الشيخ الأكبر والنور الابهر محيي الدين ابن العربي الحاتمي الطائي الاندلسي
السؤال التاسع فإن قلت فبأي شيء يفتتحون المناجاة؟
قلنا في الجواب بحسب الباعث والداعي لها وذلك أن الحق إذا أجلسهم هذه المجالس التي ذكرناها فإنما يجلسهم الحق فيها بعد قرع وفتح واستفتاح .
وذلك إنهم سمعوا الحق يقول "يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذا ناجَيْتُمُ الرَّسُولَ فَقَدِّمُوا بَيْنَ يَدَيْ نَجْواكُمْ صَدَقَةً ثم قال أَ أَشْفَقْتُمْ أَنْ تُقَدِّمُوا بَيْنَ يَدَيْ نَجْواكُمْ صَدَقاتٍ ".
وقال في إنزال الرسول منزلة الحق نفسه:" يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اسْتَجِيبُوا لِلَّهِ ولِلرَّسُولِ إِذا دَعاكُمْ وقال من يُطِعِ الرَّسُولَ فَقَدْ أَطاعَ الله " لأنه به يدعو إليه سبحانه وقال صلى الله عليه وسلم الكلمة الطيبة صدقة
وقال يصبح على كل سلامي من ابن آدم صدقة
وأفضل الصدقات تصدق الإنسان بنفسه وأفضل ما يخرجها عليه من يخرجها على نفسه
[الباعث الذاتي على النجوى]
فإذا إذا أراد العبد نجوى ربه فليقدم بين يدي نجواه نفسه لنفسه فإن النجوى سامع ومتكلم والعبد إن لم يكن الحق سمعه فمن المحال أن يطيق فهم كلام الله وإن لم يكن الحق لسان العبد عند النجوى فمن المحال أن تكون نجواه صادقة الصدق الذي ينبغي أن يخاطب به الله فاذن الحق ناجى نفسه بنفسه والعبد محل الاستفادة لأنها أمور وجودية والوجود كله هو عينه والعبد يصدق بنفسه على نفسه لأنها أفضل الصدقات استفتاحا لنجوى ربه فكانت المناسبة بين النجوى وما افتتحت به كون الصدقة رجعت إليه وكون الحق كانت نجواه بينه وبينه فما سمع الحق إلا الحق ولا تصدق العبد إلا على العبد فصحت الأهلية فمن كان استفتاحه هكذا كان من أهل المجالس والحديث
[الباعث الوضعي على النجوى]
وأما مذهب الترمذي فإن الذي يفتتحون به المناجاة إنما هو تلبسهم بالكبرياء ثم يتعرون من بعضه بوجه خاص ويبقون عليهم ما يليق أن يسمع به كلام الحق ويكلم به الحق .
لتصح النجوى فيكون الابتداء من العبد فيكون له الأولية في هذا الموطن وهو وجه صحيح وهذا هو الباعث الوضعي والذي ذكرناه أولا هو الباعث الذاتي فإن نجوى هذه الطائفة في هذا الحال بمنزلة الصلاة في العامة فإنه من هذه الحضرة التي ذكرناها خرج التكليف بها على السنة الرسل للعباد وشرع فيها التكبير لما ذكرناه والصلاة مناجاة
[من يجعل عاقبة الأمور استفتاحا]
ومن أهل الله من يجعل عاقبة الأمور استفتاحا فيردها أولا إذ كان المطلوب عين العواقب .
كمن يطلب الاستظلال فأول ما يقع عنده وجود السقف وهو آخر ما يقع به الفعل لأن وجوده موقوف على وجود أشياء .
فإذا كان من الأمور التي لا توقف لوجودها على شيء كان عين العاقبة عين السابقة فيكون استفتاح العمل بالعاقبة وهي طريقة عجيبة عملنا عليها وناجينا بها في هذا المقام .
ولكن لا بد أن تكون النجوى كما قررنا بسمع الحق وكلام الحق لأن الحقيقة تأبى أن يكلمه غير نفسه أو يسمعه غير نفسه.
فقد أعلمتك بما ذا يفتتحون المناجاة أهل المجالس والحديث
السؤال التاسع فإن قلت فبأي شيء يفتتحون المناجاة؟
قلنا في الجواب بحسب الباعث والداعي لها وذلك أن الحق إذا أجلسهم هذه المجالس التي ذكرناها فإنما يجلسهم الحق فيها بعد قرع وفتح واستفتاح .
وذلك إنهم سمعوا الحق يقول "يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذا ناجَيْتُمُ الرَّسُولَ فَقَدِّمُوا بَيْنَ يَدَيْ نَجْواكُمْ صَدَقَةً ثم قال أَ أَشْفَقْتُمْ أَنْ تُقَدِّمُوا بَيْنَ يَدَيْ نَجْواكُمْ صَدَقاتٍ ".
