"الفرح بالله تعالى": لحضرة الشيخ عباس السيد فاضل الحسني:-
بسم الله الرّحمن الرّحيم
الحمد لله مُتم الأفراح، وله الجلال والجمال والبهاء والعظمة والسلطان، والصّلاة والسّلام على الرؤوف الرحيم، ناصر الحق، الهادي إلى صراط مستقيم، سيدنا محمّد، وعلى آله وأصحابه، وتابعيهم بإحسان إلى يوم الدين ـ رضوان الله تعالى عليهم أجمعين.
أمّا بعدُ: فقال الله تعالى: {قُلْ بِفَضْلِ اللَّهِ وَبِرَحْمَتِهِ فَبِذَلِكَ فَلْيَفْرَحُوا هُوَ خَيْرٌ مِمَّا يَجْمَعُونَ}، فضل الله: دوام التوفيق، ورحمته: تمام التحقيق، والفرح: لذة القلب بالمقصود، اللَّهم؛ أنت مقصودنا، ورضاك مطلوبنا، فحقق لنا بما أنت أهله يا ربّنا، آمين.
"أيها السادة": السرور سروران: سرور زائل، وسرور باقي؛ فالسرور الزائل، سرور أهل الدنيا بدنياهم، وهو: سرور آني، ووقته قصير، تعقبه ندامات كبرى، من المصائب، " كالبلاء والفراق والعذاب "، وقد قال السلف: لا راحة في الدنيا، وقالوا:
هي الدنيا تقول بملء فيها حذار حذار من بطشي وفتكي
فلا يغرركم حسنُ ابتِسامي فقولي مضحك والفعل مُبكي
وسرور باقي، وهو: سرور بالله ـ عزَّ وجلَّ، وفرحه أبدي، ونشوته دائمة لا تنتهي، "بدين الله وذكره وانسه" ، وهو بازدياد وما لا نهاية له ـ بكرم الله تعالى ورضوانه ـ جلَّ جلالُهُ وعمَّ فضلُهُ ونوالُهُ.
قال بعض العارفين: لو يعلم الملوك ما عندنا من الأنس بالله، لقاتلونا عليه بسيوفهم، ولكن لا يستطيعون، وقال آخر: لو علم أهل الدنيا ما نحن فيه من اللذات لأخذوها منا لو استطاعوا، ولكن لا يعلمون، وقال آخر: إنه ليمر بالقلب أوقاتٌ أقول: إن كان أهلُ الجنة في مثل هذا إنهم لفي عيشٍ طيبٍ، كما قال ـ جلَّ مجده: {مَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُمْ بِأَحْسَنِ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ}.
قال ابن القيم في "المدارج": فإنه لا نعيمَ له ولا لذة ولا ابتهاج ولا كمال إلا بمعرفة الله ومحبته والطمأنينة بذكره والفرح والابتهاج بقربه والشوق إلى لقائهِ، فهذه جنته العاجلة، كما أنه لا نعيم له في الآخرة ولا فوز إلا بجواره في دار النعيم في الجنة الآجلة، فله جنتان لا يدخل الثانية منهما إن لم يدخل الأولى. كما قال تعالى: {وَلِمَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ جَنَّتَانِ}.
اللَّهمَّ؛ اتمم فرحنا بك، والأنس الدائم بذاتك في الدنيا والآخرة، يا الله ـ تبارك وتعالى ربّنا وتقدس، آمينَ آمين، صلِّ اللَّهم على الذي ملأت عينيه من جلالك، وقلبه من جمالك، ولسانه من محاكاتك، فأصبح فرحاً بك مسرورا، مؤيداً منصورا، وعلى آله وأصحابه وأحبابه وسلّم وبارك، اللَّهمَّ؛ أكرمنا من ذلك، وبحرمة كرم ذلك، والحمد لله دوماً وأبداً على ذلك، اللَّهمَّ؛ أكرم هذه الأمة المحمدية بجميل عوائدك في الدارين ـ إكراماً لمن جعلتها من أمته ـ صلى الله عليه وسلم ـ وارفع راية الحق والنور المبين على هذه المعمورة يا ربّ العالمين، ويا أرحم الراحمين، ويا أكرم الأكرمين، ويا أجود الأجودين، آمينَ آمين، والحمد لله ربّ العالمين.
ابنه وخادمه محمّد
بسم الله الرّحمن الرّحيم
الحمد لله مُتم الأفراح، وله الجلال والجمال والبهاء والعظمة والسلطان، والصّلاة والسّلام على الرؤوف الرحيم، ناصر الحق، الهادي إلى صراط مستقيم، سيدنا محمّد، وعلى آله وأصحابه، وتابعيهم بإحسان إلى يوم الدين ـ رضوان الله تعالى عليهم أجمعين.
أمّا بعدُ: فقال الله تعالى: {قُلْ بِفَضْلِ اللَّهِ وَبِرَحْمَتِهِ فَبِذَلِكَ فَلْيَفْرَحُوا هُوَ خَيْرٌ مِمَّا يَجْمَعُونَ}، فضل الله: دوام التوفيق، ورحمته: تمام التحقيق، والفرح: لذة القلب بالمقصود، اللَّهم؛ أنت مقصودنا، ورضاك مطلوبنا، فحقق لنا بما أنت أهله يا ربّنا، آمين.
