..الإحسان حياة.

مرحبا بك أيّها الزّائر الكريم.

انضم إلى المنتدى ، فالأمر سريع وسهل

..الإحسان حياة.

مرحبا بك أيّها الزّائر الكريم.

..الإحسان حياة.

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
..الإحسان حياة.

..الإحسان معاملة ربّانيّة بأخلاق محمّديّة، عنوانها:النّور والرّحمة والهدى

المواضيع الأخيرة

» كتاب: تنبيه السالكين إلى غرور المتشيخين للشيخ حسن حلمي الدغستاني
كتاب الفتح الرباني والفيض الرحماني للشيخ عبد القادر الجيلاني ـ 65 السائل هدية الله عز وجل إلى عبده Emptyأمس في 20:03 من طرف Admin

» كتاب: مطالع اليقين في مدح الإمام المبين للشيخ عبد الله البيضاوي
كتاب الفتح الرباني والفيض الرحماني للشيخ عبد القادر الجيلاني ـ 65 السائل هدية الله عز وجل إلى عبده Emptyأمس في 20:02 من طرف Admin

» كتاب: الفتوحات القدسية في شرح قصيدة في حال السلوك عند الصوفية ـ الشيخ أبي بكر التباني
كتاب الفتح الرباني والفيض الرحماني للشيخ عبد القادر الجيلاني ـ 65 السائل هدية الله عز وجل إلى عبده Emptyأمس في 19:42 من طرف Admin

» كتاب: الكلمات التي تتداولها الصوفية للشيخ الأكبر مع تعليق على بعض ألفاظه من تأويل شطح الكمل للشعراني
كتاب الفتح الرباني والفيض الرحماني للشيخ عبد القادر الجيلاني ـ 65 السائل هدية الله عز وجل إلى عبده Emptyأمس في 19:39 من طرف Admin

» كتاب: قاموس العاشقين في أخبار السيد حسين برهان الدين ـ الشيخ عبد المنعم العاني
كتاب الفتح الرباني والفيض الرحماني للشيخ عبد القادر الجيلاني ـ 65 السائل هدية الله عز وجل إلى عبده Emptyأمس في 19:37 من طرف Admin

» كتاب: نُسخة الأكوان في معرفة الإنسان ويليه رسائل أخرى ـ الشّيخ محيي الدين بن عربي
كتاب الفتح الرباني والفيض الرحماني للشيخ عبد القادر الجيلاني ـ 65 السائل هدية الله عز وجل إلى عبده Emptyأمس في 19:34 من طرف Admin

» كتاب: كشف الواردات لطالب الكمالات للشيخ عبد الله السيماوي
كتاب الفتح الرباني والفيض الرحماني للشيخ عبد القادر الجيلاني ـ 65 السائل هدية الله عز وجل إلى عبده Emptyأمس في 19:31 من طرف Admin

» كتاب: رسالة الساير الحائر الواجد إلى الساتر الواحد الماجد ( مجموع رسائل الشيخ نجم الدين الكبري )
كتاب الفتح الرباني والفيض الرحماني للشيخ عبد القادر الجيلاني ـ 65 السائل هدية الله عز وجل إلى عبده Emptyأمس في 19:28 من طرف Admin

» كتاب: رسالة إلى الهائم الخائف من لومة اللائم ( مجموع رسائل الشيخ نجم الدين الكبري )
كتاب الفتح الرباني والفيض الرحماني للشيخ عبد القادر الجيلاني ـ 65 السائل هدية الله عز وجل إلى عبده Emptyأمس في 19:26 من طرف Admin

» كتاب: التعرف إلى حقيقة التصوف للشيخين الجليلين أحمد العلاوي عبد الواحد ابن عاشر
كتاب الفتح الرباني والفيض الرحماني للشيخ عبد القادر الجيلاني ـ 65 السائل هدية الله عز وجل إلى عبده Emptyأمس في 19:24 من طرف Admin

