الدرس السابع والستون اتقوا فراسة المؤمن
وقال رضي الله عنه في قوله عز وجل : " والسماء والطارق " .
أقسم الله عز وجل بالسماء ومن طرقها ، طرقها محمد صلى الله عليه وسلم طرقتها همته ثم بنيته .
نبينا صلى الله عليه وسلم عرج به إلى السماء السابعة و كلمه ربه و رآه بعيني رأسه وبعيني قلبه وهكذا كل من صح قلبه يرى قلبه ربه .
ويقطع الحجب بينه وبين السماء والأسرار والهمم تطرق والأسرار تسير ، صدور الصديقين بأنوار أسرار رب العالمين صدور مضيئة.
"اتقوا فراسة المؤمن" القلب إذا قرب صير سماء فيها نجوم العلم وشمس المعرفة تستضيء الملائكة بهذه الأنوار .
ما من نفس إلا و عليها حافظ من الله تعالى يحفظها من أن يختطفها الشياطين ، وأحاد أفراد حفظتهم يقومون صفوفا تحفظهم . "والله من ورائهم محيط" .
أين الفصاحة والبلاغة ؟
خربت بيتك تدور تدور من مكانك لا تبرح كأنك جمل الطاحون لعلك دعا عليك بعض أولياء الله تعالى قد عميت عينا بصيرتك.
ضيعت الله فضيعك الله ، في الطريق ثبتت في عين قصدك السبل ، ?ثرت همومك وانقطعت أجنحة قصدك ، بقيت قطعة
لحم بين الدنيا والآخرة تحتاج إلى صديق يدعو لك بعد الإقرار بالإفلاس .
استأنس القوم بالحق ثم بالملائكة فإذا أنست بهؤلاء فتح لك باب آخر.
إذا أنست بالخلق من الإنس ثم سددت ذلك فتح لك باب الأنس بالجن ؛ فإذا سددته فتح لك باب الأنس بالملك .
الأشياء لا تفعل بأنفسها النار لا تحرق بطبعها ولا الماء يروي بطبعه ، نار نمرود ما أحرقت إبراهيم عليه الصلاة والسلام .
أبو مسلم الخولاني رحمة الله عليه لما ألقي في النار لم يحترق السمندل لا تحرقه النار.
أخلصت في أعمالك خلصت من الخلق أخرجت من بينهم إنما تصل إلى الحق عز وجل بالخروج من بينهم .
وتطلبه عز وجل ?رجل غريب دخل در با يطوف على صديقه ينتهي إلى أقصاه ويعود إلى أوله وهو لا يعرف بابه .
والصديق ينظر إليه حتى إذا رأى حيرته استحبه الحب فخرج إليه وعانقه وضمه إليه ، كما فعل يوسف ببنيامين فقال له : " أنا أخوك ".
جعل الله أرض القلب قرار المعرفة والعلم الله عز وجل ثلثمائة وستون نظرة إليه بين الليل والنهار .
لولا أن جعله قرارا لتقطع وتمزق القلب إذا صح واستقرب لقرب الحق عز وجل أجرى خلاله أنهارا من الحكم الانتفاع الخلق بها جعلهم للدين رواسي .
الكبير منهم موضع النبي صلى الله عليه وسلم ، والصغير موضع الصحابة ودون ذلك موضع التابعين ، عملوا بما قالوا امتثالا قولا وفعلا سرا وعلانية قرت بهم أعين النبيين و باهی الله عز وجل بهم الملائكة .
يا طوبى لمن اتبعهم وخفف عنهم أثقال الدنيا والعيال .
قوم عندهم شغل شاغل عن الاكتساب قيام لمصالح الخلق الخلق عندهم كالأولاد لا يتعلقون بالدنيا والدنيا تعرض نفسها عليهم ويعرضون عنها .
هذا الذي في يدك ليس لك بل هو مشترك الجيران شركاؤك كسبك جعل في يديك للمؤاخذة والأخذ. " وأنفقوا مما جعلكم مستخلفين فيه - لينظر كيف تعملون" .
واس جيرانك أطعم الفقراء ، فإن دار الصديق ضيق وداخلها واسع ، أين من غلق باب الخلق ووقف على باب الحق ، وأنزل حوائجه بربه ؟
اقطع الأسباب واخلع الأرباب ثم انظر ما ترى ، قف على بابه وتوسد الصبر على الآلام قدره وقضاؤه يقطع فلا تتألم .
حينئذ ترى عجبا ترى التكوين كيف يجعل حالك والرحمة كيف تربيك ، والمحبة كيف ترقيك.
الدائرة كل الدائرة على السكوت بعد الحاجة وهي حالة مباهاة الحق عز وجل للعبد يحرم علیه مواضع الخلق والأسباب يرده إلى قربه ، الحق إذا حصل في حجر لطفه الرائحة تكفيه رائحة الآلام تكفيه الرحمة . " أم من يجيب المضطر إذا دعاه" .
يضطرك حتى تدعوه يحب الإلحاح في الدعاء , يسد الأبواب في وجهك حتى تقف على بابه ، والأحباب رأوا باب القرب مفتوحا ?الأم تغلق بابها دون ولدها وتوصي الجيران أن لا يفتحوا بابا لغرض تريده .
خرج قعد باكيا نادما ، كل باب يتوجه إليه يراه مغلقا يعود إلى باب أمه ، الحق يضيق على عبده ليرده إليه ولا يعلق قلبه بالخلق .
ينبغي للفقير الصادق أن لا يطلب رفق نفسه ، فإن كان ولا بد طالبا فليطلب قدر ?فایته .
إذا قربك وابتلاك تنعم ببلائه وإلا شغلك ببلائك ، الرغبة في الأشياء تشوش عليك قربك من الله عز وجل والصبر على البلاء.
من لا يخاف الله تعالى لا عقل له ، بلدة بلا سبخة خراب غنم بلا راع مأكولة ، الدين الخوف ، من خاف أدلج لا يستقر مكانا واحدا بل يسير. غاية أسفار القوم قرب الحق .
السير سير القلوب سير الأسرار إذا وصلوا إلى الباب استأذن السر فيؤذن له ثم يستأذن بعد الأنس للقلب .
صار نجم قلب النبي صلى الله عليه وسلم قمرا والقمر شمسا والخلوة جلوة والباطن ظاهرا العبد في حالتي المد والجزر وأخذ رأسه في زيقه وخيمة سره على جملته.
يرى ما تحت البحر من الجواهر وما يمد يده عليها يشير إلى حاضر عنده أنت یا فلان خذ كذا وأنت خذ كذا .
هم الملوك ملوك الأرض والسماء بين يدي الحق عز وجل على وجه النيابة والخلافة أنا على باب الملك أنتظرهم ناظر إليكم يقظة ومناما لكم أقاسي أذى هذه البلدة أصبر تحت آفاتهم .
أواصل الضياء بالظلام غما وهما وفكرا وترويا , كلما تقدمت قدما رددت ، إبراهيم بن أدهم تحير في دعائه فغمضت عيناه سمع الله عز وجل يقول :
يا إبراهيم قل اللهم رضني بقضائك ، و صبرني على بلائك ، و أوزعني شكر نعمائك ، وأسألك تمام نعمتك ودوام عافيتك والثبات على محبتك .
نبينا صلى الله عليه وسلم ألقى على قلبه طنينا نبا قلبه عن أهله خرج إلى حراء وهي قطعة من طور سيناء جاء نسيم رائحة الوحي .
كان فيه ?هف كان فيه عابد يقال له أبو كبشة جاء مكانه يعبد ربه بينما هو كذلك يرى الرؤيا تكون كفلق الصبح إذ نودي یا محمد یا محمد هرب من الصوت جاء إلى بيته .
فقال زملوني دثروني ،، إني أسمع صوتا قيل يا محمد هذا لا يتدبر بالتزميل والتدثیر . " والله غالب على أمره".
هذا هو القلب ، مثله مثل نواة في صحن دار لا سقف لها ، لها أربع حيطان واقفة غيث الشتاء وشمس الصيف ينزلان عليها.
تنبت وأحد لا يراها إذا ظهر سعفها وشمخت وأثمرت وأينعت التقطوا منها ولا سبيل لهم عليها هكذا القلب . "و إذا شاء أنشره" .
الولاية باطنة مكنونة الولاية مثلها مثل ما مره الملك فراش مباطن لا يزال معه إلا إذا ركب لا تسأل من الله عز وجل غير أمن الطعام والشراب واللباس لا تهرب منه .
لا تعبده لطلب هذه الأشياء أي شيء تعمل بالرحمة ؟
ثم قال أغننا عن غيرك لا تشغلنا بغيرك ، إيش هذا يقول ذلك بوجه مغضب مقطب ثم غطي وجهه وقام صارخا ثم قعد وقام وقال :"ولتعلمن نبأه بعد حين ".
قوم يكرهون الطلب من الله عز وجل لئلا يضاف إليهم الشر وترك التفويض والتسليم الشوق يسرع خطواتهم .
