء الصرع المتأخر الذي يتظاهر عند بعض المدمنين بنوبات من الإغماء والتشنج والتقلص الشديد.

    قال علي: لقد ذكرت إدمان قومك للخمر.

    قال عالم الغذاء: أجل.. وللأسف.. لقد حاولت كل القوانين أن تحد من ذلك، فلم تزدنا أقوامنا إلا غراما بالخمر.

    قال علي: فلم لم تقرأوا عليها من نصوص كتابكم المقدس ما يقيهم مخاطر الخمر.

    ابتسم ابتسامة عريضة، ونظر إلي، وقال: لعل كتابنا المقدس هو سبب من أسباب انتشار الخمر والدعاية لها.

    تظاهر علي بالاستغراب، فقال عالم الغذاء: لقد ذكرتني برجل من بني قومي تاب من الخمر، وصمم على تركها، وأراد أن يتدين ليقضي على ذلك الإدمان، فلما فتح الكتاب المقدس وقعت عينه على هذا النص:( كُلُوا أَيُّهَا الأَصْحَابُ. اشْرَبُوا وَاسْكَرُوا أَيُّهَا الأَحِبَّاءُ )(نشيد الإنشاد 5: 1)، فأسرع إلى الخمر، كالولهان، ومات بين يديها.

    ليس هذا النص وحده الذي يشجع فيه الكتاب المقدس على شرب الخمر..

    الخمر في الكتاب المقدس مقدسة كالكتاب المقدس.. وتستطيع لذلك أن تطلق على الحانة لقب الحانة المقدسة..

    لقد كان أولى معجزات المسيح على الإطلاق هي تحويل الماء إلى خمر.. اسمع:( قال يسوع: املأوا الاجران ماء. فملاوها الى فوق. ثم قال لهم: استقوا وقدموا الى رئيس المتكأ. فقدموا, فلما ذاق رئيس المتكأ الماء المتحول خمرا ولم يعلم من أين هي. لكن الخدام الذين كانوا قد استقوا علموا. دعا رئيس المتكأ العريس, وقال له: كل انسان انما يضع الخمر الجيدة اولا, ومتى سكروا فحينئذ الدون. أما أنت فأبقيت الخمر الجيدة الى الان )( يوحنا 7:2 )

    ومنذ أن جرت تلك المعجزة, والخمر لم تزل تتدفق كالمياه بين قومنا.

    جاء بعده بولس الرسول.. لينصحنا وينصح الأجيال الكثيرة هذه النصيحة الغالية عبر أحد رعاياه المتحولين حديثا الى المسيحية, والمدعو تيموثاس, قائلا:( لاتكن فيما بعد شراب ماء، بل استعمل خمرا قليلا من أجل معدتك وأسقامك الكثيرة )( ثيموثاوس: 23:5 )

    لقد كانت هذه النصوص المقدسة هي السر في إدمان قومنا للخمور بأنواعها المختلفة، لقد ذكر القس دميلو في تعليقه على رسالة بولس هذا، فقال:( إنها تعلمنا أنه من الصواب تعاطي المسكرات من الخمر، ولقد تعلم الآلاف من النصارى إدمان الخمور، بعد أن رشفوا ما يسمونه دم المسيح أثناء المشاركة في شعائر الكنيسة )

    اسمع العلة التي يعلل بها الكتاب المقدس إباحة الخمر:( اعطوا مسكرا لهالك وخمرا لمريئ النفس يشرب وينسى فقره ولايذكر تعبه )(الامثال6:31)

    سكت قليلا، ثم قال: لست أدري كيف لم ينص الكتاب المقدس على تحريم الخمر، مع أنه مملوء بالجرائم الكبيرة التي سببها الخمر.. فلوط زنى بابنتيه عندما سكر وغاب عنه العقل [14].. ونوح تعرّى وفعل فيه ابنه مافعل وهو سكران..

    لست أدري لم بالغ الكتاب المقدس في ذكر النجاسات وكيفية التطهير منها، ولم يذكر هذا الرجس الأخطر الذي يقضي على الجسد والنفس والعقل والفرد والمجتمع والأمة.

    النجس:

    قال علي: بالإضافة إلى هذا، فقد حرم شرعنا كل نجس أو متنجس من الطعام والشراب، حيوانا كان أو غيره:

    فقد نهي r عن الجلالة، وهي ما يأكل القاذورات من الحيوانات، فعن ابن عمر قال:( نهى رسول الله r عن الإبل الجلالة أن يؤكل لحمها ولا يشرب لبنها ولا يحمل عليها إلا الأدم، ولا يذكيها الناس حتى تعلف أربعين ليلة )

    بل ورد النهي عن ركوبها، فعن ابن عمر قال:( نهى رسول الله r عن الجلالة في الإبل أن يركب عليها أو يشرب من ألبانها )، وقد علل ذلك بأنها ربما عرقت، فتلوث بعرقها.

    ويدخل في هذا النهي الحيوانات التي تعتلف بما تأباه طبيعتها من السموم التي تفنن أهل هذا العصر في استصناعها.

    قال عالم الغذاء: لو أن البشرية طبقت ما أمر به إسلامكم في هذا الجانب لوقيت المخاطر الكثيرة التي جلبها شرهها إلى المال.

    لقد رأيت الفلاحين في بلادي، وفي غيرها من البلاد يستعملون طرقا عديدة في تسمين المواشي لكي يخففوا من تكاليف علفها.. ومن ذلك استعمالهم النفايات المختلفة في غذاء المواشي والدواجن دون مراعاة للأضرار التي قد تنجم عن ذلك.

    ومن أمثلة ذلك استخدام فضلات الدجاج كعلف للمواشي بالرغم من كل المخاطر التي ينطوي عليها هذا الابتكار الجديد على صحة المستهلكين.

    ففضلات الدجاج غالباً ما تتضمن نوعين من أنواع البكتيريا يتسببان في إصابة الإنسان ببعض الأمراض، كما يتسببان في وجود طفيليات في معدة الإنسان، ويساعدان أيضا على تجمع الرواسب التي تخلفها الأدوية البيطرية، فضلاً عن وجود ترسبات معادن تحتوي على نسبة عالية من المواد السامة مثل الزرنيخ والرصاص والكادمسيوم والزئبق.

    وتنتقل مثل هذه البكتيريا إلى المواشي بكل سهولة، كما أنه من الممكن أن تنتقل إلى جسم الإنسان عند تناوله لحوما ملوثة بروث المواشي أثناء ذبحها في المسالخ.

    ومن ناحية أخرى، فقد أفاد مركز مكافحة الأمراض والوقاية منها في ولاية أتلانتا بأنه توجد في الولايات المتحدة فقط 80 مليون حالة مرضية ناجمة عن تناول المواد الغذائية، و9000 حالة وفاة ناجمة أيضا عن تناول بعض الأصناف من الأغذية، و4 ملايين حالة مرضية ناجمة عن الإصابة ببكتيريا سالمونيلا حيث انتهت ما بين 500 ـ 1000 حالة من هذه الحالات إلى وفاة المريض، كما تتسبب البكتيريا من النوع المنطوي في إصابة ما بين 4 ـ 6 ملايين شخص بالتهابات حادة في المعدة ويقتل 100 منهم سنويا.

    أما البكتيريا من نوع إي كولاي والذي تم اكتشافه في بعض اللحوم الملوثة، فإنها تودي بحياة 250 شخصاً سنويا فضلا عن أنها تتسبب في إصابة ما لا يقل عن 20 ألف شخص في أمريكا سنويا بأمراض خطيرة، وهناك 17 مريضاً على الأقل ثبت أن مرضهم ناجم عن تناولهم لحوما ملوثة من إنتاج شركة واحدة.

    قال علي: أكل هذه الإحصائيات نتائج شركة واحدة؟

    قال عالم الأغذية: أجل.. وليس ذلك فقط، بل قد دأب مربو المواشي على استخدام مخلفات المحاصيل الزراعية وقشارة الخضراوات وعلائق الحبوب والمواد الداخلة في صناعة الخبز والخمر في تسمين المواشي.

    وذلك بالإضافة إلى استخدام حوالي 40 مليار رطل سنويا من مخلفات المسالخ مثل الدماء والعظام والأمعاء بالإضافة إلى ملايين القطط والكلاب السقيمة التي يوصي الأطباء البيطريون بأن يكون مآلها القتل الرحيم أو التي يُسلمها لهم القائمون على ملاجئ الحيوانات، حيث تحوَّل لحوم هذه الحيوانات إلى علف مما يعتري سلوكيات المواشي والخنازير التي سرعان ما تتحول من حيوانات آكلة للأعشاب إلى حيوانات آكلة للحوم.

    قال علي: لم ينه الشرع عن ذلك فقط.. بل نهي r أن تلقى في الأرض النجاسات ونحوها، لتكون سمادا للأرض، وقد روي عن بعضهم قال:( كنا نكري أرض رسول الله r ونشترط على من يكريها ألا يلقي فيها العذرة )

    وعن ابن عمر أنه كان يكري أرضه ويشترط ألا تدمن بالعذرة، ويروى أن رجل كان يزرع أرضه بالعذرة فقال له عمر معاتبا:( أنت الذي تطعم الناس ما يخرج ما منهم)، ومن هذا الباب حرم الشرع كل الكيميائيات الضارة التي تفسد الزرع، وتحوله إلى سموم قاتلة.

    قال عالم الغذاء: للأسف.. لقد صبحت الكيماويات جزءاً ضرورياً لا يمكن الاستغناء عنه من الحياة البشرية.. فهي بحسب تصورهم المحدود تدعم التنمية، وتقي كثيراً من الأمراض، وتزيد الإنتاجية الزراعية، وتعود بفوائد جمة على المجتمع.

    قال علي: ولكن الكثير من هذه المنافع حقيقة واقعة، وهي من فضل الله على عباده.

    قال عالم الأغذية: أجل ولكن ضررها ـ الذي سببه سوء تعامل البشرية معها ـ أكثر من نفعها، فالإنسان قد يتعرض لها مباشرة، أثناء تصنيعها أو نقلها أو توزيعها أو تداولها أو استعمالها أو التخلص منها، وهذا قد يحدث آثاراً ضارة في صحته.

    بل إن التخلص العشوائي من هذه الكيماويات وفضلاتها يمكن أن يدنس الهواء والماء والتربة، ويؤدي إلى تلوث الغذاء، مما يحدث آثاراً ضارة غير مباشرة.

    بل يقدر أن حوالي سبعين ألف مادة كيماوية تدخل في التعامل اليومي، منها ثمانية وأربعون ألفاً بكميات ذات شأن من الوجهة التجارية.

    زيادة على أن جل هذه المواد المستعملة سوف تلوث الهواء والماء والغذاء والتربة بعد استعمالها ورميها كفضلات.. ويضاف في كل عام ما بين سبعمئة وألف مادة كيماوية جديدة إلى التجارة.

    وقد أصبحت تجارة الكيماويات تجارة عالمية، وعمت الدول المتقدمة والنامية على السواء.. وفي الوقت نفسه ليست كل الدول تملك وسائل لإجراء دراسات على هذه الكيماويات من الوجهتين السمومية والبائية.

    ويزداد الوضع سوءاً في البلدان النامية، لجهل كثير من متخذي القرار فيها بالعواقب الصحية لهذه لكيماويات التى لا تستعمل ولا يتخلص منها.. بل يضاف إلى ذلك أنه لا ينطر إليها- عن قصد أو غير قصد- من قبل الصناعات المحلية على أنها مخاطر.

    ويزيد الأمر سوءاً حالات التسمم الحاد بهذه المواد، والتي تؤدي إلى الوفاة في كثير من البلدان.. وتقدر نسبة االحوادث العالمية الناتجة عن التسمم بمبيدات الحشرات وحدها بمليون حالة كل سنة، والعدد في ازدياد.

    ويزيد الأمر سوءًا أكثر من ذلك كله، تلك الحوادث التي تحدث على نطاق واسع، كانطلاق المتيل إيزوسيانات في بهوبال بالهند، واستعمال الحبوب الملوثة بمبيدات الحشرات في العراق وباكستان، واستعمال زيت الطبخ الملوث في أسبانيا، واستعمال طعام ملوث بقلوانيات البيروليدين في أفغانستان، وما أشبه ذلك.

    قال علي: صدق الله العظيم، فقد قال:) وَلَوبَسَطَ اللَّهُ الرِّزْقَ لِعِبَادِهِ لَبَغَوْا فِي الْأَرْضِ وَلَكِنْ يُنَزِّلُ بِقَدَرٍ مَا يَشَاءُ إِنَّهُ بِعِبَادِهِ خَبِيرٌ بَصِيرٌ((الشورى:27).. لقد بسط الله بعض فضله على أهل هذا العصر بما فتح لهم من خزائن العلم من خزائن الأرزاق، فراحوا يقتلون أنفسهم، ويقتلون الأرض معهم.

    قال عالم الأغذية: صدقت، فالمشكلة لا تكمن في استغلال خيرات السماء وبركات الأرض، فتلك لازمة من لوازم العمران، ولكنها تكمن في الإسراف والطغيان والبغي بغير الحق، وكلها تؤدي إلى الإخلال بالموازين إخلالاً يفسد هذه البيئة ويجعلها غير صالحة لحياة الناس.

    avatar
    Admin
    Admin


    المساهمات : 68443
    تاريخ التسجيل : 25/04/2018

    كتاب: معجزات علمية ـ نور الدين أبو لحية ـ ثامنا ـ الغذاء Empty رد: كتاب: معجزات علمية ـ نور الدين أبو لحية ـ ثامنا ـ الغذاء

    مُساهمة من طرف Admin 1/6/2021, 18:01

    المتسنه:

    قال علي: ولهذا نهى الله تعالى عن الإسراف المسبب لهذه العلل الخطيرة، كما قال تعالى:﴿ وَلا تُطِيعُوا أَمْرَ الْمُسْرِفِينَ الَّذِينَ يُفْسِدُونَ فِي الْأَرْضِ وَلا يُصْلِحُونَ﴾ (الشعراء:151 ـ 152)

    بالإضافة إلى هذا.. فقد ورد في النصوص الإشارة إلى النهي عن الطعام المتغير الفاسد، فقد قال تعالى:﴿ فَانْظُرْ إِلَى طَعَامِكَ وَشَرَابِكَ لَمْ يَتَسَنَّهْ ((البقرة: من الآية259)، فالله تعالى يرشدنامن خلال هذا إلى أن الطعام قد يتغير ويستحيل، ويصبح لا منفعة فيه.

    وقد ذكر المفسرون أن هذ الرجل كان معه عنب وتين وعصير، فوجده لم يغير منه شيء، لا العصير استحال، ولا التين حمض، ولا أنتن، ولا العنب نقص.

    والله تعالى لم يذكر هذا على سبيل الحكاية فقط، بل ذكره لنعبر منه إلى طعامنا، فنحفظه ونحافظ عليه.

    قال عالم الغذاء: أتقصد أن في الآية حكما تشريعيا؟

    قال علي: أجل.. كل القرآن الكريم تشريع، بل إن ما فيه من عقيدة قد يتضمن معاني تشريعية، فمما وصف الله تعالى به أنهار الجنة:﴿ مَثَلُ الْجَنَّةِ الَّتِي وُعِدَ الْمُتَّقُونَ فِيهَا أَنْهَارٌ مِنْ مَاءٍ غَيْرِ آسِنٍ وَأَنْهَارٌ مِنْ لَبَنٍ لَمْ يَتَغَيَّرْ طَعْمُهُ وَأَنْهَارٌ مِنْ خَمْرٍ لَذَّةٍ لِلشَّارِبِينَ وَأَنْهَارٌ مِنْ عَسَلٍ مُصَفّىً وَلَهُمْ فِيهَا مِنْ كُلِّ الثَّمَرَاتِ وَمَغْفِرَةٌ مِنْ رَبِّهِمْ كَمَنْ هو خَالِدٌ فِي النَّارِ وَسُقُوا مَاءً حَمِيماً فَقَطَّعَ أَمْعَاءَهُمْ((محمد:15)، فقد أخبر تعالى عن الجودة العالية التي يحتوي عليها نعيم الجنة، فأنهارها غير آسنة، ولبنها لم يتغير طعمه، وخمرها لا تحتوي على أي مواد ضارة، وعسلها مصفى، وفيها إلى جانب ذلك الثمرات المتنوعة.. وهذه جميعا شروط لا تتم سلامة الأغذية إلا بها.

    بل إن النبي r نهى أن يغش الطعام، وهو بيعه بعد تعرضه للفساد، فقد مر r ذات يوم على رجل يبيع طعاما، فوضع r كفه الشريفة أسفل منه، فوجده مبلولا، فسأل البائع عن ذلك فقال: أصابته السماء ( أي المطر )، فقال r:( من غشنا فليس منا )[15]

    ومن هذا الباب نهيه r عن بيع الغرر، وذلك لأن ظاهره يغري المشتري، ولكن باطنه المجهول يؤذيه.

    قال عالم الغذاء: إن نبيكم نصحكم غاية النصح.. فالغذاء من أكثر المواد عرضة للفساد، وذلك لما يحتويه من الرطوبة والعناصر الغذائية اللازمة لنمو الأحياء الدقيقة، فلذلك يتطلب تخزينا جيدا، وفي ظروف جيدة.. ويتطلب إلى جانب ذلك الحفاظ على أصالته وعدم تدنيسها بما لا يتوافق معه.

    سكت قليلا، ثم قال: إن ما ذكرته من الآيات ذكرني بالخميرة.

    قال علي: وما علاقة ذلك بالخميرة.. إنها الوسيط الذي نستعمله في أغذية كثيرة.

    قال عالم الغذاء: ولكن من أنواعها ما يؤدي إلى السرطان.. فقد نشر الكاتب رونالد كوتسيش في جريدة ( East West) عام1984مقالة تساءل فيها:( لماذا تؤدي الخميرة المتعارف عليها إلى بعض الأمراض؟ )، ثم أجاب:( من المعروف عندما تخمر الخميرة تتفجر جزيئات الخبز، فإن الجيزيئات التي تنتج تكون مماثلة للجزيئات المسببة للسرطان )

    ورجوعا إلى الباحث الفرنسي Jean Glaude Vincent وجد أن الطاقة البيولوجية التي تصدر من العجينة المخمرة مماثلة للتي تسبب الخلايا السرطانية.

    وهناك باحثان ألماني وفرنسي وجدا أن السرعة في تخمر العجينة ترسل إشارات إلكترونية إلى الجسم لينبه بحدوث رد على هذه الإنفجارات وهو من مسببات السرطان.

    ومن المؤسف أن الكثير من أنواع الخبز يطلق عليه الخبز الصحي والأسمر الكامل والبيتا ورقائق الخبز المالح وجميعها تستخدم فيها الخميرة السريعة الصناعية.

    قال علي: لقد وردت النصوص بعد ذلك كله بتحريم كل ضار.. فقال r:( لا ضرر ولا ضرار )، فلذلك لم تكتف النصوص بما ذكرته من أصناف المحرمات، بل ضمت إليه كل خبيث، قال تعالى:﴿ الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الرَّسُولَ النَّبِيَّ الْأُمِّيَّ الَّذِي يَجِدُونَهُ مَكْتُوباً عِنْدَهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَالْأِنْجِيلِ يَأْمُرُهُمْ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَاهُمْ عَنِ الْمُنْكَرِ وَيُحِلُّ لَهُمُ الطَّيِّبَاتِ وَيُحَرِّمُ عَلَيْهِمُ الْخَبَائِثَ وَيَضَعُ عَنْهُمْ إِصْرَهُمْ وَالْأَغْلالَ الَّتِي كَانَتْ عَلَيْهِمْ فَالَّذِينَ آمَنُوا بِهِ وَعَزَّرُوهُ وَنَصَرُوهُ وَاتَّبَعُوا النُّورَ الَّذِي أُنْزِلَ مَعَهُ أُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ ﴾ (لأعراف:157)

    والخبائث هي كل ما لم يتناسب مع الطبع الإنساني السليم، ويدخل فيه كل ما ذكرته من أصناف الأطعمة الضارة التي لم يعرفها إلا أهل عصرنا.

    2 ـ الغذاء الطيب

    قال عالم الغذاء: عرفت ما ورد في القرآن من ذكر الغذاء الخبيث، وعرفت مدى نصح دينكم لكم، فما الغذاء الطيب؟

    قال علي: الغذاء الطيب هو ما عدا الغذاء الخبيث، وهو كل ما أبيح من الأطعمة والأشربة بشرط أن يكون صاحبها اكتسبها من طريق حلال.

    وقد وردت النصوص الكثيرة بإباحتها، قال تعالى:﴿ يَسْأَلونَكَ مَاذَا أُحِلَّ لَهُمْ قُلْ أُحِلَّ لَكُمُ الطَّيِّبَاتُ ﴾ (المائدة: من الآية4)

    بل إن النصوص تشير إلى تنويع الطيبات لتشمل الخيرات المنتشرة في العالم، والتي تمتلئ بها أرض الله، قال تعالى:﴿ الْيَوْمَ أُحِلَّ لَكُمُ الطَّيِّبَاتُ وَطَعَامُ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ حِلٌّ لَكُمْ وَطَعَامُكُمْ حِلٌّ لَهُمْ ﴾ (المائدة: من الآية5)

    والقرآن الكريم ينهانا أن نسلك مسلك الرهبان الذي حرموا طيبات الله التي أباحها لهم، والتي قد لا يستقيم كيانهم إلا بها، فقال تعالى:﴿ قُلْ مَنْ حَرَّمَ زِينَةَ اللَّهِ الَّتِي أَخْرَجَ لِعِبَادِهِ وَالطَّيِّبَاتِ مِنَ الرِّزْقِ قُلْ هِيَ لِلَّذِينَ آمَنُوا فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا خَالِصَةً يَوْمَ الْقِيَامَةِ كَذَلِكَ نُفَصِّلُ الْآياتِ لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ ﴾ (لأعراف:32)، وقال تعالى:﴿ اللَّهُ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الْأَرْضَ قَرَاراً وَالسَّمَاءَ بِنَاءً وَصَوَّرَكُمْ فَأَحْسَنَ صُوَرَكُمْ وَرَزَقَكُمْ مِنَ الطَّيِّبَاتِ ذَلِكُمُ اللَّهُ رَبُّكُمْ فَتَبَارَكَ اللَّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ ﴾ (غافر:64)

    وقد نزل قوله تعالى:﴿ يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ لِمَ تُحَرِّمُ مَا أَحَلَّ اللَّهُ لَكَ تَبْتَغِي مَرْضَاتَ أَزْوَاجِكَ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ ﴾(التحريم:1) عندما حرم النبي r العسل على نفسه، كما في حديث عائشة ـ رضي الله عنها ـ قالت: كان النبي r يشرب عسلاً عند زينب بنت جحش، ويمكث عندها، فتواطأت أنا وحفصة على أيتنا دخل عليها، فلتقل له: أكلت مغافير؟ إني أجد منك ريح مغافير، قال:( لا ولكني كنت أشرب عسلاً عند زينب بنت جحش، فلن أعود له، وقد حلفت لا تخبري بذلك أحداً )[16]

    بل نهى الله تعالى هذه المة جميعا عن تحريم ما احل الله من الطيبات، فقال تعالى:﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تُحَرِّمُوا طَيِّبَاتِ مَا أَحَلَّ اللَّهُ لَكُمْ وَلا تَعْتَدُوا إِنَّ اللَّهَ لا يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ﴾(المائدة:87)

    وقد ورد في الحديث عن عائشة ـ رضي الله عنها ـ أن نفرا من أصحاب رسول اللّه r سألوا أزواج النبي r عن عمله في بيته، فقال بعضهم: لا آكل اللحم، وقال بعضهم: لا أتزوج النساء، وقال بعضهم: لا أنام على فراش، فبلغ ذلك النبي r، فقال:( ما بال أقوام يقول أحدهم كذا وكذا، لكني أصوم وأفطر، وأنام وأقوم، وآكل اللحم وأتزوج النساء، فمن رغب عن سنتي فليس مني )[17]

    فهذه النصوص كلها تدل على تحريم الامتناع عن أكل ما خلق الله إلا ما نزل الشرع بتحريمه، أو حكم الطب بضرره.