» كتاب: مجالس التذكير في تهذيب الروح و تربية الضمير للشيخ عدّة بن تونس
كتاب الفتح الرباني والفيض الرحماني للشيخ عبد القادر الجيلاني ـ 65 السائل هدية الله عز وجل إلى عبده Emptyأمس في 19:21 من طرف Admin

» كتاب غنية المريد في شرح مسائل التوحيد للشيخ عبد الرحمن باش تارزي القسنطيني الجزائري
كتاب الفتح الرباني والفيض الرحماني للشيخ عبد القادر الجيلاني ـ 65 السائل هدية الله عز وجل إلى عبده Emptyأمس في 19:19 من طرف Admin

» كتاب: القوانين للشيخ أبي المواهب جمال الدين الشاذلي ابن زغدان التونسي المصري
كتاب الفتح الرباني والفيض الرحماني للشيخ عبد القادر الجيلاني ـ 65 السائل هدية الله عز وجل إلى عبده Emptyأمس في 19:17 من طرف Admin

» كتاب: مراتب الوجود المتعددة ـ الشيخ عبد الواحد يحيى
كتاب الفتح الرباني والفيض الرحماني للشيخ عبد القادر الجيلاني ـ 65 السائل هدية الله عز وجل إلى عبده Emptyأمس في 19:14 من طرف Admin

» كتاب: جامع الأصول في الأولياء و دليل السالكين إلى الله تعالى ـ للسيد أحمد النّقشبندي الخالدي
كتاب الفتح الرباني والفيض الرحماني للشيخ عبد القادر الجيلاني ـ 65 السائل هدية الله عز وجل إلى عبده Emptyأمس في 19:12 من طرف Admin

أفضل 10 أعضاء في هذا الشهر

دخول

لقد نسيت كلمة السر


    كتاب الفتح الرباني والفيض الرحماني للشيخ عبد القادر الجيلاني ـ 65 السائل هدية الله عز وجل إلى عبده

    avatar
    Admin
    Admin


    المساهمات : 68443
    تاريخ التسجيل : 25/04/2018

    كتاب الفتح الرباني والفيض الرحماني للشيخ عبد القادر الجيلاني ـ 65 السائل هدية الله عز وجل إلى عبده Empty كتاب الفتح الرباني والفيض الرحماني للشيخ عبد القادر الجيلاني ـ 65 السائل هدية الله عز وجل إلى عبده

