5 ـ ربنا لا تزغ قلوبنا بعد إذ هديتنا وهب لنا من لدنك رحمة إنك أنت الوهاب:
هذا المقطع من مطلع سورة آل عمران نورده كاملا في سياقه لإتمام المعنى:
هو الذي أنزل عليك الكتاب منه آيات محكمات هن أم الكتاب وأخر متشابهات فأما الذين في قلوبهم زيغ فيتبعون ما تشابه منه ابتغاء الفتنة وابتغاء تأويله وما يعلم تأويله إلا الله والراسخون في العلم يقولون آمنا به كل من عند ربنا وما يذكر إلا أولو الألباب (7) ربنا لا تزغ قلوبنا بعد إذ هديتنا وهب لنا من لدنك رحمة إنك أنت الوهاب ( ربنا إنك جامع الناس ليوم لا ريب فيه إن الله لا يخلف الميعاد.
جاء هذا المقطع ليعالج قضية في غاية الأهمية. إنه يبين أن من القرآن الكريم ما هو محكم ظاهر ومعلوم المعنى ينبغي العمل به، ومنه ما هو متشابه ينبغي فيه التسليم لله, ويؤكد على أن الراسخين في العلم يعملون بالمحكم ويؤمنون بالمتشابه ويسلمون لله في معناه والمراد به وإن لم تدركه عقول بعضهم, وأن الذين في قلوبهم زيغ فيعمدون ـ حسب أهوائهم ـ إلى تأويل ما تشابه منه اتباعا لشهواتهم ابتغاء الفساد وبث الفتنة بين الناس. ولذلك جاء هذا الدعاء العظيم في صيغة طلب من المؤمنين لتثبيت القلوب على الحق ودوام الاستقامة, حتى لا تميل بهم الأهواء صوب أهل الزيغ والضلال. وقد جاء ختام الدعاء وهب لنا من لدنك رحمة إنك أنت الوهاب, تأكيدا لذات المعنى, خصوصا وأن القرآن الكريم ضرب لنا أمثلة رائعة من ثبات الصالحين الذين وهب الله لهم رحمة خاصة من لدنه, من ذلك فتية أهل الكهف والعبد الصالح صاحب سيدنا موسى عليه الصلاة والسلام في القصة المعلومة. وقد ثبت عنه صلى الله عليه وسلم كما ورد عند البخاري في الأدب والترمذي والبيهقي وابن ماجة والحاكم في المستدرك وأحمد وغيرهم أنه كان يكثر من دعاء:
اللهم يا مقلب القلوب ثبت قلبي على دينك, وكان يقول ما من قلب إلا بين أصبعين من أصابع الرحمن يقلبه كيف يشاء((29)) بمعنى أن جميع القلوب بين أصابعه سبحانه يقلبها كما يشاء, من شاء أقامه ومن شاء أزاغه. ومن أوجه عظمة هذا الدعاء أنه ورد في الموطأ وعند البيهقي وابن أبي شيبة عن عبد الله الصنابحي قال, قدمت المدينة في خلافة أبي بكر الصديق فصليت وراءه المغرب فقرأ في الركعتين الأوليين بأم القرآن وسور من قصار المفصل ثم قام في الثالثة فدنوت منه حتى إن ثيابي لتكاد تمس ثيابه فسمعته يقرأ بأم القرآن وهذه الآية: ربنا لا تزغ قلوبنا بعد إذ هديتنا وهب لنا من لدنك رحمة إنك أنت الوهاب.
ولذلك قال العلماء بجواز قراءة هذه الآية في الركعة الثالثة من المغرب كضرب من القنوت.
ومن الملاحظ أنه قد ورد ذكر الرحمة ومشتقاتها في القرآن الكريم 114 مرة بعدد سور القرآن، وفي ذلك ما فيه من إشارة بليغة إلى كون كل سورة من سور القرآن الكريم رحمة بذاتها، ولذلك ورد طلب الرحمة كما في قوله تعالى على لسان فتية الكهف: ربا آتنا من لدنك رحمة وهيئ لنا من أمرنا رشدا.كما ورد ذكر الرحمة الخاصة التي ميز الله بها العبد الصالح كما في قوله تعالى: فوجدا عبدا من عبادنا آتيناه رحمة من عندنا وعلمناه من لدنا علما((30)).
هذا المقطع من مطلع سورة آل عمران نورده كاملا في سياقه لإتمام المعنى:
هو الذي أنزل عليك الكتاب منه آيات محكمات هن أم الكتاب وأخر متشابهات فأما الذين في قلوبهم زيغ فيتبعون ما تشابه منه ابتغاء الفتنة وابتغاء تأويله وما يعلم تأويله إلا الله والراسخون في العلم يقولون آمنا به كل من عند ربنا وما يذكر إلا أولو الألباب (7) ربنا لا تزغ قلوبنا بعد إذ هديتنا وهب لنا من لدنك رحمة إنك أنت الوهاب ( ربنا إنك جامع الناس ليوم لا ريب فيه إن الله لا يخلف الميعاد.
