الدرس التاسع والستون ألا إلى الله تصير الأمور
قال الشيخ عبد القادر الجيلاني رضي الله عنه :
اسكت أنت لا عقل لك ، بيتك على الدجلة وتموت عطشانا ، خطوتان وقد وصلت إلى الرحمن .
النفس والخلق وأنت یا مرید خطوتان وقد وصلت في الدنيا والآخرة .
إن أردت الفلاح فاصبر على مطارق كلامي ، إني إذا أخذني جنوني لا أراك ، إذا ثار طبع سري طبع إخلاصي لا أرى وجهك وأريد الصلاح وإزالة الخبث عن قلبك وأطفيء الحريق عن بيتك وأصون حريمك.
افتح عينيك وانظر ما أمامك أتتك جنود العذاب ، والمؤاخذات ويلك يا أحمق أنت بعد قليل ميت كل ما أنت فيه زائل متفرق .
هذا يفارق ولده وداره وزوجته ، ويرافق التراب والقبر والزبانية أو ملائكة الرحمة.
يا راحل یا زائل یا منتقل یا عارية.
سبحان من من عليكم يا ملتهين ولا ترون یا مدبرا لا تأتيني في كل سنة مرة أو في كل شهر مرة أو في كل أسبوع مرة بلا ذرة ولا حبة.
خذ شيئا بلا شيء وغدا ألف ألف شيء ، أنا حامل أثقالك تخاف أن أكلفك حمل أثقالي ، إنما يكفينيها الله عز وجل.
سافر ألف عام لتسمع مني كلمة فكيف وبيني وبينك خطوات ، أنت كسلان أنت جوبهل يا ليكع عندك أنك أعطيت شيئا .
?م سمنت للدنيا مثلك وأكلته سمنته بالجاه والكثرة ثم أكلته ، لو رأينا فيها خيرا ما سبقتنا إليها :
"ألا إلى الله تصير الأمور" . ما نحن فيه كله من الله .
و لما نزل "الشيخ" عن الكرسي قال له بعض تلامذته :
لقد بالغت في العظة وخشنت القول له ، فقال إن عمل معه كلامي فسيعود فلم يزل بعد ذلك يحضر مجلسه ويأتيه في غير وقت المجلس فيقعد بين يديه متواضعا متصاغرا رحمه الله تعالى :
اللهم صبرا وعفوا ، اللهم أعنا إذا وقفت بين يدي أحد من الخلق الطلب ما عنده مقتك الله .
" من تضغضع لغني لأجل ما في يديه ذهب ثلثا دينه " .
أنت تعودت الطلب من الخلق تلقى الله تعالى وأنت على ذلك ، رأيت في الرحبة رجلا كان يطلب من الناس وقد باع جبة دیباج بخمسة وعشرين دينارا فتبعته فوقف على رجل يأكل هريسة فلم يبرح حتى أعطاه القمة.
قلت له ألم تبع جبة بكذا وكذا ؟
قال أترك صنعتي لأجلك ، من بلغ غاية الولاية يصير قطبا يحمل أثقال الخلق جميعا ولكن يعطي كإيمان الخلق جميعا ليستقوي به على حمل ما حمل .
لا ينظر قميصي وطريحتي هذا اللباس بعد الموت هذا كفن وكفن الميت يجمل ، هذا بعد لبسي الصوف وأكلي الخشن والجوع عندي شغل شاغل مع غيركم ، يا أهل بغداد ?ونوا عقلاء يا أهل الأرض ويا أهل السماء ؟ . "ويخلق ما لا تعلمون" .
ليس بالتحلي هذا ظاهر بصدقه باطن وباطن بصدقه ظاهر لا كلام حتى تصير أربابك ربا واحدا ، وجهاتك واحدة ، ومحبوبك واحدا يتحد قلبك ، متى يخيم قرب الحق في قلبك ، متى يصير قلبك مجذوبا وسرك مقربا وتلقي ربك بعد الخروج من الخلق ؟
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : "من انقطع إلى الله عز وجل كفاه مؤنته ، ومن انقطع إلى الدنيا وكله الله إليها " .
تخرق العادات فيه ، لا ينال ما عند الله إلا بعد الانقطاع إليه بقلبه وكليته ، الله تعالى يقول : «من عمل عملا يريد به غيري فأنا أغنى الشريكين ،هو لشريكي دوني ».
الإخلاص أرض المؤمن والأعمال حيطانها والحيطان تتبدل وتتغير وأما الأرض فلا ، إنما تأسيس البنيان على التقوى .
فإن قيل قد انقطعت إلى الله عز وجل فلن يكفيني مؤنتي ، فالجواب أن الخلل فيك لا في الرسول : "وما ينطق عن الهوى".
هل عندكم خبر من الله تعالى ، لا والله بل أنتم عشاق الدنيا وزينتها ، لو كنت صادقا فيما تدعيه لم تحتل في طلب ذرة .
ارم نفسك في وادي القدر حتى إذا نيل أمرها اتصل رأس درجتك بباب القرب ، استقبلك وجه أحسن من زينة الدنيا والآخرة ، تمت المودة بينكما ارتفعت الحجب والوسائط سمعت استغاثتها من وادي قدره .