    مُساهمة من طرف Admin 15/11/2021, 22:22

    الدرس الخامس والستون السائل هدية الله عز وجل إلى عبده
    وقال رضي الله عنه :
    یا زهاد ویا عباد أخلصوا وإلا فلا تتبعوا ، قد طاب لكم الصوم والصلاة والتخشن في المطعم والملبس من غير نية وإخلاص بل مع حضور النفس ودخول الهوى.
    ويحكم للقوم أعمال من وراء ذلك من حيث قلوبهم يدورون مع القدر في صحبة الحكم وحفظ حدوده في الظاهر والباطن في السر والعلانية مع الخالق والخلق يعطون كل ذي فضل فضله وكل ذي حق حقه .
    يعطون كتاب الله عز وجل حقه وسنة نبيه حقها وعلم الله عز وجل الذي في قلوبهم حقه .
    يعطون الأهل حقوقهم والنفس حقها والقلب حقه والخلق حقوقهم ، هم في تفويض وتمكين وحبس وإطلاق وأخذ وعطاء يقيمون الحدود على القلوب والأسرار والنفوس يحسنون على الخلق هذا شيء من وراء أموركم ومعلومكم المؤمن إذا وعظ أخاه ولم يقبل منه بقوله له .
    ستذكر ما أقول لك وأفوض أمري إلى الله.
    العارف يجاهد نفوس الخلق بسيف توحيده ومعرفته ومن حصل في أسراره منه حمله إلى باب ملكه هو بصير بعباده ، أحب الأشياء إلى المؤمن العبادة ، أحب الأشياء إليه الصلاة وهو قاعد في بيته فقلبه ينتظر المؤذن هو داعي الحق عز وجل سمع الآذان دخل قلبه سرور ويطير إلى الجوامع والمساجد يفرح بمجيء السائل إليه ، إذا كان عنده شيء يعطيه لأنه سمع قول النبي صلى الله عليه وسلم : "و السائل هدية الله عز وجل إلى عبده » .
    كيف لا يفرح وقد نفذ أمر ربه عز وجل يستقرض منه على يد الفقير ، هذه آداب المؤمن العابد وأما العارف فإنه يحفظ حدود الشرع ويحفظ قلبه من دخول غير ربه عز وجل فيه .
    يحذر أن ينظر إلى قلبه فينظر فيه خوف غير دور جاء غيره والاتكال على غيره يحفظ قلبه من التدنس بالخلق والأسباب .
    يكره لقاء الخلق ولا بد له منهم ، لأنهم مرضى وهو طبيبهم ، يكره الحياة في الدنيا والحياة في الآخرة من عزة قرب ربه عز وجل الذي هو كل أمنيته واختياره ، عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال :
    "يقول الله عز وجل يوم القيامة لعباده المؤمنين : أثرتم آخرتكم على دنياكم ؛ . واكثرتم عبادتي على شهواتكم ؛ وعزتي وجلالي ما خلقت الجنة إلا لكم" . هذا قوله لهؤلاء.
    وأما قوله للمحبين له أنتم آثرتموني على جميع خلقي دنياي وآخرتي عزلتم الخلق عن قلوبكم ونحيتموهم عن أسراركم .
    فهذا وجهي لكم وقربي لكم وأنتم عبادي حقا، من الأولياء من يأكل في يومه من طعام الجنة ويشرب من شرابها ويرى جميع ما فيها، ومنهم من يفني عن المأكول والمشروب ويعزل من الخلق ويحجب عنهم ويعمر في الأرض بلا موت كإلياس والخضر لله عز وجل .
    عدد كثير منهم محجوبون في الأرض يرون الناس ولا يرونهم الأولياء فيهم كثرة ، والأعيان منهم فيهم قلة ، آحاد أفراد مفردین والكل يأتونهم يتقربون إليهم .
    هم الذين تنبت بهم الأرض وتمطر بهم السماء ويدفع بهم البلاء عن الخلق .
    الملائكة طعامها وشرابها ذكر الحق عز وجل والتسبيح والتهليل .
    وأحد أفراد من الأولياء يصير طعامهم ذلك مالكم واستماع هذا الأكثر منكم قرة عين إبليس وعبيده لا كرامة لكم ولا له .