إذا زهدت في الدنيا سهل عليك بذلها ، لأولياء الله عز وجل أحوال تخصهم لا يصير البدل بدلا حتى تصير أثقال الخلق على ظهره والرب عز وجل يحمل عنه لأنه بين يديه لا يبرح ظاهر
الحمل عليه وباطنه على يدي رحمته عليكم بالتصديق وإزالة التهم من القلوب .
وقال الشيخ رضي الله تعالى عنه في قوله تعالى : " إن ناشئة الليل هي أشد وطئا ".
هي بعد النوم ونوم الخلق والنفس والطبع والهوى والإرادة يبقى القلب طعامه وشرابه المناجاة الله عز وجل والقيام والركوع والسجود بين يديه ألا ترى من زهد في الدنيا لئلا يشتغل بها عن طلب الحق عز وجل .
هكذا يزهد في الآخرة لئلا تشغله عن الله عز وجل يتمنى أن لا توجد الأخرة لأنها حلوة ظاهرة رحمة ، يصير القلب والسر وجها يبدو على ظاهره ما في قلبه يحب دوام الدنيا لأنه يعبد الله سرا يعامله سرا .
أنت في وحشة من الحق عز وجل ، متى يستوحش قلبك من الخلق ويستأنس بالحق من باب إلى باب حتى لا يبقى باب من بلدة إلى بلدة من سماء إلى سماء حتى لا يبقى سماء .
يقيم القيامة على نفسه يقوم بين يدي الحق عز وجل.
يقرأ صحائفه الحسنات والسيئات توقع له بالنار بينا هو بين خوف ورجاء بين سقوط في النار وعبور تدار?ه الله تعالى بلطفه أطفأ النار بماء رحمته .
ونادت النار "جز يا مؤمن فقد أطفأ نورك لهبي " يقرب عليه العبور مسيرة ثلاثة آلاف سنة في لحظة حتى إذا قرب من دار الملك رجع إلى عقله وإرادته ومحبته لمولاه وشوقه . قال لا أدخل إلا مع المحبوب .
أما ترى السقط يقف على باب الجنة يقول لا أدخل حتى يدخل أبواي أين الجار أين الشاهد لا يدخل حتى تستلمه يد النبي صلى الله عليه وسلم ويدخل إلى المحبوب حتى إذا تم له هذا رد إلى الدنيا لاستيفاء الأقسام لئلا يتبدل العلم وينسخ ويمحي .
فرغ ربك من بالمجاهدة ، القوم يتمنون مجيء الليل ونوم العيال لأنهم مكلفون يحملون أثقال العيال والأسباب مع س?ون قلوبهم إلى ربهم عز وجل .
جوارحهم تتحرك في الأسباب ، إذا كنت متقيا قبل البلاء لم ترجع حين البلاء إلا إليه لم تر له كاشفا إلا هو ترى الخير والشر يخرجان من عنده والضر والنفع والعز والذل. والغني والفقر .
( سؤال ) ما معنى قول بعضهم إن لم ينفعك لحظه ، لم ينفعك وعظه ؟
قال الشيخ رضي الله عنه : قوم غابت الدنيا والآخرة عن عيونهم وعن قلوبهم ورأوا ربهم فإن لحظوك نفعوك .
إذا نظر الولي إلى أرض يابسة أحياها الله وأنبتها ، أو يهودي أو نصراني هداهما الله .
قال له قائل لم نراك تعانق هذه الخشبة وهي رمانة الكرسي ؟
فقال لأنها قريبة مني ، وترى أشياء ولا تخبر ولا تنم فلذلك أعانقها .
فقال له فنحن أقرب إلى قلبك .
قال يا ابن دايتي إنما تكونون كذلك إذا اتقيتم الله تعالى و راقبتموه وخفتموه وطلبتموه كنت أكون لكم خادما محبا .
إذا زهد العبد وتراجع وتجاعد فتح الله له وقربه وأدناه أغمض عن الاطلاع على العلم أراه العلم وأطلعه الانخال والذبول والتجاعد من حسن الأدب ، القوم ينطقون بجوارحهم وقلوبهم وسرائرهم وخلواتهم من م?اره ربهم صاروا أتقياء صاروا كرماء عنده ، معبود أحدكم درهمه ودیناره .
إذا ذهب عنه قامت قيامته ويفوته صلاة جمعة أو جماعة لا يبالي أو يموت له ولد فاسق فاجر يكثر جزعه ويطلب الاستئناس بأحد الخلق والملائكة معه لا يستأنس بهم.
العبد إذا صفا قلبه استأنس بالملائكة وقد تحدثه في خلوته ، یا غائبا عن الحق يا غائبا عن الشرع والدين.
