المجلس السابع والأربعون قل الله ثم ذرهم في خوضهم يلعبون
وقال رضي الله تعالى عنه يوم الثلاثاء في المدرسة مستهل شعبان سنة خمس وأربعين وخمسمائة
تعلم ثم اعمل ، أخلص ، تجرد عنك وعن الخلق . و ( قل الله ثم ذرهم في خوضهم يلعبون).
قل كما قال إبراهيم عليه السلام : ( فإنهم عدو لي إلا رب العالمين).
اهجر الخلق وابغضهم ما دمت تراهم في الضر فإذا صح توحيدك وخرج خبث الشرك من قلبك عد إليهم وخالطهم وانفعهم بما عندك من العلم ودلهم على باب ربهم عز وجل.
موت الخواص موت عن الخلق في الجملة موت عن الإرادة والاختيار .
من صحت له هذه الموتة صحت له الحياة الأبدية مع ربه عز وجل تصير موتته الظاهرة سكتة لحظة غشية لحظة غيبة لحظة نومة ثم يقظة.
إن أردت هذه الموتة فعليك بتناول بنج المعرفة والقرب والنوم على عتبة الحق عز وجل حتى تأخذك يد الرحمة والمنة فتحييك حياة أبدية .
للنفس طعام للقلب طعام وللسر طعام ، ولهذا قال النبي صلى الله تعالى عليه وسلم :
."إني أظل عند ربي فيطعمني ويسقيني" .
يعني يطعم سري معاني ، يطعم روحي الروحانية يغذيني بغذاء يخصني .
في الأول عرج بقالبه وقلبه ، ثم بعد ذلك منع القالب وصار يعرج بقلبه وسره وهو حاضر بين الناس .
وهكذا وراثه على الحقيقة الذين جمعوا بين العلم والعمل والإخلاص والتعليم للخلق .
( یا قوم ) كلوا بقايا القوم ، أشربوا ما قد بقي في أوانيهم ، یا من يدعي العلم لا عبرة بعلمك من غير عمل ولا عبرة بعملك من غير إخلاص لأنه جسد بلا روح.
علامة إخلاصك أنك لا تلتف إلى حمد الخلق ولا إلى ذمهم ولا تطمع فيا في أيديهم بل تعطي الربوبية حقها تعمل للمنعم لا للنعمة للمالك لا للملك ، للحق لا للباطل .
ما عند الخلق قشر ، وما عند الخالق لب ، فإذا صح صدقك فيه وإخلاصك له ودام وقوفك بين يديه أطعمك من دهن هذا اللب ، و أطلعك على لب اللب وسر السر ومعنى المعنى .
فحينئذ تتعرى عما سواه في الجملة : التعري للقلب لا للجسد ، الزهد للقلب لا للجسد ، الإعراض للسر لا للظاهر.
النظر إلى المعاني لا للمباني النظر للحق عز وجل لا للخلق .
الدائرة على أن تكون معه لا مع الخلق ، تنعدم الدنيا والآخرة بالإضافة إليكم كان لا دنيا ولا آخرة كان لا شيء سواه .
تنعم المحبون لله عز وجل الذين هم خواصه من خلقه لابتلاء أجسادهم.
الشهداء الذين قتلوا بسيوف الكفار لابتلاء أجسادهم فكيف الشهداء الذين قتلوا بسيوف المحبة .
إنما يتسلط الخراب على الأبنية والمباني بالمعاصي.
أما ترى المواضع الخراب معاصي أهلها خربتها لأن المعاصي تخرب البلاد وتهلك العباد هكذا أنت بنيتك بلدة إذا عصيت فيها جاءها الخراب .
إذا عصيت يجيئك الخراب إلى جسدك ، ثم إلى جسد دينك يجيئك العمى والزمن والطرش وذهاب القوة .
تجيئك الأمراض المختلفة يجيئك الفقر فيخرب بيت مالك و يحوجك إلى أصدقائك وأعدائك .
ويلك يا منافق لا تخادع الحق عز وجل تعمل عملا وتظهر أنه له "لله" وهو للخلق.
ترائيهم وتنافقهم وتتملق لهم وتنسى ربك عز وجل.
عن قریب تخرج من الدنيا مفلسا ، يا مريض الباطن عليك بالدواء لا يكون إلا عند الصالحين من عباد الله عز وجل .
خذ الدواء منهم واستعمله وقد جاءتك العافية الدائمة والصحة الأبدية لمعناك ولقلبك ولسرك ولخلوتك مع ربك عز وجل .
