(إِنَّ الَّذِينَ سَبَقَتْ لَهُمْ مِنَّا الْحُسْنَىٰ أُولَٰئِكَ عَنْهَا مُبْعَدُونَ)الانبياء 101.

بسم الله الرّحمن الرّحيم
اللهمّ صلّ على سيّدنا محمّد وعلى آله وسلّم.
(إِنَّ الَّذِينَ سَبَقَتْ لَهُمْ مِنَّا الْحُسْنَىٰ أُولَٰئِكَ عَنْهَا مُبْعَدُونَ)الانبياء 101.
من علامة حسن السّابقة للعبد: نيّته في تعلّقه بالله والرّسول، فتراه عن نهج الإتباع لا يحول،
وغايته من ربّه رضاه والقبول.
نومه الإغفاء في سهاد، يقظته في جدّ واجتهاد .ليس له عن غير ربّه اعتماد،
عبد لنفسه محاسب، في حركاتها لربّه مراقب. مخالف أهواءها وتائب.
إلى أن تسري محبّة الحبيب في حشاه، وتتلاشى التفاتاته لما سواه.
فيتلقّاه صاحب البراق، ويضمّه إليه ضمّة الإعتاق.
فيرتحل بالشّوق في سخاء المدامع، وزفير العشق يطوي من مداه الأضالِع.
حتّى إذا ما أطبقت عليه المنايا، وتداركته حسن السّابقة بالعناية.
انتقل إلى جوار ربّه، وبدّلت الأرض غير الأرض بقربه.
فيضع فيه مولاه ما يريد، ولا يخرج عمّا يظهره فيه ولا يحيد،
وهذه بعضٌ من صفات العبيد.
ولست بما أصرّح أدّعيها،
لكنّه وصف يشاهد في أهاليها، بمحييها و مبديها.
صبر بحلم، وخلق بعلم.
نظرة بتدقيق، وصمت بتحقيق، ونطق بتوفيق .
سعي بيقين، وخضوع بتمكين. مع تعامل بلين.
وما يرى فيما بقى من سائر الصّفات،
فكلّ له نصيبه من هذه الحياة وما يجريه الحقّ فيها من تقلّبات.،
بين فقر وغنى، وفرح وترح، وأخذ و عطاء...
(أَهُمْ يَقْسِمُونَ رَحْمَتَ رَبِّكَ ۚ نَحْنُ قَسَمْنَا بَيْنَهُمْ مَعِيشَتَهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا ۚ وَرَفَعْنَا بَعْضَهُمْ فَوْقَ بَعْضٍ دَرَجَاتٍ لِيَتَّخِذَ بَعْضُهُمْ بَعْضًا سُخْرِيًّا ۗ وَرَحْمَتُ رَبِّكَ خَيْرٌ مِمَّا يَجْمَعُونَ.)الزّخرف.32.
فهذا تعريف بما أتاح، لما يعتريه اللبس من معنى الصّلاح.
"اللَّهُمَّ تَوَفَّنَا مُسْلِمِينَ، وَأَحْيِنَا مُسْلِمِينَ، وَأَلْحِقْنَا بِالصَّالِحِينَ، غَيْرَ خَزَايَا وَلَا مَفْتُونِين"
أه