..الإحسان حياة.

مرحبا بك أيّها الزّائر الكريم.

انضم إلى المنتدى ، فالأمر سريع وسهل

..الإحسان حياة.

مرحبا بك أيّها الزّائر الكريم.

..الإحسان حياة.

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
..الإحسان حياة.

..الإحسان معاملة ربّانيّة بأخلاق محمّديّة، عنوانها:النّور والرّحمة والهدى

المواضيع الأخيرة

» كتاب: عمر السيدة عائشة رضى الله عنها يوم العقد والزواج الدكتور صلاح الإدلبي
كتاب: مع الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم ـ الحكمة من العبادة ـ أحمد شريف النعسان Emptyاليوم في 16:55 من طرف Admin

» كتاب: علماء سلكو التصوف ولبسو الخرقة ـ إدارة موقع الصوفية
كتاب: مع الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم ـ الحكمة من العبادة ـ أحمد شريف النعسان Emptyاليوم في 16:52 من طرف Admin

» كتاب: روضة المحبين فى الصلاة على سيد الأحبة ـ الحبيب محمد بن عبدالرحمن السقاف
كتاب: مع الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم ـ الحكمة من العبادة ـ أحمد شريف النعسان Emptyاليوم في 16:49 من طرف Admin

» كتاب: مجالس ابن الجوزي في المتشابه من الآيات القرآنية ‫‬ـ الشيخ باسم مكداش
كتاب: مع الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم ـ الحكمة من العبادة ـ أحمد شريف النعسان Emptyاليوم في 16:42 من طرف Admin

» كتاب: فضائل فاطمة الزهراء ـ الشيخ باسم مكداش
كتاب: مع الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم ـ الحكمة من العبادة ـ أحمد شريف النعسان Emptyاليوم في 16:40 من طرف Admin

» كتاب: الدرر البهية بفضائل العترة النبوية ـ الشيخ باسم مكداش
كتاب: مع الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم ـ الحكمة من العبادة ـ أحمد شريف النعسان Emptyاليوم في 16:38 من طرف Admin

» كتاب: إرشاد الجاهلين إلى الآيات الواردة في حق أهل البيت ـ الشيخ باسم مكداش
كتاب: مع الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم ـ الحكمة من العبادة ـ أحمد شريف النعسان Emptyاليوم في 16:34 من طرف Admin

» كتاب: حياة الإنسان الشيخ عبدالحميد كشك
كتاب: مع الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم ـ الحكمة من العبادة ـ أحمد شريف النعسان Emptyاليوم في 16:30 من طرف Admin

» كتاب: لبس الخرقة في السلوك الصوفي ـ يوسف بن عبد الهادي
كتاب: مع الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم ـ الحكمة من العبادة ـ أحمد شريف النعسان Emptyاليوم في 16:27 من طرف Admin

» كتاب: تنبيه السالكين إلى غرور المتشيخين للشيخ حسن حلمي الدغستاني
كتاب: مع الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم ـ الحكمة من العبادة ـ أحمد شريف النعسان Emptyأمس في 20:03 من طرف Admin

» كتاب: مطالع اليقين في مدح الإمام المبين للشيخ عبد الله البيضاوي
كتاب: مع الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم ـ الحكمة من العبادة ـ أحمد شريف النعسان Emptyأمس في 20:02 من طرف Admin

» كتاب: الفتوحات القدسية في شرح قصيدة في حال السلوك عند الصوفية ـ الشيخ أبي بكر التباني
كتاب: مع الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم ـ الحكمة من العبادة ـ أحمد شريف النعسان Emptyأمس في 19:42 من طرف Admin

» كتاب: الكلمات التي تتداولها الصوفية للشيخ الأكبر مع تعليق على بعض ألفاظه من تأويل شطح الكمل للشعراني
كتاب: مع الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم ـ الحكمة من العبادة ـ أحمد شريف النعسان Emptyأمس في 19:39 من طرف Admin

» كتاب: قاموس العاشقين في أخبار السيد حسين برهان الدين ـ الشيخ عبد المنعم العاني
كتاب: مع الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم ـ الحكمة من العبادة ـ أحمد شريف النعسان Emptyأمس في 19:37 من طرف Admin

