مع الحبيب المصطفى ﷺ :اغتنام شهر شعبان
مع الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم
مع الحبيب المصطفى صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم
290ـ اغتنام شهر شعبان
مقدمة الكلمة:
الحمد لله رب العالمين، وأفضل الصلاة وأتم التسليم على سيدنا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:
فَيَا أَيُّهَا الإِخْوَةُ الكِرَامُ: أَنْفَاسُ أَعْمَارِنَا مَحْدُودَةٌ، تَنْقَطِعُ بِالمَوْتِ في وَقْتٍ رُبَّمَا لَا يَكُونُ في الحُسْبَانِ، عِنْدَهَا يَنْدَمُ الإِنْسَانُ العَاصِي وَلَا يَنْفَعُهُ النَّدَمُ، وَلَا يُجْدِيهِ شَيْئَاً، الفُرْصَةُ في الحَيَاةِ إِذَا لَمْ تُغْتَنَمْ فَهِيَ غَصَّةٌ.
يَقُولُ خَالِدُ بْنُ مَعْدَانَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ: إِذَا فُتِحَ لِأَحَدِكُمْ بَابُ خَيْرٍ فَلْيُسْرِعْ إِلَيْهِ، فَإِنَّهُ لَا يَدْرِي مَتَى يُغْلَقُ عَنْهُ.
أَيُّهَا الإِخْوَةُ الكِرَامُ: لِنَغْتَنِمِ الفُرَصَ، كَمَا قَالَ لَنَا مَنْ جَعَلَهُ رَبُّنَا تعالى بِنَا رَؤُوفَاً رَحِيمَاً: «اغْتَنِمْ خَمْسَاً قَبْلَ خَمْسٍ، شَبَابَكَ قَبْلَ هِرَمِكَ، وَصِحَّتَكَ قَبْلَ سَقَمِكَ، وَغِنَاءَكَ قَبْلَ فَقْرِكَ، وَفَرَاغَكَ قَبْلَ شُغْلِكَ، وَحَيَاتَكَ قَبْلَ مَوْتِكَ» رواه الحاكم عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا.
اغْتَنِمُوا أَيُّهَا الشَّبَابُ الفُرَصَ مِنْ حَيَاتِكُمْ فِيمَا يَنْفَعُكُمْ في دِينِكُمْ وَدُنْيَاكُمْ، وَلَا تُضَيِّعُوا الأَوْقَاتَ ـ وَخَاصَّةً الأَوْقَاتَ المُبَارَكَةَ ـ في اللَّهْوِ وَاللَّعِبِ وَالشَّهَوَاتِ، فَالشَّبَابُ هُوَ زَمَنُ العَمَلِ الجَادِّ، الشَّبَابُ هُوَ فَتْرَةُ القُوَّةِ بَيْنَ الضَّعْفَيْنِ، ضَعْفِ الطُّفُولَةِ وَضَعْفِ الشَّيْخُوخَةِ، قَالَ تعالى: ﴿اللهُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ ضَعْفٍ ثُمَّ جَعَلَ مِنْ بَعْدِ ضَعْفٍ قُوَّةً ثُمَّ جَعَلَ مِنْ بَعْدِ قُوَّةٍ ضَعْفَاً وَشَيْبَةً يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ وَهُوَ الْعَلِيمُ الْقَدِيرُ﴾.
الشَّبَابُ كَمَا يَقُولُونَ ضَيْفٌ سَرِيعُ الرَّحِيلِ، فَإِنْ لَمْ يَغْتَنِمْهُ العَاقِلُ، تَقَطَّعَتْ نَفْسُهُ بَعْدَهُ حَـسَرَاتٍ، مَنْ لَمْ يَغْتَنِمْ فَتْرَةَ الشَّبَابِ فَاتَتْهُ فُرْصَةٌ عَظِيمَةٌ، هِيَ الاسْتِظْلَالُ في ظِلِّ عَرْشِ الرَّحْمَنِ يَوْمَ القِيَامَةِ، يَوْمَ تَدْنُو الشَّمْسُ مِنَ الرُّؤُوسِ بِمِقْدَارِ مِيلٍ، فَيَخُوضُ النَّاسُ في عَرَقِهِمْ عَلَى حَسَبِ أَعْمَالِهِمْ.