تسلم ودائعك واستوف خدمتي لك أنا محبوسة ههنا عليك ولك يشفع إجابتها قربك حينئذ امتدت يد العلم إليها وساعديها يد الحكم ، أما غوصك فيها في بدء أمرك قبل مخالفة طبعك وهواك وإرادتك مع زعمك أنك من المقربين المحبوبين فذلك تحسر يلازمك وحرمان يخدعك .
لو علمت أن الدنيا تقطعك لما سألتها إذا تهذب باطنك لله عز وجل تهذبت الدنيا لك ، شرابها سم هي تبدو بحلاوة وتثني بمرارة حتى إذا صارت في قلبك وجعلت تحت جناحك انقلبت سما وذبحتك .
كان من تقدم يميزون بين الخواطر قبل الانقطاع إلى الزوايا.
يا من لم يميز بين خاطر النفس والشيطان والقلب كيف ينقطع خاطر الشيطان بالمعاصي والزلات وبالفكر في الأصل وبالمعاصي في الفرع وخاطر الملك بالطاعات والأعمال الصالحة .
قيل للذي صلب "يعني الحلاج" أوصني ، قال :
هي نفسك إن ركبتها وإلا ركبتك ، إذا أردت أن تشرب مع الملوك فعليك بالخرابات والفيافي والقفار إلى أن يأتي الصحو من سكرك، لكيلا تفشي أسرارهم فيهلكوك ولهذا ظعنهم خير من إقامتهم.
هذه الدنيا جعلت راحلة إن شئت أن تلقى ربك الخلوة بعد أحكام الشرع ، باب الله عز وجل لا بد من استعانة وعزم على شيء سببه يأتي باب العلم بطريق الحكم.
الحكم هو الأوامر والنواهي فنقبل ما يأمرنا الحكم ونسمع ونطيع حينئذ تأتينا الآفات فههنا يحتاج أن يكون العبد عالما .
يقول أحدنا ما بالي ابتليت مع قيامي في الطاعة ، يقال له تحتاج إلى قليل من العلم ، صاحب الحكم يدخر وصاحب العلم يخرج الحكم مع الزهاد ، والعلم مع الصديقين المحبوبين المؤانسين الزهد مع الحكم والحب مع العلم هذا شری?ه وهذا وزیره.
المتزهد محمود والزاهد مسلول والعارف حي بعد الموت .
هذا المتزهد ترك الشهوات وصام فحمت نفسه ، والزاهد دام تر?ه فدام مرضه أورثه السل ، ماتت الدنيا بالإضافة إليه بينما هو كذلك على فراش لطف الله عز وجل .
إذا أقام على باب زهده طعام قد فتن لباس على الأوتاد قد تغيرت لا يخرج من الدنيا حتى يستوفي ماله الكفار والعصاة .
ما أجملوا في الطلب أخذوا الحرام أحيا الله تعالى ذلك العبد ثم أنشأه خلقا آخر ، لحم قد تلاشى عظم قد ضعف جلد قد رق نفس قد ذابت عذبها ، والهوى قد عزل والطبع قد غلب .
والقلب فيه الروح والمعنى والمعرفة والتوحيد ما ثم ملك إلا القلب ، والحق يتولاه يحييه بعد موت شهواته ولذاته ماتت موتا معنويا .
موت علمي لدى موت صديقي ، أحياه الله بعدما أراه ما هنالك من تركه على بابه ميتا يريه وفور الحكم والأسرار وفور الجند والرعايات .
فلما أراه مل?ه وأطلعه على سره جمع بين روحه وجسده وظاهره وباطنه لاستيفاء أقسامه قبل ذلك .
لو عرضت عليه أقسام الشرق والغرب لم يتناول منها ذرة واحدة ، قدرة خفية إرادة باطنه من الله عز وجل أنبياؤه وأولياؤه والخواص من خلقه يحول بينهم وبين شهواتهم لا يبقى فيهم شهوة ولا ذرة إرادة حتى تصفو بواطنهم له.
فإذا أراد أن يوفيهم أقسامهم أوجد فيهم حياة الوجوه لاستيفاء الأقسام .
عيسى عليه السلام ما نكح ما ملك آخر الزمان ، ينزله الله تعالى إلى الأرض فيزوجه بجارية من قريش ويولد له منها ولد .
العارف يتناول بعد إحكام العلم والزهد فيتناول أقسامه معكم يتناول الشهوات بعد أن زهد فيها عند الشك.
فإذا علم طاب له الماء البارد والطعام السني عند الزهاد ?شرب الخمر وأكل لحم الخنزير .
كم من زاهد محجوب بزهده عن الحق ، وكم من عارف محجوب بنظره إلى معرفته وهذا نادر والغالب أن يكون سالما ، وفي الجملة فقربك إلى أبناء الدنيا يبعدك عن الله عز وجل .
والصواب لك أن تقبل على الآخرة وعلى الطاعة لعلك تنجو ، وأقاسمك تأتيك وهي كارهة يأمرك أن تخرج من طبعك وتجعل مكانه رخص الشرع .
ثم يأمرك أن تترك من الرخص شيئا فشيئا إلى أن تصير كل أفعالك عزيمة فإذا صبرت على العزيمة جاء الحب لله عز وجل في قلبك .