یا قائما مع الدنيا والنفس والطبع یا عابد الخلق يا ناسي الحق لا بد من لقاء الله تعالى ، القه الآن اترك الخلق والنفس.
وقد أمنت الحق سوى ذكره باطل سوى العلم به باطل كل معاملة لغيره خاسرة ، طالب الدنيا كثير وطالب الأخرة قليل ، وطالب الحق عز وجل قليل قليل .
أنت مع دنياك ليلا ونهارا .
تستخدمك وتقطعك نحن نستخدمها وما يتقلب فيها فكيف أنت ، یا مدبر لا بد فيها من يد الشرع والعلم ما يفتياك به خذ ، وما لم يفتياك به فامتنع ، ما تحسن تناجي ربك توقف عند بيعك وشرائك ولقمتك وأخذك وعطائك وكلمتك.
ما كان لله فانتهزه وما كان لغيره فانته عنه.
إذا غلبت المحبة سقط التمييز بين الدنيا والآخرة ، بين العطاء والمنع بين القول والرد امتلأ قلبه بحبه اتحد خير محبوبه وشره اتحدت أبوابه وجهاته.
الحب جمع بين ذلك اتحد الخبر والعيان الضر والنفع أبدا قلبه في وجد تارة يجد بذكر الله تعالی جلالا وأخرى بذكر الله جمالا نهاره داهش ?لا قرب إليه بعد ?نار موسى عليه السلام .
كلما قرب منها بعدت حتى انتهى إلى : "إني أنا الله" .
هكذا القلب یری أنوار القرب كلما تقدم بعدت : " حتى يبلغ الكتاب أجله" .
انقطاع الخطوات أجله ينقلب الأمر يصير الطالب مطلوبا والقاصد مقصودا ، والمريد مرادا جذبه من جذبات الحق خير من عمل الثقلين.
يرى عبده خارجا من بيت طبعه وشهواته وهواه مودعا للخلق وتاركا للشهوات طالبا له متغيرا يقوم ويقعد لا زاد ولا راحة ولا رفيق يواصل الضياء بالظلام صياما وصلاة ومجاهدة.
بينما هو على ذلك فإذا هو على باب قربه في حجر لطفه على مائدة فضله ناظرا إلى سابقته ، تحب العالي وأنت في التخوم تحب الجنة ولا تعمل عملها .
قال بعضهم احبس نفسك عن المألوفات لا تأكل بطبيعة ولا تتناول لقمة إلا بتوقيع من الله تعالى ولا تتناول دواء إلا بأمره ينقلب مزاجه بما يخرج من كتب الطب وفتواهم : " وهو يتولى الصالحين" .
طبيبه المحبوب في بيته هو يتولى أغذيته ومشروباته ثم صرخ صرخة عظيمة وقام يميل تارة عن يمينه وتارة عن شماله ورفع يديه إلى السماء مشيرا بالتسليم .
وكذلك إلى آخر مجلسه ثم قال : واحريقاه وامصیبتاه عليكم ثم مد يديه للدعاء وقعد للدعاء ولم يتكلم .
ثم عاد وقام يتلون وجهه تارة صفرة وتارة حمرة القلب إذا ارتفع عن الدنيا وصار ضيف قرب الحق عز وجل .
يأبی العصمة من الخلق في الجملة من العرش إلى الثرى ، كأن الخلق لم يخلقوا ، كان الله ما أحدث شيئا كان لا خلق غيره.
يعني صاحب هذا القلب الموصوف واحدا لواحد محب و محبوب وطالب ومطلوب ذاكر ومذكور لا يرى غيره .
وقال رضي الله عنه في قوله عز وجل : " والسماء والطارق " .
أقسم الله عز وجل بالسماء ومن طرقها ، طرقها محمد صلى الله عليه وسلم طرقتها همته ثم بنيته .
نبينا صلى الله عليه وسلم عرج به إلى السماء السابعة و كلمه ربه و رآه بعيني رأسه وبعيني قلبه وهكذا كل من صح قلبه يرى قلبه ربه .
ويقطع الحجب بينه وبين السماء والأسرار والهمم تطرق والأسرار تسير ، صدور الصديقين بأنوار أسرار رب العالمين صدور مضيئة.
"اتقوا فراسة المؤمن" القلب إذا قرب صير سماء فيها نجوم العلم وشمس المعرفة تستضيء الملائكة بهذه الأنوار .
ما من نفس إلا و عليها حافظ من الله تعالى يحفظها من أن يختطفها الشياطين ، وأحاد أفراد حفظتهم يقومون صفوفا تحفظهم . "والله من ورائهم محيط" .
