بسم الله الرّحمن الرّحيم.
اللهمّ صلّ على سيّدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلّم.
من تفسير ابن عجيبة لآيات من القرآن الكريم.
قال الورتجبي : { لَّا تَجِدُ قَوْمًا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ . . } الخ ، أي : آثروا الله على من دونه ، وذلك بأن الله غرس أشجار التوحيد والمعرفة في قلوبهم ، وتجلى لأرواحهم بنفسه ، فصار معنى حقيقة التجلي منقوشا في نفس أرواحهم وعقولهم .
وقوله تعالى : { وَأَيَّدَهُم بِرُوحٍ مِّنْهُ } قال في في الحاشية الفاسية : هو مقام الشهود والتجلي العياني ، وهو حقيقة السر عند القوم ، وهو علم يمتد ظله في الأرواح المواجهة على حسب قابليتها واستعدادها ، كما خصصتها المشيئة الإلهية ، وهو التعليم الإلهامي للأولياء ، والتنزل الوحيي للأنبياء عليهم السلام . وعن ذلك الأمداد عبر بالنفخ والإلقاء ، وباعتبار حياة الروح به وقوتها سمي روحا ، وإضافته إلى الله تعالى لأنه مقتبس من نور أوصافه . ومثال انفعالي عن علمه ، وآثار عن قدرته وكلامه . وبالجملة فالعلم الحقيقي الذاتي لله ، وكذا سائر صفاته ، والعلم العرضي المثالي الانفعالي لمن خص سبحانه من عباده ، ولا يحيطون بشيء من علمه إلا بما شاء ، { وَمَا أُوتِيتُمْ مِنَ الْعِلْمِ إِلَّا قَلِيلاً } وكما أن الصور المنطبعة في المرآة الصيقلة آثار ناشئة منها ، وحادثة من مواجهة الصور الحسية ، كذلك العلوم الممتدة في الأرواح المواجهة ، ظلال وآثار عارضة ، منفعلة حادثة من حضرة الوجود الحقيقي ، والعلم الذاتي ، وهذا واضح لا شك فيه . الله الموفق . وقال الورتجبي : وأيدهم بتجلي ذاته لأرواحهم ، وما وفقهم في الصفات ، بل أغرقهم في بحر الذات .
وقوله تعالى: { أُولَٰئِكَ حِزْبُ اللَّه }قال سهل: الحزب: الشيعة، وهم الأبدال: وأرفع منهم الصديقون. وقال بعضهم: حزب الله، إذا نطقوا بهروا، وإن سكتوا ظهروا ، وإن غابوا حضروا، إن ناموا سهروا.
وقال ابن عطاء : إن لله عبادا اتصالهم به دائم ، وأعينهم به قريرة أبدا ، لا حياة لهم إلا به؛ لاتصال قلوبهم به ، والنظر إليه بصفاء اليقين ، فحياتهم بحياته موصولة ، لا موت لهم ابدا ، ولا صبر لهم عنه ، لأنه قد سبى أرواحهم به ، فعلقها عنده ، فثم مأواها ، قد غشي قلوبهم من النور ما أضاءت به ، فأشرقت ، ونما زيادتها على الجوارح ، وصاروا في حرز حماية ، أولئك حزب الله . وقال أبو عثمان : حزب الله من يغضب في الله ، ولا يأخذه فيه لومة لائم . جعلنا الله ممن تحقق بجميع هذه الأوصاف بمنه وكرمه . آمين . وصلى الله على سيدنا محمد وآله وصحبه وسلم .
تفسير ابن عجيبة
اللهمّ صلّ على سيّدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلّم.
من تفسير ابن عجيبة لآيات من القرآن الكريم.
قال الورتجبي : { لَّا تَجِدُ قَوْمًا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ . . } الخ ، أي : آثروا الله على من دونه ، وذلك بأن الله غرس أشجار التوحيد والمعرفة في قلوبهم ، وتجلى لأرواحهم بنفسه ، فصار معنى حقيقة التجلي منقوشا في نفس أرواحهم وعقولهم .
