الرسالة (84)
"التوحيد الخالص لله عزَّ وجلَّ": لحضرة الشيخ عباس السيد فاضل الحسني:-
بسم الله الرّحمن الرّحيم. الحمد لله الجليل الجميل، والصلاة والسلام على عبده وحبيبه المصطفى الأمين، وعلى آله وأصحابه وتابعيهم بإحسان إلى يوم الدين ـ رضوان الله تعالى عليهم أجمعين.
أمّا بعد: فقال تعالى: ((أَلَا لِلَّهِ الدِّينُ الْخَالِصُ)) فديننا أساسه التوحيد، كما قال تعالى: ((فَاعْلَمْ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَاسْتَغْفِرْ لِذَنبِكَ وَلِلْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ))، فالتوحيد هو الإقرار وقطع الأنداد، وتجريد الذات الإلهية عن كل ما يتصور في الأفهام، ويتخيل في الأوهام والأذهان، وهو: تنزيه الله ـ عزَّ وجل ـ عن الحدوث والشبيه والنظير؛ فهو القدوس في ذاته وصفاته وأفعاله؛ كما قال تعالى: ((لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ البَصِيرُ))، فهو الأزلي الأبدي؛ كما قال تعالى: ((هُوَ الْأَوَّلُ وَالْآخِرُ وَالظَّاهِرُ وَالْبَاطِنُ وَهُوَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ))، وقال رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم: ((اللَّهُمَّ أَنْتَ الأَوَّلُ فَلَيْسَ قَبْلَكَ شَيْءٌ، وَأَنْتَ الآخِرُ فَلَيْسَ بَعْدَكَ شَيْءٌ، وَأَنْتَ الظَّاهِرُ فَلَيْسَ فَوْقَكَ شَيْءٌ، وَأَنْتَ الْبَاطِنُ فَلَيْسَ دُونَكَ شَيْءٌ((. رواه مسلم وأبو داود وابن ماجه.
فقوله ـ صلى الله عليه وسلم: ((وَأَنْتَ الْبَاطِنُ فَلَيْسَ دُونَكَ شَيْءٌ))، أي: ليس أقرب منك شيء؛ لقوله تعالى: ((وَنَحْنُ أَقْرَبُ إِلَيْهِ مِنكُمْ وَلَكِن لَّا تُبْصِرُونَ))، أي: علماً، وقدرةً، ورؤيةً.
قال الإمام الجنيد بن محمد ـ قدس الله روحه: نفى القدم عن كل أول بأوليته، ونفى البقاء عن كل آخر بآخريتهِ، واضطر الخلق إلى الإقرار بربوبيته بظاهريته، وحجب الأفهام عن إدراك كُنْهِه وكيفيتهِ بباطنيتهِ.
والتجريد في التوحيد هو الإخلاص فيه لله ربّ العالمين، وبذلك يتحقق التذلل بين يدي الله المولى ـ جلَّ وعلا ـ وقبول التوحيد عند الله ـ عزَّ وجلَّ ـ لخلود الجنة والرضا؛ لاعتراف العبد بالذل والفناء، ولله ـ عزَّ وجلَّ ـ الكبرياء والبقاء ـ والكبرياء لله صفة كمال لعظمة المولى، وجلاله ومجده ـ المنزه عن جميع العيوب والظلم والجور؛ ففي الحديث القدسي: ((الْعِزُّ إِزَارِي، وَالْكِبْرِيَاءُ رِدَائِي، فَمَنْ نَازَعَنِي بِشَيْءٍ مِنْهُمَا عَذَّبْتُه))، رواه البخاري، وفي روايةٍ: ((العظمة إزاري، والكبرياء ردائي، فمن نازعني فيهما قصمته ولا أبالي))، فمن عرف نفسه بالعجز والفناء، وعرف ربه بالفردانية والكمال والبقاء؛ فقد عرف الله، فكل عارف موحد، وليس كل موحد عارف؛ فكان الله ـ جلّ جلاله ـ وحده؛ فخلق الكون ـ وله الخلق والأمر ـ ليعرف ـ جلّ وعلا ـ ويعبد وحده، وهذا من فضل رحمته.
قال العلّامة السعدي في تفسيره "التيسير": العلم لا بد فيه من إقرار القلب ومعرفته، بمعنى ما طلب منه علمه، وتمامه أن يعمل بمقتضاه، وهذا العلم الذي أمر الله به - وهو العلم بتوحيد الله - فرض عين على كل إنسان، لا يسقط عن أحد، كائنا من كان، بل كل مضطر إلى ذلك. والطريق إلى العلم بأنه لا إله إلا هو، أمور:-
أحدها بل أعظمها: تدبر أسمائه وصفاته، وأفعاله الدالة على كماله وعظمته وجلالته، فإنها توجب بذل الجهد في التأله له، والتعبد للرب الكامل الذي له كل حمد ومجد وجلال وجمال.