هَيِّءْ نَفْسَكَ قَبْلَ شَهْرِ رَمَضَانَ:
أَيُّهَا الإِخْوَةُ الكِرَامُ: يَنْبَغِي عَلَى كُلِّ وَاحِدٍ مِنَّا أَنْ يُهَيِّئَ نَفْسَهُ قَبْلَ شَهْرِ رَمَضَانَ عَلَى تَحَمُّلِ مَشَقَّةِ الصِّيَامِ، لِأَنَّ السَّلَفَ الصَّالِحَ كَانُوا يَصُومُونَ التَّطَوُّعَ خِلَالَ السَّنَةِ، وَخَاصَّةً في شَهْرِ شَعْبَانَ، تَأَسِّيَاً بِسَيِّدِنَا رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ الذي كَانَ يَصُومُ شَعْبَانَ جُلَّهُ أَو كُلَّهُ، كَمَا جَاءَ في الأَحَادِيثِ الصَّحِيحَةِ.
تَقُولُ السَّيِّدَةُ عَائِشَةُ رَضِيَ اللهُ عَنْهَا حِينَ سُئِلَتْ عَنْ صِيَامِ سَيِّدِنَا رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ قَالَتْ: كَانَ يَصُومُ حَتَّى نَقُولَ: قَدْ صَامَ وَيُفْطِرُ حَتَّى نَقُولَ: قَدْ أَفْطَرَ، وَلَمْ أَرَهُ صَائِمَاً مِنْ شَهْرٍ قَطُّ أَكْثَرَ مِنْ صِيَامِهِ مِنْ شَعْبَانَ كَانَ يَصُومُ شَعْبَانَ كُلَّهُ، كَانَ يَصُومُ شَعْبَانَ إِلَّا قَلِيلَاً. رواه الإمام مسلم.
الصِّيَامُ لَا مِثْلَ لَهُ:
أَيُّهَا الإِخْوَةُ الكِرَامُ: أَكْثِرُوا مِنَ الصِّيَامِ في شَهْرِ شَعْبَانَ، فَإِنَّ الصَّوْمَ لَا مِثْلَ لَهُ، كَمَا جَاءَ في الحَدِيثِ الشَّرِيفِ الذي رواه النسائي عَنْ أَبِي أُمَامَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: أَتَيْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ فَقُلْتُ: مُرْنِي بِأَمْرٍ آخُذُهُ عَنْكَ.
قَالَ: «عَلَيْكَ بِالصَّوْمِ، فَإِنَّهُ لَا مِثْلَ لَهُ».
وروى الشيخان عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الخُدْرِيِّ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: سَمِعْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: «مَنْ صَامَ يَوْمَاً فِي سَبِيلِ اللهِ، بَعَّدَ اللهُ وَجْهَهُ عَنِ النَّارِ سَبْعِينَ خَرِيفَاً».
وروى الإمام البخاري عَنْ سَهْلِ بْنِ سَعْدٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «فِي الجَنَّةِ ثَمَانِيَةُ أَبْوَابٍ، فِيهَا بَابٌ يُسَمَّى الرَّيَّانَ، لَا يَدْخُلُهُ إِلَّا الصَّائِمُونَ».
وروى الشيخان عَنْ عَبْدِ اللهِ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ لَنَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ: «يَا مَعْشَرَ الشَّبَابِ، مَنِ اسْتَطَاعَ مِنْكُمُ الْبَاءَةَ فَلْيَتَزَوَّجْ، فَإِنَّهُ أَغَضُّ لِلْـبَصَرِ، وَأَحْصَنُ لِلْفَرْجِ، وَمَنْ لَمْ يَسْتَطِعْ فَعَلَيْهِ بِالصَّوْمِ، فَإِنَّهُ لَهُ وِجَاءٌ».