وقوله تعالى : { وَأَيَّدَهُم بِرُوحٍ مِّنْهُ } قال في في الحاشية الفاسية : هو مقام الشهود والتجلي العياني ، وهو حقيقة السر عند القوم ، وهو علم يمتد ظله في الأرواح المواجهة على حسب قابليتها واستعدادها ، كما خصصتها المشيئة الإلهية ، وهو التعليم الإلهامي للأولياء ، والتنزل الوحيي للأنبياء عليهم السلام . وعن ذلك الأمداد عبر بالنفخ والإلقاء ، وباعتبار حياة الروح به وقوتها سمي روحا ، وإضافته إلى الله تعالى لأنه مقتبس من نور أوصافه . ومثال انفعالي عن علمه ، وآثار عن قدرته وكلامه . وبالجملة فالعلم الحقيقي الذاتي لله ، وكذا سائر صفاته ، والعلم العرضي المثالي الانفعالي لمن خص سبحانه من عباده ، ولا يحيطون بشيء من علمه إلا بما شاء ، { وَمَا أُوتِيتُمْ مِنَ الْعِلْمِ إِلَّا قَلِيلاً } وكما أن الصور المنطبعة في المرآة الصيقلة آثار ناشئة منها ، وحادثة من مواجهة الصور الحسية ، كذلك العلوم الممتدة في الأرواح المواجهة ، ظلال وآثار عارضة ، منفعلة حادثة من حضرة الوجود الحقيقي ، والعلم الذاتي ، وهذا واضح لا شك فيه . الله الموفق . وقال الورتجبي : وأيدهم بتجلي ذاته لأرواحهم ، وما وفقهم في الصفات ، بل أغرقهم في بحر الذات .
وقوله تعالى: { أُولَٰئِكَ حِزْبُ اللَّه }قال سهل: الحزب: الشيعة، وهم الأبدال: وأرفع منهم الصديقون. وقال بعضهم: حزب الله، إذا نطقوا بهروا، وإن سكتوا ظهروا ، وإن غابوا حضروا، إن ناموا سهروا.
وقال ابن عطاء : إن لله عبادا اتصالهم به دائم ، وأعينهم به قريرة أبدا ، لا حياة لهم إلا به؛ لاتصال قلوبهم به ، والنظر إليه بصفاء اليقين ، فحياتهم بحياته موصولة ، لا موت لهم ابدا ، ولا صبر لهم عنه ، لأنه قد سبى أرواحهم به ، فعلقها عنده ، فثم مأواها ، قد غشي قلوبهم من النور ما أضاءت به ، فأشرقت ، ونما زيادتها على الجوارح ، وصاروا في حرز حماية ، أولئك حزب الله . وقال أبو عثمان : حزب الله من يغضب في الله ، ولا يأخذه فيه لومة لائم . جعلنا الله ممن تحقق بجميع هذه الأوصاف بمنه وكرمه . آمين . وصلى الله على سيدنا محمد وآله وصحبه وسلم .
تفسير ابن عجيبة
أمس في 22:49 من طرف Admin
» كتاب مواعظ الإمام زين العابدين ـ صالح أحمد الشامي
18/11/2024, 23:30 من طرف Admin
» كتاب إتحاف النفوس بنفحات القدوس ـ عبد القدوس بن أسامة السامرائي
18/11/2024, 23:25 من طرف Admin
» كتاب الإعلام بفضل الصلاة على النبي والسلام ـ محمد بن عبد الرحمن بن علي النميري
18/11/2024, 23:20 من طرف Admin
» كتاب الغيب ـ محمد متولي الشعراوي
18/11/2024, 23:08 من طرف Admin
» كتاب الشيطان والإنسان ـ محمد متولي الشعراوي
18/11/2024, 23:03 من طرف Admin
» كتاب الشعراوي هنا رأيت سيدنا إبراهيم ـ سعيد أبو العنين
18/11/2024, 23:01 من طرف Admin
» كتاب الخير والشر ـ محمد متولي الشعراوي
18/11/2024, 22:57 من طرف Admin
» كتاب التربية في مدرسة النبوة ـ محمد متولي الشعراوي
18/11/2024, 22:55 من طرف Admin
» كتاب: إرشاد العباد إلى سبل الرشاد ـ للملبباري
18/11/2024, 22:41 من طرف Admin
» ـ كتاب آداب الحسن البصري ـ أبن الجوزي
18/11/2024, 22:34 من طرف Admin
» كتاب الله والنفس البشرية ـ لمحمد متولي الشعراوي
18/11/2024, 22:23 من طرف Admin
» كتاب: معرفة النفس طر يق لمعرفة الرب ـ أستاذ البصيرة عبدالوهاب حسن
18/11/2024, 22:21 من طرف Admin
» كتاب الطريق الي الله ـ الشيخ علي جمعة
18/11/2024, 21:50 من طرف Admin
» كتاب: كتاب النفس والجسد والروح ـ ابراهيم البلتاجي
18/11/2024, 21:38 من طرف Admin