تنفتح عينا قلبك فتنظر بها إلى ربك عز وجل تصير من المحبين الواقفين على بابه الذين لا ينظرون إلى ما سواه.
قلب فيه بدعة كيف ينظر إلى الحق عز وجل ؟
( يا قوم ) اتبعوا ولا تبتدعوا وافقوا ولا تخالفوا أطيعوا ولا تعصوا أخلصوا ولا تشركوا .
وحدوا الحق عز وجل وعن بابه فلا تبرحوا ، سلوه ولا تسألوا غيره ، استعينوا به ولا تستعينوا بغيره ، توكلوا عليه ولا تتوكلوا على غيره.
وأنتم با خواص سلموا نفوسكم إليه وارضوا بتدبيره فيكم واشتغلوا بذكره دون مسألته .
أما سمعتم قوله عز وجل في بعض كتبه « من شغله ذكري عن مسألتي أعطيته أفضل ما أعطي السائلين ».
یا من اشتغل بذكره وانكسر قلبه لأجله أما ترضى من عطائه أن يكون جليسا لك
قال الله عز وجل في بعض كلامه :
"أنا جليس من ذكرني" ، وقال " أنا عند المنكسره قلوبهم من أجلي ".
( یا غلام ) تذكرك له بقرب قلبك منه وتدخل إلى بيت قربه وتصير ضيفا له الضيف بكرم ولا سيما ضيف الملك .
إلى متى تشتغل عن هذا الملك بالمُلك, والملك عن قريب تفارق ملكك ملكك عن قريب تحصل في الأخرة وترى كأن الدنيا لم تكن والآخرة لم تزل .
لا تهربوا مني لفقر يدي فإن عندي غني عنكم وعن أهل المشرق والمغرب ، إنما أريدكم لكم في حبالكم أفتل .
لا تبتدع وتحدث في دين الله عز وجل شيئا لم يكن ، اتبع الشاهدين العدلين الكتاب والسنة فإنهما يوصلانك إلى ربك عز وجل.
وأما إن كنت مبتدعا فشاهداك عقلك وهواك فلا جرم يوصلانك إلى النار ويلحقانك بفرعون وهامان وجنودهما .
لا تحتج بالقدر فلا يقبل منك لا بد لك من الدخول إلى دار العلم والتعلم ثم العمل ثم الإخلاص .
بك لا يجيء شيء ولا بد منك اجعل سعيك في طلب العلم والعمل ولا تجعله في
طلب الدنيا ، عن قريب ينقطع سعيك فاجعل سعيك فيا ينفعك .
قام إليه رجل وتواجد وقال : ما كان مقدمة هذه العروس حتى كان لها البخت.
فقال : المحبة من الشاب قبل الزفاف .
( یا غلام ) تعرض وتوصل إلى رضا الحق عز وجل عنك فإنه إذا رضي عنك أحبك, نحي غم الرزق عن قلبك ,وقد جاءك الرزق من الله عز وجل من غير تعب منك ولا عناء .
نحي الهموم عن قلبك واجعلها واحدا وهو الحق عز وجل فإذا فعلت ذلك كفاك الهموم كلها .
همك ما أهمك ، إن كان همك الدنيا فأنت معها .
وإن كان همك الأخرة فأنت معها ، وإن كان همك الخلق فأنت معهم .
وإن كان همك الحق عز وجل فأنت معه دنيا وآخرة .
وقال رضي الله تعالى عنه يوم الثلاثاء في المدرسة مستهل شعبان سنة خمس وأربعين وخمسمائة
تعلم ثم اعمل ، أخلص ، تجرد عنك وعن الخلق . و ( قل الله ثم ذرهم في خوضهم يلعبون).
قل كما قال إبراهيم عليه السلام : ( فإنهم عدو لي إلا رب العالمين).
اهجر الخلق وابغضهم ما دمت تراهم في الضر فإذا صح توحيدك وخرج خبث الشرك من قلبك عد إليهم وخالطهم وانفعهم بما عندك من العلم ودلهم على باب ربهم عز وجل.
موت الخواص موت عن الخلق في الجملة موت عن الإرادة والاختيار .
من صحت له هذه الموتة صحت له الحياة الأبدية مع ربه عز وجل تصير موتته الظاهرة سكتة لحظة غشية لحظة غيبة لحظة نومة ثم يقظة.
إن أردت هذه الموتة فعليك بتناول بنج المعرفة والقرب والنوم على عتبة الحق عز وجل حتى تأخذك يد الرحمة والمنة فتحييك حياة أبدية .
