دَخيرَةِ المُحتَاجِ فِي الصَّلاةِ عَلَى صَاحِبِ اللِّوَاءِ والتَّاجِ-7
قالَ الشَّيخُ العارفُ أبُو زَيدٍ سيِّدي عبدُ الرَحمانِ الفَاسي رضيَ اللهُ عنهُ :اعْلَم أنَّ لِلمُصلِّي عَلى النَّبِيِّ صلَّى اللهُ علَيهِ وسلَّمَ عشْرَ خِصَالٍ : الأُولَى صَلاةُ المَلِكِ الغَفَّار، الثَّانيَةُ شَفاعَةُ النَّبِيِّ المُختَاِرِ، الثَّالِثَةُ اقْتِداءٌ بِالمَلائِكَةِ الأَبرَارِ، الرَّابِعَةُ مُخالَفَةُ المُنافقينَ والكُفَّارِ، الخَامِسَةُ مَحْوُ الخَطايَا وَالأوْزَارِ، السَّادِسَةُ قضَاء الحَوائِج وَالأَوْطارِ،السَّابِعَةُ يَجِدُهَا فِي دَارِ القَرَارِ، العَاشِرَةُ سَلاَمُ العزيزِ الغَفَّارِ. انتهى،. قال بعض العَارِفينَ : مَا فِي الوُجودِ مَنْ جَعلَ اللهُ لَهُ الحَلَّ وَالرّبْطَ دُنْيَا وَآخِرَةَ مِثْلُ النَِِّبِيِّ صلَّى اللهُ علَيهِ وسلَّمَ، فَمَنْ مَدَحهُ عَلَى الصِّدْقِ وَالمَحبَّةِ وَالصَفَا ذُلَّتْ لَهُ رِقَابُ الجَبَابرَةِ وَأكْرَمَهُ جَميعُ المومِنينَ كَما ترَى ذلِكَ فيمَنْ كَانَ مُقَرَّبًا عِنْدَ مُلُوكِ الدُّنْيَا، وَمَنْ خَدَمَ السَّيِّدَ خَدَمَتْهُ العَبِيدُ وَبِاللهِ تَعالَى التَّوفيقُ. وَمِن فَوائِدِ الصَّلاةِ عَلَى النَّبِيّ صلَّى اللهُ علَيهِ وسلَّمَ، صَلاةُ اللهِ وَملائِكَتِهِ وَرُسُلِهِ وَجَميعِ مَخْلُوقاتهِ على مَنْ صَلّى عَلَيهِ، ومِنها تَزكِيَةُ الأَعمالِ وَرَفعُ الدَّرَجات وَالقُربُ مِنَ اللهِ وَرَسُولِهِ وَدَخيرَةٌ فِي المَحْيَا وَالمَماتِ وَكِفايَةٌ فِي الدُّنْيَا وَنَجاةٌ مِنَ الأَهوالِ وَأَمانٌ مِنَ المُهْلِكَاتِ، وَمِنهَا قَضاءُ الحَاجَاتِ وَخَرْقُ العَاداتِ، وَمِنها اسْتِغفَارُهُ لِقائِلِهَا، وَمِنهَا رِضَى اللهِ ورَحمتُهُ وَالأَمانُ مِنْ سَخَطِهِ والدُّخُولُ تَحْتَ العَرْشِ، وَمِنهَا رُجْحانُ المِيزَانِ لِلْمُصَلِّي وَالوُرُودُ عَلَى الحَوْضِ وَالأَمانُ مِنَ العَطَشِ، وَمِنْهَا كَثْرَةُ الأَزْوَاجِ فِي الجَنََّةِ، وَالمَقامُ الكَريمُ، وَمِنْهَا أَنَّ القيرَاطَ مِنْ أَجْرِهَا مِثْلُ جَبَلِ أُحُدٍ، وَمِنهَا أَنَّها زَكاةٌ وَطَهارَةٌ، وَيَنمُو المَالُ بِبَرَكَتِهَا، وَمِنهَا شَهادَةُ رَسُولِ اللهِ صلَّى اللهُ علَيهِ وسلَّمَ لَهُ يَوْمَ القِيَامَةِ وَوُجُوبِ الشَّفَاعَةِ، وَمِنهَا أَنَّهَا عِبَادَةٌ وَأَحَبُّ الأعمَالِ إلَى اللهِ ، وَمِنهَا أَنَّهَا مِنْ أَقْرَبِ الطُّرُقِ المُوصِلَةِ إِلَى اللهِ وَأَنَّهَا مَقْبُولَةٌ قَطْعًا إكْرَامًا لِرَسُولِ اللهِ صلَّى اللهُ علَيهِ وسلَّمَ، وَمِنهَا أَنَّها عَلاَمَةٌ عَلَى أَنَّ صَاحبَهَا مِنْ أَهْلِ السُّنَّةِ، وَمِنهَا أَنَّ صَاحِبَهَا تُصَلِّي عَلَيْهِ المَلاَئِكَةُ مَا دَامَ يُصَلِّي عَلَى النَبِيِّ صلَّى اللهُ علَيهِ وسلَّمَ، وَمِنهَا أَنَّهَا تَنْفِي الفَقرَ، وَمِنْهَا أَنَّهَا يُلْتَمَسُ بِهَا مَظانُّ الخَيْرِ، وَمِنْهَا أَنَّ صَاحِبَهَا أَوْلَى النَّاسِ بِهِ يَوْمَ القِيامَةِ، وَمِنْها أَنَّهُ يُشَفَّعُ بِبَرَكَتِهَا هُوَ وَوَلَدُهُ وَوَلَدُ وَلَدِهِ، وَكَذَا مَنْ أُهْدِيَتْ لَهُ فِي صَحِيفَتِهِ، وَمنْها أَنَّهَا تُقَرِّبُ إلَى اللهِ وَرَسُولِهِ، وَمِنْها أَنَّهَا نُورٌ لِصَاحِبِهَا فِي قَبْرِهِ وَيَوْمَ حَشْرِهِ وَعَلَى الصِّرَاطِ وَقْتَ مُرُورِهِ عَلَيْهِ، وَمِنْها أَنَّها تَنْصُرُ عَلَى الأَعْدَاءِ وَتُطَهِّرُ القَلبَ مِنَ النِّفَاقِ وَالصَّدَا، وَمِنْهَا رُؤْيَتُهُ صلَّى اللهُ علَيهِ وسلَّمَ فِي المَنَامِ، إِنْ أَكْثَرَ مِنْهَا فِي اليَقَظَةِ، كَمَا صَحَّ عَنِ السَّادَات الصُّوفِيَّةِ الكِرَامِ، وَمِنْهَا أَنَّهَا تُقَلِّلُ مِنَ الاغْتِيَابِ لِصَاحِبِهَا وَهِيَ مِنْ أَبْرَكِ الأَعْمَالِ وَأَفْضَلُهَا، وَأَكثَرُها ثَوَاباً وَنَفْعًا في الدُّنْيا وَالآخِرَةِ وَاَجْزَلِهَا. وَقالَ صلَّى اللهُ علَيهِ وسلَّمَ :
«ثَلاَثَةٌ تَحْتَ ظِلِّ العَرْشِ يَوْمَ القِيَامَةِ يَوْمَ لاَ ظِلَّ إلاَّ ظِلُّهُ، قِيلَ : مَنْ هُمْ يَا رَسُولَ اللهِ ؟ قَالَ : مَنْ فَرَّجَ عَلَى مَكْرُوبٍ مِنْ أُمَّتِي، وَأَحْيَا سُنَّتِي وَأَكْثَرَ الصَّلاَةَ عَلَيَّ»
وَقد أمرَ اللهُ هذهِ الأُمَّةِ بِوُجوبِ الصَّلاَةِ عَلى نَبِيِّنَا صلَّى اللهُ علَيهِ وسلَّمَ وَأَتْحَفَهُمْ بِها مِنْ بَينِ سَائرِ الأُمَمِ تَكْثيرَ الأُجورِ والشَّفاعَةِ. وَمِمَّا وَرَدَ فِي فَضْلِهَا مَا رَواهُ أَنَسٌ بْنُ مَالِكٍِ رَضيَ اللهُ عنهُ قال : قال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ علَيهِ وسلَّمَ :