أين الفصاحة والبلاغة ؟
خربت بيتك تدور تدور من مكانك لا تبرح كأنك جمل الطاحون لعلك دعا عليك بعض أولياء الله تعالى قد عميت عينا بصيرتك.
ضيعت الله فضيعك الله ، في الطريق ثبتت في عين قصدك السبل ، ?ثرت همومك وانقطعت أجنحة قصدك ، بقيت قطعة
لحم بين الدنيا والآخرة تحتاج إلى صديق يدعو لك بعد الإقرار بالإفلاس .
استأنس القوم بالحق ثم بالملائكة فإذا أنست بهؤلاء فتح لك باب آخر.
إذا أنست بالخلق من الإنس ثم سددت ذلك فتح لك باب الأنس بالجن ؛ فإذا سددته فتح لك باب الأنس بالملك .
الأشياء لا تفعل بأنفسها النار لا تحرق بطبعها ولا الماء يروي بطبعه ، نار نمرود ما أحرقت إبراهيم عليه الصلاة والسلام .
أبو مسلم الخولاني رحمة الله عليه لما ألقي في النار لم يحترق السمندل لا تحرقه النار.
أخلصت في أعمالك خلصت من الخلق أخرجت من بينهم إنما تصل إلى الحق عز وجل بالخروج من بينهم .
وتطلبه عز وجل ?رجل غريب دخل در با يطوف على صديقه ينتهي إلى أقصاه ويعود إلى أوله وهو لا يعرف بابه .
والصديق ينظر إليه حتى إذا رأى حيرته استحبه الحب فخرج إليه وعانقه وضمه إليه ، كما فعل يوسف ببنيامين فقال له : " أنا أخوك ".
جعل الله أرض القلب قرار المعرفة والعلم الله عز وجل ثلثمائة وستون نظرة إليه بين الليل والنهار .
لولا أن جعله قرارا لتقطع وتمزق القلب إذا صح واستقرب لقرب الحق عز وجل أجرى خلاله أنهارا من الحكم الانتفاع الخلق بها جعلهم للدين رواسي .
الكبير منهم موضع النبي صلى الله عليه وسلم ، والصغير موضع الصحابة ودون ذلك موضع التابعين ، عملوا بما قالوا امتثالا قولا وفعلا سرا وعلانية قرت بهم أعين النبيين و باهی الله عز وجل بهم الملائكة .
يا طوبى لمن اتبعهم وخفف عنهم أثقال الدنيا والعيال .
قوم عندهم شغل شاغل عن الاكتساب قيام لمصالح الخلق الخلق عندهم كالأولاد لا يتعلقون بالدنيا والدنيا تعرض نفسها عليهم ويعرضون عنها .
هذا الذي في يدك ليس لك بل هو مشترك الجيران شركاؤك كسبك جعل في يديك للمؤاخذة والأخذ. " وأنفقوا مما جعلكم مستخلفين فيه - لينظر كيف تعملون" .
واس جيرانك أطعم الفقراء ، فإن دار الصديق ضيق وداخلها واسع ، أين من غلق باب الخلق ووقف على باب الحق ، وأنزل حوائجه بربه ؟
اقطع الأسباب واخلع الأرباب ثم انظر ما ترى ، قف على بابه وتوسد الصبر على الآلام قدره وقضاؤه يقطع فلا تتألم .
حينئذ ترى عجبا ترى التكوين كيف يجعل حالك والرحمة كيف تربيك ، والمحبة كيف ترقيك.
الدائرة كل الدائرة على السكوت بعد الحاجة وهي حالة مباهاة الحق عز وجل للعبد يحرم علیه مواضع الخلق والأسباب يرده إلى قربه ، الحق إذا حصل في حجر لطفه الرائحة تكفيه رائحة الآلام تكفيه الرحمة . " أم من يجيب المضطر إذا دعاه" .
يضطرك حتى تدعوه يحب الإلحاح في الدعاء , يسد الأبواب في وجهك حتى تقف على بابه ، والأحباب رأوا باب القرب مفتوحا ?الأم تغلق بابها دون ولدها وتوصي الجيران أن لا يفتحوا بابا لغرض تريده .
خرج قعد باكيا نادما ، كل باب يتوجه إليه يراه مغلقا يعود إلى باب أمه ، الحق يضيق على عبده ليرده إليه ولا يعلق قلبه بالخلق .
ينبغي للفقير الصادق أن لا يطلب رفق نفسه ، فإن كان ولا بد طالبا فليطلب قدر ?فایته .
إذا قربك وابتلاك تنعم ببلائه وإلا شغلك ببلائك ، الرغبة في الأشياء تشوش عليك قربك من الله عز وجل والصبر على البلاء.