الثاني: العلم بأنه تعالى المنفرد بالخلق والتدبير، فيعلم بذلك أنه المنفرد بالألوهية.
الثالث: العلم بأنه المنفرد بالنعم الظاهرة والباطنة، الدينية والدنيوية، فإن ذلك يوجب تعلق القلب به ومحبته، والتأله له وحده لا شريك له.
الرابع: ما نراه ونسمعه من الثواب لأوليائه القائمين بتوحيده من النصر والنعم العاجلة، ومن عقوبته لأعدائه المشركين به، فإن هذا داع إلى العلم، بأنه تعالى وحده المستحق للعبادة كلها.
الخامس: معرفة أوصاف الأوثان والأنداد التي عبدت مع الله، واتخذت آلهة، وأنها ناقصة من جميع الوجوه، فقيرة بالذات، لا تملك لنفسها ولا لعابديها نفعاً ولا ضراً، ولا موتاً ولا حياة ولا نشوراً، ولا ينصرون من عبدهم، ولا ينفعونهم بمثقال ذرة، من جلب خير أو دفع شر، فإن العلم بذلك يوجب العلم بأنه لا إله إلا هو، وبطلان إلهية ما سواه.
السادس: اتفاق كتب الله على ذلك، وتواطؤها عليه.
السابع: أن خواص الخلق، الذين هم أكمل الخليقة أخلاقاً وعقولاً، ورأياً وصواباً، وعلماً ـ وهم الرسل والأنبياء والعلماء الربانيون - قد شهدوا لله بذلك.
الثامن: ما أقامه الله من الأدلة الأفقية والنفسية، التي تدل على التوحيد أعظم دلالة، وتنادي عليه بلسان حالها بما أودعها من لطائف صنعته، وبديع حكمته، وغرائب خلقه.
فهذه الطرق التي أكثر الله من دعوة الخلق بها إلى أنه لا إله إلا الله، وأبداها في كتابه وأعادها، عند تأمل العبد في بعضها، لا بد أن يكون عنده يقين وعلم بذلك، فكيف إذا اجتمعت وتواطأت واتفقت، وقامت أدلة التوحيد من كل جانب، فهناك يرسخ الإيمان والعلم بذلك في قلب العبد، بحيث يكون كالجبال الرواسي، لا تزلزله الشبه والخيالات، ولا يزداد -على تكرر الباطل والشبه- إلا نمواً وكمالاً.
هذا، وإن نظرت إلى الدليل العظيم، والأمر الكبير - وهو تدبر هذا القرآن العظيم، والتأمل في آياته - فإنه الباب الأعظم إلى العلم بالتوحيد، ويحصل به من تفاصيله وجمله ما لا يحصل في غيره.
وقوله: ((وَاسْتَغْفِرْ لِذَنْبِكَ)) أي: اطلب من الله المغفرة لذنبك، بأن تفعل أسباب المغفرة من التوبة والدعاء بالمغفرة، والحسنات الماحية، وترك الذنوب، والعفو عن الجرائم.
((وَ)) استغفر أيضا ((للمؤمنين وَالْمُؤْمِنَات)) فإنهم - بسبب إيمانهم - كان لهم حق على كل مسلم ومسلمة.
ومن جملة حقوقهم أن يدعو لهم ويستغفر لذنوبهم، وإذا كان مأموراً بالاستغفار لهم المتضمن لإزالة الذنوب وعقوباتها عنهم، فإن من لوازم ذلك النصح لهم، وأن يحب لهم من الخير ما يحب لنفسه، ويكره لهم من الشر ما يكره لنفسه، ويأمرهم بما فيه الخير لهم، وينهاهم عما فيه ضررهم، ويعفو عن مساويهم ومعايبهم، ويحرص على اجتماعهم اجتماعا تتألف به قلوبهم، ويزول ما بينهم من الأحقاد المفضية للمعاداة والشقاق، الذي به تكثر ذنوبهم ومعاصيهم.