    قال عالم الغذاء: لقد نصحكم دينكم بكل هذا.. فالغذاء المتنوع هو الغذاء النافع الذي يغطي جميع احتياجات الجسم.

    قال علي: بالإضافة إلى هذا المعنى من معاني الغذاء الطيب، هناك ما يمكن تسميته بالغذاء المبارك، وهي أنواع من الأغذية وردت النصوص بالثناء عليها، والدعاء لها، أو اعتبارها من أغذية الجنة.

    قال عالم الغذاء: فهلا ذكرتها لي؟

    الماء:

    قال علي: لعل أول غذاء طيب كان يحبه رسول الله r هو الماء العذب.. فعن عائشة ـ رضي الله عنها ـ أن رسول الله r كان يُستقى له الماءُ العذبُ من بئر السُّقيا[18].

    وروى جابر بن عبد الله t، أن رسول الله r أتى قوماً من الأنصار يعود مريضاً فاستسقى وجدول قريب منه، فقال:( إن كان عندكم ماء بات في شنَ وإلا كرعنا )[19]

    وروى ابن عمرt أنه rكان يبعث إلى المطاهر، فيؤتى بالماء، فيشربه يرجو بركة أيدي المسلمين[20].

    وقد كان رسول الله r يحبه، فعن عائشة ـ رضي الله عنها ـ قالت:( كان أحب الشراب إليه r الحلو البارد )[21]

    وكان يقول إذا شربه:( الحمد للّه الذي سقانا عذباً فراتاً برحمته، ولم يجعله ملحاً أجاجاً بذنوبنا )[22]

    والماء العذب مما ورد النص عليه في القرآن الكريم، فالله تعالى امتن على عباده بأن سقاهم ماء عذبا، ولم يسقهم ماء مكدرا، قال تعالى:﴿ وَجَعَلْنَا فِيهَا رَوَاسِيَ شَامِخَاتٍ وَأَسْقَيْنَاكُمْ مَاءً فُرَاتاً((المرسلات:27)

    وقد كان أول ما يفعله رسول الله r إذا استيقظ، وبعد فراغه من الصلاة، يتناول كوباً من الماء مذاباً فيه ملعقة من العسل.. وهو يذيبها إذابه جيدة.. وقد كانوا يسمون هذا الماء شراب العسل، وقد قال فيه r:( عليكم بشراب العسل )[23]

    قال عالم الغذاء: لقد نصحكم نبيكم بهذا الهدي غاية النصح، فما ذكرته من اهتمامه بالبحث عن الماء الطيب العذب هو الذي يتوافق مع التغذية السليمة، ويتوافق بعد ذلك مع ما تتطلبه الصحة من حذر من المياه الملوثة.

    وللأسف، فقد ذكرت الدارسات الحديثة أن حوالى مليون أمريكي يشربون المياه التي تحتوي على بعض المواد الكيميائية المؤدية إلى السرطان، مثل مادة الزرنيخ (arsenic) و(radon) والذي هو عنصر إشعاعي غازي، ومادة الكلور(chorine)، لذلك يقترح وضع إعادة تصفية الماء بطريقة الأسموزية، أو الكربون (KDF) لتنظيف الماء.

    وذلك لأن الاوساخ والصدأ الموجود في الأنابيب والسخانات تذوب في الماء الذي يمر فيها، وقد أثبتت البحوث والدراسات أن المواد الكيمائية الموجودة في البلاستيك تذوب في القوارير مع الماء الموجودة فيه.

    الحبوب:

    قال علي: والغذاء الثاني الذي وردت النصوص بالثناء عليه، وبيان أنه من الأغذية المباركة (الحبوب) من القمح والشعير.

    بل ورد في القرآن الكريم ما يشير إلى أن الله تعالى برحمته جعل في حبة القمح وأخواتها من القيمة الغذئية ما يغني عن أكثر الأطعمة، بل في النصوص ما يشير إلى كونها غذاء كاملا.. وهو سر آخر من سر البركة التي أودعها لله فينا.

    فقد جاء في قصة يوسف u:) وَقَالَ الْمَلِكُ إِنِّي أَرَى سَبْعَ بَقَرَاتٍ سِمَانٍ يَأْكُلُهُنَّ سَبْعٌ عِجَافٌ وَسَبْعَ سُنبُلاَتٍ خُضْرٍ وَأُخَرَ يَابِسَاتٍ يَا أَيُّهَا الْمَلأُ أَفْتُونِي فِي رُؤْيَايَ إِن كُنتُمْ لِلرُّؤْيَا تَعْبُرُونَ قَالُواْ أَضْغَاثُ أَحْلاَمٍ وَمَا نَحْنُ بِتَأْوِيلِ الأَحْلاَمِ بِعَالِمِينَ وَقَالَ الَّذِي نَجَا مِنْهُمَا وَادَّكَرَ بَعْدَ أُمَّةٍ أَنَاْ أُنَبِّئُكُم بِتَأْوِيلِهِ فَأَرْسِلُونِ يُوسُفُ أَيُّهَا الصِّدِّيقُ أَفْتِنَا فِي سَبْعِ بَقَرَاتٍ سِمَانٍ يَأْكُلُهُنَّ سَبْعٌ عِجَافٌ وَسَبْعِ سُنبُلاَتٍ خُضْرٍ وَأُخَرَ يَابِسَاتٍ لَّعَلِّي أَرْجِعُ إِلَى النَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَعْلَمُونَ قَالَ تَزْرَعُونَ سَبْعَ سِنِينَ دَأَبًا فَمَا حَصَدتُّمْ فَذَرُوهُ فِي سُنبُلِهِ إِلاَّ قَلِيلاً مِّمَّا تَأْكُلُونَ ثُمَّ يَأْتِي مِن بَعْدِ ذَلِكَ سَبْعٌ شِدَادٌ يَأْكُلْنَ مَا قَدَّمْتُمْ لَهُنَّ إِلاَّ قَلِيلاً مِّمَّا تُحْصِنُونَ ثُمَّ يَأْتِي مِن بَعْدِ ذَلِكَ عَامٌ فِيهِ يُغَاثُ النَّاسُ وَفِيهِ يَعْصِرُونَ( (يوسف:43 ـ 49)

    ففي هذه الآيات الكريمة أخبر تعالى أن المصريين، ومن جاورهم من الشعوب اكتفوا في تلك الفترة الطويلة بما تدره عليهم السنابل المخزنة من رزق، وهو دليل على أنها غذاء كامل، وإلا لكان في اكتفائهم بها ما يؤدي بهم إلى سوء التغذية[24].

    قال عالم الغذاء: صدق كتابكم في هذا، ونصحكم غاية النصح، فقد أثبتت الدراسات التي أجريت على التركيب التحليلي للقمح، وعشبة القمح أنهما يحتويان على العناصرالوفيرة مثل الكالسيوم والفسفور والكبريت البوتاسيوم والكلور والصوديوم والمغنيسيوم، وغيرها.. وليس هذا فقط، بل إنهما يحتويان على نسب مقاربة جدا لما هي موجودة عليه في جسم الإنسان.

    وزيادة على ذلك فإن حبة القمح تحتوي على كل العناصر النادرة في التربة، بكميات نادرة أيضا، وبنسب مقاربة جدا لما هي موجودة عليه في جسم الإنسان، ومن أمثلتها الحديد والفلور والزنك، والنحاس، واليود والكروم والكوبالت، والسيليكون، والفاناديوم والسيلينيوم والمنجنيز والنيكل والموليبدنيوم وغيرها.

    وإضافة إلى ذلك كله، فحبوب القمح تحتوي على الكربوهيدرات التي تعتبر المصدر الأول للطاقة.

    قال علي: ولكن ما ذكرته لا يشكل الغذاء الكامل؟

    قال عالم الغذاء: تقصد البروتينات.. القمح يحتوي على كل الأحماض الأمينية العشرين الأساسية وغير الأساسية، وهي وحدات بناء كل أنواع البروتينات الموجودة في الجسم.. كلها كلها بدون استثناء.. وكيف لا وهو يحتوي على الحمضين الدهنيين الأساسيين اللذين يقدمان للجسم وظائف خارقة عظيمة معجزة تعجز آلاف بل ملايين المركبات عن القيام بها.

    قال علي: والفيتامينات!؟

    قال عالم الغذاء: القمح يحتوي على مجموعة هائلة ومتنوعة من الفيتامينات، والتي يندر وجودها حتى في أعظم صيدلية، وبكميات رائعة مفيدة مدهشة[25].

    قال علي: والهرمونات والإنزيمات!؟

    قال عالم الغذاء: حبة القمح تحتوي على مركبات هرمونية عظيمة مسيطرة مهيمنة هي البروستاغلاندينات، وعلى أكثر من ثمانين إنزيماً عظيماً مسيطراً مهيمناً.

    قال علي: والشعير.. فقد ورد فيه ـ بالإضافة إلى ما سبق ذكره ـ نصوص تخصه بالبركات، فقد تناوله النبي r خبزًا وحساء وشرابًا، ونصح به ووصفه لمداواة المرضى وتخفيف الحزن والغم الذي يعتري النفس الإنسانية.

    وقد قال ابن عباس t يصف حياة النبي r:( كان r يبيت الليالي المتتابعة طاويا وأهله لا يجدون عشاء، وكان أكثر خبزهم خبز الشعير)[26]، وعن أبي أمامة t قال:( ما كان يفضل عن أهل بيت رسول الله r خبز الشعير )[27]

    وقد كانوا يأكلون الشعير بنخالته، فعن عائشة ـ رضي الله عنها ـ أنها قالت:( ولا أكل r خبزًا منخولاً منذ بعثه الله إلى أن قبض )[28].. بل كان r يأكل الشعير بنخالته، فعن سهل بن سعد t، فقد قال: ما رأى رَسُول اللَّهِ r النقي[29] من حين ابتعثه اللَّه تعالى حتى قبضه اللَّه، فقيل له: هل كان لكم في عهد رَسُول اللَّهِ مناخل؟ قال: ما رأى رَسُول اللَّهِ منخلاً من حين ابتعثه اللَّه تعالى حتى قبضه اللَّه تعالى، فقيل له: كيف كنتم تأكلون الشعير غير منخول؟ قال:( كنا نطحنه وننفخه فيطير ما طار وما بقي ثَرَّيْنَاه[30])[31]

    قال عالم الغذاء: إن كل ما ذكرته نصائح غالية لا يمكن تقدير قيمتها.

    لقد ذكرت أن نبيكم كان يأكل الشعير بنخالته، وفي هذا فوائد صحية عظيمة، فتلك النخالة تحتوي على 40بالمائة من الكالسيوم، و55 بالمائة من الفوسفور، و55 بالمائة من الحديد، و56 بالمائة من البوتاسيوم، و78 بالمائة من فيتامين ب1، و50 بالمائة من فيتامين ب2، و69 بالمائة من فيتامين ب، و70 بالمائة من الألياف.

    بالإضافة إلى هذا، فقد وردت الأدلة العلمية الكثيرة تثبت الفوائد التي يحتوي عليها الشعير غذاء وشرابا.

    ومن ذلك أن معهد البحوث الزراعية بجامعة ألبرتا بكندا قام ببحث حول ( أهمية المنتجات المحتوية على منتجات الشعير على صحة مرضى السكر ـ النوع الثاني غير الوراثي ـ )، وتحديد أهمية استخدام منتجات الشعير وتأثيرها على نسبة السكر والدهون في الدم، وكانت النتيجة النهائية لهذا البحث توضيح أهمية غذاء الشعير وخبز الشعير كوسيلة لزيادة كمية الألياف المطلوبة للجسم القابلة للذوبان وغير القابلة للذوبان، لخفض نسبة السكر والدهون في الدم.

    قال علي: وهل للشعير القدرة على تنظيم امتصاص السكر في الدم.

    قال عالم الغذاء: أجل.. فهو يجد من ارتفاع السكر المفاجئ لاحتواء أليافه المنحلة القابلة للذوبان على بكتينات تكون مع الماء هلامًا لزجًا يبطئ من هضم وامتصاص النشويات والسكريات، كما أنه قليل السعرات غني الألياف المنحلة وغير المنحلة، مما يقلل من الرغبة في تناول الأطعمة السكرية وغيرها، وهذا يساعد على تنظيم نسبة السكر في الدم.

    بالإضافة إلى هذا، فقد أثبتت الدراسات العلمية فاعلية حبوب الشعير الفائقة في تقليل مستوى الكوليسترول في الدم من خلال عدة عمليات حيوية، منها أن حبوب الشعير تحتوي على مركبات مشابهة لفيتامين هـ الذي يعد من أشهر مضادات الأكسدة التي لها القدرة على تثبيط إنزيمات التخليق الحيوي للكوليسترول.

    ومنها أن ألياف الشعير المنحلة تحتوي على مادة هامة جدًا وهي البيتا جلوكان، وهي التي تتحد مع الكوليسترول الزائد في الأطعمة والأحماض الصفراوية مما يقلل وصوله إلى تيار الدم.

    وتشير نتائج البحوث إلى انخفاض نسبة الكوليسترول العام بنسبة 10%، وانخفاض نسب الكوليسترول منخفض الكثافة إلى 8% وارتفاع نسبة الكوليسترول عالي الكثافة إلى 16%.

    زيادة على هذا، فإنه ينتج عن تخمر الألياف المنحلة في القولون أحماض تمتص من القولون وتتدخل مع استقلاب الكوليسترول فتعيق ارتفاع نسبة في الدم.

    قال علي: فللشعير علاقة إذن بضغط الدم.

    قال عالم الغذاء: أجل.. له دور كبير في كبح جماح ضغط الدم، وذلك لاحتوائه على كمية وافرة من عنصر البوتاسيوم، حيث يخلق هذا العنصر التوازن اللازم بين الملح والماء داخل الخلية.. وهو يدر البول مما يقلل من ضغط لدم.

    قال علي: بهذه المناسبة.. لقد ذكر r وصفة لها علاقة بعلاج الأحزان.. فقد كان r يصف التلبينة، وهي حساء الشعير لعلاج المحزونين، فعن عائشة ـ رضي الله عنها ـ أنها كانت إذا مات الميت من أهلها، واجتمع لذلك النساء ثم تفرقن إلى أهلهن أمرت بِبُرمة من تلبينة فطبخت وصنعت ثريدًا ثم صبت التلبينة عليه، ثم قالت: كلوا منها فإني سمعت رسول الله r يقول:( التلبينة مجمة لفؤاد المريض تذهب ببعض الحزن )[32]

    وعنها ـ رضي الله عنها ـ قالت: كان رسول الله r إذا أخذ أحدًا من أهله الوعك أمر بالحساء من شعير فصنع، ثم أمرهم فحسوا منه، ثم يقول:( إنه يرتو فؤاد الحزين، ويسرو فؤاد السقيم، كما تسرو إحداكن الوسخ بالماء عن وجهها )[33]

    قال عالم الغذاء: إن هذا لإعجاز ما فوقه إعجاز.. صدق نبيكم في كل ما نصحكم به..

    قالت: لقد أثبت الباحثون أن من أسباب الحزن والاكتئاب حدوث خلل كيميائي، كما أثبتوا أن هناك مواد لها تأثر في تخفيف الاكتئاب والحزن، مثل: عنصر البوتاسيوم والمغنيسيوم ومضادات الأكسدة والميلاتونين وبعض عناصر فيتامين ب المركب والسيراتونين.

    والشعير يحتوي على كل ذلك، فهو يحتوي على عنصري البوتاسيوم والمغنيسيوم اللذين يؤدي نقصهما إلى سرعة الغضب والانفعال والشعور بالاكتئاب والحزن، وضبط عنصر البوتاسيوم والمغنيسيوم له تأثير في تخفيف الاكتئاب عن طريق تأثير هذين العنصرين على بعض الموصلات العصبية.

    والإنسان يشعر بالميل إلى الاكتئاب عند تأخر العمليات الفسيولوجية للموصلات العصبية، ومن أهم أسباب هذا الخلل نقص فيتامين ب المركب، والشعير يحتوي على كمية طبيعية من بعض فيتامين ب المركب، وهذا مما يساعد على التخلص والتخفيف من الاكتئاب.

    بالإضافة إلى هذا، فإن علاج نقص مضادات الأكسدة مثل فيتامين هـ له تأثير فعال في علاج حالات الاكتئاب والشيخوخة وخاصة لدى المسنين، وأيضًا على فيتامين A المضاد للأكسدة.

    ويحتوي الشعير على حمض الأميني تريبتوفان Tryptophan الذي يسهم في تخليق أهم الناقلات العصبية وهو السيروتونين والتي تؤثر بشكل واضح في الحالة النفسية والعصبية للمريض.

    قال علي: بالإضافة إلى هذا، فقد قال r:( التلبينة تغسل بطن أحدكم كما تغسل إحداكن وجهها من الوسخ بالماء ) فما قال العلم الحديث في ذلك؟

    قال عالم الغذاء: صدق نبيكم في ذها.. فالتلبينة التي ذكرت وصفها ملينة للأمعاء، مهدئة للقولون، مضادة لسرطان الأمعاء، وهي توصف للمرضى كغذاء لطيف سهل الهضم.. والشعير غني بالألياف المنحلة وغير المنحلة، وهذه الأخيرة تمتص كميات كبيرة من الماء وتحبسه داخلها، فتزيد من كتلة الفضلات مع الحفاظ على ليونتها مما يسهل ويسرع هذه الكتلة عبر القولون، وينشط الحركة الدودية للأمعاء مما يدعم عملية التخلص من الفضلات.

    زيادة على هذا، فإن هناك أبحاثا على أهمية الشعير في التقليل من الإصابة بسرطان القولون، حيث استقر الرأي على أن الشعير يقلل من بقاء الفضلات في الأمعاء؛ مما يقلل من بقاء المواد المسرطنة في الأمعاء؛ مما يقلل من الإصابة بالسرطان، كما أن الشعير يحوي من عناصر مضادات الأكسدة والفيتامينات ما يقاوم الشوارد الحرة التي تدمر غشاء الخلية والحمض النووي، وقد تكون المتهم الرئيسي في حدوث أنواع معينة من السرطان.

    ولهذا يستخرج من الشعير مادة تستعمل حقنًا تحت الجلد أو شرابًا في حالات الإسهال والتيفوئيد والتهابات الأمعاء تسمى الهوردنين.

    اللبن:

    قال علي: ومن الأغذية التي ورد الثناء عليها، بل اعتبارها من أغذية أهل الجنة اللبن، قال تعالى في وصف الجنة:﴿ مَثَلُ الْجَنَّةِ الَّتِي وُعِدَ الْمُتَّقُونَ فِيهَا أَنْهَارٌ مِنْ مَاءٍ غَيْرِ آسِنٍ وَأَنْهَارٌ مِنْ لَبَنٍ لَمْ يَتَغَيَّرْ طَعْمُهُ وَأَنْهَارٌ مِنْ خَمْرٍ لَذَّةٍ لِلشَّارِبِينَ وَأَنْهَارٌ مِنْ عَسَلٍ مُصَفّىً وَلَهُمْ فِيهَا مِنْ كُلِّ الثَّمَرَاتِ وَمَغْفِرَةٌ مِنْ رَبِّهِمْ كَمَنْ هُوَ خَالِدٌ فِي النَّارِ وَسُقُوا مَاءً حَمِيماً فَقَطَّعَ أَمْعَاءَهُمْ((محمد:15)

    ومن على عباده بنعمة اللبن، فقال:﴿ وَإِنَّ لَكُمْ فِي الْأَنْعَامِ لَعِبْرَةً نُسْقِيكُمْ مِمَّا فِي بُطُونِهِ مِنْ بَيْنِ فَرْثٍ وَدَمٍ لَبَناً خَالِصاً سَائِغاً لِلشَّارِبِينَ﴾ (النحل:66)، وقال:﴿ وَإِنَّ لَكُمْ فِي الْأَنْعَامِ لَعِبْرَةً نُسْقِيكُمْ مِمَّا فِي بُطُونِهَا وَلَكُمْ فِيهَا مَنَافِعُ كَثِيرَةٌ وَمِنْهَا تَأْكُلُونَ﴾ (المؤمنون:21)

    بل إن الله تعالى أمر الأمهات بأن يرضعن أولادهن عامين كاملين قال عالم النبات: ووضع التشريعات المرتبطة بذلك، فقال تعالى:﴿ وَالْوَالِدَاتُ يُرْضِعْنَ أَوْلادَهُنَّ حَوْلَيْنِ كَامِلَيْنِ لِمَنْ أَرَادَ أَنْ يُتِمَّ الرَّضَاعَةَ وَعَلَى الْمَوْلُودِ لَهُ رِزْقُهُنَّ وَكِسْوَتُهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ لا تُكَلَّفُ نَفْسٌ إِلَّا وُسْعَهَا لا تُضَارَّ وَالِدَةٌ بِوَلَدِهَا وَلا مَوْلُودٌ لَهُ بِوَلَدِهِ وَعَلَى الْوَارِثِ مِثْلُ ذَلِكَ فَإِنْ أَرَادَا فِصَالاً عَنْ تَرَاضٍ مِنْهُمَا وَتَشَاوُرٍ فَلا جُنَاحَ عَلَيْهِمَا وَإِنْ أَرَدْتُمْ أَنْ تَسْتَرْضِعُوا أَوْلادَكُمْ فَلا جُنَاحَ عَلَيْكُمْ إِذَا سَلَّمْتُمْ مَا آتَيْتُمْ بِالْمَعْرُوفِ وَاتَّقُوا اللَّهَ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ( (البقرة:233)، وهي الآية التي تشرع أحكام الرضاع.