«مَنْ صَلَّ عَلَيَّ فِي اليَوْمِ أَلْفَ مَرَّةٍ لَمْ يَمُتْ حَتَّى يَرَى مَقْعَدَهُ مؤنَ الجَنَّةِ»
وَذكرَ الشَّيخُ أَبُو عبْدِ اللهِ سيِّدي محمَّدٌ بنُ عَطيَّةَ نَوَّرَ اللهُ ضريحَهُ أَنَّ مَنْ لمْ يَجِدْ شَيخَ التَّربيَّةِ فَلْيُكْثِرْ مِنَ الصَّلاةِ عَلى النبيِّ صلَّى اللهُ علَيهِ وسلَّمَ لِأَنَّها ذِكْرٌ وصَلاةٌ وَسَلامٌ وَسُلَّمٌ وَمِعراجٌ وَسلُوكٌ إلَى اللهِ تَباركَ وتَعالَى وَذلكَ يَرفعُ هِمَّةَ المُتَوَجِّهِ وَإنْ كانَ في مقامِ التَّحْليَّةِ كَأنَّهُ نُورٌ كُلُّهُ، يَعنِي الذِكْرَ والصَّلاةَ عَلى رَسُولِ اللهِ صلَّى اللهُ علَيهِ وسلَّمَ وَالنُّورِ مِنْ طَبْعِهِ يَنفِي الظُّلمَةَ فهِيَ أَعْظَمُ فائِدَةٍ وَالحمدُ للهِ. وَقالَ في العُهُودِ النَّبَويَّةِ بَعدَمَا ذَكَرَ نَحْوَ مَا تَقَدَّمَ مَا نَصُّهُ : وَقَدْ أَمَرَني بِها يَعْنِي الصَّلاةُ عَلى النَّبِيِّ صلَّى اللهُ علَيهِ وسلَّمَ أَبُو العبَّسِ الخَضِرِ عَليْهِ السَّلاَمُ وَقالَ لِي : لاَزِمْ عَلَيْهَا بَعْدَ الصُّبْحِ إِلَى طُلُوعِ الشَّمسِ ثُمَّ اذْكُرِ الله مَجْلِسًا لَطيفًا، فَقُلتُ لهُ : سَمْعًا وَطَاعَةً، فَحصلَ لِي وَلِأَصْحابِي بِذلِكَ خَيرُ الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ وَتَيسيرُ الرِّزقِ بِحَيثُ لَوْ كانَ أَهلُ مِصرَ كُلُّهُمْ عَائِلَتي مَا حَمَلْتُ لَهُمْ هَمًّا، والحَمدُ للهِ رَبِّ العَالَمِينَ
فقَدْ عَرَّفْتُكَ أَيُّها المُحِبُّ، بِبَعضِ فَضلِهِ وَرَغَّبتُكَ في كَثْرَةِ ثَوَابِهَا وَعظيمِ أَجرِها فإنَّها مِنْ أَكرَمِ دَخائِرَكَ وَأَعْظَمِ نَوائِلَكَ وأنَّها أَقْرَبُ الطُّرُقِ المُوصِلَةِ إلى اللهِ وَأنَّها مَقْبُولَةٌ قَطْعًا كَما وَرَدَ فِي بَعْضِ الآثَارِ إكْرَامًا لِرَسُولِ اللهِ صلَّى اللهُ علَيهِ وسلَّمَ، وَشَرَّفَ وكَرَّمَ وَمَجَّدَ وَعَظَّمَ، وَبَارَكَ وَأَنْعَمَ.
فَصَلِّ اللهُمَّ علَيهِ وعلى آلهِ صلاةً تُوصِلُنَا بِهَا إلَى مَقامِهِ العَظيمِ المُعَظَّمِ وَتجعَلُنا بِهَا تَحتَ لِوَاءِ عِزِّهِ الفَخيمِ المُفَخَّمِ، وَسلِّمْ تَسليمًا كَثيرًا أَثيرًا وَالحمدُ للهِ رَبِّ العالَمينَ.