فإذا ثبت جاء الحب جاءت الولاية من الله عز وجل لك ، إن كنت عاقلا عد نفسك من أهل النار ليحملك ذلك على إحسان العمل .
فإن كنت من أهل الجنة فقد أديت ش?ره ، إذا خرجت من بيتك كأنك خارج إلى الحرب كأنك لا ترجع إلى منزلك .
واعلم أنك مبتلى بكسبك وتيقن أن الله تعالى قادر أن يرزقك من غير سعي وبطش.
المؤمن كالجبل مرة و كالريشة اخرى تقلبه رياح قدره عند مجيء البلايا كالجبل وعند صحبة الحق عز وجل كالريشة تقلبه أرباح قدره.
یا قومنا فاتتكم الرسالة والنبوة لا تفوتكم الولاية ، لا صحبة للملك مع الوجود كأنك أعمى لا تبصر كأنك ريان لا تشرب كأنك ميت لا حركة بك .
ويل للمحجوبين الذين لا يعلمون أنهم محجوبون لا تعمل خيرا ولا تعين أهل الخير على الخير ، أنت شر تحب دنيا بلا آخرة ظاهرا بلا باطن ما ينفعك ولايتك وغناؤك ، وصاحبك ، عن قريب تموت وتذو بعده. "من كان يريد العترة فلله العزة جميعا" .
وللأولياء والصديقين ، البحر الدنيا والمركب الشرع والملاح لطف الله عز وجل ؛ فمن شذ عن متابعة الشرع غرق في الدنيا ، ومن آوى إلى مركب الشرع وأقام هنالك استنابه الملاح وسلم المركب بما فيه إليه وصاهره.
وهكذا من ترك الدنيا واشتغل بالعلم وصبر على الأذى صار محبوب الشرع .
بينا هو كذلك إذ جاء الله عز وجل بلطفه ، جاءه بمعرفته وخلع تخصه ولاية فوق ولاية لك في الله مندوحة عن فوات غيره .
إذا فاتك شيء فلا تخزن عليه فإن الملك بتصرف في ماله ، العبد وما يملك لمولاه ، ما يأخذه منك تجده غدا .
تقول له النار : « جز يا مؤمن فقد أطفأ نورك لهبي » .
هكذا الدنيا إذا قوى الإيمان واتصل الباطن بقرب الحق عز وجل - جاءت نار الأفات - فوقعت على طريق القلوب تأتي نار المجاهدات تقف في طريق المريدين.
فالمريد تأخذه لما بقي عليه من بقية الدنيا ورؤية الخلق و?امل الإيمان تقول له «جز يا مؤمن فقد أطفأ نورك لهبي ، فلا يضرهم في الدنيا سهام تقع في جدار القلعة ، اعملوا عملا لا يضركم نار الدنيا والآخرة ، الله عز وجل عباد يسميهم أطباء يحييهم في عافية ويميتهم في عافية ويدخلهم الجنة في عافية .
من عرف الله عز وجل انقطع عن الشهوات واللذات وإنما يجبر على استيفاء الأقسام ، الجار قبل الدار .
حصل له الجار ظفر هذا المبارك بالدار يمكن من الملك قال الملك : "و إنك اليوم لدينا مكين أمين" .
من عرف الله وأدخل عليه لا يمد عينيه إلى شيء من ملكه ولا يديه العروس زفت إلى الملك طعامها وشرابها ، قرب الملك جميع شهواتها تجده في قربه إذا أطاعت النفس ذابت مع القلب وصار سجانها وأخرج القلب من السجن : "وقال الملك ائتوني به ".
بعد ظهور نجابته وحسن أخلاقه وأدبه جيء به استقبله بالكرامة وقربه وأدناه وأحسن إليه وخلع عليه وخاطبه من غير واسطة . "إنك اليوم لدينا مكين أمين" .
لا يشغله بغيره .
ثم صرخ رضي الله عنه وقال : يا ألله يا ألله يا ألله حبيب..
غائب قدم يشغل حتى لا يشغل ، إذا طالت صحبته وذهب عنه عناء سفره نبت لحمه و شد عظمه وطاب عيشه وسكنت روعته صار بطانة الملك حينئذ .
ولاه وأمره على رعيته وأصحابه وإقليمه وأرسله إلى البحر لينقذ الغرقى وإلى البر ليأخذ الرجال والأطفال من أفواه السباع .
لما خرج من بيت طبعه أهله للنيابة والأمانة يخلع على قلوبهم كما خلع على قلوب النبيين والمرسلين وألقابهم ألقاب الأولياء والأبدال .
یا سوقه ههنا بطائن الملوك أصحاب الأخبار يشير بذلك إلى من يحضر مجلسه من الأولياء والملائكة ، وهم أخفياء لا يعلمهم من حضر .
سؤال الى الشيخ رضي الله عنه : متى يصير البسط قبضا والهزل جدا؟
إذا باسطك انبسط انقلبت عزيمة وخشتك وعزيمتك دلالا حتى إذا صرت كلك عزيمة أدخلك دار الفضل والأنس تبقى بلا رخصة ولا عزيمة فعلا مجردا.
يكون مثلك مثل من بين يديه طبق أكل فيه بعض الأكل قيل له أدخل بيتا آخر كل ما هنأ لك.