وقال في إنزال الرسول منزلة الحق نفسه:" يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اسْتَجِيبُوا لِلَّهِ ولِلرَّسُولِ إِذا دَعاكُمْ وقال من يُطِعِ الرَّسُولَ فَقَدْ أَطاعَ الله " لأنه به يدعو إليه سبحانه وقال صلى الله عليه وسلم الكلمة الطيبة صدقة
وقال يصبح على كل سلامي من ابن آدم صدقة
وأفضل الصدقات تصدق الإنسان بنفسه وأفضل ما يخرجها عليه من يخرجها على نفسه
[الباعث الذاتي على النجوى]
فإذا إذا أراد العبد نجوى ربه فليقدم بين يدي نجواه نفسه لنفسه فإن النجوى سامع ومتكلم والعبد إن لم يكن الحق سمعه فمن المحال أن يطيق فهم كلام الله وإن لم يكن الحق لسان العبد عند النجوى فمن المحال أن تكون نجواه صادقة الصدق الذي ينبغي أن يخاطب به الله فاذن الحق ناجى نفسه بنفسه والعبد محل الاستفادة لأنها أمور وجودية والوجود كله هو عينه والعبد يصدق بنفسه على نفسه لأنها أفضل الصدقات استفتاحا لنجوى ربه فكانت المناسبة بين النجوى وما افتتحت به كون الصدقة رجعت إليه وكون الحق كانت نجواه بينه وبينه فما سمع الحق إلا الحق ولا تصدق العبد إلا على العبد فصحت الأهلية فمن كان استفتاحه هكذا كان من أهل المجالس والحديث
[الباعث الوضعي على النجوى]
وأما مذهب الترمذي فإن الذي يفتتحون به المناجاة إنما هو تلبسهم بالكبرياء ثم يتعرون من بعضه بوجه خاص ويبقون عليهم ما يليق أن يسمع به كلام الحق ويكلم به الحق .
لتصح النجوى فيكون الابتداء من العبد فيكون له الأولية في هذا الموطن وهو وجه صحيح وهذا هو الباعث الوضعي والذي ذكرناه أولا هو الباعث الذاتي فإن نجوى هذه الطائفة في هذا الحال بمنزلة الصلاة في العامة فإنه من هذه الحضرة التي ذكرناها خرج التكليف بها على السنة الرسل للعباد وشرع فيها التكبير لما ذكرناه والصلاة مناجاة
[من يجعل عاقبة الأمور استفتاحا]
ومن أهل الله من يجعل عاقبة الأمور استفتاحا فيردها أولا إذ كان المطلوب عين العواقب .
كمن يطلب الاستظلال فأول ما يقع عنده وجود السقف وهو آخر ما يقع به الفعل لأن وجوده موقوف على وجود أشياء .
فإذا كان من الأمور التي لا توقف لوجودها على شيء كان عين العاقبة عين السابقة فيكون استفتاح العمل بالعاقبة وهي طريقة عجيبة عملنا عليها وناجينا بها في هذا المقام .
ولكن لا بد أن تكون النجوى كما قررنا بسمع الحق وكلام الحق لأن الحقيقة تأبى أن يكلمه غير نفسه أو يسمعه غير نفسه.
فقد أعلمتك بما ذا يفتتحون المناجاة أهل المجالس والحديث
أمس في 17:11 من طرف Admin
» كتاب التواضع والخمول تصنيف ابن أبي الدنيا
أمس في 17:02 من طرف Admin
» كتاب: في رياض السيرة النبوية العهد المكي – د.أحمد عمر هاشم ـ ج1
أمس في 16:27 من طرف Admin
» كتاب في رياض السيرة النبوية (العهد المدني) لأحمد عمر هاشم ـ ج2
أمس في 15:41 من طرف Admin
» كتاب: القصص في الحديث النبوي ـ لمحمد الزير موقع مكتبة
أمس في 15:03 من طرف Admin
» كتاب: الكلام على قوله تعالى {إنما يخشى الله من عباده العلماء} ـ ابن رجب الحنبلي
أمس في 14:58 من طرف Admin
» كتاب: نهاية العالم في الكتاب المقدس - دراسة مقارنة مع القرآن الكريم ـ نور فائزة بنت عثمان
20/11/2024, 22:49 من طرف Admin
» كتاب مواعظ الإمام زين العابدين ـ صالح أحمد الشامي
18/11/2024, 23:30 من طرف Admin
» كتاب إتحاف النفوس بنفحات القدوس ـ عبد القدوس بن أسامة السامرائي
18/11/2024, 23:25 من طرف Admin
» كتاب الإعلام بفضل الصلاة على النبي والسلام ـ محمد بن عبد الرحمن بن علي النميري
18/11/2024, 23:20 من طرف Admin
» كتاب الغيب ـ محمد متولي الشعراوي
18/11/2024, 23:08 من طرف Admin
» كتاب الشيطان والإنسان ـ محمد متولي الشعراوي
18/11/2024, 23:03 من طرف Admin
» كتاب الشعراوي هنا رأيت سيدنا إبراهيم ـ سعيد أبو العنين
18/11/2024, 23:01 من طرف Admin
» كتاب الخير والشر ـ محمد متولي الشعراوي
18/11/2024, 22:57 من طرف Admin
» كتاب التربية في مدرسة النبوة ـ محمد متولي الشعراوي
18/11/2024, 22:55 من طرف Admin