نَبِيٌّ لَهُ فَخْرٌ وَمَجْدٌ مُؤْثَلُ * وَجَاهٌ وَتَمكينٌ مَكينٌ وَسُؤْدَدُ
عَلَى حُبِّهِ يَسْتَمكِنُ الطَّيرُ فِي الهَوا * وَتَهبِطُ أَمْلاكُ السَّماءِ وَتَصْعَدُ
وَيَهتزُّ رَيْحانُ القُلُوبِ بِذِكرِهِ * إذَا ذُكِرَ ارْتاحَتْ قُلوبٌ وَأَكْبُدُ
وَذَلِكَ مَنْ أُوتِيَ النُّبُوءَةَ أَوَّلًا * وآدَمُ بَيْنَ المَاءِ وَالطِّينِ مُفْرِدُ
فَكانَ لَهُ فِي العَرْشِ سَبْقٌ وَرِفْعَةٌ * وَكانَ لَهُ فِي الأَرْضِ بَعْثٌ وَمَوْلِدٌ
هَنيئًا لِذاكَ البَدْرِ شُرِّفَ قَدْرُهُ * وَأُعْطِيَ مِنَ التَّمْكِينِ مَا لَيْسَ يَنْفَذُ
وَشُقَّ اسْمُهُ مِنْ أَحْرُفِ اسْمِ إِلَهِهِ * فَذُو العَرْشِ مَحْمُودٌ وَهَذَا مُحَمَّدُ
وَيُذْكَرُ فِي التَّهْلِيلِ مَعَ ذِكْرِ رَبِّهِ * وَإنْ قيلَ لِلتَّأْذينِ أَشْهَدُ أَشْهَدُ
وَيَعلُو عَلى الأملاكِ وَالرُّسُلِ رِفْعَةً * فَهَا هُوَ لِلْأَملاكِ وَالرُّسْلِ سَيِّدُ
فَلاَ غَيرُهُ فِي الفَضْلِ يَختَرِقُ العُلَا * وَلاَ تَحتَ سَاقِ العَرْشِ لله يَسْجُدُ
فَآيَاتُهُ بِالمُعْجِزاتِ بَوَاطِنٌ * وَرَايَاتُهُ بِالفَتْحِ وَالنَّصْرِ تُعْقَدُ
وَذَلِكَ نُورُ اللهِ فِي كُلِّ وِجْهَةٍ * مِنَ الأَرْضِ والسَّيْفُ الصَّقيلُ المُهَنَّدُ
غَنَائِمُهُ حِلٌّ وَمَكَّةُ قِبْلَةٌ لَهُ * وَالتُّرَابُ المُطَهَّرُ وَالأَرْضُ مَسْجِدُ
فَكَمْ مِنْ كَراماتٍ لَهُ وَخَصائِصٍ * لِمَشْهدِهِ فَوْقَ السَّمَاوَاتِ مَشْهَدُ
مَدَحتُ نَبِيَّ اللهِ مُفْتَخِرًا بِهِ * وَقُمْتُ بِحَمْدِ اللهِ أُنْسِيُ وَأُنْشِدُ
لَعَلَّ نَسيمُ العَرشِ يُهْدي تَحِيَّتي عَلى مَنْ لَهُ عَنْ أَيْمُنِ العَرْشِ مَقْعَدُ
يُقْرِئُهُ مِنِّي السَّلامَ مُرَدِّدًا * فَخَيرُ التَّحِيَّاتِ السَّلاَمُ المُرَدَّدُ
سَلاَمٌ عَلَى مَنْ يَشْهَدُ اللهُ أنَّهُ مَنَارُ الهُدَى وَالإِنْسُ وَالجِنُّ تَشْهَدُ
قالَ الشَّيخُ العارفُ أبُو زَيدٍ سيِّدي عبدُ الرَحمانِ الفَاسي رضيَ اللهُ عنهُ :اعْلَم أنَّ لِلمُصلِّي عَلى النَّبِيِّ صلَّى اللهُ علَيهِ وسلَّمَ عشْرَ خِصَالٍ : الأُولَى صَلاةُ المَلِكِ الغَفَّار، الثَّانيَةُ شَفاعَةُ النَّبِيِّ المُختَاِرِ، الثَّالِثَةُ اقْتِداءٌ بِالمَلائِكَةِ الأَبرَارِ، الرَّابِعَةُ مُخالَفَةُ المُنافقينَ والكُفَّارِ، الخَامِسَةُ مَحْوُ الخَطايَا وَالأوْزَارِ، السَّادِسَةُ قضَاء