وروى الحاكم عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرٍو رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «الصِّيَامُ وَالْقُرْآنُ يَشْفَعَانِ لِلْعَبْدِ، يَقُولُ الصِّيَامُ: رَبِّ إِنِّي مَنَعْتُهُ الطَّعَامَ وَالشَّهَوَاتِ بِالنَّهَارِ فَشَفِّعْنِي فِيهِ، وَيَقُولُ الْقُرْآنُ: مَنَعْتُهُ النَّوْمَ بِاللَّيْلِ فَيُشَفَّعَانِ».
وروى الترمذي عَنْ مُعَاذِ بْنِ جَبَلٍ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «أَلَا أَدُلُّكَ عَلَى أَبْوَابِ الخَيْرِ: الصَّوْمُ جُنَّةٌ، وَالصَّدَقَةُ تُطْفِئُ الخَطِيئَةَ كَمَا يُطْفِئُ المَاءُ النَّارَ، وَصَلَاةُ الرَّجُلِ مِنْ جَوْفِ اللَّيْلِ».
وروى أبو يعلى عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ: «لَوْ أَنَّ رَجُلَاً صَامَ يَوْمَاً تَطَوُّعَاً، ثُمَّ أُعْطِيَ مِلْءَ الْأَرْضِ ذَهَبَاً لَمْ يَسْتَوْفِ ثَوَابَهُ دُونَ يَوْمِ الْحِسَابِ».
وروى البزار عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِي اللهُ عَنْهُمَا، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ بَعَثَ أَبَا مُوسَى فِي سَرِيَّةٍ فِي الْبَحْرِ، فَبَيْنَا هُمْ كَذَلِكَ قَدْ رَفَعُوا الشِّرَاعَ فِي لَيْلَةٍ مُظْلِمَةٍ إِذَا هَاتِفٌ مِنْ فَوْقِهِمْ يَهْتِفُ بِأَهْلِ السَّفِينَةِ: قِفُوا أُخْبِرُكُمْ بِقَضَاءٍ قَضَاهُ اللهُ عَلَى نَفْسِهِ.
فَقَالَ أَبُو مُوسَى: أَخْبِرْ إِنْ كُنْتَ مُخْبِرَاً.
قَالَ: إِنَّ اللهَ تَبَارَكَ وَتَعَالَى قَضَى عَلَى نَفْسِهِ أَنَّهُ مَنْ أَعْطَشَ نَفْسَهُ لَهُ فِي يَوْمٍ صَائِفٍ سَقَاهُ اللهُ يَوْمَ الْعَطَشِ.
وروى الإمام أحمد عَنْ حُذَيْفَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «وَمَنْ صَامَ يَوْمَاً ابْتِغَاءَ وَجْهِ اللهِ خُتِمَ لَهُ بِهَا دَخَلَ الْجَنَّةَ».
خَاتِمَةٌ ـ نَسْأَلُ اللهَ تعالى حُسْنَ الخَاتِمَةِ ـ:
أَيُّهَا الإِخْوَةُ الكِرَامُ: هَذَا شَهْرُ شَعْبَانَ قَدْ أَقْبَلَ، فَالسَّعِيدُ مَنِ اغْتَنَمَ هَذَا الشَّهْرَ، وَخَاصَّةً في الصِّيَامِ، لِأَنَّ صِيَامَ النَّافِلَةِ يُوجِبُ رَحْمَةَ اللهِ تعالى وَمَحَبَّتَهُ «وَمَا يَزَالُ عَبْدِي يَتَقَرَّبُ إِلَيَّ بِالنَّوَافِلِ حَتَّى أُحِبَّهُ، فَإِذَا أَحْبَبْتُهُ: كُنْتُ سَمْعَهُ الَّذِي يَسْمَعُ بِهِ، وَبَصَرَهُ الَّذِي يُبْصِرُ بِهِ، وَيَدَهُ الَّتِي يَبْطِشُ بِهَا، وَرِجْلَهُ الَّتِي يَـمْشِي بِهَا، وَإِنْ سَأَلَنِي لَأُعْطِيَنَّهُ، وَلَئِنِ اسْتَعَاذَنِي لَأُعِيذَنَّهُ» رواه الإمام البخاري عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ.