من لا يخاف الله تعالى لا عقل له ، بلدة بلا سبخة خراب غنم بلا راع مأكولة ، الدين الخوف ، من خاف أدلج لا يستقر مكانا واحدا بل يسير. غاية أسفار القوم قرب الحق .
السير سير القلوب سير الأسرار إذا وصلوا إلى الباب استأذن السر فيؤذن له ثم يستأذن بعد الأنس للقلب .
صار نجم قلب النبي صلى الله عليه وسلم قمرا والقمر شمسا والخلوة جلوة والباطن ظاهرا العبد في حالتي المد والجزر وأخذ رأسه في زيقه وخيمة سره على جملته.
يرى ما تحت البحر من الجواهر وما يمد يده عليها يشير إلى حاضر عنده أنت یا فلان خذ كذا وأنت خذ كذا .
هم الملوك ملوك الأرض والسماء بين يدي الحق عز وجل على وجه النيابة والخلافة أنا على باب الملك أنتظرهم ناظر إليكم يقظة ومناما لكم أقاسي أذى هذه البلدة أصبر تحت آفاتهم .
أواصل الضياء بالظلام غما وهما وفكرا وترويا , كلما تقدمت قدما رددت ، إبراهيم بن أدهم تحير في دعائه فغمضت عيناه سمع الله عز وجل يقول :
يا إبراهيم قل اللهم رضني بقضائك ، و صبرني على بلائك ، و أوزعني شكر نعمائك ، وأسألك تمام نعمتك ودوام عافيتك والثبات على محبتك .
نبينا صلى الله عليه وسلم ألقى على قلبه طنينا نبا قلبه عن أهله خرج إلى حراء وهي قطعة من طور سيناء جاء نسيم رائحة الوحي .
كان فيه ?هف كان فيه عابد يقال له أبو كبشة جاء مكانه يعبد ربه بينما هو كذلك يرى الرؤيا تكون كفلق الصبح إذ نودي یا محمد یا محمد هرب من الصوت جاء إلى بيته .
فقال زملوني دثروني ،، إني أسمع صوتا قيل يا محمد هذا لا يتدبر بالتزميل والتدثیر . " والله غالب على أمره".
هذا هو القلب ، مثله مثل نواة في صحن دار لا سقف لها ، لها أربع حيطان واقفة غيث الشتاء وشمس الصيف ينزلان عليها.
تنبت وأحد لا يراها إذا ظهر سعفها وشمخت وأثمرت وأينعت التقطوا منها ولا سبيل لهم عليها هكذا القلب . "و إذا شاء أنشره" .
الولاية باطنة مكنونة الولاية مثلها مثل ما مره الملك فراش مباطن لا يزال معه إلا إذا ركب لا تسأل من الله عز وجل غير أمن الطعام والشراب واللباس لا تهرب منه .
لا تعبده لطلب هذه الأشياء أي شيء تعمل بالرحمة ؟
ثم قال أغننا عن غيرك لا تشغلنا بغيرك ، إيش هذا يقول ذلك بوجه مغضب مقطب ثم غطي وجهه وقام صارخا ثم قعد وقام وقال :"ولتعلمن نبأه بعد حين ".
قوم يكرهون الطلب من الله عز وجل لئلا يضاف إليهم الشر وترك التفويض والتسليم الشوق يسرع خطواتهم .
إذا زهدت في الدنيا سهل عليك بذلها ، لأولياء الله عز وجل أحوال تخصهم لا يصير البدل بدلا حتى تصير أثقال الخلق على ظهره والرب عز وجل يحمل عنه لأنه بين يديه لا يبرح ظاهر
الحمل عليه وباطنه على يدي رحمته عليكم بالتصديق وإزالة التهم من القلوب .
وقال الشيخ رضي الله تعالى عنه في قوله تعالى : " إن ناشئة الليل هي أشد وطئا ".
هي بعد النوم ونوم الخلق والنفس والطبع والهوى والإرادة يبقى القلب طعامه وشرابه المناجاة الله عز وجل والقيام والركوع والسجود بين يديه ألا ترى من زهد في الدنيا لئلا يشتغل بها عن طلب الحق عز وجل .
هكذا يزهد في الآخرة لئلا تشغله عن الله عز وجل يتمنى أن لا توجد الأخرة لأنها حلوة ظاهرة رحمة ، يصير القلب والسر وجها يبدو على ظاهره ما في قلبه يحب دوام الدنيا لأنه يعبد الله سرا يعامله سرا .