فاستغفر يا أكمل الرسل، مفتقراً بين يدي ربك وحبيبك، مستغفراً من الغفلات ـ كانشغال فترات من الزمن بأحوال المسلمين الخاصة والعامة؛ فينشغل عن المراتب العليا من معارج القرب والرضا ـ كوضع الأبرار والمقربين، وبما يقع من بعض عوارض الأجسام، وأنت المستغفر للمؤمنين والمؤمنات بتربيتك لهم، واستغفارك لذنوبهم، وشفاعتك لهم يوم الزحام ـ اللَّهم؛ اجزه عن أمته، خير ما جزيت نبياً عن أمته.
اللَّهُمَّ؛ أَعْطِنِي إِيمَانًا وَيَقِينًا لَيْسَ بَعْدَهُ كُفْرٌ، وَرَحْمَةً أَنَالُ بِهَا شَرَفَ كَرَامَتِكَ فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ، اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ الفَوْزَ فِي الْقَضَاءِ، وَنُزُلَ الشُّهَدَاءِ، وَعَيْشَ السُّعَدَاءِ، وَالنَّصْرَ عَلَى الأَعْدَاءِ. اللَّهم؛ أحفظ هذه الأمة المرحومة، وانصرها، وارحمها برحمتك يا أرحم الراحمين، وارضَ عنا وعن والدينا وأهلينا وجميع الأحباب. والصّلاة والسّلام على عبدك وحبيبك خاتم الأنبياء ورسل الله، وعلى آله وأصحابه ومن والاه. والحمد لله على الدوام.
ابنه وخادمه محمّد
"التوحيد الخالص لله عزَّ وجلَّ": لحضرة الشيخ عباس السيد فاضل الحسني:-
بسم الله الرّحمن الرّحيم. الحمد لله الجليل الجميل، والصلاة والسلام على عبده وحبيبه المصطفى الأمين، وعلى آله وأصحابه وتابعيهم بإحسان إلى يوم الدين ـ رضوان الله تعالى عليهم أجمعين.
أمّا بعد: فقال تعالى: ((أَلَا لِلَّهِ الدِّينُ الْخَالِصُ)) فديننا أساسه التوحيد، كما قال تعالى: ((فَاعْلَمْ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَاسْتَغْفِرْ لِذَنبِكَ وَلِلْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ))، فالتوحيد هو الإقرار وقطع الأنداد، وتجريد الذات الإلهية عن كل ما يتصور في الأفهام، ويتخيل في الأوهام والأذهان، وهو: تنزيه الله ـ عزَّ وجل ـ عن الحدوث والشبيه والنظير؛ فهو القدوس في ذاته وصفاته وأفعاله؛ كما قال تعالى: ((لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ البَصِيرُ))، فهو الأزلي الأبدي؛ كما قال تعالى: ((هُوَ الْأَوَّلُ وَالْآخِرُ وَالظَّاهِرُ وَالْبَاطِنُ وَهُوَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ))، وقال رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم: ((اللَّهُمَّ أَنْتَ الأَوَّلُ فَلَيْسَ قَبْلَكَ شَيْءٌ، وَأَنْتَ الآخِرُ فَلَيْسَ بَعْدَكَ شَيْءٌ، وَأَنْتَ الظَّاهِرُ فَلَيْسَ فَوْقَكَ شَيْءٌ، وَأَنْتَ الْبَاطِنُ فَلَيْسَ دُونَكَ شَيْءٌ((. رواه مسلم وأبو داود وابن ماجه.
فقوله ـ صلى الله عليه وسلم: ((وَأَنْتَ الْبَاطِنُ فَلَيْسَ دُونَكَ شَيْءٌ))، أي: ليس أقرب منك شيء؛ لقوله تعالى: ((وَنَحْنُ أَقْرَبُ إِلَيْهِ مِنكُمْ وَلَكِن لَّا تُبْصِرُونَ))، أي: علماً، وقدرةً، ورؤيةً.
قال الإمام الجنيد بن محمد ـ قدس الله روحه: نفى القدم عن كل أول بأوليته، ونفى البقاء عن كل آخر بآخريتهِ، واضطر الخلق إلى الإقرار بربوبيته بظاهريته، وحجب الأفهام عن إدراك كُنْهِه وكيفيتهِ بباطنيتهِ.