وَلَقَدْ أَكْرَمَ اللهُ تعالى الصَّائِمِينَ بِبَابٍ خَاصٍّ فِيهِمْ يُقَالُ لَهُ: بَابُ الرَّيَّانِ، روى الإمام البخاري عَنْ سَهْلٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «إِنَّ فِي الجَنَّةِ بَابَاً يُقَالُ لَهُ الرَّيَّانُ، يَدْخُلُ مِنْهُ الصَّائِمُونَ يَوْمَ القِيَامَةِ، لاَ يَدْخُلُ مِنْهُ أَحَدٌ غَيْرُهُمْ، يُقَالُ: أَيْنَ الصَّائِمُونَ؟ فَيَقُومُونَ لَا يَدْخُلُ مِنْهُ أَحَدٌ غَيْرُهُمْ، فَإِذَا دَخَلُوا أُغْلِقَ فَلَمْ يَدْخُلْ مِنْهُ أَحَدٌ».
صِيَامُ النَّافِلَةِ طَرِيقُ التَّقْوَى، وَسَبِيلٌ مُوجِبُ الحُبَّ وَالرِّضَا مِنَ اللهِ تَعالى ، وَسَبَبٌ مِنْ أَسْبَابِ اسْتِجَابَةِ الدُّعَاءِ، روى ابْنُ مَاجَه، وَابْنُ حِبَّانَ، وَالإِمَامُ أَحْمَدَ، وَالتِّرْمِذِيُّ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ: «ثَلَاثَةٌ لَا تُرَدُّ دَعْوَتُهُمْ: الصَّائِمُ حَتَّى يُفْطِرَ، وَالإِمَامُ العَادِلُ، وَدَعْوَةُ المَظْلُومِ يَرْفَعُهَا اللهُ فَوْقَ الغَمَامِ وَيَفْتَحُ لَهَا أَبْوَابَ السَّمَاءِ وَيَقُولُ الرَّبُّ: وَعِزَّتِي لَأَنْصُرَنَّكِ وَلَوْ بَعْدَ حِينٍ».
وفي رِوَايَةٍ للترمذي: «وَالصَّائِمُ حِينَ يُفْطِرُ».
وروى ابن ماجه عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ: «إِنَّ لِلصَّائِمِ عِنْدَ فِطْرِهِ لَدَعْوَةً مَا تُرَدُّ».
يَـا خَـادِمَ الجِسْمِ كَـمْ تَشْقَى بِخِدْمَتِهِ *** أَتَطلُبُ الرِّبْـحَ فِيمَا فِيهِ خُــسْرَانُ
أَقْبِلْ عَلَى النَّفْسِ وَاسْتَكْمِلْ فَضَائِلَهَا *** فَأَنْتَ بِالنَّفْسِ لَا بِالجِسْمِ إِنْسَـانُ
أَيُّهَا الإِخْوَةُ الكِرَامُ: لِنَغْتَنِمْ شَهْرَ شَعْبَانَ مَا اسْتَطَعْنَا إلى ذَلِكَ سَبِيلَاً، عَلَيَّ وَعَلَيْكُمْ بِكَثْرَةِ الصِّيَامِ، وَتِلَاوَةِ القُرْآنِ، وَإِصْلَاحِ ذَاتِ البَيْنِ، وَحُسْنِ الأَخْلَاقِ. اللَّهُمَّ وَفِّقْنَا لِذَلِكَ. آمين.
مع الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم
مع الحبيب المصطفى صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم
290ـ اغتنام شهر شعبان
مقدمة الكلمة:
الحمد لله رب العالمين، وأفضل الصلاة وأتم التسليم على سيدنا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:
فَيَا أَيُّهَا الإِخْوَةُ الكِرَامُ: أَنْفَاسُ أَعْمَارِنَا مَحْدُودَةٌ، تَنْقَطِعُ بِالمَوْتِ في وَقْتٍ رُبَّمَا لَا يَكُونُ في الحُسْبَانِ، عِنْدَهَا يَنْدَمُ الإِنْسَانُ العَاصِي وَلَا يَنْفَعُهُ النَّدَمُ، وَلَا يُجْدِيهِ شَيْئَاً، الفُرْصَةُ في الحَيَاةِ إِذَا لَمْ تُغْتَنَمْ فَهِيَ غَصَّةٌ.
