(الَّذِينَ ءَاتَيْنَاهُمُ الْكِتَابَ يَتْلُونَهُ حَقَّ تِلاَوَتِهِ)البقرة.121.

بسم الله الرّحمن الرّحيم
اللهمّ صلّ على سيّدنا محمّد وعلى آله و صحبه وسلّم.
(الَّذِينَ ءَاتَيْنَاهُمُ الْكِتَابَ يَتْلُونَهُ حَقَّ تِلاَوَتِهِ)البقرة.121.
حقّ تلاوة القرآن أن تعتقد أنّك المقصود بكتابه،
معظّما لمولاك في استعداد لمراده بتسليم لخطابه،
وأن يكون استماعك له بلسان الرّسول صلّى الله عليه وسلّم فكن لبيب.
وتخلّى عن لسانك للسان الحبيب يتلوه بين يدي مولاه من قريب ،
( لَقَدْ جَاءَكُمْ رَسُولٌ مِنْ أَنْفُسِكُمْ عَزِيزٌ عَلَيْهِ مَا عَنِتُّمْ حَرِيصٌ عَلَيْكُمْ بِالْمُؤْمِنِينَ رَءُوفٌ رَحِيمٌ )التوية.128.
ولا تفصل سمعك عن لسانه وكن عن نفسك غريب.
ولا زمانك عن زمانه فهو المُخاطَب فيك والخطيب.
فقد آواك الكريم على مائدة المساكين فكن أديب.
في خضوع وخشوع بتذلّل بين يدي القريب المجيب.
واحذر دخول نفسك فإنه غيور،
وكن له وعليه في اجتماع بحضور.
فهو لا يحب أن يرى في قلب نزيله أحدا سواه،
فأفرده بهمّتك تنال قبوله ورضاه.
(وَإِذَا قُرِئَ الْقُرْآنُ فَاسْتَمِعُوا لَهُ وَأَنْصِتُوا لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ)الأعراف.204.
رحمته تزكيّة وتطهير، ليس لك فيها اختيار ولا تدبير.
فهو المعلّم بالرّسول، ومعطي الحكمة بفروعها والأصول.
( لَقَدْ مَنَّ اللّهُ عَلَى الْمُؤمِنِينَ إِذْ بَعَثَ فِيهِمْ رَسُولاً مِّنْ أَنفُسِهِمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَإِن كَانُواْ مِن قَبْلُ لَفِي ضَلالٍ مُّبِينٍ ) سورة آل عمران١٦٤.
أه