أنت في وحشة من الحق عز وجل ، متى يستوحش قلبك من الخلق ويستأنس بالحق من باب إلى باب حتى لا يبقى باب من بلدة إلى بلدة من سماء إلى سماء حتى لا يبقى سماء .
يقيم القيامة على نفسه يقوم بين يدي الحق عز وجل.
يقرأ صحائفه الحسنات والسيئات توقع له بالنار بينا هو بين خوف ورجاء بين سقوط في النار وعبور تدار?ه الله تعالى بلطفه أطفأ النار بماء رحمته .
ونادت النار "جز يا مؤمن فقد أطفأ نورك لهبي " يقرب عليه العبور مسيرة ثلاثة آلاف سنة في لحظة حتى إذا قرب من دار الملك رجع إلى عقله وإرادته ومحبته لمولاه وشوقه . قال لا أدخل إلا مع المحبوب .
أما ترى السقط يقف على باب الجنة يقول لا أدخل حتى يدخل أبواي أين الجار أين الشاهد لا يدخل حتى تستلمه يد النبي صلى الله عليه وسلم ويدخل إلى المحبوب حتى إذا تم له هذا رد إلى الدنيا لاستيفاء الأقسام لئلا يتبدل العلم وينسخ ويمحي .
فرغ ربك من بالمجاهدة ، القوم يتمنون مجيء الليل ونوم العيال لأنهم مكلفون يحملون أثقال العيال والأسباب مع س?ون قلوبهم إلى ربهم عز وجل .
جوارحهم تتحرك في الأسباب ، إذا كنت متقيا قبل البلاء لم ترجع حين البلاء إلا إليه لم تر له كاشفا إلا هو ترى الخير والشر يخرجان من عنده والضر والنفع والعز والذل. والغني والفقر .
( سؤال ) ما معنى قول بعضهم إن لم ينفعك لحظه ، لم ينفعك وعظه ؟
قال الشيخ رضي الله عنه : قوم غابت الدنيا والآخرة عن عيونهم وعن قلوبهم ورأوا ربهم فإن لحظوك نفعوك .
إذا نظر الولي إلى أرض يابسة أحياها الله وأنبتها ، أو يهودي أو نصراني هداهما الله .
قال له قائل لم نراك تعانق هذه الخشبة وهي رمانة الكرسي ؟
فقال لأنها قريبة مني ، وترى أشياء ولا تخبر ولا تنم فلذلك أعانقها .
فقال له فنحن أقرب إلى قلبك .
قال يا ابن دايتي إنما تكونون كذلك إذا اتقيتم الله تعالى و راقبتموه وخفتموه وطلبتموه كنت أكون لكم خادما محبا .
إذا زهد العبد وتراجع وتجاعد فتح الله له وقربه وأدناه أغمض عن الاطلاع على العلم أراه العلم وأطلعه الانخال والذبول والتجاعد من حسن الأدب ، القوم ينطقون بجوارحهم وقلوبهم وسرائرهم وخلواتهم من م?اره ربهم صاروا أتقياء صاروا كرماء عنده ، معبود أحدكم درهمه ودیناره .
إذا ذهب عنه قامت قيامته ويفوته صلاة جمعة أو جماعة لا يبالي أو يموت له ولد فاسق فاجر يكثر جزعه ويطلب الاستئناس بأحد الخلق والملائكة معه لا يستأنس بهم.
العبد إذا صفا قلبه استأنس بالملائكة وقد تحدثه في خلوته ، یا غائبا عن الحق يا غائبا عن الشرع والدين.
یا قائما مع الدنيا والنفس والطبع یا عابد الخلق يا ناسي الحق لا بد من لقاء الله تعالى ، القه الآن اترك الخلق والنفس.
وقد أمنت الحق سوى ذكره باطل سوى العلم به باطل كل معاملة لغيره خاسرة ، طالب الدنيا كثير وطالب الأخرة قليل ، وطالب الحق عز وجل قليل قليل .
أنت مع دنياك ليلا ونهارا .
تستخدمك وتقطعك نحن نستخدمها وما يتقلب فيها فكيف أنت ، یا مدبر لا بد فيها من يد الشرع والعلم ما يفتياك به خذ ، وما لم يفتياك به فامتنع ، ما تحسن تناجي ربك توقف عند بيعك وشرائك ولقمتك وأخذك وعطائك وكلمتك.
ما كان لله فانتهزه وما كان لغيره فانته عنه.
إذا غلبت المحبة سقط التمييز بين الدنيا والآخرة ، بين العطاء والمنع بين القول والرد امتلأ قلبه بحبه اتحد خير محبوبه وشره اتحدت أبوابه وجهاته.