والتجريد في التوحيد هو الإخلاص فيه لله ربّ العالمين، وبذلك يتحقق التذلل بين يدي الله المولى ـ جلَّ وعلا ـ وقبول التوحيد عند الله ـ عزَّ وجلَّ ـ لخلود الجنة والرضا؛ لاعتراف العبد بالذل والفناء، ولله ـ عزَّ وجلَّ ـ الكبرياء والبقاء ـ والكبرياء لله صفة كمال لعظمة المولى، وجلاله ومجده ـ المنزه عن جميع العيوب والظلم والجور؛ ففي الحديث القدسي: ((الْعِزُّ إِزَارِي، وَالْكِبْرِيَاءُ رِدَائِي، فَمَنْ نَازَعَنِي بِشَيْءٍ مِنْهُمَا عَذَّبْتُه))، رواه البخاري، وفي روايةٍ: ((العظمة إزاري، والكبرياء ردائي، فمن نازعني فيهما قصمته ولا أبالي))، فمن عرف نفسه بالعجز والفناء، وعرف ربه بالفردانية والكمال والبقاء؛ فقد عرف الله، فكل عارف موحد، وليس كل موحد عارف؛ فكان الله ـ جلّ جلاله ـ وحده؛ فخلق الكون ـ وله الخلق والأمر ـ ليعرف ـ جلّ وعلا ـ ويعبد وحده، وهذا من فضل رحمته.
قال العلّامة السعدي في تفسيره "التيسير": العلم لا بد فيه من إقرار القلب ومعرفته، بمعنى ما طلب منه علمه، وتمامه أن يعمل بمقتضاه، وهذا العلم الذي أمر الله به - وهو العلم بتوحيد الله - فرض عين على كل إنسان، لا يسقط عن أحد، كائنا من كان، بل كل مضطر إلى ذلك. والطريق إلى العلم بأنه لا إله إلا هو، أمور:-
أحدها بل أعظمها: تدبر أسمائه وصفاته، وأفعاله الدالة على كماله وعظمته وجلالته، فإنها توجب بذل الجهد في التأله له، والتعبد للرب الكامل الذي له كل حمد ومجد وجلال وجمال.
الثاني: العلم بأنه تعالى المنفرد بالخلق والتدبير، فيعلم بذلك أنه المنفرد بالألوهية.
الثالث: العلم بأنه المنفرد بالنعم الظاهرة والباطنة، الدينية والدنيوية، فإن ذلك يوجب تعلق القلب به ومحبته، والتأله له وحده لا شريك له.
الرابع: ما نراه ونسمعه من الثواب لأوليائه القائمين بتوحيده من النصر والنعم العاجلة، ومن عقوبته لأعدائه المشركين به، فإن هذا داع إلى العلم، بأنه تعالى وحده المستحق للعبادة كلها.
الخامس: معرفة أوصاف الأوثان والأنداد التي عبدت مع الله، واتخذت آلهة، وأنها ناقصة من جميع الوجوه، فقيرة بالذات، لا تملك لنفسها ولا لعابديها نفعاً ولا ضراً، ولا موتاً ولا حياة ولا نشوراً، ولا ينصرون من عبدهم، ولا ينفعونهم بمثقال ذرة، من جلب خير أو دفع شر، فإن العلم بذلك يوجب العلم بأنه لا إله إلا هو، وبطلان إلهية ما سواه.
السادس: اتفاق كتب الله على ذلك، وتواطؤها عليه.
السابع: أن خواص الخلق، الذين هم أكمل الخليقة أخلاقاً وعقولاً، ورأياً وصواباً، وعلماً ـ وهم الرسل والأنبياء والعلماء الربانيون - قد شهدوا لله بذلك.
الثامن: ما أقامه الله من الأدلة الأفقية والنفسية، التي تدل على التوحيد أعظم دلالة، وتنادي عليه بلسان حالها بما أودعها من لطائف صنعته، وبديع حكمته، وغرائب خلقه.
فهذه الطرق التي أكثر الله من دعوة الخلق بها إلى أنه لا إله إلا الله، وأبداها في كتابه وأعادها، عند تأمل العبد في بعضها، لا بد أن يكون عنده يقين وعلم بذلك، فكيف إذا اجتمعت وتواطأت واتفقت، وقامت أدلة التوحيد من كل جانب، فهناك يرسخ الإيمان والعلم بذلك في قلب العبد، بحيث يكون كالجبال الرواسي، لا تزلزله الشبه والخيالات، ولا يزداد -على تكرر الباطل والشبه- إلا نمواً وكمالاً.
هذا، وإن نظرت إلى الدليل العظيم، والأمر الكبير - وهو تدبر هذا القرآن العظيم، والتأمل في آياته - فإنه الباب الأعظم إلى العلم بالتوحيد، ويحصل به من تفاصيله وجمله ما لا يحصل في غيره.
وقوله: ((وَاسْتَغْفِرْ لِذَنْبِكَ)) أي: اطلب من الله المغفرة لذنبك، بأن تفعل أسباب المغفرة من التوبة والدعاء بالمغفرة، والحسنات الماحية، وترك الذنوب، والعفو عن الجرائم.