الرخص لناقض الأجل ، والعزائم لكامل الإيمان والملك للفانين ، ما قعدت على الأرض إلا في خلوة فيا تقدم والآن بخلاف ذلك أنا في جملة من لا يستحي من ذكر حاله لأني لا أرى أحدا .
حسن الأدب في موضعين في ترك الدنيا وفي أخذها لا تأتي الخلوة ومعك جهل ، لا تتخذه قبل أن تتهذب تفقه ثم اعتزل ، ?م تحضر المجالس ولا تعمل بكلمة ، كم من رأی ولیا واحدا فاستوصاه خيرا فوصاه فعمل بها وجعلها زاده.
وأنت تطلع على الأخبار وتنظر الآثار وتحضر مجالس الأذكار ولا يتقدم لك قدم فليتك ثبت قدمك مكانها بل كلها جثت تأخرت .
من استوى يوماه فهو مغبون انتبه رحمك الله ، الدنيا بلغة ساعة فلا تركن إليها.
قوم أضعفتهم الهيبة وتقيدت جوارحهم استولت على قلوبهم الدهشة عن الخلق فصار ما في أحوالهم اللزوم والقعود إذا جاء وقت استيفاء الأقسام .
بعث الله من يلقمهم ليس لمن تقدم ولا لمن تأخر اعتراض على هذا العبد يعني نفسه ، احفظ رأس دينك ، وإلا أقطع نسبتي وطريقي.
لا تكن جاهلا تقعد في بيتك وتهدي هذيانك أدوية شربناها و نجعت معنا ندلكم على شيء مجرب معنا ،
اتقوا يوما لا ينفع فيه مال ولا بنون.
أي شيء مال ؟ مال جمعته من حله واكتسابه ا?تسبته ، وجهه وادعيت أنه غدا نافعك مع مالك من البنين ?ا زعمت العرب السالفة
قال الله عز وجل : " يوم لا ينفع مال ولا بنون إلا من أتى الله بقلب سليم" .
لم ينظر بقلبه إلى أمواله وبنيه ولم يسكنها قلبه بل يرى أنه وكل فيها .
يصحبها موافقة لربه فيسلم قلبه من آفات المال والولد ، كمثل رجل أخبر أن الملك يريد أن يزوجه جارية ويريد قتله على يدها .
قال في نفسه إن هربت أدركني بجنوده ، وإن خالفته أهلكني سلطانه ، وإن وافقته أهلكني بجاريته .
أمره الملك بتزوج جارية من جواريه ، وأمرها أن تسمه أو إذا نام تذبحه .
يا خيبة من تخلف اليوم عني يا خيبة له ، ولكن الأولى حسن الأدب وإظهار موافقته مع حذر قلبه.
قال السمع والطاعة ، دخل فقبل النكاح والهدية ، جاء الزفاف لبس درع الحذر كحل عيني قلبه كحل السهر لينظر إلى حركتها وسكونها وعملها.
انقلبت فرحته والحواشي والخدم يظنون أنه مغبوط فيا وصل إليه ، جاء النهار ولم تهلكه بسمها : "إلا من أتى الله بقلب سليم" .
الدنيا هي الزوجة لا نام معها ولا خلا بها في عمره ، وجاء إلى الآخرة ولم يكن سلبت تقواه ولا غيرت دينه ، فتلك السلامة هكذا العارف بالله الزاهد في هذه الدنيا الراغب في الآخرة .
إذا جاء رسول العلم عند صفاء سره بأن الله يريد أن يضيف إليك طائفة من الدنيا لتكون حياة القلوب الصديقين .
وهي نوع مشغلة وتعب وكدر والتفات ، انظر كيف تعمل تسلم قلبك وسرك فينتبه السر لذلك يقوم السر والقلب يصطحبان إلى باب الملك .
يقولان ما تريد أن تفعل بنا ؟
أتريد أن تحجبنا عنك تقطعنا عن بابك تنغص عيشنا لا نبرح إلا بالمواثيق والعهود ، لا يبرحان حتى يقول لهما : "لا تخافا إنني معكما أسمع وأرى" .
فيرجعان إلى الدنيا مع حراس وحفظة من الآفات والرياء والنفاق ورؤية الخلق . " إلا من أتى الله بقلب سليم "
قال الشيخ عبد القادر الجيلاني رضي الله عنه :
اسكت أنت لا عقل لك ، بيتك على الدجلة وتموت عطشانا ، خطوتان وقد وصلت إلى الرحمن .
النفس والخلق وأنت یا مرید خطوتان وقد وصلت في الدنيا والآخرة .
إن أردت الفلاح فاصبر على مطارق كلامي ، إني إذا أخذني جنوني لا أراك ، إذا ثار طبع سري طبع إخلاصي لا أرى وجهك وأريد الصلاح وإزالة الخبث عن قلبك وأطفيء الحريق عن بيتك وأصون حريمك.
افتح عينيك وانظر ما أمامك أتتك جنود العذاب ، والمؤاخذات ويلك يا أحمق أنت بعد قليل ميت كل ما أنت فيه زائل متفرق .
هذا يفارق ولده وداره وزوجته ، ويرافق التراب والقبر والزبانية أو ملائكة الرحمة.
يا راحل یا زائل یا منتقل یا عارية.