» كتاب: نُسخة الأكوان في معرفة الإنسان ويليه رسائل أخرى ـ الشّيخ محيي الدين بن عربي
كتاب: مع الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم ـ الحكمة من العبادة ـ أحمد شريف النعسان Emptyأمس في 19:34 من طرف Admin

أفضل 10 أعضاء في هذا الشهر

دخول

لقد نسيت كلمة السر


    كتاب: مع الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم ـ الحكمة من العبادة ـ أحمد شريف النعسان

    avatar
    Admin
    Admin


    المساهمات : 68452
    تاريخ التسجيل : 25/04/2018

    كتاب: مع الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم ـ الحكمة من العبادة ـ أحمد شريف النعسان Empty كتاب: مع الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم ـ الحكمة من العبادة ـ أحمد شريف النعسان

    مُساهمة من طرف Admin 29/9/2020, 12:29

    مع الحبيب المصطفى ﷺ :الحكمة من العبادة
    مع الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم



    مع الحبيب المصطفى صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم

    294ـ الحكمة من العبادة

    مقدمة الكلمة:

    الحمد لله رب العالمين، وأفضل الصلاة وأتم التسليم على سيدنا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:

    فَيَا أَيُّهَا الإِخْوَةُ الكِرَامُ: لَقَدْ حَدَّدَ سَيِّدُنَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ الغَايَةَ الأُولَى التي بُعِثَ مِنْ أَجْلِهَا، فَقَالَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ: «بُعِثْتُ لِأُتَمِّمَ صَالِحَ الْأَخْلَاقِ» رواه الحاكم عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ.

    لَقَدْ بَذَلَ سَيِّدُنَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ جُهْدَاً كَبِيرَاً لِـنَشْرِ هَذِهِ الأَخْلَاقِ الكَرِيمَةِ المَحْمُودَةِ، وكان لَهَا أَثَرٌ بَلِيغٌ في تَارِيخِ البَشَرِيَّةِ جَمْعَاءَ.

    أَيُّهَا الإِخْوَةُ الكِرَامُ: العِبَادَاتُ التي شَرَعَهَا اللهُ تعالى في القُرْآن العَظِيمِ وَاعْتَبَرَهَا رُكْنَاً مِنْ أَرْكَانِ الإِسْلَامِ، لَيْسَت طُقُوسَاً ظَاهِرِيَّةً يُؤَدِّيهَا الُمسلِمُ، بَلْ هِيَ تَمَارِينُ مُتَكَرِّرَةٌ لِتَعْوِيدِ الرَّجُلِ المُسْلِمِ وَالمَرْأَةِ المُسْلِمَةِ عَلَى أَنْ يَعِيشَا في هَذِهِ الحَيَاةِ الدُّنْيَا بِالأَخْلَاقِ وَأَنْ يَلْتَزِمَا تِلْكَ الأَخْلَاقَ مَهْمَا تَغَيَّرَتِ الظُّرُوفُ وَالأَحْوَالُ.

    وَلَقَدْ أَوْضَحَ القُرْآنُ العَظِيمُ، وَالسُّنَّةُ المُطَهَّرَةُ هَذِهِ الحَقِيقَةَ، فَبَيَّنَ اللهُ تعالى الحِكْمَةَ مِنْ إِقَامَةِ الصَّلَاةِ، فَقَالَ: ﴿وَأَقِمِ الصَّلَاةَ إِنَّ الصَّلَاةَ تَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالمُنْكَرِ﴾.

    فَالابْتِعَادُ عَنِ الرَّذَائِلِ، وَتَطْهِيرُ النَّفْسِ مِنْ سُوءِ الأَقْوَالِ وَالأَفْعَالِ، وَالتَّحَلِّي بِالفَضَائِلِ هِيَ حَقِيقَةُ الصَّلَاةِ.