((وَ)) استغفر أيضا ((للمؤمنين وَالْمُؤْمِنَات)) فإنهم - بسبب إيمانهم - كان لهم حق على كل مسلم ومسلمة.
ومن جملة حقوقهم أن يدعو لهم ويستغفر لذنوبهم، وإذا كان مأموراً بالاستغفار لهم المتضمن لإزالة الذنوب وعقوباتها عنهم، فإن من لوازم ذلك النصح لهم، وأن يحب لهم من الخير ما يحب لنفسه، ويكره لهم من الشر ما يكره لنفسه، ويأمرهم بما فيه الخير لهم، وينهاهم عما فيه ضررهم، ويعفو عن مساويهم ومعايبهم، ويحرص على اجتماعهم اجتماعا تتألف به قلوبهم، ويزول ما بينهم من الأحقاد المفضية للمعاداة والشقاق، الذي به تكثر ذنوبهم ومعاصيهم.
فاستغفر يا أكمل الرسل، مفتقراً بين يدي ربك وحبيبك، مستغفراً من الغفلات ـ كانشغال فترات من الزمن بأحوال المسلمين الخاصة والعامة؛ فينشغل عن المراتب العليا من معارج القرب والرضا ـ كوضع الأبرار والمقربين، وبما يقع من بعض عوارض الأجسام، وأنت المستغفر للمؤمنين والمؤمنات بتربيتك لهم، واستغفارك لذنوبهم، وشفاعتك لهم يوم الزحام ـ اللَّهم؛ اجزه عن أمته، خير ما جزيت نبياً عن أمته.
اللَّهُمَّ؛ أَعْطِنِي إِيمَانًا وَيَقِينًا لَيْسَ بَعْدَهُ كُفْرٌ، وَرَحْمَةً أَنَالُ بِهَا شَرَفَ كَرَامَتِكَ فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ، اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ الفَوْزَ فِي الْقَضَاءِ، وَنُزُلَ الشُّهَدَاءِ، وَعَيْشَ السُّعَدَاءِ، وَالنَّصْرَ عَلَى الأَعْدَاءِ. اللَّهم؛ أحفظ هذه الأمة المرحومة، وانصرها، وارحمها برحمتك يا أرحم الراحمين، وارضَ عنا وعن والدينا وأهلينا وجميع الأحباب. والصّلاة والسّلام على عبدك وحبيبك خاتم الأنبياء ورسل الله، وعلى آله وأصحابه ومن والاه. والحمد لله على الدوام.
ابنه وخادمه محمّد
20/11/2024, 22:49 من طرف Admin
» كتاب مواعظ الإمام زين العابدين ـ صالح أحمد الشامي
18/11/2024, 23:30 من طرف Admin
» كتاب إتحاف النفوس بنفحات القدوس ـ عبد القدوس بن أسامة السامرائي
18/11/2024, 23:25 من طرف Admin
» كتاب الإعلام بفضل الصلاة على النبي والسلام ـ محمد بن عبد الرحمن بن علي النميري
18/11/2024, 23:20 من طرف Admin
» كتاب الغيب ـ محمد متولي الشعراوي
18/11/2024, 23:08 من طرف Admin
» كتاب الشيطان والإنسان ـ محمد متولي الشعراوي
18/11/2024, 23:03 من طرف Admin
» كتاب الشعراوي هنا رأيت سيدنا إبراهيم ـ سعيد أبو العنين
18/11/2024, 23:01 من طرف Admin
» كتاب الخير والشر ـ محمد متولي الشعراوي
18/11/2024, 22:57 من طرف Admin
» كتاب التربية في مدرسة النبوة ـ محمد متولي الشعراوي
18/11/2024, 22:55 من طرف Admin
» كتاب: إرشاد العباد إلى سبل الرشاد ـ للملبباري
18/11/2024, 22:41 من طرف Admin
» ـ كتاب آداب الحسن البصري ـ أبن الجوزي
18/11/2024, 22:34 من طرف Admin
» كتاب الله والنفس البشرية ـ لمحمد متولي الشعراوي
18/11/2024, 22:23 من طرف Admin
» كتاب: معرفة النفس طر يق لمعرفة الرب ـ أستاذ البصيرة عبدالوهاب حسن
18/11/2024, 22:21 من طرف Admin
» كتاب الطريق الي الله ـ الشيخ علي جمعة
18/11/2024, 21:50 من طرف Admin
» كتاب: كتاب النفس والجسد والروح ـ ابراهيم البلتاجي
18/11/2024, 21:38 من طرف Admin