"أيها السادة": السرور سروران: سرور زائل، وسرور باقي؛ فالسرور الزائل، سرور أهل الدنيا بدنياهم، وهو: سرور آني، ووقته قصير، تعقبه ندامات كبرى، من المصائب، " كالبلاء والفراق والعذاب "، وقد قال السلف: لا راحة في الدنيا، وقالوا:
هي الدنيا تقول بملء فيها حذار حذار من بطشي وفتكي
فلا يغرركم حسنُ ابتِسامي فقولي مضحك والفعل مُبكي
وسرور باقي، وهو: سرور بالله ـ عزَّ وجلَّ، وفرحه أبدي، ونشوته دائمة لا تنتهي، "بدين الله وذكره وانسه" ، وهو بازدياد وما لا نهاية له ـ بكرم الله تعالى ورضوانه ـ جلَّ جلالُهُ وعمَّ فضلُهُ ونوالُهُ.
قال بعض العارفين: لو يعلم الملوك ما عندنا من الأنس بالله، لقاتلونا عليه بسيوفهم، ولكن لا يستطيعون، وقال آخر: لو علم أهل الدنيا ما نحن فيه من اللذات لأخذوها منا لو استطاعوا، ولكن لا يعلمون، وقال آخر: إنه ليمر بالقلب أوقاتٌ أقول: إن كان أهلُ الجنة في مثل هذا إنهم لفي عيشٍ طيبٍ، كما قال ـ جلَّ مجده: {مَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُمْ بِأَحْسَنِ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ}.
قال ابن القيم في "المدارج": فإنه لا نعيمَ له ولا لذة ولا ابتهاج ولا كمال إلا بمعرفة الله ومحبته والطمأنينة بذكره والفرح والابتهاج بقربه والشوق إلى لقائهِ، فهذه جنته العاجلة، كما أنه لا نعيم له في الآخرة ولا فوز إلا بجواره في دار النعيم في الجنة الآجلة، فله جنتان لا يدخل الثانية منهما إن لم يدخل الأولى. كما قال تعالى: {وَلِمَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ جَنَّتَانِ}.
اللَّهمَّ؛ اتمم فرحنا بك، والأنس الدائم بذاتك في الدنيا والآخرة، يا الله ـ تبارك وتعالى ربّنا وتقدس، آمينَ آمين، صلِّ اللَّهم على الذي ملأت عينيه من جلالك، وقلبه من جمالك، ولسانه من محاكاتك، فأصبح فرحاً بك مسرورا، مؤيداً منصورا، وعلى آله وأصحابه وأحبابه وسلّم وبارك، اللَّهمَّ؛ أكرمنا من ذلك، وبحرمة كرم ذلك، والحمد لله دوماً وأبداً على ذلك، اللَّهمَّ؛ أكرم هذه الأمة المحمدية بجميل عوائدك في الدارين ـ إكراماً لمن جعلتها من أمته ـ صلى الله عليه وسلم ـ وارفع راية الحق والنور المبين على هذه المعمورة يا ربّ العالمين، ويا أرحم الراحمين، ويا أكرم الأكرمين، ويا أجود الأجودين، آمينَ آمين، والحمد لله ربّ العالمين.
ابنه وخادمه محمّد
أمس في 22:49 من طرف Admin
» كتاب مواعظ الإمام زين العابدين ـ صالح أحمد الشامي
18/11/2024, 23:30 من طرف Admin
» كتاب إتحاف النفوس بنفحات القدوس ـ عبد القدوس بن أسامة السامرائي
18/11/2024, 23:25 من طرف Admin
» كتاب الإعلام بفضل الصلاة على النبي والسلام ـ محمد بن عبد الرحمن بن علي النميري
18/11/2024, 23:20 من طرف Admin
» كتاب الغيب ـ محمد متولي الشعراوي
18/11/2024, 23:08 من طرف Admin
» كتاب الشيطان والإنسان ـ محمد متولي الشعراوي
18/11/2024, 23:03 من طرف Admin
» كتاب الشعراوي هنا رأيت سيدنا إبراهيم ـ سعيد أبو العنين
18/11/2024, 23:01 من طرف Admin
» كتاب الخير والشر ـ محمد متولي الشعراوي
18/11/2024, 22:57 من طرف Admin
» كتاب التربية في مدرسة النبوة ـ محمد متولي الشعراوي
18/11/2024, 22:55 من طرف Admin
» كتاب: إرشاد العباد إلى سبل الرشاد ـ للملبباري
18/11/2024, 22:41 من طرف Admin
» ـ كتاب آداب الحسن البصري ـ أبن الجوزي
18/11/2024, 22:34 من طرف Admin
» كتاب الله والنفس البشرية ـ لمحمد متولي الشعراوي
18/11/2024, 22:23 من طرف Admin
» كتاب: معرفة النفس طر يق لمعرفة الرب ـ أستاذ البصيرة عبدالوهاب حسن
18/11/2024, 22:21 من طرف Admin
» كتاب الطريق الي الله ـ الشيخ علي جمعة
18/11/2024, 21:50 من طرف Admin
» كتاب: كتاب النفس والجسد والروح ـ ابراهيم البلتاجي
18/11/2024, 21:38 من طرف Admin