    وَهَذَا مَا أَكَّدَهُ سَيِّدُنَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ، كَمَا جَاءَ في الحَدِيثِ الـشَّرِيفِ الذي رواه البزار عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِي اللهُ عَنْهُمَا قَالَ: قَالَ رَسُول اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ: «قَالَ اللهُ تَبَارَكَ وَتَعَالَى: إِنَّمَا أَتَقَبَّلُ الصَّلاةَ مِمَّنْ تَوَاضَعَ بِهَا لِعَظَمَتِي، وَلَمْ يَسْتَطِلْ عَلَى خَلْقِي، وَلَمْ يَبِتْ مُـصِرَّاً عَلَى مَعْصِيَتِي، وَقَطَعَ نَهَارَهُ فِي ذِكْرِي، وَرَحِمَ الْمِسْكِينَ، وَابن السَّبِيلِ، وَالأَرْمَلَةَ، وَرَحِمَ المُصَابَ، ذَلِكَ نُورُهُ كَنُورِ الشَّمْسِ، أَكْلَؤُهُ بِعِزَّتِي، وَأَسْتَحْفِظُهُ مَلَائِكَتِي، أَجْعَلُ لَهُ الظُّلْمَةِ نُورَاً، وَفِي الْجَهَالَةِ حِلْمَاً، وَمَثَلُهُ فِي خَلْقِي كَمَثَلِ الْفِرْدَوْسِ فِي الْجَنَّةِ».

    لَيْسَ المُهِمُّ أَنْ يُصَلِّيَ فَقَطْ:

    أَيُّهَا الإِخْوَةُ الكِرَامُ: يَجِبُ عَلَى كُلِّ وَاحِد مِنَّا أَنْ يَعْلَمَ بِأَنَّهُ لَيْسَ المُهِمُّ أَنْ يُصَلِّيَ فَقَطْ، بَلِ المُهِمُّ وَالأَهَمُّ أَنْ تَكُونَ الصَّلَاةُ مَقْبُولَةً عِنْدَ اللهِ تعالى، وَلَنْ تَكُونَ الصَّلَاةُ مَقْبُولَةً إِلَّا إِذَا أَقَامَهَا العَبْدُ إِقَامَةً، يَعْنِي يُؤَدِّيها ظَاهِرَاً وَبَاطِنَاً، يُؤَدِّيها ظَاهِرَاً بِأَنْ تَكُونَ كَمَا قَالَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ: «وَصَلُّوا كَمَا رَأَيْتُمُونِي أُصَلِّي» رواه الإمام البخاري عَنْ مَالِكِ بْنِ الحُوَيْرِثِ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ.

    وَيُؤَدِّيها بَاطِنَاً، وَذَلِكَ بِالخُشُوعِ وَالطُّمَأْنِينَةِ؛ وَعَلَامَاتُ قَبُولِهَا عِنْدَ اللهِ تعالى لِمَنِ ادَّعَى أَنَّهُ يُصَلِّي ظَاهِرَاً وَبَاطِنَاً، يَعْنِي أَنَّهُ يُقِيمُ الصَّلَاةَ إِقَامَةً، أَنْ يَرَى أَثَرَ هَذِهِ الصَّلَاةِ في أَخْلَاقِهِ، مِنْ خِلَالِ قَوْلِهِ تعالى: ﴿إِنَّ الصَّلَاةَ تَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالمُنْكَرِ﴾.

    أَيُّهَا الإِخْوَةُ الكِرَامُ: هُنَاكَ صِنْفٌ مِنَ المُصَلِّينَ يُسِيؤُونَ إلى المُسْلِمِينَ، وَيُعْطُونَ المَثَلَ السَّيِّئَ عَنْ دِينِهِمْ، وَذَلِكَ بِسُوءِ أَخْلَاقِهِمْ، يُنَفِّرُونَ غَيْرَ المُصَلِّينَ عَنِ الصَّلَاةِ، وَغَيْرَ المُسْلِمِينَ مِنَ الإِسْلَامِ.

    أَيُّهَا الإِخْوَةُ الكِرَامُ: إِقَامَةُ الصَّلَاةِ تُغَيِّرُ أَخْلَاقَ المُصَلِّي، مِنْ أَخْلَاقٍ سَّيِّئَةٍ إلى أَخْلَاقٍ حَمِيدَةٍ، قَالَ تعالى: ﴿إِنَّ الْإِنْسَانَ خُلِقَ هَلُوعَاً * إِذَا مَسَّهُ الـشَّرُّ جَزُوعَاً * وَإِذَا مَسَّهُ الْخَيْرُ مَنُوعَاً * إِلَّا المُصَلِّينَ﴾.

    لَا تَحْصُرُوا الصَّدَقَةَ بِالعَطَاءِ المَادِّيِّ:

    أَيُّهَا الإِخْوَةُ الكِرَامُ: لَا تَحْصُرُوا الصَّدَقَةَ بِالعَطَاءِ المَادِّيِّ مِنْ زَكَاةٍ وَصَدَقَاتٍ مَالِيَّةٍ، فَسَيِّدُنَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَسَّعَ دَائِرَةَ الصَّدَقَةِ، فَنَقَلَهَا إلى الأَخْلَاقِ التي نَحْنُ بِأَمَسِّ الحَاجَةِ إِلَيْهَا في هَذِهِ الآوِنَةِ.