    قال عالم الغذاء: إن كتابكم يمتلئ نصحا لكم ورحمة بكم.

    لقد زعم قومنا أنهم استغنوا بالقارورات الزجاجية التي صنعوها عن لبن الأمهات، وكذبوا في ذلك.. لقد جرهم جشعهم وحرصهم إلى التلاعب بالأولاد[34]..

    قال علي: أراك متحاملا على هذه القارورات غاية التحامل.

    قال عالم الغذاء: وما لي لا أكون كذلك.. وهي سر كثير من البلاء الذي يحدث للرضع.

    لقد أثبتت الدراسات أن لبن الأم يتناسب مع حاجة الرضيع، فلذلك يتطور من يوم لآخر بما يلائم حاجته الغذائية، ويناسب تحمل جسمه، وغريزته وأجهزته التي تتطور يوماً بعد يوم.

    قال علي: ولكني أرى في اللبن الصناعي قاروات تتناسب مع الأعمار المختلفة.

    قال عالم الغذاء: هي تنتقل فجأة من تقدير إلى تقدير.. أما لبن الأم، فيتحول من يوم إلى يوم فهو ـ مثلاً ـ يفرز في الأيام الأولى اللبن Colostrm الذي يحوي أضعاف ما يحوي اللبن من البروتين والعناصر المعدنية، لكنه فقير بالدسم والسكر، كما يحوي أضدادا لرفع مناعة الوليد، وله فعل ملين، ولذلك فهو الغذاء المثالي للوليد.

    كما يخف إدرار اللبن من ثدي الأم، أو يخف تركيزه بين فترة وأخرى بحسب الحاجة، وذلك لإراحة الجهاز الهضمي عند الوليد، ثم يعود بعدها بما يلائم حاجة الطفل.. وذلك مما لا يمكن للصناعة تحقيقه مهما تطورت.

    وفوق هذا، فإن لبن الأم أسهل هضماً، لاحتوائه على خمائر هاضمة تساعد خمائر المعدة عند الطفل على الهضم، وتستطيع المعدة إفراغ محتواها منه بعد ساعة ونصف، وتبقى حموضة المعدة طبيعية ومناسبة للقضاء على الجراثيم التي تصلها.

    بينما يتأخر هضم خثرات الجبن في لبن البقر، لثلاث أو أربع ساعات، كما تعدل الأملاح الكثيرة الموجودة في لبن البقر حموضة المعدة، وتنقصها مما يسمح للجراثيم، وخاصة الكولونية بالتكاثر مما يؤدي للإسهال والقيء.

    ويضاف إلى هذا ما يسببه لبن البقر من مضاعفات عدم تحمل وتحسس لا تشاهد في الإرضاع الطبيعي كالإسهال والنزف المعوي والتغوط الأسود ومظاهر التجسس الشائع، كما إن الإلعاب والمغص والإكزما البنيوية أقل تواجداً في الإرضاع الطبيعي.

    قال علي: فهمت هذا.. فالله خلق الجهاز الهضمي للرضيع متناسبا مع لبن أمه.

    قال علي: ويضاف إلى هذا أن لبن الأم معقم، بينما يندر أن يخلو اللبن في الرضاع الصناعي من التلوث الجرثومي، وذلك يحدث إما عند عملية الحلب، أو باستخدام الآنية المختلفة أو بتلوث زجاجة الإرضاع.

    بالإضافة إلى هذا كله، فإن درجة حرارة لبن الأم ثابتة، وملائمة لحرارة الطفل، ولا يتوفر ذلك دائماً في الإرضاع الصناعي، ولهذا ترى الأمهات، وهن يرهقن كثيرا في تبريد اللبن وتسخينه كل حين، ومع ذلك لا يصلن إلى درجة الحرارة التي تتناسب مع رضيعهن.

    اضف إلى هذا كله ما يحمله لبن الأم من مصادر قوة المناعة، فلبن الأم يحوي أجساما ضدية نوعية تساعد الطفل على مقاومة الأمراض، وهي تتواجد بنسبة أقل بكثير في لبن البقر، كما أنها غير نوعية، ولهذا فمن الثابت أن الأطفال الذين يرضعون من أمهاتهم أقل عرضة للإنتان ممن يعتمدون على الإرضاع الصناعي.

    والإرضاع من الأم يدعم الزمرة الجرثومية الطبيعية في الأمعاء ذات الدور الفعال في امتصاص الفيتامينات وغيرها من العناصر الغذائية، بينما يسبب الإرضاع الصناعي اضطراب هذه الزمرة.

    إضافة إلى هذا كله، فإرضاع الطفل يحميه من الإصابة بأمراض مختلفة، كالتهابات الطرق التنفسية، وتحدد الرئة المزمن الذي يرتبط بترسب بروتين اللبن في بلاسما الطفل، وحذف لبن البقر من غذاء الطفل يؤدي لتحسنه من المرض، ومثل ذلك التهاب الأذن الوسطى، لأن الطفل في الإرضاع الصناعي يتناول وجبته وهو مضطجع على ظهره، فعند قيام الطفل بأول عملية بلع بعد الرضاعة ينفتح نفير أوستاش ويدخل اللبن واللعاب إلى الأذن الوسطى مؤدياً لالتهابها.

    وتزيد حالات التهاب اللثة والأنسجة الداعمة للسن بنسبة ثلاثة أضعاف عن الذين يرضعون من الثدي، أما تشنج الحنجرة، فلا يشاهد عند الأطفال الذين يعتمدون على رضاعة الثدي.

    وهذا كله يفسر ارتفاع نسبة الوفيات عند الأطفال الذين يعتمدون الإرضاع الصناعي مقارنة بنسبة وفيات إخوانهم الذين يرضعون من الثدي، وذلك بمقدار أربعة أضعاف رغم كل التحسينات التي أدخلت على طريقة إعداد اللبن في الطرق الصناعية، وعلى طريقة إعطائه للرضيع..

    قال علي: لقد قال r:( يحرم من الرضاع ما يحرم من النسب )[35]، فالشرعية اعتبرت المرضعة أما وبنتها أختا وهكذا.. فهل وصل العلم إلى إثبات علاقة بين الرضاعة والبنوة؟

    قال عالم الغذاء: إن هذا شيء معجز.. فقد اثبتت الأبحاث العلمية الحديثة[36] وجود أجسام في لبن الأم المرضعة يترتب على تعاطيها تكوين أجسام مناعية في جسم الرضيع بعد جرعات تتراوح من ثلاث إلى خمس جرعات.. وهي نفس الجرعات المطلوبة لتكوين الأجسام المناعية في جسم الإنسان، حتى في حيوانات التجارب المولودة حديثا والتي لم يكتمل نمو الجهاز المناعي عندها.

    فعندما ترضع اللبن تكتسب بعض الصفات الوراثية الخاصة بالمناعة من اللبن الذي ترضعه، وبالتالي تكون مشابهة لأخيها أو لأختها من الرضاع في هذه الصفات الوراثية.

    وقد وجد أن تكون هذه الجسيمات المناعية يمكن أن يؤدي إلى أعراض مرضية عند الإخوة في حالة الزواج.

    بالإضافة إلى هذا، فقرابة الرضاعة قد يكون سببها انتقال عوامل وراثية من لبن الأم واختراقها لخلايا الرضيع واندماجها مع سلسلة الجينات عند الرضيع، ويساعد على هذه النظرية أن لبن الأم يحتوي على أكثر من نوع من الخلايا، ومعلوم أن المصدر الطبيعي للجينات البشرية هو نواة الخلايا DNA كما يحتمل أن الجهاز الوراثي عند الرضيع يتقبل الجينات الغريبة، لأنه غير ناضج، حاله حال عدة أجهزة في الجسم، لا يتم نضجها إلا بعد أشهر وسنوات من الولادة.

    قال علي: صدق رسول الله r، فقد أخبر أنه ( لا تحرم المصة ولا المصتان)[37]، و( لا تحرم الإملاجة والإملاجتان )[38]، بل صرح بأن الرضعات المحرمة هي خمس، ففي حديث عائشة ـ رضي الله عنها ـ قالت: ( كان فيما أنزل من القرآن عشر رضعات معلومات يحرمن، نسخت بخمس معلومات، فتوفي رسول الله r، وهن فيما يقرأ من القرآن )[39]

    قال علي: أرانا انشغلنا بلبن الصغار عن لبن الكبار.. لقد ورد النص في فضله، فقد قال r:( من أطعمه الله طعامًا فليقل: اللهم بارك لنا فيه وارزقنا خيرًا منه، ومن سقاه لبنًا فليقل: اللهم بارك لنا فيه وزدنا منه فإني لا أعلم ما يجزي من الطعام والشراب إلا اللبن )[40]

    وفي حديث آخر أن جبريل u جاء النبي r بإناء من خمر وإناء من لبن، فاختار الرسول r إناء اللبن، فقال له جبريل:( اخترت الفطرة، أما إنك لو اخترت الخمر غَوَت أُمّتك )

    قال عالم الغذاء: صدق نبيكم في كل ذلك، ونصحكم غاية النصح[41].. فاللبن ذو قيمة غذائية مرتفعة، ويفي بالاحتياجات الغذائية في شكل ملائم ونسب متّزنة، وهو لذلك أقرب إلى الكمال من أي غذاء آخر.

    ومع أنه ينقصه قليل من العناصر الغذائية، ولكن مع ذلك، فإنه أفضل من أي غذاء منفرد وحيد، ولا توجد أي مادة غذائية أخرى يمكن أن تقارن مع اللبن من حيث قيمته الغذائية المرتفعة؛ وذلك لاحتوائه على المواد الغذائية الأساسية الضرورية؛ التي لا يستغني عنها جسم الإنسان في جميع مراحل نموه وتطوره.

    فاللبن يُعَدّ من أحسن الأغذية للأطفال والناشئين، والبالغين والمسنّين على السواء، فعلاوة على أنه ينفع الصغار في حياتهم المقبلة ويكسبهم مناعة ضد كثير من الأمراض؛ فإنه أيضًا يفيد الكبار كثيرًا لقيمته الغذائية المرتفعة.

    ويعد اللبن ومنتجاته من المواد الغذائية الضرورية المهمة للإنسان في معظم بلاد العالم، فحيث يستعمل سكان خط الاستواء في الجنوب ألبان الماعز والإبل في غذائهم؛ نجد أن لبن الغزلان يستعمله سكان الإسكيمو في الشمال، ولبن الخيول يستعمل في آسيا، ولبن الجاموس يشربه سكان أفريقيا، وشبه القارة الهندية.

    قال علي: ولكني أرى بعض قومك ينفرون منه.

    قال عالم الغذاء: فما قالوا؟

    قال علي: لقد ذكروا أنه[42] يتسبب بأمراض السكري لدى الأطفال وانتقاص مواد الكالسيوم والفوسفور والماغنيزيوم في أجسامهم مما يؤدي إلى ضعف العظام وتسوس الأسنان، وإلى إصابة الفرد مستقبلاً بسرطان القولون وارتفاع الكوليسترول وغيرها من الأمراض.

    كما كشفت الدراسات أن ثمة احتمالات للإصابة بسرطان الثدي عند النساء، والبروستات لدى الرجال الذين يفرطون في تناول لبن البقر، وأيضاً يتسبب الإفراط في تناول اللبن بسرطان المبيض وضمور الخصوبة لدى النسوة.

    قال عالم الغذاء: فما الذي دعاهم إلى هذه الدعاوى الخطيرة؟

    قال علي: دراسات كثيرة أجروها، وتوثقوا منها، فهم يزعمون ـ مثلا ـ أن بروتينات لبن الأبقار هي السبب الرئيسي لأمراض السكري لدى الأطفال، وأن المتهم هو البروتين المسمى البومين المصل البقري، فهو يختلف عن البروتينات البشرية اختالافا يتسبب للجسم البشري بالرد لتوليد الأجسام المضادة، وهذه الأجسام المضادة تهاجم وتتلف خلايا بيتا المنتجة للانسولين في البنكرياس.

    قال عالم الغذاء: هذا عن البروتين، فماذا عن غيره؟

    قال علي: يقولون: إن منتجات اللبن خفيفة جدا، ويندر فيها وجود الحديد حيث لا تحتوي إلا على ما نسبته عشرة مللغرامات فقط في كل اونصة منها.

    وللحصول على الحصة الموصى بها يوميا من الحديد والتي هي 15 ملليغرام في اليوم، فإن على الاطفال البالغين أقل من عام أن يشربوا أكثر من 31 كوارت (قياس اميركي يعادل ربع غالون ) من اللبن في اليوم.

    ونقص الحديد الناجم عن اللبن ليس مرده فقط نقص الحديد في اللبن، ولكنه يرجع أيضاً إلى نزعة ذلك اللبن لدفع الأطعمة الغنية بالحديد خارج غذاء الطفل، فاللبن يتسبب بنقص في الدم في الجهاز المعوي، وهو يخفض مع الوقت من مخازين الجسم من الحديد.

    وقد كتب باحثون من جامعة ايوا الاميريكية حديثاً إلى مجلة ( جورنال اوف بيدياتريكس ) التحذير التالي:( إن نسبة كبيرة من الأطفال الذين يتناولون لبن الأبقار يصابون بزيادة كبيرة في نقص الهيموغلوبين (الكريات الحمراء)، وبعض الأطفال يعانون من افراط في الحساسية للبن الأبقار ويمكن أن يخسروا كميات كبيرة من الدم )

    قال عالم الغذاء: فما الذي ذكروا غير هذا؟

    قال علي: لقد ذكروا أن اللبن يعطل عملية امتصاص الأمعاء للمعادن، إذ تبين أن الأطفال الذين يتناولون كميات كبيرة من لبن الأبقار يعانون من نقص في مادة الكالسيوم في أجسامهم، مع العلم أن المنتجات اللبنية تحوي كميات كبيرة من الكالسيوم غير أن اجسامهم خلت تقريباً من الماغنيزيوم أو الفسفور وهي ضرورية لامتصاص الكالسيوم.

    قال عالم الغذاء: ألا ترى أن ما ذكروه يتنافى مع ما ذكره نبيكم؟

    قال علي: أجل.. ونحن نشعر بكثير من الحرج بسبب هذا.

    قال عالم الغذاء: صدق نبيكم في كل ما نصحكم به.. لقد أثبتت أبحاث عليمة كثيرة أهمية اللبن الغذائية.. لقد نشرت مجلة اللانست الطبية المشهورة عام 1985 دراسة قام بها الدكتور غارلاند من جامعة كاليفورنيا في الولايات المتحدة حيث درس الغذاء الذي يتناوله ألفا رجل على مدى عشرين عاماً، فوجد أن أولئك الذين كانوا يشربون كأسين ونصف من اللبن يومياً أقل عرضة بكثير لسرطان القولون من أولئك الذين لا يتناولون اللبن.. ولهذا كانت نصيحة الدكتور غارلاند أن يشرب الناس ما بين كوبين إلى ثلاثة أكواب من اللبن القليل الدسم للوقاية من سرطان القولون..

    وهناك دراسة أخرى من اليابان تشير إلى أن تناول اللبن يقلل من الإصابة بسرطان المعدة.. ومن المعروف لدى عامة الناس أن تناول اللبن عند المصابين بقرحة المعدة يخفف ألم القرحة.

    وقد اكتشف العلماء في جامعة نيويورك في الولايات المتحدة أن اللبن يحتوي على مادة تسمى ( البرستاغلاندين ) وهي التي تقي من القرحة.. ومن الملاحظ كثرة التهاب المعدة والأمعاء عند الأطفال إلا أن هذا المرض يمكن الوقاية منه إذا أعطينا أطفالنا لبناً كامل الدسم[43].

    قال علي: فقد تعارضت الدراسات إذن؟

    قال عالم الغذاء: لا.. لم تتعارض، ولكن اللبن تتحكم في جودته ومنفعته عوامل كثيرة.. لعل أهمها نوع الغذاء الذي يتغذاه مصدر اللبن، فاللبن هو نتيجة طبيعية للغذاء الذي يتغذاه.

    قال علي: لقد ذكر r هذا، فقال:( عليكم بألبان البقر، فإنها ترم من كل الشجر)[44]

    انتفض عالم الغذاء، وقال: أرى أن نبيكم لم ينصحكم فقط، بل أعطاكم علوما كثيرة من علوم الغذاء.. وهذا الحديث أصل لها.

    قال علي: فما في هذا الحديث من الأسرار؟

    قال عالم الغذاء: إن هذا الحديث يبين أن لنوع الغذاء الذي يتغذاه الحيوان تأثيره السلبي أو الإيجابي في جميع منتجاته ابتداء من لحمه وانتهاء بلبنه وبيضه وكل ما يرتبط به.

    وسأذكر لك ما يقرر هذا في هذه الناحية [45].. لقد قامت بعض الشركات، وهي شركة (....!؟ ) والتي اشتهرت في السابق بإنتاج السموم الناقعات رفيعة المستوى مثل (دي دي تي)، ومبيد (الديوكسين) بتمويل بحوث في الهندسة الوراثية بأكثر من نصف مليار دولار لاختراع حقنة لإجبار الأبقار على إنتاج حليب أكثر.

    ولسوء الحظ فقد نجح العلماء في إنتاج حقنة هرمونية تسمى rbGH أو (بوسيلاك ﴾ (Posilac)، تؤدي هذه الحقنة لزيادة إدرار اللبن في الأبقار على مدار العام، وقد يصل إنتاج البقرة الواحدة إلى 27 كيلو جراما من اللبن يوميا، ويؤدي ذلك إلى زيادة هرمون (آي جي إف-1) في الحليب بكميات تزيد عن 80 بالمائة من المعدل الطبيعي.

    وقد تمكنت مافيا صناعة الألبان في الولايات المتحدة الأمريكية من إخفاء تقرير مهم يؤكد على خطورة هذه الحقنة وتأثيراتها الضارة على كل حيوانات الاختبار (تقرير ريتشارد، أوداجليا ودزليكس، 1989)، ولم يعرض هذا التقرير على إدارة الرئيس (كلينتون) ولا على إدارة الأغذية والأدوية الأمريكية (إف دي آي) التي ما زالت تصر على أن هرمون (آي جي إف-1) يتحطم في المعدة.

    وقد ثبت أن هذا الادعاء غير صحيح؛ لأنه من المعروف علميا أن معدل نمو الرضع يكون عاليا؛ نتيجة لوجود هذا الهرمون في اللبن، ووصوله لجميع خلايا الجسم، وأنه إذا تحطم هذا الهرمون في المعدة انعدمت فوائده.

    ولتأكيد هذه الفرضية أجرى العلماء دراسة على مجموعتين من البشر: المجموعة الأولى تستهلك 12 أوقية من الحليب يوميا، والمجموعة الأخرى تستهلك 24 أوقية (ثلاثة أكواب) من نفس الحليب المصرح بتناوله من إدارة الأغذية والأدوية (إف دي آي). وأكدت التحليلات أن أفراد المجموعة الثانية تزيد لديهم نسبة هرمون "آي جي إف-1" (أكثر من 10% في مصل دمائهم) مقارنة بالمجموعة الأولى!.. ولقد اكتشفت كندا هذا التقرير، ولهذا رفضت طرح هرمون rbGH للتداول في جمع أنحاء البلاد.

    بالإضافة إلى هذا فقد أثبتت دراسة علمية متكاملة أجريت في الولايات المتحدة الأمريكية أن جميع أنواع الحليب التي يتم تداولها في الأسواق هناك والتي تخضع لرقابة صارمة يتواجد بها حوالي 59 نوعا من الهرمونات النشطة، وعدد كبير من المواد المسببة للحساسية، بالإضافة للدهون والكولسترول. كما أكدت التحليلات أن الحليب يحتوي على كميات ضارة من مبيدات الأعشاب، والمبيدات الحشرية والمواد السامة (2.200 مرة أعلى من المستوى الآمن)، وحوالي 52 مضادًّا حيويًّا قويًّا، ودم وقيح وغائط وبكتيريا وفيروسات.

    وأكدت دراسة أخرى أجريت على 78 ألف مريض على مدى 12 سنة أن الدول الأكثر استهلاكا لمنتجات الألبان لديها نسب أعلى أيضًا من مرضى هشاشة العظام (osteoporosis)!

    وحذرت الدراسة من أخطار تناول منتجات الألبان الشهيرة التي يفضلها الكبار والصغار؛ فالقضمة الواحدة لقطعة من الجبن تحمل مخاطر عشرة رشفات من الحليب؛ لأنه عادة ما يستخدم عشرة جرامات من الحليب لعمل جرام واحد من الجبن، وقضمة الآيس كريم خطرها يتجاوز خطر الحليب بحوالي 12 مرة، أما الزبد فقد يصل خطره إلى 21 مرة ضعف الحليب.

    قال علي: لقد أخبر الله تعالى أن لنوعية الغذاء تأثيرها في اللبن، فقال الله تعالى يبين منشأ اللبن:) وَإِنَّ لَكُمْ فِي الْأَنْعَامِ لَعِبْرَةً نُسْقِيكُمْ مِمَّا فِي بُطُونِهِ مِنْ بَيْنِ فَرْثٍ وَدَمٍ لَبَناً خَالِصاً سَائِغاً لِلشَّارِبِينَ((النحل:66)

    قال عالم الغذاء: صدق القرآن في هذا، وسبق.. فإن هذه حقيقة علمية لا شك فيها[46] ، فكل العلماء يتفقون على هذه الحقيقة التي جاء بها القرآن الكريم.. فهم يتفقون على أن اللبن الذي هو خالص (يعني مصفى) وسائغ (مستطعم ومستساغ بفضل احتوائه على المشهيات وهي الدسم والسكر) لا يتشكل إلا من مواد موجودة ما بين الفرث ( والفرث هو محتويات الكرش من علف مخمر بفعل جراثيم نافعة تساعد على تخمير الأعلاف المعقدة الهضم) ومن مواد موجود قسم منها في الدم بالأصل وقسم يأتي إلى الدم من الكرش.