يَقُولُ خَالِدُ بْنُ مَعْدَانَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ: إِذَا فُتِحَ لِأَحَدِكُمْ بَابُ خَيْرٍ فَلْيُسْرِعْ إِلَيْهِ، فَإِنَّهُ لَا يَدْرِي مَتَى يُغْلَقُ عَنْهُ.
أَيُّهَا الإِخْوَةُ الكِرَامُ: لِنَغْتَنِمِ الفُرَصَ، كَمَا قَالَ لَنَا مَنْ جَعَلَهُ رَبُّنَا تعالى بِنَا رَؤُوفَاً رَحِيمَاً: «اغْتَنِمْ خَمْسَاً قَبْلَ خَمْسٍ، شَبَابَكَ قَبْلَ هِرَمِكَ، وَصِحَّتَكَ قَبْلَ سَقَمِكَ، وَغِنَاءَكَ قَبْلَ فَقْرِكَ، وَفَرَاغَكَ قَبْلَ شُغْلِكَ، وَحَيَاتَكَ قَبْلَ مَوْتِكَ» رواه الحاكم عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا.
اغْتَنِمُوا أَيُّهَا الشَّبَابُ الفُرَصَ مِنْ حَيَاتِكُمْ فِيمَا يَنْفَعُكُمْ في دِينِكُمْ وَدُنْيَاكُمْ، وَلَا تُضَيِّعُوا الأَوْقَاتَ ـ وَخَاصَّةً الأَوْقَاتَ المُبَارَكَةَ ـ في اللَّهْوِ وَاللَّعِبِ وَالشَّهَوَاتِ، فَالشَّبَابُ هُوَ زَمَنُ العَمَلِ الجَادِّ، الشَّبَابُ هُوَ فَتْرَةُ القُوَّةِ بَيْنَ الضَّعْفَيْنِ، ضَعْفِ الطُّفُولَةِ وَضَعْفِ الشَّيْخُوخَةِ، قَالَ تعالى: ﴿اللهُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ ضَعْفٍ ثُمَّ جَعَلَ مِنْ بَعْدِ ضَعْفٍ قُوَّةً ثُمَّ جَعَلَ مِنْ بَعْدِ قُوَّةٍ ضَعْفَاً وَشَيْبَةً يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ وَهُوَ الْعَلِيمُ الْقَدِيرُ﴾.
الشَّبَابُ كَمَا يَقُولُونَ ضَيْفٌ سَرِيعُ الرَّحِيلِ، فَإِنْ لَمْ يَغْتَنِمْهُ العَاقِلُ، تَقَطَّعَتْ نَفْسُهُ بَعْدَهُ حَـسَرَاتٍ، مَنْ لَمْ يَغْتَنِمْ فَتْرَةَ الشَّبَابِ فَاتَتْهُ فُرْصَةٌ عَظِيمَةٌ، هِيَ الاسْتِظْلَالُ في ظِلِّ عَرْشِ الرَّحْمَنِ يَوْمَ القِيَامَةِ، يَوْمَ تَدْنُو الشَّمْسُ مِنَ الرُّؤُوسِ بِمِقْدَارِ مِيلٍ، فَيَخُوضُ النَّاسُ في عَرَقِهِمْ عَلَى حَسَبِ أَعْمَالِهِمْ.
هَيِّءْ نَفْسَكَ قَبْلَ شَهْرِ رَمَضَانَ:
أَيُّهَا الإِخْوَةُ الكِرَامُ: يَنْبَغِي عَلَى كُلِّ وَاحِدٍ مِنَّا أَنْ يُهَيِّئَ نَفْسَهُ قَبْلَ شَهْرِ رَمَضَانَ عَلَى تَحَمُّلِ مَشَقَّةِ الصِّيَامِ، لِأَنَّ السَّلَفَ الصَّالِحَ كَانُوا يَصُومُونَ التَّطَوُّعَ خِلَالَ السَّنَةِ، وَخَاصَّةً في شَهْرِ شَعْبَانَ، تَأَسِّيَاً بِسَيِّدِنَا رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ الذي كَانَ يَصُومُ شَعْبَانَ جُلَّهُ أَو كُلَّهُ، كَمَا جَاءَ في الأَحَادِيثِ الصَّحِيحَةِ.