    روى الترمذي عَنْ أَبِي ذَرٍّ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ: «تَبَسُّمُكَ فِي وَجْهِ أَخِيكَ لَكَ صَدَقَةٌ، وَأَمْرُكَ بِالمَعْرُوفِ وَنَهْيُكَ عَنِ المُنْكَرِ صَدَقَةٌ، وَإِرْشَادُكَ الرَّجُلَ فِي أَرْضِ الضَّلَالِ لَكَ صَدَقَةٌ، وَبَصَرُكَ لِلرَّجُلِ الرَّدِيءِ البَصَرِ لَكَ صَدَقَةٌ، وَإِمَاطَتُكَ الحَجَرَ وَالشَّوْكَةَ وَالعَظْمَ عَنِ الطَّرِيقِ لَكَ صَدَقَةٌ، وَإِفْرَاغُكَ مِنْ دَلْوِكَ فِي دَلْوِ أَخِيكَ لَكَ صَدَقَةٌ».

    هَلْ تَنَبَّهْنَا إلى ذَلِكَ؟ لَقَدْ وَسَّعَ سَيِّدُنَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ دَائِرَةَ الصَّدَقَةِ، فَشَمَلَ بِهَا الأَخْلَاقَ التي بُعِثَ مِنْ أَجْلِ إِتْمَامِهَا في الخَلْقِ.

    نَظْرَةُ الإِسْلَامِ إلى الصِّيَامِ:

    أَيُّهَا الإِخْوَةُ الكِرَامُ: عِبَادَةُ الصِّيَامِ التي فَرَضَهَا اللهُ عَزَّ وَجَلَّ لَوْ نَظَرْنَا فِيهَا لَوَجَدْنَا سَيِّدَنَا رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ لَمْ يَنْظُرْ إِلَيْهَا أَنَّهَا حِرْمَانٌ مُؤَقَّتٌ مِنَ الطَّعَامِ وَالـشَّرَابِ وَالنِّكَاحِ، بَلِ اعْتَبَرَهَا خُطْوَةً حَازِمَةً للعَبْدِ الصَّائِمِ في حِرْمَانِ نَفْسِهِ مِنَ الشَّهَوَاتِ المَحْظُورَةِ التي تُسَبِّبُ فَسَادَاً في المُجْتَمَعِ، وَنَـشْرَاً للرَّذِيلَةِ، فَقَالَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ: «مَنْ لَمْ يَدَعْ قَوْلَ الزُّورِ وَالعَمَلَ بِهِ، فَلَيْسَ للهِ حَاجَةٌ فِي أَنْ يَدَعَ طَعَامَهُ وَشَرَابَهُ» رواه الإمام البخاري عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ.

    وَقَالَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ: «لَيْسَ الصِّيَامُ مِنَ الْأَكْلِ وَالشُّرْبِ، إِنَّمَا الصِّيَامُ مِنَ اللَّغْوِ وَالرَّفَثِ، فَإِنْ سَابَّكَ أَحَدٌ، وَجَهِلَ عَلَيْكَ فَقُلْ: إِنِّي صَائِمٌ» رواه الحاكم عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ.

    نَظْرَةُ الإِسْلَامِ إلى الحَجِّ:

    أَيُّهَا الإِخْوَةُ الكِرَامُ: انْظُرُوا إلى نَظْرَةِ الإِسْلَامِ لِشَعِيرَةِ الحَجِّ، التي هِيَ رُكْنٌ مِنْ أَرْكَانِ هَذَا الدِّينِ الحَنِيفِ، قَالَ تعالى: ﴿الْحَجُّ أَشْهُرٌ مَعْلُومَاتٌ فَمَنْ فَرَضَ فِيهِنَّ الْحَجَّ فَلَا رَفَثَ وَلَا فُسُوقَ وَلَا جِدَالَ فِي الْحَجِّ وَمَا تَفْعَلُوا مِنْ خَيْرٍ يَعْلَمْهُ اللهُ وَتَزَوَّدُوا فَإِنَّ خَيْرَ الزَّادِ التَّقْوَى وَاتَّقُونِ يَا أُولِي الْأَلْبَابِ﴾.