الحَوائِج وَالأَوْطارِ،السَّابِعَةُ يَجِدُهَا فِي دَارِ القَرَارِ، العَاشِرَةُ سَلاَمُ العزيزِ الغَفَّارِ. انتهى،. قال بعض العَارِفينَ : مَا فِي الوُجودِ مَنْ جَعلَ اللهُ لَهُ الحَلَّ وَالرّبْطَ دُنْيَا وَآخِرَةَ مِثْلُ النَِِّبِيِّ صلَّى اللهُ علَيهِ وسلَّمَ، فَمَنْ مَدَحهُ عَلَى الصِّدْقِ وَالمَحبَّةِ وَالصَفَا ذُلَّتْ لَهُ رِقَابُ الجَبَابرَةِ وَأكْرَمَهُ جَميعُ المومِنينَ كَما ترَى ذلِكَ فيمَنْ كَانَ مُقَرَّبًا عِنْدَ مُلُوكِ الدُّنْيَا، وَمَنْ خَدَمَ السَّيِّدَ خَدَمَتْهُ العَبِيدُ وَبِاللهِ تَعالَى التَّوفيقُ. وَمِن فَوائِدِ الصَّلاةِ عَلَى النَّبِيّ صلَّى اللهُ علَيهِ وسلَّمَ، صَلاةُ اللهِ وَملائِكَتِهِ وَرُسُلِهِ وَجَميعِ مَخْلُوقاتهِ على مَنْ صَلّى عَلَيهِ، ومِنها تَزكِيَةُ الأَعمالِ وَرَفعُ الدَّرَجات وَالقُربُ مِنَ اللهِ وَرَسُولِهِ وَدَخيرَةٌ فِي المَحْيَا وَالمَماتِ وَكِفايَةٌ فِي الدُّنْيَا وَنَجاةٌ مِنَ الأَهوالِ وَأَمانٌ مِنَ المُهْلِكَاتِ، وَمِنهَا قَضاءُ الحَاجَاتِ وَخَرْقُ العَاداتِ، وَمِنها اسْتِغفَارُهُ لِقائِلِهَا، وَمِنهَا رِضَى اللهِ ورَحمتُهُ وَالأَمانُ مِنْ سَخَطِهِ والدُّخُولُ تَحْتَ العَرْشِ، وَمِنهَا رُجْحانُ المِيزَانِ لِلْمُصَلِّي وَالوُرُودُ عَلَى الحَوْضِ وَالأَمانُ مِنَ العَطَشِ، وَمِنْهَا كَثْرَةُ الأَزْوَاجِ فِي الجَنََّةِ، وَالمَقامُ الكَريمُ، وَمِنْهَا أَنَّ القيرَاطَ مِنْ أَجْرِهَا مِثْلُ جَبَلِ أُحُدٍ، وَمِنهَا أَنَّها زَكاةٌ وَطَهارَةٌ، وَيَنمُو المَالُ بِبَرَكَتِهَا، وَمِنهَا شَهادَةُ رَسُولِ اللهِ صلَّى اللهُ علَيهِ وسلَّمَ لَهُ يَوْمَ القِيَامَةِ وَوُجُوبِ الشَّفَاعَةِ، وَمِنهَا أَنَّهَا عِبَادَةٌ وَأَحَبُّ الأعمَالِ إلَى اللهِ ، وَمِنهَا أَنَّهَا مِنْ أَقْرَبِ الطُّرُقِ المُوصِلَةِ إِلَى اللهِ وَأَنَّهَا مَقْبُولَةٌ قَطْعًا إكْرَامًا لِرَسُولِ اللهِ صلَّى اللهُ علَيهِ وسلَّمَ، وَمِنهَا أَنَّها عَلاَمَةٌ عَلَى أَنَّ صَاحبَهَا مِنْ أَهْلِ السُّنَّةِ، وَمِنهَا أَنَّ صَاحِبَهَا تُصَلِّي عَلَيْهِ المَلاَئِكَةُ مَا دَامَ يُصَلِّي عَلَى النَبِيِّ صلَّى اللهُ علَيهِ وسلَّمَ، وَمِنهَا أَنَّهَا تَنْفِي الفَقرَ، وَمِنْهَا أَنَّهَا يُلْتَمَسُ بِهَا مَظانُّ الخَيْرِ، وَمِنْهَا أَنَّ صَاحِبَهَا أَوْلَى