    قال علي: كيف يتم ذلك؟

    قال عالم الغذاء: قبل أن أشرح لك المعاني العظيمة التي تضمنها هذه الآية العظيمة أحب أن أذكر لك أن البشر منذ زمن بعيد أدركوا العلاقة بين إدرار اللبن وما يتناوله الحيوان من غذاء، وأن الحيوان يهلك إذا ما حرم من الغذاء.

    ولكنهم لم يعرفوا العملية التي يتم بها تحول هذا الغذاء إلى لبن أو لحم أو عظم أو أي مادة أخرى حتى جاء العلم الحديث ليبين لنا المراحل التي توصلنا إلى تكوين اللبن خالصاً سائغاً للشاربين.

    قال علي: ولم تأخرت هذه المعرفة إلى العلم الحديث؟

    قال عالم الغذاء: لن كل المعلومات المرتبطة بهذا لا يمكن معرفتها إلا بعد اكتشاف أسرار الجهاز الهضمي ومعرفة وظائف أعضائه، وبعد اكتشاف الدورة الدموية وعلاقتها بعملية امتصاص المواد الغذائية من الأمعاء ودخولها في الدم.

    قال علي: فلم تأخرت معرفة كل ذلك؟

    قال عالم الغذاء: لقد سلك العلم التجريبي طرقاً دقيقة لمعرفة وظائف أعضاء الجهاز الهضمي بعد أن اخترعت الآلات التي تم بها إجراء التجارب والأبحاث لتحقيق النتائج الدقيقة.

    ولم يحصل هذا إلا في وقت متأخر، فقد كان علماء الأحياء والأطباء في القرنين الرابع عشر والخامس عشر الميلادي عاجزين عن ترجمة ملاحظاتهم العلمية إلى رسوم وصور، كما كانوا أكثر عجزاً عن نشرها بين الطلاب لعدم توافر إمكانيات النشر.

    وسار التقدم في الأجهزة العلمية التي استعملت في معرفة أسرار عملية الهضم بخطوات متتالية حتى انكشف للباحثين الكثير من أسرار الهضم.

    وإن شئت بعض التفصيل.. فقد تتابعت الاكتشافات العلمية في معرفة وظائف أعضاء الجهاز الهضمي من عام 1833م إلى أن تم التوصل في القرن العشرين إلى توضيح الأعمال المتتالية لعملية الهضم من تفكك بروتيد البروتينات بواسطة السلاسل الأنزيمية المعدية والمعوية.

    كما تم توضيح تركيب وتأثير أهم العصائر الهضمية، والتثبت من إنزيمات عديدة ذات دور كبير في عملية هضم الطعام ، مثل:اللاكتاز، والليبار والبروتيداز وغيرها ، كما اكتشف مفعول الهرمونات المختلفة العاملة في مختلف مراحل عملية الهضم.

    وفي عام 1902م اشترك بايليس (Bayliss) وستارلنغ (Starling) في اكتشاف هرمون السكرتين.

    وفي عام 1911م أوضح (و.ب. كانون) العوامل الميكانيكية في الهضم وأوضح (ر. غلينارد) (1913م) الدراسة السينمائية التسجيلية لحركات الأمعاء.

    هذا ما يخص الجهاز الهضمي..
    avatar
    Admin
    Admin


    المساهمات : 68443
    تاريخ التسجيل : 25/04/2018

    كتاب: معجزات علمية ـ نور الدين أبو لحية ـ ثامنا ـ الغذاء Empty رد: كتاب: معجزات علمية ـ نور الدين أبو لحية ـ ثامنا ـ الغذاء

    مُساهمة من طرف Admin 1/6/2021, 18:07

    أما معرفة الدورة الدموية، والتي هي من أركان معرفة كيفية تكون اللبن، فقد ابتدأت باكتشاف ابن النفيس الدورة الدموية الصغرى وكان يقال قبل ذلك إن الدم ينقى ضمن تجويف في القلب.

    وجاءت بعد ذلك بحوث هارفي حول الدورة الدموية وكانت من أبرز البحوث قبل القرن التاسع عشر.

    وفي عام 1877م اثبت كلود برنار أن مقدار سكر الجلوكوز في الدم ثابت وإن اختلال هذا التوازن يسبب مرض السكر ، وصحح (كلود برنار) مفهوم (لافوازية) و(لا بلاس) بأن الرئتين مركز الاحتراق بقوله أن الاحتراق يتم في الأنسجة المختلفة.

    وعمل ماري (1830-1904م) على تحسين التقنيات الخاصة بدراسة عمل القلب والرئتين. كما تناولت أبحاث وأعمال ماري دورة الدم (1863،1881) وفيزيولوجيا الحركة أو الانتقال.

    أما فيزيولوجيا دوران الدم فإنه منذ القرن التاسع عشر جرى التعرف على الأعصاب المعدّلة والمسرعة للقلب وعلى التحرك الوعائي وعلى بعض الظواهر التي تتدخل في الضغط الشرياني ، وقد بحثت بتوسع في القرن العشرين.

    وبعد استعمال النظائر المشعة تم معرفة المبادلات التي تحدث عند مستوى الشعيرات الدموية بصورة أفضل وبعد أن اكتشف الإنسان أسرار الهضم ومراحله ووظائف أعضاء الجهاز الهضمي والدورة الدموية ووظيفة القلب والأوعية الدموية ، وسيرها في الجسم وعلاقتها بالجهاز الهضمي وسائر أجزاء الجسم بما فيها ضروع اللبن والغدد اللبنية في الأنعام تمكن الإنسان من معرفة طريقة تكون اللبن من الغذاء الذي تأكله الأنعام.

    قال علي: عرفت الأركان التي يتم بسببها تكون اللبن، فما هي مراحل تكوين اللبن الخالص السائغ؟

    قال عالم الغذاء: يتم تكوين اللبن في الأنعام بالتنسيق المحكم والتدرج الدقيق بين الجهاز الهضمي والجهاز الدوري والجهاز التناسلي عن طريق الغدد اللبنية في الضروع وغيرها من الأجهزة حيث جعل الله لكل جهاز وظيفة وأعمالاً خاصة يقوم بها ليتكون - في نهاية المطاف - اللبن الخالص السائغ للشاربين.

    ويبدأ ذلك بالهضم، حيث يتم الهضم على عدة أشكال فمنه الهضم (الحركي) والهضم الكيماوي والهضم الميكروبي بواسطة (خمائر) الميكروبات الموجودة في كرش الأنعام.

    تبدأ عملية الهضم في الفم بنوعيها: الهضم (الحركي) و(الخمائري) حيث يتم تقطيع مواد العلف بالمضغ وخلطها باللعاب الذي يحتوي على أنزيم (الأميليز) الذي يقوم بهضم مبدئي ثم في المعدة المركبة حيث يتم هضم ميكانيكي وميكروبي وكيماوي.

    ثم يتم اجترار الكتلة الغذائية من الكرش إلى الفم ليعاد مضغها وخلطها باللعاب ثم إعادة بلعها لتعمل عليها بكتريا الكرش فتحلل (السكريات) و(البروتينات) ثم يحدث الهضم (الخمائري) في المعدة الحقيقية (بالببسين والرنين).

    وبعمليات الهضم هذه يتحول العلف إلى فرث. وبانتقال الفرث إلى الأمعاء الدقيقة تستمر عملية الهضم فيتعرض الفرث للإنزيمات الهاضمة في الأمعاء والبنكرياس والعصارة الصفراء في الكبد.وبهذا يتم تحليل الأطعمة المحتوية على الجزيئات المعقدة جداً إلى جزيئات بسيطة، فالنشاء والسكريات المعقدة تتحول إلى سكريات بسيطة ، والدهون تتحول إلى أحماض دهنية ، والبروتينات تتحول إلى أحماض أمينية وببتيدات، أما الفيتامينات والأملاح والماء فلا تحتاج إلى هضم قبل امتصاصها ويتحول الفرث الصلب بعد هضمه في الأمعاء إلى فرث رائق.

    ثم تقوم الخملات في الأمعاء الدقيقة بامتصاص المــواد الغذائيـة المحللة بعـدة طرق.

    وتصل هذه المواد إلى داخل الأوعية الدموية الصغيرة الواقعة تحت النسيج الطلائي، ومنها إلى الأوعية الدموية الأكبر فتدخل في تيار الدورة الدموية.

    ثم يقوم الدم بنقل هذه المواد الغذائية إلى جميع خلايا الجسم والتي منها خلايا الضروع التي يتم فيها امتصاص مكونات الحليب من بين الدم.

    وفي الأخير يتم التصنيع في الضرع، والضرع مدينة صناعيةن وهو يتكون من فصوص، وكل فص يتكون من عدد من الفصيصات، وكل فصيص يحتوي ما بين 150-220 حويصلة مجهرية ، والحويصلة المجهرية عبارة عن تركيب يشبه الكيس حيث يصنع اللبن ويفرز. وكل حويصلة تعد وحدة صناعية مستقلة متكونة من تجويف لجمع اللبن محاط بطبقة واحدة من الخلايا الطلائية (الظهارية) ، وكل خلية في هذه الوحدة الصناعية وحدة متكاملة قائمة بذاتها تحول ما بداخل جوفها من مواد أولية قادمة من الدم إلى قطيرة لبن تفرز في ذلك التجويف.

    إن الخلية الطلائية (الظهارية) اللبنية هي التي يجعل الله داخلها جميع عمليات تصنيع اللبن بمكوناته المختلفة، فتصل المكونات الأساسية للبن إلى الغشاء القاعدي للخلية اللبنية فيأخذ كل مكون طريقه عبرها ليصل إلى القسم المناسب داخل الخلية حيث تجري عليه العمليات التي قدرها عالم السر وأخفى سبحانه فيخرج من الجهة العليا للخلية مادة جديدة تشكل مع المواد الأخرى الناتجة لبناً سائغاً للشاربين.

    التمر:

    قال علي: ومن الأغذية التي ورد الثناء عليها في النصوص، باعتبارها من الأغذية المباركة التمر..

    فقد ورد الثناء على شجرته، فشبهت بالكلمة الدالة على الإيمان، فقال تعالى:﴿ أَلَمْ تَرَ كَيْفَ ضَرَبَ اللَّهُ مَثَلاً كَلِمَةً طَيِّبَةً كَشَجَرَةٍ طَيِّبَةٍ أَصْلُهَا ثَابِتٌ وَفَرْعُهَا فِي السَّمَاءِ تُؤْتِي أُكُلَهَا كُلَّ حِينٍ بِإِذْنِ رَبِّهَا وَيَضْرِبُ اللَّهُ الْأَمْثَالَ لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ((ابراهيم:24 ـ 25)[47]

    وشبهها رسول الله r بالمؤمن، فعن ابن عمر t، قال: كنا عند رسول اللّه r فقال:( أخبروني عن شجرة ـ تشبه أو ـ كالرجل المسلم، لا يتحات ورقها صيفاً ولا شتاء، وتؤتي أكلها كل حين بإذن ربها )، قال ابن عمر: فوقع في نفسي أنها النخلة، ورأيت أبا بكر وعمر لا يتكلمان، فكرهت أن أتكلم، فلما لم يقولوا شيئاً قال رسول اللّه r:( هي النخلة )، فلما قمنا قلت لعمر:( يا أبتاه واللّه وقع في نفسي أنها النخلة)، قال: ما منعك أن تتكلم؟ قلت: لم أركم تتكلمون، فكرهت أن أتكلم أو أقول شيئاً، قال عمر: لأن تكون قلتها أحب إليَّ من كذا وكذا[48].

    وورد في حديث آخر ذكر سر التشبيه، فقال r:( مثل المؤمن مثل النخلة ما أخذت منها من شيء نفعك )[49]

    وقد كانت حياة رسول الله r وأهله تعتمد أكثر ما تعتمد على التمر، فقد قالت عائشة ـ رضي الله عنها ـ وهي زوج النبي r: إن كنا لنمكث أربعين صباحا لا نوقد في بيت رسول الله r نارا مصباحا ولا غيره، قيل لها: بأي شيء كنتم تعيشون؟ قالت:( بالأسودين التمر والماء إذا وجدنا )[50]

    وفوق هذا دعا النبي r إلى التسحر بالتمر، فقال:( نعم سحور المؤمن التمر )[51]

    قال عالم الغذاء: ما السحور؟

    قال علي: هو الطعام الذي يؤكل قبل فجر يوم الصيام.

    قال عالم الغذاء: لقد نصحكم نبيكم إذ اختار التمر للسحور.

    قال علي: لم؟

    قال عالم الغذاء[52]: لأن السكر الموجود في طعام السحور يكفي ست ساعات، وهي مدة كافية لتشغل الصائم عن الجوع والعطش.

    قال علي: وبعدها؟

    قال عالم الغذاء: وبعد ذلك يبدأ الإمداد الغذائي بالوقود من المخزون الموجود بالكبد.

    قال علي: لقد أمر r الصائم إذا أفطر أن يفطر على التمر أو الرطب، فقال:( من وجد تمراً فليفطر عليه، ومن لا يجد فليفطر على الماء فإنه طَهورٌ )[53]

    قال عالم الغذاء: سر ذلك يرجع إلى أن التمر غني بمواد الطاقة، فهو يحتوي على عدد من أنواع السكاكر كسكر العنب، وسكر الفاكهة، وسكر القصب، بل إن نسبتها فيه عالية تبلغ حوالي 70%.

    وزيادة على ذلك فإن السكاكر الموجودة في التمر سريعة الامتصاص سهلة التمثيل، إذ لا يحتاج امتصاصها إلى عمليات هضمية، وعمليات كيماوية حيوية معقدة، كما هو الحال مثلاً في المواد الدهنية والنشوية، والتي تحتاج الى مفرزات هضمية.. فلذلك تستطيع المعدة هضم التمر وامتصاص السكاكر الموجودة فيه خلال ساعة أو بضع ساعة.

    وسر ذلك هو أن التمر يحتوي على سكريات أحادية، وهي تصل سريعاً إلى الكبد، والدم الذي يصل بدوره إلى الأعضاء وخاصة المخ، أما الذي يملأ معدته بالطعام والشراب، فإنه يحتاج لساعتين إلى ثلاثة ساعات حتى تمتص أمعاؤه السكر.

    قال علي: لهذا إذن دعا النبي r إلى ابتداء المفطر بالتمر.

    قال عالم الغذاء: الأمر لا ينحصر في ذلك، فإن فائدة السكاكر الموجودة في التمر لا تنحصر في منح الحرارة والقدرة والنشاط، بل إنها مدرة للبول، وتغسل الكلى، وتنظف الكبد.

    بالإضافة إلى هذا كله، فالتمر غني جداً بالمواد الغذائية الضرورية للإنسان.. بل إن كيلوغراما واحدا من التمر يعطي ثلاثة آلاف كالوري، أي ما يعادل الطاقة الحرارية للرجل متوسط النشاط في اليوم الواحد.. أي أن الكيلوغرام الواحد من التمر له نفس القيمة الحرارية التي يعطيها اللحم، بل إن ما يعطيه الكيلو الواحد من التمر يعادل ثلاثة أضعاف ما يعطيه كيلو واحد من السمك.

    بالإضافة إلى هذا، فإن هناك فوائد طبية وغذائية في التمر تجعله مرشحاً ليكون من أفضل الأغذية وأغناها، فالتمر يحتوي على نسبة عالية من الكربوهيدرات (السكريات) تصل إلى (88 بالمائة) ونسبة من الدسم (2.5 – 5 بالمائة) ونسبة بروتين (2.3 - 5.6 بالمائة) ونسبة عالية من الفيتامينات والألياف (6.4 - 11.5 بالمائة). كما تحتوي ثمرة التمر عدا البذور على نسبة من الزيت (0.2 – 5 بالمائة) أما بذور التمر فتحوي (7.7 – 9.7 بالمائة) من وزنها زيتاً، وتزن نوى التمر (6.6 – 14.2 بالمائة) من وزن الثمرة.

    ويحتوي التمر على فيتامينات آ وب1 وب2 ويحتوي التمر أيضاً على الفلور وهو مقاوم لتسوس للأسنان، كما يحتوي التمر على عدد من المعادن أهمها البورون والكالسيوم والكوبالت والنحاس والفلور والحديد والمغنزيوم والمنغنيز والبوتاسيوم والفوسفور والصوديوم والزنك، ويحتوي التمر كذلك على عنصر السيلينيوم المقاوم للسرطان.

    وهذه الميزات مجتمعة في مادة غذائية واحدة تجعله مرشحاً ليكون مورداً غذائياً مستقبلياً، لا سيما أن إنتاج التمر في العالم ازداد ثلاثة أضعاف خلال الأربعين سنة الماضية، بينما عدد سكان العالم تضاعف مرتين فقط، وهذا دليل على النمو السريع في إنتاج هذه المادة المثالية[54].

    بالإضافة إلى هذا الدور الغذائي، فللتمر دوره العلاجي:

    ومن ذلك أن أليافه تساعد الأمعاء على حركتها الاستدارية، وبذلك تجعل التمر مليناً طبيعياً، ولهذا يساعد التمر على تجنب أمراض البواسير.

    بل وجد أنه للوقاية من الإمساك يحتاج الإنسان إلى تناول التمر والرطب لغناه بالألياف، فقد وجد أن كل 100جرام من التمر تعطي نحو 8.5 جرامات من الألياف، وهي مهمة للوقاية من الإمساك[55].

    وهو يساعد على العلاج من الأنيميا لما يحتويه من معدن الحديد.. وهو يعالج أمراض القلب لما يحتويه من هذا العنصر.. وهو دواء فعال ضد الحساسية لاحتوائه على عنصر الزنك.. وهو يوقف النزيف أثناء الحمل لاحتوائه على فيتامين K والتاناين الذي هو عبارة عن مادة قابضة.. وهو يستخدم في حالات الفشل الكلوي لاحتوائه على فيتامين بي1-بي2 وبي6 إضافة إلى سكر الفواكه .. وهو يخفف من الحموضة والحرقة لاحتوائه على الأملاح القلوية.. وهو يمنع الدوخة ودوار الرأس لاحتوائه على بعض العناصر مثل الكاروتين.. وهو يساعد على منع الخلايا السرطانية من النمو والانتشار لاحتوائه على المغنيسيوم والكالسيوم.. وهو يمثل نظاما لإعادة البناء في جسم الإنسان لاحتوائه على الفسفور وباقي الأملاح المعدنية والفيتامينات، ودقيق التمر المجفف ونواته المطحونة تساعد على الشفاء من الربو وضيق التنفس..

    قال علي: لقد ذكر الله تعالى في القرآن الكريم أمره لمريم ـ عليها السلام ـ في حال مخاضها، وبعد ولادتها أن تأكل من التمر، فقال:﴿ وَهُزِّي إِلَيْكِ بِجِذْعِ النَّخْلَةِ تُسَاقِطْ عَلَيْكِ رُطَباً جَنِيّاً فَكُلِي وَاشْرَبِي وَقَرِّي عَيْناً فَإِمَّا تَرَيِنَّ مِنَ الْبَشَرِ أَحَداً فَقُولِي إِنِّي نَذَرْتُ لِلرَّحْمَنِ صَوْماً فَلَنْ أُكَلِّمَ الْيَوْمَ إِنْسِيّاً﴾ (مريم:25-26).. فما سر ذلك؟

    قال عالم الغذاء: لقد تبين في الأبحاث المجراة على الرطب[56] أي ثمرة النخيل الناضجة، أنها تحوي مادة مقبضة للرحم، تقوي عمل عضلات الرحم في الأشهر الأخيرة للحمل فتساعد على الولادة من جهة، كما تقلل كمية النزف الحاصل بعد الولادة من جهة أخرى.

    وقد اكتشفوا أن الرطب يحوي نسبة عالية من السكاكر البسيطة السهلة الهضم والامتصاص، مثل سكر الغلوكوز، ومن المعروف أن هذه السكاكر هي مصدر الطاقة الأساسية، وهي الغذاء المفضل للعضلات، وعضلة الرحم من أضخم عضلات الجسم، وتقوم بعمل جبار أثناء الولادة التي تتطلب سكاكر بسيطة بكمية جيدة ونوعية خاصة سهلة الهضم سريعة الامتصاص، كتلك التي في الرطب.

    بالإضافة إلى هذا، فإن من آثار الرطب أنه يخفض ضغط الدم عند الحوامل فترة ليست طويلة ثم يعود لطبيعته، وهذه الخاصة مفيدة لأنه بانخفاض ضغط الدم تقل كمية الدم النازفة.

    بالإضافة إلى هذا كله، فإن الرطب من المواد الملينة التي تنظف الكولون، ومن المعلوم طبياً أن الملينات النباتية تفيد في تسهيل وتأمين عملية الولادة بتنظيفها للأمعاء الغليظة خاصة.

    ولهذا، فإن أطباء التوليد يقدمون للحامل، وهي بحالة المخاض، الماء والسكر بشكل سوائل، وقد ذكرت الآية التي تلوتها الماء مع التمر:) فَكُلِي وَاشْرَبِي ((مريم: من الآية26)، وهو إعجاز آخر تضمنته هذه الآية.