    مَا نَظَرَ الإِسْلَامُ إلى الحَجِّ أَنَّهُ فَقَطْ سَفَرٌ مِنْ بَلَدِكَ إلى تِلْكَ البِقَاعِ المُقَدَّسَةِ، أَنَّهُ سَفَرٌ مُجَرَّدٌ عَنِ المَعَانِي الخُلُقِيَّةِ، بَلْ نَظَرَ إِلَيْهِ بِمِنْظَارِ الأَخْلَاقِ ﴿فَمَنْ فَرَضَ فِيهِنَّ الْحَجَّ فَلَا رَفَثَ وَلَا فُسُوقَ وَلَا جِدَالَ فِي الْحَجِّ﴾. وَكُلُّ هَذَا تَأْكِيدٌ عَلَى قَوْلِهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ: «بُعِثْتُ لِأُتَمِّمَ صَالِحَ الْأَخْلَاقِ».

    خَاتِمَةٌ ـ نَسْأَلُ اللهَ تعالى حُسْنَ الخَاتِمَةِ ـ:

    أَيُّهَا الإِخْوَةُ الكِرَامُ: جَمِيعُ العِبَادَاتِ التي فَرَضَهَا اللهُ عَزَّ وَجَلَّ عَلَى الأُمَّةِ هِيَ في الحَقِيقَةِ مَدَارِجُ للكَمَالِ المَنْشُودِ، هِيَ مَدَارِجُ للسُّمُوِّ وَالارْتِفَاعِ، هِيَ مَدَارِجُ لِأَنْ يَصِلَ الإِنْسَانُ لِحُسْنِ الأَخْلَاقِ في الأَقْوَالِ وَالأَفْعَالِ.

    أَيُّهَا الإِخْوَةُ الكِرَامُ: مَنْ لَمْ يَهْتَمَّ بِعِبَادَاتِهِ، وَيَأْتِي بِهَا عَلَى النَّحْوِ الذي يُرِيدُهُ رَبُّنَا عَزَّ وَجَلَّ، فَقَدْ عَرَّضَ نَفْسَهُ لِخَطَرٍ عَظِيمٍ، قَالَ تعالى: ﴿إِنَّهُ مَنْ يَأْتِ رَبَّهُ مُجْرِمَاً فَإِنَّ لَهُ جَهَنَّمَ لَا يَمُوتُ فِيهَا وَلَا يَحْيَى * وَمَنْ يَأْتِهِ مُؤْمِنَاً قَدْ عَمِلَ الصَّالِحَاتِ فَأُولَئِكَ لَهُمُ الدَّرَجَاتُ الْعُلَى * جَنَّاتُ عَدْنٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَذَلِكَ جَزَاءُ مَنْ تَزَكَّى﴾.

    فَيَا أَيُّهَا المُصَلِّي الصَّائِمُ المُزَكِّي الحَاجُّ، احْذَرْ أَنْ تَكُونَ مُجْرِمَاً في حَقِّ النَّاسِ، احْذَرْ أَنْ تَنْتَهِيَ حَيَاتُكَ بِعَمَلٍ إِجْرَامِيٍّ تَأْتِي بِهِ مَوْلَاكَ، كُنْ حَرِيصَاً عَلَى العَمَلِ الصَّالِحِ الذي يُؤْتِي ثِمَارَهُ في حَيَاتِكَ الدُّنْيَا مِنْ خِلَالِ حُسْنِ الأَخْلَاقِ، وَأَنْ تَذْهَبَ إلى رَبِّكَ بِهِ لَعَلَّكَ أَنْ تَفُوزَ بِالدَّرَجَاتِ العُلَى يَوْمَ القِيَامَةِ، يَقُولُ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ: «إِنَّ مِنْ أَحَبِّكُمْ إِلَيَّ وَأَقْرَبِكُمْ مِنِّي مَجْلِسَاً يَوْمَ القِيَامَةِ أَحَاسِنَكُمْ أَخْلَاقَاً» رواه الترمذي عَنْ جَابِرٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ. اللَّهُمَّ أَكْرِمْنَا بِذَلِكَ يَا أَرْحَمَ الرَّاحِمِينَ. آمين.

      الوقت/التاريخ الآن هو 23/9/2024, 17:33