جاء هذا المقطع ليعالج قضية في غاية الأهمية. إنه يبين أن من القرآن الكريم ما هو محكم ظاهر ومعلوم المعنى ينبغي العمل به، ومنه ما هو متشابه ينبغي فيه التسليم لله, ويؤكد على أن الراسخين في العلم يعملون بالمحكم ويؤمنون بالمتشابه ويسلمون لله في معناه والمراد به وإن لم تدركه عقول بعضهم, وأن الذين في قلوبهم زيغ فيعمدون ـ حسب أهوائهم ـ إلى تأويل ما تشابه منه اتباعا لشهواتهم ابتغاء الفساد وبث الفتنة بين الناس. ولذلك جاء هذا الدعاء العظيم في صيغة طلب من المؤمنين لتثبيت القلوب على الحق ودوام الاستقامة, حتى لا تميل بهم الأهواء صوب أهل الزيغ والضلال. وقد جاء ختام الدعاء وهب لنا من لدنك رحمة إنك أنت الوهاب, تأكيدا لذات المعنى, خصوصا وأن القرآن الكريم ضرب لنا أمثلة رائعة من ثبات الصالحين الذين وهب الله لهم رحمة خاصة من لدنه, من ذلك فتية أهل الكهف والعبد الصالح صاحب سيدنا موسى عليه الصلاة والسلام في القصة المعلومة. وقد ثبت عنه صلى الله عليه وسلم كما ورد عند البخاري في الأدب والترمذي والبيهقي وابن ماجة والحاكم في المستدرك وأحمد وغيرهم أنه كان يكثر من دعاء:
اللهم يا مقلب القلوب ثبت قلبي على دينك, وكان يقول ما من قلب إلا بين أصبعين من أصابع الرحمن يقلبه كيف يشاء((29)) بمعنى أن جميع القلوب بين أصابعه سبحانه يقلبها كما يشاء, من شاء أقامه ومن شاء أزاغه. ومن أوجه عظمة هذا الدعاء أنه ورد في الموطأ وعند البيهقي وابن أبي شيبة عن عبد الله الصنابحي قال, قدمت المدينة في خلافة أبي بكر الصديق فصليت وراءه المغرب فقرأ في الركعتين الأوليين بأم القرآن وسور من قصار المفصل ثم قام في الثالثة فدنوت منه حتى إن ثيابي لتكاد تمس ثيابه فسمعته يقرأ بأم القرآن وهذه الآية: ربنا لا تزغ قلوبنا بعد إذ هديتنا وهب لنا من لدنك رحمة إنك أنت الوهاب.
ولذلك قال العلماء بجواز قراءة هذه الآية في الركعة الثالثة من المغرب كضرب من القنوت.
ومن الملاحظ أنه قد ورد ذكر الرحمة ومشتقاتها في القرآن الكريم 114 مرة بعدد سور القرآن، وفي ذلك ما فيه من إشارة بليغة إلى كون كل سورة من سور القرآن الكريم رحمة بذاتها، ولذلك ورد طلب الرحمة كما في قوله تعالى على لسان فتية الكهف: ربا آتنا من لدنك رحمة وهيئ لنا من أمرنا رشدا.كما ورد ذكر الرحمة الخاصة التي ميز الله بها العبد الصالح كما في قوله تعالى: فوجدا عبدا من عبادنا آتيناه رحمة من عندنا وعلمناه من لدنا علما((30)).
أمس في 17:11 من طرف Admin
» كتاب التواضع والخمول تصنيف ابن أبي الدنيا
أمس في 17:02 من طرف Admin
» كتاب: في رياض السيرة النبوية العهد المكي – د.أحمد عمر هاشم ـ ج1
أمس في 16:27 من طرف Admin
» كتاب في رياض السيرة النبوية (العهد المدني) لأحمد عمر هاشم ـ ج2
أمس في 15:41 من طرف Admin
» كتاب: القصص في الحديث النبوي ـ لمحمد الزير موقع مكتبة
أمس في 15:03 من طرف Admin
» كتاب: الكلام على قوله تعالى {إنما يخشى الله من عباده العلماء} ـ ابن رجب الحنبلي
أمس في 14:58 من طرف Admin
» كتاب: نهاية العالم في الكتاب المقدس - دراسة مقارنة مع القرآن الكريم ـ نور فائزة بنت عثمان
20/11/2024, 22:49 من طرف Admin
» كتاب مواعظ الإمام زين العابدين ـ صالح أحمد الشامي
18/11/2024, 23:30 من طرف Admin
» كتاب إتحاف النفوس بنفحات القدوس ـ عبد القدوس بن أسامة السامرائي
18/11/2024, 23:25 من طرف Admin
» كتاب الإعلام بفضل الصلاة على النبي والسلام ـ محمد بن عبد الرحمن بن علي النميري
18/11/2024, 23:20 من طرف Admin
» كتاب الغيب ـ محمد متولي الشعراوي
18/11/2024, 23:08 من طرف Admin
» كتاب الشيطان والإنسان ـ محمد متولي الشعراوي
18/11/2024, 23:03 من طرف Admin
» كتاب الشعراوي هنا رأيت سيدنا إبراهيم ـ سعيد أبو العنين
18/11/2024, 23:01 من طرف Admin
» كتاب الخير والشر ـ محمد متولي الشعراوي
18/11/2024, 22:57 من طرف Admin
» كتاب التربية في مدرسة النبوة ـ محمد متولي الشعراوي
18/11/2024, 22:55 من طرف Admin