الحب جمع بين ذلك اتحد الخبر والعيان الضر والنفع أبدا قلبه في وجد تارة يجد بذكر الله تعالی جلالا وأخرى بذكر الله جمالا نهاره داهش ?لا قرب إليه بعد ?نار موسى عليه السلام .
كلما قرب منها بعدت حتى انتهى إلى : "إني أنا الله" .
هكذا القلب یری أنوار القرب كلما تقدم بعدت : " حتى يبلغ الكتاب أجله" .
انقطاع الخطوات أجله ينقلب الأمر يصير الطالب مطلوبا والقاصد مقصودا ، والمريد مرادا جذبه من جذبات الحق خير من عمل الثقلين.
يرى عبده خارجا من بيت طبعه وشهواته وهواه مودعا للخلق وتاركا للشهوات طالبا له متغيرا يقوم ويقعد لا زاد ولا راحة ولا رفيق يواصل الضياء بالظلام صياما وصلاة ومجاهدة.
بينما هو على ذلك فإذا هو على باب قربه في حجر لطفه على مائدة فضله ناظرا إلى سابقته ، تحب العالي وأنت في التخوم تحب الجنة ولا تعمل عملها .
قال بعضهم احبس نفسك عن المألوفات لا تأكل بطبيعة ولا تتناول لقمة إلا بتوقيع من الله تعالى ولا تتناول دواء إلا بأمره ينقلب مزاجه بما يخرج من كتب الطب وفتواهم : " وهو يتولى الصالحين" .
طبيبه المحبوب في بيته هو يتولى أغذيته ومشروباته ثم صرخ صرخة عظيمة وقام يميل تارة عن يمينه وتارة عن شماله ورفع يديه إلى السماء مشيرا بالتسليم .
وكذلك إلى آخر مجلسه ثم قال : واحريقاه وامصیبتاه عليكم ثم مد يديه للدعاء وقعد للدعاء ولم يتكلم .
ثم عاد وقام يتلون وجهه تارة صفرة وتارة حمرة القلب إذا ارتفع عن الدنيا وصار ضيف قرب الحق عز وجل .
يأبی العصمة من الخلق في الجملة من العرش إلى الثرى ، كأن الخلق لم يخلقوا ، كان الله ما أحدث شيئا كان لا خلق غيره.
يعني صاحب هذا القلب الموصوف واحدا لواحد محب و محبوب وطالب ومطلوب ذاكر ومذكور لا يرى غيره .
25/11/2024, 17:11 من طرف Admin
» كتاب التواضع والخمول تصنيف ابن أبي الدنيا
25/11/2024, 17:02 من طرف Admin
» كتاب: في رياض السيرة النبوية العهد المكي – د.أحمد عمر هاشم ـ ج1
25/11/2024, 16:27 من طرف Admin
» كتاب في رياض السيرة النبوية (العهد المدني) لأحمد عمر هاشم ـ ج2
25/11/2024, 15:41 من طرف Admin
» كتاب: القصص في الحديث النبوي ـ لمحمد الزير موقع مكتبة
25/11/2024, 15:03 من طرف Admin
» كتاب: الكلام على قوله تعالى {إنما يخشى الله من عباده العلماء} ـ ابن رجب الحنبلي
25/11/2024, 14:58 من طرف Admin
» كتاب: نهاية العالم في الكتاب المقدس - دراسة مقارنة مع القرآن الكريم ـ نور فائزة بنت عثمان
20/11/2024, 22:49 من طرف Admin
» كتاب مواعظ الإمام زين العابدين ـ صالح أحمد الشامي
18/11/2024, 23:30 من طرف Admin
» كتاب إتحاف النفوس بنفحات القدوس ـ عبد القدوس بن أسامة السامرائي
18/11/2024, 23:25 من طرف Admin
» كتاب الإعلام بفضل الصلاة على النبي والسلام ـ محمد بن عبد الرحمن بن علي النميري
18/11/2024, 23:20 من طرف Admin
» كتاب الغيب ـ محمد متولي الشعراوي
18/11/2024, 23:08 من طرف Admin
» كتاب الشيطان والإنسان ـ محمد متولي الشعراوي
18/11/2024, 23:03 من طرف Admin
» كتاب الشعراوي هنا رأيت سيدنا إبراهيم ـ سعيد أبو العنين
18/11/2024, 23:01 من طرف Admin
» كتاب الخير والشر ـ محمد متولي الشعراوي
18/11/2024, 22:57 من طرف Admin
» كتاب التربية في مدرسة النبوة ـ محمد متولي الشعراوي
18/11/2024, 22:55 من طرف Admin