تَقُولُ السَّيِّدَةُ عَائِشَةُ رَضِيَ اللهُ عَنْهَا حِينَ سُئِلَتْ عَنْ صِيَامِ سَيِّدِنَا رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ قَالَتْ: كَانَ يَصُومُ حَتَّى نَقُولَ: قَدْ صَامَ وَيُفْطِرُ حَتَّى نَقُولَ: قَدْ أَفْطَرَ، وَلَمْ أَرَهُ صَائِمَاً مِنْ شَهْرٍ قَطُّ أَكْثَرَ مِنْ صِيَامِهِ مِنْ شَعْبَانَ كَانَ يَصُومُ شَعْبَانَ كُلَّهُ، كَانَ يَصُومُ شَعْبَانَ إِلَّا قَلِيلَاً. رواه الإمام مسلم.
الصِّيَامُ لَا مِثْلَ لَهُ:
أَيُّهَا الإِخْوَةُ الكِرَامُ: أَكْثِرُوا مِنَ الصِّيَامِ في شَهْرِ شَعْبَانَ، فَإِنَّ الصَّوْمَ لَا مِثْلَ لَهُ، كَمَا جَاءَ في الحَدِيثِ الشَّرِيفِ الذي رواه النسائي عَنْ أَبِي أُمَامَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: أَتَيْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ فَقُلْتُ: مُرْنِي بِأَمْرٍ آخُذُهُ عَنْكَ.
قَالَ: «عَلَيْكَ بِالصَّوْمِ، فَإِنَّهُ لَا مِثْلَ لَهُ».
وروى الشيخان عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الخُدْرِيِّ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: سَمِعْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: «مَنْ صَامَ يَوْمَاً فِي سَبِيلِ اللهِ، بَعَّدَ اللهُ وَجْهَهُ عَنِ النَّارِ سَبْعِينَ خَرِيفَاً».
وروى الإمام البخاري عَنْ سَهْلِ بْنِ سَعْدٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «فِي الجَنَّةِ ثَمَانِيَةُ أَبْوَابٍ، فِيهَا بَابٌ يُسَمَّى الرَّيَّانَ، لَا يَدْخُلُهُ إِلَّا الصَّائِمُونَ».
وروى الشيخان عَنْ عَبْدِ اللهِ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ لَنَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ: «يَا مَعْشَرَ الشَّبَابِ، مَنِ اسْتَطَاعَ مِنْكُمُ الْبَاءَةَ فَلْيَتَزَوَّجْ، فَإِنَّهُ أَغَضُّ لِلْـبَصَرِ، وَأَحْصَنُ لِلْفَرْجِ، وَمَنْ لَمْ يَسْتَطِعْ فَعَلَيْهِ بِالصَّوْمِ، فَإِنَّهُ لَهُ وِجَاءٌ».
وروى الحاكم عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرٍو رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «الصِّيَامُ وَالْقُرْآنُ يَشْفَعَانِ لِلْعَبْدِ، يَقُولُ الصِّيَامُ: رَبِّ إِنِّي مَنَعْتُهُ الطَّعَامَ وَالشَّهَوَاتِ بِالنَّهَارِ فَشَفِّعْنِي فِيهِ، وَيَقُولُ الْقُرْآنُ: مَنَعْتُهُ النَّوْمَ بِاللَّيْلِ فَيُشَفَّعَانِ».
وروى الترمذي عَنْ مُعَاذِ بْنِ جَبَلٍ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «أَلَا أَدُلُّكَ عَلَى أَبْوَابِ الخَيْرِ: الصَّوْمُ جُنَّةٌ، وَالصَّدَقَةُ تُطْفِئُ الخَطِيئَةَ كَمَا يُطْفِئُ المَاءُ النَّارَ، وَصَلَاةُ الرَّجُلِ مِنْ جَوْفِ اللَّيْلِ».
وروى أبو يعلى عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ: «لَوْ أَنَّ رَجُلَاً صَامَ يَوْمَاً تَطَوُّعَاً، ثُمَّ أُعْطِيَ مِلْءَ الْأَرْضِ ذَهَبَاً لَمْ يَسْتَوْفِ ثَوَابَهُ دُونَ يَوْمِ الْحِسَابِ».