سبحان من من عليكم يا ملتهين ولا ترون یا مدبرا لا تأتيني في كل سنة مرة أو في كل شهر مرة أو في كل أسبوع مرة بلا ذرة ولا حبة.
خذ شيئا بلا شيء وغدا ألف ألف شيء ، أنا حامل أثقالك تخاف أن أكلفك حمل أثقالي ، إنما يكفينيها الله عز وجل.
سافر ألف عام لتسمع مني كلمة فكيف وبيني وبينك خطوات ، أنت كسلان أنت جوبهل يا ليكع عندك أنك أعطيت شيئا .
?م سمنت للدنيا مثلك وأكلته سمنته بالجاه والكثرة ثم أكلته ، لو رأينا فيها خيرا ما سبقتنا إليها :
"ألا إلى الله تصير الأمور" . ما نحن فيه كله من الله .
و لما نزل "الشيخ" عن الكرسي قال له بعض تلامذته :
لقد بالغت في العظة وخشنت القول له ، فقال إن عمل معه كلامي فسيعود فلم يزل بعد ذلك يحضر مجلسه ويأتيه في غير وقت المجلس فيقعد بين يديه متواضعا متصاغرا رحمه الله تعالى :
اللهم صبرا وعفوا ، اللهم أعنا إذا وقفت بين يدي أحد من الخلق الطلب ما عنده مقتك الله .
" من تضغضع لغني لأجل ما في يديه ذهب ثلثا دينه " .
أنت تعودت الطلب من الخلق تلقى الله تعالى وأنت على ذلك ، رأيت في الرحبة رجلا كان يطلب من الناس وقد باع جبة دیباج بخمسة وعشرين دينارا فتبعته فوقف على رجل يأكل هريسة فلم يبرح حتى أعطاه القمة.
قلت له ألم تبع جبة بكذا وكذا ؟
قال أترك صنعتي لأجلك ، من بلغ غاية الولاية يصير قطبا يحمل أثقال الخلق جميعا ولكن يعطي كإيمان الخلق جميعا ليستقوي به على حمل ما حمل .
لا ينظر قميصي وطريحتي هذا اللباس بعد الموت هذا كفن وكفن الميت يجمل ، هذا بعد لبسي الصوف وأكلي الخشن والجوع عندي شغل شاغل مع غيركم ، يا أهل بغداد ?ونوا عقلاء يا أهل الأرض ويا أهل السماء ؟ . "ويخلق ما لا تعلمون" .
ليس بالتحلي هذا ظاهر بصدقه باطن وباطن بصدقه ظاهر لا كلام حتى تصير أربابك ربا واحدا ، وجهاتك واحدة ، ومحبوبك واحدا يتحد قلبك ، متى يخيم قرب الحق في قلبك ، متى يصير قلبك مجذوبا وسرك مقربا وتلقي ربك بعد الخروج من الخلق ؟
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : "من انقطع إلى الله عز وجل كفاه مؤنته ، ومن انقطع إلى الدنيا وكله الله إليها " .
تخرق العادات فيه ، لا ينال ما عند الله إلا بعد الانقطاع إليه بقلبه وكليته ، الله تعالى يقول : «من عمل عملا يريد به غيري فأنا أغنى الشريكين ،هو لشريكي دوني ».
الإخلاص أرض المؤمن والأعمال حيطانها والحيطان تتبدل وتتغير وأما الأرض فلا ، إنما تأسيس البنيان على التقوى .
فإن قيل قد انقطعت إلى الله عز وجل فلن يكفيني مؤنتي ، فالجواب أن الخلل فيك لا في الرسول : "وما ينطق عن الهوى".
هل عندكم خبر من الله تعالى ، لا والله بل أنتم عشاق الدنيا وزينتها ، لو كنت صادقا فيما تدعيه لم تحتل في طلب ذرة .
ارم نفسك في وادي القدر حتى إذا نيل أمرها اتصل رأس درجتك بباب القرب ، استقبلك وجه أحسن من زينة الدنيا والآخرة ، تمت المودة بينكما ارتفعت الحجب والوسائط سمعت استغاثتها من وادي قدره .
تسلم ودائعك واستوف خدمتي لك أنا محبوسة ههنا عليك ولك يشفع إجابتها قربك حينئذ امتدت يد العلم إليها وساعديها يد الحكم ، أما غوصك فيها في بدء أمرك قبل مخالفة طبعك وهواك وإرادتك مع زعمك أنك من المقربين المحبوبين فذلك تحسر يلازمك وحرمان يخدعك .
لو علمت أن الدنيا تقطعك لما سألتها إذا تهذب باطنك لله عز وجل تهذبت الدنيا لك ، شرابها سم هي تبدو بحلاوة وتثني بمرارة حتى إذا صارت في قلبك وجعلت تحت جناحك انقلبت سما وذبحتك .
كان من تقدم يميزون بين الخواطر قبل الانقطاع إلى الزوايا.
يا من لم يميز بين خاطر النفس والشيطان والقلب كيف ينقطع خاطر الشيطان بالمعاصي والزلات وبالفكر في الأصل وبالمعاصي في الفرع وخاطر الملك بالطاعات والأعمال الصالحة .