    یا دیري اتركوا خدمته وفارقوا ، ادخلوا على الحق عز وجل بأقدام قلوبكم وسلوه أن يدلكم على ما يرضيه عنكم .
    سلوه أن يستخدمكم ، سلوه أن يدلكم على كنز لا ينفد أبدا ، على معين لا ينضب أبدا ، سلوه أن يبغض إليكم الدنيا ويحبيب إليكم الأخرى .
    فإذا رزقكم ذلك فسلوه أن يبغض إليكم الأخرى ويرزقكم العمل له والحب له وهجر ما سواه.
    أنت عبد الخلق عبد السبب ولو كنت عبد الحق عز وجل كانت أمورك كلها مفوضة إليه وحوائجك منزلة به ، لم تقولون شيئا وفعلكم يكذب قولكم أما سمعتم ربكم عز وجل يقول : (يا أيها الذين آمنوا لم تقولون ما تفعلون . كبر مقتا عند الله أن تقولوا مالا تفعلون ).
    ملائكتكم تتعجب من وقاحتكم ، تتعجب من كثرة كذبكم في أحوالكم ، تتعجب من كذبكم في توحيدكم ، كل حديثكم في الغلاء والرخص ، وأحوال السلاطين والأغنياء أكل فلان لبس فلان تزوج فلان استغنى فلان افتقر فلان ، كل هذا هوس ومقت وعقوبة .
    توبوا واتركوا ذنوبكم وارجعوا إلى ربكم دون غيره ، اذكروه وانسوا غيره . الثبات على كلامي علامة الإيمان والهرب منه علامة النفاق .
    يا من يطعن في تعالي حتى نحك حالتي وحالتك على الشرع فمن خرجت حالته شبها وفضة استحق أن يطعن فيه وأن يهجر ويموت باسم الله تعالى ، ابرز ولا تختبيء وتهرب ?المخانيث ذاك لا شيء وهوس وتوان .
    ( ويلك ) عن قريب يتبين خبرك . اللهم تب علينا ولا تفضحنا في الدنيا ولا في الآخرة :
    ( یا غلام ) أمرك مبني على غير أساس فلا جرم تقع حيطانك ، أساسك البدع والضلالات وبناؤك الرياء والنفاق فكيف يثبت لك بناء ذلك هوى وطبع تأكل وتشرب وتنكح وتجمع بالهوى والطبع ليس لك نية صالحة في شيء من ذلك .
    المؤمن في كل أحواله له نية حسنة في كل أعماله لا يأكل ولا يشرب ولا يلبس ولا ينكح إلا بأمر الله عز وجل وهكذا في الدنيا والآخرة .
    في الدنيا يأمره بواسطة شرعه وفي الآخرة بغير واسطة يرى هذه الدنيا وسرعة فنائها فيزهد فيها ويذكر مجيء أقسامه .
    وأنه يتناول بشهادة الشرع وقلبه فيقول ما لي حاجة في هذا ما أريده ويهرب قلبه يمينا وشمالا فيلزم ويجبر على تناولها هذا حاله في الدنيا وأما في الآخرة فلا يفتح عينه في وجه الجنة حتى يلقى ربه عز وجل .
    فإذا تناول شيئا منها لا يتناوله إلا بأمر حزم وتقدم وإشارة فيقبل الأمر قضاء بحق الجنة يقضي حق الحور والولدان وتلك الشهوات يوافق في ذلك الأنبياء والمرسلين والشهداء والصالحين وقتا دون وقت وإلا فمعظم أوقاته عند ربه عز وجل .
    اذا اتقيت ربك عز وجل جاءك منه الفرج في جميع أحوالك ، أما سمعته كيف قال : (ومن يتق الله يجعل له مخرجا ويرزقه من حيث لا يحتسب).
    هذه الآية غلقت باب الاتكال على الأسباب ، غلقت باب الأغنياء والملوك وفتحت باب التوكل ، من يتقيه يجازيه بأن يجعل له فرجا ومخرجا مما ضاق على الناس .
    أي شيء أعمل بكم ؟
    كم أقول لكم :
    لقد أسمعت لو ناديت حيا …… ولكن لا حياة لمن تنادي
    قلبك فارغ من الإسلام والإيمان والإيقان ، لا معرفة لك ولا علم فأنت هوس والكلام معك ضائع .