للنفس طعام للقلب طعام وللسر طعام ، ولهذا قال النبي صلى الله تعالى عليه وسلم :
."إني أظل عند ربي فيطعمني ويسقيني" .
يعني يطعم سري معاني ، يطعم روحي الروحانية يغذيني بغذاء يخصني .
في الأول عرج بقالبه وقلبه ، ثم بعد ذلك منع القالب وصار يعرج بقلبه وسره وهو حاضر بين الناس .
وهكذا وراثه على الحقيقة الذين جمعوا بين العلم والعمل والإخلاص والتعليم للخلق .
( یا قوم ) كلوا بقايا القوم ، أشربوا ما قد بقي في أوانيهم ، یا من يدعي العلم لا عبرة بعلمك من غير عمل ولا عبرة بعملك من غير إخلاص لأنه جسد بلا روح.
علامة إخلاصك أنك لا تلتف إلى حمد الخلق ولا إلى ذمهم ولا تطمع فيا في أيديهم بل تعطي الربوبية حقها تعمل للمنعم لا للنعمة للمالك لا للملك ، للحق لا للباطل .
ما عند الخلق قشر ، وما عند الخالق لب ، فإذا صح صدقك فيه وإخلاصك له ودام وقوفك بين يديه أطعمك من دهن هذا اللب ، و أطلعك على لب اللب وسر السر ومعنى المعنى .
فحينئذ تتعرى عما سواه في الجملة : التعري للقلب لا للجسد ، الزهد للقلب لا للجسد ، الإعراض للسر لا للظاهر.
النظر إلى المعاني لا للمباني النظر للحق عز وجل لا للخلق .
الدائرة على أن تكون معه لا مع الخلق ، تنعدم الدنيا والآخرة بالإضافة إليكم كان لا دنيا ولا آخرة كان لا شيء سواه .
تنعم المحبون لله عز وجل الذين هم خواصه من خلقه لابتلاء أجسادهم.
الشهداء الذين قتلوا بسيوف الكفار لابتلاء أجسادهم فكيف الشهداء الذين قتلوا بسيوف المحبة .
إنما يتسلط الخراب على الأبنية والمباني بالمعاصي.
أما ترى المواضع الخراب معاصي أهلها خربتها لأن المعاصي تخرب البلاد وتهلك العباد هكذا أنت بنيتك بلدة إذا عصيت فيها جاءها الخراب .
إذا عصيت يجيئك الخراب إلى جسدك ، ثم إلى جسد دينك يجيئك العمى والزمن والطرش وذهاب القوة .
تجيئك الأمراض المختلفة يجيئك الفقر فيخرب بيت مالك و يحوجك إلى أصدقائك وأعدائك .
ويلك يا منافق لا تخادع الحق عز وجل تعمل عملا وتظهر أنه له "لله" وهو للخلق.
ترائيهم وتنافقهم وتتملق لهم وتنسى ربك عز وجل.
عن قریب تخرج من الدنيا مفلسا ، يا مريض الباطن عليك بالدواء لا يكون إلا عند الصالحين من عباد الله عز وجل .
خذ الدواء منهم واستعمله وقد جاءتك العافية الدائمة والصحة الأبدية لمعناك ولقلبك ولسرك ولخلوتك مع ربك عز وجل .
تنفتح عينا قلبك فتنظر بها إلى ربك عز وجل تصير من المحبين الواقفين على بابه الذين لا ينظرون إلى ما سواه.
قلب فيه بدعة كيف ينظر إلى الحق عز وجل ؟
( يا قوم ) اتبعوا ولا تبتدعوا وافقوا ولا تخالفوا أطيعوا ولا تعصوا أخلصوا ولا تشركوا .
وحدوا الحق عز وجل وعن بابه فلا تبرحوا ، سلوه ولا تسألوا غيره ، استعينوا به ولا تستعينوا بغيره ، توكلوا عليه ولا تتوكلوا على غيره.
وأنتم با خواص سلموا نفوسكم إليه وارضوا بتدبيره فيكم واشتغلوا بذكره دون مسألته .
أما سمعتم قوله عز وجل في بعض كتبه « من شغله ذكري عن مسألتي أعطيته أفضل ما أعطي السائلين ».
یا من اشتغل بذكره وانكسر قلبه لأجله أما ترضى من عطائه أن يكون جليسا لك
قال الله عز وجل في بعض كلامه :
"أنا جليس من ذكرني" ، وقال " أنا عند المنكسره قلوبهم من أجلي ".
( یا غلام ) تذكرك له بقرب قلبك منه وتدخل إلى بيت قربه وتصير ضيفا له الضيف بكرم ولا سيما ضيف الملك .