قيل للذي صلب "يعني الحلاج" أوصني ، قال :
هي نفسك إن ركبتها وإلا ركبتك ، إذا أردت أن تشرب مع الملوك فعليك بالخرابات والفيافي والقفار إلى أن يأتي الصحو من سكرك، لكيلا تفشي أسرارهم فيهلكوك ولهذا ظعنهم خير من إقامتهم.
هذه الدنيا جعلت راحلة إن شئت أن تلقى ربك الخلوة بعد أحكام الشرع ، باب الله عز وجل لا بد من استعانة وعزم على شيء سببه يأتي باب العلم بطريق الحكم.
الحكم هو الأوامر والنواهي فنقبل ما يأمرنا الحكم ونسمع ونطيع حينئذ تأتينا الآفات فههنا يحتاج أن يكون العبد عالما .
يقول أحدنا ما بالي ابتليت مع قيامي في الطاعة ، يقال له تحتاج إلى قليل من العلم ، صاحب الحكم يدخر وصاحب العلم يخرج الحكم مع الزهاد ، والعلم مع الصديقين المحبوبين المؤانسين الزهد مع الحكم والحب مع العلم هذا شری?ه وهذا وزیره.
المتزهد محمود والزاهد مسلول والعارف حي بعد الموت .
هذا المتزهد ترك الشهوات وصام فحمت نفسه ، والزاهد دام تر?ه فدام مرضه أورثه السل ، ماتت الدنيا بالإضافة إليه بينما هو كذلك على فراش لطف الله عز وجل .
إذا أقام على باب زهده طعام قد فتن لباس على الأوتاد قد تغيرت لا يخرج من الدنيا حتى يستوفي ماله الكفار والعصاة .
ما أجملوا في الطلب أخذوا الحرام أحيا الله تعالى ذلك العبد ثم أنشأه خلقا آخر ، لحم قد تلاشى عظم قد ضعف جلد قد رق نفس قد ذابت عذبها ، والهوى قد عزل والطبع قد غلب .
والقلب فيه الروح والمعنى والمعرفة والتوحيد ما ثم ملك إلا القلب ، والحق يتولاه يحييه بعد موت شهواته ولذاته ماتت موتا معنويا .
موت علمي لدى موت صديقي ، أحياه الله بعدما أراه ما هنالك من تركه على بابه ميتا يريه وفور الحكم والأسرار وفور الجند والرعايات .
فلما أراه مل?ه وأطلعه على سره جمع بين روحه وجسده وظاهره وباطنه لاستيفاء أقسامه قبل ذلك .
لو عرضت عليه أقسام الشرق والغرب لم يتناول منها ذرة واحدة ، قدرة خفية إرادة باطنه من الله عز وجل أنبياؤه وأولياؤه والخواص من خلقه يحول بينهم وبين شهواتهم لا يبقى فيهم شهوة ولا ذرة إرادة حتى تصفو بواطنهم له.
فإذا أراد أن يوفيهم أقسامهم أوجد فيهم حياة الوجوه لاستيفاء الأقسام .
عيسى عليه السلام ما نكح ما ملك آخر الزمان ، ينزله الله تعالى إلى الأرض فيزوجه بجارية من قريش ويولد له منها ولد .
العارف يتناول بعد إحكام العلم والزهد فيتناول أقسامه معكم يتناول الشهوات بعد أن زهد فيها عند الشك.
فإذا علم طاب له الماء البارد والطعام السني عند الزهاد ?شرب الخمر وأكل لحم الخنزير .
كم من زاهد محجوب بزهده عن الحق ، وكم من عارف محجوب بنظره إلى معرفته وهذا نادر والغالب أن يكون سالما ، وفي الجملة فقربك إلى أبناء الدنيا يبعدك عن الله عز وجل .
والصواب لك أن تقبل على الآخرة وعلى الطاعة لعلك تنجو ، وأقاسمك تأتيك وهي كارهة يأمرك أن تخرج من طبعك وتجعل مكانه رخص الشرع .
ثم يأمرك أن تترك من الرخص شيئا فشيئا إلى أن تصير كل أفعالك عزيمة فإذا صبرت على العزيمة جاء الحب لله عز وجل في قلبك .
فإذا ثبت جاء الحب جاءت الولاية من الله عز وجل لك ، إن كنت عاقلا عد نفسك من أهل النار ليحملك ذلك على إحسان العمل .
فإن كنت من أهل الجنة فقد أديت ش?ره ، إذا خرجت من بيتك كأنك خارج إلى الحرب كأنك لا ترجع إلى منزلك .
واعلم أنك مبتلى بكسبك وتيقن أن الله تعالى قادر أن يرزقك من غير سعي وبطش.
المؤمن كالجبل مرة و كالريشة اخرى تقلبه رياح قدره عند مجيء البلايا كالجبل وعند صحبة الحق عز وجل كالريشة تقلبه أرباح قدره.
یا قومنا فاتتكم الرسالة والنبوة لا تفوتكم الولاية ، لا صحبة للملك مع الوجود كأنك أعمى لا تبصر كأنك ريان لا تشرب كأنك ميت لا حركة بك .
ويل للمحجوبين الذين لا يعلمون أنهم محجوبون لا تعمل خيرا ولا تعين أهل الخير على الخير ، أنت شر تحب دنيا بلا آخرة ظاهرا بلا باطن ما ينفعك ولايتك وغناؤك ، وصاحبك ، عن قريب تموت وتذو بعده. "من كان يريد العترة فلله العزة جميعا" .