    یا منافقون قد قنعتم بالكلأ وفي التوكل بألسنتكم وقلوبكم مشركه بالخلق.
    قلبي ممتلئ غيظا عليكم غيرة الله عز وجل إن سكتم وتركتم المزاحمة وإلا أحرقت دور?م عليكم يا خائنين الماء المالح والعذب .
    حل بيننا وبين التسخط عليك والمنازعة لك في أقدارك حل بيننا وبين معاصيك بتروح من رحمتك آمين .
    ( یا غلام ) إذا كنت متقيا لربك عز وجل ذاكرا له موحدا له مشيرا إليه قبل بلائك فإذا وقعت في باب البلاء قال لها : (یا نار كوني بردا وسلاما ) .
    اللهم افعل بنا كذا وإن كنا لا نستحق ، عاملنا بكرمك ولا تحاققنا ولا توارنا ولا توافقنا امین .
    الأدب في حق العارف فريضة كالتوبة في حق العاني ، كيف لا يكون متأدبا وهو أقرب الخلق إلى الخالق .
    من عاشر الملوك بالجهل كان جهله مقربا له إلى قتله ، وكل من ليس له أدب فهو ممقوت من الخالق والخلق ، كل وقت ليس فيه أدب فهو مقت، لا بد من حسن الأدب مع الله عز وجل .
    أحسنوا الأدب أقبلوا على اخرتكم ، واعرضوا عن دنياكم ولا تقبلوا عليها كإقبال الكفار لأنهم يقبلون عليها ويحبونها لقلة خبرهم بها .
    العبد يتوب من معاصيه وزلاته وخطاياه ويشتغل بصوم النهار وصلاة الليل ويأكل من ?سبه حلال الشرع ثم يترقى فيصير متورعا فيقل ?سبه خوفا من الوقوع في الحرام ثم يترقى فيصير منزها ثم يترقى فيصير زاهدا ثم يترقى فيصير عارفا مفتقر القلب إلى الله عز وجل فيجالسه ويحادثه .
    يفرغ قلبه من الخلق يستغني عنهم ويفتقر إليه يجالسه مع أرواح أنبيائه وأصفيائه يصير مستأنسا به قريبا منه وهذا بعدكم وبكم .
    ( ويحك ) ما تعرف الأحوال فلم تتكلم فيها ما تعرف الحق عز وجل فيجالسه ويحادثه ، يفرغ قلبه من الخلق يستغني عنهم ويفتقر إليه يجالسه مع أرواح انبيائه وأصفيائه يصير مستأنسا به قريبا منه وهذا بعدكم وكم .
    ( ويحك ) ما تعرف الأحوال فلم تتكلم فيها ما تعرف الحق عز وجل فلم تدعو إليه ؟ أنت ما تعرف إلا هذا الغني هذا السلطان مالك رسول ولا مرسل ، ما تأكل بالورع وإنما تأكل بالحرام أكل الدنيا بالدين حرام.
    أنت منافق دجال وأنا بغاض دكاك المنافقين مخرق لعقولهم معاولي تخرب بيت هذا المنافق وتذهب إيمانه الذي يدعيه .
    المنافق ما معه سلاح يقاتل به ليس له حصان يركب وي?ر عليه ويفر بين الخلق والخالق بين الظاهر والباطن بين السبب والمسبب بين الحكم والعلم .
    عند مجيء الآفات يتبين أثر الإيمان وعمل الإيقان وقوة التوحيد والتوكل والثقة بالله عز وجل الإيمان هو البينة على الدعوى المؤمنون يخافون الله عز وجل بقلوبهم ويرجونه دون غيره.
    ينزلون حوائجهم به دون غيره يرجعون إلى بابه دون باب غيره وآثاره ، كيف ما تعرفون ربكم عز وجل .
    من عرف الدنيا تركها ومن عرف الأخرة رآها مخلوقة مكونة بعد أن لم تكن فتركها ولحق بخالقها فتصغر الدنيا الآخرة في عيني قلبه ويعظم الحق عز وجل في عيني سره فيطلبه دون الله يصير الخلق كالذر بين يديه .
    يراهم كالصبيان يلعبون إذا لعبوا بالتراب پری الملوك المتولين معزولين والأغنياء مغرورين يرى المشتغلين بغير ربهم محجوبون .