النَّاسِ بِهِ يَوْمَ القِيامَةِ، وَمِنْها أَنَّهُ يُشَفَّعُ بِبَرَكَتِهَا هُوَ وَوَلَدُهُ وَوَلَدُ وَلَدِهِ، وَكَذَا مَنْ أُهْدِيَتْ لَهُ فِي صَحِيفَتِهِ، وَمنْها أَنَّهَا تُقَرِّبُ إلَى اللهِ وَرَسُولِهِ، وَمِنْها أَنَّهَا نُورٌ لِصَاحِبِهَا فِي قَبْرِهِ وَيَوْمَ حَشْرِهِ وَعَلَى الصِّرَاطِ وَقْتَ مُرُورِهِ عَلَيْهِ، وَمِنْها أَنَّها تَنْصُرُ عَلَى الأَعْدَاءِ وَتُطَهِّرُ القَلبَ مِنَ النِّفَاقِ وَالصَّدَا، وَمِنْهَا رُؤْيَتُهُ صلَّى اللهُ علَيهِ وسلَّمَ فِي المَنَامِ، إِنْ أَكْثَرَ مِنْهَا فِي اليَقَظَةِ، كَمَا صَحَّ عَنِ السَّادَات الصُّوفِيَّةِ الكِرَامِ، وَمِنْهَا أَنَّهَا تُقَلِّلُ مِنَ الاغْتِيَابِ لِصَاحِبِهَا وَهِيَ مِنْ أَبْرَكِ الأَعْمَالِ وَأَفْضَلُهَا، وَأَكثَرُها ثَوَاباً وَنَفْعًا في الدُّنْيا وَالآخِرَةِ وَاَجْزَلِهَا. وَقالَ صلَّى اللهُ علَيهِ وسلَّمَ :
«ثَلاَثَةٌ تَحْتَ ظِلِّ العَرْشِ يَوْمَ القِيَامَةِ يَوْمَ لاَ ظِلَّ إلاَّ ظِلُّهُ، قِيلَ : مَنْ هُمْ يَا رَسُولَ اللهِ ؟ قَالَ : مَنْ فَرَّجَ عَلَى مَكْرُوبٍ مِنْ أُمَّتِي، وَأَحْيَا سُنَّتِي وَأَكْثَرَ الصَّلاَةَ عَلَيَّ»
وَقد أمرَ اللهُ هذهِ الأُمَّةِ بِوُجوبِ الصَّلاَةِ عَلى نَبِيِّنَا صلَّى اللهُ علَيهِ وسلَّمَ وَأَتْحَفَهُمْ بِها مِنْ بَينِ سَائرِ الأُمَمِ تَكْثيرَ الأُجورِ والشَّفاعَةِ. وَمِمَّا وَرَدَ فِي فَضْلِهَا مَا رَواهُ أَنَسٌ بْنُ مَالِكٍِ رَضيَ اللهُ عنهُ قال : قال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ علَيهِ وسلَّمَ :
«مَنْ صَلَّ عَلَيَّ فِي اليَوْمِ أَلْفَ مَرَّةٍ لَمْ يَمُتْ حَتَّى يَرَى مَقْعَدَهُ مؤنَ الجَنَّةِ»
وَذكرَ الشَّيخُ أَبُو عبْدِ اللهِ سيِّدي محمَّدٌ بنُ عَطيَّةَ نَوَّرَ اللهُ ضريحَهُ أَنَّ مَنْ لمْ يَجِدْ شَيخَ التَّربيَّةِ فَلْيُكْثِرْ مِنَ الصَّلاةِ عَلى النبيِّ صلَّى اللهُ علَيهِ وسلَّمَ لِأَنَّها ذِكْرٌ وصَلاةٌ وَسَلامٌ وَسُلَّمٌ وَمِعراجٌ وَسلُوكٌ إلَى اللهِ تَباركَ وتَعالَى وَذلكَ يَرفعُ هِمَّةَ المُتَوَجِّهِ وَإنْ كانَ في مقامِ التَّحْليَّةِ كَأنَّهُ نُورٌ كُلُّهُ، يَعنِي الذِكْرَ والصَّلاةَ عَلى رَسُولِ اللهِ صلَّى اللهُ علَيهِ وسلَّمَ وَالنُّورِ مِنْ طَبْعِهِ يَنفِي الظُّلمَةَ فهِيَ أَعْظَمُ فائِدَةٍ وَالحمدُ للهِ. وَقالَ في العُهُودِ النَّبَويَّةِ بَعدَمَا ذَكَرَ نَحْوَ مَا تَقَدَّمَ مَا نَصُّهُ : وَقَدْ أَمَرَني بِها يَعْنِي الصَّلاةُ عَلى النَّبِيِّ صلَّى اللهُ علَيهِ وسلَّمَ أَبُو العبَّسِ الخَضِرِ عَليْهِ السَّلاَمُ وَقالَ لِي : لاَزِمْ عَلَيْهَا بَعْدَ الصُّبْحِ إِلَى طُلُوعِ الشَّمسِ ثُمَّ اذْكُرِ الله مَجْلِسًا لَطيفًا، فَقُلتُ لهُ : سَمْعًا وَطَاعَةً، فَحصلَ لِي وَلِأَصْحابِي بِذلِكَ خَيرُ الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ وَتَيسيرُ الرِّزقِ بِحَيثُ لَوْ كانَ أَهلُ مِصرَ كُلُّهُمْ عَائِلَتي مَا حَمَلْتُ لَهُمْ هَمًّا، والحَمدُ للهِ رَبِّ العَالَمِينَ
فقَدْ عَرَّفْتُكَ أَيُّها المُحِبُّ، بِبَعضِ فَضلِهِ وَرَغَّبتُكَ في كَثْرَةِ ثَوَابِهَا وَعظيمِ أَجرِها فإنَّها مِنْ أَكرَمِ دَخائِرَكَ وَأَعْظَمِ نَوائِلَكَ وأنَّها أَقْرَبُ الطُّرُقِ المُوصِلَةِ إلى اللهِ وَأنَّها مَقْبُولَةٌ قَطْعًا كَما وَرَدَ فِي بَعْضِ الآثَارِ إكْرَامًا لِرَسُولِ اللهِ صلَّى اللهُ علَيهِ وسلَّمَ، وَشَرَّفَ وكَرَّمَ وَمَجَّدَ وَعَظَّمَ، وَبَارَكَ وَأَنْعَمَ.
فَصَلِّ اللهُمَّ علَيهِ وعلى آلهِ صلاةً تُوصِلُنَا بِهَا إلَى مَقامِهِ العَظيمِ المُعَظَّمِ وَتجعَلُنا بِهَا تَحتَ لِوَاءِ عِزِّهِ الفَخيمِ المُفَخَّمِ، وَسلِّمْ تَسليمًا كَثيرًا أَثيرًا وَالحمدُ للهِ رَبِّ العالَمينَ.
نَبِيٌّ لَهُ فَخْرٌ وَمَجْدٌ مُؤْثَلُ * وَجَاهٌ وَتَمكينٌ مَكينٌ وَسُؤْدَدُ
عَلَى حُبِّهِ يَسْتَمكِنُ الطَّيرُ فِي الهَوا * وَتَهبِطُ أَمْلاكُ السَّماءِ وَتَصْعَدُ
وَيَهتزُّ رَيْحانُ القُلُوبِ بِذِكرِهِ * إذَا ذُكِرَ ارْتاحَتْ قُلوبٌ وَأَكْبُدُ
وَذَلِكَ مَنْ أُوتِيَ النُّبُوءَةَ أَوَّلًا * وآدَمُ بَيْنَ المَاءِ وَالطِّينِ مُفْرِدُ
فَكانَ لَهُ فِي العَرْشِ سَبْقٌ وَرِفْعَةٌ * وَكانَ لَهُ فِي الأَرْضِ بَعْثٌ وَمَوْلِدٌ
هَنيئًا لِذاكَ البَدْرِ شُرِّفَ قَدْرُهُ * وَأُعْطِيَ مِنَ التَّمْكِينِ مَا لَيْسَ يَنْفَذُ
وَشُقَّ اسْمُهُ مِنْ أَحْرُفِ اسْمِ إِلَهِهِ * فَذُو العَرْشِ مَحْمُودٌ وَهَذَا مُحَمَّدُ
وَيُذْكَرُ فِي التَّهْلِيلِ مَعَ ذِكْرِ رَبِّهِ * وَإنْ قيلَ لِلتَّأْذينِ أَشْهَدُ أَشْهَدُ
وَيَعلُو عَلى الأملاكِ وَالرُّسُلِ رِفْعَةً * فَهَا هُوَ لِلْأَملاكِ وَالرُّسْلِ سَيِّدُ