إلى متى تشتغل عن هذا الملك بالمُلك, والملك عن قريب تفارق ملكك ملكك عن قريب تحصل في الأخرة وترى كأن الدنيا لم تكن والآخرة لم تزل .
لا تهربوا مني لفقر يدي فإن عندي غني عنكم وعن أهل المشرق والمغرب ، إنما أريدكم لكم في حبالكم أفتل .
لا تبتدع وتحدث في دين الله عز وجل شيئا لم يكن ، اتبع الشاهدين العدلين الكتاب والسنة فإنهما يوصلانك إلى ربك عز وجل.
وأما إن كنت مبتدعا فشاهداك عقلك وهواك فلا جرم يوصلانك إلى النار ويلحقانك بفرعون وهامان وجنودهما .
لا تحتج بالقدر فلا يقبل منك لا بد لك من الدخول إلى دار العلم والتعلم ثم العمل ثم الإخلاص .
بك لا يجيء شيء ولا بد منك اجعل سعيك في طلب العلم والعمل ولا تجعله في
طلب الدنيا ، عن قريب ينقطع سعيك فاجعل سعيك فيا ينفعك .
قام إليه رجل وتواجد وقال : ما كان مقدمة هذه العروس حتى كان لها البخت.
فقال : المحبة من الشاب قبل الزفاف .
( یا غلام ) تعرض وتوصل إلى رضا الحق عز وجل عنك فإنه إذا رضي عنك أحبك, نحي غم الرزق عن قلبك ,وقد جاءك الرزق من الله عز وجل من غير تعب منك ولا عناء .
نحي الهموم عن قلبك واجعلها واحدا وهو الحق عز وجل فإذا فعلت ذلك كفاك الهموم كلها .
همك ما أهمك ، إن كان همك الدنيا فأنت معها .
وإن كان همك الأخرة فأنت معها ، وإن كان همك الخلق فأنت معهم .
وإن كان همك الحق عز وجل فأنت معه دنيا وآخرة .
أمس في 20:03 من طرف Admin
» كتاب: مطالع اليقين في مدح الإمام المبين للشيخ عبد الله البيضاوي
أمس في 20:02 من طرف Admin
» كتاب: الفتوحات القدسية في شرح قصيدة في حال السلوك عند الصوفية ـ الشيخ أبي بكر التباني
أمس في 19:42 من طرف Admin
» كتاب: الكلمات التي تتداولها الصوفية للشيخ الأكبر مع تعليق على بعض ألفاظه من تأويل شطح الكمل للشعراني
أمس في 19:39 من طرف Admin
» كتاب: قاموس العاشقين في أخبار السيد حسين برهان الدين ـ الشيخ عبد المنعم العاني
أمس في 19:37 من طرف Admin
» كتاب: نُسخة الأكوان في معرفة الإنسان ويليه رسائل أخرى ـ الشّيخ محيي الدين بن عربي
أمس في 19:34 من طرف Admin
» كتاب: كشف الواردات لطالب الكمالات للشيخ عبد الله السيماوي
أمس في 19:31 من طرف Admin
» كتاب: رسالة الساير الحائر الواجد إلى الساتر الواحد الماجد ( مجموع رسائل الشيخ نجم الدين الكبري )
أمس في 19:28 من طرف Admin
» كتاب: رسالة إلى الهائم الخائف من لومة اللائم ( مجموع رسائل الشيخ نجم الدين الكبري )
أمس في 19:26 من طرف Admin
» كتاب: التعرف إلى حقيقة التصوف للشيخين الجليلين أحمد العلاوي عبد الواحد ابن عاشر
أمس في 19:24 من طرف Admin
» كتاب: مجالس التذكير في تهذيب الروح و تربية الضمير للشيخ عدّة بن تونس
أمس في 19:21 من طرف Admin
» كتاب غنية المريد في شرح مسائل التوحيد للشيخ عبد الرحمن باش تارزي القسنطيني الجزائري
أمس في 19:19 من طرف Admin
» كتاب: القوانين للشيخ أبي المواهب جمال الدين الشاذلي ابن زغدان التونسي المصري
أمس في 19:17 من طرف Admin
» كتاب: مراتب الوجود المتعددة ـ الشيخ عبد الواحد يحيى
أمس في 19:14 من طرف Admin
» كتاب: جامع الأصول في الأولياء و دليل السالكين إلى الله تعالى ـ للسيد أحمد النّقشبندي الخالدي
أمس في 19:12 من طرف Admin