    قال علي: لقد استفاد المسلمون هذه الوصفات الطبية من القرآن الكريم قبل أن يكتشفها العلم ويقرها، فقد قال الربيع بن خيثم t:( ما للنفساء عندي خير من الرطب لهذه الآية، ولو علم الله شيئا هو أفضل من الرطب للنفساء لأطعمه مريم؟

    الزيتون:

    قال علي: ومن الغذاء الطيب الذي ورد ذكره في النصوص الزيتون، فقد أقسم الله تعالى به، فقال:﴿ وَالتِّينِ وَالزَّيْتُونِ((التين:1)

    بل إن الله تعالى شرفه، فجعل زيته مثالا للأنوار المقدسة، فقال:﴿ اللَّهُ نُورُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ مَثَلُ نُورِهِ كَمِشْكَاةٍ فِيهَا مِصْبَاحٌ الْمِصْبَاحُ فِي زُجَاجَةٍ الزُّجَاجَةُ كَأَنَّهَا كَوْكَبٌ دُرِّيٌّ يُوقَدُ مِنْ شَجَرَةٍ مُبَارَكَةٍ زَيْتُونَةٍ لا شَرْقِيَّةٍ وَلا غَرْبِيَّةٍ يَكَادُ زَيْتُهَا يُضِيءُ وَلَوْ لَمْ تَمْسَسْهُ نَارٌ نُورٌ عَلَى نُورٍ يَهْدِي اللَّهُ لِنُورِهِ مَنْ يَشَاءُ وَيَضْرِبُ اللَّهُ الْأَمْثَالَ لِلنَّاسِ وَاللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ((النور:35)

    ووصف الله تعالى شجرة الزيتون، فقال:﴿ وَشَجَرَةً تَخْرُجُ مِنْ طُورِ سَيْنَاءَ تَنْبُتُ بِالدُّهْنِ وَصِبْغٍ لِلْآكِلِينَ((المؤمنون:20)

    بل إن النصوص لم تكتف بوصفه، وتشريفه فقط، بل أمرت بأكله، فقد قال r:( كلوا الزيت وادهنوا به فإنه من شجرة مباركة )[57]، بل أخبر r بأن زيت الزيتون علاج للادواء، فقال:( كلوا الزيت وادهنوا به فإن فيه شفاء من سبعين داء منها الجذام )[58].. بل وصه r لبعض الأدواء، فقال:( عليكم بزيت الزيتون فكلوه وادهنوا به فإنه ينفع من الباسور )[59]، وقال:( عليكم بهذه الشجرة المباركة زيت الزيتون، فتداووا به فإنه مضحة من الباسور )[60]

    قال عالم الغذاء: لقد نصحكم ربكم ونبيكم غاية النصح[61].. فقد اكتشف العلماء فوائد صجية كثيرة جدا لزيت الزيتون تميزه عن سائر أنواع الزيوت، فهو يحتوي على الأحماض الدهنية غير المشبعة وحيدة الرابطة المزدوجة، وهو ما يميزه عن بقية الزيوت.

    وقد ورد في الكتاب الأمريكي الصادر في 1997 بعنوان ( 8 أسابيع للوصول إلى الصحة المناسبة ﴾ ( 8 Week to optimum health) لأندرياويل أنه يجب استبدال كل أنواع الدهون التي يتناولها الإنسان، وخاصة بعد سن الأربعين بزيت الزيتون، وأشار إلى أهمية زيت الزيتون بقوله:( يذيب زيت الزيتون الدهون ويساعد في تقوية الكبد، ويساعد في علاج الكبد الدهني، ويزيد من نشاط الكبد )

    وقد ذكر الكتاب أن الدواء المعروف في الأسواق باسم (Essential Fort) يحتوي على نسبة عاليةٍ من زيت الزيتون، وهو الذي يوصف أساساً لمرضى الكبد، كما أنه يُحَسِّن من وظائف الكبد ،وخاصة أنه مضاد للسموم، ومن هنا فهو يزيد من قدرة الكبد على إزالة السُّمِّية.

    وقد توصل بحث علمي أُجري في أسبانيا ونشرته مجلة - جات - المختصة بأمراض الجهاز الهضمي إلى أن استخدام زيت الزيتون في طهي الطعام قد يمنع من سرطان الأمعاء، ويقول الفريق الطبي الذي أجرى التجربة أن النتائج أظهرت أن لزيت الزيتون فوائد وقائية، الأمر الذي يفسر سبب كون الغذاء المتوسطي غذاء صحياً.

    وقد أُجري البحث على عدد من الفئران المخبرية التي أُطعم بعضُها غذاءً غنياً بزيت الزيتون والبعض الآخر بزيت السمك ومجموعة ثالثة بزيت زهرة العصفر، ثم قسم الباحثون كل مجموعة إلى قسمين أُعطي إحداها مواد تسبب السرطان. وبعد أربعة أشهر وجدوا أن الحيوانات التي أطعمت زيت الزيتون كانت أقلها من حيث الإصابة بأورام سرطانية.

    ويقول رئيس الفريق البروفسور (ميجيل جاسول ):( إن هذه الدراسة تقدم دليلاً على أن غذاءً يحتوي على خمسة بالمائة من زيت الزيتون يقي من الإصابة بالسرطان مقارنة بزيت زهرة العصفر )

    ويفسر الفريق العلمي دور زيت الزيتون بأنه يعرقل تكون مادة يطلق عليها (آركيدونات) المسؤولة عند اتحادها مع مادة أخرى هي(بوستجلاندين – إي) عن تحريض الخلايا على الانقسام السرطاني.

    وتوصل علماء بريطانيون إلى أدلة جديدة تثبت المنافع الوقائية لزيت الزيتون في علاج سرطان الأمعاء الذي يذهب ضحيته حوالي (20 ألف شخص ) سنوياً في بريطانياً وحدها، فقد وجد باحثون وأطباء في جامعة أوكسفورد الإنجليزية أن زيت الزيتون يتفاعل في المعدة مع حامض معوي ويمنع الإصابة بمرض سرطان الأمعاء والمستقيم.



    بالإضافة إلى هذا، فقد اكتشف علماء يابانيون أن تعريض الجلد لزيت الزيتون ذي النوعية الجيدة بعد التعرض إلى أشعة الشمس يقلص من احتمالات الإصابة بسرطان الجلد، وقد اختبرت الطريقة الجديدة بنجاحٍ على الفئران المعدَّلة وراثياً والتي لا تحمل الشعر.

    وكشف الباحثون عن أن زيت الزيتون ذا الدرجة العالية يساعد على إبطاء ظهور آثار السرطان على الجلد، ويقلل من حجم الأورام السرطانية إذا ما نُشر على الجلد.

    وقد وضع الباحثون، بقيادة الدكتور (ماسماميتسو إتشيهاشي ) من كلية الطب في جامعة كوبي، الفئران تحت ضوء الشمس ثلاث مرات في الأسبوع.

    وبعد خمس دقائق من تعريضها لأشعة الشمس، قاموا بدهن مجموعة من الفئران بزيت الزيتون العادي وأخرى بزيت الزيتون الجديد ذي الدرجة العالية، وثالثة لم تُعرَّض إلى نوع من زيت الزيتون.

    وبعد ثمانية عشر أسبوعاً بدأت أورام سرطانية بالظهور على مجموعة الفئران التي لم تعرض إلى زيت الزيتون، أما الفئران التي عُرِّضت لزيت الزيتون العادي فكانت أفضل حالا قليلا.

    غير أن مجموعة الفئران التي عُرِّضت لزيت الزيتون الجديد ذي الدرجة العالية لم تظهر عليها أي آثار لسرطان الجلد إلا بعد أربعة وعشرين أسبوعا.

    كذلك فإن الأورام التي ظهرت على فئة الفئران الأخيرة كانت أصغر وأقل كثافة، بل أنها ألحقت ضررا أقل بتركيبة مادة (دي أن أي) في الجلد.

    ويعتبر زيت الزيتون غنياً بالمواد المانعة للتأكسد التي يُعتقد أنها تمتص التأثيرات الضارة للإشعاعات فوق البنفسجية، لكنه لا يمنع الأشعة فوق البنفسجية من اختراق الجلد.

    ولهذا أمركم نبيكم بالادهان بالزيت.. لقد نصحكم غاية النصح.

    بالإضافة إلى هذا، فقد أثبتت دراسة أجريت في اليابان إن النساء اللاتي يتناولن زيت الزيتون أكثر من مرة باليوم يقللن من خطر إصابتهن بسرطان الثدي بنسبة 25بالمائة بالمقارنة مع النساء اللاتي لا يتناولنه بانتظام.

    وفى هذا الصدد ذكر الدكتور (ديميتريوس ) أستاذ الصحة العامة بكلية هارفارد، والذي أسهم بإجراء الدراسة أن الدراسات قد أشارت إلى أن تناول زيت الزيتون لا يساعد على تفاقم الإصابة بأورام الثدي الذي تنشطها الكيماويات مثلما تفعل بعض الأنواع الأخرى من الدهون، وأثبتت دراسة أخرى أجريت على خمسة آلاف شخص أن هناك صله بين زيت الزيتون وانخفاض كوليسترول الدم والضغط والسكر، فضلا عن فعاليته في علاج التهاب المفاصل والإمساك المزمن وآثار الشيخوخة ويقلل من أخطار أمراض القلب وتصلب الشرايين كما ثبت أيضا انه يساعد في تعدين العظام.

    وفي تقرير نشره المعهد القومي الأمريكي للسرطان عن فوائد زيت الزيتون، حول دراسة تمت على مصابات بسرطان الثدي، ممن يستهلكن زيت الزيتون بمعدل يزيد عن مرة واحدة في اليوم، وكان هذا الدور الوقائي لزيت الزيتون واضحاً بشدة بين النساء اللواتي تجاوزن مرحلة سن اليأس حيث يحتوي زيت الزيتون على نسبة عالية من الدهون غير المشبعة المفيدة جداً للجسم، والتي تفيد لأمراض القلب وسرطان الثدي.

    وأكدت دراسة نشرت في مجلة (Archives of Internal Medicine) في عدد أغسطس 1998 أن تناول ملعقة طعام من زيت الزيتون يوميا يمكن أن تنقص من خطر حدوث سرطان الثدي بنسبة تصل إلى ( 45 بالمائة ).

    وقد اعتمدت هذه الدراسة على بحث نوعية الغذاء لدى أكثر من (60.000 ) امرأة ما بين سن الأربعين والسادسة والسبعين من العمر، وبعد ثلاث سنوات وجد الباحثون أن النساء اللواتي لم يصبن بسرطان الثدي كن يتناولن كميات وافرة من زيت الزيتون في طعامهن.

    ويذكر الباحثون بأن زيت الزيتون يعتبر الآن أحد أهم العوامل التي تقي من سرطان الثدي، رغم أنه لا تعرف حتى الآن بدقة الآلية التي يمارس بها زيت الزيتون ذلك التأثير.

    بالإضافة إلى هذا كله، فقد ثبت أن زيت الزيتون يقي من أمراض القلب، فقد جاء في كتاب (Heart Owner Handbook) الذي أصدره معهد تكساس لأمراض القلب حديثا:( إن المجتمعات التي تستخدم الدهون اللامشبعة الوحيدة (وأشهرها زيت الزيتون) في غذائها كمصدر أساسي للدهون تتميز بقلة حدوث مرض شرايين القلب التاجية، فزيت الزيتون عند سكان اليونان وإيطاليا وإسبانيا يشكل المصدر الأساسي للدهون في غذائهم، وهم يتميزون بأنهم الأقل تعرضا لمرض شرايين القلب وسرطان الثدي في العالم أجمع، وليس هذا فحسب، بل إن الأمريكيين الذين يحذون حذو هؤلاء يقل عندهم حدوث مرض شرايين القلب )

    وقد دهش الباحثون حديثاً حينما اكتشفوا أن سكان جزيرة كريت في البحر المتوسط هم أقل الناس إصابة بأمراض القلب والسرطان في العالم أجمع.

    ودهشوا أكثر حينما عرفوا أن أهالي جزيرة كريت يستهلكون زيت الزيتون أكثر من أي شعب آخر، فحوالي 33 بالمائة من السعرات الحرارية التي يتناولونها يوميا تأتي من زيت الزيتون.

    وفي دراسة نشرت في شهر ديسمبر عام 1999 في مجلة (AmJclin Nutr) أظهر الباحثون أن الغذاء الغني بزيت الزيتون ربما يضعف التأثير السيء للدهون المتناولة في الطعام على تجلط الدم، وبالتالي ربما يقلل من حدوث مرض شرايين القلب التاجية.

    وقد لخص الدكتور تريفيسان من جامعة نيويورك فوائد زيت الزيتون في بحث نشر في مجلة ( جاما ) عام 1990 فقال:( لقد أكدت الدراسات الحديثة التأثيرات المفيدة لزيت الزيتون في أمراض شرايين القلب، ورغم أن البحث قد تركز أساسا على دهون الدم، إلا أن عددا من الدراسات العلمية قد أشارت إلى فوائد زيت الزيتون عند مرضى السكري والمصابين بارتفاع ضغط الدم )

    كما أظهرت دراسة نشرت عام 1990 في مجلة جاما الأمريكية الشهيرة أن مستوى ضغط الدم، وسكر الدم، والكولسترول كان أقل عند الذين كانوا يكثرون من تناول زيت الزيتون، وقد أجريت تلك الدراسة على أكثر من مئة ألف شخص.

    قال علي: لقد وصف الله تعالى شجرة الزيتون بأنها صبغ للآكلين، فقال تعالى:﴿ وَشَجَرَةً تَخْرُجُ مِنْ طُورِ سَيْنَاءَ تَنْبُتُ بِالدُّهْنِ وَصِبْغٍ لِلْآكِلِينَ ﴾ (المؤمنون:20)، والصبغ في اللغة هو ما تصبغ به الثياب، بتغيير لونها، وقد أشار ابن عباس إلى تأثير زيت الزيتون في الألوان، فقال:( ألم تر أن الرجل أبيض وأحمر وأسود ).. فهل توصل العلم إلى شيء ما في هذا المعنى [62]؟

    قال عالم الغذاء: أجل.. إذا حللنا ثمار الزيتون بالطرق العلمية الحديثة في التحليل سنجد بها علاوة على الدهن كميات من الأحماض الأمينية، وهي الأحماض التي ترتبط مع بعضها البعض في سلسلة ببتيدية طويلة لتكون البروتين.

    بعض هذه الأحماض تسمى بالأحماض الأمينية الأساسية، وهي الأحماض الأمينية التي يمرض الإنسان إذا لم يتناولها في طعامه لمدة طويلة، وأحد هذه الأحماض الأمينية الأساسية هوحمض الفنيل ألانين وهذا الحمض موجود في ثمار الزيتون، له دور أساسي في إعطاء لون البشرة، ولون رموش الأعين، ولون الشعر في الإنسان.

    قال علي: كيف يحدث ذلك؟

    قال عالم الغذاء: عندما يتناول الإنسان الحمض الأميني فنيل ألانين في الطعام يتحول إلى تيروزين، والتيروزين يتحول إلى الميلانين، والميلانين هوالمادة الكيميائية الحيوية التي تصبغ جلد وشعر ورموش الإنسان عندما تترسب في بعض طبقات الجلد والشعر والرموش.

    الخضر:

    قال علي: بالإضافة إلى تلك الأغذية ورد في النصوص ذكر بعض أنواع الخضراوات، والثناء عليها، ومنها اليقطين التي أنبتها الله على يونس u، كما قال تعالى:) وَأَنْبَتْنَا عَلَيْهِ شَجَرَةً مِنْ يَقْطِينٍ((الصافات:146)

    وقد كان من الطعام المبارك الذي كان يحبه رسول الله r، فقد ثبت أن رسول اللّه r كان يحب الدباء، ويتبعه من حواشي الصحفة، وعن أنس بن مالك t، أنَّ خياطاً دعا رسولَ اللهِ r لطعام صنَعه، قال أنسٌ t: فذهبتُ مع رسولِ الله r، فقرَّب إليه خُبزاً من شعير، ومرَقاً فيه دُبَّاءٌ وقَدِيدٌ، قال أنس: فرأيتُ رسولَ اللهِ r يَتتبَّعُ الدُّبَّاء من حَوالى الصَّحْفَةِ، فلم أزل أُحِبُّ الدُّبَّاءَ من ذلك اليوم.

    وقال أبو طالُوتَ: دخلتُ على أنس بن مالك t، وهو يأكل القَرْع، ويقول: يا لكِ من شجرةٍ ما أحبَّك إلىَّ لحُبِّ رسول الله r إيَّاكِ[63].

    وكان r يقول عنه:( كلوا اليقطين، فلو علم الله شجرة أخف منها لأنبتها على يونس، وإن اتخذ أحدكم مرقا فليكثر فيه من الدباء، فإنه يزيد في الدماغ وفي العقل )[64].. وكان يقول:( يا عائشةُ؛ إذا طبَخْتُم قِدْراً، فأكثِروا فيها من الدُّبَّاء، فإنَّهَا تَشُدُّ قَلْبَ الحَزِين )[65]

    قال عالم الغذاء: اليقطين من الأغذية المفيدة، وهي تحتوي على كمية قليلة من السكر والألياف، ولذلك لا تعطي المائة غرام منها سوى 65 حريرة فقط، وهي بذلك غذاء جيد لمن أراد إنقاص وزنه.

    زيادة على ذلك فهي فقيرة جداً من الصوديوم، وهي بذلك تناسب المرضى المصابين بارتفاع ضغط الدم، وفوق ذلك فهي غنية بالبوتاسيوم الذي يلزم الذين يتناولون الحبوب التي تدر البول، كما أنها تحتوي على الكالسيوم والمغنيزيوم والفوسفور والحديد والكبريت والكلور.. وفوق ذلك، فهي غنية بالفيتامينات وفي طليعتها فيتامين أ.

    ومن الفوائد التي ذكرها الأطباء لها، والتي تتناسب مع الحالة التي مر بها يونس أنها تنفع المحمومين، وأنها تقطع العطش، وتذهب الصداع إذا شربت أو غسل بها الوجه، وأنها ملينة للبطن كيفما استعملت.. ولذلك كانت من ألطف الأغذية وأسرعها انفعالاً.

    بالإضافة إلى هذا، فقد نشرت مجلة الأبحاث البيوكيميائية عام 1985 دراسة أجريت في المعهد الوطني للسرطان في الولايات المتحدة، أشارت إلى أن لليقطين فعلاً واقياً من سرطان الرئة عند سكان نيوجرسي في الولايات المتحدة[66].

    قال علي: ومن الأغذية التي ورد ذكرها في النصوص الثوم، فقد قال r:( كلوه.. ومن أكله منكم فلا يقرب هذا المسجد حتى يذهب ريحه منه، يعني الثوم )[67]، فقد أمر r بأكله، ثم أضاف إليه حكما آخر لا يناقض الحكم الأول، وهو النهي عن قرب المسجد لمن يأكله، حتى يجنب غيره شم رائحته.

    ولهذا، فإن كل ما ورد من الأجاديث فيه لا ينهى عنه، بل ينهى آكله عن الذهاب إلى المسجد إلا بعد تغيير رائحته، وقد قال r:( من أكل ثوما أو بصلا فليعتزلنا، وليعتزل مساجدنا، وليقعد في بيته )[68]

    والجمع بين هذه النصوص يدل على أن الثوم من الأغذية التي تستدعي طرق طبخ معينة، وأوقاتا معينة، فقد قال r عنه وعن البصل:( من أكلهما فليمتهما طبخاً)، وأهدي إليه طعام فيه ثوم، فأرسل به إلى أبي أيوب الأنصاري t، وقال: يا رسول الله، تكرهه وترسل به إلي؟ فقال:( إني أناجي من لا تناجي)

    بل ورد فوق هذا ما يفيد دوره العلاحي، فقد قال r:( كلوا الثوم وتداووا به، فإن فيه شفاء من سبعين داء، ولولا أن الملك يأتيني لأكلته )[69]

    قال عالم الغذاء: الثوم من أعظم الأغذية فائدة للصحة، فهو يكاد يكون لوحده صيدلية أدوية، وسأذكر لك منها ما تعلم به عظم ما نصحكم به نبيكم.

    فمن فوائد الصحية دوره في معالجة نزلات البرد الشائعة، فقد تبين للباحثين أن الذين يتناولون يوميا الثوم في غذائهم أقل عرضة للإصابة بنزلات البرد الشائعة بنحو الضعف، ويرجع ذلك لمادة فيه تعرف باسم آلاسين، وهي المادة البيولوجية الرئيسية التي تنتجها نبتة الثوم، وهي المادة ذات الرائحة النفاذة التي تفرز عند عصر فص الثوم، وما تحتويه من العناصر الكبريتية.

    ومن فوائده دوره الفعال في علاج التهاب القصبات المزمن، والتهاب الغشاء القصبي النزلي، والزكام المتكرر، والأنفلونزا..و ذلك نتيجة لطرح نسبة كبيرة من زيت الغارليك عن طريق جهاز التنفس عند تناوله.. زيادة على احتوائه مواد مضادة للبكتريا، ولها تأثير قوي حتى في العدوى القوية مثل الدسنتاريا.

    ومن فوائده تأثيره الكبير في حالات السعال، والربو، والجمرة الخبيثة، وقرحة المعدة، والغازات، والتهاب المفاصل.

    ومن فوائده تأثيره الكبير في ضغط الدم، وقد قامت دراسات كثيرة لإثبات هذا، منها دراسة في عام 1980م، أثتبتت أنه يخفض ضغط الدم ودهون الدم.

    بل ثبت أنه يمكن أن يمنع تكون الجلطات الدموية، وذلك بمحافظته على إبقاء الدم في حالة جيدة من سيولته بالاضافة إلى تخفيضه الجيد لكولسترول الدم، ومساهمته في تخفيض سكر الدم.

    ليس ذلك فقط، بل وجدوا أن له دورا علاجيا ووقائيا من الأورام الخبيثة.. ففي دراستين منفصلتين في الصين بإحدى المحافظات التي تعاني من ارتفاع ملحوظ في نسبة الوفاة من سرطان المعدة وجد انخفاض معدل الإصابة بسرطان المعدة إلى عشرة أضعاف في الذين يتناولون الثوم بصورة اعتيادية عن الذين لا يتناولونه.

    وفي دراسة أخرى بالولايات المتحدة الأمريكية وجد أن زيادة تناول الثوم تقلل من خطورة سرطان القولون.

    وهذه الدراسات الإحصائية أدت إلى دراسات معملية على حيوانات التجارب حيث أظهرت أن تناول الجرعات العالية من مركبات الثوم انخفاضاً ملحوظاً في حدوث سرطان الثدي والقولون والمريء وسرطانات أخرى نتيجة تعرض حيوانات التجارب لمواد كيميائية مسرطنة.

    وقد وجدوا ـ من أسباب ذلك ـ أنه في حالة طحنه ينتج مادة تعرف باسم (دياليل)، وهي التي تؤدي إلى تقليل حجم الأورام السرطانية إلى النصف إذا ما حقن المرضى بها.. بالإضافة إلى مواد أخرى تؤدي إلى توقف التصاق المواد المسببة للسرطان بخلايا الثدي.

    ومن فوائده ما أظهرته بعض الدراسات من أن تناول الثوم يخفض من نسبة الكوليسترول منخفض الكثافة أو الكوليسترول السيء، والكوليسترول الكلي في الدم.

    والمعروف أن معظم أمراض القلب والأوعية الدموية تشمل تصلب الشريان، حيث يفقد الشريان مرونته الطبيعية نتيجة تجمع الكوليسترول والدهون على الجدار الداخلي للشريان.