وللأولياء والصديقين ، البحر الدنيا والمركب الشرع والملاح لطف الله عز وجل ؛ فمن شذ عن متابعة الشرع غرق في الدنيا ، ومن آوى إلى مركب الشرع وأقام هنالك استنابه الملاح وسلم المركب بما فيه إليه وصاهره.
وهكذا من ترك الدنيا واشتغل بالعلم وصبر على الأذى صار محبوب الشرع .
بينا هو كذلك إذ جاء الله عز وجل بلطفه ، جاءه بمعرفته وخلع تخصه ولاية فوق ولاية لك في الله مندوحة عن فوات غيره .
إذا فاتك شيء فلا تخزن عليه فإن الملك بتصرف في ماله ، العبد وما يملك لمولاه ، ما يأخذه منك تجده غدا .
تقول له النار : « جز يا مؤمن فقد أطفأ نورك لهبي » .
هكذا الدنيا إذا قوى الإيمان واتصل الباطن بقرب الحق عز وجل - جاءت نار الأفات - فوقعت على طريق القلوب تأتي نار المجاهدات تقف في طريق المريدين.
فالمريد تأخذه لما بقي عليه من بقية الدنيا ورؤية الخلق و?امل الإيمان تقول له «جز يا مؤمن فقد أطفأ نورك لهبي ، فلا يضرهم في الدنيا سهام تقع في جدار القلعة ، اعملوا عملا لا يضركم نار الدنيا والآخرة ، الله عز وجل عباد يسميهم أطباء يحييهم في عافية ويميتهم في عافية ويدخلهم الجنة في عافية .
من عرف الله عز وجل انقطع عن الشهوات واللذات وإنما يجبر على استيفاء الأقسام ، الجار قبل الدار .
حصل له الجار ظفر هذا المبارك بالدار يمكن من الملك قال الملك : "و إنك اليوم لدينا مكين أمين" .
من عرف الله وأدخل عليه لا يمد عينيه إلى شيء من ملكه ولا يديه العروس زفت إلى الملك طعامها وشرابها ، قرب الملك جميع شهواتها تجده في قربه إذا أطاعت النفس ذابت مع القلب وصار سجانها وأخرج القلب من السجن : "وقال الملك ائتوني به ".
بعد ظهور نجابته وحسن أخلاقه وأدبه جيء به استقبله بالكرامة وقربه وأدناه وأحسن إليه وخلع عليه وخاطبه من غير واسطة . "إنك اليوم لدينا مكين أمين" .
لا يشغله بغيره .
ثم صرخ رضي الله عنه وقال : يا ألله يا ألله يا ألله حبيب..
غائب قدم يشغل حتى لا يشغل ، إذا طالت صحبته وذهب عنه عناء سفره نبت لحمه و شد عظمه وطاب عيشه وسكنت روعته صار بطانة الملك حينئذ .
ولاه وأمره على رعيته وأصحابه وإقليمه وأرسله إلى البحر لينقذ الغرقى وإلى البر ليأخذ الرجال والأطفال من أفواه السباع .
لما خرج من بيت طبعه أهله للنيابة والأمانة يخلع على قلوبهم كما خلع على قلوب النبيين والمرسلين وألقابهم ألقاب الأولياء والأبدال .
یا سوقه ههنا بطائن الملوك أصحاب الأخبار يشير بذلك إلى من يحضر مجلسه من الأولياء والملائكة ، وهم أخفياء لا يعلمهم من حضر .
سؤال الى الشيخ رضي الله عنه : متى يصير البسط قبضا والهزل جدا؟
إذا باسطك انبسط انقلبت عزيمة وخشتك وعزيمتك دلالا حتى إذا صرت كلك عزيمة أدخلك دار الفضل والأنس تبقى بلا رخصة ولا عزيمة فعلا مجردا.
يكون مثلك مثل من بين يديه طبق أكل فيه بعض الأكل قيل له أدخل بيتا آخر كل ما هنأ لك.
الرخص لناقض الأجل ، والعزائم لكامل الإيمان والملك للفانين ، ما قعدت على الأرض إلا في خلوة فيا تقدم والآن بخلاف ذلك أنا في جملة من لا يستحي من ذكر حاله لأني لا أرى أحدا .
حسن الأدب في موضعين في ترك الدنيا وفي أخذها لا تأتي الخلوة ومعك جهل ، لا تتخذه قبل أن تتهذب تفقه ثم اعتزل ، ?م تحضر المجالس ولا تعمل بكلمة ، كم من رأی ولیا واحدا فاستوصاه خيرا فوصاه فعمل بها وجعلها زاده.
وأنت تطلع على الأخبار وتنظر الآثار وتحضر مجالس الأذكار ولا يتقدم لك قدم فليتك ثبت قدمك مكانها بل كلها جثت تأخرت .
من استوى يوماه فهو مغبون انتبه رحمك الله ، الدنيا بلغة ساعة فلا تركن إليها.
قوم أضعفتهم الهيبة وتقيدت جوارحهم استولت على قلوبهم الدهشة عن الخلق فصار ما في أحوالهم اللزوم والقعود إذا جاء وقت استيفاء الأقسام .
بعث الله من يلقمهم ليس لمن تقدم ولا لمن تأخر اعتراض على هذا العبد يعني نفسه ، احفظ رأس دينك ، وإلا أقطع نسبتي وطريقي.
لا تكن جاهلا تقعد في بيتك وتهدي هذيانك أدوية شربناها و نجعت معنا ندلكم على شيء مجرب معنا ،
اتقوا يوما لا ينفع فيه مال ولا بنون.
أي شيء مال ؟ مال جمعته من حله واكتسابه ا?تسبته ، وجهه وادعيت أنه غدا نافعك مع مالك من البنين ?ا زعمت العرب السالفة
قال الله عز وجل : " يوم لا ينفع مال ولا بنون إلا من أتى الله بقلب سليم" .
لم ينظر بقلبه إلى أمواله وبنيه ولم يسكنها قلبه بل يرى أنه وكل فيها .
يصحبها موافقة لربه فيسلم قلبه من آفات المال والولد ، كمثل رجل أخبر أن الملك يريد أن يزوجه جارية ويريد قتله على يدها .
قال في نفسه إن هربت أدركني بجنوده ، وإن خالفته أهلكني سلطانه ، وإن وافقته أهلكني بجاريته .
أمره الملك بتزوج جارية من جواريه ، وأمرها أن تسمه أو إذا نام تذبحه .
يا خيبة من تخلف اليوم عني يا خيبة له ، ولكن الأولى حسن الأدب وإظهار موافقته مع حذر قلبه.
قال السمع والطاعة ، دخل فقبل النكاح والهدية ، جاء الزفاف لبس درع الحذر كحل عيني قلبه كحل السهر لينظر إلى حركتها وسكونها وعملها.
انقلبت فرحته والحواشي والخدم يظنون أنه مغبوط فيا وصل إليه ، جاء النهار ولم تهلكه بسمها : "إلا من أتى الله بقلب سليم" .
الدنيا هي الزوجة لا نام معها ولا خلا بها في عمره ، وجاء إلى الآخرة ولم يكن سلبت تقواه ولا غيرت دينه ، فتلك السلامة هكذا العارف بالله الزاهد في هذه الدنيا الراغب في الآخرة .
إذا جاء رسول العلم عند صفاء سره بأن الله يريد أن يضيف إليك طائفة من الدنيا لتكون حياة القلوب الصديقين .
وهي نوع مشغلة وتعب وكدر والتفات ، انظر كيف تعمل تسلم قلبك وسرك فينتبه السر لذلك يقوم السر والقلب يصطحبان إلى باب الملك .
يقولان ما تريد أن تفعل بنا ؟
أتريد أن تحجبنا عنك تقطعنا عن بابك تنغص عيشنا لا نبرح إلا بالمواثيق والعهود ، لا يبرحان حتى يقول لهما : "لا تخافا إنني معكما أسمع وأرى" .
فيرجعان إلى الدنيا مع حراس وحفظة من الآفات والرياء والنفاق ورؤية الخلق . " إلا من أتى الله بقلب سليم "
25/11/2024, 17:11 من طرف Admin
» كتاب التواضع والخمول تصنيف ابن أبي الدنيا
25/11/2024, 17:02 من طرف Admin
» كتاب: في رياض السيرة النبوية العهد المكي – د.أحمد عمر هاشم ـ ج1
25/11/2024, 16:27 من طرف Admin
» كتاب في رياض السيرة النبوية (العهد المدني) لأحمد عمر هاشم ـ ج2
25/11/2024, 15:41 من طرف Admin
» كتاب: القصص في الحديث النبوي ـ لمحمد الزير موقع مكتبة
25/11/2024, 15:03 من طرف Admin
» كتاب: الكلام على قوله تعالى {إنما يخشى الله من عباده العلماء} ـ ابن رجب الحنبلي
25/11/2024, 14:58 من طرف Admin
» كتاب: نهاية العالم في الكتاب المقدس - دراسة مقارنة مع القرآن الكريم ـ نور فائزة بنت عثمان
20/11/2024, 22:49 من طرف Admin
» كتاب مواعظ الإمام زين العابدين ـ صالح أحمد الشامي
18/11/2024, 23:30 من طرف Admin
» كتاب إتحاف النفوس بنفحات القدوس ـ عبد القدوس بن أسامة السامرائي
18/11/2024, 23:25 من طرف Admin
» كتاب الإعلام بفضل الصلاة على النبي والسلام ـ محمد بن عبد الرحمن بن علي النميري
18/11/2024, 23:20 من طرف Admin
» كتاب الغيب ـ محمد متولي الشعراوي
18/11/2024, 23:08 من طرف Admin
» كتاب الشيطان والإنسان ـ محمد متولي الشعراوي
18/11/2024, 23:03 من طرف Admin
» كتاب الشعراوي هنا رأيت سيدنا إبراهيم ـ سعيد أبو العنين
18/11/2024, 23:01 من طرف Admin
» كتاب الخير والشر ـ محمد متولي الشعراوي
18/11/2024, 22:57 من طرف Admin
» كتاب التربية في مدرسة النبوة ـ محمد متولي الشعراوي
18/11/2024, 22:55 من طرف Admin