فَلاَ غَيرُهُ فِي الفَضْلِ يَختَرِقُ العُلَا * وَلاَ تَحتَ سَاقِ العَرْشِ لله يَسْجُدُ
فَآيَاتُهُ بِالمُعْجِزاتِ بَوَاطِنٌ * وَرَايَاتُهُ بِالفَتْحِ وَالنَّصْرِ تُعْقَدُ
وَذَلِكَ نُورُ اللهِ فِي كُلِّ وِجْهَةٍ * مِنَ الأَرْضِ والسَّيْفُ الصَّقيلُ المُهَنَّدُ
غَنَائِمُهُ حِلٌّ وَمَكَّةُ قِبْلَةٌ لَهُ * وَالتُّرَابُ المُطَهَّرُ وَالأَرْضُ مَسْجِدُ
فَكَمْ مِنْ كَراماتٍ لَهُ وَخَصائِصٍ * لِمَشْهدِهِ فَوْقَ السَّمَاوَاتِ مَشْهَدُ
مَدَحتُ نَبِيَّ اللهِ مُفْتَخِرًا بِهِ * وَقُمْتُ بِحَمْدِ اللهِ أُنْسِيُ وَأُنْشِدُ
لَعَلَّ نَسيمُ العَرشِ يُهْدي تَحِيَّتي عَلى مَنْ لَهُ عَنْ أَيْمُنِ العَرْشِ مَقْعَدُ
يُقْرِئُهُ مِنِّي السَّلامَ مُرَدِّدًا * فَخَيرُ التَّحِيَّاتِ السَّلاَمُ المُرَدَّدُ
سَلاَمٌ عَلَى مَنْ يَشْهَدُ اللهُ أنَّهُ مَنَارُ الهُدَى وَالإِنْسُ وَالجِنُّ تَشْهَدُ
20/11/2024, 22:49 من طرف Admin
» كتاب مواعظ الإمام زين العابدين ـ صالح أحمد الشامي
18/11/2024, 23:30 من طرف Admin
» كتاب إتحاف النفوس بنفحات القدوس ـ عبد القدوس بن أسامة السامرائي
18/11/2024, 23:25 من طرف Admin
» كتاب الإعلام بفضل الصلاة على النبي والسلام ـ محمد بن عبد الرحمن بن علي النميري
18/11/2024, 23:20 من طرف Admin
» كتاب الغيب ـ محمد متولي الشعراوي
18/11/2024, 23:08 من طرف Admin
» كتاب الشيطان والإنسان ـ محمد متولي الشعراوي
18/11/2024, 23:03 من طرف Admin
» كتاب الشعراوي هنا رأيت سيدنا إبراهيم ـ سعيد أبو العنين
18/11/2024, 23:01 من طرف Admin
» كتاب الخير والشر ـ محمد متولي الشعراوي
18/11/2024, 22:57 من طرف Admin
» كتاب التربية في مدرسة النبوة ـ محمد متولي الشعراوي
18/11/2024, 22:55 من طرف Admin
» كتاب: إرشاد العباد إلى سبل الرشاد ـ للملبباري
18/11/2024, 22:41 من طرف Admin
» ـ كتاب آداب الحسن البصري ـ أبن الجوزي
18/11/2024, 22:34 من طرف Admin
» كتاب الله والنفس البشرية ـ لمحمد متولي الشعراوي
18/11/2024, 22:23 من طرف Admin
» كتاب: معرفة النفس طر يق لمعرفة الرب ـ أستاذ البصيرة عبدالوهاب حسن
18/11/2024, 22:21 من طرف Admin
» كتاب الطريق الي الله ـ الشيخ علي جمعة
18/11/2024, 21:50 من طرف Admin
» كتاب: كتاب النفس والجسد والروح ـ ابراهيم البلتاجي
18/11/2024, 21:38 من طرف Admin