    وعندما تتزايد الكميات المتراكمة من هذه المواد على الجدار الداخلي للشريان، فإنها تؤدي إلى حرمان جزئي من تدفق الدم مما يؤدي إلى حرمان العضو أو الجزء الذي يغذيه هذا الشريان من الحصول على كفايته من الدم اللازم لنقل المواد الغذائية والأكسجين.

    وقد أكدت الدراسات أن استخدام الثوم لمدة 12أسبوعا يؤدي لخفض نسبة الكولسترول في الدم إلى 12 بالمائة والدهون الثلاثية إلى 17 بالمائة.

    ولهذا، فإن للثوم علاقة بجلطة الدم، فقد تم استخلاص مادة يطلق عليها أجون Ajoene لها تأثير مضاد لتجلط الصفائح الدموية، مما قد يقي من حدوث جلطات بالدم.

    بالإضافة إلى هذا، فهو من الأغذية المضادة للأكسدة.. وذلك لغناه بالسلينيوم وهو معروف بتأثيره المضاد للأكسدة.. وبذلك يساهم في بعض التفاعلات الحيوية التي تحمي الخلايا من بعض الأمراض، كما يساعد السلينيوم في نمو الخلايا.

    وهو مضاد للميكروبات.. فخلاصته لها فعل مضاد لنشاط البكتريا والفطريات، ولهذا استعمل قديماً قبل اكتشاف المضادات الحيوية في علاج التهابات الشعب والقصبة الهوائية، وكان يستعمل عصير الثوم المخفف في تطهير وتنظيف الجروح.. وهو يستعمل الآن كمطهر للأمعاء، حيث أن تناوله يحد من نشاط البكتريا في حالات الإسهال والانتفاخ.

    قال علي: ومن الأغذية التي ورد ذكرها في النصوص البصل، وقد نص عليه قوله تعالى:﴿ وَبَصَلِهَا ﴾(البقرة: من الآية61)، وقد روي أن عائشة ـ رضي الله عنها ـ سئلت عن البصل، فقالت:( إن آخر طعام أكله رسول الله r كان فيه بصل)[70]

    قال عالم الغذاء: البصل من الأغذية المهمة، فهو مركب من فيتامين ج المضاد للتعفن، والمؤثر في النشاط، ومن مادة الكلوكنين، وهي مثل الأنسولين تضبط السكر في الدم، ومن الفسفور والكالسيوم والحديد بكميات كثيرة، ومن كبريت، وحديد، وفيتامينات مقوية للأعصاب، ومن مواد مدرة للبول والصفراء، وهي منشطات للقلب، ومن خمائر وإنزيمات مفيدة للمعدة، ومن مواد منشطة منبهة للغدد والهرمونات.

    وهو مضاد حيوي أقوى من البنسلين والأورمايويسين، والسلفات.. ولذلك، فإن له تأثيره الكبير على السل، والزهري، والسيلان، ويقتل كثيراً من الجراثيم الخطيرة.

    وله فوق ذلك تأثير علاجي عند الإصابة بنزلات البرد ‏‏والرشح والسعال ووجع البطن، إلى جانب كونه طاردا للديدان ومقويا ومنشطا للجسم.

    وغير ذلك من الفوائد الكثيرة.

    الفواكه:

    قال علي: بالإضافة إلى ذلك.. فقد وردت النصوص الكثيرة التي تثني على الفواكه، باعتبارها من الأطعمة الطيبة المباركة.

    ولهذا ذكرت الفواكه باعتبارها من أطعمة الجنة، بل ذكرت كثرتها، وهو ما لم يحظ به طعام آخر، قال تعالى:) لَكُمْ فِيهَا فَاكِهَةٌ كَثِيرَةٌ مِنْهَا تَأْكُلُونَ((الزخرف:73)، وقالتعالى:) مُتَّكِئِينَ فِيهَا يَدْعُونَ فِيهَا بِفَاكِهَةٍ كَثِيرَةٍ وَشَرَابٍ((صّ:51)

    وأخبر عن تنوعها، فقال:) يَدْعُونَ فِيهَا بِكُلِّ فَاكِهَةٍ آمِنِينَ( (الدخان:55)، وقالتعالى:) فِيهِمَا مِنْ كُلِّ فَاكِهَةٍ زَوْجَانِ((الرحمن:52)

    وأخبر عن تفاضلها، فقال:) وَفَاكِهَةٍ مِمَّا يَتَخَيَّرُونَ((الواقعة:20)

    وأخبر عن سهولة الحصول عليها، وعلى فوائدها، فقال:) وَفَاكِهَةٍ كَثِيرَةٍ لا مَقْطُوعَةٍ وَلا مَمْنُوعَةٍ((الواقعة:32 ـ 33)، وقالتعالى:) قُطُوفُهَا دَانِيَةٌ((الحاقة:23)

    وفي كل ذلك دلالة على أهمية الفواكه وفضلها ومنافعها.. فالله تعالى لم يجعل في الجنة إلا المنافع المحضة.

    قال عالم الغذاء: الفواكه من أهم الأغذية وأكثرها منافع.. وقد نصحكم القرآن بتنبيهكم لفوائدها.

    قال علي: من الفواكه التي ذكرها القرآن الرمان، ومن الآيات التي وردت فيه قوله تعالى:﴿ فِيهِمَا فَاكِهَةٌ وَنَخْلٌ وَرُمَّانٌ ﴾ (الرحمن:68)

    وقد روي في فضله عن علي t قوله:( كلوا الرمان بشحمه، فإنه دباغ المعدة )[71]

    قال عالم الغذاء[72]: الرمان من الفواكه ذات الفوائد الكثيرة، فهو يحتوي على منسوب مرتفع من الطاقة، ومنسوب عال من الفيتامينات والاملاح خصوصاً فيتامين ج.

    فضلاً عن ذلك فقد وجد أن عصارة ثمار الرمان لها تأثير قاتل للجراثيم، فقد اعطيت خلاصات ثمار الرمان فعالية ضد أنواع من البكتريا بتخفيف 1: 60، بالإضافة إلى أن قشور الرمان فعالة ضد الجراثيم.

    كما وجد أن المستخلصات المائية والكحولية للرمان فعالة ضد الفطريات خصوصاً T.tonsurans. T.mentagrophytes , E.floccosum ,T.rubrum.) )

    ولاحتواء قشور الرمان وشحمه، وهي الأغشية بين الفصوص، على كمية عالية من العفصات فإنها تسخدم لعلاج قرح الجهاز الهضمي، إذ أن منسوب العفصات العالي يؤدي إلى تغير طبيعة بروتينات الجراثيم وقتلها كما أنه يدبغ ظهارة المعدة حيث يرسب بروتينات الطبقة الظهارية فيعمل منها طبقة واقية يقع تحتها بناء النسيج التالف، لذا فإنها تستخدم لعلاج قرحة المعدة والأمعاء.

    وقد وجد كازولي أن الخلاصة المائية لقشور الرمان فعالة في منع حدوث القرحة المحدثة بالايثانول، حيث أن دبغ ظهارة المعدة بالعفصات تجعل الظهارة أقل نفاذية وأكثر مقاومة للأذى والتهيج الميكانيكي والكيمياوي وأكثر مقاومة للبكتريا.

    وبالرغم من أن الترابط بين تركيب العفصات والخاصية المضادة للتقرح غير معروفة ولكن وجد ان العفصات ثلاثية التراكيب tetramers هي الأكثر فعالية في منع حصول وعلاج القرحة الهضمية.

    قال علي: من الفاكهة التي ورد الثناء عليها في النصوص التين، فزيادة على ما سبق لي ذكره من النصوص قال r:( لو قُلت إنَّ فاكهة نزلت من الجَنَّة قلت التين، لأنَّ فاكهة الجنَّة بلا عجمٍ ـ كلوا منه فإنه يقطع البواسير، وينفع النقرس)[73]

    قال عالم الغذاء: التين من اكثر الفواكه التي تحتوي على الألياف، حيث تحتوي حبة واحدة من التين على جرامين من الألياف (20بالمائة من الإحتياج اليومي الموصى به)
    avatar
    Admin
    Admin


    المساهمات : 68443
    تاريخ التسجيل : 25/04/2018

    كتاب: معجزات علمية ـ نور الدين أبو لحية ـ ثامنا ـ الغذاء Empty رد: كتاب: معجزات علمية ـ نور الدين أبو لحية ـ ثامنا ـ الغذاء

    مُساهمة من طرف Admin 1/6/2021, 18:20

    وقد أظهرت الدراسات أن الألياف الموجودة في الأغذية النباتية تؤدي دوراً فعالاً في تنشيط أداء الجهاز الهضمي، وأداء وظيفته الطبيعية، وهي تساهم في التقليل من خطورة الإصابة ببعض أنواع السرطانات.

    وبما أن التين يعتبر غنيا بالألياف فقد وصفه مختصو التغذية كطريقة مثالية لزيادة نسبة ما يحتاجه جسم الانسان من الألياف.

    وميزة ألياف التين أنها تضم نوعين من الألياف: الألياف القابلة للتحلل والذوبان، وغيرها من التي لا تقبل التحلل ولا الذوبان.

    لأن لكل منهما منفعته الخاصة، فالغذاء الغني بالألياف غير القابلة للتحلل يسهل الطريق للمواد بالخروج من الجسم من خلال الأمعاء، وذلك بإضافة الماء اليها، وبالتالي يساهم في زيادة سرعة الجهاز الهضمي، وتكفل استمرار وظيفته الطبيعية.

    وقد ثبت أن الغذاء ذو الألياف غير قابلة الذوبان يمتلك أثراً وقائياً ضد سرطان القولون.

    وعكسه أيضا لها منفعته الخاصة، فقد ثبت أن الغذاء ذو الألياف القابلة للذوبان يقلل من مستوى الكوليسترول في الدم بنسبة أكثر من 20 بالمائة. وعليه فإنها تعتبر ذات أهمية كبيرة في الحد من خطورة الإصابة بالنوبات القلبية، وهذا لأن تجمع نسب كبيرة من الكوليسترول في الدم يؤدي الى تصلب الشرايين.

    فعلى سبيل المثال لو تراكم الكوليسترول في الشرايين المغذية للقلب، فهذا يؤدي الى الاصابة بالنوبات القلبية، وكذلك يؤدي الى تراكم الكوليسترول في عروق الكلى إلى ارتفاع ضغط الدم والفشل الكلوي.

    علاوة على ذلك فإن مقدارا مناسبا من الألياف يعد مهماً فيما يتعلق بتنظيم سكر الدم وذلك عن طريق اخلاء المعدة، وذلك لأن التغيرات المفاجئة في سكر الدم تؤدي الى اضطرابات مهددة لحياة الإنسان، لذا فإن المجتمعات التي تعيش على وجبات غنية بالألياف ستكون أقل عرضة للإصابة بالسرطان وامراض القلب.

    ولهذا، فإن تواجد نوعي الالياف في نفس الوقت ـ كما في التين ـ يعتبر ميزة صحية مهمة، حيث يلعبان دورا مهما في منع الإصابة بالسرطان.

    ويشير الدكتور اوليفر الباستر مسؤول جمعية الوقاية من الأمراض في المركز الطبي التابع لجامعة جورج واشنطن إلى التين بقوله:( إنه من المهم أن نضيف إلى وجباتنا اليومية غذاء غنيا بالألياف، ويعني اختيارنا للتين أو أي غذاء آخر غني بالألياف أننا نختار غذاء أقل ضرراً لنبقى بصحة جيدة طوال حياتنا )

    بالإضافة إلى هذا، فالتين من أكثر الفواكه كمالاً من حيث القيم الغذائية، وهو يشكل جزءاً مهما في أي حمية خاصة، وذلك لأنه لا يحتوي على الدهون أو الصوديوم أو الكوليسترول، بل يحتوي على نسب عالية من الألياف، لذا يعتبر غذاءً مثالياً للذين يريدون الانقاص من أوزانهم.

    كما يحتوي التين على نسبة كبيرة من المعادن، وهو يعتبر علاجا يعطي القوة والطاقة لأصحاب الأمراض المزمنة الذين يريدون استعادة صحتهم.

    قال علي: ومن الفواكه التي أثنى عليها القرآن الكريم العنب[74]، فقد ذكر في أحد عشر موضعاً من القرآن الكريم، وذلك في معرض تعداده للنعم التي أنعم الله على عباده بها، سواء في هذه الدار أو في جنة الخلد التي وعد المتقون.

    ومن ذلك قوله تعالى:﴿ يُنْبِتُ لَكُمْ بِهِ الزَّرْعَ وَالزَّيْتُونَ وَالنَّخِيلَ وَالْأَعْنَابَ وَمِنْ كُلِّ الثَّمَرَاتِ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَةً لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ ﴾ (النحل:11)، وقال تعالى:﴿ وَمِنْ ثَمَرَاتِ النَّخِيلِ وَالْأَعْنَابِ تَتَّخِذُونَ مِنْهُ سَكَراً وَرِزْقاً حَسَناً إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَةً لِقَوْمٍ يَعْقِلُونَ ﴾ (النحل:67)، وقال تعالى:﴿ فَأَنْشَأْنَا لَكُمْ بِهِ جَنَّاتٍ مِنْ نَخِيلٍ وَأَعْنَابٍ لَكُمْ فِيهَا فَوَاكِهُ كَثِيرَةٌ وَمِنْهَا تَأْكُلُونَ ﴾ (المؤمنون:19)، وقال تعالى:﴿ وَجَعَلْنَا فِيهَا جَنَّاتٍ مِنْ نَخِيلٍ وَأَعْنَابٍ وَفَجَّرْنَا فِيهَا مِنَ الْعُيُونِ ﴾ (يّـس:34)

    قال عالم الغذاء: لقد نصحكم كتابكم، فالعنب من أكثر الفواكه فائدة على الإطلاق، فله دوره الفعال في بناء خلايا الجسم وترميم أنسجته وتقويته، وفي علاج العديد من أمراضه كما أن له قدرة خاصة على وقاية الإنسان من العديد من العلل والأمراض.

    ويحتوي العنب على مواد سكرية وتبلغ قيمتها 15بالمائة، منها حوالي 7بالمائة جلوكوز، ونسبته تزداد كلما نضجت الثمار، وهو أبسط المواد السكرية تركيباً، وأسهلها هضماً وامتصاصاً وتمثيلاً بالجسم.. ويحتوي على مواد بروتينية 1.5بالمائة، ومواد دهنية 1.5بالمائة.

    وقشر العنب غني بالفيتامين (ب) المركب، الذي يدخل في عمليات حيوية كثيرة في جسم الإنسان، وهو عامل مهم في سلامة الجهاز العصبي.

    ويحتوي العنب ـ كذلك ـ على كمية لا بأس بها من فيتامين (ج) الذي يرفع من مناعة الجسم، ويقلل من احتمالات إصابته بالميكروبات والجراثيم.

    ومن فوائد العنب الدوائية أن للعنب تأثيرا ملينا على الأمعاء، لذلك يستخدم في حالات الإمساك.

    وهو يزيد من إدرار البول، ويخفف نسبة حمض البوليك في الدم وهو أحد المخلفات الغذائية ذات التأثير الضار بالصحة، حيث إنها تترسب في المفاصل مسببة آلاماً مبرحة.

    ونظراً لما يحتويه العنب من مواد سكرية (الجلوكوز)، فإنه يساعد على حفظ سلامة الكبد، وتنشيط وظائفه، وزيادة إدراره من عصارة الصفراء.

    فالعنب الناضج إذن غذاء ممتاز، سريع الهضم جداً أما قبل أن ينضج ـ الحصرم ـ فقليل الغذاء ويحضر منه شراب كشراب الليمون، وعصير كعصيره.

    ويؤكد جان فالنيه S.Valnet أن العنب منشط للعضلات والأعصاب نافع في زيادة وزن المهزولين ويصفه كعلاج في كثير من الأمراض، حيث يؤكل وحده خلال أيام وبمقدار 1ـ2كغ يومياً وقد لفت (ماكفادن) الأنظار إلى أن الإصابة بالسرطان تكاد تكون معدومة في المناطق التي يكثر فيها إنتاج العنب مما يشير إلى أن للعنب أثراً واقياً من السرطان.

    وللعنب أنواع كثيرة كلها مفيدة وكل ما في ثماره نافع من القشرة إلى البذرة فمن قشور العنب تستخلص مواد لتنظيف الأمعاء كالعفص والحوامض الحرة، ومن بذوره يستخرج زيت غني بالخواص الدسمة غير المشبعة وفيه كمية من الفيتامين (هـ: H) ويدرس اليوم موضوع الاستفادة من هذا الزيت عند المصابين بالعلل القلبية وارتفاع الضغط وزيادة كولسترول الدم.

    ولعصير العنب فوائد جمة وخاصة عندما يعصر مع بذوره، ويشترط أن يتناول العصير بسرعة لأنه سريع التخمير ويعطى علاجاً شافياً للمتسممين والمرهقين والناقهين، ولإذابة الحصى والرمال الكلوية. ويؤكد د. نارودتسكي فائدة العصير ضد الإسهال وفي آفات الرئة كما أنه مرطب وملين ومنشط للكبد.

    ويحتوي العصير على كمية من الحموض العضوية التي تصلح فساد البدن وحموضة الدم والأحماض الضارة الناشئة عن الهضم وذلك بما تنقلب إليه من أملاح قلوية وهو غني بمركبات الحديد التي تدخل في تكوين الدم ومركبات الكلس التي تقوي العظام والأسنان وأخيراً فهناك الزبيب فهو منشط للعضوية ومقو جيد لها.

    الهواء:

    قال علي: ومما يمكن اعتباره من الأغذية الأساسية التي نص عليها القرآن من باب الإشارة الهواء.. وإلى هذا يشير قوله تعالى:﴿ فَمَنْ يُرِدِ اللَّهُ أَنْ يَهْدِيَهُ يَشْرَحْ صَدْرَهُ لِلإِسْلامِ وَمَنْ يُرِدْ أَنْ يُضِلَّهُ يَجْعَلْ صَدْرَهُ ضَيِّقاً حَرَجاً كَأَنَّمَا يَصَّعَّدُ فِي السَّمَاءِ كَذَلِكَ يَجْعَلُ اللَّهُ الرِّجْسَ عَلَى الَّذِينَ لا يُؤْمِنُونَ) (الأنعام:125)

    ففي هذه الآية إشارة لطيفة إلى اختيار المكان الصحي المناسب الذي يتمتع بالهواء النقي الكافي للتنفس[75].

    قال عالم الغذاء: بل في هذه الآية معجزة علمية، لم تتضح حقيقتها إلا مؤخراً.. وهي انخفاض الضغط الجوي بالصعود في طبقات الجو، مما يسبب ضيق صدر الصاعد حتى يصل إلى درجة الاختناق، فتكون الآية تشبيه حاله معنوية بهذه الحالة الحسية التي لم تُعرف إلا في عصرنا الحاضر.

    وسأشرح لك باختصار كيف اكتشف ذلك..

    لقد اكتشف تورشيللي (1608ـ 1647م) في عام 1643م أن سائل الزئبق يمكن ضخه في أنبوب إلى الأعلى بفعل الضغط الجوي حتى يصل ارتفاعه إلى 76سم فقط.. وعلى هذا الأساس أمكن استنتاج أن عموداً مماثلاً من الهواء وزنها مساوٍ لوزن كمية الزئبق الموجودة في الأنبوب، وذلك حتى ارتفاع 76سم.

    وأكد تورشيللي صحة نظريته بأن حمل عموداً من الزئبق إلى قمة جبل من الغلاف الجوي قد أصبح آنذاك تحته، ومن ثم فلن يبذل هذا الجزء أية قوة على عمود الزئبق.

    ثم توصل الإنسان إلى أنه كلما ارتفع عن مستوى سطح البحر كلما نقص وزن الهواء، وذلك نتيجة لنقص سمك الغلاف الغازي من جهة، وتخلخل الهواء انخفاض كثافته من جهة أخرى، ويتأثر هذا ـ أيضاً ـ تبعاً لاختلاف درجة الحرارة.

    ولم يتوصل الإنسان إلى معرفة هذا الظاهرة إلا في القرن التاسع عشر (1804م) حينما صعد بالبالون لأول مرة إلى طبقات الجو ظاناً بأن الهواء ممتد إلى مالا نهاية.

    لقد أصبح التفسير العلمي لظاهرة الضيق والاختلاف عند الصعود في طبقات الجو العليا معروفاً الآن بعد سلسلة طويلة من التجارب والأرصاد التي أجراها العلماء لمعرفة مكونات الهواء وخصائصه، خصوصاً بعد أن تطورت أجهزة الرصد والتحليل المستخدمة للارتفاعات المنخفضة أو المحمولة بصورايخ وأقمار صناعية لدراسة طبقات الجو العليا.

    وتدل القياسات على أن الغلاف الجوي للأرض متماثل التركيب، بسبب حركة الهواء التي تؤدي إلى حدوث عمليات الخلط الرأسي والأفقي خصوصاً على الارتفاعات المنخفضة، فتظل نسب مكونات الهواء ثابتة تقريباً حتى ارتفاع 80 كيلومتراً.

    وقد ثبت أن الضغط الجوي يقل مع الارتفاع عن سطح الأرض، بحيث ينخفض إلى نصف قيمته تقريباً كلما ارتفعنا مسافة 5 كيلومترات عن مستوى سطح البحر، بشكل مطرد. وطبقاً لهذا، فإن الضغط الجوي ينخفض فيصل إلى ربع قيمته على ارتفاع 10 كيلومترات، وإلى 1 بالمائة من قيمته الأصلية على ارتفاع 30 كيلومتراً.

    كما تتناقص كثافة الهواء بدورها تناقصاً ذريعاً مع الارتفاع حتى تقارب شبه العدم عند ارتفاع 1000كيلو متراً تقريبا من سطح الأرض.

    ومن ناحية أخرى، فإن الأكسجين يقل في الجو كلما ارتفعنا إلى الأعلى، نظراً لنقصان مقادير الهواء، فإذا كان الأكسجين عند السطح 200 وحدة مثلاً، فإنه على ارتفاع 10 كيلومترات ينخفض فيصل إلى 40 وحدة فقط، وعلى ارتفاع 20 كيلومتر يزداد نقصانه لتصبح قيمته 10 وحدات فقط، ثم تصل قيمته إلى وحدتين فقط على ارتفاع 30 كيلومترا.

    وهكذا، يمكن أن يضيق صدر الإنسان ويختنق بصعوده إلى ارتفاعات أعلى من 10 كيلومتراً، إن لم يكن مصوناً داخل غرفة مكيفة، وذلك نتيجة لنقص الضغط الجوي، ونقص غاز الأوكسجين اللازم للتنفس.