    إني أراكم تلعبون بكتاب الله عز وجل وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم وكلام الصالحين تلعبون بذلك بجهلكم .
    لو اتبعتم الكتاب والسنة لرأيتم عجبا ما زالوا يصبرون معه على ما يريد حتى أعطاهم ما يريدون الفقر والبلاء مع عدم الصبر عقوبة ومع وجوده كرامة يتنعم المؤمن في بلائه بقرب ربه عز وجل ومنا جاته له ولا يحب البراح من مكانه.
    ما أكسد سوق كلامي لأنه لا ينفق على النفوس والأهوية ، هذا آخر الزمان قد قام سوق النفاق وأنا مجتهد في إقامة الدين الذي كان عليه نبينا صلى الله تعالى عليه وسلم والصحابة والتابعون له هذا آخر الزمان قد صار .
    معبود أكثرهم الدينار والدرهم قد صاروا كقوم موسى عليه السلام الذين أشربوا في قلوبهم العجل عجل هذا الزمان الدينار والدرهم .
    ( ويحك ) كيف تطلب الجاه والمال من هذا الملك وتعتمد عليه في مهاتك.
    وهو عن قريب إما معزول أو ميت يذهب ما له ومل?ه وجاهه وينقل إلى قبره الذي هو بيت الظلمة والوحشة والوحدة والغم والهم والدود وينقل من ملك إلى هلك إلا أن يكون له عمل صالح ونية صالحة للخلق فيتغمده الله برحمته يخفف حسابه لا تتكل على من يعزل أو يموت فيخيب رجاؤك وينقطع مددك .
    المؤمن ارتفعت همته عن الأرض وعن الدنيا وأبنائها وعن الآخرة وأبنائها .
    علم أن ربه عز وجل يحب العالين من الهمم فعلی همته حتى انتهت إليه وخرت بين يديه ساجدة فلم يأذن لها بالرفع من السجود حتى استدعى بالقلب والسر فأعطاها النيابة والرياسة والإمارة والتمكن في الخلق فعاش في الدنيا رئيسا وفي الآخرة رئيسا ، في الدنيا ملكا وفي الآخرة ملكا.
    (یا قوم ) اشكروا ربكم عز وجل على نعمه ولا تضيفوها إلى غيره أما سمعتموه يقول : ( وما بكم من نعمة من الله ) .
    فتش عن الفقراء فأعطهم واجتهد أن لا تمر عليك حيلة منافق متنمس كذاب يتفاقر وهو غني يزاحم الفقراء بجلواته وتباكيه وذله ، إذا طلب منك واحد من هذا الجنس فتوقف ساعة واستفت قلبك فلعله غني وهو يتفاقر انظر ما يخطر لك ، استفت نفسك وإن أفتاك المفتون .
    المؤمن يعرف صفة له فيهم علامات قلبه حساس ينظر بنور الله عز وجل الذي أسكنه في قلبه .
    ( ويحك ) أنت كسلان فلا جرم لا يقع بيدك شيء جيرانك وإخوانك وأقاربك قد سافروا فتشوا وحفروا فوقعوا في الكنوز ربح الدرهم عشرة وعشرين ورجعوا غانمين وأنت قاعد مكانك ، عن قريب يذهب هذا القدر اليسير الذي بيدك وتطلب بعد ذلك من الناس .
    ( ويحك ) جاهد في طريق الحق عز وجل ولا تتكل على قدره أما سمعته كيف قال: (والذين جاهدوا فينا لنهدينهم سبلنا).
    اشرع وقد جاءك غيرك وتمم شغلك ، كل شيء بيد الله عز وجل فلا تطلب شيئا من غيره ، أما سمعته
    يقول : ( وإن من شيء إلا عندنا خزائنه وماله إلا بقدر معلوم ) .
    ما بقي بعد هذه الآية كلام ، یا طالب الدينار والدرهم هما شيء وهما بيد الله عز وجل فلا تطلبها من الخلق ولا تطلبها بلسان شركك بهم واعتمادك على الأسباب .
    اللهم يا خالق الخلق ويا مسبب الأسباب خلصنا من قيد الشرك بخلقك وأسبابك .

      الوقت/التاريخ الآن هو 23/9/2024, 11:19