وروى البزار عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِي اللهُ عَنْهُمَا، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ بَعَثَ أَبَا مُوسَى فِي سَرِيَّةٍ فِي الْبَحْرِ، فَبَيْنَا هُمْ كَذَلِكَ قَدْ رَفَعُوا الشِّرَاعَ فِي لَيْلَةٍ مُظْلِمَةٍ إِذَا هَاتِفٌ مِنْ فَوْقِهِمْ يَهْتِفُ بِأَهْلِ السَّفِينَةِ: قِفُوا أُخْبِرُكُمْ بِقَضَاءٍ قَضَاهُ اللهُ عَلَى نَفْسِهِ.
فَقَالَ أَبُو مُوسَى: أَخْبِرْ إِنْ كُنْتَ مُخْبِرَاً.
قَالَ: إِنَّ اللهَ تَبَارَكَ وَتَعَالَى قَضَى عَلَى نَفْسِهِ أَنَّهُ مَنْ أَعْطَشَ نَفْسَهُ لَهُ فِي يَوْمٍ صَائِفٍ سَقَاهُ اللهُ يَوْمَ الْعَطَشِ.
وروى الإمام أحمد عَنْ حُذَيْفَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «وَمَنْ صَامَ يَوْمَاً ابْتِغَاءَ وَجْهِ اللهِ خُتِمَ لَهُ بِهَا دَخَلَ الْجَنَّةَ».
خَاتِمَةٌ ـ نَسْأَلُ اللهَ تعالى حُسْنَ الخَاتِمَةِ ـ:
أَيُّهَا الإِخْوَةُ الكِرَامُ: هَذَا شَهْرُ شَعْبَانَ قَدْ أَقْبَلَ، فَالسَّعِيدُ مَنِ اغْتَنَمَ هَذَا الشَّهْرَ، وَخَاصَّةً في الصِّيَامِ، لِأَنَّ صِيَامَ النَّافِلَةِ يُوجِبُ رَحْمَةَ اللهِ تعالى وَمَحَبَّتَهُ «وَمَا يَزَالُ عَبْدِي يَتَقَرَّبُ إِلَيَّ بِالنَّوَافِلِ حَتَّى أُحِبَّهُ، فَإِذَا أَحْبَبْتُهُ: كُنْتُ سَمْعَهُ الَّذِي يَسْمَعُ بِهِ، وَبَصَرَهُ الَّذِي يُبْصِرُ بِهِ، وَيَدَهُ الَّتِي يَبْطِشُ بِهَا، وَرِجْلَهُ الَّتِي يَـمْشِي بِهَا، وَإِنْ سَأَلَنِي لَأُعْطِيَنَّهُ، وَلَئِنِ اسْتَعَاذَنِي لَأُعِيذَنَّهُ» رواه الإمام البخاري عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ.
وَلَقَدْ أَكْرَمَ اللهُ تعالى الصَّائِمِينَ بِبَابٍ خَاصٍّ فِيهِمْ يُقَالُ لَهُ: بَابُ الرَّيَّانِ، روى الإمام البخاري عَنْ سَهْلٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «إِنَّ فِي الجَنَّةِ بَابَاً يُقَالُ لَهُ الرَّيَّانُ، يَدْخُلُ مِنْهُ الصَّائِمُونَ يَوْمَ القِيَامَةِ، لاَ يَدْخُلُ مِنْهُ أَحَدٌ غَيْرُهُمْ، يُقَالُ: أَيْنَ الصَّائِمُونَ؟ فَيَقُومُونَ لَا يَدْخُلُ مِنْهُ أَحَدٌ غَيْرُهُمْ، فَإِذَا دَخَلُوا أُغْلِقَ فَلَمْ يَدْخُلْ مِنْهُ أَحَدٌ».