    وبدون هذه الغرفة المكيفة يصاب الإنسان بالكسل والتبلد ويدخل في حالة من السبات وفقدان الذاكرة، ويتعرض لأضرار الأشعة الساقطة عليه من خلال الغلاف الجوي ، ويصاب بحالة (ديسبارزم)، فينتفخ بطنه وتجاويف جسمه، وينزف من جلده، ويتوقف تنفسه، ويتدمر دماغه، ويدخل في غيبوبة الموت.

    كما أثبت علم طب الفضاء إصابة الصاعد في طبقات الجو العليا دون الاحتماء في غرفة مكيفة ـ بالإعياء الحاد، وارتشاح الرئة، وأوديما الدماغ، ونزف شبكية العين، ودوار الحركة، واضطراب التوجه الحركي في الفضاء، واحمرار البصر، ثم اسوداد البصر فهو أعلى حالات الهلوسة البصرية، إذ الأعين موجودة وسليمة وظيفياً لكن الضوء غير موجود، حيث لا يوجد في طبقات الجو العليا سوى الظلام الحالك، فيظن الصاعد في تلك الطبقات أنه قد أصابه سحر أفقده القدرة على الإبصار.

    قال علي: لقد أشار القرآن الكريم إلى هذا أيضا، فقال:﴿ وَلَوْ فَتَحْنَا عَلَيْهِمْ بَاباً مِنَ السَّمَاءِ فَظَلُّوا فِيهِ يَعْرُجُونَ لَقَالُوا إِنَّمَا سُكِّرَتْ أَبْصَارُنَا بَلْ نَحْنُ قَوْمٌ مَسْحُورُونَ) (الحجر:14-15)

    قال عالم الغذاء: إن ذكر القرآن لكل هذا من العجائب التي لا يمكن ردها للذكاء والعبقرية.. إنها معلومات وصلته من مصدر العلم والحقيقة.



    3 ـ آداب الأكل

    قال علي: بالإضافة إلى الأنواع الكثيرة من المآكل الطيبة التي ورد الترغيبب فيها في النصوص المقدسة علمنا ديننا كيف نأكل.. وهو ما يسميه علماؤنا آداب الأكل.

    قال عالم الغذاء: فاعرض علي ما ورد في دينكم لأرى مدى انسجامه مع ما يقوله العلم الذي تخصصت فيه.

    الاقتصاد:

    قال علي: أول ما ورد في النصوص في هذا الباب على الخصوص هو النهي عن الإسراف، فالله تعالى يقرن إباحته للطيبات بقيد النهي عن الإسراف، قال تعالى:﴿ وَكُلُوا وَاشْرَبُوا وَلا تُسْرِفُوا((لأعراف: من الآية31)

    وأخبر القرآن الكريم أن الوقوف عند التلذذ بالطعام والشراب والتمتع بهما إنما هو من صفات الكافرين الجاحدين، فقال تعالى:) وَالَّذِينَ كَفَرُوا يَتَمَتَّعُونَ وَيَأْكُلُونَ كَمَا تَأْكُلُ الْأَنْعَامُ وَالنَّارُ مَثْوًى لَّهُمْ ((الأحقاف:20)، ولهذا قال r:( المؤمن يأكل في معي واحد، والكافر يأكل في سبعة أمعاء )[76]

    ولهذا اعتبر r السمنة انحرافا يقع في الأمة، فقال:( إن خيركم قرني، ثم الذين يلونهم، ثم الذين يلونهم، ثم يكون من بعدهم قوم يشهدون ولا يستشهدون ويخونون ولا يؤتمنون وينذرون ولا يوفون ويظهر فيهم السمن )

    وقالت عائشة ـ رضي الله عنها ـ:( أو ل بلاء حدث في هذه الأمة بعد نبيها الشبع، فإن القوم لما شبعت بطونهم سمنت أبدانهم فضعفت قلوبهم وجمحت شهواتهم )

    وقال عمر t مثلها كلاما جميلا، وحكما جليلة، قال:( إياكم والبطنة في الطعام والشراب، فإنها مفسدة للجسم مورثة للسقم ،مكسلة عن الصلاة، وعليكم بالقصد فيهما فإنه أصلح للجسد، وأبعد عن السرف، وإن الله تعالى ليبغض الحبر السمين، وإن الرجل لن يهلك حتى يؤثر شهوته على دينه)

    وقد اعتبر r من الإسراف أن يأكل الإنسان كلما اشتهى، فقال:( إن من الإسراف أن تأكل كل ما اشتهيت )[77]

    وتجشأ بعضهم عند رسول الله r فقال له:( أقصر عنا من جشائك، إن أطول الناس جوعاً يوم القيامة أكثرهم شبعاً في الدنيا )[78]

    قال عالم الغذاء: لقد نصحكم ربكم ودينكم غاية النصح، فأكثر الأمراض سببها هو ما يدخله الإنسان إلى جوفه من مأكولات أكثرها مما لا يحتاج إليها.

    فاحتياجات الإنسان الطبيعي من العناصر الغذائية الأساسية بسيطة، لا تتعدى مقادير محددة من السكاكر، والدسم، والبروتينات، والفيتامينات والعناصر المعدنية.

    وتختلف مقاديرها بحسب سنه وجنسه وعمله وحالته الغريزية، فالرجل الكهل مثلاً يحتاج لـ ( 20 ـ 26 ) غ من البروتينات، 100 غ من السكر كحد أدنى، ولكمية من الدسم بحيث تؤمن 20 بالمائة من طاقته اليومية، ولكميات محدودة من الفيتامينات والمعادن.

    ولكن المسرف يتجاوز كل هذه المقادير بأضعاف مضاعفة، مما يؤدي به إلى أمراض خطيرة لم يجلبها له إلا نهمه وشهوته[79].

    فمن الأمراض الناتجة عن الإسراف هجمة خناق الصدر، وخاصة إذا كانت الوجبة دسمة، وهي حالة من الألم الشديد خلف القص يمتد للكتف والذراع الأيسر والفك السفلي بسبب نقص التروية القلبية، وتظهر هذه الحالة عادةً عند المصابين بأمراض الأوعية القلبية إثر الجهد، فالوجبة الغذائية الكبيرة تشكل على القلب عبئا يماثل العبء الناتج عن الجهد العنيف.

    ومنها تعرض الإنسان للإصابة ببعض الجراثيم، كضمات الكوليرا وعصيات الحمى التيفية، والأطوار الاغتذائية للاميبا، وذلك لعدم تعرض كامل الطعام لحموضة المعدة وللهضم المبدئي في المعدة حيث أن حموضة المعدة هي المسؤولة عادة عن القضاء على مثل هذه الجراثيم.

    ومنها بعض الأمراض المتعلقة بالمعدة، كتوسعها الحاد، وهي حالة خطيرة قد تؤدي للوفاة إذا لم تعالج.

    أوكانفتال المعدة، وهي إصابة خطيرة ونادرة تحدث بسبب حركة حويّة معاكسة للأمعاء بعد امتلاء المعدة الزائد بالطعام.

    زيادة على هذا، فإن المعدة الممتلئة بالطعام أكثر عرضةً للتمزق إذا تعرضت لرض خارجي من المعدة الفارغة، وقد يتعرض المرء للموت بالنهي القلبي إذا تعرض لضرب على الشرسوف ( فوق المعدة )

    ومن الأمراض الناتجة عن التخمة همود في النفس، وبلادة في التفكير، وميلٍ إلى النوم، كما أن الشره يزيد الشهوة الجنسية، ويغير من نفسية الإنسان فيجعلها أقرب إلى نفسية الحيوان.

    ومنها نخر الأسنان، وهومن الأمراض الشائعة بسبب الإكثار من تناول السكاكر الاصطناعية خاصة التي تسمح بتخميرها للعصيات اللبنية بالنمو في جوف الفم.

    ومنها الحصيات الكلوية، وهي أكثر حدوثاً عن الذين يعتمدون بشكل رئيسي على تناول اللحوم والحليب والجبن.

    ومنها تصلب الشرايين، وهو داء خطير يشاهد بشكل ملحوظ عند الذين يتناولون كميات كبيرة من الدسم، حيث يصابون بفرط تدسم الدم.

    ومنها النقرس ( داء الملوك )، وهوألم مفصلي، يأتي بشكل هجمات عنيفة، وخاصة في مفاصل القدم والإبهام، ويشاهد أكثر عند اللذين يتناولون كمياتٍ كبيرة من اللحوم.

    وأخطر من ذلك كله السُمنة، وهي المرض الخطير الذي نجده غالباً في أبناء الطبقات الغنية، وعند أصحاب الوظائف الكسولة، ويحصل نتيجة الإكثار من الطعام، وخاصة السكاكر والدهون، وبشكل خاص عند الأفراد الذين لديهم استعداد إرثي، وهي تحد من إمكانات الفرد ونشاطاته بشكل كبير، كما تشارك بعض الأمراض الخطيرة، كاحتشاء العضلة القلبية، وخناق الصدر، والداء السكري، وفرط توتر الدم وتصلب الشرايين.

    قال علي: لقد ذكر رسول الله r مراتب الغذاء، فذكر أنها ثلاثة، فقال:( ما ملأ ابن آدم وعاء شراً من بطنه، بحسب ابن آدم لقيمات يقمن صلبه، فإن كان لابد فاعلاً فثلث لطعامه وثلث لشرابه وثلث لنفسه )[80]

    قال عالم الغذاء: صدق نبيكم، ونصحكم غاية النصح، فالجزء العلوي من المعدة يشكل جيبا ممتلئا بالهواء يقع تحت الحجاب الحاجز، وكلما كان ممتلئاً بالهواء كانت حركة الحجاب الحاجز فوقه سهلة، وكان التنفس ميسوراً، فإذا امتلأ هذا الجيب بالطعام والشراب تعرقلت حركة الحجاب الحاجز، وكان التنفس صعباً كما أن الصلب لا يستقيم تماماً إلا إذا كانت حركة المعدة مستريحة، ولا يتم ذلك إذا اتخمت بالطعام.

    النظافة:

    قال علي: ومن الآداب التي ورد الحث عليها في النصوص النظافة، فقد قال r:( بركة الطعام الوضوء قبله والوضوء بعده)[81]

    ولم تكتف النصوص بهذا، بل ذكر r التفاصيل الكثيرة التي تحدد المواضع التي ينبغي مراعاتها بالتنظيف.

    قال عالم الغذاء: لقد نصحكم نبيكم غاية النصح، فاذكر لي ما ورد من التفاصيل لأقارنه بما يقوله أهل تخصصي.

    نظافة اليدين:

    قال علي: أول ما ورد من ذلك نظافة اليدين،، فقد كان رسول الله r ( إذا أراد أن يأكل غسل يديه)[82]

    وكان r يأمر بغسل اليدين عند مآكل تؤثر في نظافة اليدين، قال r:( من بات وفي يده ريح غمر[83] فأصابه شيء فلا يلومن إلا نفسه)[84]، وقد ورد في الحديث أنه r ( أكل كتف شاةٍ فمضمض وغسل يديه )[85]

    وقد ورد الأمر بإتقان غسل اليدين في الوضوء، فقد قال r:( إذا توضأت، فخلل بين أصابع يديك ورجليك )[86]

    ومما يتصل بهذا الباب ما ورد في النصوص من تقليم الأظفار، درءاً لتجمع الأوساخ تحتها، ودفعاً لما قد ينشأ من الأضرار.

    ولأجل مراعاة هذه الناحية أمر الشرع بتخصيص اليد اليسرى للتنظيف، حرصا على نظافة اليد اليمنى، التي هي للطعام، فعن عمر بن أبي سلمة t قال: كنت طفلا في حجر رسول الله r وكانت يدي تطيش في الصفحة، فقال لي رسول الله r:( يا غلام سم الله، وكل بيمينك، وكل مما يليك )[87]

    بل قد ورد التشديد في ذلك، فعن سلمة بن الأكوع t أن رجلاً أكل عند رَسُول اللَّهِ r بشماله فقال:( كل بيمينك )، قال: لا أستطيع، فقال r:( لا استطعت! )، ما منعه إلا الكبر، فما رفعها إلى فيه[88].

    وفي هذا دليل على حرص الشريعة على طهارة الطعام، ففي تخصيص يد للتنظيف ويد للطعام حفاظ على الطعام من مخاطر التلوث، وقد قالت عائشة ـ رضي الله عنها ـ:( كانت يد رسول الله r اليمنى لطهوره وطعامه، واليسرى لخلائه وما كان من أذى )[89]

    قال عالم الغذاء: لقد أثبت البحوث العلمية أن جلد اليدين يحمل العديد من الميكروبات التي قد تنتقل إلى الفم أو الأنف عند عدم غسلهما.

    قال علي: هذا يفسر لنا قول الرسول r:( إذا قام أحدكم من الليل فلا يغمس يده في الإناء حتى يغسلها ثلاث مرات، فإنه لا يدري أين باتت يده )[90]

    قال عالم الغذاء: بالإضافة إلى هذا، فقد ثبت أن الدورة الدموية في الأطراف العلوية من اليدين والساعدين والأطراف السفلية من القدمين والساقين أضعف منها في الأعضاء الأخرى لبعدها عن المركز الذي هو القلب، فإن غسلها مع دلكها يقوي الدورة الدموية لهذه الأعضاء من الجسم مما يزيد في نشاط الشخص وفعاليته.

    نظافة الفم:

    قال علي: ومن النظافة التي وردت بها النصوص نظافة الفم، فقد أمر r بالتخلل وتنظيف الفم، فقال r:( تخللوا فإنه نظافة، والنظافة تدعو إلى الإيمان مع صاحبه في الجنة )[91]

    وقال r:( حبذا المتخللون بالوضوء، والمتخللون من الطعام، أما تخليل الوضوء: فالمضمضة والاستنشاق وبين الأصابع، وأما تخليل الطعان فمن الطعام فإنه ليس شيء أشد على الملكين من أن يريا بين أسنان صاحبهما طعاما وهوقائم يصلي )[92]

    وأمر r بالسواك في نصوص كثيرة، فقال r:( تسوكوا، فإن السواك مطهرة للفم مرضاة للرب، ما جاءني جبريل إلا أو صاني بالسواك حتى لقد خشيت أن يفرض علي وعلى أمتي، ولولا أن أخاف أن أشق على أمتي لفرضته عليهم، فإني لأستاك حتى خشيت أن أحفي مقادم فمي )[93]

    قال عالم الغذاء: لقد نصحكم نبيكم غاية النصح.. فالفم هو المدخل الرئيسي لأعضاء الجسم الداخلية، ويمكن إدراك المخاطر التي يمكن أن تصيب هذه الأجهزة، سواء الجهاز التنفسي العلوي أو الرئتان أو الجهاز الهضمي إذا ما أصيب الفم.

    بل إن الجهاز العصبي المتصل بالأسنان وبمنطقة الوجه يمثل خطورة كبيرة على الإنسان إذا هو أقرب المناطق إلى الجهاز العصبي المركزي الرئيسي (المخ) لذا كانت آلامه لا تحتمل.
    avatar
    Admin
    Admin


    المساهمات : 68443
    تاريخ التسجيل : 25/04/2018

    كتاب: معجزات علمية ـ نور الدين أبو لحية ـ ثامنا ـ الغذاء Empty رد: كتاب: معجزات علمية ـ نور الدين أبو لحية ـ ثامنا ـ الغذاء

    مُساهمة من طرف Admin 1/6/2021, 18:20

    قال علي: لقد سن النبي r للفم سنتين، أو لهما المضمضة، فقال r:( إذا توضأت فمضمض)[94]، وقال:( مضمضوا من اللبن، فإن له دسماً )[95]

    قال عالم الغذاء: لقد ثبت أن المضمضة تحفظ الفم والبلعوم من الالتهابات ومن تقيح اللثة، وتقى الأسنان من النخر بإزالة الفضلات الطعامية التي قد تبقى فيها.

    بل قد ثبت علميا أن تسعين في المئة من الذين يفقدون أسنانهم لو اهتموا بنظافة الفم لما فقدوا أسنانهم قبل الأوان، وأن المادة الصديدية والعفونة مع اللعاب والطعام تمتصها المعدة وتسرى إلى الدم.. ومنه إلى جميع الأعضاء وتسبب أمراضا كثيرة، وأن المضمضة تنمى بعض العضلات في الوجه وتجعله مستديرا.. وهذا التمرين لم يذكره من أساتذة الرياضة إلا القليل لانصرافهم إلى العضلات الكبيرة في الجسم.

    قال علي: أما السنة الثانية، فهي السواك، فهو من السنن التي وردت بها النصوص الكثيرة، بل ربطه r بالعبادات، فقال:( لولا أن أشق على أمتي لأمرتهم بالسواك مع كل صلاة)[96]، وفي رواية:( عند كل وضوء )

    بل كان r ( لا يرقد من ليل ولا نهار فيستيقظ إلا تسوك قبل أن يتوضأ)[97]، وكان r ( إذا دخل بيته بدأ بالسواك )[98]، و( كان إذا قام من الليل يشوص فمه بالسواك )[99]

    وهذه المشروعية تشمل الصائم والمفطر، فكلاهما يحتاج إلى تحصين فمه من أساب العلل، فعن عبد الرحمن بن غنم قال: سألت معاذ بن جبل: أتسوك وأنا صائم؟ قال: نعم! قلت: أي النهار؟ قال: غدوة أو عشية! قلت: إن الناس يكرهونه ويقولون إن رسول الله r قال: لخلوف فم الصائم أطيب عند الله من ريح المسك؟ قال: سبحان الله! لقد أمرهم بالسواك، وما كان بالذي يأمرهم أن ينتنوا أفواههم عمداً! ما في ذلك من الخير شيء، بل فيه شر )[100]

    قال عالم الغذاء: لقد نصحكم نبيكم غاية النصح[101]، ولوأنكم تمسكتم بهذه السنة لأغلقتم العيادات الكثيرة التي تفتحونها لطب الأسنان، بل.. ولو تمسكتم بحرفية النصوص وظواهرها لما اضطررتم إلى اشتراء تلك الأنواع التجارية المختلفة من من معجونات الأسنان، وما يقوم بخدمتها من أنواع الفرشاة.

    قال عالم الغذاء: أأنت طبيب، وتقول هذا؟

    قال علي: وما لي لا أقوله؟ إن المخاطر التي تنجر من تلك الأنواع المختلفة من المعجونات لا تقل عن مخاطر التسوس نفسها.

    قال علي: كيف هذا؟

    قال عالم الغذاء: دعك من هذه الأسئلة.. واعلم أن كل مركب صناعي لا يحوي من المنافع إلا بقدر ما يحوي من المضار.

    قال علي: بين لي هذا.. وما تقول الدراسات في ذلك؟

    قال عالم الغذاء: لقد قام العلماء بتحليل سواك الأراك[102]، وهوالسواك الذي ذكره نبيكم، فوجدوا فيه من المنافع ما لا يوجد في أي معاجين من تلك المعاجين التي يتفنن قومها في التجارة بها.

    فمن منافعه أن له تأثيرا على وقف نمو البكتريا بالفم، ولعل ذلك بسبب وجود مادة تحتوي على الكبريت.

    وبه مادة التريمثيل امين، وهي تخفض من الأس الايدروجيني للفم، وهو أحد العوامل الهامة لنمو الجراثيم، وبالتالي فإن فرصة نمو هذه الجراثيم تكون قليلة.

    وهو يحتوي على فيتامين ج ومادة السيتوستيرول، والمادتان من الأهمية بمكان كبير في تقوية الشعيرات الدموية المغذية للثة، وبذلك يتوفر وصول الدم إليها بالكمية الكافية، علاوة على أهمية فيتامين ج في حماية اللثة من الالتهابات.

    وهو يحتوي على مادة راتنجية تزيد من قوة اللثة.

    وهو يحتوي على مادة الكلوريد والسيليكات، وهي مواد معروفة بأنها تزيد من بياض الأسنان.

    قال علي: ولكن مع ذلك، فإن الصناعة أضافت للمعاجين تلك الأذواق الجميلة؟

    قال عالم الغذاء: لقد قام مجموعة خبراء[103]بدراسة مقارنة بين السواك، وبعض المستحضرات الموجودة في الأسواق.. وقد أجروا البحث على ثمانين شخصا، قسموهم إلي أربعة مجموعات بحيث استعمل كل عشرين: السواك، والسواك المسحوق، ومسحوق أسنان تجاري، ومادة النشا، وقد أثبت البحث السريري العديد من النقاط.

    منها أن استعمال السواك يماثل تماما ما تهدف إليه مهنة طب الأسنان الحديثة، ألا وهو ضرورة إزالة اللويحة الجرثومية، وهي بكر قبل نضوجها وازدياد عتوها على الأنسجة الرخوة والصلبة.

    ومنها أن عملية استمرار السواك يوميا وبصورة مكررة يؤدي إلي درجة عالية من نظافة الفم.

    ومنها أن احتواء المسواك على المواد الطبيعية يعطي مستعمله الذي يداوم عليه منذ الصغر نعومة للأسنان، وصلابة في مينائها، وقوة في اللثة، وتقوية للأوعية الدموية اللثوية.

    وقد أظهر البحث أن نظافة فم مستعملي السواك المسحوق قد وصلت إلى درجة عليا من النظافة وغياب الالتهابات، وذلك بالمقارنة مع المسحوق التجاري والنشا المستعملين في مجموعتين أخريين.

    هيئة الأكل:

    قال علي: ومن الآداب التي علمنا رسول r الجلوس عند الأكل، فقد نهى النبي r عن الاتكاء[104] عند الأكل، وقال:( آكل كما يأكل العبد )، ولهذا كان r يأكل، وهومقع[105].

    قال عالم الغذاء: لقد نصحكم نبيكم غاية النصح.. فالهيئة التي وصفت لجلوس نبيكم عند الأكل، والتي هي سنة لكم، أنفع هيئات الأكل، لأن الأعضاء كلها تكون على وضعها الطبيعي، فالجهاز الهضمي يحتاج إلى كمية كبيرة من الدم ليستطيع القيام بما يلزمها لاستقبال الطعام الوارد والتهيؤ لهضمه، لذا كان الإجراء الطبي الصحيح لذلك وجوب الجلوس وثني الساقين تحت الجسم لحصر الدم في منطقة الجهاز الهضمي، مع جعل الساق اليسرى منثنية واليمنى مرتكزة على القدم لجعل المعدة حرة طليقة بعيدة عن أي ضغط مسلط باتجاهها من الخارج.. وهذه أصح حالة لعمل الجهاز الهضمي.

    قال علي: والاتكاء؟!

    قال عالم الغذاء: الاتكاء يسبب التشنج والاضطرابات والتقلص في عضلات البطن، فلا تستطيع المعدة استقبال الطعام بشكل صحيح.. ولأن المعدة تكون بوضعها الصحيح في حالة انتصاب الجذع وارتكازه على الأرض دون لجوئه إلى الارتكاز الجانبي في حالة الاتكاء.

    بالإضافة على هذا، فإن الاتكاء يؤدي إلى انبساط المعدة، فتزيد قابليتها لأخذ الطعام والمزيد منه، أما الإقعاء بنصب الساقين أو أحدهما فمما يضيق حيز المعدة ويقلل اتساعها مما يؤدي بها إلى الامتلاء بمقدار أقل من الطعام حيث يشعر المرء بالشبع بآلية انعكاسية، فيقل مطعمه ولا يصاب بالتخمة.

    قال علي: ومما ورد في هذا الباب نهيه r عن الشرب واقفا، فقد زجر النبي r عن الشرب قائماً[106]، بل تشدد في ذلك، فقال:( لا يشربن أحدكم قائماً فمن نسي فليستقئ)[107]

    ومثل ذلك ورد في الأكل، فعن أنس t أن النبي r نهى أن يشرب الرجل قائماً، قال قتادة: فقلنا: فالأكل؟ فقال:( ذاك أشر وأخبث )[108]، وعنه t قال نهى رسول الله r عن الشرب قائماً وعن الأكل قائماً وعن المجثمة[109] والجلالة والشرب من فيّ السقاء )[110]

    قال عالم الغذاء: لقد نصحكم نبيكم غاية النصح[111].. فالشرب وتناول الطعام جالساً أصح وأسلم، حيث يجري ما يتناول الآكل والشارب على جدران المعدة بلطف.

    قال علي: كيف ذلك؟

    قال عالم الغذاء: الشرب واقفاً يؤدي إلى تساقط السائل بعنف إلى قعر المعدة ويصدمها، وتكرار هذه العملية يؤدي ـ مع طول الزمن ـ إلى استرخاء المعدة وهبوطها، وما يلي ذلك من عسر هضم.

    زيادة على أن الإنسان في حالة الوقوف يكون متوتراً، ويكون جهاز التوازن في مراكزه العصبية في حالة فعالة حتى يتمكن من السيطرة على جميع عضلات الجسم لتقوم بعملية التوازن والوقوف منتصباً.

    زيادة على أن الوقوف عملية دقيقة يشترك فيها الجهاز العصبي والعضلي في آن واحد، مما يجعل الإنسان غير قادر على الحصول على الطمأنينة العضوية التي تعتبر من أهم الشروط الموجودة عند الطعام والشراب.

    وهذه الطمأنينة يحصل عليها الإنسان في حالة الجلوس حيث تكون الجملة العصبية والعضلية في حالة من الهدوء والاسترخاء، حيث تنشط الأحاسيس وتزداد قابلية الجهاز الهضمي لتقبل الطعام والشراب وتمثله بشكل صحيح.

    وزيادة على ذلك كله، فإن الطعام والشراب قد يؤدي تناوله في حالة الوقوف إلى إحداث انعكاسات عصبية شديدة تقوم بها نهايات العصب المبهم المنتشرة في بطانة المعدة.

    وهذه الانعكاسات إذا حصلت ـ بشكل شديد ومفاجىء ـ قد تؤدي إلى انطلاق شرارة النهي العصبي الخطيرة لتوجيه ضربتها القاضية للقلب، فيتوقف محدثاً الإغماء أو الموت المفاجىء.

    زيادة على ذلك، فإن الاستمرار على عادة الأكل والشرب واقفاً خطيرة على سلامة جدران المعدة وإمكانية حدوث تقرحات فيها حيث يلاحظ الأطباء أن قرحات المعدة تكثر في المناطق التي تكون عرضة لصدمات اللقم الطعامية وجرعات الأشربة بنسبة تبلغ 95 بالمائة من حالات الإصابة بالقرحة.

    زيادة على هذا، فإن عملية التوازن أثناء الوقوف ترافقها تشنجات عضلية في المريء تعيق مرور الطعام بسهولة إلى المعدة محدثة في بعض الأحيان آلاماً شديدة تضطرب معها وظيفة الجهاز الهضمي، وتفقد صاحبها البهجة عند تناوله الطعام وشرابه.

    ***

    ما وصل الحديث بنا إلى هذا الموضع حتى أذن آذان المغرب، فامتلأ وجه علي بالبشر والسعادة، وقال: لقد تحدثنا عن غذاء الجسد.. ولا بد لي من غذاء الروح، فأذنوا لي في بعض الوقت لأذهب للاتصال بالله.. ذلك الذي لم نر الخير إلا منه.

    ثم أتى بمصحف، وقدمه لصديقنا على الغذاء، وقال: هذا كلام الله الذي يتضمن حقائق الأزل.. فاقرأه بقلبك لتغذي به أجهزة روحك وجسدك.

    شعرت بأنوار كثيرة بدأت تتنزل على صديقنا عالم الغذاء.. وبمثلها شعرت ببصيص من النور يتنزل علي، اهتديت به بعد ذلك إلى شمس محمد.


















    ([1])رواه أبو داود والنسائي وابن خزيمة وابن حبان في صحيحيهما

    ([2] ) انظر: روائع الطب الإسلامي د. محمد نزار الدقر.

    ([3] ) الكولسترول: هو مركب دهني نتناوله في طعامنا، وتكونه أجسادنا ويجري في دمائنا وله حد طبيعي إن زاد عنه تترسب هذه الزيادة على جدران الأوعية الدموية وتضيقها، وتعد زيادته أحد الأسباب المؤدية إلى الإصابة بأمراض القلب والشرايين.

    ([4] ) هي التي تموت خنقاً ، وهو حبس النفس ، سواء فعل بها ذلك آدمي أو اتفق لها بحبل أو بين عودين ونحو ذلك.

    ([5] ) هي التي ترمى أو تضرب بحجر أو عصا حتى تموت من غير تذكية.

    ([6] ) هي التي تتردى من العلو إلى الأسفل فتموت، كان ذلك من جبل او بئر ونحوه.

    ([7] ) هي الشاة التي تنطحها أخرى أو غير ذلك فتموت قبل أن تذكى.

    ([8] ) يريد كل ما افترسه ذو ناب وأظفار من الحيوان.

    ([9] ) انظر: الإعجاز العلمى في الإسلام والسنة النبوية، لمحمد كامل عبد الصمد.

    ([10] ) آكلات اللحوم تعرف علميا بأنها ذات الناب التي أشار إليها الحديث الشريف، لأن لها أربعة أنياب كبيرة في الفك العلوي والسفلي..

    ومثل ذلك الطيور أيضا إذ تنقسم إلى آكلات العشب والنبات كالدجاج والحمام.. وإلى آكلات اللحوم كالصقور والنسور، وللتمييز العلمي بينهما يقال: إن الطائر آكل اللحوم له مخلب حاد، ولا يوجد هذا المخلب في الطيور المستأنسة الداجنة.

    ([11] ) أبو داود.

    ([12] ) رئيس قسم الأمراض النفسية في جامعة لندن في أكبر وأشهر مرجع طبي بريطاني (مرجع برايس الطبي- الطبعة العاشرة.

    ([13] ) انظر: روائع الطب الإسلامي د. محمد نزار الدقر ، ونظرات في المسكرات د. أحمد شوكت شطي.

    ([14]) ذكرنا الرد على هذا في الجزء السابق (الكلمات المقدسة)

    ([15] ) مسلم ، والترمذي.

    ([16] ) البخاري ومسلم، واللفظ للبخاري.

    ([17] ) البخاري ومسلم.

    ([18] ) أحمد وأبو داود والحاكم عن عائشة.

    ([19] ) البخاري.

    ([20] ) الطبرراني في الأوسط وأبو نعيم في الحلية.

    ([21] ) الترمذي،وقال: مرسل، وهذا يحتمل أن يريد به الماءَ العذبَ، كمياه العيون والآبار الحلوة، فإنه r كان يُستعذَب له الماء. ويحتملُ أن يريد به الماءَ الممزوجَ بالعسل، أو الذى نُقِعَ فيه التمرُ أو الزبيبُ، وقد يراد كلاهما، وقد ذكر ابن القيم الفوائد الصحية لهذا النوع من الشراب، فقال:« وأما الشراب إذا جَمَعَ وصْفَىْ الحلاوة والبرودة، فمن أنفع شىء للبدن، ومن أكبر أسباب حفظ الصحة، وللأرواح والقُوى، والكبد والقلب، عشقٌ شديدٌ له، واستمدادٌ منه، وإذا كان فيه الوصفانِ، حصَلتْ به التغذيةُ، وتنفيذُ الطعام إلى الأعضاء، وإيصاله إليها أتمَّ تنفيذ »

    ([22] ) ابن أبي حاتم.

    ([23] ) روى ابن السني وأبو نعيم في الطب عن عائشة ـ رضي الله عنها ـ:« كان أحب الشراب إليه العسل »، وقد ذكر ابن القيم هديه r في ذلك، وأثره الصحي، فقال:« وأما هَدْيه فى الشراب، فمن أكمل هَدْىٍ يحفظ به الصحة، فإنه كان يشرب العسلَ الممزوجَ بالماء البارد، وفى هذا مِن حفظ الصحة ما لا يَهتدى إلى معرفته إلا أفاضلُ الأطباء، فإنَّ شُربه ولعقَه على الرِّيق يُذيب البلغم، ويغسِلُ خَمْل المَعِدَة، ويجلُو لزوجتها، ويدفع عنها الفضلات، ويُسخنها باعتدال، ويفتحُ سددها، ويفعل مثل ذلك بالكَبِد والكُلَى والمثَانة، وهو أنفع للمَعِدَة من كل حلو دخلها، وإنما يضر بالعَرَض لصاحب الصَّفراء لحدَّتِه وحِدَّة الصفراء، فربما هيَّجها، ودفعُ مضرَّته لهم بالخلِّ، فيعودُ حينئذ لهم نافعاً جداً، وشربه أنفع من كثير من الأشربة المتخذة من السكر أو أكثرِها، ولا سِيَّما لمن لم يعتد هذه الأشربة، ولا ألِفَها طبعُه، فإنه إذا شربها لا تلائمه ملاءمةَ العسل، ولا قريباً منه، والمحكَّمُ فى ذلك العادة، فإنها تهدم أُصولاً، وتبنى أُصولاً »

    ([24] ) ذكر هذه الإشارة الدكتور جميل القدسي الدويك، قال:« وبالفعل عاشت مصر بأكملها، وما حولها من الحضارات سبع سنين كاملة على غذاء متكامل، وافٍ شامل، دون أن يأكلوا أي طعام آخر لأن كل الأطعمة قد انتهت بعد جفاف سبع سنين، فأكلوا بذلك الغذاء الصحي المتكامل ألا وهو القمح الكامل»

    ([25]) من الفيتامينات التي تم اكتشافها في حبة القمح الكاملة حتى الآن فهي، فيتامين ج، فيتامين هاء (السكسينات)، البيتا كاروتين (فيتامين أ)، والبيوتين، والكولين، وحمض الفوليك، الثيامين (فيتامين ب1)، الريبوفلافين فيتامين ب2)، النياسين (فيتامين ب3)، البانتوثنيك أسيد (فيتامين ب5)، وفيتامين ك.

    ([26] ) الترمذي، وقال: حسن صحيح.

    ([27] ) الترمذي.

    ([28] ) أحمد.

    ([29] ) هو الخبز الحواري، وهو الدرمك.

    ([30] ) أي: بللناه وعجناه.

    ([31] ) البخاري.

    ([32] ) البخاري ومسلم.

    ([33] ) ابن ماجه والترمذي، وقال: حسن صحيح.

    (1) انظر: كتاب « مع الطب في القرآن الكريم » للدكتور عبد الحميد دياب، والدكتور أحمد قرقوز.

    ([35] ) البخاري ومسلم.

    ([36] ) انظر: الإعجاز العلمي في الإسلام السنة النبوية: محمد كامل عبد الصمد، والعلوم في القرآن:د: محمد جميل الحبّال د: مقداد مرعي الجواري.

    (3) مسلم: 2/1074، الترمذي: 3/455، أبو داود: 2/224، ابن ماجة: 1/624، ابن حبان: 10/38، البهقي: 7/454، الدارقطني: 4/175.

    (4) مسلم: 2/1074.

    (5) مسلم: 2/1075، البيهقي: 7/453، أبو داود: 2/223، النسائي: 3/298، ابن ماجة: 1/625، الموطأ:2/608.

    (5) أحمد وأبو داود والترمذي.

    ([41])انظر: الإعجاز العلمي في قيمة اللبن الغذائية، للدكتور/ علي أحمد علي الشحات، موقع موسوعة الإعجاز العلمي في القرآن والسنة.

    ([42]) انظر: مجلة الدليل إلى الطب البديل، مقال: مساؤى حليب الابقار، الدكتور فيليب حدثي اختصاصي في التشخيص بحدقة العين والعلاج الطبيعي، وقد ذكر فيه مساوئ وأضرار حليب الأبقار من خلال بحث علمي معمق ومراجع ودراسات.

    ([43] ) انظر: قبسات من الطب النبوي باختصار.

    (5) ابن عساكر عن طارق بن شهاب.

    ([45])انظر: مقالا مهما تحت عنوان: شرب الحليب.. خطر يهدد صحتك! طارق قابيل، نشر بإسلام أون لاين بتاريخ 06/07/2002، وانظر:

    http://webapp.cdc.gov/sasweb/ncipc/leadcaus.htm



    ([46])من (ما بين الفرث) والدم ينتج الحليب، بقلم الدكتور عاطف الهندي، طبيب بيطري /وزارة الزراعة-الأردن، موقع موسوعة الإعجاز العلمي في القرآن والسنة.

    وانظر: بينات علمية للشيخ عبد المجيد الزنداني.

    ([47]) النص ورد عاما، والمفسرون فسروا هذه الشجرة بالنخلة، ولا شك أن هذا الوصف تتحقق به النخلة، ولكنه لا يمنع من دخول غيرها.

    ([48] ) البخاري برقم (4698).

    ([49] ) الطبراني في الكبير عن ابن عمر.

    ([50] ) ابن جرير.

    ([51] ) البخاري ومسلم عن أبي هريرة.

    ([52] ) من المراجع: كتاب: التداوي بالنبات والطب النبوي، تأليف الدكتور عبد الباسط محمد السيد أستاذ مادة الجراثيم والمكروبات في الجامعات المصرية.

    ندوة للدكتور عبد الباسط السيد على قناة الجزيرة في برنامج بلا حدود بتاريخ 04/12/2002 تم إعادة صياغتها بتصرف.

    موقع شركة تمور المملكة على شبكة الإنترنت.

    ([53] ) أبو داود (2355)، الترمذي (653)، ابن ماجة (699).

    ([54]) انظر:

    http://www.ncbi.nlm.nih.gov/entrez/query.fcgi?cmd=Retrieve&db=PubMed&list_uids=12850886&dopt=Abstract

    ([55]) وقد ظهرت في هذا المجال دراسة حديثة نشرتها احدى مجلات التغذية الأمريكية وهي مجلة Journal Of American Dietetic أوضحت فوائد التمر في علاج الإمساك والوقاية منه ومن أمراض البواسير.

    ([56] ) انظر: أبحاث المهندس الزراعي اجود الحراكي ـ حضارة الإسلام ـ السنة 18 العدد 7، والإسلام والطب الحديث: للدكتور عبد العزيز باشا إسماعيل، وحوار مع صديقي الملحد للدكتور مصطفى محمود.

    ([57] ) الترمذي وقال حديث غريب. وأخرجه أحمد والحاكم.

    ([58] ) أبو نعيم في الطب - عن أبي هريرة.

    ([59] ) ابن السني - عن عقبة بن عامر.

    ([60] ) الطبراني في الكبير وأبو نعيم - عن عقبة بن عامر.

    ([61])انظر:كتاب إعجاز النبات في القرآن الكريم الدكتور نظمي أبو العطا أستاذ النبات في الجامعات المصرية.

    موقع الدكتور حسان شمسي باشا على الإنترنت.

    موقع طبيب على الإنترنت.

    موقع.COM BBC ARABIC.

    موقع هيئة الإعجاز العلمي للقرآن والسنة.

    موقع موسوعة الإعجاز العلمي في القرآن والسنة.

    ([62])انظر: كتاب آيات معجزات من القرآن وعالم النبات، تأليف الدكتور نظمي خليل أبو العطا دكتور الفلسفة في العلوم ( نبات) جامعة عين شمس.

    ([63] ) البخاري ومسلم.

    ([64] ) الديلمي عن الحسن بن علي.

    ([65] ) الغيلانيات.

    ([66] ) كتاب الأربعين العلمية ، عبد الحميد محمود طهماز.

    ([67] ) أبو داود والبيهقي عن أبي سعيد.

    ([68] ) البخاري ومسلم عن جابر.

    ([69] ) الديلمي عن علي.

    ([70] ) أبو داود.

    ([71])أحمد بسند صحيح.

    ([72])انظر: الرمان.. من ثمار الجنة ، أ.دعلي إسماعيل عبيد السنافي ، عميد كلية الصيدله – جامعة تكريت، موسوعة الإعجاز العلمي في القرآن والسنة.

    ([73] ) ابن السني وابو نعيم والديلمي عن أبي ذر.

    ([74])وجنات من أعناب، بقلم الدكتور نزار الدقر، موقع موسوعة الإعجاز العلمي في القرآن والسنة.

    ([75])انظر: التصوير القرآني لأضرار الصعود في الفضاء ، بقلم الأستاذ الدكتور كارم غنيم، رئيس جمعية الإعجاز العلمي للقرآن في القاهرة.

    ([76] ) البخاري وغيره، وقد ورد في سبب ورود هذا الحديث أن ثمامة لما كان في الأسر جمعوا ما كان في أهل النبي r من طعام ولبن فلم يقع ذلك من ثمامة موقعا فلما أسلم جاءوه بالطعام فلم يصب منه إلا قليلا فتعجبوا فقال النبي r:« إن الكافر يأكل في سبعة أمعاء وأن المؤمن يأكل في معي واحد »

    ([77] ) ابن ماجة.

    ([78] ) الترمذي، ورواه الحاكم وقال: صحيح الإسناد، وقال الترمذي: هذا حديث حسن غريب، تحفة الأحوذي (7/182).

    ([79] ) انظر: مع الطب في القرآن الكريم ، للدكتور عبد الحميد دياب والدكتور احمد قرقوز، وانظر: فـقـــه الصحـــة ، الدكتور محمد هيثم الخياط، محاضرة ألقاها في المؤتمر الرابع للطب الإسلامي الذي عقد في كرا تشي سنة 1405 للهجرة [1984 للميلاد)

    ([80] ) أحمد والترمذي وابن ماجة والحاكم عن المقدام بن معد يكرب.

    ([81] ) أحمد والترمذي والحاكم ، وفي إسناده يحيى بن دينار ضعيف.

    ([82] ) النسائي.

    ([83] ) دسم.

    ([84] ) الترمذي.

    ([85] ) ابن ماجة.

    ([86] ) الترمذي.

    ([87] ) البخاري ومسلم.

    ([88] ) مُسلِمٌ.

    ([89] ) أبو داود.

    ([90] ) مسلم.

    ([91] ) الطبراني في الأوسط عن ابن مسعود.

    ([92] ) الطبراني في الكبير عن أبي أيوب.

    ([93] ) ابن ماجه كتاب الطهارة باب السواك رقم (289) وقال في الزوائد إسناده ضعيف.

    ([94] ) أبو داود.

    ([95] ) أبو داود وابن ماجة.

    ([96] ) البخاري ومسلم.

    ([97] ) أبو داود.

    ([98] ) مسلم.

    ([99] ) البخاري ومسلم.

    ([100] ) الطبراني، قال الحافظ في التلخيص: إسناده جيد.

    ([101] ) استعمال السواك لنظافة الفم وصحته ، دراسة سريريه وكيميائية ، د. محمود رجائي المصطيهي- د. احمد عبد العزيزالجاسم ، د. إبراهيم المهلهل الياسين- د.- أحمد رجائي الجندي ، د. لاحسان شكري ، الكويت.

    ([102] ) هو من شجرة الأراك واسمها العلمي هو السلفادورا برسيكا، وهي تنمو في مناطق عديدة حول مكة وفي المدينة المنورة وفي اليمن وفي أفريقيا.

    وهي شجرة قصيرة، لا يزيد قطر جذعها عن قدم، والجزء المستعمل منها هو لب الجذور، ولاستعماله تجفف ثم يحفظ في مكان بعيد عن الرطوبة وقبل استعماله يدق بواسطة آلة حادة ثم يبدأ في استعماله أو إذا كان جافا يغمس في الماء ثم تسوك به الأسنان ويظل استعماله هكذا حتى إذا ضعفت وتآكلت يوقف استعماله ثم يقطع هذا الجزء ويستعمل جزء آخر وهكذا.

    ([103] ) هم د. محمود رجائي المصطيهي- د. احمد عبد العزيزالجاسم ، د. إبراهيم المهلهل الياسين- د.- أحمد رجائي الجندي ، د. لاحسان شكري ، الكويت انظر البحث السابق.

    ([104] ) فسر الاتكاء بالتربع ، وفسر بالاتكاء على الشيء وهو الاعتماد عليه، وفسر بالاتكاء على الجنب.

    ([105] ) الإقعاء هو أن يجلس للأكل متوركاً على ركبتيه ويضع بطن قدمه اليسرى على ظهر القدم اليمنى.

    ([106] ) مسلم.

    ([107] ) مسلم.

    ([108] ) مسلم والترمذي.

    ([109] ) وهي الشاة التي تربط ويرمي إليها حتى تموت من جثم بالمكان توقف فيه فإذا ماتت بالرمي لم يحل أكلها لأنها موقوفة بخلاف ما لو أخذت فذبحت.

    ([110] ) الترمذي والحاكم.

    ([111] ) انظر: د. عبد الرزاق الكيلاني: " الحقائق الطبية في الإسلام " دار القلم دمشق ، د. إبراهيم الراوي: أستشارات طبية في ضوء الإسلام والحضارة العدد 1967 ، روائع الطب الإسلامي الدكتور محمد نزار الدقر ج (4)

      الوقت/التاريخ الآن هو 23/9/2024, 15:30