صِيَامُ النَّافِلَةِ طَرِيقُ التَّقْوَى، وَسَبِيلٌ مُوجِبُ الحُبَّ وَالرِّضَا مِنَ اللهِ تَعالى ، وَسَبَبٌ مِنْ أَسْبَابِ اسْتِجَابَةِ الدُّعَاءِ، روى ابْنُ مَاجَه، وَابْنُ حِبَّانَ، وَالإِمَامُ أَحْمَدَ، وَالتِّرْمِذِيُّ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ: «ثَلَاثَةٌ لَا تُرَدُّ دَعْوَتُهُمْ: الصَّائِمُ حَتَّى يُفْطِرَ، وَالإِمَامُ العَادِلُ، وَدَعْوَةُ المَظْلُومِ يَرْفَعُهَا اللهُ فَوْقَ الغَمَامِ وَيَفْتَحُ لَهَا أَبْوَابَ السَّمَاءِ وَيَقُولُ الرَّبُّ: وَعِزَّتِي لَأَنْصُرَنَّكِ وَلَوْ بَعْدَ حِينٍ».
وفي رِوَايَةٍ للترمذي: «وَالصَّائِمُ حِينَ يُفْطِرُ».
وروى ابن ماجه عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ: «إِنَّ لِلصَّائِمِ عِنْدَ فِطْرِهِ لَدَعْوَةً مَا تُرَدُّ».
يَـا خَـادِمَ الجِسْمِ كَـمْ تَشْقَى بِخِدْمَتِهِ *** أَتَطلُبُ الرِّبْـحَ فِيمَا فِيهِ خُــسْرَانُ
أَقْبِلْ عَلَى النَّفْسِ وَاسْتَكْمِلْ فَضَائِلَهَا *** فَأَنْتَ بِالنَّفْسِ لَا بِالجِسْمِ إِنْسَـانُ
أَيُّهَا الإِخْوَةُ الكِرَامُ: لِنَغْتَنِمْ شَهْرَ شَعْبَانَ مَا اسْتَطَعْنَا إلى ذَلِكَ سَبِيلَاً، عَلَيَّ وَعَلَيْكُمْ بِكَثْرَةِ الصِّيَامِ، وَتِلَاوَةِ القُرْآنِ، وَإِصْلَاحِ ذَاتِ البَيْنِ، وَحُسْنِ الأَخْلَاقِ. اللَّهُمَّ وَفِّقْنَا لِذَلِكَ. آمين.
20/11/2024, 22:49 من طرف Admin
» كتاب مواعظ الإمام زين العابدين ـ صالح أحمد الشامي
18/11/2024, 23:30 من طرف Admin
» كتاب إتحاف النفوس بنفحات القدوس ـ عبد القدوس بن أسامة السامرائي
18/11/2024, 23:25 من طرف Admin
» كتاب الإعلام بفضل الصلاة على النبي والسلام ـ محمد بن عبد الرحمن بن علي النميري
18/11/2024, 23:20 من طرف Admin
» كتاب الغيب ـ محمد متولي الشعراوي
18/11/2024, 23:08 من طرف Admin
» كتاب الشيطان والإنسان ـ محمد متولي الشعراوي
18/11/2024, 23:03 من طرف Admin
» كتاب الشعراوي هنا رأيت سيدنا إبراهيم ـ سعيد أبو العنين
18/11/2024, 23:01 من طرف Admin
» كتاب الخير والشر ـ محمد متولي الشعراوي
18/11/2024, 22:57 من طرف Admin
» كتاب التربية في مدرسة النبوة ـ محمد متولي الشعراوي
18/11/2024, 22:55 من طرف Admin
» كتاب: إرشاد العباد إلى سبل الرشاد ـ للملبباري
18/11/2024, 22:41 من طرف Admin
» ـ كتاب آداب الحسن البصري ـ أبن الجوزي
18/11/2024, 22:34 من طرف Admin
» كتاب الله والنفس البشرية ـ لمحمد متولي الشعراوي
18/11/2024, 22:23 من طرف Admin
» كتاب: معرفة النفس طر يق لمعرفة الرب ـ أستاذ البصيرة عبدالوهاب حسن
18/11/2024, 22:21 من طرف Admin
» كتاب الطريق الي الله ـ الشيخ علي جمعة
18/11/2024, 21:50 من طرف Admin
» كتاب: كتاب النفس والجسد والروح ـ ابراهيم البلتاجي
18/11/2024, 21:38 من طرف Admin